السؤال العام:
المواضيع الأساسية في سورة النبأ:
يتحدث الله تعالى في السورة بشكل أساسي عن أمر البعث والحساب وأحوال القيامة ..
فتبدأ السورة بالإنكار على اختلافهم في النبأ العظيم ، وهو القيامة (في أحد التفسيرين) أو القرآن، ثم يورد الله في السورة من دلائل قدرته ونعمه وآياته الكونية ، وفي ذلك دليل عقلي مشاهد على قدرته تعالى عامة، وعلى البعث خاصة ، ثم أورد الحديث عن أهوال القيامة وما يحدث في هذا اليوم العظيم، ثم حال أهل النار وعذابهم، وأن ذلك إنما هو جزاء وفاقًا لأعمالهم التي عملوها،
ثم يأتي الحديث عن حال أهل الجنة ونعيمهم، وتختم السورة بعد ذلك عن عظمة ذلك اليوم ، وأن كل إنسان ينبغي أن يتخذ طريقا لربه ويؤوب إليه..
الفوائد السلوكية :
١- القرآن غني بالأدلة العقلية والاستدلال بنعم الله وآياته الكونية ، فالقرآن يجمع بين خطاب العقل والقلب، وعلينا أن نستفيد بذلك في الدعوة، ومحاورة المدعويين ...
٢- تعظيم الله تعالى وتذكر نعمه، واستحضار عظمة اليوم الآخر
٣- محاسبة الإنسان نفسه، وأن يعمل لهذا اليوم ، ويقترب من الله ويؤوب وينيب إليه
المجموعة الرابعة:
1. فسّر بإيجاز قول الله*تعالى:
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)*لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22)*لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)*إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)*جَزَاءً وِفَاقًا (26)}.
هذه الآيات تهديد ووعيد، وبيان مصير المكذبين بآيات الله .
فأخبر سبحانه أن جهنم معدة لهم ، وترصدهم رصدًا وترقبهم وتنتظرهم (لِلطَّاغِينَ مَآَبًا) فهي مرجعهم ، وهي المأوى والمآب الذي يرجعون إليه ، بسبب طغيانهم وسوء أعمالهم .
(لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا)
وهم لابثين وماكثين فيها دهورًا طويلة ومدة طويلة من الزمان ، وقد اختلف في تحديد مدة الحقب ، فبعض المفسرين قال هو ثمانون سنة، وبعضهم قال سبعون ، وقيل أربعون سنة، وقيل ثلاثمائة، وقيل غير ذلك ، والخلاصة أنهم ماكثون فيها احقابًا طويلة وأزمنة مديدة، كلما انتهى حقب أتبعه حقب آخر
ومن أنواع عذابهم الشديد أنهم*
(لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)*إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25))
اي : لا يذوقون فيها ما يبرد قلوبهم وجلودهم، ويخفف من حرها، ولا شرابا يشربونه ينفعهم من الظمأ ، واستثنى من ذلك (الحميم) وهو ما انتهى حره وإحراقه (والغساق)وهو عصارة أهل النار وصديدهم .
كل هذا العذاب المذكور (جَزَاءً وِفَاقًا (26)*إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27)*وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا) أخبر تعالى أن هذا العذاب موافق لسوء أعمالهم ، وكفرهم وتكذيبهم بآياته ، وتكذيبهم بالحساب ، مع أن الله بين الحق والآيات الدالة الواضحة ، إلا أنهم تغافلوا عن ذلك وأصروا على بغيهم ، وتناسوا الله تعالى قد أحصى عليهم أعمالهم صغيرها وكبيرها، وسيحاسبهم عليها*
٢- المراد بالمعصرات:
القول الأول :أنها الرياح ، وهو قول العوفي عن ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ، وقتادة ومقاتل والكلبي وغيرهم ، ذكره بن كثير .
القول الثاني : السحاب، وهو قول عكرمة وأبو العالية والضحاك والحسن ومجاهد والسدي والربيع بن أنس وغيرهم ، ذكره بن كثير، وذكره أيضا السعدي والأشقر.*
وهذا القول هو القول الأظهر، بدليل قوله تعالى(الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله ) أي: من بينه ، ذكره ابن كثير
القول الثالث: السماوات، وهو قول عن الحسن والسدي ، لكنه قول غريب ، ذكره ابن كثير .
٣: بين ما يلي :
أ- {الّذي هم فيه مختلفون}. يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمن به وكافر، سواء كان المراد بالنبأ هو القرآن، أو البعث واليوم الآخر
أو المعنى :*اخْتَلَفُوا* فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ).*
ب: الدليل على كتابة الأعمال :
قوله تعالى(وكل شيء أحصيناه كتابًا)