دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #19  
قديم 13 ربيع الأول 1440هـ/21-11-2018م, 02:23 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرجمن الرحيم
تطبيق الأول على الرسائل التفسيرية

الحمد لله سابغ النعم جاعل الملائكة أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى ما يشاء ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ثم أما بعد:
قال تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا }الجن (١)
هذه الآية الكريمة من دلائل شمولية الرسالة المحمدية ، وأنها تشمل الثقلين الجن والإنس . فقد ورد فى سبب نزولها أنه لما حرس الله السماوات ومنعها بالحصون المنيعة ورمي الجان بالشهب ، تداعت الشياطين ( إبليس اللعين وأعوانه ) وجرى الحوار بينهم فى سبب منعهم من استراق السمع ، قال إبليس : ( هذا نبي قد حدث )، فبث جنوده فى الآفاق ليأتوه بخبر هذا النبي ، فأتوه نفر منهم بمكة وهو قائم يصلى ببطن نخلة ، فأعجبهم تلاوته للوحي المنزل عليه ورقت له قلوبهم فأسلموا ، فأنزل اللّه إلى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: { قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ }، وإنّما أوحي إليه قول الجنّ ، وحكى عليه قصتهم . [صحيح البخاري: 6 / 160-161]


كما فى قوله تعالى : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم } . الأحقاف (٢٩ – ٣٢)
فقوله : { قل } المخاطب به هنا الرسول صلى الله عليه وسلم . [جامع البيان لأبى جعفر الطبري: 23 / 310-312]
وقوله : { أوحي إلي } من " أوحى ، يوحى " وأصل الكلمة " وحي " وقد اجتمع جمهور القراء على ذلك ، أي : القراءة بإثبات الواو . [معاني القرآن للفراء : 3/190]

وقرأها جويَّة الأسدي : { قل أحي إلي } بإبدال الواو همزا خلافا عن الجمهور ، من " وحيت " كقوله تعالى : { وإذا الرسل أقتت } المرسلات (١١) بدلا من " وقتت " أي من الوقت ؛ لأن الواو إذا انضمت جاز إبدالها بهمز . [معاني القرآن للفراء : 3/190]

والمراد بـ " الوحي " أي : قول الجن لما رجعوا إلى قومهم . [معاني القرآن: 3/190-192] [جامع البيان: 23 / 310-312]

وقوله : { أنه استمع } القراءة فى " أنه " منصوبة لا غير ، على أنه اسم ، كما قال الأخفش . [معاني القرآن للأخفش : 4/36]
والمستمع إليه : أي : القرآن الكريم عند تلاوته عليه الصلاة والسلام فى العشاء الأخيرة ، وقيل : فى صلاة الفجر .

وقوله : { نفر من الجن } " النفر " العدد من ثلاثة إلى عشرة . [تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : 489]
واختلفت الأقوال فى تعيبن عدد المستمعين إلى قولين :
• القول الأول : أن عددهم تسعة من اليمن . [معاني القرآن للفراء: 3/190-192]

• القول الثانى : أن عددهم سبعة . [الدر المنثور للسيوطي: 15 / 6-7]
واختلفوا كذلك فى تعيين ديانة وديار هؤلاء النفر ، فقيل :
- أنهم جن نصيبين . [معاني القرآن: 5/233-234]
- أنهم من اليمن . [نفس المرجع والصفحة]
- أنهم كانوا يهودا . [نفس المرجع والصفحة]
- أنهم كانوا مشركين . [نفس المرجع والصفحة]

وقوله : { فقالوا إنا } القراءات فى " إنا " قد اجتمع القراء على كسر" إنا " فى قوله: {فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً}، واختلفوا فيما سوى ذلك ، فقرءوا: وإنّا، وأنّا إلى آخر السورة، فكسروا بعضاً، وفتحوا بعضاً. وكان عاصم يكسر ما كان من قول الجن : { إنا سمعنا قرآنا عجبا } ، ويفتح ما كان من الوحي. [معاني القرآن للفراء: 3/190-192]

ومن القراء من قرأ بالفتح كليا ، فردوا "أنّ" في كل سورة على قوله: فآمنا به، وآمنا بكل ذلك، ففتحت "أن" لوقوع الإيمان عليها .
ومنهم من قرأ بالخفض كليا ونصب قوله تعالى :{وأن المساجد لله} فخصّوه بالوحي، وجعلوا: " وأن لو " مضمرة فيها اليمين .
وقوله : { سمعنا قرآنا عجبا } القرآن بمعنى المقروء ، ووصفوه بـ " عجبا " وذلك من حيثيات :
- أنه عجيب من حيث صياغته وتلاوته ؛ لأنهم لم يسبق لهم يماع مثله .
- أنه عجيب من حيث أنه ترق له القلوب وتطمئن له النفوس ، وتهدأ له الطباع المؤمنة
- أنه عجيب من حيث عدم تشابهه بأشعار الجان ، ولا النثر المعهود من سبك بنى البشر .
ومعنى الآية أي : يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد أوحى اللّه إليّ { أنّه استمع نفرٌ من الجنّ } هذا القرآن فقالوا لقومهم لمّا سمعوه { إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا .
تحقيق القول فى مسألة : هل قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ؟ وهل رآهم؟
وردت فى المسألة روايات كثيرة بأسانيد مختلفة ، بعضها صحيحة وبعضها ضعيفة ، وهي مع تعدد طرقها تبين أنه عليه الصلاة والسلام لم يعرف بسماع الجن له ، ولم يرهم أيضا فى هذه المرة .
كما أخرج البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما قرأ رسول الله صلى الله أعليه وسلم على الجن ولا رآهم، ولكنه انطلق في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ... ) الحديث . [لباب النقول للسيوطي: 275]

ولكن ثبتت روايات أخرى فى غير هذا المقام تبين انطلاق الرسول عليه الصلاة والسلام لتعليم الجان وسد حاجتهم ، كما وقع له مع جن نصيبين ، وأنه أعطاهم من العظام والروث .
كإثبات عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ على الجنّ . فقد أخرج مسلم – رحمه الله – عقب حديث ابن عباس عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال : " أتاني داعي الجنّ فانطلقت معه فقرأت عليه القرآن ... " . [فتح الباري لابن حجر: 8 / 670-675]



قائمة المراجع :
- القرآن الكريم
- الحديث الشريف ( صحيح البخاري – صحيح مسلم – جامع الترمذي )
- كتاب معاني القرآن للفراء يحيى ابن زياد ( ت ٢٠٧ه‍ )
- كتاب معانى القرآن للأخفش ( ت ٢١٥ه‍ )
- كتاب تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ( ت ٢٧٦ه‍ )
- كتاب جامع البيان لأبى جعفر الطبري ( ت ٣١٠ه‍ )
- كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢ه‍ )
- كتاب لباب النقول للسيوطي ( ت ٩١١ ه‍ )
- كتاب الدر المنثور للسيوطي ( ت ٩١١ه‍ )

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir