سؤال عن حكم الأشياء التي يمكن استخدامها على وجهين: نافع وضار

[معاوية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا أرجوا منك أن تفتيني في هذه المسألة مما أعطاك الله من علم، يرحمك الله وهي:
قد قرأت أن استخدام الانترنت مباحا لمن يريد استخدامه في خير كطلب العلم الشرعي وغيره من الأمور المباحة
ولكن الإشكال عندي هو في حكم الذي يضعه في الكمبيوتر الخاص بالمنزل وقد يدخل عليه أحد أفراد المنزل علما بأن فيهم من هو ضال وقد يدخل على مواقع محرمة؟
فقد اشترى والدي جهاز انترنت منذ فترة ويريد مني أن أوصله بجهاز المنزل ذلك بأنهم لا يستطيعون توصيله، فأصبحت في حيرة من أمري هل أوصله لهم وأستفيد منه أنا بإذن الله لأنه بصراحة إنني أحتاجه كثيرا في طلب العلم وغيره ولكن قد يتضرر به غيري، أم ما العمل؟
أفتني وفقك الله.

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معاوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا أرجوا منك أن تفتيني في هذه المسألة مما أعطاك الله من علم، يرحمك الله وهي:
قد قرأت أن استخدام الانترنت مباحا لمن يريد استخدامه في خير كطلب العلم الشرعي وغيره من الأمور المباحة
ولكن الإشكال عندي هو في حكم الذي يضعه في الكمبيوتر الخاص بالمنزل وقد يدخل عليه أحد أفراد المنزل علما بأن فيهم من هو ضال و قد يدخل على مواقع محرمة؟
فقد اشترى والدي جهاز انترنت منذ فترة ويريد مني أن أوصله بجهاز المنزل ذلك بأنهم لا يستطيعون توصيله، فأصبحت في حيرة من أمري هل أوصله لهم وأستفيد منه أنا بإذن الله لأنه بصراحة إنني أحتاجه كثيرا في طلب العلم وغيره ولكن قد يتضرر به غيري، أم ما العمل؟
أفتني وفقك الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأشياء التي يمكن استخدامها على وجهين نافع وضار أو أجر ووزر يتعلق الحكم فيها على ما غلب على الظن من الاستخدام بقوة القرائن وشواهد الأحوال، فإن كانت القرائن على الاستعمال المحرم قوية فتحرم الإعانة عليه لقول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}.
وأما إن كانت القرائن على الاستعمال المحرم ضعيفة فالأصل براءة الذمة وإحسان الظن بالمسلمين، وليضف إلى ذلك أن يبصر الإنسان أهله ويرشدهم إلى الاستعمال النافع الذي يعود عليهم بالخير في دينهم ودنياهم، ويحذرهم من سوء مغبة الاستعمال الآثم.
وفي وسائل التقنية شيء كثير عظيم النفع في أمور الدين والدنيا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز)) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وينبغي للمسلمين أن يعتنوا بأمر التقنية ويحسنوا استعمالها، ويأخذوا بأحسن ما فيها، ويستفيدوا منها ويفيدوا، فهي ميدان رحب للصالح الجادّ، ومن أشغل نفسه بالخير ومعالي الأمور سمت همته وحسن عمله وظنه، ووجد في ذلك شغلا عن سفاسف الأمور.
وتحقيق الكمال في حسن الاستعمال عزيز ، ولذلك ينبغي للداعية أن يحث من وقع في شيء من سوء الاستعمال على الاستغفار والتوبة ومراقبة الله تعالى في السر والعلن، ولا يؤيسهم من رحمة الله بسبب ما أساؤوا من الاستعمال، فرب مسيء مذنب اليوم يكون من خير المحسنين غداً.
ومن وقع في شيء من ذلك فهو أمارة على ضعف يقينه ، فإن من كان على يقين بخطأ الاستعمال الآثم ومضرته عليه في دينه ودنياه نأت نفسه عن التلطخ بأوضاره ، ولم يجد الشيطان عليه سبيلاً لتزيين تلك المعاصي لأن يقينه أعظم من أن ينخدع بوساوس الشيطان وزخرف قوله، كما أن من أيقن بمضرة تناول ما يفسد الصحة وجد في ذلك زاجراً عن تناوله مهما قال له الناس عن حسن طعمه ولذيذ مذاقه، فصيانة الدين أولى بالرعاية، وأعظم حرمة، وأحسن عاقبة.

والموفق من وفقه الله.

[وسام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك شيخنا على هذا الطرح وجزاك الله خيرا وجمعنا بك في جنات النعيم