دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شوال 1441هـ/11-06-2020م, 04:55 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الثانية

التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الثانية)

لخّص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:

1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2: رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.


إرشادات حلّ التطبيق:
المطلوب في أداء هذا التطبيق:

أولا: وضع قائمة بالمسائل والمقاصد الفرعية مع المقصد الكلّي للرسالة.
وهي القائمة التي قدّمت في المرحلة الأولى لهذا التطبيق.
ثانيا: تلخيص المقاصد.
وذلك بتلخيص كلام صاحب الرسالة في كل مقصد فرعي.
مع الانتباه أنه ليس المقصود بالتلخيص عنونة بعض فقرات الرسالة ونسخها بالكامل، كما أن تلخيص المقاصد ليس شرحا تفصيليّا مستطردا، وإنما المطلوب شرح مركّز يدور حول بيان العماد والسناد، ويوصى بمراجعة نماذج التلخيص المذكورة في الدروس جيدا لفهم طريقة التلخيص.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 شوال 1441هـ/18-06-2020م, 09:55 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 341
افتراضي

تلخيص رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب

 عناصر الرسالة :
 مقدمة في أحاديث الشهادتين
 تحرير القول في أحاديث ماجاء في من ان الشهادتين توجب لصاحبها الجنة وتحرمه على النار
 ارتباط الشهادتين واقتران محبة الله بمحبة رسوله
 تحقيق لا إله إلا الله في القلب وقوادحها
 صدق القلب السليم وإخلاصه لله
 تطهير القلب
 جملة من الفضائل العامة لكلمة الإخلاص

المقصد العام الكلي للرسالة :
فضل الشهادتين وإيجابها لصاحبها الجنة وتحريمه على النار لمن حققها وصدق في تطهير القلب لما سواها .
.............................................................................

 مقدمة في أحاديث الشهادتين :
الدليل على أن شهادة ان لا إله إلا الله تحرم العبد على النار
الدليل على أن من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله حرم على النار
الدليل على أنه لا يحجب عن الجنة من لقي الله بلا إله إلا الله محمد رسول الله غير غير شاك
الدليل على أنه يدخل الجنة من مات على لا إله إلا الله وإن كان من أهل الكبائر
..............................................................................

 تحرير القول في أحاديث ماجاء من أن الشهادتين توجب لصاحبها الجنة وتحرمه على النار

أحاديث التحريم على النار تحمل على أوجه
• أن المقصود تحريم الخلود الأبدي في النار
• تحريم دخول نار "نار " يخلد فيها أهلها
والقول الصواب في المسألة هو قول من قال : أن لا إله إلا الله سبب مقتضي لدخول الجنة والتحريم على النار ، ولا بد فيه من وجود شروط وانتفاء موانع ، ويؤيد ذلك أمور :
1) أحاديث وآثار رُتب فيه دخول الجنة على الأعمال الصالحة
__ في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان))
--- قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
__ وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك .
2) الأدلة على أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عن من أتى الشهادتين ، ولم يؤد حقوقها ، ومن ذلك قتال أبي بكر لمانعي الزكاة لانهم لم يؤدوا حق لا إله إلا الله ، وما رواه ابن عمر وأنس وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة " ، ويؤيده أيضا : قوله تعالى : ( فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) فعلق قبول التوبة وإخلاء سبيل الأسرى بالأعمال الصالحة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .
وللعلماء في المسألة أيضا أقوال أخرى :
1) أنها كانت قبل نزول الفرائض والحدود .
الرد عليهم : هذا بعيد ، فكثير منها نزل في المدينة بعد نزول الفرائض ، وبعضها في غزوة تبوك في أواخر عهد النبوة
2) أحاديث الباب منسوخة ، نسختها أحاديث الفرائض والحدود
والسلف يطلق لفظ النسخ ويقصدون به البيان والتوضيح ، فتبين بآيات الحدود والفرائض دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم .
3) هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط
4) هي مطلقة قيدتها نصوص أخرى ، منها : من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
...............................................................................
 ارتباط الشهادتين واقتران محبة الله بمحبة رسوله

فعمل القلب وتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا .
وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه ، ولا يعلم ذلك إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله .
واتباع نهجه وهديه فرسول الله أعلم الخلق بما يحب الله ويبغض ، قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
فقد تبين بهذه الآية من صدق في المحبة ومن ادعاها كذبا ، وقد اقتران محبة الله بمحبة رسوله في أدلة كثيرة لأجل هذا المعنى
ـــ مثل قوله تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم) إلى قوله: ( أحب إليكم من الله ورسوله)
ـــ حديث : " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " .
وكان الحديث عن المحبة خاصة لأنه إذا تمكنت المحبة من القلب انبعثت الجوارح في طاعة الله .
o " حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها "
o من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
o السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: ( اقض ما أنت قاض)
........................................................................................
 تحقيق لا إله إلا الله في القلب وقوادحها

القلب لا يكون محققا لكلمة الإخلاص إلا إذا كان تأليهه لله وحده محبة وخوفا ورجاء وحبا وتعلقا ورغبة ورهبة .
ومن الأمثلة على الذنوب التي تقدح في الإخلاص في لا إله إلا الله
o من عصى الله طاعة لغيره محبة او إجلال او هيبة او خوفا او رجاء .
o الرياء
o الحلف بغير الله
o التوكل على غير الله والاعتماد عليه
o من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان.
o الذنوب التي منشؤها من هوى النفس كقتال المسلم أو من أتى حائضا أو امرأة في دبرها .
o أن يحب شيئا مما يكرهه الله يكره شيئا يحبه الله .

o وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) ،
ـــــــ قال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
o طاعة الشيطان في معصية الله عبادة للشيطان، كما قال تعالى: ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان)
o كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده ، "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم "
...............................................................
 صدق القلب السليم وإخلاصه لله

