المجموعة الخامسة:
س1: بيّن عناية العلماء بعلم السلوك.
-كانت لأهل العلم عناية خاصة بعلم السلوك ؛إذ هو مقصد الدين ولبه؛وسائر العلوم إن لم تكن موصلة إليه كانت وبالا على صاحبها وحجة عليه...لهذا كان لهذا العلم نصيب وفير في مؤلفات أهل العلم إما إدراجا بأبواب في مصنفاتهم ودواوينهم الحديثية ؛وإما إفرادا بمصنفات مستقلة
ممن ضمن مصنفاته الحديثية بهذا العلم.:
- كتب الرقاق، والفتن، والدعوات في صحيح البخاري.
- كتب الزهد والرقائق، الذكر والدعاء، والتوبة، في صحيح مسلم.
- كتابا الدعاء والزهد في سنن ابن ماجه.
- كتب الزهد، والبر والصلة، والأمثال، والدعوات في جامع الترمذي.
- كتاب الاستعاذة، من سنن النسائي الصغرى.
- كتب الرقائق، والمواعظ، وعمل اليوم والليلة، والاستعاذة من السنن الكبرى للنسائي.
- كتب الزهد، والدعاء، والأمراء من مصنف بن أبي شيبة.
- كتاب الرقاق من سنن الدارمي.
- كتب الرقاق، والدعاء والذكر، والتوبة والإنابة من مستدرك الحاكم.
- كتابا البرّ والإحسان، والرقائق من صحيح ابن حبان.
ممن أفرده بتأليف مستقل
- كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك، وللمعافى بن عمران الموصلي، ووكيع بن الجراح، وأسد بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهناد بن السري، وأبي داوود السجستاني، والخطيب البغدادي .
- كتاب الزهد الكبير للبيهقي .
- كتاب شعب الإيمان للبيهقي .
- كتاب أدب النفوس ، للآجري .
- كتاب اعتلال القلوب ، للخرائطي .
.
س2: بيّن درجات تحقيق العبودية لله تعالى.
درجات تحقيق العبودية ثلاثة
:
الدرجة الأولى : مرتبة الإسلام ؛ الإتيان بأصل العبودية لله تعالى ، ضابطه ما يبقى المرء به مسلما لا يخرجه عن دائرة الإسلام ؛ويتحقق ذلك بالإتيان بأصل التوحيد عبادة الله وحده ؛و اجتناب عباده غيره...و الإتيان بالفرائض ويتجنب ما ينقض إسلامه بحث يبقى في دائرة الإسلام
وهذا إن عّب بذنوبه فلا يُخلّد في النار ومآله إلى الجنة .
- الدرجة الثانية : مرتبة الإيمان ؛وهي درجة المتقين ؛ وهي تحقيق القدر الواجب من العبادة .. وضابط ذلك أن يفعل العبد الأوامر ويجتنب النواهي
.3- الدرجة الثالثة: مرتبة الإحسان ؛ درجة المحسنين ؛ وهي تحقيق الكمال المستحب في العبادة .وضابط ذلك أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك
عبادة رغبة وطمع،و عبادة خوف ورهب.
س3: عماد صحّة القلوب على ثلاثة أمور اذكرها.
عماد صحة القلب على قوة العلم و قوة العمل و السلامة من الآفات
وتفصيل ذلك:
1- صحة العلم ويحصل به صحة وسلامة البصيرة المفضية إلى قوة اليقين .
2- صحة الإرادة التي ينتج عنها الرشاد المفضي على صحة العمل والاستقامة.
3- . العافية ، وهي السلامة من آفات القلوب وأدوائها .
س4: كيف ينمّي العبد محبّة الله تعالى في قلبه؟
-أن يستغيث بالله وحده أن يرزقه محبته وتعظيمه في قلبه
- معرفة أسماء الله وصفاته ؛ وتدبرها ومعرفة معانيها والتفقه فيها..فهي الطريق المثلى للمعرفة الله ومحبته وتعظيمه..فمن عرف أسماء الله وصفاته أحبه لا محالة
-التفكر في أفعال الله وتدبيره وتصريفه في الكون ..وأن ذلك مبناه على العلم والرحمة .وتمام القدرة وغاية الحكمة
-..التفكر في الكون ؛ وكيف أنه وجد في غاية الإحكام والإتقان .
- تدبر آيات الله الشرعية ...قراءة القران وتدبره والعمل به
- التقرب إلى الله عزوجل بما يحبه سبحانه وتعالى؛ وأولى ذلك الإتيان بالفرائض؛
ثم الزيادة فالتقرب إليه بالنوافل
-التفكر في نعم الله وعظيم آلائه على عباده ؛ وخلقه جميعا ؛ فهذا مما يزيد حب العبد لربه ويلهج لسانه بشكره والثناء عليه.
- الخلوة مع الله..وتحرى أوقات نزول الرب ومناجاته...والانكسار بين يديه والتضرع له
- الإخلاص العبادة لله تعالى وحده.
-الإكثار من ذكر الله عزوجل على كل أحواله .
- مجالسة أهل العلم؛ فهي مما تزيد من محبة الله؛ لأنها تعرف بالله وبشرعه وأحكامه
-مصاحبة الصالحين والمتقين...
-المولاة والمعاداة في الله . و عدم الخوف في الله لومة لائم .
-إتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديه واقتفاء أثره
-كثرة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
مباعدة كل سبب يحول بين العبد وبين ربه .
س5: ما الفرق بين العجب والكبر؟ وما السبيل إلى الشفاء منهما؟
العجب والكبر: كلاهما من أدواء القلوب
العجب:سببه رؤية النفس واستعظامها..وهو وليد ازدواج الغفلة عن نعم الله ومنته وعظيم فضله مع العماية عن تقصير النفس وقصورها وفقرها وعجزها ...وكل ذلك راجع إلى الجهل ..جهل بعظم الخالق وكمال غناه وما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا وجهل بضعف النفس وافتقارها وعجزها و أنه لا غنى لها عن مولها طرفة عين
الكبر:...هو بطر الحق وغمط الناس..
الكبر يأتي على مرتبتين :
*الأولى : يكون في أصل الدين فيمنع صاحبه من الدخول في دين الله؛ والاستسلام لله عزوجل. والخضوع له .
الثانية : يكون دون ذلك ....كبيرة من الكبائر يحمل صاحبه على بطر الحق وغمط الناس....وإن كان في أصل الدين خاضعا لله منقادا له
وذهب بعض أهل العلم أنه لا فرق بين. الكبر والعجب .إلا أن البعض الأخر ذكرا فرقا بينهما "
وهو : " .. الكبر يستدعي متكبرًا عليه يرى نفسه فوقه وأعلا منه، بينما العجب استرواح للنفس وركون إلى رؤيتها، ولا يستدعي غير المعجب به، بل لو لم يكن إلا وحده تُصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا . والعجب يفضي إلى التكبر، والتكبر لا يكون إلا عن عجب إذ هو أثر من آثاره..." أفاده الشيخ عبد الرزاق البدر
سبيل الشفاء:
قد يكون سبيل الشفاء من العجب و الكبر مشتركا وقد يختص كل واحد بشيء من العلاج.. فنجمل كل ذلك في نقاط
-دعاء الله والتضرع له أن يصرف عنه أدواء القلوب و أن يطهر قلبه ويزكيه.وأن يعافيه منها
-الاستزادة من العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته. وكمال غناه وعظيم سلطانه
- العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، وكيف كان تواضعه ؛ فهذا مما يبعث في النفس الاقتداء به
- وكذا التطلع في سيرة الصحابة والتابعبن والصالحين . والنظر كيف كان تواضعهم و انكسارهم
- التطلع إلى سوء عواقب هذه الأدواء ؛ وأنها طريقٌ موصل إلى غضب الله وسخطه وعقابه، فيطرد بذلك من رحمة الله...و أن صاحبها متوعد بالهلاك والعذاب الشديد.. وأن المتكبر آخر مآله إلى الذلّ والهوان والحرمان
- معرفة النفس.ما جبلت عليه وما اتصفت به..وليعلم أن الافتقار وصف ذاتي فيها ولا ينفك عنها وأنها جبلت على الضعف والعجز ..بل كل عيب هو وصف لها ....
- الاعتكاف على القران وتدبر هو العمل به فهو الشفاء لكل أمراض القلوب وأدوائها
- النظر في الدين والإخلاص.لله ؛ لتعلم العبد عن حقيقة العبودية فيعلم أنها مبنية على الذل والانكسار وأنها لا تجتمع مع الكبر و العجب ..
.- مزيد معرفة وتعلم عن حقيقة الشرك وحقيقة الرياء.وأن المشرك عمله مردود غير مقبول بل صاحبه متوعد بالعذاب..فالإعجاب بالنفس نوع من الالتفات إليها . وإعطائها حظ من حظوظها فهو إشراك للنفس...فهذا علاج خاص بالعجب
- معرفة أن الناس
--عدم احتقار الناس...وتوطين النفس على قبول الحق ممن جاء به...وتوطينها أيضا على حب المساكين و الضعفاء..هذا علاج خاص بالكبر
- معالجة النفس متى ظهر له داء من تلك الأدواء وذلك بكسرها و حملها على التواضع ..
-صرف الكبر إلى مصارف محمودة يحبها الله كإعلاء كلمة الله
.س6: بيّن مراتب وأحكام المخالفين في مقتضى محبّة الله تعالى.
المخالفون لما تقتضيه محبة الله عزوجل على ثلاث درجات:
.- الدرجة الأولى : مخالفة ما تقتضيه محبة الله تعالى في أصل الدين ، وهؤلاء خارجون عن الإسلام منتفية عنهم محبة الله تعالى وهم أصناف :
الأول : المشركون أصحاب المحبة الشركية الذين اتخذوا من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله.
الثاني : المستكبرون الذين كفروا كبراً وعناداً ولا يحبون الله أصلاً، بل منهم من يصرّح ببغض الله عز وجل.
الثالث: الملاحدة الذين أنكروا وجود الله.
الرابع: المنافقون النفاق الأكبر.
الخامس: أصحاب البدع المكفرة من المنتسبين للإسلام كأهل الطرق الشركية من غلاة الصوفية والرافضة .
الدرجة الثانية: و هم عصاة المؤمنين...ومخالفتهم فيما ما تقتضيه محبة الله بارتكاب بعض المحرمات والتفريط في بعض الواجبات مع اجتناب نواقض الدين ، ..هؤلاء محبتهم ناقصة وإن كان معهم أصل المحبة فيرجى لهم بالطاعات ، ويُخافُ عليهم من المعاصي ، ومآلهم إلى الجنة وإن عُذبوا بذنوبهم فلا يخلدون في النار
الدرجة الثالثة: .وهو ما يقع فيه بعض المتقين....ومخالفتهم فيما تقتضيه محبة الله تعالى بالتفريط في النوافل ، مع القيام بالواجبات واجتناب المحرمات .وهؤلاء وإن كانوا غير آثمين مستحقين العذاب إلا أنهم قد فرطوا في فضل عظيم .
س7: بيّن أثر العِيّ على القلب، وهل يُمكن أن يقع فيه أحد من أهل العلم؟
العي نوع من الجهل لكن مخصوص بما يعيا به....ومن آثاره .فقدان البصيرة في بعض المسائل ....فيحصل بها تردد وتأثر وحيرة واضطراب. وعدم الاطمئنان ، فيخبط العبد في دينه خبط عشواء وقد يكون ذلك سببا في سير علة إلى القلب تكون سببا في حصول فتنة أو مصيبة ...والعياذ بالله .
. يمكن لأهل العلم أن يقع له هذا العي في بعض المسائل المُشكلة ، و علاجه السؤال كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ". شفاء العي السؤال.
فمن وقع في شيء من ذلك فليسأل أهل البصيرة والعلم الصحيح .