دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 صفر 1440هـ/12-10-2018م, 07:56 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

الاسلوب الاستنتاجي
قوله تعالي
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) التغابن 16
المسائل
1- الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة
2- سبب نزول الآية
3- المراد بالسمع
4- المراد بالطاعة
5- المراد بالإنفاق
6- تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
7- المقصود بشح النفس
8- كيفية وقاية النفس من الشح
9- من الذي يقي من الشح
10- تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس

الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة :
قال الشنقيطي يفهم منه أن التكليف في حدود الاستطاعة ، ويبينه قوله تعالى : { لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] .
وهذا في الأوامر دون النواهي ، لأن النواهي تروك كما جاء في السنة « ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه » صحيح البخاري برقم (7288) وصحيح مسلم برقم (1337) . وقال السعدي فهذه الآية تدل على أن كل واجب عجز عنه العبد أنه يسقط عنه ، وأنه إذا قدر على بعض المأمور وعجز عن بعضه ، فإنه يأتي بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه
سبب نزول الآية
ذكر ابن كثير عن بعض المفسرين أن آية التغابن ناسخة لآية آل عمران رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ اشْتَدَّ عَلَى الْقَوْمِ الْعَمَلُ، فَقَامُوا حَتَّى وَرِمَتْ عَرَاقِيبُهُمْ وَتَقَرَّحَتْ جِبَاهُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَخْفِيفًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} فنسخت الآية الأولى. رواه ابن ابي حاتم. وذكره ابن جرير عن قتادة

المراد بالسمع:
هو الاستماع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ناقل للوحي وأوتي القرآن ومثله معه. والمراد بالسمع سمع وعي واتعاظ لا مجرد السمع بالأذن كما قال مقاتل : «اسْمَعُوا» أي اصغوا إلى ما ينزل عليكم من كتاب الله وهو الأصل في السماع واقبلوا ما تسمعون وعبّر عنه بالسماع لأنه فائدته.قال الشنقيطي: أي لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا ، ولا كقوم نوح ولا كالكفار الذين قالوا { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ } [ فصلت : 26 ]

المراد بالطاعة:
طاعة الله والرسول فيما أمرتم به ونهيتم عنه فلا تكونوا كأهل الكتاب الذين قالوا ( سمعنا وعصينا ) ولكن كالصحابة رضوان الله عليهم كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطيق: الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ، وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". فَلَمَّا أقَر بِهَا (1) الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَثَرِهَا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ فَأَنْزَلَ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} إِلَى آخِرِهِ (2)



المراد بالإنفاق:
هو الإنفاق الذي يثاب عليه العبد من النفقة الواجبة علي النفس الزوجة والأولاد والعبيد والأرحام الذين تجب نفقتهم عليه. ومن الواجب أيضا إخراج الزكاة المفروضة بأنواعها إن كان من أهلها وكذلك زكاة الفطر.
ثم الإنفاق المستحب كالصدقة والهبة والهدية وغيرها من أوجه النفقات الواجبة والمستحبة.
تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
بحسب ما يحقق العبد من تقوي الله و السمع والطاعة والإنفاق إن كان مستطيعاً بحسب ما ينال من الخيرية, فأبواب الخير كثيرة ويستحب للعبد أن يكون له نصيب من كل الأبواب لعله بسببه يدخل الجنة

المقصود بشح النفس
ذكر الماوردي أن فيها ثلاثة تأويلات هي:
أحدها: هوى نفسه، قاله ابن أبي طلحة.
الثاني: الظلم , قاله ابن عيينة.
الثالث: هو منع الزكاة ,واستدل له بقول ابن عباس: من أعطى زكاة ماله فقد وقاه الله شح نفسه.
وقال الشنقيطي: الشُّحُّ، أَخَصُّ مِنَ الْبُخْلِ، وَقِيلَ الْبُخْلُ: أَنْ تَضِنَّ بِمَالِكَ، وَالشُّحُّ أَنْ تَضِنَّ بِمَالِ غَيْرِكَ، وَالْوَاقِعُ أَنَّ الشُّحَّ مُنْتَهَى الْبُخْلِ

كيفية وقاية النفس من الشح
وقاية النفس من الشح يكون بالبذل والعطاء والمصابرة علي ذلم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم) فيعود المرء نفسه علي الإنفاق ويتذكر الحاديث في فضل الإنفاق علي النفس والعيال وأن الله وعد بالخلف لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته فمن ذلك ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: عندي دينار؟ قال: «أنفقه على نفسك» قال: عندي آخر؟ قال: أنفقه على عيالك» قال: عندي آخر؟ قال: «أنفقه على ولدك» قال: عندي آخر؟ قال: «تصدّق به» اخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/78 وحسنه الألباني.
وما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا "2/115 وغيرها من الأحاديث.
من الذي يقي النفس من الشح :
هو الله عز وجل وطلب العبد من الرب أن يقيه شح نفسه فهو سبحانه مقلب القلوب وهو الهادي إلي الصراط المستقيم.
قال الطبري ومن يَقِه الله شحَ نفسه، وذلك اتباع هواها فيما نهى الله عنه.
وقال السعدي فمن وقاه الله شر شح نفسه بأن سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لأنهم أدركوا المطلوب، ونجوا من المرهوب
وقال الشنقيطي: وفي إضافة الشح إلى النفس مع إضافة الهداية فيما تقدم إلى القلب سر لطيف ، وهو أن الشح جبلة البشرية . والهداية منحة إلهية ، والأولى قوة حيوانية ، والثانية قوة روحية .فعلى المسلم أن يغالب بالقوة الروحية ما جبل عليه من قوة بشرية لينال الفلاح والفوز

تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس
الوقاية من شح النفس تجعل المرء بذولاً بماله ولا يبخل به وبالتالي لا يكون كبني إسرائيل لما بخلوا بالمال فآداهم ذلك إلي منع الزكاة المفروضة وقطع الأرحام وارتكاب المحرمات حرصاً وشحاً بالمال. فمن وقاه الله شح نفسه وبذل المال فهو من المفلحين إن شاء الله تعالي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ربيع الأول 1440هـ/11-11-2018م, 08:51 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة تفسيرية في قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك: ١٥ )

هذه الآية الكريمة غنية بالفوائد، وإنما كتبت ما امتّن الله به عليّ من فتح وتيسير، فما جانب الصواب فمني.

الآية مقسمة إلى ثلاث جمل، فأما الجملة الأولى وهى جملة خبرية حيث قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا﴾، حيث يُعلم الله تعالى خلقه بأنه هو الذي سخر هذه الأرض لهم بأوضح بيان، وقد جعلها ذلولا:أي سهلة لينة.وفي هذه الجملة فوائد منها:

1. امتنان الله على عباده، بأن جعل لهم الأرض فقال: ﴿ جَعَلَ لَكُمُ ﴾ وهذ نظيره قول الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ ، فعلى العبد استشعار منة الله عليه بأن جعل هذه الأرض على كبرها وعظم خلقها مُيسرة له مذللة، وما خُلق فيها إنما خُلق ليكون عوناً للإنسان في حياته.
2.وجوب تعظيم ومحبة العبد لربه الذي جعل له التيسير في كل شأنه، فمثلا في أموره التعبدية جعل له التيمم بديلا للوضوء في أحوال، وذلك تيسيرا عليه، وقد قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ﴾ ، وفي أمور العبد الدنيوية جعل له الأرض ممهدة سهلة ليبني عليها ويُشيّد، ويتحرك فيها بيسر.
3.وجوب تحقيق إخلاص العبد لله عز وجل، فمن باب الإنعام لا منعم سوى الله، وقد بلغت نعمُه في العظمة منتهاها، ومن باب الكمال فلا مستحق للعبادة سواه لأن له الكمال المطلق.
4.اعتياد العبد للنعمة قد ينسيه شُكرها، فالإنسان يمشي على الأرض بيسر وسهولة، قد جُعلت مفاصله لينة تواكب حركته، وتناسب عبادته، وقد قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾، فوجب على العبد أن يُديم التفكر في نعم الله واستحضارها ليديم شكر الله.
5. استحضار معاني أسماء الله الحسنى التي تضمنتها هذه الجملة بما حملت من معانٍ، كاسم الله الخالق وهو يتعلق بصفة الربوبية، فمن كان خالقا فهو المستحق أن تُصرف له العبادة وحده.
6. اشتمال القرآن على أهم موضوع وهو التعريف بالله سبحانه وتعالى وأفعاله، فمن أراد معرفة ربه والتعلم عن صفاته وأفعاله فليقرأ القرآن بتدبر.

﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ﴾:
وهذه الجملة الثانية في هذه الأية الكريمة، وهى جملة طلبية فيه أمر على وجه الإباحة ومن فوائدها:
7.أن الفاء أفادت التعقيب، فبعد الإخبار بأن الأرض قد جُعلت للعباد، جاء الأمر بالسعي فيها والأكل منها للدلالة على كونها نعمة.
8.الأمر ﴿ فَامْشُوا ﴾ و﴿كُلُوا ﴾:للإباحة، ومن نظر فيما أباحه الله للعباد وجد أغلب الأشياء مباحة، وأن ما حُرّم فهو قليل جدا، وضرره بيّن واضح.
9.جواز السعي في الأرض والسفر طلبا للرزق، ومتى سعى الإنسان وجد التيسر.
10. "مناكبها" ما قيل فيها من كلام المفسرين انحصر في معنيين الأول: جبالها، والثاني: نواحيها وأطرافها، وعلى كل فالأمر بالمشي دلالة على أن الأرض ذُللت للسعي فيها.
11. ﴿ وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ﴾، فالرزق رزق الله، والواجب على العبد أن ينسب كل نعمة للمنعم،
وبعض الناس قد انغمس في الماديات فنسى أن المنعم وتعلق بالأسباب.
12.لطف الله بعباده ورحمته بهم، فهو الذي خلق العباد وخلق لهم ما ينفعهم، ودلهم على ما يُقيم حياتهم.
13.التوكل على الله وحده فهو الرزاق، وألا يخشى العبد أن يفوته الرزق، لأنه بيد الله.
14.من تيسير الله على خلقه أن جعل رزقهم في متناول أيديهم يخرج لهم من الأرض، وهو كثير متنوع ليناسبهم اختلاف أذواقهم.
15.وجوب طاعة العبد لربه، فهو يعيش على أرضه، ويأكل من رزقه، فكيف يعصيه.

﴿ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾
وهذه هى خاتمة الآية الكريمة، وهى جملة خبرية، ومناسبتها لما قبلها للدلالة على أن مرجع الخلق جميعا إليه.
16.والنشور هو البعث بعد الموت، استعداداً للحساب، وفيه تذكير أن المرد في الآخرة إلى الله تعالى.
17. ﴿ وَإِلَيْهِ﴾: أسلوب حصر ، بأن جعل الأمر في الآخرة إليه وحده، وفيه تنبيه على وجوب شكره وإخلاص العبادة له وحده.
18. استدلال بأفعال الربوبية فهو الذي خلق الأرض، وذلل طرقها ونواحيها، وأخرج الرزق لعباده، على الألوهية، بوجوب إفراده بالعبادة.
19.وهذه الآية لها نظائر كثيرة تؤكد معناها في القرآن الكريم فقد قال تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾.

الحمد لله رب العالمين


----------------------------
المصادر: تفسير ابن جرير، وتفير ابن عاشور، وتفسير السعدي، وتفسير ابن الجوزي، وتفسير البقاعي، وتفسير ابن عطية، وتفسير الشنقيطي.
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
ملحوظة يسيرة، وهي فاتكِ تقديم مسألة (وإليه) على مسألة معنى النشور.
=[استحضار معاني أسماء الله الحسنى التي تضمنتها هذه الجملة بما حملت من معانٍ، كاسم الله الخالق وهو يتعلق بصفة الربوبية، فمن كان خالقا فهو المستحق أن تُصرف له العبادة وحده.]
الأوضح قولك صفات الله عزّوجل.
الدرجة: أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ربيع الأول 1440هـ/11-11-2018م, 08:52 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
الاسلوب الاستنتاجي
قوله تعالي
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) التغابن 16
المسائل
1- الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة
2- سبب نزول الآية
3- المراد بالسمع
4- المراد بالطاعة
5- المراد بالإنفاق
6- تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
7- المقصود بشح النفس
8- كيفية وقاية النفس من الشح
9- من الذي يقي من الشح
10- تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس

الأمر بتقوي الله قدر الاستطاعة :
قال الشنقيطي يفهم منه أن التكليف في حدود الاستطاعة ، ويبينه قوله تعالى : { لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] .
وهذا في الأوامر دون النواهي ، لأن النواهي تروك كما جاء في السنة « ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه » صحيح البخاري برقم (7288) وصحيح مسلم برقم (1337) . وقال السعدي فهذه الآية تدل على أن كل واجب عجز عنه العبد أنه يسقط عنه ، وأنه إذا قدر على بعض المأمور وعجز عن بعضه ، فإنه يأتي بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه
سبب نزول الآية
ذكر ابن كثير عن بعض المفسرين أن آية التغابن ناسخة لآية آل عمران رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ اشْتَدَّ عَلَى الْقَوْمِ الْعَمَلُ، فَقَامُوا حَتَّى وَرِمَتْ عَرَاقِيبُهُمْ وَتَقَرَّحَتْ جِبَاهُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَخْفِيفًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} فنسخت الآية الأولى. رواه ابن ابي حاتم. وذكره ابن جرير عن قتادة

المراد بالسمع:
هو الاستماع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ناقل للوحي وأوتي القرآن ومثله معه. والمراد بالسمع سمع وعي واتعاظ لا مجرد السمع بالأذن كما قال مقاتل : «اسْمَعُوا» أي اصغوا إلى ما ينزل عليكم من كتاب الله وهو الأصل في السماع واقبلوا ما تسمعون وعبّر عنه بالسماع لأنه فائدته.قال الشنقيطي: أي لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا ، ولا كقوم نوح ولا كالكفار الذين قالوا { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ } [ فصلت : 26 ]

المراد بالطاعة:
طاعة الله والرسول فيما أمرتم به ونهيتم عنه فلا تكونوا كأهل الكتاب الذين قالوا ( سمعنا وعصينا ) ولكن كالصحابة رضوان الله عليهم كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطيق: الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ، وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". فَلَمَّا أقَر بِهَا (1) الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَثَرِهَا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ فَأَنْزَلَ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} إِلَى آخِرِهِ (2)



المراد بالإنفاق:
هو الإنفاق الذي يثاب عليه العبد من النفقة الواجبة علي النفس الزوجة والأولاد والعبيد والأرحام الذين تجب نفقتهم عليه. ومن الواجب أيضا إخراج الزكاة المفروضة بأنواعها إن كان من أهلها وكذلك زكاة الفطر.
ثم الإنفاق المستحب كالصدقة والهبة والهدية وغيرها من أوجه النفقات الواجبة والمستحبة.
تعلق الخيرية بتقوي الله والسمع والطاعة والإنفاق
بحسب ما يحقق العبد من تقوي الله و السمع والطاعة والإنفاق إن كان مستطيعاً بحسب ما ينال من الخيرية, فأبواب الخير كثيرة ويستحب للعبد أن يكون له نصيب من كل الأبواب لعله بسببه يدخل الجنة

المقصود بشح النفس
ذكر الماوردي أن فيها ثلاثة تأويلات هي:
أحدها: هوى نفسه، قاله ابن أبي طلحة.
الثاني: الظلم , قاله ابن عيينة.
الثالث: هو منع الزكاة ,واستدل له بقول ابن عباس: من أعطى زكاة ماله فقد وقاه الله شح نفسه.
وقال الشنقيطي: الشُّحُّ، أَخَصُّ مِنَ الْبُخْلِ، وَقِيلَ الْبُخْلُ: أَنْ تَضِنَّ بِمَالِكَ، وَالشُّحُّ أَنْ تَضِنَّ بِمَالِ غَيْرِكَ، وَالْوَاقِعُ أَنَّ الشُّحَّ مُنْتَهَى الْبُخْلِ

كيفية وقاية النفس من الشح
وقاية النفس من الشح يكون بالبذل والعطاء والمصابرة علي ذلم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم) فيعود المرء نفسه علي الإنفاق ويتذكر الحاديث في فضل الإنفاق علي النفس والعيال وأن الله وعد بالخلف لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته فمن ذلك ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: عندي دينار؟ قال: «أنفقه على نفسك» قال: عندي آخر؟ قال: أنفقه على عيالك» قال: عندي آخر؟ قال: «أنفقه على ولدك» قال: عندي آخر؟ قال: «تصدّق به» اخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/78 وحسنه الألباني.
وما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا "2/115 وغيرها من الأحاديث.
من الذي يقي النفس من الشح :
هو الله عز وجل وطلب العبد من الرب أن يقيه شح نفسه فهو سبحانه مقلب القلوب وهو الهادي إلي الصراط المستقيم.
قال الطبري ومن يَقِه الله شحَ نفسه، وذلك اتباع هواها فيما نهى الله عنه.
وقال السعدي فمن وقاه الله شر شح نفسه بأن سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لأنهم أدركوا المطلوب، ونجوا من المرهوب
وقال الشنقيطي: وفي إضافة الشح إلى النفس مع إضافة الهداية فيما تقدم إلى القلب سر لطيف ، وهو أن الشح جبلة البشرية . والهداية منحة إلهية ، والأولى قوة حيوانية ، والثانية قوة روحية .فعلى المسلم أن يغالب بالقوة الروحية ما جبل عليه من قوة بشرية لينال الفلاح والفوز

تعلق الفلاح بالوقاية من شح النفس
الوقاية من شح النفس تجعل المرء بذولاً بماله ولا يبخل به وبالتالي لا يكون كبني إسرائيل لما بخلوا بالمال فآداهم ذلك إلي منع الزكاة المفروضة وقطع الأرحام وارتكاب المحرمات حرصاً وشحاً بالمال. فمن وقاه الله شح نفسه وبذل المال فهو من المفلحين إن شاء الله تعالي
بارك الله فيك وسددك، وأشكر لك اجتهادك إلا انّ أسلوبك للتقرير العلمي أقرب، ولم أقف على الفوائد المستنبطة لاعتمادها التام تقريبا على النقل،فغابت تبعا لذلك شخصيتك كباحث.
- الحديث عن سبب نزول الآية يكون مقدما .
- في قوله تعالى :( فاتقوا الله ما استطعتم ) نبين أننا نستنج من هذه الآية قاعدة شرعية جليلة ثم نذكر قول السعدي رحمه الله تعالى .
فلا تكتفي بسرد أقوال المفسرين بل تبين ما جاء فيها من فوائد سلوكية أو فقهية أو لغوية ونحو ذلك.
- فاتك الحديث عن بعض الفوائد كــ: مناسبة عطف السمع والطاعة على الأمر بالتقوى، حذف متعلق الطاعة ، سبب تخصيص الإنفاق بالذكر...الخ
- لعل في مراجعتك للدرس والاطلاعك على مشاركة الطالبة إنشاد مزيد بيان للمطلوب .


الدرجة: د+
نم خصم نصف درجة غلى التأخير.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir