اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان
تطبيق علي الآسلوب البياني
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)}
معاني المفردات
1- ألهاكم: شغلكم و أنساكم. واللهو ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه، ويعبر به عن كل ما به استمتاع وقيل : سلاَّه و شغله عن الأهمّ. يقال ألهاه عن كذا، وألهاه إذا شغله، لهوت بكذا, ولهوت عن كذا؛ أي: اشتغلت عنه بلهو، ويقال: ألهى عن كذا؛ أي: شغل عما هو أهم
2- التَّكَاثُرُ: مكاثرة اثنين مالًا أو عددًا بأن يقول كل منهما لصاحبه: أنا أكثر منك مالًا وأعظم نفرًا, وقيل هو التباري في الكثرة والتباهي بها وقيل تكاثر القوم: صاروا كثرةً وتفاخروا وتباهوا
3- زرتم: زاره يزوره: عاده ويقال: زار فلانًا: أتاه بقصد الالتقاء به، قصده لأنس أو حاجة.
4- المقابر: والمقابر جمع مقبرة بفتح الباء وضمها. وهي اسم مكان من قبَرَ: مكان الدَّفن
ما ينشغل به الإنسان:
قال ابن عباس: بالأموال والأولاد
قال قتادة: التكاثر والتفاخر بالقبائل والعشائر
قال الضحاك: ألهاكم التشاغل بالمعاش والتجارة
المراد بزيارة المقابر في الآية:
1- حتى أدرككم الموت وأنتم على تلك الحال ولحقتم بالقبور
2- عد الأموات لاجل التكاثر بهم.
3- زيارة المقابر حقيقة لتعظيم أهلها والتفاخر بهم.
سبب النزول:
سورة التكاثر مكية, نزلت في حيين من قريش تكاثروا فيما بينهما في أعداد الرجال ومناصبهم والرؤساء منهم, والحيان هم بنو عبد مناف وبنو سهم فقال بنو عبد مناف منا الرؤساء وعدوا أحيائهم فكثروا بنو سهم, وقال بنو سهم أهلكنا البغي فلنعد الموتي, فعدوا الموتي فغلبهم بنو سهم بثلاثة أبيات. فأنزل الله عز وجل ( ألهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر).
المعني الإجمالي للآيات:
يخبر سبحانه وتعالي هؤلاء المتكاثرين من المشركين أنهم قد شغلهم وأنساهم حب الدنيا والرئاسة فيها والتعالي والتكبر علي الخلق عما خلقوا من أجله وعما ينفعهم في دنياهم وأخراهم, فبدل ما يؤمنوا بالنبي صلي الله عليه وسلم ويعملوا الأعمال الصالحات التي تقربهم من الله عز وجل وتكون سبباً في دخلوهم الجنة, إذا بهم ينشغلون بهذا الأمور التافهة التي لا تنفع صاحبها بل تورث البغضاء والشحناء بين الناس مما قد يؤدي لحدوث قتال بيت الحيين بسبب هذا التفاخر والتكاثر. وهم لم يكتفوا بالتكاثر بالأحياء, بل تكاثروا وتفاخروا بأمواتهم, بعدد الموتي وبما كانوا يعملون قبل مماتهم وهذا من شدة حمقهم وقلة عقولهم.
أوجه البيان اللغوي في الآيتين:
1- قوله ألهاكم: تدل علي الإنشغال بما لا ينفع ولا يهم, وهو بخلاف اللعب فإن اللعب قد يكون للتأديب والتدريب. ويترتب علي اللهو الآعراض عن الحق والإقبال علي الباطل.
2- حذف الملهي عنه يفيد أحد أمرين:
أ- التعظيم والمبالغة. لأن الحذف كالتنكير قد يكون ذريعة إلى التعظيم لاشتراكهما في الإبهام.
ب- العموم: ليعم كل ما يهم من طاعة الله عز وجل كالذكر والصلاة والقرآن و المندوبات والواجبات.
3- التعريف في التكاثر: للعهد القريب وهو التكاثر بأمور الدنيا وهو العهد المذموم.
4- حتي : حرف غاية وجر وعلى كل حال هي بمثابة الغاية للإلهاء فتكون غايتهم زيارة المقابر او عد القبور والتباهي بها.
5- التَّعْبِيرُ بِالْفِعْلِ الْمَاضِي فِي زُرْتُمُ لِتَنْزِيلِ الْمُسْتَقْبَلِ مَنْزِلَةَ الْمَاضِي لِأَنَّهُ مُحَقَّقٌ وُقُوعُهُ.
6- أن الخبر في قوله تعالي ( ألهاكم التكاثر ) للتقريع والتوبيخ.
7- قوله زرتم : فيها إشارة إلي البعث يوم القيامة, فإن الزائر لا يستقر وإنما يرجع إلي بيته ومستقره وهو الجنة أو النار.
ما ترشد إليه الآيات: أن الاشتغال بالدنيا والمكاثرة بها والمفاخرة فيها من الخصال المذمومة
|
أحسنت نفع الله بك
ب
المطلوب كتابة رسالة تفسيرية : فيكون لها مقدمة تهيئ القارئ لما ينتظره في محتواها, فهو المخاطب هنا, وما كتبته أقرب إلى التقرير منه إلى الرسالة.
فأرجو قراءة الدرس الخاص بالأسلوب البياني مرة أخرى, مع العناية بقراءة المثال التي كتبه الشيخ حفظه الله.