دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ذو القعدة 1440هـ/18-07-2019م, 09:22 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس السابع والعشرون: مجلس القسم الأول من دورة أعمال القلوب

مجلس القسم الأول من دورة أعمال القلوب
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


أجب عن إحدى المجموعات التالية :

المجموعة الأولى:
س1: ما المراد بالسلوك؟
س2: كيف تبيّن أهمية أعمال القلوب؟

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
س4: بيّن أنواع أدواء القلوب واذكر أسبابها وآثارها ومثّل لها.
س5: بيّن أوجه كون المحبّة أصل الدين.
س6: اشرح حقيقة الهدى والرشاد
س7: ما هي طرق المحدّثين في التأليف في علم السلوك؟

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى الأبدال؟
س2: ما هي غاية طالب علم السلوك؟
س3: لطمأنينة القلوب سبب جامع اشرحه.
س4: لماذا عدّت الشهوة والغضب من أدواء القلوب وهما صفتان جبليّتان؟
س5: ما معنى نفي الإيمان في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين))؟
س6: بيّن أثر العِيّ على القلب، وهل يُمكن أن يقع فيه أحد من أهل العلم؟
س7: ما الفرق بين الشحّ والبخل؟ وكيف يعالج الشحّ؟


المجموعة الثالثة:
س1: علم السلوك قائم على أصلين ما هما؟
س2: ما الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية؟
س3: عرّف العبادة لغة وشرعاً.
س4: بم تستنير القلوب؟ وبم تُظلم؟
س5: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟
س6: كيف يحصل تمام الشفاء من الغلّ؟
س7: ما هو العهد الذي بين العبد وربه؟ وهل هو عهد اختياري؟


المجموعة الرابعة:
س1: اذكر بعض فروع علم السلوك.
س2: ما معنى شهود مشهد الربوبية؟ وهل هو غاية السالكين؟
س3: بم تحيا القلوب؟ وبم تموت؟ وإذا مات القلب فهل يمكن أن يحيا مرة أخرى؟
س4: ما هي المحبّة الصحيحة؟ وما هي المحبّة الباطلة؟
س5: ما هي درجات محبّة العبد لربّه؟ وما أثر كلّ درجة؟
س6: بيّن خطر قسوة القلوب وفضل لينها، لخّص أسباب قسوتها ولينها.
س7: ما الحكمة من تقدير تقلّب القلوب؟ وما أسباب ثباتها؟


المجموعة الخامسة:
س1: بيّن عناية العلماء بعلم السلوك.
س2: بيّن درجات تحقيق العبودية لله تعالى.
س3: عماد صحّة القلوب على ثلاثة أمور اذكرها.
س4: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟

س5: ما الفرق بين العجب والكبر؟ وما السبيل إلى الشفاء منهما؟
س6: بيّن مراتب وأحكام المخالفين في مقتضى محبّة الله تعالى.
س7: بيّن أثر العِيّ على القلب، وهل يُمكن أن يقع فيه أحد من أهل العلم؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1440هـ/19-07-2019م, 12:10 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجموعة الثالثة:

س1: علم السلوك قائم على أصلين ما هما؟
=الأصل الأول: البصائر والبينات
وهذا الأصل قائم على العلم وإذا قام به العبد أورثه اليقين.
وهو المقصود في قوله تعالى:
: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
- وقال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
- وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ}
- وقال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}

=والأصل الثاني: اتباع الهدى
والمقصود به تطبيق ما جاء في الأصل الأول فيمتثل العبد ما جاء في شرع الله من فعل المأمورات واجتناب المحرمات
وهذا الأصل قائم على الإرادة وإذا قام به العبد أورثه الاستقامة والتقوى
وهذا الأصل هو المقصود في قوله تعالى:
: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
فالبينات في الآية هي الأصل الأول الذي تقدم، والهدى هو الأصل الثاني ، فهذه قد جمع الله فيها هذين الأصلين وهما عماد ما يقوم عليه علم السلوك فالعبد بحاجة إلى بصائر وبينات يعرف به الحق من الباطل، ثم هو بحاجة إلى أئمة يتبعون الهدى فيتبعهم عليه .


س2: ما الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية؟
=العبادة الكونية:
عامة لجميع الخلق، كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾، وقال: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾
فهو سبحانه الخالق والمالك والمتصرف في كل شيء، فلا رب لهم غيره، ولا مالك ولا متصرف فيهم إلا هو سبحانه وتعالى

=وأما العبادة الشرعية:
فإن من أجمع وأحسن ما قيل فيه هو ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية حيث قال في رسالة العبودية:
العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)
وقوله: (لكل ما يحبّه الله ويرضاه) قيد يُخرج العبادات الشركية والبدعية.
وقوله: (من الأعمال والأقوال) قيد يُخرج الأشخاصَ والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة،
وهذه العبادة مما لابد فيها من ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المحبة
والأمر الثاني: الانقياد.
والأمر الثالث: التعظيم.
فإن لم توجد هذه الثلاث لم تسم عبادة.


س3: عرّف العبادة لغة وشرعاً.
==العبادة لغة:
=أصلها الذلة ومنها تسمية الطريق بالمعبد إن كان مذللا للمشي عليه،
ومن ذلك قيل للبعير المذلّل بالركوب في الحوائج: معبَّد. ومنه سمي العبْدُ عبدًا لذلّته لمولاه.
قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة
=وقيل هي الطاعة مع الخضوع كما ذهب لهذا أبو منصور الأزهري.
ويشهد له
ما أنشده الخليل في العين لمن لم يسمّه:
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى.....ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
وهذا المعنى الثاني قد رجح أحد مشايخنا المعاصرين أنه الأقرب للعبادة لأن التعبير عنها بالذل عليه مؤاخذات منها أن قلب الذليل يكون فارغ من التعظيم والمحبة تجاه من يتذلل له وهذا لا يناسب مقام العبودية لله تبارك وتعالى فإن العبد يخضع له مع المحبة والتعظيم والإجلال
وذكر أن هذا الترجيح سبقه إليه علماء منهم أبو هلال العسكري في كتاب الفروق اللغوية وعبر به جماعة من المحققين كابن تيمية وابن القيم في مواضع من كتبهم

==وأما المعنى الشرعي للعبادة:
فإن من أجمع وأحسن ما قيل فيه هو ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية حيث قال في رسالة العبودية:
العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)
وقوله: (لكل ما يحبّه الله ويرضاه) قيد يُخرج العبادات الشركية والبدعية.
وقوله: (من الأعمال والأقوال) قيد يُخرج الأشخاصَ والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة،

س4: بم تستنير القلوب؟ وبم تُظلم؟
= القلوب تستنير إذا حرص العبد على ما يحييها، فكلما كانت فيها الحياة كان فيها النور
وهذا النور هو نور معنوي في الدنيا ولكن له أثر عظيم في رؤية الحق والاستقامة عليه ورؤية الباطل واجتناب ما يقرب منه ويوصل إليه،
ثم هو يوم القيامة نور حقيقي بين أيدي أصحابه ينير لهم الطريق في ظلمات ذلك اليوم كما قال الله تعالى: {
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)}.
وقال تعالى: {
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}
فكانت حياة هذه القلوب سببا في دخول هذا النور إليها في الدنيا فأورثها هذا الاهتداء والاتباع لشرع الله وعمل الصالحات فلما كانت الآخرة وجدت هذا النور حقيقيا يضيء لها ظلمات هذا اليوم حتى تصل إلى الجنة فتفوز الفوز العظيم.
=وأما ما يكون سببا في ظلمة القلب فهو ضد ما تقدم؛ فإنه إذا مرض القلب أو مات أصبح مظلما
وعلى قدر المرض يكون الظلام في القلب، فإذا مات القلب أظلم كله فلم يكن فيه نور يهدي صاحبه في الدنيا للصراط المستقيم ولم يكن له نور حقيقي ينير له الطريق في ظلمات ذلك اليوم العظيم
-فكان حاله في الدنيا كما قال تعالى: {صمّ بكم عمي فهم لا يعقلون}
وقال تعالى: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
وقال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها}.
-وكان حاله في الآخرة كما قال تعالى: يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)
وإنما دعوهم لأنهم ليس معهم نور يهتدون .
ومرض القلوب وموتها هو بالإعراض عن شرع الله وفساد الاعتقاد وعدم الامتثال والطاعة لما أمر به الله فيمرض القلب أو يموت ومع كل واحدة يكون الظلام في القلب جزئيا أو كلياً.

س5: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟
لتشعب الإجابة على هذا السؤال فظهر لي أن الجواب عليه يكون بذكر الأصول المهمة محبة الله تعالى والتي بها يعرف العبد المحبة وقدرها وعظمتها وكيف يأتي بها وكيف ينميها في قلبه وما يخالفها فيورثه ذلك الإتيان بها وفق ما يحب الله ويرضى
ورأيت أن أذكر ذلك في عناصر وهي:
=أن يعرف معنى المحبة التي تكون عبادة ويعرف الفرق بينها وبين الأنواع الأخرى من المحبة،
ومن شأن هذا الأصل أن يوقف العبد على حقيقتها فيتمكن من التعبد لله بها.
=أن يعرف العبد أهمية محبة الله تعالى.
وأعظم أهمية لها هي أن يعلم العبد أن المحبة هي أصل الدين وهي أصل أعمال القلوب التي هي أصل أعمال الجوارح.
=أن يعرف العبد الفرق بين المحبة الصحيحة والمحبة الباطلة
حتى يتمكن من القيام بما هو الحق والبعد عما هو باطل مما له تعلق بمحبة الله تعالى، فيأتي بالمحبة الشرعية ويتجنب المحبة البدعية والشركية.
=أن يعرف العبد أن المحبة درجات، وأن مخالفتها أيضا على درجات
وهذا من شأنه أن يبين للعبد الطريق في ترقية وزيادة محبة الله في قلبه،
فيترقى من المحبة التي تحمل العبد على الدخول في الإسلام إلى المحبة التي تحمله على التزام الطاعات واجتناب المحرمات، ثم يترقى إلى محبة المقربين التي تحمل على الإتيان بالنوافل، وأن يعبد الله كأنه يراه .
كما أن معرفة درجات مخالفتها من شأنه أن يعينه على التخلص من مخالفاتها درجة بعد درجة.
فيتخلص من المخالفة في المحبة التي تخرج من الإسلام وهي التي تكون في أصل الدين،
ويتخلص من المخالفة التي يخشى عليه معها من العذاب، وهي التي تكون عند من ترك بعض الواجبات أو ارتكب بعض المحرمات.
ثم يتخلص من الدرجة التي تنقص رتبته عن أهل الإحسان، بأن يفرط في النوافل وفضائل العبادات مما يخالف مقتضى المحبة.
=التعرف على درجات التقديم على محبة الله ورسوله
فيعرف العبد ذلك فيعينه على أن يجعل محبة الله ومحبة رسوله أعلى ما في قلبه وأعظمه.
فيعرف المراد بقوله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه..." الحديث
فيتجنب التقديم على محبة الله ومحبة رسوله بما ينافي أصل الإيمان
ويتجنب التقديم بما ينافي كمال الإيمان الواجب.
ويتجنب التقديم بما ينافي كمال الإيمان المستحب.
=معرفة أسباب محبة الله سبحانه وتعالى، وآثار هذه المحبة ودلائلها
ليحرص على فعل هذه الأسباب التي تزيد من محبة الله في قلبه وهي تكون بمعرفة جواب سؤالين:
-أحدهما: كيف نُحِبُّ الله؟ وهذا جوابه لأمرين :
الأول: لأنه سبحانه المستحق لأن يحب لذاته لما له من الأسماء الحسنى والصفات العليا وغير هذا...
والثاني: محبة الله تعالى لنعمه وإحسانه ، {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}
-والآخر: كيف ننال محبة الله؟
وهذا قد أجاب عليه ابن القيم رحمه الله في المدارج فذكر عشرة أسباب تجلب محبة الله تبارك وتعالى.
=أن يتعرف على الآداب الخاصة بهذه المحبة
وذلك حتى لا يتعدى هذه الآداب فيقع فيما لا يليق بهذه المحبة.

فهذه العناصر هي جامعة لما يحتف بهذه المحبة العظيمة فإذا عرفها العبد كان ذلك عونا قويا له لتحصيل محبة الله وزيادتها قلبه وتنميتها يوما بعد يوم.


س6: كيف يحصل تمام الشفاء من الغلّ؟
=يكون هذا بأربع أمور
=الأول وهو من أعظم ما يعين على الشفاء منه وهو المقدم الدعاء بأن يذهبه الله من القلب
كما قال تعالى: : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}
= وأما الثلاثة الباقية فهي ما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إليه حيث بين أنه لا يبقى معها غل في قلب مسلم فقال في الحديث: "(ثلاث خصالٍ لا يُغِلّ عليهن قلبُ مسلم أبدا: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)).
وهذه الثلاث هي:
=إخلاص العمل لله:
فإن العبد إذا أخلص عمله لله لم يكن في قلبه إلا الله سبحانه وتعالى فزال شغله بغيره بل كان نظره ومراده ومقصده من كل عمل هو الله سبحانه وتعالى فلا يفعل إلا ما يحبه الله ويرضاه، والغل مما لا يحبه الله ولا يرضاه.
=والثانية: النصيحة لولاة الأمر:
وإنما كانت مما يزيل الغل من القلب لأنها تتضمن حب الخير لمن تنصحه وإلا لما قدمت إليه النصحية فإنك ما قدمتها له إلا وأنت تريد له الأفضل والخير، لذلك فالنصيحة هي ترياق الغل فهي الدواء الذي يعالج به هذا الداء.
=والثالث لزوم الجماعة:
وإنما كانت من أسباب تطهير القلب من الغل، لأن مخالطة المسلمين ولزوم جماعتهم يحمل على معاملتهم وفق ما بين الشرع، ومما بينه الشرع أنه لابد أن يحب لهم ما يحب لنفسه وهذا من شأنه أن لا يكره الخير لهم فلا يكون في قلبه غل ولا حسد على أحد منهم

س7: ما هو العهد الذي بين العبد وربه؟ وهل هو عهد اختياري؟
=العهد هو إخلاص العبادة لله وحده واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم،
وهذا العهد هو واقع من كل من دخل في دين الإسلام فإنه يكون معاهدا الله أن لا يعبد سواه ولا يعظمه أعلى تعظيم وأن يخضع له وينقاد لشرعه، وهو أكبر عهد ولذلك جعل عليه أكبر ثواب لمن التزم به وهو الجنة، وجعل لمن نقضه أعظم العقاب وهو الخلود في نار الجحيم كما أخبر ربنا في كتابه حيث يقول: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)﴾
وقال تعالى أيضا مخبرا عن عقاب من نقض هذا العهد ومرغبا في الوفاء به أحسن الترغيب: ﴿وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97( ﴾
ومما سبق يتبين أن هذا العهد ليس اختياريا به هو اجباري وواجب على كل مسلم أن يحفظه ولا ينقضه، ومما يدل على هذا أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الوارد في الصحيحين: ((يا معاذ، هل تدري ما حقُّ الله على العباد، وما حقُّ العباد على الله؟)). قلتُ: الله ورسوله أعلم.
قال: ((فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحقُّ العباد على الله: أن لا يعذِّب مَن لا يشرِك به شيئا)).
فقلتُ: يا رسول الله: أفلا أبشِّرُ الناس، قال: ((لا تبشِّرْهم فيتَّكِلُوا)).

=فجعل الله سبحانه وتعالى حقه على العباد هو عبادته وحده لا شريك وهذا هو العهد الذي بين كل مسلم وبين ربه تبارك وتعالى فلا يكون هذا العهد إلى واجبا على العبد وليس له أن يختار في الوفاء به أو نقضه على ما تقدم بيانه.

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1440هـ/19-07-2019م, 06:13 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى الأبدال؟
هم العلماء العاملون والعباد الصالحون، يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره، ولذلك سموا بالأبدال والبدلاء.

س2: ما هي غاية طالب علم السلوك؟
غايته بلوغ مرتبة الإحسان، والتي هي أعلى مراتب الدين.

س3: لطمأنينة القلوب سبب جامع اشرحه.
ذكر الله، قال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، فسر الذكر هنا بالقرآن، وذكر الله في النفس، وباللسان، وغير ذلك من أنواع الذكر.

س4: لماذا عدّت الشهوة والغضب من أدواء القلوب وهما صفتان جبليّتان؟
لأنهما أصل قوّة الطلب والدفع في القلب الذي هو محلّ الإرادة، فالشهوة جامعة لكلّ ما تميل إليه النفس من متع الحياة، والغضب باعثه إرادة دفع المضرة، ولذلك فإنّهما الأصلان الجامعان لأمراض القلوب، وبهما ينصب الشيطان شراكه لبني آدم، فمن هذّبهما، وفطن لحبائل الشيطان فيهما، وصرفهما فيما أذن الله به، فقد وقي شرّهما، ومن وقي شرّهما فقد وقي من آفات كثيرة، وبلايا عظيمة.

س5: ما معنى نفي الإيمان في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين))؟
نفي الإيمان في هذا الحديث على درجات:
1- نفي أصل الإيمان، وهذا ما لا يصح الإسلام إلا به، وهو تقديم محبته عليه الصلاة والسلام فيما يلزم منه البقاء على الإسلام، والمخالف لهذه الدرجة كافر.
2- نفي الإيمان الواجب، فالمؤمن في هذه الدرجة مؤمن بالواجبات التي أمر بها الرسول تارك للمحرمات التي نهى عنها، والمخالف على عكس ذلك، ويناله من العقاب قدر ذنبه.
3- نفي كمال الإيمان، وهذه الدرجة يأتي صاحبها المستحب من الأوامر، ويترك المكروه من النواهي، فإن فعل فهو من أهل الإحسان، وإن لم يفعل انتفى عنه كمال الإيمان.


س6: بيّن أثر العِيّ على القلب، وهل يُمكن أن يقع فيه أحد من أهل العلم؟
الجهل والعي هو أصل علل القلوب، لأن صاحبه يفقد البصيرة بما ينفعه، ابتداء أو عقوبة، فالسائر في الطريق بلا علم يحصل له من الوهم والتردد ما يفقده الطمأنينة في قلبه.
وقد يقع فيه أهل العلم، فقد يطلب الطالب مسألة، فيقع بها في حيرة واضطراب، وقد يسري بذلك إلى القلب فتنة واضطراب، بسبب فقدان البصيرة أو اضطراب التصور، فيقع المرء في الفتن، وتموج به الشبهات.


س7: ما الفرق بين الشحّ والبخل؟ وكيف يعالج الشحّ؟

الشح أعم من البخل من وجوه:
1- البخل متعلق بالمال، أما الشح فمتعلق بكل ما تطمع النفس فيه من شهوات وأموال وغيره.
2- الشح صفة كامنة في النفس، أما البخل فإنه أحد ثمراتها، قال عليه الصلاة والسلام: "إياكم والشح، فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وبالبخل فبخلوا، وبالفجور ففجروا".
3- البخل متعلق بالإمساك، أما الشح فمتعلق بالطلب والإمساك، قال تعالى: "أشحة على الخير".4- البخل متعلق بمال المرء نفسه، أما الشح فقد يبلغ بصاحبه كره فعل الخير حتى من غيره.

أما الشفاء منه فيكون بالاستعاذة بالله منه، والتقوى، والإحسان، قال تعالى: "وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"، وقال: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، وقال: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 ذو القعدة 1440هـ/21-07-2019م, 02:17 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: بيّن عناية العلماء بعلم السلوك.

اعتنى العلماء بعلم السلوك عناية بليغة ، إذ هو مقصد الدين ولبّه ، فأدرجوه في مصنفاتهم ودواوينهم الحديثية ، كما أفردوه بمؤلفات مستقلة ، ومما تضمنته دواوين السنة في هذا العلم :
- كتب الرقاق، والفتن، والدعوات في صحيح البخاري.
- كتب الزهد والرقائق، الذكر والدعاء، والتوبة، في صحيح مسلم.
- كتابا الدعاء والزهد في سنن ابن ماجه.
- كتب الزهد، والبر والصلة، والأمثال، والدعوات في جامع الترمذي.
- كتاب الاستعاذة، من سنن النسائي الصغرى.
- كتب الرقائق، والمواعظ، وعمل اليوم والليلة، والاستعاذة من السنن الكبرى للنسائي.
- كتب الزهد، والدعاء، والأمراء من مصنف بن أبي شيبة.
- كتاب الرقاق من سنن الدارمي.
- كتب الرقاق، والدعاء والذكر، والتوبة والإنابة من مستدرك الحاكم.
- كتابا البرّ والإحسان، والرقائق من صحيح ابن حبان.

أما في التأليف المستقل فهناك عدد من الكتب منها :
- كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك، وللمعافى بن عمران الموصلي، ووكيع بن الجراح، وأسد بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهناد بن السري، وأبي داوود السجستاني، والخطيب البغدادي .
- كتاب الزهد الكبير للبيهقي .
- كتاب شعب الإيمان للبيهقي .
- كتاب أدب النفوس ، للآجري .
- كتاب اعتلال القلوب ، للخرائطي .
وأجود ما كُتب في هذا العلم ما كتبه أئمة الحديث ، لمعرفتهم بالأسانيد ، واتباعهم السنة .

س2: بيّن درجات تحقيق العبودية لله تعالى.
درجات تحقيق العبودية ثلاثة :
1- الإتيان بأصل العبودية لله تعالى ، فيأتي بالفرائض ويجتنب نواقض الدين ، وهذه هي مرتبة الإسلام ، وهذا إن عّب بذنوبه فلا يُخلّد في النار ومآله إلى الجنة .
2- تحقيق القدر الواجب من العبادة بفعل الأوامر واجتناب النواهي ، وهي مرتبة الإيمان .
3- تحقيق الكمال المستحب في العبادة ، وهي مرتبة الإحسان .

س3: عماد صحّة القلوب على ثلاثة أمور اذكرها.
1- صحة العلم ، ويحصل به البصيرة المفضية إلى اليقين .
2- صحة الإرادة ، ويحصل به الرشاد المفضي إلى الاستقامة وصحة العمل .
3- العافية ، ويحصل بها السلامة من آفات القلوب وأدوائها .


س4: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟
- أن يتفكر في عظمة الله تعالى في أسمائه وصفاته ، وأنه المستحق للمحبة وحده .
- أن يتفكر في آلاء الله تعالى وأفضاله على خلقه ، وما منّ به من جود وإحسان فيزداد محبة له ويلهج بشكره والثناء عليه .
- أن يتقرب إليه سبحانه بكلامه ، فيقرأه ويتدبره ويعمل بما فيه .
- أن يخلص العبادة لله تعالى وحده .
- أن يكثر من النوافل ، فإنها طريق لمحبة الله تعالى للعبد وهي سابقة على محبة العبد لربه ، فإذا أحبه الله وفقه للقربات ورزقه حبه .
- أن يُكثر من ذكر الله تعالى على كل أحواله ، فكثرة الذكر علامة على المحبة وزيادة فيها .
- أن يؤثر محابّ الله تعالى على محابّ نفسه .
- أن ينكسر بين يدي الله تعالى ، فالذل والانكسار أعظم طرق العبودية و أقربها لله تعالى .
- أن يُكثر مناجاة الله ، ويخلو به وقت التنزل الإلهي ، ويتأدب مع ربه .
- أن يجالس المحبين الصادقين ، وأن يوالي في الله ويعادي في الله .
- أن لا يخاف في الله لومة لائم .
- مباعدة كل سبب يحول بين العبد وبين ربه .


س5: ما الفرق بين العجب والكبر؟ وما السبيل إلى الشفاء منهما؟
العجب : سببه رؤية النفس واستعظامها ، وهو ناتج عن الغفلة عن نعم الله عليه ومنته ، وعن العماية والغفلة عن تقصير النفس .
والكبر : يتكون من أمرين بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الأول : بطر الحق ورده ، والثاني : غمط الناس واحتقارهم .
وقد يكون في أصل الدين فيمنع صاحبه من الدخول فيه ، وقد يكون كبيرة من الكبائر .
وسبيل الشفاء من العجب بالبصيرة والإخلاص لله تعالى وصدق التوكل عليه ، والتفكر في حقيقة نفسه وتقصيرها ، وأنّ كل ما منه فهو بمنته وفضله عليه سبحانه ، فهو المتفضل أولاً وآخراً ، وهو المستحق للحمد والشكر ، وأنّ ما قدّمه لا يبلغ ذرة مما يجب لله ، ويتفكر في السوابق والعواقب ويعلم أنه لا نجاة له بغير الإخلاص .
وسبيل النجاة من الكِبر في تأمل الأحاديث الواردة في ذمّه ، والوعيد الشديد عليه ، فيتوب منه توبة صادقة ، و يعالج أسباب العجب التي هي مفتاحه للكبر ، ويتواضع لله ولخلقه ، وممّا يعين على ذلك :
1- التفكر فيما يؤول إليه الكِبر من الذلّ والهوان والحرمان .
2- توطين النفس على قبول الحق ممّن جاء به أيّاً كان .
3- حبّ المساكين والضعفاء .
4- مداواة نفسه متى خاف بدوّ شيء من ذلك ببعض الأعمال التي تكسر النفس وتؤدي إلى التواضع .
5- صرف ما فيه نفسه من الكِبر في مصارف محمودة من إعلاء كلمة الله ، ومراغمة أعداء الدين .

س6: بيّن مراتب وأحكام المخالفين في مقتضى محبّة الله تعالى.
1- مخالفة ما تقتضيه محبة الله تعالى في أصل الدين ، وهؤلاء خارجون عن الإسلام منتفية عنهم محبة الله تعالى وهم أصناف :
الأول : المشركون الذين اتخذوا من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله؛ وهم أصحاب المحبة الشركية.
الثاني : المستكبرون الذين كفروا كبراً وعناداً ولا يحبون الله أصلاً، بل منهم من يصرّح ببغض الله عز وجل.
الثالث: الملاحدة الذين أنكروا وجود الله.
الرابع: المنافقون النفاق الأكبر.
الخامس: أصحاب البدع المكفرة من المنتسبين للإسلام كأهل الطرق الشركية من غلاة الصوفية والرافضة .

2- مخالفة ما تقتضيه محبة الله بارتكاب بعض المحرمات والتفريط في بعض الواجبات مع تجنب نواقض الدين ، وهؤلاء هم عصاة المؤمنين ومحبتهم ناقصة وإن كان معهم أصل المحبة فيرجى لهم بالطاعات ، ويُخافُ عليهم من المعاصي ، ومآلهم إلى الجنة وإن عُذبوا بذنوبهم فلا يخلدون في النار .
3- مخالفة ما تقتضيه محبة الله تعالى بالتفريط في النوافل ، مع القيام بالواجبات واجتناب المحرمات ، وهذا قد يقع فيه بعض المتقين ، وإن كانوا لا يأثمون فيه لكنهم فرطوا في فضل عظيم .



س7: بيّن أثر العِيّ على القلب، وهل يُمكن أن يقع فيه أحد من أهل العلم؟
من آثاره فقدان البصيرة في مسألة من المسائل أو أكثر ، فيؤدي إلى التردد وعدم الاطمئنان ، والحيرة والاضطراب وقد يسري بسبب ذلك للقلب علة تؤدي به إلى الفتنة والعياذ بالله .
وهذا العيّ يمكن أن يقع لأهل العلم في بعض المسائل المُشكلة ، و علاجه بسؤال أهل البصيرة والعلم الصحيح .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1440هـ/21-07-2019م, 04:28 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس القسم الأول من دورة أعمال القلوب
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.
المجموعة الأولى:
س1: ما المراد بالسلوك؟
المراد بالسلوك :هو سلوك الصراط المستقيم ،وهو متضمن شيئان :الهداية إلى الصراط المستقيم ،والهداية في الصراط المستقيم ،قصداً وقولاً وعملاً ،وحاجة العبد لكلا الهدايتين أشد من حاجته لتنفس الهواء ،ولذلك أوجب الله تعالى علي عبده أن يسأله الهداية في كل يوم سبعة عشر مرة في الصلاة المفروضة فيقول : {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
س2: كيف تبيّن أهمية أعمال القلوب؟
نبين أهمية أعمال القلوب من طريقين : طريق مجمل وطريق مفصل:
فالطريق المجمل :يكون عن طريق بيان أصول جامعة لأعمال القلوب ،وهو أن الغاية التي خلقنا الله من أجلها هي عبادته سبحانه{وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون} الذاريات ، أن العبادات تنقسم إلى عبادات ظاهرة وباطنة ،وأن العبادات الباطنة (التي هي أعمال القلوب) هي أصل العبادات الظاهرة ، إذا أعمال القلوب هي التي من أجلها خلقنا الله ولا يخفى على اللبيب أهميتها.
وأما الطريق المفضل : يكون بذكر تفاصيل أعمال القلوب ، من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والإنابة والخشية والخضوع والرغبة والرهبة والاستعانة والاستغاثة وغيرها ،وشرح مسائلها وبيان أهميتها.
س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
أنواع القلوب ثلاث :
1. قلب حيّ صحيح، وهو قلب المؤمن ،الذاكر الخاشع المخبت الذي يعقل عن الله ويهتدي؛ وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله تعالى: كما قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} ، قال قتادة: (يعني بذلك القلب: القلب الحيّ). رواه ابن جرير.
2. قلب مريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، وفيه مادتان؛ مادة خير ومادة شر، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فإن غلب على قلبه العمل الصالح كان أقرب إلى أهل الإيمان وإذا غلب الفسق والفجور على قلبه كان أقرب إلى أهل الكفر ، وهو على خطر من التمادي في الفسق والفجور فيؤدي به إلى موت القلب ولذلك قال أهل العلم: المعاصي بريد الكفر.
3. قلب ميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان،أسود قلبه وحبط عمله، بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.
ولمعرفة أنواع القلوب فوائد جمة :
منها أن معرفة أنواع القلوب يسهل علي العبد تفقد قلبه ومعرفة نوعه ،فيسرع في علاجه إذا ألم به مرض .
ومنها معرفه أسباب صحة القلب ومرضه وموته.
ومنها معرفه أدوية القلب النافعة التي تعالجه من أمراضه.
ومنها معرفة ما ينفع القلب من العلم والإيمان فيستزيد العبد منهم، أي من مادة حياة قلبه.
ومنها أن الذنوب سبب في مرض القلب وموته فيحذره العبد.
ومنها أن الشرك، والنفاق، والكفر، والإلحاد، وبما تُعاقب به من الزيغ والصرف، والإغفال والقفل، والطبع والختم، والشدّ والرين،من أسباب موت القلب وهي عقوبات بعضها أشدّ من بعض.

س4: بيّن أنواع أدواء القلوب واذكر أسبابها وآثارها ومثّل لها.
أدواء القلوب أنواع :
منها أمراض شكّ وريبة.
سببها : الشبهة التي تعرض على قلب العبد.
أثرها: فساد التصور؛ وقد تفضي بالعبد إلى الكفر أو النفاق أو ضعف التصديق، أو ضعف أثره.
مثال: مرض الشك والارتياب وسببه عدم تصديق الله عزوجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم والإعراض عن القرآن وعن فهمه وتدبره ،والإعراض أيضا عن اتباع سنه المصطفى صلى الله عليه وسلم،كل يورث الحيرة والشك والريب ،فلا يزولان عن العبد إلا بتحقيق الإيمان بالله عزوجل واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
- ومنها أمراض غلظ وقسوة.
سببها :الشهوة المقترنة بالظلم والعدوان، وإرادة العلوّ في الأرض والفساد.
أثرها : فساد الإرادة وانحراف القصد عن الصراط المستقيم بالبغي والظلم.
مثال:الحسد والغل،فالحسد تمني زوال النعمة عن المحسود، وقيل في تعريف الحسد :كراهة النعمة على المحسود،وعله ذلك إعجاب الحاسد بنفسه وازدراؤه للمنعم عليه، وظنه أنه أولى بالنعمة منه، وفي هذا سوء ظنّ بالله تعالى وطعن في حكمته سبانه وتعالى، وسوء أدب معه جلّ وعلا.
أما الغل فهو الحقد والضغينة وإضمار الشرّ وإرادة السوء للغير،وحب الخير للغير هو علاج الغل .
وأيضا الحرص والشح ، والشهوة والغضب،والكبر والعجب وغير ذلك.
- ومنها أمراض ضعف ووهن.
سببها: يرجع إلى الشهوة المقترنة بالذلّ والعجز.
أثرها : مسكنة القلب وتذلّلـه لما تعلّق به ولمن تسلّط عليه.
مثال:العشق هو حبّ زائد مفرط ناتج عن طغيان المحبوب على القلب، واستيلاؤه على التفكير؛ فيؤثره بالحبّ والتذكّر والطاعة، حتى يرتكب لأجله بعض المحرّمات، أو يفرّط في بعض الواجبات.
وأيضا الهوى والوهن ،وإلى غير ذلك
س5: بيّن أوجه كون المحبّة أصل الدين.
المحبة أصل الدين وذلك من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن أعمال العبد الدينية مبنية على محبة الله تعالى والرغبة فيما عنده وما أعده لعباده المؤمنين من الثواب العظيم ومحبة النجاة من عقابه؛ وإن الخوف والرجاء مبناهما على المحبة أيضاً؛ لأن الراجي يطمع فيما يحب من رضا محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة ويخاف من سخط محبوبه، ويخاف من فوات ما يحب من الثواب.
وكذلك كل الأعمال القلبية الباطنة والأعمال الظاهرة أيضا كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يعقبها من الفوز بالمحبوب والنجاة من المرهوب.
الوجه الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لأنهامتضمنه كمال الحب مع كمال الذل (وهذا لايكون إلا لله عزوجل ) ولا تكون العباد عباده إلا بإجتماع هذين الأصلين معاً ؛ ولذلك فإن المحبوب الذي لا يعظم ولا يذل له ولا ينقاد لأمره ليس بمعبود، وكذلك المعظم الذي لا يحب .
الوجه الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له جل وعلا، وابتغاءوجه الله وحده لا شريك له والدار الآخرة هي ثمرة المحبة المؤمن لربه جل وعلا ؛ فالله تعالى هو المحبوب لذاته في قلب المؤمن،وذلك لكمال صفاته ولعظيم إنعامه وهذه المنزلة لا تنبغي إلا لله تعالى.
ومن ذلك نستنبط أن محبة الله سبحانه وتعالى هي أصل الدين والباعث على أعمال الجوارح والقلوب ،ولأن القلب هو الملك والجوارح هي الجنود فإذا صلح الملك صلحت الجنود ،ولأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ، والنية محلها القلب.
س6: اشرح حقيقة الهدى والرشاد
الهدى والرشاد هما من الأصول المهمة في أعمال القلوب،وهما يرجعان إلى العلم النافع والعمل الصالح، فالعلم النافع عصمة من الضلال والعمل الصالح عصمة من الغواية وكلما كان العبد أكثر علما بما أوجبه الله عليه وبما ندب وما حرم وما كره، وما يحب ويرضى وما يسخط ويبغض ،وعمل بهذا العلم علي هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وشرعته ؛ترقى إلى أعلى المقامات ويقل هذا المقام العالي كلما كان للعبد ضعف في أحد هذين الأمرين أوكليهما ،كل ضعف أو نقص فيهما له تأثيره على حال السالك، ولذلك ينبغي لنا أن نعتني بتكميل هذين المقامين .
س7: ما هي طرق المحدّثين في التأليف في علم السلوك؟
طرق المحدثين في التأليف في علم السلوك ثلاث طرق:
الطريقة الأولى: انتقاء الأحاديث و الآثار وتصنيفها على شرط المصنف .
مثال: الصحيحين ، وكتاب الرقائق من سنن النسائي الكبرى، وكتاب الرقاق في سنن الدارمي وكتاب الرقاق في مستدرك الحاكم.
الطريقة الثانية: جمع وصايا الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه والصحابة والتابعين والسلف الصالح؛ وترتيب الكتاب على أخبارهم.
مثال :الإمام أحمد في كتاب الزهد، وابن أبي شيبة في كتاب الزهد من مصنفه.
الطريقة الثالثة: تصنيف الكتاب على أبواب هذا العلم، ورواية ما فيه من الأحاديث والآثار والأخبار والوصايا.
مثال: ابن المبارك في كتاب الزهد، وأسد بن موسى، وهناد بن السري وأبو بكر البيهقي.
ومن أهل العلم من أفرد بعض أبواب هذا العلم بالتصنيف
مثال:ابن أبي الدنيا .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 ذو القعدة 1440هـ/23-07-2019م, 11:46 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 727
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: علم السلوك قائم على أصلين ما هما؟ 
الأصل الأول: البصائر والبينات، ذكر في النص وهو أعم وأشمل من اسم المعارف والحقائق المعروف في علم السلوك،وقوامه العلمِ، ونتائجه اليقين.
ذكره في النص القرآني :
- وقال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
- وقال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}
والأصل الثاني: عملي وهو اتبَّاع الهدى،بحيث يأتي الإنسان أوامر الله ويجتنب نواهيه ويتعظ بمواعظه.قوامه الإرادة والعزيمة،ونتائجه الاستقامة والتقوى.
وقد جمعهما الله تعالى في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}.
وحاجة الناس ماسة لكلا الأصلين ؛فالناس بحاجة إلى البينات التي يعرفون بها الحقّ من الباطل، وبحاجة إلى أئمة يتّبعون الهدى فيتّبعوهم عليه.
والأول حجة على الثاني فلابد من الاتباع بعد مجيء البينات .
قال الله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)}

س2: ما الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية؟
العبادة الكونية :
1-هي عبادة عامة لجميع الخلق، فهم عبيد الله وتحت تصرفه وهو المالك لهم .قال تعالى : ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾
هي عبودية جبرية يخضع فيها جميع المخلوقات لله قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}.
2-متعلقة بالربوبية.وهي الحقيقة المشهودة.
3-لا تفرق بين المسلم والكافر لأن الكل يقر بها ويعلمها لكن المسلم فقط من يعمل بها وهي عذاب وحجة على الكافر الجاحد والمستكبر والمعرض الذي لايعمل بها
كما قال الله تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ وقال: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾
وأما العبادة الشرعية:
1-(هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)كما عرفها ابن تيمية ؛فهي الشريعة والمنهج الذي وضعه الله لعباده من قول وعمل مما يُخرج الأشخاصَ والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله و قيد يحبها الله يُخرج منها العبادات الشركية والبدعية .
2-متعلقة بالألوهية. وهي العمل بالحقيقة المشهودة.
3-تفرق بين المسلمين والكفار لأنه لايقوم بها إلا من أخلص عمله لله وأطاعه .

س3: عرّف العبادة لغة وشرعاً.
العبادة لغة كما عرفها ابن جرير:
هي الذلة وطريق معبد أي مذلل موطوء
ومن ذلك قول طَرَفَة بن العَبْد:
تُبَارِي عِتَاقًا نَاجياتٍ وأَتْبَعت .....وَظِيفًا وظيفًـا فـوق مَـوْرٍ مُعَبَّـدِ
ومنه سمي العبْدُ عبدًا لذلّته لمولاه.
وكما عرفها أبو منصور الأزهري فهي الطاعة مع الخضوع.
ويشهد لما ذكره أبو منصور ما أنشده الخليل في العين لمن لم يسمّه:
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى.....ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
المعنى شرعاً:
والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية:عامة لجميع الخلق كلهم عبيده سبحانه .قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾، قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}.
2: وعبادة شرعية.
عرفها ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية)
قال : (العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة).
وقوله: (لكل ما يحبّه الله ويرضاه) قيد يُخرج العبادات الشركية والبدعية.
وقوله: (من الأعمال والأقوال) قيد يُخرج الأشخاصَ والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة.
وهي موقوفة على القرآن والسنة من حيث تسميتها والأمر بها ومحبة الله لها يظهر خلال الثواب على فعلها والعقاب على تركها
ولابد أن يصحبها ثلاثة أمور:
المحبة
والانقياد.
والتعظيم.
و تكون بالقلب واللسان والجوارح:
ولصحة العبادة شرطان:
أحدهما: الإخلاص لله جل وعلا.وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
والشرط الثاني :متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ،هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله.

س4: بم تستنير القلوب؟ وبم تُظلم؟
من خلال مايلي:
1- تستنير القلوب بانتفاع القلب بما تسمع من إسماع الحجة فتبصر الحق وتفقه وتعقل فتتبع الهدى وتتجنب الزلل وتهتدي جوارحهم 
أما القلوب الميتة فلا تسمع ولا تبصر ولا تعقل {صمّ بكم عمي فهم لا يعقلون}فتعمى القلوب وتظلم الجوارح .
قال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها}.
قال ابن القيّم رحمه الله: (إنما الجوارح أتباع للقلب يستخدمها استخدام الملوك للعبيد والراعي للرعية، والذي يسري إلى الجوارح من الطاعات والمعاصي إنما هي آثاره؛ فإن أظلم أظلمت الجوارح، وإن استنار استنارت، ومع هذا فهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل)ا.ه.
2-استنارة القلوب تكون بتطهير القلب من فساد الاعتقاد وفساد الإرادة والعمل قال الله تعالى: {إن الذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون}. بمعرفة عاقبة المعصية وقبحها 
فيزدجر عن المعصية، كما قال الله تعالى عن يوسف عليه السلام: {ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}.وظلمة القلوب تكون بفساد الاعتقاد والتصوّر وفساد الإرادة والعمل .
3-تستنير القلوب بالابتعاد عن الظلم العظيم وهو الشرك وظلم الخلق وظلم النفس بالمعاصي .والظلم من أسباب ظلمة القلب.

س5: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟ وذلك من خلال أمران متداخلان معرفة الأول تؤدي إلً معرفة الثاني وهما :
1-معرفة لماذا تجب محبة الله وذلك لأنه وحده كامل الصفات وأظهر لنا آثار أسماءه وصفاته خلال آياته الكونية والمتلوة .وهو الذي خلقنا وأوجدنا وأمدنا بالنعم {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}،.فلابد من ذكر النعم وشكرهاحتى تزداد محبته سبحانه
الأمر الثاني معرفة الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها أوردها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في عشرة أسباب،
1-قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه، لمعرفة مراد الله.
2-القيام بالنوافل يوصله الى درجة أعلى من المحبة وهي المحبوبية .
3-المداومة على الذكر باللسان والقلب والعمل والحال .كلما أكثر من الذكر وأحسن كلما زادت المحبة.
4-تقديم محاب الله على محاب النفس في كل شيء
5-معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العليا
6-التفكر بنعمه الظاهرة والباطنة وفضله وإحسانه سبحانه .
7-التذلل لله سبحانه وتعالى.
وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
8-قيام الليل والتأدب مع الله والاستغفار والتوبة
9-اختيار الصحبة الطيبة وقلة الكلام مع اختيار دلالته ومنفعته.
10-الابتعاد عن كل ما يغضب الله ويبعد عنه

لا بد من توفر أمران حتى تتحقق هذه الأسباب وهما:
- استعداد الروح لهذا الشأن.
- وانفتاح عين البصيرة.
س6: كيف يحصل تمام الشفاء من الغلّ؟
-من كان غله لعامة المسلمين أو أئمتهم أو لطائفة منهم فشفاءه :
1-ملازمة الدعاء بما جاء في الآية:{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}حتى تنزل عليه رحمة الله ورأفته فيعافيه من الغل.

2- العمل بالحديث الشريف ماورد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: ((ثلاث خصالٍ لا يُغِلّ عليهن قلبُ مسلم أبدا: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)). فالإخلاص يصرفه عن الغل لإنشغال قلبه بالطاعة والعبادة والمناصحة تطهر قلبه من الغل ولزوم الجماعة تطهر قلبه من الغل لأنها تحمله على أن يحب لهم ما يحب لنفسه وتصيبه دعواتهم الطيبة لأنه منهم .

-ومن كان غلّه على فرد أو أفراد :
1-ليعلم أن القلوب بيد الله قد تعود المودة بينه
وبين أخيه على أهون الأسباب فلا يجعل للغل مكاناً في قلبه
2-أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وأن يبتغي رضاالله من وراء هذه المحبة فيؤدي حقوقه ويسلم قلبه من الغل فيحظى بالعاقبة الحسنة .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه»

-ومن كان سبب غلّه ظُلم وقع عليه من أخيه المسلم :لا بد من المطالبة بحقه وبذل الأسباب في ذلك فإن أعطي حقه فنعم به وإن لم يعطى حقه فليوكل أمره إلى الله ولا يغل ولايحسد والعفو فضيلة وكمال.


س7: ما هو العهد الذي بين العبد وربه؟ وهل هو عهد اختياري؟
العهد هو شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله وهو التوحيد وإخلاص العبادة لله واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم.يكرره العبد مرارً في الأذان والإقامة والصلوات وفي حديث سيد الاستغفار ،وهو أعظم العهود وهو شرط لدخول الجنة
قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)﴾
وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنتُ رِدْفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- على حمار يقال له: عُفَير، فقال: ((يا معاذ، هل تدري ما حقُّ الله على العباد، وما حقُّ العباد على الله؟)).
قلتُ: الله ورسوله أعلم.
قال: ((فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحقُّ العباد على الله: أن لا يعذِّب مَن لا يشرِك به شيئا)).
فقلتُ: يا رسول الله: أفلا أبشِّرُ الناس، قال: ((لا تبشِّرْهم فيتَّكِلُوا)).
وفي رواية: (فأخبر بها معاذ عند موته تأثُّما).
تأثماً: أي تحرجاً من الإثم بكتمان العلم. 

وهذا العهد إجباري لابد من أن يصله الإنسان لكن الناس فيه على درجات
فمنهمم من يأتي بأصل العبودية يوحد الله ولا ينقض توحيده ويأتي من الفرائض فهو مسلم لم يخرج من الإسلام لكنه لديه بعض الآثام التي لا تتناقض مع التوحيد .
ومنهم من يزيد على هذا القدر فيقيم الواجبات ويجتنب المحرمات وهم المتقين .أما مرتبة الإحسان فهي تحقيق الكمال المستحب في العبادة بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. 
أما من أشرك بالله تعالى فهو ناقض للعهد لا يدخل الجنة وهو من عباد الشيطان كما قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ذو القعدة 1440هـ/26-07-2019م, 04:34 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

مجلس القسم الأول من دورة أعمال القلوب
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.

المجموعة الرابعة:
س1: اذكر بعض فروع علم السلوك.
ينبغي للسائر إلى الله تعالى أن يحدد وجهته ومقصده الذي يقصده، ومنهجه الذي سيسير عليه، ومعرفة عدوه المتربص له، والعلم بالشهوات والشبهات التي قد تعترضه أثناء السير، وكذلك فهو بحاجة إلى التعرف إلى المحفزات والمنفرات التي هي من أهم الدوافع على السير وتحمل مشاق الطريق، وطرق معالجة آفات نفسه وتحصينها من أعدائها، ولعلم سلوك هذا الطريق الموصل إلى الرب تعالى ومرضاته أبوابا ورد بعضها في الكتاب وبعضها في السنة كما روي فيها من آثار السلف الصالح وأخبارهم ووصاياهم منها:
- أعمال القلوب.
- تزكية النفس، ويدخل فيها: محاسبة النفس ومداواة عللها ورياضتها.
- مجاهدة الشيطان.
- حفظ الجوارح.
- الترغيب والترهيب.
- الزهد والورع.
- العقوبة والابتلاء.
- الأوراد والتعويذات
- العوارض والعوائق.
- العزلة والخلطة.
- القصص والأخبار
- الوصايا
- الجزاء، ويدخل في ذلك الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة.
- آداب السالك.

س2: ما معنى شهود مشهد الربوبية؟ وهل هو غاية السالكين؟
شهود مشهد الربوبية هو: اعتراف العبد واقراره بخلق الله وملكه وسلطانه وتدبيره شئون خلقه، وشهود الافتقار والعجز والحاجة إلى الرب تبارك وتعالى.
وهذا الشهود قد يشترك فيه المؤمنون والكافر؛ فلم يكن مطلقا هو غاية السالكين؛ فعلى الرغم من وجوبه وحجته على العبد في وجوب التوجه بالعبادة لله وحده إلا أنه لايكفي لدخول العبد في الإسلام ولا يقتضي الإخلاص في العبادة،قال تعالى:﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾.
فالمشركون رغم إقرارهم بربوبية الله لم يدخلوا في الإسلام لأن توحيد الألوهية تخلف عندهم، فلم يمتثلوا أمر الله فصار اقرارهم بربوبية الله حجة عليهم أوجبت عذابهم، فقد كان اعراضهم عن الامتثال بمقتضى ما بلغهم من المعارف ناتجا عن الكبر والجحود كما قال الله تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ وقال: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾

س3: بم تحيا القلوب؟ وبم تموت؟ وإذا مات القلب فهل يمكن أن يحيا مرة أخرى؟
* تحيا القلوب بالعلم والإيمان، وأعظم ما يحيي القلوب هو توحيد الله تبارك وتعالى.
* ويموت القلب بالجهل المطلق، وبكثرة الأسقام وتكابل العلل، مع ضعف المناعة والمقاومة، وفقدان الغذاء القلبي والروحي، والاستسلام لهجمات الشهوات والشبهات والجهل المستحكم؛ فحالت هذه الأمور بين القلب وبين أسباب حياته وصحته ونجاته كما قال الله تعالى عن الكفار: { وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}
- وإذا مات القلب لم يستجب لما يحييه؛ فلا يسمع سمعا ينفعه ولا يبصر بصرا ينفعه ولا يتكلم بكلام ينفعه، ولا ينفذ له الهدى فيصبح كالأرض الصلبة الملساء التي لا تنتفع بالغيث مهما هطل فوقها، ولمَ لا وقد خُتم على قلوبهم فلا ينفذ إليهم الهدى بسماع ولا بصر {وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها}، فقد تسلطت عليه الشياطين فاجتالته وأضلته؛ بما اقترفه من الاعراض المتعمد المستمر عن ذكر الله وما جاءه من الحق كما قال تعالى : {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)} وقال تعالى: { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}
- وإذا استحكم موت القلب استحوذ عليه الشيطان فنفَر صاحبُه من الحق نفوراً شديداً، ولا تزيده المواعظ إلا نفوراً، كما قال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) }
وقال الله تعالى: { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)}
وقال الله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}
وقال الله تعالى: { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)}
وقال تعالى: { يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}.
وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}
وهذه الآيات وما على شاكلتها وإن كانت في الكفار إلا أنه قد يصيب منها من هو من أهل القبلة بحسب ما نال قلبه قلة وكثرة من النفاق أو الشرك الأصغر.

س4: ما هي المحبّة الصحيحة؟ وما هي المحبّة الباطلة؟
الجميع قد يدعي المحبة ولكن أي منهم محبته نافعة وصحيحة ومقبولة؟؟
حتى تكون المحبة صحيحة ونافعة لا بد لها من اجتماع وتلازم شرطين اثنين :
الأول:المحبة الخالصة لله تعالى، فلا يشرك مع الله أحدا في محبته، فلا يجعل له نديدا ولا شريكا في قلبه، فمن جعل لله ندا في محبته فلا تقبل محبتهم لله لعدم خلوصها له تعالى، بل ولا يقبل منهم أعمالهم إن داوموا على ذلك حتى الممات، كما فعل الكفار في شركهم مع الله أندادا في محبته كما أخبر الله عنهم : (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله …)
الثاني: اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}
فمن حقق هذين الشرطين فمحبته نافعة صحيحة مقبولة، ويثاب عليها بأن يحبه الله ويغفر له ذنوبه، ومن تخلف عنه أحد هذين الشرطين فمحبته غير صحيحة ولا مقبولة عند الله عز وجل، وإن ادعى ما ادعى من شدة المحبة فهو غير صادق فيها إذ لو كان صادقاً لأخلص العبادة لله وحده لا شريك له، واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم.

س5: ما هي درجات محبّة العبد لربّه؟ وما أثر كلّ درجة؟
محبة العبد لربه على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى:المحبة التي تدخل العبد في الاسلام فيصير بها موحدا ربه مؤديا للفرائض التي تبقي اسلامه مجتنبا نواقض الاسلام مع امكانية وقوعه في بعض الآثام والمحرمات والمنهيات وتفريطه في بعض الواحبات.
وصاحب هذه الدرجة لا يخلد في النار، وهو تحت المشيئة؛ إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه على ما اقترفه من الإثم.
الدرجة الثانية:المحبة التي تحمل صاحبها على أداء الواحبات واجتناب المنهيات .
وصاحب هذه الدرجة من المتقين الذين يسلمون من العذاب ويفوزون بالثواب.
الدرجة الثالثة: هي المحبة التي ترقي صاحبها في الدرجات العليا من الجنة فحملته على الاحسان في العبادة فأدى الفرائض واستكثر من النوافل فعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه، فسددوا وقاربوا واجتهدوا واستعانوا به وحده على عبادته والاحسان فيها ؛ وأي فوز يفوزه العبد إن حصّل هذه المرتبة؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته)).

س6: بيّن خطر قسوة القلوب وفضل لينها، لخّص أسباب قسوتها ولينها.
القلوب القاسية كالأرض الجرداء المقحطة، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فلا ينتفع صاحبه بما يرسل له من العظات والذكرى، بل قد يصل القلب من شدّة قسوته إلى أن يكون الحجارة أو أشدّ قسوة كما قال الله تعالى:{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}، فكما أنّ الحجارة صلبة لا ينفذها الماء فكذلك القلب القاسي لا تنفذ إليه الموعظة ولا ينتفع بالذكر.
وقسوة القلب أخطر من ضعفه لأنها تورث صاحبها فساد التصوّر، والجسارة على الباطل، والإمعان في الغواية، وإذا ذكّر بآيات الله ازداد نفوراً وإعراضاً وقسوة قلب، وتلك علامة بيّنة على ضلال العبد كما قال الله تعالى:{فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين}
وقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57

وعلى النقيض من ذلك: القلب اللين فهو أقرب إلى رحمة الله، وأحرى بالانتفاع بالذكرى.

وهناك أسباب للين القلب:
  • أهمها وأعظمها ذكر الله تعالى بالقلب واللسان فذكر الله يورث الطمأنينة التي هي من لين القلب كما قال: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}
  • طهارة القلب من الذنوب والآثام .
  • القيام بأعمال البر والإحسان .
  • خشية الله ومراقبته وتذكر الموت وأهوال الآخرة.
  • تحري الكسب الحلال الطيب وتوقي المكاسب المحرمة.
  • صحبة الأخيار والصالحين.
  • التضرع إلى الله والافتقار إليه والاستكانة له.
  • الاقتصاد في الماكل والمشرب.

ومن أسباب قسوة القلب:
  • الغفلة وطول الأمد عن ذكر الله كما قال الله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)}
  • ونقض العهد، كما قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ...} الآية.
وقال الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) }
3) سوء الظنّ بالله، قال الله تعالى : { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}، وهي صفة جامعة للكفار والمنافقين كما قال الله تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6)}
ومن شابههم في هذه الخصلة فهو على خطر من أن يعاقب بعقاب من جنس عقابهم فيغضب الله عليه ويقسو قلبه لحرمانه التوفيق لما يحبّه الله ويرضاه.
4) اتباع الشهوات وإضاعة الصلوات.
5) فعل السيئات واتيان المحرمات، ولا سيما ذنوب الخلوات.
6) منع الحقّ الواجب للخلق، وظلمهم والتعدي عليهم.
7) أكل المال الحرام.
8) وغلبة حبّ الدنيا على القلب، وكراهية ذكر الموت.
9) مخالطة أهل الغفلة والعصيان.
10) كثرة الضحك، وفضول الأكل والشرب والنوم والنكاح ومخالطة الناس.

س7: ما الحكمة من تقدير تقلّب القلوب؟ وما أسباب ثباتها؟
قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلّبها كيف يشاء، ويصرّفها كيف يشاء؛ فإذا شاء أن يقيم قلب عبد من عباده أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه، فَمِنَ الله تعالى مبدأ استقامة القلوب وزيغها، وثباتها وتقلّبها، ولا ثبات للقلب إلا بتثبيت الله تعالى، ولولا تثبيت الله للقلوب ما ثبت منها قلبٌ واحد؛ فإذا كان خير القلوب وهو قلب النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى فيه: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)} فما الظنّ بقلوب غيره ؟!!
ولذلك كان من أعظم دعوات المؤمنين قولهم:{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}

وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (( يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك))
وقد قدر الله على عباده تقلب قلوبهم حتى لا يكون للعبد غنى عن الله وسؤاله التثبيت والهدى في كل حين، فيتوكل عليه تعالى وحده ويعلق قلبه به تعالى وحده .
ومن أسباب ثبات القلوب:
  • سؤال الله تعالى التثبيث كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
  • اتباع ما أمر الله به من المواعظ والأوامر والتكاليف، كما قال الله تعالى:{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو الحجة 1440هـ/14-08-2019م, 10:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة أعمال القلوب


أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم وتقبل منكم.


المجموعة الأولى:
مها شتا: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س7:
الطريقة الثانية:
جمع أخبار أئمة علم السلوك والزهاد العارفين من ....
وعبارتكِ تقتضي جمع أخبار جميع السلف.

المجموعة الثانية:
نورة الأمير: أ+

س4: لو لخصت من كلام ابن القيم الذي استشهد به الشيخ، كيف تكون الشهوة والغضب أصل لكثير من أمراض القلوب.

المجموعة الثالثة:
ملحوظات عامة:

س3:
- تعريف العبادة شرعًا:
* من حيث ما يشمله اسم العبادة ( ما شُرع للعبد أن يتعبد به في الإسلام)؛ فهو تعريف ابن تيمية.
لكن من حيث المعنى الملازم لها؛ فقد اختلف العلماء في تعريفها مثلا عرفها ابن كثير بأنها كمال الخضوع مع الخوف والمحبة، والمقصود بيان ما يصاحب العبادة من المحبة والتعظيم والانقياد.

علاء عبد الفتاح محمد: أ
س2: والعبادة الشرعية هي التي تفرق بين المؤمن والكافر؛ أما العبادة الكونية فكل المخلوقات مضطرون إليها، وحتى إن اعترف العبد بأن الله هو الخالق الرزاق ولم يأت بالعبادة الشرعية فلا يدخله هذا الاعتراف في دين الإسلام.
س5: بيان أسباب محبة الله، وخصوصا " كيف ننال محبة الله" هي الإجابة الأدق على هذا السؤال.
س6: أرجو مراجعة إجابة الأخت ميسر.


ميسر ياسين: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س2: العبادة الكونية، النقطة الثالثة؛ الكل يقر بها لكن نفرق؛ فهناك من يقر بها لسانًا وحالا مثل كفار قريش وهناك من ينكرها لسانًا لكن حاله وضعفه واضطراره لله عز وجل حجة عليه وإن جحد وأنكر وجود الله ونعمه عليه لسانًا، مثل الملاحدة فلا يعني إنكارهم وجود الله أنهم لا يدخلون تحت العبادة الكونية.

المجموعة الرابعة:
حنان علي محمود: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س3: القلب قد يحيا مرة أخرى إن تهيأت له أسباب الحياة وأراد الله له ذلك، قال تعالى :{ أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس} ، والدليل العمل إسلام كثير من الكفار بل عتاة الكفرة وحسن إسلامهم.

س4: فإن تخلف الشرط الأول كانت المحبة شركية، وإن تخلف الشرط الثاني كانت المحبة بدعية وهي على نوعين مكفرة ومفسقة.
- الخصم للتأخير.

المجموعة الخامسة:
سارة المشري: أ+

س2: يأتي من الفرائض ما يبقيه على دين الإسلام، لأنه ليس ترك كل الفرائض يخرج من الملة، وعلى خلاف وتفصيل أيضًا بين العلماء، محله في كتب العقيدة والفقه.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 ذو الحجة 1440هـ/22-08-2019م, 01:48 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن عناية العلماء بعلم السلوك.
-كانت لأهل العلم عناية خاصة بعلم السلوك ؛إذ هو مقصد الدين ولبه؛وسائر العلوم إن لم تكن موصلة إليه كانت وبالا على صاحبها وحجة عليه...لهذا كان لهذا العلم نصيب وفير في مؤلفات أهل العلم إما إدراجا بأبواب في مصنفاتهم ودواوينهم الحديثية ؛وإما إفرادا بمصنفات مستقلة
ممن ضمن مصنفاته الحديثية بهذا العلم.:
-
كتب الرقاق، والفتن، والدعوات في صحيح البخاري.
-
كتب الزهد والرقائق، الذكر والدعاء، والتوبة، في صحيح مسلم.
-
كتابا الدعاء والزهد في سنن ابن ماجه.
-
كتب الزهد، والبر والصلة، والأمثال، والدعوات في جامع الترمذي.
-
كتاب الاستعاذة، من سنن النسائي الصغرى.
-
كتب الرقائق، والمواعظ، وعمل اليوم والليلة، والاستعاذة من السنن الكبرى للنسائي.
-
كتب الزهد، والدعاء، والأمراء من مصنف بن أبي شيبة.
-
كتاب الرقاق من سنن الدارمي.
-
كتب الرقاق، والدعاء والذكر، والتوبة والإنابة من مستدرك الحاكم.
-
كتابا البرّ والإحسان، والرقائق من صحيح ابن حبان.

ممن أفرده بتأليف مستقل
- كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك، وللمعافى بن عمران الموصلي، ووكيع بن الجراح، وأسد بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهناد بن السري، وأبي داوود السجستاني، والخطيب البغدادي .
-
كتاب الزهد الكبير للبيهقي .
-
كتاب شعب الإيمان للبيهقي .
-
كتاب أدب النفوس ، للآجري .
-
كتاب اعتلال القلوب ، للخرائطي .
.
س2: بيّن درجات تحقيق العبودية لله تعالى.
درجات تحقيق العبودية ثلاثة
:
الدرجة الأولى : مرتبة الإسلام ؛ الإتيان بأصل العبودية لله تعالى ، ضابطه ما يبقى المرء به مسلما لا يخرجه عن دائرة الإسلام ؛ويتحقق ذلك بالإتيان بأصل التوحيد عبادة الله وحده ؛و اجتناب عباده غيره...و الإتيان بالفرائض ويتجنب ما ينقض إسلامه بحث يبقى في دائرة الإسلام
وهذا إن عّب بذنوبه فلا يُخلّد في النار ومآله إلى الجنة .

- الدرجة الثانية : مرتبة الإيمان ؛وهي درجة المتقين ؛ وهي تحقيق القدر الواجب من العبادة .. وضابط ذلك أن يفعل العبد الأوامر ويجتنب النواهي
.3- الدرجة الثالثة: مرتبة الإحسان ؛ درجة المحسنين ؛ وهي تحقيق الكمال المستحب في العبادة .وضابط ذلك أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك
عبادة رغبة وطمع،و عبادة خوف ورهب.

س3: عماد صحّة القلوب على ثلاثة أمور اذكرها.
عماد صحة القلب على قوة العلم و قوة العمل و السلامة من الآفات
وتفصيل ذلك:
1- صحة العلم ويحصل به صحة وسلامة البصيرة المفضية إلى قوة اليقين .
2- صحة الإرادة التي ينتج عنها الرشاد المفضي على صحة العمل والاستقامة.
3- . العافية ، وهي السلامة من آفات القلوب وأدوائها .



س4: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟

-أن يستغيث بالله وحده أن يرزقه محبته وتعظيمه في قلبه
- معرفة أسماء الله وصفاته ؛ وتدبرها ومعرفة معانيها والتفقه فيها..فهي الطريق المثلى للمعرفة الله ومحبته وتعظيمه..فمن عرف أسماء الله وصفاته أحبه لا محالة
-التفكر في أفعال الله وتدبيره وتصريفه في الكون ..وأن ذلك مبناه على العلم والرحمة .وتمام القدرة وغاية الحكمة
-..التفكر في الكون ؛ وكيف أنه وجد في غاية الإحكام والإتقان .
- تدبر آيات الله الشرعية ...قراءة القران وتدبره والعمل به
- التقرب إلى الله عزوجل بما يحبه سبحانه وتعالى؛ وأولى ذلك الإتيان بالفرائض؛
ثم الزيادة فالتقرب إليه بالنوافل
-التفكر في نعم الله وعظيم آلائه على عباده ؛ وخلقه جميعا ؛ فهذا مما يزيد حب العبد لربه ويلهج لسانه بشكره والثناء عليه.
- الخلوة مع الله..وتحرى أوقات نزول الرب ومناجاته...والانكسار بين يديه والتضرع له
- الإخلاص العبادة لله تعالى وحده.
-الإكثار من ذكر الله عزوجل على كل أحواله .
- مجالسة أهل العلم؛ فهي مما تزيد من محبة الله؛ لأنها تعرف بالله وبشرعه وأحكامه
-مصاحبة الصالحين والمتقين...
-المولاة والمعاداة في الله . و عدم الخوف في الله لومة لائم .
-إتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديه واقتفاء أثره
-كثرة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
مباعدة كل سبب يحول بين العبد وبين ربه .

س5: ما الفرق بين العجب والكبر؟ وما السبيل إلى الشفاء منهما؟
العجب والكبر: كلاهما من أدواء القلوب
العجب:سببه رؤية النفس واستعظامها..وهو وليد ازدواج الغفلة عن نعم الله ومنته وعظيم فضله مع العماية عن تقصير النفس وقصورها وفقرها وعجزها ...وكل ذلك راجع إلى الجهل ..جهل بعظم الخالق وكمال غناه وما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا وجهل بضعف النفس وافتقارها وعجزها و أنه لا غنى لها عن مولها طرفة عين
الكبر:...هو بطر الحق وغمط الناس..
الكبر يأتي على مرتبتين :
*الأولى : يكون في أصل الدين فيمنع صاحبه من الدخول في دين الله؛ والاستسلام لله عزوجل. والخضوع له .
الثانية : يكون دون ذلك ....كبيرة من الكبائر يحمل صاحبه على بطر الحق وغمط الناس....وإن كان في أصل الدين خاضعا لله منقادا له
وذهب بعض أهل العلم أنه لا فرق بين. الكبر والعجب .إلا أن البعض الأخر ذكرا فرقا بينهما "
وهو : " .. الكبر يستدعي متكبرًا عليه يرى نفسه فوقه وأعلا منه، بينما العجب استرواح للنفس وركون إلى رؤيتها، ولا يستدعي غير المعجب به، بل لو لم يكن إلا وحده تُصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا . والعجب يفضي إلى التكبر، والتكبر لا يكون إلا عن عجب إذ هو أثر من آثاره..." أفاده الشيخ عبد الرزاق البدر
سبيل الشفاء:
قد يكون سبيل الشفاء من العجب و الكبر مشتركا وقد يختص كل واحد بشيء من العلاج.. فنجمل كل ذلك في نقاط
-دعاء الله والتضرع له أن يصرف عنه أدواء القلوب و أن يطهر قلبه ويزكيه.وأن يعافيه منها
-الاستزادة من العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته. وكمال غناه وعظيم سلطانه
- العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، وكيف كان تواضعه ؛ فهذا مما يبعث في النفس الاقتداء به
- وكذا التطلع في سيرة الصحابة والتابعبن والصالحين . والنظر كيف كان تواضعهم و انكسارهم

- التطلع إلى سوء عواقب هذه الأدواء ؛ وأنها طريقٌ موصل إلى غضب الله وسخطه وعقابه، فيطرد بذلك من رحمة الله...و أن صاحبها متوعد بالهلاك والعذاب الشديد.. وأن المتكبر آخر مآله إلى الذلّ والهوان والحرمان
- معرفة النفس.ما جبلت عليه وما اتصفت به..وليعلم أن الافتقار وصف ذاتي فيها ولا ينفك عنها وأنها جبلت على الضعف والعجز ..بل كل عيب هو وصف لها ....
- الاعتكاف على القران وتدبر هو العمل به فهو الشفاء لكل أمراض القلوب وأدوائها
- النظر في الدين والإخلاص.لله ؛ لتعلم العبد عن حقيقة العبودية فيعلم أنها مبنية على الذل والانكسار وأنها لا تجتمع مع الكبر و العجب ..
.- مزيد معرفة وتعلم عن حقيقة الشرك وحقيقة الرياء.وأن المشرك عمله مردود غير مقبول بل صاحبه متوعد بالعذاب..فالإعجاب بالنفس نوع من الالتفات إليها . وإعطائها حظ من حظوظها فهو إشراك للنفس...فهذا علاج خاص بالعجب
- معرفة أن الناس
--عدم احتقار الناس...وتوطين النفس على قبول الحق ممن جاء به...وتوطينها أيضا على حب المساكين و الضعفاء..هذا علاج خاص بالكبر

- معالجة النفس متى ظهر له داء من تلك الأدواء وذلك بكسرها و حملها على التواضع ..

-صرف الكبر إلى مصارف محمودة يحبها الله كإعلاء كلمة الله
.س6: بيّن مراتب وأحكام المخالفين في مقتضى محبّة الله تعالى.
المخالفون لما تقتضيه محبة الله عزوجل على ثلاث درجات:
.- الدرجة الأولى : مخالفة ما تقتضيه محبة الله تعالى في أصل الدين ، وهؤلاء خارجون عن الإسلام منتفية عنهم محبة الله تعالى وهم أصناف :

الأول : المشركون أصحاب المحبة الشركية الذين اتخذوا من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله.
الثاني : المستكبرون الذين كفروا كبراً وعناداً ولا يحبون الله أصلاً، بل منهم من يصرّح ببغض الله عز وجل.
الثالث: الملاحدة الذين أنكروا وجود الله.
الرابع: المنافقون النفاق الأكبر.
الخامس: أصحاب البدع المكفرة من المنتسبين للإسلام كأهل الطرق الشركية من غلاة الصوفية والرافضة .

الدرجة الثانية: و هم عصاة المؤمنين...ومخالفتهم فيما ما تقتضيه محبة الله بارتكاب بعض المحرمات والتفريط في بعض الواجبات مع اجتناب نواقض الدين ، ..هؤلاء محبتهم ناقصة وإن كان معهم أصل المحبة فيرجى لهم بالطاعات ، ويُخافُ عليهم من المعاصي ، ومآلهم إلى الجنة وإن عُذبوا بذنوبهم فلا يخلدون في النار
الدرجة الثالثة: .وهو ما يقع فيه بعض المتقين....ومخالفتهم فيما تقتضيه محبة الله تعالى بالتفريط في النوافل ، مع القيام بالواجبات واجتناب المحرمات .وهؤلاء وإن كانوا غير آثمين مستحقين العذاب إلا أنهم قد فرطوا في فضل عظيم .



س7: بيّن أثر العِيّ على القلب، وهل يُمكن أن يقع فيه أحد من أهل العلم؟
العي نوع من الجهل لكن مخصوص بما يعيا به....ومن آثاره .فقدان البصيرة في بعض المسائل ....فيحصل بها تردد وتأثر وحيرة واضطراب. وعدم الاطمئنان ، فيخبط العبد في دينه خبط عشواء وقد يكون ذلك سببا في سير علة إلى القلب تكون سببا في حصول فتنة أو مصيبة ...والعياذ بالله .

. يمكن لأهل العلم أن يقع له هذا العي في بعض المسائل المُشكلة ، و علاجه السؤال كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ". شفاء العي السؤال.
فمن وقع في شيء من ذلك فليسأل أهل البصيرة والعلم الصحيح .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 8 محرم 1441هـ/7-09-2019م, 12:49 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
المجموعة الخامسة:

س1: بيّن عناية العلماء بعلم السلوك.
-كانت لأهل العلم عناية خاصة بعلم السلوك ؛إذ هو مقصد الدين ولبه؛وسائر العلوم إن لم تكن موصلة إليه كانت وبالا على صاحبها وحجة عليه...لهذا كان لهذا العلم نصيب وفير في مؤلفات أهل العلم إما إدراجا بأبواب في مصنفاتهم ودواوينهم الحديثية ؛وإما إفرادا بمصنفات مستقلة
ممن ضمن مصنفاته الحديثية بهذا العلم.:
-
كتب الرقاق، والفتن، والدعوات في صحيح البخاري.
-
كتب الزهد والرقائق، الذكر والدعاء، والتوبة، في صحيح مسلم.
-
كتابا الدعاء والزهد في سنن ابن ماجه.
-
كتب الزهد، والبر والصلة، والأمثال، والدعوات في جامع الترمذي.
-
كتاب الاستعاذة، من سنن النسائي الصغرى.
-
كتب الرقائق، والمواعظ، وعمل اليوم والليلة، والاستعاذة من السنن الكبرى للنسائي.
-
كتب الزهد، والدعاء، والأمراء من مصنف بن أبي شيبة.
-
كتاب الرقاق من سنن الدارمي.
-
كتب الرقاق، والدعاء والذكر، والتوبة والإنابة من مستدرك الحاكم.
-
كتابا البرّ والإحسان، والرقائق من صحيح ابن حبان.

ممن أفرده بتأليف مستقل
- كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك، وللمعافى بن عمران الموصلي، ووكيع بن الجراح، وأسد بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهناد بن السري، وأبي داوود السجستاني، والخطيب البغدادي .
-
كتاب الزهد الكبير للبيهقي .
-
كتاب شعب الإيمان للبيهقي .
-
كتاب أدب النفوس ، للآجري .
-
كتاب اعتلال القلوب ، للخرائطي .
.
س2: بيّن درجات تحقيق العبودية لله تعالى.
درجات تحقيق العبودية ثلاثة
:
الدرجة الأولى : مرتبة الإسلام ؛ الإتيان بأصل العبودية لله تعالى ، ضابطه ما يبقى المرء به مسلما لا يخرجه عن دائرة الإسلام ؛ويتحقق ذلك بالإتيان بأصل التوحيد عبادة الله وحده ؛و اجتناب عباده غيره...و الإتيان بالفرائض ويتجنب ما ينقض إسلامه بحث يبقى في دائرة الإسلام
وهذا إن عّب بذنوبه فلا يُخلّد في النار ومآله إلى الجنة .

- الدرجة الثانية : مرتبة الإيمان ؛وهي درجة المتقين ؛ وهي تحقيق القدر الواجب من العبادة .. وضابط ذلك أن يفعل العبد الأوامر ويجتنب النواهي
.3- الدرجة الثالثة: مرتبة الإحسان ؛ درجة المحسنين ؛ وهي تحقيق الكمال المستحب في العبادة .وضابط ذلك أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك
عبادة رغبة وطمع،و عبادة خوف ورهب.

س3: عماد صحّة القلوب على ثلاثة أمور اذكرها.
عماد صحة القلب على قوة العلم و قوة العمل و السلامة من الآفات
وتفصيل ذلك:
1- صحة العلم ويحصل به صحة وسلامة البصيرة المفضية إلى قوة اليقين .
2- صحة الإرادة التي ينتج عنها الرشاد المفضي على صحة العمل والاستقامة.
3- . العافية ، وهي السلامة من آفات القلوب وأدوائها .



س4: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟

-أن يستغيث بالله وحده أن يرزقه محبته وتعظيمه في قلبه
- معرفة أسماء الله وصفاته ؛ وتدبرها ومعرفة معانيها والتفقه فيها..فهي الطريق المثلى للمعرفة الله ومحبته وتعظيمه..فمن عرف أسماء الله وصفاته أحبه لا محالة
-التفكر في أفعال الله وتدبيره وتصريفه في الكون ..وأن ذلك مبناه على العلم والرحمة .وتمام القدرة وغاية الحكمة
-..التفكر في الكون ؛ وكيف أنه وجد في غاية الإحكام والإتقان .
- تدبر آيات الله الشرعية ...قراءة القران وتدبره والعمل به
- التقرب إلى الله عزوجل بما يحبه سبحانه وتعالى؛ وأولى ذلك الإتيان بالفرائض؛
ثم الزيادة فالتقرب إليه بالنوافل
-التفكر في نعم الله وعظيم آلائه على عباده ؛ وخلقه جميعا ؛ فهذا مما يزيد حب العبد لربه ويلهج لسانه بشكره والثناء عليه.
- الخلوة مع الله..وتحرى أوقات نزول الرب ومناجاته...والانكسار بين يديه والتضرع له
- الإخلاص العبادة لله تعالى وحده.
-الإكثار من ذكر الله عزوجل على كل أحواله .
- مجالسة أهل العلم؛ فهي مما تزيد من محبة الله؛ لأنها تعرف بالله وبشرعه وأحكامه
-مصاحبة الصالحين والمتقين...
-المولاة والمعاداة في الله . و عدم الخوف في الله لومة لائم .
-إتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديه واقتفاء أثره
-كثرة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
مباعدة كل سبب يحول بين العبد وبين ربه .

س5: ما الفرق بين العجب والكبر؟ وما السبيل إلى الشفاء منهما؟
العجب والكبر: كلاهما من أدواء القلوب
العجب:سببه رؤية النفس واستعظامها..وهو وليد ازدواج الغفلة عن نعم الله ومنته وعظيم فضله مع العماية عن تقصير النفس وقصورها وفقرها وعجزها ...وكل ذلك راجع إلى الجهل ..جهل بعظم الخالق وكمال غناه وما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا وجهل بضعف النفس وافتقارها وعجزها و أنه لا غنى لها عن مولها طرفة عين
الكبر:...هو بطر الحق وغمط الناس..
الكبر يأتي على مرتبتين :
*الأولى : يكون في أصل الدين فيمنع صاحبه من الدخول في دين الله؛ والاستسلام لله عزوجل. والخضوع له .
الثانية : يكون دون ذلك ....كبيرة من الكبائر يحمل صاحبه على بطر الحق وغمط الناس....وإن كان في أصل الدين خاضعا لله منقادا له
وذهب بعض أهل العلم أنه لا فرق بين. الكبر والعجب .إلا أن البعض الأخر ذكرا فرقا بينهما "
وهو : " .. الكبر يستدعي متكبرًا عليه يرى نفسه فوقه وأعلا منه، بينما العجب استرواح للنفس وركون إلى رؤيتها، ولا يستدعي غير المعجب به، بل لو لم يكن إلا وحده تُصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا . والعجب يفضي إلى التكبر، والتكبر لا يكون إلا عن عجب إذ هو أثر من آثاره..." أفاده الشيخ عبد الرزاق البدر
سبيل الشفاء:
قد يكون سبيل الشفاء من العجب و الكبر مشتركا وقد يختص كل واحد بشيء من العلاج.. فنجمل كل ذلك في نقاط
-دعاء الله والتضرع له أن يصرف عنه أدواء القلوب و أن يطهر قلبه ويزكيه.وأن يعافيه منها
-الاستزادة من العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته. وكمال غناه وعظيم سلطانه
- العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، وكيف كان تواضعه ؛ فهذا مما يبعث في النفس الاقتداء به
- وكذا التطلع في سيرة الصحابة والتابعبن والصالحين . والنظر كيف كان تواضعهم و انكسارهم

- التطلع إلى سوء عواقب هذه الأدواء ؛ وأنها طريقٌ موصل إلى غضب الله وسخطه وعقابه، فيطرد بذلك من رحمة الله...و أن صاحبها متوعد بالهلاك والعذاب الشديد.. وأن المتكبر آخر مآله إلى الذلّ والهوان والحرمان
- معرفة النفس.ما جبلت عليه وما اتصفت به..وليعلم أن الافتقار وصف ذاتي فيها ولا ينفك عنها وأنها جبلت على الضعف والعجز ..بل كل عيب هو وصف لها ....
- الاعتكاف على القران وتدبر هو العمل به فهو الشفاء لكل أمراض القلوب وأدوائها
- النظر في الدين والإخلاص.لله ؛ لتعلم العبد عن حقيقة العبودية فيعلم أنها مبنية على الذل والانكسار وأنها لا تجتمع مع الكبر و العجب ..
.- مزيد معرفة وتعلم عن حقيقة الشرك وحقيقة الرياء.وأن المشرك عمله مردود غير مقبول بل صاحبه متوعد بالعذاب..فالإعجاب بالنفس نوع من الالتفات إليها . وإعطائها حظ من حظوظها فهو إشراك للنفس...فهذا علاج خاص بالعجب
- معرفة أن الناس
--عدم احتقار الناس...وتوطين النفس على قبول الحق ممن جاء به...وتوطينها أيضا على حب المساكين و الضعفاء..هذا علاج خاص بالكبر

- معالجة النفس متى ظهر له داء من تلك الأدواء وذلك بكسرها و حملها على التواضع ..

-صرف الكبر إلى مصارف محمودة يحبها الله كإعلاء كلمة الله
.س6: بيّن مراتب وأحكام المخالفين في مقتضى محبّة الله تعالى.
المخالفون لما تقتضيه محبة الله عزوجل على ثلاث درجات:
.- الدرجة الأولى : مخالفة ما تقتضيه محبة الله تعالى في أصل الدين ، وهؤلاء خارجون عن الإسلام منتفية عنهم محبة الله تعالى وهم أصناف :

الأول : المشركون أصحاب المحبة الشركية الذين اتخذوا من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله.
الثاني : المستكبرون الذين كفروا كبراً وعناداً ولا يحبون الله أصلاً، بل منهم من يصرّح ببغض الله عز وجل.
الثالث: الملاحدة الذين أنكروا وجود الله.
الرابع: المنافقون النفاق الأكبر.
الخامس: أصحاب البدع المكفرة من المنتسبين للإسلام كأهل الطرق الشركية من غلاة الصوفية والرافضة .

الدرجة الثانية: و هم عصاة المؤمنين...ومخالفتهم فيما ما تقتضيه محبة الله بارتكاب بعض المحرمات والتفريط في بعض الواجبات مع اجتناب نواقض الدين ، ..هؤلاء محبتهم ناقصة وإن كان معهم أصل المحبة فيرجى لهم بالطاعات ، ويُخافُ عليهم من المعاصي ، ومآلهم إلى الجنة وإن عُذبوا بذنوبهم فلا يخلدون في النار
الدرجة الثالثة: .وهو ما يقع فيه بعض المتقين....ومخالفتهم فيما تقتضيه محبة الله تعالى بالتفريط في النوافل ، مع القيام بالواجبات واجتناب المحرمات .وهؤلاء وإن كانوا غير آثمين مستحقين العذاب إلا أنهم قد فرطوا في فضل عظيم .



س7: بيّن أثر العِيّ على القلب، وهل يُمكن أن يقع فيه أحد من أهل العلم؟
العي نوع من الجهل لكن مخصوص بما يعيا به....ومن آثاره .فقدان البصيرة في بعض المسائل ....فيحصل بها تردد وتأثر وحيرة واضطراب. وعدم الاطمئنان ، فيخبط العبد في دينه خبط عشواء وقد يكون ذلك سببا في سير علة إلى القلب تكون سببا في حصول فتنة أو مصيبة ...والعياذ بالله .

. يمكن لأهل العلم أن يقع له هذا العي في بعض المسائل المُشكلة ، و علاجه السؤال كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ". شفاء العي السؤال.
فمن وقع في شيء من ذلك فليسأل أهل البصيرة والعلم الصحيح .


التقويم: أ

خُصمت نصف درجة للتأخير.

أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir