التطبيق السابع :- تحرير القول في مسألة التطبيق للدرس السادس.
المسألة :المراد ب"العذاب الأدنى " اختلف العلماء في المراد بالعذاب الأدنى على أربعة أقوال:-
القول الأول :- هو ما أصاب قريش من الجوع والقتل حتى أكلوا العظام و الجيف , وما حل بهم من مصائب الدنيا , وهو قول :- مجاهد ، وعبدالله بن مسعود ومقاتل وابن عباس , وأبي بن كعب وابن زيد والحسن والسدي وأبي العالية و إبراهيم .
-والتخريج :- أما قول مجاهد فقد رواه في تفسير ه, ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ,وذكره مكي في الهداية .
-أما قول عبدالله بن مسعود فقد رواه مجاهد فى تفسيره،
أما قول مقاتل فقد رواه في تفسيره , وذكره الثعلبي في تفسيره ; وذكره البغوي في تفسيره , وابن عطية في تفسيره.
-أما قول السدي فقد ذكره يحي بن سلام في تفسيره .
-أما قول أبي بن كعب فقد رواه الطبري في تفسيره من عده طرق , وابن أبي حاتم في تفسيره , وذكره الثعلبي في تفسيره ,و ذكره مكي في الهداية .
-أما قول الحسن :- فقد رواه عبدالرزاق في تفسيره ، و رواه الطبري في تفسيره ، وذكره الثعلبي في تفسيره.
-أما قول أبي العالية فقد رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن وكيع ، وذكره الثعلبي في تفسيره .
-أما قول إبراهيم :فقد رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن بشار عن عبدالرحمن ،وذكره الثعلبي في تفسيره , وذكره ابن عطية في تفسيره .
-أما قول ابن زيد فقد رواه الطبري في تفسيره .
-أما قول ابن عباس فقد ذكره الثعلبي في تفسيره من رواية الوالبي ، وذكره مكي في الهداية ,.
القول الثاني :- يوم بدر
وهو قول عبدالله بن مسعود والحسن وأبي بن كعب .
-التخريج :- رواه عن ابن مسعود :
سفيان الثوري في تفسيره , و يحيى بن سلام في تفسيره, ورواه الطبري في تفسيره ، وابن أبي حاتم في تفسيره وذكره الثعلبي في تفسيره ، والبغوي في تفسيره .
ورواه عن الحسن يحيى بن سلام في تفسيره.
-ورواه عن أبي بن كعب :
عبدالرزاق في تفسيره .
القول الثالث :- الحدود
وهو قول ابن عباس ،
التخريج :- رواه عن ابن عباس :
الطبري في تفسيره من طريق ابن بشار عن أبي عاصم عن شبيب عن عكرمة ،
ورواه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ،وذكره :- الثعلبي في تفسيره , وذكره مكي في الهداية وغيرهم .
القول الرابع / عذاب القبر :-
وهو قول مجاهد ،
رواه عن مجاهد : - يحيى بن سلام في تفسيره والطبري في تفسيره , وابن أبي حاتم في تفسيره وذكره مكي في الهداية , والقرطبي في تفسيره .
-الدراسة :- أما القول الأول أن المراد المصائب و القتل فمبناه على أن الضمير في قوله"ولنذيقنهم " لكفار قريش أعلم أنه يصيبهم بعذاب دون عذاب الآخرة ,كما ذكره ابن عطية في تفسيره ،
وفي الآية تعريض بتهديدهم لأنهم يسمعون هذا الكلام أو يبلغ إليهم ، وهذا إنذار بما لحقهم بعد نزول الآية ، وهو ما محنوا به من الجوع و الخوف وكانوا في أمن منهما ، وما يصبهم يوم بدر من القتل و الأسر و يوم الفتح من الذل ،ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
أما القول الثاني : يوم بدر،
ومبنى هذا القول كما ذكر ابن عطيةفي تفسيره أن الراجع في "لعلهم يرجعون " غير الذي يذوق في قوله "ولنذيقنهم" بل الذي يبقى بعده ، وتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير"لعل "،
أما القول الثالث :- أن المراد به الحدود فقد ذكرا بن عطيه في تفسيره (363/4) أن هذا القول يتجه على أن تكون في فسقة المؤمنين .
أما القول الرابع / عذاب القبر:-
وهذا القول استبعده القرطبي في تفسيره ، فقال " وفيه نظر لقوله " لعلهم يرجعون " قال : ومن حمل العذاب على القتل قال : لعلهم يرجعون أي : يرجع من بقى منهم ، ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذاب جهنم.
أي المراد : رجوع من يمكن رجوعه وهم الأحياء منهم ،كما قرره ابن عاشور .
والراجح كما ذكر الطبري في تفسيره أن يقال هو ما كان في الدنيا من بلاء أصابهم شدة أو مجاعة أو قتل ، و لم يخصص الله تعالى ذكره إذ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوع من ذلك دون نوع ، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا , كما أن مما يرجح إرادة العموم في المراد بالعذاب الأدنى ما ذكره ابن عطية في تفسيره في أن "لفظ""الأدنى " يقابل الأبعد ، والأكبر : الأصغر لكن الأدنى يتضمن الأصغر ، لأنه منقض بموت المعذب ،والتخويف إنما يصلح بما هو قريب ، وهو العذاب العاجل ، والأكبر يتضمن الأبعد ،لأنه واقع في الآخرة ، والتخويف بالبعيد إنما يصلح بذكر عظمه وشدته ، فحصلت المقابلة من حيث التضمن ،وخرج في كل منهما بما هو آكد في التخويف .
كما أن سياق الآية بيان وإخبار بأن لهم عذابا آخر لا يبلغ مبلغ عذاب النار الموعودين به في الآخرة ، فيتعين أن العذاب الأدنى عذاب الدنيا ،ذكره ابن عاشور ، أي على العموم ، ومطلق العذاب دون نوع منه ،وما ذكر من الأقوال هي من باب التفسير بالمثال.