المجلس الثالث:
المجموعة الثانية:
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير.
يمكن إيجاز أوجه فضل علم التفسير فيما يلي :
- صاحب هذا العلم يَشمله قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) ، خصوصا إذا صاحبَ تعلمَ القرآن و تعليمَه العملُ به ، و لا يتأتى ذلك إلا بمعرفة تفسير القرآن .
- المفسر حريص على تدبر القرآن الكريم مع تلاوته ، و هذا من أهم مقاصد تنزيله ، قال الله تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب ) .
- المفسر متَّبع للنبي صلى الله عليه و سلم في البلاغ و البيان الذَين قال الله تعالى عنهما : ( و ما على الرسول إلا البلاغ المبين ) . إذ أن مبيِّنَ القرآن الكريم للناس لا يستغني عن علم التفسير الذي به تتضح المعاني و ينجلي اللَّبس الذي قد يجده بعض الخَلق .
- من أخلص نيته في طلب علم التفسير صلُح قلبه و عَمَله ، لقوله تعالى : ( و الذي جاء بالصدق و صدق به أولئك هم المتقون ) . فكلما زاد علم المرء بالتفسير - مع صلاح النية - زادت خشيته لله تعالى و تعظيمه له ، مما يؤول به إلى إصلاح عمله فعلا للطاعات و اجتنابا للمنكرات .
- المعتني بالتفسير معتصم بكتاب الله لأنه يفهم معانيه ، فيكون له من الهداية و العصمة من الضلالة على قدر نصيبه من فهم مراد الله تعالى ، قال عز و جل : ( و من يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم ) .
- التفسير أهم مُعين على فهم كلام الله تعالى ، هذا الفهم الذي هو رحمة و هدى للمؤمنين ، قال الله عز و جل : ( قد جاءتكم موعظة من ربكم و شفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين ) .
- شرف علم التفسير بشرف موضوعه - و هو كلام الله - ، و من ثَم كانت له المنزلة الرفيعة بين كل علوم الشريعة .
- المفسر تشمله جميع الفضائل - التي بينها الكتاب و السنة - المتعلقة بطلب العلم ، إذِ التفسيرُ جامع لأنواع العلوم النافعة و مبيِّن لأصولها و دال على سبيل الهدى فيها .
س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى.
أستفيد من علم التفسير في هذا المجال بيانَه لأصول الدعوة و أنواعِها و مراتبِها و صفاتِ الدعاة إلى الحق ، و كشفَه لشبهات المضلين و لأصول الاحتجاج للحق و لمعاملة المخالفين .
و قد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يعتنون بالدعوة إلى الله تعالى عن طريق بث علم التفسير بين الناس و الرد على الزائغين . قال مسروق محدّثا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( كان يقرأ علينا السورة ثم يحدثنا فيها و يفسرها عامة النهار ) ، و كان ابن عباي - رضي الله عنه - على الحج فجعل يقرأ سورة النور و يفسرها ، فلنا في سلفنا الصالح الأسوة الحسنة .
س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن.
يرجع تفاوت الناس في فهم القرآن الكريم إلى تفاوتهم في تدبره و في الحرص على ذلك الفهم - مع تفاوتهم في النيات أيضا - ، فكلما كان المرء أكثر اعتناء بتدبر القرآن الكريم كلما زاد نصيبه من الفهم ، قال الله تعالى : ( و الذين اهتدوا زادهم هدى و آتاهم تقواهم ) . كما أن هذا التفاوت يرجع إلى تفاوتهم في المَلَكات التي أوتوها ، فصاحب العلم الغزير أكثر فهما من قليله ، و الأكثر مجالسة للقرآن أكثر فهما من قليلها ، و الأكثر فرحا بالقرآن أكثر فهما له - نسأل الله من فضله.