جلس مذاكرة تفسير سور الانشقاق والبروج والطارق
1. (سؤال عام لجميع الطلاب)
استخلص ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
الفوائد المستخلصة من الآيات:
1) استشعار ضآلة حجمي وتعظيم الخالق جل وعلا، وعدم الاغترار بمال أو جاه أو علم أو أي من نعم الله، فأنا محلوق ضعيف من ماء مهين ولولا منة الله علي بالهداية هلكت، والدليل قوله تعالى: " فلينظرالإنسان مم خلق".
1) مراقبة الله عز وجل في السر والعلن والحرص على ألا يكتب في صحيفتي إلا مايسرني أن أطلع عليه يوم القيامة، وما يظهر أمام الخلق يوم نشر الصحف، ولا يتيسر ذلك إلا بالدعاء واستعار قوله تعالى:" يوم تبلى السرائر".
3) الحذر من كيد ووسوسة وحيل شياطين الإنس والجن، فمن يزين لك المعصية اليوم إن لم يتخل عنك فالدنيا، حتما سيتخلى عنك يوم القيامة والدليل قوله تعالى" فما له من قوة ولا ناصر".
1) استخلص المسائل ثم حرّر القول في كل مسألة مما اشتمل عليها تفسير قوله تعالى
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ(14)}.
المسائل في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11):
_ المقسم به: السماء ذات الرجع، مفهوم كلام السعدي رحمه الله.
_ المراد بالرجع: جاء فيه عدة أقوال:
1_ المطر، قاله ابن عباس (ذكر ذلك ابن كثير) وقال به أيضا السعدي، والأشقر وعلل التسمية بأن المطر يجي ويرجع ويتكرر.
2_ السحاب فيه المطر، قول آخر لابن عباس، ذكر ذلك ابن كثير
3_ أرزاق العباد، وهو قول قتادة، ذكر ذلك ابن كثير
4_الأقدار والشؤون الإلهية: قول آخر للسعدي.
5_الشمس والقمر والنجوم: قاله ابن زيد، ذكر ذلك ابن كثير
وبالنظر لهذه الأقوال الخمسة نجد أن: الأقوال الأربعة الأولى متقاربة؛ فالسحاب يرجع بالمطر مرة بعد مرة، فتمطر السماء ثم تمطر، وكذلك أرزاق العباد التي بها معاشهم ولولاها لهلك الناس والبهائم تتضمن المطر والسحاب، كما أن الشؤون الإلهية يدخل فيها أرزاق العباد وهو حاصل أقوال ابن عباس وقتادة التي ذكرها ابن كثير، قول والسعدي والأشقر، ويبقى قول ابن زيد(أنها النجوم والشمس والقمر ) مغايرا لما سبق.
المسائل في قوله تعالى:(وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) 12):
_المقسم به: س
_المراد بقوله تعالى" الأرض ذات الصدع":ك، س، ش.
تحرير المسائل في الآية:
_ المقسم به: الأرض ذات الصدع
_المراد بقوله تعالى:(وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) 12): تنصدع عن النبات، اتفقت أقوال المفسرين في ذلك وهو حاصل قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والسدي وغيرهم كما نقل عنهم ذلك ابن كثير وهو أيضا قول السعدي والأشقر وزاد الأشقر الثمار والأشجار.
المسائل في قوله تعالى:(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) )
_المقسم عليه: صحة القرآن، ذكرذلك السعدي.
_المراد بالقول: القرآن، ذكره السعدي، والأشقر.
_معنى فصل: جاء فيها عدة أقوال:
1) حق، قال به ابن عباس وغيره، ذكر ذلك ابن كثير.
2) حكم عدل، نقله ابن كثير عمن لم يسمه.
4) بين واضح: قول آخر للسعدي
5) يفصل بين الحق والباطل: الأشقر
وبالنظر في هذه الأقوال نجد أنها متقاربة، وحاصلها أن القرآن حق وصدق وحكم عدل يفصل بين الحق والباطل وهو حاصل ما نقله ابن كثير عن ابن عباس وغيره وما قال به السعدي والأشقر.
المسائل في قوله تعالى:(وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ(14)}
_المراد بقوله تعالى:(وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ(14)}، ك، س، ش.
_معنى الهزل: اللعب، قال به الأشقر.
_ضد الهزل: جد وحق، قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
_المراد بقوله تعالى:(وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ(14)}
1) أي، بل هو جد وحق، قول ابن كثير والسعدي.
2) وهو القول الفصل بين الطوائف والمقالات، وبه تنفصل الخصومات، قول آخر للسعدي.
3) أي لم ينزل باللعب فهو جد ليس بالهزل، قاله الأشقر
وهذه الأقوال تؤول إلى قولين متقاربين فالقرآن لم ينزل باللعب بل هو جد وحق ليس بالهزل
وأيضا هو القول الفصل بين الطوائف والمقالات، وبه تنفصل الخصومات، وهذا حاصل أقوال ابن كثير والسعدي والأشقر.
معنى قوله تعالى: {لتركبن طبقا عن طبق}
تحرير القول في معنى الآية: ورد في معنى الآية أقوال عديدة يمكن إجمالها فيما يلي:
1_ النبي صلى الله عليه وسلم يركب سماء بعد سماء، وقد يكون هذا هو المتبادر إلى كثيرٍ من الرواة _ ذكره ابن كثير _كما روى أبو داود الطيالسي وغندر عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس: (لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ). قال: محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
ويؤيّد هذا المعنى قراءة عمر وابن مسعودٍ وابن عباس وعامة أهل مكة والكوفة: (لتركبنّ) بفتح التاء والباء، وهو مروي عن الشّعبيّ: (لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ). قال: لتركبنّ يا محمّد، سماءً بعد سماء.
هكذا روي عن ابن مسعودٍ ومسروق وأبي العالية: {طبقاً عن طبقٍ}: سماء بعد سماء
وهو ما أوله ابن كثير(كأحد تأويلين) من قول ابن عباس (هذا نبيكم) في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس في تفسير الآية. قال ابن كثير يعنون ليلة الإسراء.
2_ لتركبن يا محمد حالا بعد حال: وهو قول ابن مسعود واختاره ابن جرير، وهو قول عكرمة وطلحة ومجاهد وما رواه البزار عن عبد اللّه بن مسعودٍ: (لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ) يا محمد يعني: حالاً بعد حالٍ.
3_ لتركبن أيها الناس حالا بعد حال، وهذه الأحوال التي يتقلب فيها الناس تعدد قول المفسرين فيها:
أ)هي الأطوار فطيماً بعدما كان رضيعاً، وشيخاً بعدما كان شابا، وهو قول عكرمة، ذكر ذلك ابن كثير، وبهذا قال السعدي بتفصيل أكبر بداية من النطفة وانتهاء بالبعث والجزاء، وقال الأشقربقريب من قول السعدي.
ب) ومنهم من قال هي الأحوال من شدة ورخاء، وغنى وفقر، وصحة ومرض،
4_أعمال من كان قبلكم منزلا عن منزل، رواه السدي وأبو اسحق والعوفي عن ابن عباس وكذلك قال السدي به، وقد فسر ابن كثير هذا بقوله (قلت: كأنّه أراد معنى الحديث الصّحيح: ((لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه)). قالوا: يا رسول اللّه، اليهود والنّصارى؟ قال: ((فمن؟)). وهذا محتملٌ) انتهى. وقريب من ذلك قول مكحول( في كلّ عشرين سنةٍ تحدثون أمراً لم تكونوا عليه).ذكر ذلك ابن كثير
5_قومٌ كانوا في الدّنيا خسيسٌ أمرهم، فارتفعوا في الآخرة، وآخرون كانوا أشرافاً في الدّنيا فاتّضعوا في الآخرة، قال به سعيد بن جبير، ذكر ذلك ابن كثير.
6_ السّماء تنشقّ، ثمّ تحمرّ، ثمّ تكون لوناً بعد لونٍ. رواه الأعمش عن غبد الله كما ذكره ابن كثير، وقريب منه قول الثّوريّ عن قيس بن وهبٍ، عن مرّة، عن ابن مسعودٍ: {طبقاً عن طبقٍ}. قال: السّماء مرّةً كالدّهان، ومرّةً تنشقّ.