الذين حققوا لا إله إلا الله هم أصحاب القلب السليم .
o والقلب السليم هو القلب المخلص الذي ليس فيه سوى الله .
o القلب السليم هو الذي صدق في لا إله إلا الله ، عنه صلى الله عليه وسلم : " من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار"
o هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله .
o فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا .
o فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) .
o القلب السليم هو الطاهر من المخالفات ليس فيه شيء من المكروهات .
o القلب السليم هو الذي ينجو ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
o القلب السليم هو الذي يصلح لمجاورة الرحيم ( سلام عليكم طبيتم فادخلوها خالدين ) .
o من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها .
.............................................................................
 تطهير القلب

o تطهير الله في الدنيا لعبده المحب
o قال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
o ومعنى هذا ان الله له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له :
1) التوبة .
2) ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى ومنها الحمى
o عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث "
o القلب الذي يحتاج إلى تطهير بالنار هو القلب الذي لم يحقق التوحيد ولم يقم بحقوقه يحتاج إلى التطهير بنار جهنم .
o أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك .
ــــ ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
o بعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم .
o وسائل لتطهير القلب من الذنوب
o رشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
o فطام النفوس عن رضاع الهوى
o الاستسلام والانقياد للطاعة، وتذكيرها قوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) .
o تذكير النفس بقربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
o الحياء من الله ، وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
.........................................................................
 جملة من الفضائل العامة لكلمة الإخلاص

o لأجلها خلق الله الخلق ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
o لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
o لأجلها قام سوق الجنة والنار .
o ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
o وهي توجب المغفرة.
o وهي تمحو الذنوب والخطايا.
o لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
o ترجح بصحائف الذنوب.كما في حديث البطاقة التي رجحت بالميزان
o وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
o وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ".
o من فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ، في الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء" .
o من فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله.

....................................................................

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 ذو القعدة 1441هـ/1-07-2020م, 06:58 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم التطبيق الأول من أصول القراءة المنظّمة - المرحلة الثانية.


رشا عطية اللبدي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع.
- لماذا لم تذكري الأحاديث في أول مقصد؟ ، المفروض أن نذكر الأحاديث تحت هذه العناوين.
- اختلف العلماء في توجيه الأحاديث الدالّة على تحريم الموحّد على النار، وذلك لورود أدلّة أخرى صحيحة على دخول بعض الموحّدين النار، ولذلك ذهبوا في بيان حقيقة هذا التحريم إلى أقوال، وبيانها كالتالي:
1: أن التحريم يراد به تحريم الخلود في النار، أو الخلود في نار يخلد أهلها فيها وهي ما عدا الدرك الأعلى.
2: أن لـ "لا إله إلا الله" شروطا بتحقّقها يتحقّق مقتضاها وهو التحريم المطلق على النار، وبتخلّفها يتخلّف المقتضى فيعذّب الموحّد في النار فترة قبل دخول الجنة.
3: أن النصوص المطلقة نزلت قبل الفرائض، فتكون الفرائض قد أثبتت الشروط، فمنهم من قال هي منسوخة بالفرائض، ومنهم من قال هي محكمة ولكن ضمّ إليها شرائط.
4: أن النصوص المطلقة وردت مقيّدة في نصوص أخر.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 ذو القعدة 1441هـ/4-07-2020م, 05:35 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،
تلخيص مقاصد رسالة ابن تيمية رحمه الله تعالى (العبادات والفرق بين شرعيّها وبدعيّها)

أولا: المقصد الكلّي العام :

بيان الفرق بين ما هو مشروع من العبادات وما هو غير مشروع.


ثانيا: المقاصد الفرعية :
قامت هذه الرسالة على جملة من المقاصد :

1- سبب تأليف ابن تيمية رحمه الله لهذه الرسالة.
2- الأصل في العبادات الامتثال للوحي قرآنا وسنة.
3- بيان المشروع من العبادات .
4- بيان غير المشروع من العبادات، كالخلوات البدعية وبيان ضلال أقوال أربابها.
5- الأسباب المؤدية إلى الابتداع في الدين.
6- بيان أحوال المبتدعة في العبادات.





المقصد الأول: سبب تأليف ابن تيمية رحمه الله لهذه الرسالة.

كثرة الاضطراب في هذا الباب وإحداث عبادات لم يشرّعها الله تعالى، وما لحق هذا الباب من بدع كما هو الشأن في الحلال والحرام.

قال ابن تيمية رحمه الله: (فإن هذا الباب كثر فيه الاضطراب، كما كثر في باب الحلال والحرام، فإن أقواما استحلوا بعض ما حرمه الله، وأقواما حرموا بعض ما أحل الله -تعالى- وكذلك أقواما أحدثوا عبادات لم يشرعها الله، بل نهى عنها.

المقصد الثاني :الأصل في العبادات الإمتثال للوحي، قرآنا وسنّة

1- الدين ما شرعه الله ورسوله.
- قال تعالى : (وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه ولا تتّبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله).
- وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطّ خطّا، وخطّ خطوطا عن يمينه وشماله، ثم قال: ((هذه سبيل الله، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه))، ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله)
قال ابن تيمية رحمه الله: أصل الدين أن الحلال ما أحلّه الله ورسوله، والحرام ما حرّمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله، ليس لأحد أن يخرج عن الصراط المستقيم الذي بعث به الله رسوله)


2- الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم سبب لتنزل الشياطين
قال تعالى : (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين).

3- ذمّ القرآن الكريم المشركين الذين شرعوا دينا لم يأذن به الله
قال الله تعالى : (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله).
قال ابن تيمية رحمه الله: (وقد ذكر الله تعالى في سورة الأنعام، والأعراف، وغيرهما ما ذم به المشركين حيث حرموا ما لم يحرمه الله تعالى -كالبحيرة، والسائبة؛ واستحلوا ما حرمه الله كقتل أولادهم، وشرعوا دينا لم يأذن به الله.)

4-أمرنا الله تعالى بالإيمان بما أوتي الأنبياء والاقتداء بهم وبهداهم
قال تعالى : ( قولوا آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربّهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)
وقوله تعالى (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).

