التطبيق الثاني : تحرير أقوال المفسّرين
المجموعة الثالثة :
1: المراد بالروح في قوله تعالى : { تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } المعارج :
اختلف أقوال العلماء رحمهم الله في المراد بالروح في الآية علي أقوال :
القول الأول : هم خلق من خلق الله ، يشبهون الناس وليسوا أناساً ، ذكره ابن كثير رحمه الله عن أَبَي صالح.
القول الثاني : جِبْرِيل عَلَيْه السلام ، ذكره ابن كثيراً احتمالاً علي أنه من بَابٌ عطف الخاص علي العام ، وذكره الأشقر رحمه الله.
القول الثالث : اسم جنس لأرواح بني آدم ، لأنها إذا قبضت يصعد بها إلي السماء ، ذكره ابن كثير احتمالاً علي دلالة حديث البراء في قبض الروح الطيبة ، وذكره السعدي رحمه الله.
القول الرابع : ملك آخر عظيم غير جِبْرِيل ، ذكره الأشقر رحمه الله.
قلت : وكما يظهر منْ هذه الأقوال أنها من بَابٌ إختلاف التنوع ، التي تحتملها وتشملها الآية ، والله أَعْلَم.
2: المراد بالمساجد في قوله تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } الجن :
اختلف أقوال العلماء رحمهم الله في المراد بالمساجد في الآية علي أقوال :
القول الأول : محالّ عبَادَة الله عز وجَلَّ ، ذكره ابن كثير رحمه الله ، ثم أورد من أقوال السلف ما يدل عَلَيْه ، فذكر قولاً لقتادة ، وآخر لعكرمة رحمهم الله ، ولَمْ يذكر الشيخ السعدي رحمه الله غير هذا القول ، وذكره كَذلِكَ الأشقر رحمه الله.
القول الثاني : أعضاء السجود ، ذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير رحمهم الله ، وذكر من الأدلة عَلَيْه حديث ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما الصحيح ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، قال : ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ : على الجبهة - أشار بيديه إلى أنفه - واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين ).
القول الثالث : كل بقاع الأَرْضِ ، لأنَّ الأَرْضِ كلها مسجد ، ذكره الأشقر رحمه الله.
قلت : والآية تحتمل هذه الأقوال ، فهي من اختلاف التنوع ، والقول الأول والثالث متقاربين ، والله أَعْلَم.