قال المؤلفون:((وأمَّا النفيُ)، فالتقييدُ بهِ يكونُ بسلْبِ النِّسبةِ على وجْهٍ مخصوصٍ ممَّا تُفيدُه أحرُفُ النفيِ، وهيَ ستَّةٌ: لا، وما، وإنْ، ولنْ، ولمْ، ولَمَّا. لا للنَّفْيِ مطْلَقًا، و(ما، وإنْ) لنفْيِ الحالِ إنْ دَخَلاَ على المضارعِ، و(لنْ) لنفيِ الاستقبالِ، و(لمْ ولَمَّا) لنفيِ المُضِيِّ، إلاَّ أنَّهُ بلَمَّا يَنسحِبُ على زمَنِ التكلُّمِ ويَختَصُّ بالمتوقَّعِ. وعلى هذا فلا يُقالُ: لَمَّا يَقُمْ زيدٌ ثُمَّ قامَ، ولا: لَمَّا يَجتَمِع النقيضانِ، كما يُقالُ: لمْ يَقُمْ ثمَّ قامَ، ولمْ يَجْتَمِعا؛ فلَمَّا في النَّفْيِ تُقابِلُ قدْ في الإثباتِ، وحينئذٍ يكونُ مَنْفِيُّها قريبًا من الحالِ، فلا يَصِحُّ: لمَّا يَجِيءُ مُحَمَّدٌ في العامِ الماضِي).(دروس البلاغة)