دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ربيع الثاني 1442هـ/25-11-2020م, 10:51 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم العشرين من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم العشرين من تفسير سورة البقرة
(الآيات: 275- 286)


بالاستعانة بالتفاسير الثلاثة المقرّرة اكتب رسالة تفسيرية في واحد من الأقسام التالية:
1: آيات الربا،
بأسلوب التقرير العلمي.
2: آيات الدين بالأسلوب الاستنتاجي.
3: آخر ثلاث آيات من سورة البقرة، بأسلوب الحجاج.



إرشادات:
- مصادر الرسائل هي التفاسير الثلاثة المقرّرة للدراسة، ويمكن الاستعانة بتفاسير أخرى من باب توسيع دائرة الاطّلاع.
- تراجع الإرشادات الخاصّة بكل أسلوب تفسيري في دورة أساليب التفسير، وكذلك خطة إعداد الرسالة التفسيرية (هنا).
- يمكن أن يضاف للأسلوب الأساسي للرسالة غيره من الأساليب مما يستدعيه المقام ويعين على تحسين الرسالة.



والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ربيع الثاني 1442هـ/7-12-2020م, 02:27 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي آيات الدين بالاسلوب الاستنتاجي

بسم الله والحمد لله والصلاة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فقد شرع الله عز وجل الكتابة والإشهاد على الديون؛ حفظا للحقوق وصيانة للذمم، وذلك في آيتين من سورة البقرة، وقد استنبط العلماء من هاتين الآيتين عددا من الفوائد والأحكام.
منها: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ فقد روي أن هذه الآية نزلت في بيع السلم، ولكنها تعم كل بيع بأجل وكل دين. قال ابن عباس رضي الله عنه: «نزلت هذه الآية في السلم خاصة».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «معناه أن سلم أهل المدينة كان بسبب هذه الآية، ثم هي تتناول جميع المداينات إجماعا»
ومنها: حكم الكتابة للدين: وقد اختلف العلماء فيها؛ فذهب بعضهم إلى أنها واجبة؛ لأن مطلق الأمر للوجوب إلا أن توجد قرينة صارفة، وذهب بعضهم إلى أنه كان واجبا إلا أنه نسخ بقوله: {فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته} ، وذهب الجمهور إلى انه مندوب إليه، ولكنه يقوى في بعض الأحيان، وقد يجب إن تُيقن ضياع الحق بعدمه.
قال ابن جريجٍ: «من ادّان فليكتب، ومن ابتاع فليشهد».
وقال قتادة: «ذكر لنا أنّ أبا سليمان المرعشيّ، كان رجلًا صحب كعبًا، فقال ذات يومٍ لأصحابه: هل تعلمون مظلومًا دعا ربّه فلم يستجب له؟ فقالوا: وكيف يكون ذلك؟ قال: رجلٌ باع بيعًا إلى أجلٍ فلم يشهد ولم يكتب، فلمّا حلّ ماله جحده صاحبه، فدعا ربّه فلم يستجب له؛ لأنّه قد عصى ربّه».
ومنها: شرط الكاتب: أن يكون عدلا وأن يكتب بالحق والعدل ولا يجور.
ومنها: حكم امتناع الكاتب: اختلفوا هي هي واجبة أم له الامتناع، والراجحأن يتعين إن خيف ضياع الحق، أما إذا أمكن الكتاب فليس يجب الكتب على معين، بل له الامتناع إلا إن استأجره، وأما إذا عدم الكاتب فيتوجه وجوب الندب حينئذ على الحاضر، وأما الكتب في الجملة فندب كقوله تعالى: {وافعلوا الخير}[الحج: 77] وهو من باب عون الضائع.
ومنها: أن الذي يملي: هو الذي عليه الدين، وذهب قوم إلى أنه هو صاحب الدين، وضعفه ابن عطية قائلا: " وهذا عندي شيء لا يصح عن ابن عباس، وكيف تشهد على البينة على شيء وتدخل مالا في ذمة السفيه بإملاء الذي له الدين؟ هذا شيء ليس في الشريعة، والقول ضعيف إلا أن يريد قائله أن الذي لا يستطيع أن يملّ بمرضه إذا كان عاجزا عن الإملاء فليمل صاحب الحق بالعدل ويسمع الذي عجز، فإذا كمل الإملاء أقر به، وهذا معنى لم تعن الآية إليه، ولا يصح هذا إلا فيمن لا يستطيع أن يمل بمرض فقط"
ومنها: ما يجب على المملي: أن يتقي الله تعالى ولا يملي إلا بالحق والعدل وليحذر من نقصان الحق وبخسه.
ومنها: أصحاب الأعذار الذين يقوم وليهم من أب أو وصي مقامهم في الإملاء: هم السفيه: وهو الخفيف الرأي في المال الذي لا يحسن الأخذ لنفسه ولا الإعطاء منها ، والضعيف: هو المدخول في عقله الناقص الفطرة ، والعاجز: هو الصغير والغائب لمرض ونحوه والأخرس على الأرجح.
ومنها: صفة الشهداء: رجلين عدلين ، بدلالة (شهيدين من رجالكم)، فإن لم يكن فرجل وامرأتان مرضيتان
وقوله تعالى: {من رجالكم} نص في رفض الكفار والصبيان والنساء، وأما العبيد فاللفظ يتناولهم. واختلف العلماء فيهم فقال شريح وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل: «شهادة العبد جائزة إذا كان عدلا، وغلبوا لفظ الآية». وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة وجمهور العلماء: «لا تجوز شهادة العبد، وغلبوا نقص الرق، واسم كان الضمير الذي في قوله يكونا».
ومنها: حكم شهادة النساء: قد اختلف فيه عن الإمام مالك رحمه الله؛ ف روى عنه ابن وهب أن شهادة النساء لا تجوز إلا حيث ذكرها الله في الدين، أو فيما لا يطلع عليه أحد إلا هن للضرورة إلى ذلك، وروى عنه ابن القاسم أنها تجوز في الأموال والوكالات على الأموال وكل ما جر إلى مال، وخالف في ذلك أشهب وغيره، وكذلك إذا شهدن على ما يؤدي إلى غير مال، ففيها قولان في المذهب.
ومنها: الحكمة من كون اثنتان من النساء تقوم مقام الرجل الواحد: هو لكي تذكر إحداهما الأخرى إذا ضلت ونسيت بعضا، وذهب عبضهم إلى ان المعنى على قراءة التخفيف من الذكورة، فتجعلها كالذكر في الشهادة، وهو بعيد.
قال ابن عطية: " ولما كانت النفوس مستشرفة إلى معرفة أسباب الحوادث، قدم في هذه الآية ذكر سبب الأمر المقصود أن يخبر به، وفي ذلك سبق النفوس إلى الإعلام بمرادها، وهذا من أنواع أبرع الفصاحة، إذ لو قال رجل لك: أعددت هذه الخشبة أن أدعم بها الحائط، لقال السامع: ولم تدعم حائطا قائما؟ فيجب ذكر السبب فيقال: إذا مال. فجاء في كلامهم تقديم السبب أخصر من هذه المحاورة"
ومنها: حكم الشهادة: تحملا: اختلفوا فيها بين الوجوب والندب، والندب أرجح، وأداء: اختلفوا فيها ايضا، الأرجح فيها الوجوب إن خيف ضياع الحق والا فندب
قال ابن عطية: " والآية كما قال الحسن جمعت أمرين على جهة الندب، فالمسلمون مندوبون إلى معونة إخوانهم، فإذا كانت الفسحة لكثرة الشهود وإلا من تعطل الحق فالمدعو مندوب، وله أن يتخلف لأدنى عذر وإن تخلف لغير عذر فلا إثم عليه ولا ثواب له، وإذا كانت الضرورة وخيف تعطل الحق أدنى خوف قوي الندب وقرب من الوجوب، وإذا علم أن الحق يذهب ويتلف بتأخر الشاهد عن الشهادة فواجب عليه القيام بها، لا سيما إن كانت محصلة، وكان الدعاء إلى أدائها، فإن هذا الظرف آكد لأنها قلادة في العنق وأمانة تقتضي الأداء"
ومنها: الندب لكتابة قليل الدين والبيع وكثيره وعدم السآمة من ذلك.
ومنها: الحكمة من مشروعية الكتابة: (ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا) فهو أعدل وأضبط للشهادة وأقرب لعدم الريبة والشك.
ومنها: أنه يباح ترك الكتابة في التجارة الحاضرة التي يتم فيها العوض والتقابض والبينونة بالمقبوض
ومنها: حكم الشهادة على البيع: اختلف فيها بين الوجوب والندب، قال ابن عطية: " والوجوب في ذلك قلق أما في الدقائق فصعب شاق وأما ما كثر فربما يقصد التاجر الاستيلاف بترك الإشهاد، وقد يكون عادة في بعض البلاد، وقد يستحيي من العالم والرجل الكبير الموقر فلا يشهد عليه، فيدخل ذلك كله في الائتمان، ويبقى الأمر بالإشهاد ندبا لما فيه من المصلحة في الأغلب ما لم يقع عذر يمنع منه كما ذكرنا"
ومنها: معنى مضارة الكاتب والشهيد: فيها قولان:
الأول: لا يضر طالب الشهادة أو الكتابة بالكاتب والشاهد بأن يحملهما على الكتابة والشهادة وهما مشغولان، وهذا على أن الراء الأولى المدغمة مفتوحة (يضارَر)
الثاني: لا يضر الكاتب والشاهد بالكتابة بغير الحق وشهادة الزور أو بأن يزيدا او ينقصا من الحق، وهذا على أن يضار بكسر الراء الأولى، وقد رجح بعذ المفسرين هذا القول؛ استنادا لدلالة السياق وقوله تعالى: {وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم} فإن تغيير الحق هو الذي يسمى فسقا. والآية تعمهما معا
وحكمها: محرمة وهي من الفسق.
ومنها: الأمر بتقوى الله تعالى في كل حين، وقد تكرر هذا الأمر مرتين في هذه الآية، ومرة ثالثة في الآية التي تليها؛ إشعارا بعظم هذه الأحكام وأنه حري بنا معشر المسلمين أن نتقي الله ونلتزم بأحكامه في هذه المعاملات وغيرها من الأحكام.
ومنها: الإعلام بأن هذه الأحكام من تعليم الله تعالى لعباده؛ وعطف هذه الجملة (ويعلمكم الله) على الامر بتقواه؛ فيه إشعار بأن تقوى الله تعالى سبيل لنيل العلم، كما أن العلم النافع يحمل المؤمن على العمل والتقوى.
ومنها: ختام الآية بعلمه تعالى بكل شيء؛ مناسب لهذه الآية فتعليم الله لنا هذه الأحكام العظيمة نابع من كمال علمه تعالى وكمال حكمته وقدرته، كما أن فيه تحفيزا وتهيئة للمتلقي على امتثال هذه الأحكام؛ فالعالم بمصالح العباد هو الآمر بها.
ومنها: حكم الرهن: وهو أنه جائز في السفر بهذه الآية؛ فيجوز عدم الكتابة أو الإشهاد في حالة السفر وعدم وجود كاتب، أو عدم توفر آلة الكتابة من قرطاس وقلم ودواة ونحوها، وقد بينت السنة جواز الرهن في الحضر أيضا؛ لما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي في شعير لأهله صلى الله عليه وسلم.
ومنها: جواز ترك الرهن ايضا مع الاستئمان والاستيثاق بين الطرفين، وامر تعالى الدائن برد الأمانة على الوجوب.
ومنها: حكم ترك الشهادة: نهى تعالى نهي تحريم عن كتمان الشهادة التي يضيع بكتمانها الحق {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ} فكتمانها والحالة هذه إثم عظيم، وتوعد تعالى على كتمانها {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} فيجازيكم بأعمالكم، وموضع النهي هو حيث يخاف الشاهد ضياع حق، وقال ابن عباس: «على الشاهد أن يشهد حيثما استشهد ويخبر حيثما استخبر، قال ولا تقل أخبر بها عند الأمير بل أخبره بها لعله يرجع ويرعوي».
قال ابن عطية: «وهذا عندي بحسب قرينة حال الشاهد والمشهود فيه والنازلة، لا سيما مع فساد الزمن وأرذال الناس ونفاق الحيلة وأعراض الدنيا عند الحكام، فرب شهادة إن صرح بها في غير موضع النفوذ كانت سببا لتخدم باطلا ينطمس به الحق»

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ربيع الثاني 1442هـ/8-12-2020م, 10:08 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

‎مجلس المذاكرة القسم 20 من تفسير سورة البقرة
‎الآيات :من :275-286.
‎رساله تفسيرية بأسلوب الحجاج عن قوله تعالى " لله مافي السموات ومافي الأرض..."
‎تضمنت الآيات الكريمة حججا وآيات على إثبات وحدانية الله سبحانه ، واستحقاقه للعبادة ، ردا على الكافرين والمنافقين الذين تنكبوا الصراط المستقيم ، حيث أن ختام هذه السورة بهذه الآيات مرتبط بأولها ، حيث جاء في أول السورة ذكر لأنواع البشر الثلاثة :المسلمون الكافرون والمنافقون ، وموقف كل منهم من دعوة التوحيد ، وتضمنت السورة عرضا لأحكام شرعية عظيمة ،تحقق مقاصد الشرعية ، كما تضمنت الاحتجاج على كل نوع بما يناسبه ، فكانت هذه السورة بهذا العرض من بدايتها إلى نهايتها للمعالجة وتحقيق المقاصد ، لذا سميت السورة : فسطاط القرآن ، من حيث أن تعلمها بركة ،وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة ، وصرف الله عز وجل فيها الخطاب إلزاما بالحجة ،وإقامة للمحجة ،فيقرر الله سبحانه ملكه وجبروته لكل مافي العوالم العلوية والسفلية ، " لله مافي السموات والأرض .." فكيف يحيد الكافر عن طاعة الله ، ويغفل عن عظمته المتمثلة في قدرته، وفي ذلك إنكار على من أنكر وحدانية الله ، وعاند وخالف وهو تحت ملكوت ربه ، فالموجد لا رب غيره ، والتعبير ب"ما" لأن الغالب على المخلوقات أنها جماد ، كما أن في التعبير تعريض بالوعد والوعيد،* فإنكم جميعا عبيد لله ، لا يفوته عملكم ، وسيجازيكم عليه ، ويحاسبكم عنه ، فلا مهرب ولا مناص ، والجميع في ملك الله سبحانه ،وتحت قدرته ، وتمام سيطرته -سبحانه- ،ثم يبين سبحانه تمام اطلاعه وعلمه بكل شي

‎،" وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه " فقد خاف الصحابة من ذلك ، كما أن في الآية تعريض بالمنافقين الذين أضمروا الكفر ،وأعلنوا الإسلام ، بأن الله مطلع على نفاقهم ،وكاشف لمعتقداتهم الباطلة ، فالأمر سواء لا تنفع فيه المواراة والكتم ، بل يعلمه الله سبحانه ،وسيحاسب عليه ، لأن الله أعلم بالسرائر والظواهر ، ومطلع على مايخفي الإنسان في صدره من مخالفات عقدية، أو يكن في نيته من باطل ، فإن الله يعلم خفايا النفوس ، فلا مهرب ولا مفر من علم الله وإدراكه جل وعلا ، وتقديم الإبداء على الإخفاء لما أن المعلق بما في أنفسهم هو المحاسبه و الأصل فيها الأعمال البادية ،وأما العلم فتعلقه بها كتعلقه بالأعمال الخافية ،
‎كما أن في الآية تحذير من كتم الشهادة عند طلبها ،ووجوب بذلها في مقامها ، وتحملها وأدائها حسب الحق والمصلحة والعدل ، إضافة إلى أن في الآية تعريض بالكافر الذي لم يخطر بباله أن يهم بعمل يدخله الإسلام ،واستمر كالكوز مجخيا ، فسيحاسب على تفريطه، " يحاسبكم به الله " أي أن الله سيؤاخذ و يجازي على كفر الكافر تبكيتا له ، لأنه تلقى الإسلام ورفضه ،فكان في وسعه ، لكنه جحد وتكبر ، وذلك* ملاحظ فيه استصحاب المعتقد والفكر فيه ، والمحاسبه إنما تكون على ماتقرر واعتقد واستصحب الفكرة إليه ، أما الخواطر فليست في النفس إلا تجوزا ، والمحاسبه من تمام عدل الله سبحانه ، فالإنسان لم يخلق عبثا ، والملائكة تدون أعمال الإنسان في صحائف الأعمال ،ولا مجال لإخفاء الأعمال ، أو اعتقاد أنها تزول وتذهب ،بل كل محاسب على عمله وما اقترفت يداه، كما أن في الآية حجة على منكري الحساب من المعتزلة والروافض ، وتقديم الجار والمجرور على الفاعل في " يحاسبكم به الله " للاعتناء به ، وقد يلزم من المحاسبة :المعاقبة ، وينادى على الكفار والمنافقين على رؤوس الأشهاد " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم"،

‎ففي الآية تعريض بالكافرين الذين لا يهتمون بصغير ولا كبير في حياتهم ، "فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " فإن الله جل وعلا يغفر بفضله ، لمن ينزع عن المعاصي ، ويعذب من أقام على الكفر بعدله ، حسبما تقتضيه مشيئته المبنية على الحكم والمصالح ، للعصاة الذين ينفذ عليهم الوعيد ، حتى يكون الإنسان بين الخوف والرجاء ، وهذا من القول بالموجب من الأفعال والأقوال ، ثم إن الله ذيل الآية بقوله " والله على كل شيء قدير " وهو تذييل لما دل على عموم العلم بما يدل على عموم القدرة ، وفيه تقرير مضمون ماقبله ، فإن كمال قدرته -جل وعلا- على جميع الأشياء موجب لقدرته سبحانه على ماذكر من المحاسبة ،وما فرع عليه من المغفرة والتعذيب
‎ثم قال تعالى ، غفرانك ربنا " أي :من التقصير في مراعاة حقوقك ،فيه سؤال الله الرحمة واللطف والعطف والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إليهم للمبالغة في التضرع والجؤار ،وهو ما ينبغي أن يكون عليه العبد المؤمن تجاه خالقة ورازقه، خلاف ماعليه المكذبون الضالون ،وختم سبحانة الآية الأولى ،بقوله " وإليك المصير " وهو تذييل لما قبله ، مقرر للحاجة إلى المغفرة ، لما أن الرجوع إنما هو للحساب والجزاء ،وتقرير للبعث والوقوف بين يدي الله سبحانه،

‎ولا مناص لكل الناس من ذلك ،وخاصة من شكك بالبعث من الكفرة ،ومن الوقوف بين يدي الله سبحانة ،وهو الركن السادس من أركان الإيمان ،وفيه تذكير وتثبيت للكفار المعاندين ،بأنهم سيرجعون إلى الله ،ويحاسبون ،وتقديم الجار على المجرور "إليك "لإرادة الحصر ،وهو قصر حقيقي قصدوا به لازم

‎فائدته ،صائرون إليه ،ولا يصيرون لغيره ممن بعدهم من أهل الضلال ،كما أن في التعبير مجاز أريد به تمام الامتثال والإيمان والطاعة ،وأن من عظمة التشريع الإسلامي أنه تشريع مناسب لطاقات النفس البشرية ،فلا يكلف الله عبادة من أعمال القلوب والجوارح إلا وهي في وسع المكلف ،وفي مقتضى إدراكه وبنيته ،قال تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ،وفي مجال قدراته واستطاعته ،قال تعالى " يريد الله بكم اليسر "

‎وقال تعالى " فاتقوا الله ما استطعتم " ،وذلك كله إحسان من الله لخلقه ، وللرسول عليه السلام وأمته ، ولطفه بخلقه ورأفته بهم ،فلا يؤاخذ الله إلا بما يملك الإنسان دفعه، أما مالا يملك من وسوسة فلا يؤاخذ به ،فلا حجة للكفار في عدم الالتزام بها ،أو تثاقلها كما أعطى الله سبحانه الأعذار في بعض الأحوال كالسفر والمرض ووقوع لفظة " نفساً" في سياق النفي " لايكلف " يفيد العموم ،لأن الله ما شرع التكليف إلا للعمل ،واستقامة أحوال الخلق ،فلا يكلف إلا بما يطيقون ،ويقرر سبحانه أن العبد مفتقر إلى خالقه، ومأمور أن يتوجه له بالدعاء والاستكانة ،ومن تمام عدل الله سبحانة أن لايحاسب الإنسان إلا بما اقترفت يداه " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " ،وجاء التعبير ب "لها " من حيث هي مما يفرح الإنسان بكسبه ،ويسّر به فتضاف إلى ملكه ،وجاء التعبير ب" عليها " من حيث هي أوزار وأثقال ومتحملات صعبة ،فكل محاسب عن عمله ،فلا يؤاخذ أحد ،ولا يحاسب بذنب غيره

‎ولا يؤاخذ أحد بجريرة غيره ،فكل مسئول عن نفسه ،قال تعالى " ولا تزروا وازرة وزر أخرى " ،أما الخواطر فليست من كسب الإنسان ،وجاء تقديم الجار والمجرور في " لها" و " عليها " لقصد الاختصاص ،أي :لا يلحق غيرها شيء، ولا يلحق شيء من فعل غيرها، وفي ذلك إبطال لأمر الجاهلية من اعتقاد شفاعة الآلهة لهم عند الله

‎،قال تعالى " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " ،فهو إرشاد من الله وتعليم إلى* سؤاله عدم المؤاخذة بما صدر من تقصير بسبب النسيان ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث ، عن الخطأ على المتعمد ،والنسيان والاستكراه "،وشرع لعباده التوبة ،فالإنسان قاصر مخطئ كسير ،والله جل وعلا عالم بنيات الخلق ،وعالم بنيات أهل الشك والريب والرياء من الكفرة والمنافقين ،وسيخبرهم بما كسبت قلوبهم من شك ورياء،

‎ثم جاء التعبير بالدعاء بالربوبية " ربنا " المشعر بالضراعة والمسكنة ،وهو حال المؤمنين خلافاً لما عليه الكفره الجاحدين ، وتوسيط للدعاء بأن لا يحمل الله علينا أمراً يثقل علينا ،أو يمتحننا بذلك ، من الأعمال الشاقة ،كما شرعته على بني إسرائيل من اليهود والنصارى ،من الأغلال والآصار ،وقتل أنفسهم .قال عليه السلام " بعثت بالحنيفية السمحة "، ثم قال تعالى " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " والحمل مجاز في التكليف بأمر شديد يثقل على النفس ،وهو مناسب لاستعارة الإصر ،وأعاد الدعاء لإظهار التذلل والانكسار لله،

‎عكس حال أهل الكفر من التعنت والعناد والجحود ،وكذلك الدعاء بأن لا يكلفنا الله من المصائب والبلاء ،والدعاء بدفع الشرور والمحن ، ثم توالى الدعاء " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا " منتهى الخضوع والتذلل والاستكانة لله سبحانه ،وهي مناح للدعاء متباينة ،سواء في الحال ،أو في المآل ، وقال " أنت مولانا " ،فصله لأنه كالعلة للدعوات الماضية ،أي : دعوناك ورجونا منك ذلك* مولانا ، وهو مدح لله تضمن التقرب إليه ،وشكر نعمته ،وتقرير أنه موضع ولاية علينا ،وطلب ما يستلزمه من نصرنا ورعايتنا ،ولا لكم ذلك أيها الكفرة الجاحدون ،وختم الله سبحانة بالدعاء بالنصر على القوم الكافرين أياً كانوا ،والنصر هو ملاك قيام الشرع وعلو الكلمة ،ووجود السبيل إلى أنواع الطاعات ،وفي التفريع* بالفاء إيذان بتأكيد طلب إجابة الدعاء بالنصر، لأنهم جعلوه مرتبا على وصف محقق،

‎وهو ولاية الله للمؤمنين ،وإنما يكون النصر في إقامة الحجة على الكافرين ،وغلبتهم في الحرب والظهور عليهم ،كما وعد الله سبحانة ،والتعبير فيه إشارة إلى أن إعلاء كلمة الله ،والجهاد في سبيله حسبما أمر في تضاعيف السورة، وهو غاية مطلبهم ومنتهى سعادتهم وكيف لا ؟ والكفرة قد جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك ورسالة نبيك ،وعبدوا غيرك ،وأشركوا معك في عبادتك .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ربيع الثاني 1442هـ/10-12-2020م, 02:54 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم العشرين من تفسير سورة البقرة
(الآيات: 275- 286)

1: رقية عبد البديع أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2: عبد الكريم الشملان أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
سقط من الرسالة تفسير الشطر الأول من قوله تعالى: {آمن الرسول} الآية، فأنتظر إضافته تتميما للرسالة ودرجة التقويم.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 جمادى الأولى 1442هـ/15-12-2020م, 09:27 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

ثم إن الله سبحانه ختم السورة " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه" تعظيما لنبيه وأتباعه ونكاية بالكافرين المعاندين ، وكذلك في الآيتين الأخيرتين فذلكة و تأكيد لجميع ما سبق ، وأنه استوفى جميع تلك الأغراض ، ومن فضائل الآيتين أنهما نزلتا من كنز تحت العرش وورد
في الحديث " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه"، يعني من قيام الليل ، وخسر الكفرة والمنافقون ذلك الفضل بسبب كفرهم ، وعتوهم ، وإنكارهم وجحودهم بعظمة الله سبحانه الذي من فضله وكرمه شرع تلك الشرائع السابقة من صلاة وزكاه ،فهو المستحق للتعظيم والإجلال ، وذلك ما جاء به الرسول الذي ورد بعنوان الرسالة المنبئة عن كونه عليه السلام صاحب كتاب مجيد ، وشرع جديد ، تمهيدا لما يعقبه من قوله " بما أنزل إليه " ، إشارة إلى القرآن الكريم :" الكتاب الخاتم ، كما أن فيه مدح وثناء بسبب ثمرة الطاعة والانقطاع إلى الله ، وذلك ما خسره بنو إسرائيل من ذمهم وتحميلهم المشاق ،من المذلة والمسكنة ،و الجلاء ، والتبكيت لهم ، و" ما" فيها إشارة إلى العموم ، لكل ما نزل ، وكل جزء من أجزائه ، وفيه تحقيق لكيفية إيمانه ،وتعيين لعنوانه ، وقوله" من ربه" تعرض لعنون الربوبية ، مع الإضافة لضميره -عليه السلام -تشريف له وتنبيه أن إنزاله إليه تربية وتكميل له ، وأن من تنكب ذلك من الكفار والمنافقين ناقصون في ذلك ، قاصرون في شخصياتهم وعقولهم وتربيتهم ، وقوله " و المؤمنون" تزكية وتشريف للصحابة ومن تبعهم بإحسان ،واللام عهدية ، وتقديم المؤمن به على المعطوف اعتناءاً بشأنه ، وإيذانًا بأصالته - عليه السلام- في الإيمان به ، وكمال إجلال شأنه ، وتفخيم إيمانه ،" كل آمن":- التكرار والإسناد في لفظ الإيمان محوج إلى التقوية و التأكيد ، كما أن لفظ " كل" يصلح للإحاطة ،ويدل عليها دلالة عموم، وتوحيد الضمير في " آمن" مع رجوعه لكل المؤمنين ، لما أن المراد بيان إيمان كل فرد منهم ،من غير اعتبار الاجتماع ،فكيف يتنكب الكفار ذلك الاجتماع المعنوي على الإيمان بالله ،و يعاندوا ، وتخصيص الإيمان بالله :- وهو التصديق الجازم به سبحانه والإلوهية، عكس ما كان عليه الكفرة من قبول عبادة الأصنام وغيرها " "وملائكته" :- فيه تعريض بما كان عليه أهل الإلحاد والجهل من اعتقادهم أن الملائكة بنات الله ، وأي معتقدات جاهلية فيهم ، وإنما هم مأمورون بإنزال الكتب وإلقاء الوحي وغيرها من الأوامر الإلهية،
" وكتبه" :- أي التصديق بكل ما أنزل الله على الأنبياء ، وبما نزل على النبي الكريم ،خصيصاً وأنه خاتم الكتب ، وفيه رد على من كفر بالكتب ،أو بعضها ،من اليهود والنصاري وغيرهم من الكفرة ، أو حرف التوراة والإنجيل من أهل الكتاب ، وكذلك أن الإيمان بكل الكتب مندرج في الإيمان بالكتاب
المنزل، ومستند إليه ، وليس مناط الإيمان خصوصية كتاب، فلا يصح إيمان إنسان إلا بالتصديق بالكتب المنزلة عموماً ، وفيه تعريض بالكفرة الذين جحدوها ، ويقرر الله سبحانه وتعالى عدم التفريق بين الرسل ، قال تعالى "لا نفرق بين أحد من رسله" : بل الجميع صادقون بارون راشدون مهديون هادون إلى سبيل الخير ، فقيدوا به إيمانهم ، تحقيقاً للحق ، وتخطئة لأهل الكتابين ،حيث أجمعوا على الكفر بالرسول صلى الله عليه وسلم ، واستقلت اليهود بالكفر بعيسى عليه السلام ، وهم بذلك يهدون للشر والضلال ، وعدم التفريق بين الرسل بسبب أنهم جاءوا جمعياً برساله التوحيد ، و بتقرير عبودية الله ، فهم يأخذون من مشكاة واحدة ،فكيف يُدَّعى التفريق بينهم ؟؟
" وقالوا سمعنا وأطعنا":- وهو عطف على " آمن الرسول" وصيغته الجمع باعتبار جانب المعنى ، وهو حكاية لامتتالهم بالأوامر إثر حكاية إيمانهم ، وهو فهم لما عندهم من الحق ، وتيقن بصحته ، والقيام به ، وتمثله قولاً وعملاً واعتقادا ،والسير عل مقتضاه ، وإنما جاء لفظ الماضي ، "سمعنا وأطعنا"دون المضارع ليدل على رسوخ ذلك ، لأنهم أرادوا إنشاء القبول والرضا ، ولوحظ تقديم الوسيلة على المسئول وذلك أدعى إلى الإجابة والقبول ، كما أن في ذلك مدح يقتضي الحض على هذه المقالة ، وأن يتمثلها المؤمن غابر الدهر ،
فلا فائدة فيمن يسمع الحق ولا يقبله ولا يعمل به، وهو ما كان عليه الكفرة والملحدون من أهل الكتاب الذين تنكبوا الحق ،وردوا الهداية ،وتمردوا ووقعوا في العصيان ،فلم يستفيدوا مما أنعم الله به عليهم من سمع وبصر وعقل وفكر ، فصاروا كالأنعام " إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل"، فصاروا في ترك القبول بمنزلة من لا يسمع ،وقال تعالى " إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون "،

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 جمادى الأولى 1442هـ/23-12-2020م, 10:19 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

السلام عليكم
سبق اكمال مجلس المذاكرة في قوله تعالى "امن الرسول بما انزل ....
ولم تعدل الدرجة

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 جمادى الأولى 1442هـ/5-01-2021م, 10:02 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم
عبد الكريم الشملان أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir