7- حُسْنُ التخلُّصِ:
هوَ الانتقالُ ممَّا افْتَتَحَ بهِ الكلامَ من الافتخارِ أو الشِّكايةِ أو الْهَجْوِ أو الْمَدْحِ أوْ نحوَ ذلكَ إلى المقصودِ مِمَّا افْتَتَحَ بهِ الكلامَ معَ رعايةِ المناسَبَةِ بينَهما، أيْ بينَ الْمُنْتَقَلِ منْهُ، وهوَ ما افْتَتَحَ بهِ الكلامَ، والْمُنْتَقَلِ إليهِ وهوَ المقصودُ، كقولِه:
دَعَت النَّوَى بفُرَاقِهِم فتَشَتَّتُوا ..... وقَضَى الزمانُ بينَهم فَتَبَدَّدُوا
...دَهْرٌ ذميمُ الحالتينِ فما بهِ ...... شيءٌ سِوَى جُودِ ابنِ أَرْتَقَ يُحْمَدُ
فقد انْتَقَلَ منْ ذمِّ الدهْرِ، وكونِ كلِّ شيءٍ فيهِ غيرَ محمودٍ، إلى الممدوحِ، وكوْنِ جُودِه محمودًا معَ وجودِ المناسَبَةِ الظاهِرَةِ بينَهما، فكانَ فيهِ حُسْنُ التَّخَلُّصِ .