فضل تابعي التابعين
تابعو التابعين هم خير الناس بعد التابعين ، وهم ثالث القرون الثلاثة الفاضلة، وقد ورد في فضلهم أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم تقدّم ذكرها، وقد خرج منهم أئمة علماء أحسنوا تحمّل أمانة العلم وأدائها، فانتفع الناس بعلمهم وهديهم، وخرج منهم عبَّادٌ صالحون، ومجاهدون قاتلوا في سبيل الله ففتحوا البلدان، وأعزّوا الدين.
- قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": (ثم خلفهم تابعو التابعين وهم خلف الأخيار وأعلام الامصار في دين الله عزوجل ونقل سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه وإتقانه والعلماء بالحلال والحرام والفقهاء في أحكام الله عزوجل وفروضه وأمره ونهيه)ا.هـ.
- وقال ابن حبان في كتاب "الثقات": (خير الناس قرنا بعد التابعين من لا يكون بينهم وبين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قرن واحد، وهم أتباع التابعين الذين شافهوا من شافه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حفظوا عنهم العلم والآثار، وكثرت عنايتهم في جمع الأخبار، وأمعنوا في طلب الأحكام والتفقه فيها، وضبط أقاويل السلف فيما لم ترد فيه سنة، مع الاستنباط الصحيح من الدلائل الواضحة في الأصول التي هي مفزع العالمِ في الأحوال، ورد سائر الفروع إلى ما تقدم من الأصول، حتى حفظ الله جل وعلا بهم الدين على المسلمين، وصانه على ثلب القادحين، وجعلهم أعلى مَن يقتدي بهم في الأمصار، ويرجع إلى أقاويلهم في الآثار)ا.هـ.