5- بعد نسخ شريعة الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم ، لم يبق طريق إلى الله إلا باتباعه.
قال رحمه الله تعالى: (ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده، وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره، فلم يبق طريق إلى الله إلا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فما أمر به من العبادات أمر إيجاب أو استحباب فهو مشروع، وكذلك ما رغب فيه، وذكر ثوابه وفضله).

6- الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب ظهور البدع
قال تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواءالذين لا يعلمون. إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله وليّ المتقين).).

7- تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم عبادة بزمان أو مكان سنّة يُشرع التأسي به فيها.
قال رحمه الله: (وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التعبد، فهو عبادة يشرع التأسي به فيه، فإذا خصص زمان أو مكان بعبادة، كان تخصيصه بتلك العبادة سنة؛ كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصلاة فيه، فالتأسي به أن يفعل مثل ما فعل، على الوجه الذي فعل، لأنه فعل).

8- من الاتّباع في العبادة أن يكون قصد المتعبد تابعا لقصد النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عبادات.
قال ابن تيمية: (فإذا سافر لحج أو عمرة أو جهاد وسافرنا كذلك، كنا متبعين له، وكذلك إذا ضرب لإقامة حد، بخلاف من شاركه في السفر، وكان قصده غير قصده، أو شاركه في الضرب، وكان قصده غير قصده، فهذا ليس بمتابع له)
وقد كان ابن عمر رضي الله عنه يحب قصد متابعته في ما فعله بحكم الاتفاق من نزوله في السفر بمكان مثلا، زيادة في محبته أو لبركة مشابهته له، لكن الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لم يستحبوا ذلك، لذا كان مالك وغيره من العلماء يكرهون ذلك وإن فعله ابن عمر، لأن أكابر الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم لم يفعلها.
وثبت بالإسناد الصحيح عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه كان في السفر فرآهم ينتابون مكانا يصلون فيه، فقال: ما هذا؟ قالوا: مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض.

9- ما فعله بعض الصحابة رضي الله عنهم من التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في صورة الفعل فقط لا يُقصد به التعبد، لأن الصحابة متفقون أنه لا يُعظَّم إلا ما عظّمه الشارع.
قال ابن تيمية: (ولم يكن ابن عمر، ولا غيره من الصحابة يقصدون الأماكن التي كان ينزل فيها ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه، ومثل مواضع نزوله في مغازيه، وإنما كان الكلام في مشابهته في صورة الفعل فقط، وإن كان هو لم يقصد التعبد به، فأما الأمكنة نفسها، فالصحابة متفقون على أنه لا يعظم منها، إلا ما عظمه الشارع).

10- لا يحصل الفرقان بين الحق والباطل إلا بالاتّباع.
قال ابن تيمية رحمه الله: (والفرقان إنما هو الفرقان الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، فهو (الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا)، وهو الذي فرق بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين طريق الجنة وطريق النار، وبين سبيل أولياء الرحمن وسبيل أولياء الشيطان).

المقصد الثاالث: بيان المشروع من العبادات

1- هو ما يُتقرَّب به إلى الله تعالى وما كان محبوبا مرضيا له سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ذكر ابن تيمية رحمه الله جملة من الكلمات الدالة على جماع العبادات، والتي تندرج تحتها مجموعة من أصول الدين وفروعه،
قال رحمه الله: (فالمشروع هو الذي يتقرب به إلى الله تعالى، وهو سبيل الله، وهو البرّ والطاعة والحسنات والخير والمعروف، وهو طريق السالكين، ومنهاج القاصدين، والعابدين، وهو الذي سلكه كل من أراد الله هدايته، وسلك طريق الزهد والعبادة، وما يسمى بالفقر والتصوف، ونحو ذلك).

2- هو ما كان من طريق الأنبياء عليهم السلام، وما كان بدليل شرعيّ.
قال رحمه الله تعالى: (والمخلصون هم الذين يعبدونه وحده لا يشركون به شيئا، وإنما يعبد الله بما أمر به على ألسنة رسله فمن لم يكن كذلك تولته الشياطين).

3- العبادات المشروعة تتفاوت بين ما هو واجب كالصلوات الخمس وصيام رمضان والزكاة وحج البيت، وما هو مستحب كنوافل الصلاة والصيام والصدقة والسفر إلى المسجد النبوي وبيت المقدس.
ورد في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: (ما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمعبه، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له منه).
وقال تعالى: (يسألونك ماذا ينفقون قل العفو).
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا ابن آدم، إنك إن تنفق الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول)).


4- منها ما هو مؤقت بوقت وما هو متعلق بسبب.
من العبادات المؤقتة بوقت : الصلوات المؤقتة بطرفي النهار.
ومنها المتعلقة بسبب، كتحية المسجد، وسجود التلاوة، وصلاة الكسوف، وصلاة الاستخارة، وما ورد من الأذكار والأدعية الشرعية.


5- أصول العبادات الدينية : الصلاة والصيام والقراءة.
جاء ذكر هذه الأصول في الصحيحين، في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، لما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ((ألم أحدَّث أنك قلت: لأصومنّ النهار، ولأقومنّ الليل، ولأقرأنّ القرآن في ثلاث؟)) قال: بلى! قال: ((فلا تفعل فإنك إن فعلت ذلك هجمت له العين، ونفهت له النفس))، ثم أمره بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يوم وفطر يوم، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك، فقال: ((لا أفضل من ذلك))، وقال: ((أفضل الصيام صيام داوو -عليه السلام- كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبع)).

قال ابن تيمية رحنه الله: (ولما كانت هذه العبادات هي المعروفة، قال في حديث الخوارج الذي في الصحيحين: ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)).


المقصد الرابع :بيان غير المشروع من العبادات كالخلوات البدعية وبيان ضلال أقوال أربابها.

1- هذه العبادات البدعية منها ما جنسها غيرمشروع، ومنها ما جنسها مشروع غير مقدّر.
قال ابن تيمية رحمه الله: (وإنما الغرض التنبيه بهذا على جنس من العبادات البدعية، وهي "الخلوات البدعية" سواء قدرت بزمان ، أو لم تقدر؛ لما فيها من العبادات البدعية، أما التي جنسها مشروع، ولكن غير مقدرة وأما ما كان جنسه غير مشروع، فأما الخلوة، والعزلة، والانفراد المشروع فهو ما كان مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب.

الخلوات البدعية وما يندرج تحتها من العبادات المحدثة:

2- تحرّف المتأخرين عن أصلها المشروع، وهو الاعتكاف في المساجد.
قال ابن تيمية رحمه الله: (إذ المقصود هنا الكلام في أجناسعبادات غير مشروعة، حدثت في المتأخرين كالخلوات فإنها تشبه بالاعتكاف الشرعي، والاعتكاف الشرعي في المساجد، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله هو وأصحابه، من العبادات الشرعية.

3- حضور الشياطين لمن جرّب هذه العبادات المبتدعة.
قال ابن تيمية رحمه الله: (وقد جرب أن من سلك هذه العبادات البدعية أتته الشياطين، وحصل له تنزل شيطاني، وخطاب شيطاني، وبعضهم يطير به شيطانه، وأعرف من هؤلاء عددا طلبوا أن يحصل لهم من جنس ما حصل للأنبياء من التنزل، فنزلت عليهم الشياطين؛ لأنهم خرجوا عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم التي أمروا بها. قال تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون. إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين).

4- خروج أرباب الخلوات إلى أجناس غير مشروعة من العبادات :
قال ابن تيمية رحمه الله: (ثم صار أصحاب الخلوات فيهم من يتمسك بجنس العبادات الشرعية، الصلاة والصيام، والقراءة والذكر، وأكثرهم يخرجون إلى أجناس غير مشروعة).

أ‌- الانقطاع لمدة معينة للتعبد واتخاذ بعض الأماكن للخلوة:

-اتخاذهم قبور الأنبياء والصالحين مكانا يُقصد للخلوة والتعبد وانقطاعهم في مكان ما (كهف أو مغارة أو زاوية).
قال رحمه الله: (وهذه الخلوات، قد يقصد أصحابها الأماكن التي ليس فيها أذان، ولا إقامة، ولا مسجد يصلي. فيه الصلوات الخمس، إما مساجد مهجورة، وإما غير مساجد، مثل الكهوف، والغيران التي في الجبال، ومثل المفابر لا سيما قبر من يحسن به الظن، ومثل المواضع التي يقال أن بها أثر نبي، أو رجل صالح؛ ولهذا يحصل لهم في هذه المواضع أحوال شيطانية، يظنون إنها كرامات رحمانية).

- تعيين الأربعينية وتعظيمها.
قال رحمه الله تعالى: (وطائفة يجعلون الخلوة أربعين يوما، ويعظمون أمر الأربعينية، ويحتجون فيها بأن الله تعالى واعد موسى عليه السلام ثلاثين ليلة وأتمّها بعشر).
- احتجاجهم لذلك بتحنث النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء، ومواعدة رب العزة لموسى عليه السلام.
قال ابن تيمية رحمه الله: (وأما الخلوات فبعضهم يحتج فيها بتحنثه بغار حراء قبل الوحي).

- طلب الحصول بعدها على الخطاب والتنزل وما يرد على القلب.
يحتجون لها بمخاطبة الله تعالى لموسى عليه السلام بعد الخلوة، وتنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تحنثه بغار حراء.

- بيان ضلال أقوالهم:

- لا يجوز تخصيص عبادة بزمان أو مكان إلا بدليل شرعي.
قال رحمه الله: (ولا يجوز أن يقال: إن هذا مستحب، أو مشروع، إلا بدليل شرعي).

- ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة لسنا مأمورين به إذا لم يشرعه بعد النبوة.
قال ابن تيمية رحمه الله: (ما فعله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة إن كان شرعه بعد النبوة، فنحن مأمورون باتباعه فيه وإلا فلا، وهو من حين نبأه الله تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراء ولا خلفاؤه الراشدون، وقد أقام صلوات الله عليه بمكة قبل الهجرة بضع عشرة سنة، ودخل مكة في عمرة القضاء، وعام الفتح أقام بها قريبا من عشرين ليلة، وأتاها في حجة الوداع، وأقام بها أربع ليال، وغار حراء قريب منه، ولم يقصده.

- الاحتجاج بمواعدة موسى عليه السلام غير صحيح، لأنه شرع منسوخ.
قال ابن تيمية رحمه الله: (هذه ليست من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، بل شرعت لموسى عليه السلام، كما شرع له السبت والمسلمون لا يسبتون، وكما حرم في شرعه أشياء لم تحرم في شرع محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا تمسك بشرع منسوخ.

- المراد بالعزلة المشروعة اعتزال ما حرّم الله تعالى لااعتزال الناس في الأماكن المهجورة والكهوف ومقابر الصالحين.
قال رحمه الله: (اعتزال الأمور المحرمة، ومجانبتها، كما قال الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)
وقوله تعالى: (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب كلا جعلنا نبيا)
وقوله عن أهل الكهف: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله فأووا إلى الكهف))
وقال رحمه الله: (وأما اعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع، وذلك بالزهد فيه فهو مستحب، وقد قال طاوس: نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه بصره، وسمعه).
وجاء في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل؟
قال: ((رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، كلما سمع هيعة طار إليها يتتبع الموت مظانه، ورجل معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويدع الناس إلا من خير)).

ب‌- ممارسة أنواع من الذكر.

- الاشتغال بأذكار محدثة، منها ما هو للعامة ومنها ما هو للخاصة ومنها ما هو لخاصة الخاصة.
قال ابن تيمية رحمه الله: (فمن ذلك طريقة أبي حامد ومن تبعه، وهؤلاء يأمرون أصحاب الخلوة ألا يزيد على الفرض، لا قراءة ولا نظرا في حديث نبوي، ولا غير ذلك، بل قد يأمرونه بالذكر، ثم قد يقولون ما يقوله أبو حامد: ذكر العامة: لا إله إلا الله، وذكر الخاصة: الله الله، وذكر خاصة الخاصة: هو، هو).

-الاقتصار في الذكر على لفظة واحدة أو على ضمير أو نوع واحد من الأذكار.
كمن يذكر الله تعالى بلفظ (الله) أو بالضمير (هو).
- القصد من وراء هذا الذكر جمع القلب وتصفيته وتفريغه من كل خاطر وتهيئته لتنزل الواردات وليس نفس الذكر أصالة.
قال ابن تيمية رحمه الله: (صار بعض من يأمر به من المتأخرين يبين أنه ليس قصدنا ذكر الله تعالى ولكن جمع القلب على شيء معين حتى تستعد النفس لما يرد عليها).
وقال: (وأبلغ من ذلك من يقول: ليس مقصودنا إلا جمع النفس بأي شيء كان، حتى يقول: لا فرق بين قولك: يا حي! وقولك: يا جحش! وهذا مما قاله لي شخص منهم، وأنكرت ذلك عليه، ومقصودهم بذلك أن تجتمع النفس حتى يتنزل عليها الشيطان).

- زعمهم أن ممارسة الذكر قد يحصل لهم بها أعظم مما حصل للأنبياء عليهم السلام، لإيمانهم بنظرية الفيض والنبوة المكتسبة.
قال ابن تيمية رحمه الله: (فإن المتفلسفة، كابن سينا، وأمثاله يزعمون أن كل ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنما هو من العقل الفعال، ولهذا يقولون: النبوة مكتسبة،فإذا تفرغ صفى قلبه-عندهم- وفاض على قلبهمن جنس ما فاض على الأنبياء.وعندهم أن موسى ابن عمران صلى الله عليه وسلم كلم من سماء عقله، لم يسمع الكلام من الخارج؛ فلهذا يقولون: إنه يحصل لهم. مثل ما حصل لموسى ، وأعظم. مما حصل لموسى)|

بيان ضلال أقوالهم:

- الذكر باسم الله المفرد مظهرا أو مضمرا بدعة في الشرع وخطأ في اللغة.
قال ابن تيمية رحمه الله: (والذكر بالاسم المفرد مظهرا، ومضمرا بدعة في الشرع، وخطأ في القول واللغة).

- لا دليل على مشروعيته.
ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر).
وفي حديث آخر: (أفضل الذكر لا إله إلا الله).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).

- الاسم المجرد ليس كلاما لا إيمانا ولا كفرا.
قال ابن تيمية رحمه الله: (فإن الاسم المجرد ليس هو إيمانا ولا كفرا)
وقال: (وليس هو بكلام يعقل ولا فيه إيمان).

- المشروع التنويع بأنواع الأذكار التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتبار واجب الوقت بين ما هو فاضل ومفضول.
قال رحمه الله: (وأما الاقتصار على الذكر المجرد الشرعي، مثل قول: لا إله إلا الله، فهذا قد ينتفع به الإنسان أحيانا، لكن ليس هذا الذكر وحده هو الطريق إلى الله -تعالى- دون ما دعاه، بل أفضل العبادات البدنية الصلاة، ثم القراءة، ثم الذكر، ثم الدعاء، والمفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل، كالتسبيح في الركوع، والسجود، فإنه أفضل من القراءة، وكذلك الدعاء في آخر الصلاة أفضل من القراءة، ثم قد يفتح على الإنسان العمل بالمفضول، ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل. وقد ييسر عليه هذا دون هذا،فيكون هذا أفضل في حقه لعجزه عن الأفضل، كالجائع إذا وجد الخبز المفضول متيسرا عليه، والفاضل متعسرا عليه فإنه ينتفع بهذا الخبز المفضول، وشبعه واغتذاؤه به حينئذ أولى به).

- لا حقيقة لما يسمّونه العقل الفعّال.
قال ابن تيمية رحمه الله: (هذا الذي يسمونه العقل الفعال، باطل لا حقيقة له كما قد بسط هذا في موضع آخر).

- الملائكة والشياطين أحياء ناطقون، وما يجعله الله في القلوب إن كان حقا فهو من الملائكة وإن كان باطلا فهو من الشياطين.
قال رحمه الله: (ما يجعله الله في القلوب يكون تارة بواسطة الملائكة إن كان حقا، وتارة بواسطة الشياطين، إذا كان ذلك باطلا. والملائكة، والشياطين أحياء ناطقون، كما قد دلت على ذلك الدلائل الكثيرة من جهة الأنبياء، وكما يدعي ذلك من باشره من أهل الحقائق).

- بطلان القول بأن ما حصل للأنبياء مجرد فيض، بل هو وحي من الله تعالى تكليما أو عن طريق إرسال الملك.
قال رحمه الله تعالى: (الأنبياء جاءتهم الملائكة من ربهم بالوحي، ومنهم من كلمه الله -تعالى- فقربه وناداه، كما كلم موسى -عليه السلام- لم يكن ما حصل لهم مجرد فيض، كما يزعمه هؤلاء.

- تفريغ القلب من كل خاطر هو إخماد لصوت الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي التي تدعم ما يصل إليه من حق.
لا سبيل إلى تفريغ القلب من كل شيء، وإنما مرادهم تفريغه من ذكر الله، وهذا من أهم مداخل الشيطان، قال رحمه الله تعالى: (الذي قد علم بالسمع والعقل، أنه إذا فرغ قلبه من كل شيء حلت فيه الشياطين، ثم تنزلت عليه الشياطين، كما كانت تتنزل على الكهان، فإن الشيطان إنما يمنعه من الدخول إلى قلب ابن آدم ما فيه من ذكر الله.
قال الله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون)
وقال الشيطان فيما أخبر الله عنه: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين)
وقال تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين).

- مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من التخلية أن يفرغ العبد قلبه مما لا يحبه الله تعالى لا ما أوحت إليهم شياطينهم.
قال رحمه الله تعالى: (ولكن التفريغ والتحلية التي جاء بها الرسول أن يفرغ قلبه مما لا يحبه الله، ويملؤه بمحبة الله، وكذلك يخرج عنه خوف غير الله، ويدخل فيه خوف الله -تعالى- وينفي عنه التوكل على غير الله، ويثبت فيه التوكل على الله).

- إلباس المفاهيم الفلسفية لبوس الشرع لا يجعلها شرعا منزّلا، بل هو تحريف لكلام الله تعالى عن مواضعه.
قال رحمه الله تعالى: (وابن سينا ومن تبعه أخذوا أسماء جاء بها الشرع، فوضعوا ها مسميات مخالفة لمسميات صاحب الشرع، ثم صاروا يتكلمون بتلك الأسماء، فيظن الجاهل أنهم يقصدون بها ما قصده صاحب الشرع، فأخذوا مخ الفلسفة وكسوه لحاء الشريعة.
وهذا كلفظ المُلك، والملكوت، والجبروت، واللوح المحفوظ، والملك والشيطان، والحدوث والقدم ، وغير ذلك.
وقد ذكرنا من ذلك طرفا في الرد على الاتحادية، لما ذكرنا قول ابن سبعين وابن عربي وما يوجد في كلام أبي حامد، ونحوه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يحرفون كلام الله ورسوله عن مواضعه).



ج- التعبد بالسهر والجوع والصمت
قال رحمه الله تعالى: (ومما يأمرون به الجوع والسهر والصمت مع الخلوة بلا حدود شرعية، بل سهر مطلق، وجوع مطلق، وصمت مطلق مع الخلوة).



5- أنها من أسباب الضلال والتقول على الله ورسوله بغير علم، كمن ادّعى أن النبوة مكتسبة وخالف بذلك نصوص الوحي، ومن زعم أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.
قال رحمه الله تعالى: -وهم يزعمون أن الملائكة، والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط، وهذا ضلال عظيم).


المقصد الخامس: الأسباب المؤدية إلى الابتداع في الدين

1- الغلوّ فيما كان جنسه مشروعا من العبادات
-كالصلاة والصيام والذكر- بغير فقه، من ذلك الغلوّ في القدر المشروع منها، مثل ما حصل من أهل البدع في مسألة الخلوة والصمت والجوع والسهر …

2- التأصيل الفاسد والقياس الخاطئ وعدم صحّة الاستدلال يؤدي إلى إحداث عبادات ليست من الدين، من ذلك :
- بناء الأدلة الفرعية على أصول فلسفية، كما هو حال بعض الصوفية المتأثرين بالفلسفة
قال ابن تيمية رحمه الله: (ومنهم من يزعم أنه حصل له أكثر مما حصل للأنبياء، وأبو حامد يكثر من مدح هذه الطريقة في "الإحياء" وغيره، كما أنه يبالغ في مدح الزهد، وهذا من بقايا الفلسفة عليه).
- القياس الخاطئ كقياس الخلوات على الاعتكاف،
- الاستدلال عليها بشرع منسوخ كمن استدل بالأربعينية التي واعد بعدها ربّ العزة نبيه موسى عليه السلام.
- الاستدلال بأحاديث ضعيفة وموضوعة.

3- نقص الإيمان بالرسل، والإيمان ببعض ما جاءوا به والكفر بالبعض الآخر.
قال ابن تيمية رحمه الله: (وأبو حامد يقول: إنه سمع الخطاب، كما سمعه موسى -عليه السلام-وإن لم يقصد هو بالخطاب، وهذا كله ؛ لنقص إيمانهم بالرسل وأنهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرسل وكفروا ببعض).

4- تقديم العقل على النقل، وتقديم الذوق والوجد على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5-إخراج العبادات والمقاصد عن سبلها المشروعة، وتعميم ما قُصد به التعبد بعينه من صلاة أو ذكر أو دعاءعلى غيره، كمن يقصد غير المساجد والمشاعر للعبادة.

6- الاحتجاج للبدع بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، وهو خارج عن السنة التشريعية.
7- الاستدلال بما حصل بعد خلوة النبي وموسى عليهما السلام، من خطاب ووحي وتنزل، وهو استدلال فاسد.
8- ما يكون من جنس الأحوال مشتركا بين أهل الحق والباطل يُستدل على بطلانه عند أهل البدع :
قال ابن تيمية: (إذا كان جمس هذه الأحوال مشتركا بين أهل الحق وأهل الباطل فلا بد من دليل يبين أن ما حصل لكم هو الحق).
- بمخالفته لما بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم.
قال رحمه الله: (أن يقال: بل هذا من الشيطان لأنه مخالف لما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم)

- بتعاطيهم لخمر النفوس، وهي المعازف.
قال ابن تيمية: (والمعازف هي خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس، فإذا سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك، ومالوا إلى الفواحش وإلى الظلم، فيشركون ويقتلون النفس التي حرم الله، ويزنون).
- بالنذور لغير الله تعالى.
قال ابن تيمية: (وقد يكون سببه نذرا لغير الله -سبحانه وتعالى- مثل أن ينذر لصنم، أو كنيسة، أو قبر، أو نجم، أو شيخ، ونحو ذلك من النذور، التي فيها شرك، فإذا أشرك بالنذر، فقد يعطيه الشيطان بعض حوائحه).


المقصد السادس: بيان أحوال المبتدعة في العبادات

1- الإعراض عن سماع آيات الله تعالى والاشتغال بالسماع البدعي سماع المعازف الذي يوافق أهواءهم،
قال تعالى (فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة).
وقال الله تعالى عن المشركين: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)
قال ابن تيمية: (وأهل العبادات البدعية، يزين لهم الشيطان تلك العبادات، ويبغض إليهم السبل الشرعية حتى يبغضهم في العلم والقرآن والحديث، فلا يحبون سماع القرآن والحديث، ولا ذكره، وقد يبغض إليهم جنس الكتاب، فلا يحبون كتابا، ولا من معه كتاب، ولو كان مصحفا أو حديثا، كما حكى النصاباذي أنهم كانوا يقولونو يدع علم الخرق، ويأخذ علم الورق).
وقال رحمه الله: (لأنهم استشعروا أن هذا الجنس فيه ما يخالف طريقهم، فصارت شياطينهم تهربهم من هذا، كما يهرب اليهودي والنصراني ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتى لا يتغير اعتقاده في دينه، وكما كان قوم نوح يجعلون أصابعهم في آذانهم، ويستغشون ثيابهم لئلا يسمعوا كلامه ولا يروه.
وهم من أرغب الناس في السماع البدعي، سماع المعازف، ومن أزهدهم في السماع الشرعي سماع آيات الله تعالى.


2 - تلقّي الوحي الشيطاني وتخيّل الكرامات كتكليم الأنبياء والصالحين لهم، والتلبّس بأحوال شيطانية تنفر منها النفوس كالقتل وإتيان الفواحش وتكليم الموتى والسحر والنّذور الشركية.
قال ابن تيمية رحمه الله: (فإذا اجتمع قلبه -أي المريد- ألقى عليه حالا شيطانيا، فيلبسه الشيطان، ويخيل إليه أنه قد صار في الملأ الأعلى، وأنه أعطي ما لم يعطه محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، ولا موسى عليه السلام يوم الطور، وهذا وأشباهه وقع لبعض من كان في زماننا).

3- سؤال غير الله تعالى،كمن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته.
قال ابن تيمية: (ومن هؤلاء من يظن أنه حين يأتي إلى قبر نبي، أن النبي يخرج من قبره في صورته فيكلمه، ومن هؤلاء من رأى في دائرة ذرى الكعبة صورة شيخ، قال : إنه إبراهيم الخليل، ومنهم من يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الحجرة وكلمه، وجعلوا هذا من كراماته، ومنهم من يعتقد أنه إذا سأل المقبور أجابه).
وقال رحمه الله: (وبعضهم كان يحكي: أن ابن منده، كان إذا أشكل عليه حديث جاء إلى الحجرة النبوية ودخل، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجابه)
وقال: (حتى قال ابن عبد البر لمن ظن ذلك: ويحك أترى هذا أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار؟ فهل في هؤلاء من سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعد الموت وأجاب وقد تنازع الصحابة في أشياء، فهلا سألوا النبي صلى الله عليهوسلم فأجابهم؟)

4- الإفضاء إلى الكفر ودخولهم في القول بوحدة الوجود بعد الفناء في الذكر والعبادة.
فالبدع بريد الكفر، وكثير منهم لم يكونوا يظنون أنها ستفضي بهم إلى الكفر
قال رحمه الله تعالى: (ومنهم من يقول: إذا كان قصد وقاصد ومقصود، فاجعل الجميع واحدا، فيدخله في أول الأمر في وحدة الوجود).

5- اعتقادهم أفضلية الأولياء على الأنبياء بما يتخيل إليهم أنهم فاقوا به أنبياء الله تعالى.
قال ابن تيمية: (ثم إن هؤلاء لما ظنوا أن ما يحصل لهم من الله بلا واسطة، صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول).

6- ادّعاؤهم أن غيرهم يأخذون دينهم ميتا عن ميت وهم يأخذون دينهم من الحي الذي لا يموت، وهذا مخالف للكتاب والسنة وتعظيم للمعارف القلبية التي لا تخلو من التباس بالشياطين.
قال ابن تيمية: (لكن منهم من يظن أن ما يلقى إليه من خطاب، أو خاطر هو من الله -تعالى- بلا واسطة، وقد يكون من الشيطان.
قال الله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون. حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين).
وقال تعالى: ( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى.قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى).



الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو القعدة 1441هـ/12-07-2020م, 03:49 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

الأسبوع 12
الخميس 18 شوال
التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية
المرحلة 2
رسالة الإمام ابن تيمية في الفرق بين العبادة الشرعية والبدعية
1- أسباب كتابة الرسالة :
لما ظهر أقوام اضطربوا في فكرهم وخلطوا الحرام بالحلال ،وحرموا ما أنزل الله ، كان لابد من إبراز خطرهم.
- خطورة إحداث عبادات بدعية لم يشرعها الله سبحانه.
- التفريق بين المشروع وغير المشروع من العبادات .
- خطورة استحلال دماء المسلمين وتكفيرهم .
- الأمر بالاقتداء بالأنبياء قال تعالى " فبهداهم اقتده" ،وبالرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام الناسخ لما قبله .
-سد باب الذرائع عن الشرك في العبادات وخاصة
آداب زيارة القبور ، قال تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ".
- التفريق بين ما فعله الرسول على وجه التعبد وسنّه لنا ،وبين ما فعله على غير وجه قصد ،وعلى غير وجه التعبد .
- التحذير من ضلالات الشياطين وتسويلاتهم في صد المسلم على الحق وتزيين الباطل له ،قال تعالى " وقال الذين كفرو لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه ".

2- الاستدلال لأصول الدين من العبادات:
- أصل الدين ماجاء عن الله سبحانة في التحليل والتحريم ،قال تعالى " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ..".
- العبادات الدينية أصولها الصلاة والصيام والزكاة والحج.
- ماجاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو لما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال " ألم أحدث أنك قلت لأصومن النهار .."
وحديث الخوارج في الصحيحين: " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم .."
" يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية .."
- قال تعالى " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون".
- أهمية ملء القلب بالاعتقادات الصحيحة ،قال ابن عمر " تعلمنا الإيمان ،ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا "
- العزلة المشروعة ،مثل :اعتزال الأمور المحرمة ،قال تعالى " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ".
- اعتزال الناس في فضول المباحات ،وما لا ينفع بالزهد ،فهذا مستحب ، مثل التخلي لتحقيق علم أو عمل ،كما ورد في الصحيحين سئل الرسول أي الناس أفضل ؟ قال : رجل آخذ بعنان فرسه .."
- الأصل في أعمال الإنسان وأقواله اقتفاء القرآن والسنة ،قال تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ".

3- حدود العبادات البدنية الشرعية :
- ذم الله سبحانة ما قام به المشركون من التحليل والتحريم حسب أهوائهم ،وما يوافق مصالحهم " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ".
- العبادات الشرعية :هي ما كانت محبوبة عند الله ورسوله ،مرضية لهما ،قال عليه السلام " ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ".
- العبادات المشروعة : ما يتقرب به إلى الله من برٍ وطاعات وأذكار وأدعية شرعية .
- الغلو في العبادات يؤدي بها إلى البدعة .
- الأصل في العبادات المشروعة: ما فعله الرسول على وجه التعبد ،مما يتأسى به ،وتخصيصه زمانا أو مكانا فهو سنة ،خلاف ما لم يقصده وحصل منه بحكم الاتفاق .
- حكم مافعله الرسول من المباحات على غير وجه قصد ولم يكن الصحابة على ذلك ،وإن فعلها ابن عمر اجتهادا منه .
- تعظيم الأماكن لا يسلم إلا ما عظمه الشارع سبحانه .
- تحريم اتخاذ القبور مساجد ،ويستحب إتيان القبور للسلام على أهلها ،دون الصلاة فيها، لأنه ذريعة إلى الشرك .
-تحديد مافعله الله قربة نفعله قربة ،وما فعله مباحاً نفعله مباحاً.

4 /نقد الخلوات البدعية وتحريمها:
-أحوال المبتدعة مع العبادات في خلواتهم :
- يجعلون الخلوة أربعين يوما ويعظمون أمر الأربعينية.
- يحصل لهم تنزلات شيطانية .
- فيهم من يتمسك بجنس العبادات الشرعية ،ومنهم من لا يتمسك ،وهم الأكثر .
- الذكر البدعي للخاصة منهم " الله الله " ،وخاصة الخاصة " هوهو " .
- البدع بريد الكفر ،واستيلاء الشيطان على عقول المريدين .
- تحريف كلام الله ورسوله عن مواضعها من قبل المتفلسفة ،كابن سبعين وابن عربي ،كما فعلت القرامطة الباطنية .
- تصرفات أهل الخلوات البدعية تنطلق من خيالات فاسدة ،وأحوال شيطانية .
- يحصل في الخلوات الشرعية أحوال شيطانية .وتصورات برجال صالحين يدجلون على الناس ويكذبون .
- موقفهم من أهل العبادات الشرعية ،ومما جاء به الرسول وعدم حاجتهم إليه. .
- اختلاط الأحوال الرحمانية بالأحوال الشيطانية في تصورات أهل الشبة البدعية بسبب وسوسات الشياطين ودجلهم.
- شبهة تنزل العلوم من النفس الملكية إلى القلب والرد عليهم .
- ضلال أهل الخلوات بالتنزلات المنكرة وتحديد أذكار معينة ،وقوت معين ،كابن عربي الطائي والتلمساني ،وهي تنزلات شيطانية .
- الخلوات والعزلة والانفراد المشروع ما كان مأمورا به أمر ايجاب أو استحباب .
- إحلال أصحاب الخلوات للسماع البدعي بدل السماع الشرعي.

- حجة أصحاب الخلوات البدعية في ابتداعها والرد عليهم :
- نشوء عبادات غير مشروعة بسبب الجهل المركب.
_ حجة أصحاب الخلوات الشرعية بتحنث رسول الله في غار حراء قبل الوحي .
- أن الرسول عليه السلام تحنث في الغار قبل الوحي لا بعده، مع وجوده في مكة ،ولم يفعل ذلك الخلفاء الراشدون .
- حجة أصحاب الخلوات أن الله واعد موسى ثلاثين ليلة وأتمها بعشر .
- الذكر المجرد " هوهو " ليس كلاما ،لا إيمانا ولا كفرا " ومقصدهم أنه لأجل جمع القلب على شيئ معين، أو جمع النفس .
- استدلال أصحاب الخلوات البدعية بأحاديث موضوعة ،كأحاديث المسبعات .
- وقتها وأماكنها :
- تشبه الخلوات الشرعية بالاعتكاف .
- قيل أن عبد المطلب هو من سن للعرب إتيان الخلوات البدعية .
- وقتها أربعون ليلة ،كما كانت لموسى عليه السلام .
- منهم من لا يحد لها حدا ،مكانا ولا زمانا.
- خطورة أقوال المتفلسفة في ظهور سفاهات بدعية وأحوال ،مثل " العقل الفعال" وبطلانه من وجوه متعددة ،وأثر الشياطين في ذلك .
- خطوره قولهم " تفريغ القلب من كل خاطر ".
- يقصد أهل الخلوات البدعية ،إما مساجد مهجورة ،أو كهوف وغيران ،والمقابر تؤدي بهم إلى الشركيات.

- سبل الوقاية من العبادات البدعية :
- الأذكار لها أثر عظيم في نقاء القلب والنفس من تسلط الشياطين وتأثيراتهم ،" قال تعالى " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ".
- وعد الله سبحانة عبادة المخلصين من حبائل الشياطين .
قال تعالى " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ".
- التفريغ والتخلية للقلب من كل ما لا يحبه الله ويرضاه من الأمور العقدية والتصورات العقلية .
- التفريق بين طريق الرحمن باتباع القرآن الكريم وبين وسوسة الشياطين وإضلالهم ،وسبلهم الشيطانية من معازف وشركيات وتزيين الخمر والفسوق والفجور .
- الحذر من الفواحش ماظهر منها وما بطن.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 10:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم المرحلة الثانية من التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية




رسالة الفرق بين العبادات الشرعية والبدعية لابن تيمية رحمه الله:
1: للا حسناء الشنتوفي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- سبق وأن نبّهنا أن سبب تأليف الرسالة -إن نصّ عليه المؤلّف- يستفاد منه معرفة المقصد الكليّ للرسالة، وليس هو أحد مقاصدها الفرعيّة.


2: عبد الكريم الشملان أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
لكن التلخيص مختصر أكثر من اللازم، ولعلك تراجع تلخيص الأستاذة حسناء.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir