تلخيص رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب
عناصر الرسالة :
مقدمة في أحاديث الشهادتين
تحرير القول في أحاديث ماجاء في من ان الشهادتين توجب لصاحبها الجنة وتحرمه على النار
ارتباط الشهادتين واقتران محبة الله بمحبة رسوله
تحقيق لا إله إلا الله في القلب وقوادحها
صدق القلب السليم وإخلاصه لله
تطهير القلب
جملة من الفضائل العامة لكلمة الإخلاص
المقصد العام الكلي للرسالة :
فضل الشهادتين وإيجابها لصاحبها الجنة وتحريمه على النار لمن حققها وصدق في تطهير القلب لما سواها .
.............................................................................
مقدمة في أحاديث الشهادتين :
الدليل على أن شهادة ان لا إله إلا الله تحرم العبد على النار
الدليل على أن من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله حرم على النار
الدليل على أنه لا يحجب عن الجنة من لقي الله بلا إله إلا الله محمد رسول الله غير غير شاك
الدليل على أنه يدخل الجنة من مات على لا إله إلا الله وإن كان من أهل الكبائر
..............................................................................
تحرير القول في أحاديث ماجاء من أن الشهادتين توجب لصاحبها الجنة وتحرمه على النار
أحاديث التحريم على النار تحمل على أوجه
• أن المقصود تحريم الخلود الأبدي في النار
• تحريم دخول نار "نار " يخلد فيها أهلها
والقول الصواب في المسألة هو قول من قال : أن لا إله إلا الله سبب مقتضي لدخول الجنة والتحريم على النار ، ولا بد فيه من وجود شروط وانتفاء موانع ، ويؤيد ذلك أمور :
1) أحاديث وآثار رُتب فيه دخول الجنة على الأعمال الصالحة
__ في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان))
--- قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
__ وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك .
2) الأدلة على أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عن من أتى الشهادتين ، ولم يؤد حقوقها ، ومن ذلك قتال أبي بكر لمانعي الزكاة لانهم لم يؤدوا حق لا إله إلا الله ، وما رواه ابن عمر وأنس وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة " ، ويؤيده أيضا : قوله تعالى : ( فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) فعلق قبول التوبة وإخلاء سبيل الأسرى بالأعمال الصالحة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .
وللعلماء في المسألة أيضا أقوال أخرى :
1) أنها كانت قبل نزول الفرائض والحدود .
الرد عليهم : هذا بعيد ، فكثير منها نزل في المدينة بعد نزول الفرائض ، وبعضها في غزوة تبوك في أواخر عهد النبوة
2) أحاديث الباب منسوخة ، نسختها أحاديث الفرائض والحدود
والسلف يطلق لفظ النسخ ويقصدون به البيان والتوضيح ، فتبين بآيات الحدود والفرائض دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم .
3) هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط
4) هي مطلقة قيدتها نصوص أخرى ، منها : من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
...............................................................................
ارتباط الشهادتين واقتران محبة الله بمحبة رسوله
فعمل القلب وتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا .
وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه ، ولا يعلم ذلك إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله .
واتباع نهجه وهديه فرسول الله أعلم الخلق بما يحب الله ويبغض ، قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
فقد تبين بهذه الآية من صدق في المحبة ومن ادعاها كذبا ، وقد اقتران محبة الله بمحبة رسوله في أدلة كثيرة لأجل هذا المعنى
ـــ مثل قوله تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم) إلى قوله: ( أحب إليكم من الله ورسوله)
ـــ حديث : " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " .
وكان الحديث عن المحبة خاصة لأنه إذا تمكنت المحبة من القلب انبعثت الجوارح في طاعة الله .
o " حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها "
o من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
o السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: ( اقض ما أنت قاض)
........................................................................................
تحقيق لا إله إلا الله في القلب وقوادحها
القلب لا يكون محققا لكلمة الإخلاص إلا إذا كان تأليهه لله وحده محبة وخوفا ورجاء وحبا وتعلقا ورغبة ورهبة .
ومن الأمثلة على الذنوب التي تقدح في الإخلاص في لا إله إلا الله
o من عصى الله طاعة لغيره محبة او إجلال او هيبة او خوفا او رجاء .
o الرياء
o الحلف بغير الله
o التوكل على غير الله والاعتماد عليه
o من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان.
o الذنوب التي منشؤها من هوى النفس كقتال المسلم أو من أتى حائضا أو امرأة في دبرها .
o أن يحب شيئا مما يكرهه الله يكره شيئا يحبه الله .
o وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) ،
ـــــــ قال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
o طاعة الشيطان في معصية الله عبادة للشيطان، كما قال تعالى: ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان)
o كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده ، "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم "
...............................................................
صدق القلب السليم وإخلاصه لله
الذين حققوا لا إله إلا الله هم أصحاب القلب السليم .
o والقلب السليم هو القلب المخلص الذي ليس فيه سوى الله .
o القلب السليم هو الذي صدق في لا إله إلا الله ، عنه صلى الله عليه وسلم : " من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار"
o هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله .
o فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا .
o فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) .
o القلب السليم هو الطاهر من المخالفات ليس فيه شيء من المكروهات .
o القلب السليم هو الذي ينجو ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
o القلب السليم هو الذي يصلح لمجاورة الرحيم ( سلام عليكم طبيتم فادخلوها خالدين ) .
o من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها .
.............................................................................
تطهير القلب
o تطهير الله في الدنيا لعبده المحب
o قال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
o ومعنى هذا ان الله له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له :
1) التوبة .
2) ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى ومنها الحمى
o عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث "
o القلب الذي يحتاج إلى تطهير بالنار هو القلب الذي لم يحقق التوحيد ولم يقم بحقوقه يحتاج إلى التطهير بنار جهنم .
o أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك .
ــــ ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
o بعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم .
o وسائل لتطهير القلب من الذنوب
o رشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
o فطام النفوس عن رضاع الهوى
o الاستسلام والانقياد للطاعة، وتذكيرها قوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) .
o تذكير النفس بقربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
o الحياء من الله ، وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
.........................................................................
جملة من الفضائل العامة لكلمة الإخلاص
o لأجلها خلق الله الخلق ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
o لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
o لأجلها قام سوق الجنة والنار .
o ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
o وهي توجب المغفرة.
o وهي تمحو الذنوب والخطايا.
o لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
o ترجح بصحائف الذنوب.كما في حديث البطاقة التي رجحت بالميزان
o وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
o وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ".
o من فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ، في الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء" .
o من فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله.
....................................................................