فهرسة مسائل جمع القرآن : القسم السابع: عدد سور القرآن
تأليف القرآن:
- جمع القرآن زيد بن ثابت رضي الله عنه في عهد أبي بكر , ثم جمعه في عهد عثمان رضي الله عنهما.
ترتيب الآيات في السورة الواحدة:
- قال عثمان رضي الله عنه: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا ...الحديث»
رواه أبو جعفر النحاس عن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، بسنده عن ابن عبّاسٍ عنه.
عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ونقطه :
عدد سور القرآن:
الأقوال في عدد سور القرآن:
القول الأول : قال مجاهد: وثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة؛ لاشتباه الطرفين وعدم البسملة. ويرده تسمية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا منهما. ذكه الزركشي.
القول الثاني : ذكر عن أبي بن كعب رضي الله عنه مائة وست عشرة سورة.
القول الثالث: كان في مصحف ابن مسعود: اثنا عشر , لكونه رضي الله عنه يسقط المعوذتين، فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد.
القول الرابع : قال ابن الجوزي : جميع سور القرآن؛ في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق وذي النورين؛ مائة وأربع عشرة سورة.
قال السخاوي: وهو مائة وأربع عشرة سورة مع فاتحة الكتاب.
قال الزركشي : واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد: مائة وأربع عشرة سورة، كما هي في المصحف العثماني: أولها الفاتحة وآخرها الناس.
قال السيوطي: أما سوره: فمائة وأربع عشرة سورة، بإجماع من يعتد به.
أطول سور القرآن وأقصره:
قال الزركشي : أطول سورة في القرآن: هي البقرة، وأقصرها: الكوثر.
عدد آياته:
قال السخاوي: والقرآن كله: ستة آلاف آية ومائتان وأربع آيات.
القول الأول: أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية , وهذا الرقم مجمع عليه , واختلفوا فيما زاد على ذلك.
القول الثاني : ستة آلاف آية ومائتا آية وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة آية.
القول الثالث: ستة آلاف آية ومائتان وتسع عشرة آية.
القول الرابع: ستة آلاف آية ومائتان وخمس وعشرون آية أو ست وعشرون آية.
القول الخامس: ستة آلاف آية و مائتان وست وثلاثون. حكى ذلك أبو عمرو الداني في كتاب "البيان"
ذكر هذه القوال الزركشي.
عدد كلماته وعدد حروفه:
- قال الزركشي: قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ: عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة.
- وقال: بعث الحجاج بن يوسف إلى قراء البصرة فجمعهم واختار منهم الحسن البصري وأبا العالية ونصر بن عاصم وعاصماً الجحدري ومالك بن دينار رحمة الله عليهم.
- وقال: عدوا حروف القرآن فبقوا أربعة أشهر يعدون بالشعير، فأجمعوا على أن كلماته سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة، وأجمعوا على أن عدد حروفه ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا.
تجزئة القرآن:
أنصاف القرآن ثمانية بعدة اعتبارات:
- فنصفه بالحروف: النون من قوله: {نُكْراً} في سورة الكهف، والكاف من نصفه الثاني.
- ونصفه بالكلمات: الدال من قوله: {وَالْجُلُودُ} في سورة الحج، وقوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} من نصفه الثاني.
- ونصفه بالآيات:{يَأْفِكُونَ} من سورة الشعراء، وقوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ} من نصفه الثاني.
- ونصفه على عدد السور: فالأول الحديد، والثاني من المجادلة.
ذكره الزركشي.
هل المعوذتين من القرآن:
- قال ابن الجوزي في باب عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ونقطه : كان ابن مسعود رضي الله عنه يسقط المعوذتين.
- قال الزركشي : كان في مصحف ابن مسعود: اثنا عشر، لم يكن فيها المعوذتان لشبهة الرقية.
وجوابه رجوعه إليهم وما كتب الكل.
- قال السيوطي: وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة؛ لأنه لم يكتب المعوذتين.
- وقال: أخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال: كتب أبي بن كعب في مصحفه: فاتحة الكتاب، والمعوذتين، و"اللهم إنا نستعينك"، و"اللهم إياك نعبد"، وتركهن ابن مسعود، وكتب عثمان منهن: فاتحة الكتاب والمعوذتين.
والصواب أنهما من القرآن:
- قال إبراهيم النخعي: قلت للأسود: المعوذتان, من القرآن هما؟ قال: نعم.
رواه مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن الأعمش في فضائل القرآن.
سورة براءة:
- من آخر ما نزل بالمدينة ولذلك قلّ المنسوخ فيها.
- من أسمائها : براءة والتوبة.
- نزلت بالسيف.
- كانت تعدل سورة البقرة، أو قريبًا منها.
- هي من المئين .
هل الأنفال وبراءة سورة واحدة:
- قال عثمان رضي الله عنه في شأن سورتي براءة والأنفال : (فظننت أنّها منها قال: وكانتا تدعيان في زمان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم القرينتين فلذلك جعلتهما في السّبع الطّوال).
ذكره أبو جعفرٍ النحاس وقال: ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أنّ الأنفال من براءة وتحقيق ابن عبّاسٍ أنّها ليست منها.
- قال الزمخشري : قيل: سورة الأنفال والتوبة سورة واحدة، كلتاهما نزلت في القتال، تعدّان السابعة من الطول وهي سبع وما بعدها المئون، وهذا قول ظاهر، لأنهما معاً مائتان وست، فهما بمنزلة إحدى الطول.
- قال ابن الجوزي : أما سوره فقال أبو الحسين بن المنادي: جميع سور القرآن؛ في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق وذي النورين؛ مائة وأربع عشرة سورة، فيهن الفاتحة والتوبة والمعوذتان، وذلك هو الذي في أيدي أهل قبلتنا.
- قال مجاهد: وثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة؛ لاشتباه الطرفين وعدم البسملة. ويرده تسمية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا منهما. ذكره الزركشي.
- قال السيوطي أخرج أبو الشيخ عن أبي روق قال: الأنفال وبراءة سورة واحدة.
- وقال: أخرج عن أبي رجاء قال: سألت الحسن عن الأنفال وبراءة سورتان؟ أم سورة؟. قال: سورتان.
- قال الشوكاني: وقول من جعلهما سورةً واحدةً أظهر، لأنّهما جميعًا في القتال، وتعدّان جميعًا سابعة السّبع الطّوال.
ترك كتابة البسملة في أول براءة:
- قال ابن عباس : قلنا لعثمان بن عفّان رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال:«كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» .
رواه أبو جعفر النحاس عن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، بسنده عن ابن عبّاسٍ عنه.
قال السيوطي: نقل صاحب الإقناع أن البسملة ثابتة لبراءة في مصحف ابن مسعود، قال: ولا يؤخذ بهذا.
الأقوال في سبب ترك البسملة:
الأول: لأن السورة نزلت بالسيف: كان من شأن العرب إذا كان بينهم وبين قومٍ عهدٌ، فإذا أرادوا نقضه كتبوا إليهم كتابًا، ولم يكتبوا فيه بسملةً وقد نزلت براءةٌ بنقض العهد الّذي كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمشركين.
قال السيوطي: وفي المستدرك عن ابن عباس قال: (سألت علي بن أبي طالب لِمَ لَمْ تكتب في براءة "بسم الله الرحمن الرحيم"؟. قال: لأنها أمان وبراءة نزلت بالسيف).
الثاني : أن سورة براءة كانت تعدل سورة البقرة، أو قريبًا منها، وأنّه لمّا سقط أوّلها سقطت البسملة.
قال مالك بن أنس : أن أولها لما سقط سقط معه البسملة فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها. ذكره السيوطي
الثالث: إن الأنفال وبراءة سورة واحدة لذلك لم تكتب البسملة بينهما.
قال السيوطي: وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق قال: الأنفال وبراءة سورة واحدة.
الرابع : إن جبريل عليه السلام لم ينزل بالبسملة.
قال القشيري: الصحيح أن التسمية لم تكن فيها لأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها فيها. ذكره السيوطي.
الخامس: اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: الأنفال وبراءة سورة واحدة. وقال بعضهم: هما سورتان، فتركت بينهما فرجة لقول من قال: هما سورتان، وتركت بسم الله الرحمن الرحيم لقول من قال: هما سورة واحدة.
ذكره الزمخشري والشوكاني.
من مصاحف الصحابة:
مصحف أبي بن كعب:
- قال الزركشي: كان في مصحف أبي: ست عشرة، وكان دعاء الاستفتاح والقنوت في آخره كالسورتين. ولا دليل فيه لموافقتهم وهو دعاء كتب بعد الختمة.
- قال السيوطي: في مصحف أُبَيّ ست عشرة لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع .
- وقال: أخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين..، فذكرهما، وأنه كان يكتبهما في مصحفه.
- قال السيوطي: كذا نقل جماعة عن مصحف أبيّ أنه ست عشرة سورة، والصواب أنه خمس عشرة؛ فإن سورة "الفيل" وسورة "لإيلاف قريش" فيه سورة واحدة.
هل سورتي الحفد والخلع من القرآن:
والصواب أنهما ليستا من القرآن:
- أخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال: كتب أبي بن كعب في مصحفه: فاتحة الكتاب، والمعوذتين، و"اللهم إنا نستعينك"، و"اللهم إياك نعبد"، وتركهن ابن مسعود، وكتب عثمان منهن: فاتحة الكتاب والمعوذتين. ذكره السيوطي.
قال السيوطي: أخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير: أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع، فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى نقمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق".
مصحف عبدالله بن مسعود:
قال الزركشي: كان في مصحف ابن مسعود: اثنا عشر، لم يكن فيها المعوذتان لشبهة الرقية. وجوابه رجوعه إليهم وما كتب الكل.
قال السيوطي: في مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة؛ لأنه لم يكتب المعوذتين.