دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 01:39 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.



1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

2
. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:

أ: الحكمة من مشروعية العدّة
.
ب: المراد بالتوبة النصوح؟
2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:

{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.

ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.
2. حرّر القول في:

المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.
3.
فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالطلاق السني والطلاق البدعي، وحكم كل نوع.

ب: المراد بالفاحشة المبيّنة.
2. حرر
القول في:
معنى "صغت قلوبكما" في قوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} التحريم.

المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة قوله تعالى في سورة الطلاق: {وائتمروا بينكم بمعروف}.
ب: متعلّق الشهادة في قوله تعالى: {وأشهدوا ذوي عدل منكم}.
2. حرّر القول في:

سبب نزول سورة التحريم.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}.

المجموعة الخامسة:
1. بيّن ما يلي:
أ: هل تجب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع زوجته لولدهما؟
ب: الحكمة من اعتداد المطلّقة الرجعية في بيت زوجها.
2. حرّر القول في:
عدة الحامل المتوفى عنها زوجها.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} التحريم.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 02:46 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
التقوي من الأمور التي يجب علي المسلن أن يحققها لما فيها من السعادة في الدنيا والأخرة.
والتقوي كما عرفها العلماء هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية. وأن تكون كمن يمشي فوق ارض بها شوك كثير فلا يضع قدمه حتي يبصر أين يضعها لكي لا يصيبه الشوك والآذي.
فالمتقي الله يحذر أن يعرض نفسه لغضب الله وعذابه وذلك يكون بفعل المأمور وترك المحذور .
وسورة الطلاق تبين واقعاً مؤلما حيث أنها تتكلم عن أحكام تهدم الأسرة وإنقطاع الألفة والمودة والرحمة بين الزوجين وإذا كان هناك أولاد فإنهم قد يتعرضون للضياع و الأهمال من أحد الأبوين أو كليهما والسبب في ذلك يكون رغبة أحد الأطراف في الانتقام من الطرف الأخر غير مبال بالواجبات والحقوق وغير مراع لما كان من نسب ومصاهرة.
فمن اتقي الله عز وجل في هذا الموقف الصعب وكطم غيظه وأعمل عقله وراقب الله في خواطره وأقواله وأفعاله فقد حقق تقوي الله عز وجل وبالتالي فهو موعود من الله بالسعة في الرزق والنجاة من المواقف الصعبة كما وعد الله عز وجل

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.
شرعت العدة لحكم كثيرة منها
1- أن الإنسن قد يطلق زوجته ثو يندم علي ما فعل فشرعت العدة لكي يراجع الزوج والزوجة انفسهم في هذه الفترة ويعيدوا بناء العلاقة من جديد.
2- صيانة لماء الرجل فقد تكون المرأة حاملا ولكن لم يتبين حملها ففي خلال العدة يتبين الحمل من عدمه
3- تعظيم شأن النكاح وأنه لا ينعقد إلا بشروط، ولا ينفك إلا بانتظار وتريُّث.
4- احترام المعاشرة بين الزوجين، فلا تنتقل لآخر إلا بعد انتظار وإمهال.
5- صيانة حق الحمل إذا كانت المفارقة حاملاً.
ب: المراد بالتوبة النصوح؟
قال ابن كثير أي توبةً صادقةً جازمةً، تمحو ما قبلها من السّيّئات وتلمّ شعث التّائب وتجمعه، وتكفّه عمّا كان يتعاطاه من الدّناءات.
وعن عمر بن الخطاب وابن مسعود يتوب ثم لا يعود.
وقيل هو الخالصة الصادقة وهي التوبةُ العامَّةُ الشاملةُ لجميعِ الذنوبِ، التي عقَدَها العبدُ للهِ، لا يُريدُ بها إلاَّ وَجْهَ اللَّهِ والقُرْبَ منه، ويَستمِرُّ عليها في جميعِ أحوالِه
2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
ولا خِلافَ بينَ العُلماءِ في وُجوبِ النَّفَقَةِ والسُّكْنَى للحامِلِ الْمُطَلَّقَةِ.
وإنما الخلاف هل هو في الرجعية أم البائن علي قولين للعلماء
قال كثيرٌ من العلماء منهم ابن عبّاسٍ، وطائفةٌ من السّلف، وجماعاتٌ من الخلف: هذه في البائن، إن كانت حاملًا أنفق عليها حتّى تضع حملها، قالوا: بدليل أنّ الرّجعيّة تجب نفقتها، سواءٌ كانت حاملًا أو حائلًا.
وقال آخرون: بل السّياق كلّه في الرّجعيّات، وإنّما نصّ على الإنفاق على الحامل وإن كانت رجعيّةً؛ لأنّ الحمل تطول مدّته غالبًا، فاحتيج إلى النّصّ على وجوب الإنفاق إلى الوضع؛ لئلّا يتوهّم أنّه إنّما تجب النّفقة بمقدار مدّة العدّة.
الراجح أن الآية الكريمة لن تفصل بين الصنفين فبالتالي هي تشمل الصنفين البائن والرجعية والله تعالي أعلم
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.
في هذه الآية الكريمة يبين الله مقدار النفقة علي الأولاد في حالة الطلاق بين الزوجين فينفق الغني بما يتناسب مع غناه وسعته وينفق الفقير بما يوافق حاجنه وقدرته ولا يكون العكس بأن يبخل الغني علي اولاده من مطلقته قينفق عليهم نفقة الفقير او يمنع النفقة مطلقا نكاية في مطلقته ولا ينفق الفقير علي اولاده نفقة الغني الموسر ويتدين لينفق علي ابنائه
فالله عز وجل لم يكلف نفساً إلا قدر طاقتها و لن يحاسب نفساً إلا علي قدر طاقتها.
ثم وعد سبحانه بالخلف علي المنفق فيما أنفقه علي عياله او اهله او فيما تصدق به بأن الله سيجعل بعد العسر يسراً وسعة وقد روي ابن كثير عن الإمام أحمد حديثًا يحسن أن نذكره ها هنا، فقال: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد بن بهرام، حدّثنا شهر بن حوشب قال: قال أبو هريرة: بينما رجلٌ وامرأةٌ له في السّلف الخالي لا يقدران على شيءٍ، فجاء الرّجل من سفره، فدخل على امرأته جائعًا قد أصاب مسغبةً شديدةً، فقال لامرأته: عندك شيءٌ؟ قالت: نعم، أبشر، أتاك رزق اللّه، فاستحثّها، فقال: ويحك! ابتغي إن كان عندك شيءٌ. قالت نعم، هنيهة -ترجو رحمة اللّه-حتّى إذا طال عليه الطّوى قال: ويحك! قومي فابتغي إن كان عندك شيءٌ فائتيني به، فإني قد بلغت وجهدت. فقال: نعم، الآن ينضح التّنّور فلا تعجل. فلمّا أن سكت عنها ساعةً وتحيّنت أن يقول لها، قالت من عند نفسها: لو قمت فنظرت إلى تنّوري؟ فقامت فنظرت إلى تنورها ملآن من جنوب الغنم، ورحييها تطحنان. فقامت إلى الرّحى فنفضتها، واستخرجت ما في تنّورها من جنوب الغنم.
قال أبو هريرة: فوالّذي نفس أبي القاسم بيده، هو قول محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: "لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتا إلى يوم القيامة"
وقال في موضعٍ آخر: حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا أبو بكرٍ، عن هشامٍ، عن محمّدٍ -وهو ابن سيرين-عن أبي هريرة قال: دخل رجلٌ على أهله، فلمّا رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البريّة، فلمّا رأت امرأته قامت إلى الرّحى فوضعتها، وإلى التّنّور فسجرته، ثمّ قالت: اللّهمّ ارزقنا. فنظرت، فإذا الجفنة قد امتلأت، قال: وذهبت إلى التّنّور فوجدته ممتلئًا، قال: فرجع الزّوج قال: أصبتم بعدي شيئًا؟ قالت امرأته: نعم، من ربّنا. قام إلى الرّحى، فذكر ذلك للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "أما إنّه لو لم ترفعها، لم تزل تدور إلى يوم القيامة")

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 07:42 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

الخميس 1439/11/13هـ
مجلس المذاكرة القسم الرابع من التفسير، جزءقد سمع " سور تي الطلاق والتحريم "
ج1: فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع :-
التقوى:- أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ، باتباع أوامره، واجتناب نواهيه ،وفضلها عظيم لأن فيها استجابه لأمر الله جل وعلا " فاتقوا الله ربكم " ، ونحتاجه في المواقف التي تحتاج عدل ، مثل حساب العدة للمرأة لأجل عدم الأضرار بها ، سواء ما يتعلق بحق الإنفاق أو السكن ،
ومن فضل التقوى أنها طريق إلى إقامة حدود الله وشرائعه " ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه " كما أن في تحقيق تقوى الله طريق إلى تيسير الأمور وتهدئة الأوضاع ، وفِي ذلك أثر على استقرار المرأه وحفظا لحقوقها وأمان للمجتمع واستقرارة.
من فضل التقوى أنها سبيل الفرج والخروج من المصائب والمعائب ، قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً "
ومن آثارها أنها سبب وباب للرزق ، سواء للفرد أو رزق للمجتمع " قال تعالى " ويرزقه من حيث لا يحتسب " ، أي من جهة لا تخطر على باله ولا يتوقعها فمن وقف عند حدود الله وعمل بها فإن له في ذلك النتيجة والأثر الجميل والرزق الوفير متوكلاً على الله معتمداً عليه في كل شؤون حياته ، ومتى ما توفرت التقوى والتوكل فتمت للفرد والمجتمع آثار الخير والبركة . حيث قدرها الله وقضاها في أمره .
ومن آثار التقوى أن الله ييسر لصاحبها الأمور ، ويعجل له الفرج من الضيق والضنك ، ويسهل أموره ، ويضع له أبواب الفرج مشرعة ، وطرق التيسير مسهلة ،
ومن آثار التقوى تكفير السيئات ، سواء الكبائر أو الصغائر ، ومحو الذنوب والتجاوز عن السيئات ، قال تعالى " ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته "
ومن فضل التقوى إعظام الأجر والثواب ، قال تعالى " ويعظم له أجرا " سواء في الدنيا أو في الآخرة بالجنة ، والدرجات العالية .
ومن فضل التقوى أنها تبعد الإنسان وتجيره من العذاب الشديد قال تعالى " أعد الله لهم عذاباً شديداً فاتقوا الله يا أولي الألباب "،
المجموعة 1
ج1 ، أ- الحكمة من مشروعية العدة :-
1- الحفاظ على حقوق المرأة لئلا تطول عليها العدة ، فأمر بمعرفة بدايتها ونهايتها.
2- الحفاظ على حق المرأة في السكن والنفقة .
3- التأكد من خلو رحم المرأة من الحمل لئلا تختلط الأنساب .
4- إعطاء الزوج فرصة لمراجعة المرأه فترة العدة وهي عنده في المنزل فيكون إرجاعها أيسر وأسهل.
5- أن في تحديد العدة وضبطها أداء لحق الله وحق الزوج وحق الزوجة .
6- أن الطلاق قد يكون لسبب من المرأه فيزول ذلك السبب في مدة العدة فيراجعها.
ج1، ب: المراد بالتوبة النضوج :-
هي التي تحقق فيها الشروط التالية :-
1- الندم على ما فات من المعاصي والذنوب .
2- الإقلاع عن المعصية والذنب فوراً.
3- العزم على عدم العودة لذلك الذنب أو المعصية .
4- وإذا كان الأمر الذي تاب فيه متعلق بحقوق الآخرين أن يرجع لهم حقوقهم ، ويتعذر منهم .
ج2، تحرير القول في من ينفق عليهن في قوله " وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ":- القول الأول :- كثير من العلماء أن المقصود في من ينفق عليها " البائن" إن كانت حاملا، أن ينفق عليها حتى تضع حملها ، بدليل أن الرجعية تجب نفقتهاسواء كانت حاملاً أو لا، القول الثاني : أن السياق كله في الرجعيات ونص على الإنفاق على الحامل وإن كانت رجعية لأن الحمل تطول مدته ، فاحيج إلى النص على وجوب الإنفاق إلى الوضع ، لئلا يتوهم أنه إنما تجب النفقة بمقدار مدة العدة .
ج3،تفسير قوله تعالى : "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر..."7 الطلاق
يخبر الله تعالى سبحانه أن النفقة على المولود إنما تكون على والده أو وليه ، حسب قدرته واستطاعته ، ومن كان حاله فقيراً فينفق حسب حاله وقدرته ، ولا يطالب بنفقه الأغنياء ،ذلك من رحمة الله وحكمته في خلقه ، ثم بشر الله المعسر أن الله سبحانه سيزيل عنه الشدة والفاقة والعوز.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 08:11 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

1.عامّ لجميع الطلاب
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.


بسم الله والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،
فإن الله عز وجل قد عز دينه، وأحكم شرعه بما فيه مصلحة العباد، وقد جعل الله تبارك وتعالى الطلاق وسيلة لصلاح الحياة إن استحالت بين الزوجين، ونتج عنها ما يضر بكل منهما وبالتالي مما يضر بالمجتمع،
ويتبين من مقصود السورة أنه سبحانه وتعالى قد نبه على لزوم حسن الأخلاق، عند مفارقة الأزواج ووقوع الطلاق، ووجوب اتباع تقواه الله، وهذا ظاهر بتكرار الأمر بالتقوى وتنوع الجزاءات الدنيوية والآخروية على ذلك.
وقد عرف ابن تيمية رحمه الله تعالى التقوى فقال: ( هي فعل المأمور واجتناب المحظور)، ففعل كل ما أمر الله به هو من التقوى، واجتناب كل ما نهى الله عنه هو من التقوى.

وسنتعرض للآيات التي جاء فيها ذكر التقوى وما ترتب على لزومها على الفرد، من خلال هذه السورة الكريمة، مع تفسير مقتضب لئلا نطيل في الحديث ونصل إلى المقصود بأخصر طريق،
ثم نخلص إلى أثر تحقيق التقوى على المجتمع.

فبعد أن أخبر المولى تبارك وتعالى، ما يكون عند دنو أجل انقضاء العدة، سواء إمساك أو مفارقة، فإنه سبحانه أمر أن يكون كلاهما بمعروف، وأمر بالإشهاد في الحالين، وأمر أن تكون الشهادة بالحق،
وذكر بأن من يتبع أمر الله هو الذي حقق الإيمان به سبحانه وبيوم الحساب، ثم يأتي الإخبار بأنه من يتق الله، فيقف عند حدود الله، ويلتزم بما أمر، وينتهي عما نهى وسواء كان ذلك في أمر الطلاق أو غيره،
فإن الله يجعل له مخرجا، فينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة، ويبصره بشُبهات الأمور فيجتنبها، ويجعل له فرجا من كل ما ضاق على الناس.

وإن كان الأمر بالتقوى ورد في سياق الطلاق وأحكامه، وهذه الحالة كما هو معلوم يغلب على النفس الاستنصار لها ولو على حساب الطرف الآخر إلا من رحم الله، فكان لزوم التقوى شاق على تلك
النفوس إلا أن الجزاء المترتب على تقوى الله يستحق المجاهدة.
وكما هو معلوم أن العبرة بعموم اللفظ، فهذا الجزاء وما يحصل من تفريج كربات واقع لا محالة لكل من اتقى الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (اتقوا الله ولو بشق تمرة).
وأعقب سبحانه بجزاء آخر يُحبب النفوس في لزوم التقوى، فقال تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) فيُساق له رزقه من حيث لم يتوقع أن يأتيه، وهذا مشاهد فكم ممن رُزق علما أو انشراحا في الصدر،
أو حُبب إليه الإيمان أورُزق مالا أو أولادا بسبب تقواه لله سبحانه وتعالى، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنك لن تدع شيئا ابتغاء الله إلا آتاك خيرا منه)، فمن ترك محرما أو مكروها
مخافة الله، ورجاءً في ثوابه،إلا عوضه الله خيرا منه.

ولما بيّن سبحانه عدة المطلقة التي قد انقطع عنها الحيض، لئلا يختلط حكمها بحكم من تحيض، أعقب ذلك بالأمر بالتقوى أيضا، فقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) بأن يتبع السنة في الطلاق،
وكذا في كل أمره، فإن الله (يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) ويسهل عليه كل عسير.
فكم من أمر تعسر بسبب مخالفة أوامر الحق، والرغبة في الدنيا والاشتغال بها، وتحكيم العقل القاصر الناقص، ونسيان سعة علم الملك، وإحاطته بجميع خلقه، وكمال حكمته، وكم من أمور تيسرت
بمجرد أن نوى العبد إن يتقي ربه، ويلزم أمره، فهو سبحانه عليم بذات الصدور.

ولما ذكر حكم كل مطلقة وعدتها، كرر الخبر عن التقوى مع جزاء وثواب آخر مُرغبا في تحقيقها، فقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) فمن لا يرجو أن تُستر زلاته،
وتُقال عثراته، ويعيش بين الناس مستورا، ويأتي يوم القيامة مصفوحا عنه، وليس ذلك فقط، بل إن الله وعده بعِظم الثواب، فكيف يكون ذلك الثواب ؟! فلا شك أنه عظيم على قدر العظيم سبحانه.

وإذا أردنا أن نخلص إلى فضل التقوى على المجتمع، فإن المجتمع وصلاحه كما هو معلوم قائم على صلاح أفراده واستقامتهم، فلو أن كل فرد حقق تقوى الله في نفسه، فامتثل أوامره، واجتنب نواهيه،
وأمر أهل بيته بالتقوى وحثهم عليها، وكذلك اتقى الله في عمله، فأداه على الوجه الأكمل قاصدا بذلك وجه الله تعالى، مجتنبا ما يقع من مفاسد ومخالفات كالرشوة أو الغش، حريصا على من هم دونه
فلا يبخس حقهم، مذكرا لأصحابه بالنصوص الشرعية المرغبة في التقوى..
فلا شك إن هذا المجتمع سيكون له من الرفعة والعزة ما لا يكون لغيره ممن ابتعد عن شرع الله، وتقواه.
والحمد لله رب العالمين .

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالطلاق السني والطلاق البدعي، وحكم كل نوع.

1.طلاق السّنّة هو: أن يطلّق الرجل زوجته طاهراً من غير جماعٍ، أو حاملًا قد استبان حملها.
ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..)
فالمراد ب(فطلقوهن لعدتهن) كما ورد عن السلف وأروده ابن كثير في تفسيره، أي أن (الطلاق ليصح يجب أن يقع في طهر لم تُجامع فيه المرأة، ولا يكون في وقت الحيض، فالعدة هى الطهر).
وحكمه: صحيح.
فإن طلق الرجل زوجه في طهر لم يجامعها فيه، فإن عدتها ( ثلاث حيضات) إن كانت تحيض، أو (ثلاثة أشهر) إن كانت ممن لا يحيضن، وتمكث في بيتها لا يُخرجها الزوج، ولا تخرج هى منه،
إلا أن تأتي بقبيح الأفعال أو الأقوال فيُستلزم خروجها سواء لإقامة الحد عليها أو لدرء شرها عن الرجل وأهله.

2. أما الطلاق البدعيّ فهو: أن يطلّقها في حال الحيض، أو في طهرٍ قد جامعها فيه، ولا يدري أحملت أم لا.
وحكمه : غير صحيح.
فإن طلقها في حال الحيض، لابد أن يراجعها ويمسكها حتى تطهر، ثم تحيض وتطهر، ثم يطلقها وهى طاهرة دون أن يجامعها.
والطلاق البدعي الذي هو خلاف السنة، يجعل العدة تطول على المرأة، أو لا تُعلم على أي عدة تعتد، ويّذهب بحدود الله التي شرعها بحكمته.

أما الأدلة على صحة الطلاق السني، وبطلان الطلاق البدعي:
1.ما ورد عن ابن شهابٍ، أخبرني سالمٌ: أنّ عبد اللّه بن عمر أخبره: أنّه طلّق امرأةً له وهي حائضٌ، فذكر عمر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فتغيّظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
ثمّ قال: "ليراجعها، ثمّ يمسكها حتّى تطهر، ثمّ تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلّقها فليطلّقها طاهرًا قبل أن يمسّها، فتلك العدّة الّتي أمر اللّه، عزّ وجلّ" رواه البخاري،
ومسلم بغير لفظ.ولفظه: "فتلك العدّة الّتي أمر اللّه أن يطلّق لها النّساء" .

2. ما ورد عن ابن عمر:أنه طَلَّقَ امرأتَه وهي حائضٌ، فذَكَرَ ذلك عمرُ لرسولِ اللهِ فتَغَيَّظَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
ثم قالَ: ((لِيُرَاجِعْهَا ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ وَتَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَن يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِراً قَبْلَ أَن يَمَسَّهَا، فتِلكَ العِدَّةُ التي أمَرَ اللهُ أنْ يُطَلَّقَ لها النساءُ)) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

3. وكذلك ما ورد عن ابن جريج: أخبرني أبو الزّبير: أنّه سمع عبد الرّحمن بن أيمن -مولى عزة يسأل ابن عمر-وأبو الزّبير يسمع ذلك: كيف ترى في رجلٍ طلّق امرأته حائضًا؟
فقال: طلّق ابن عمر امرأته حائضًا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأل عمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: إنّ عبد اللّه بن عمر طلّق امرأته وهي حائضٌ،
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ليراجعها" فردّها، وقال: "إذا طهرت فليطلّق أو يمسك". رواه مسلم في صحيحه.

ب: المراد بالفاحشة المبيّنة.
وردت لفظة (الفاحشة) في القرآن الكريم في مواضع عدة، وفي الأغلب يُراد بها الزنا كما في قول الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، إلا أن يقتضي سياق الآيات أن يكون المراد بها أمر أشمل.
فالمراد بالفاحشة المبينة هنا يشمل الزنا ونشوز المرأة و إيذاءها للزوج وأهله مما كان قُبحه بيّن لا خلاف عليه.

أما تفصيل الأقوال، فقد ورد عن السلف الأقوال في المراد بالفاحشة في هذه الآية كالتالي:
1. الزنا، قال بهذا ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، والشعبي، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وأبو قلابة، وأبو صالح، والضحاك، وزيد بن أسلم،
وغيرهم، ذكره ابن كثير، والأشقر، ويُفهم ضمنا من كلام السعدي وإن لم يُصرح به.

2. نشوز المرأة وما يُصدر عنها من بذاءة واستطالة على الزوج وأهله مما يسبب لهم الضرر والأذى فعلا أول قولا، فهذا قُبح لا يخفى على أحد.
وقد قال بهذا القول: أبي بن كعب، وابن عباس، وعكرمة، وغيرهم، ذكره ابن كثير والسعدي، والأشقر.

2. حرر القول في:
معنى "صغت قلوبكما" في قوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما).


صغت بمعنى مالت وانحرفت.
وقد أورد المفسرين في تفسير الآية ما حمل معنى مغاير عن الأخر.

1.فالمعنى الأول : مالت وانحرفت عن الورع والأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فُهم من الأدلة التي ساقها ابن كثير، وذكره السعدي.
فيكون المعنى إن قلوبكما قد مالت وانحرفت عن حق الرسول صلى الله عليه وسلم فعليكما أن تتوبا إلى الله وتسارعان في ذلك.

2.والمعنى الثاني: مالت إلى التوبة وآثرتها على التظاهر والشقاق على الرسول صلى الله عليه وسلم، ذكره الأشقر.
فيكون المعنى: إن قلوبكما مالت إلى التوبة والرجوع إلى الحق، فتوبا إلى الله.

والأول هو الأظهر والله أعلم.

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} التحريم.

وبعد أن عاتب الله زوجات النبي صلى الله عليه وسلم على فعلهن، بالغ في التحذير وخيَّر النبي صلى الله عليه وسلم في أن يطلقهن فإنه عز وجل سيبدله خيرا منهن، ولما كانت المرأة ضعيفة،
وتحتاج إلى قوامة الرجل لتعيش حياة طيبة، فإنها تخاف الطلاق، فنادى المولى تبارك وتعالى كل من آمن به، وكان من المؤمنين آمرا: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ) أي قوموا بتحقيق تقوى الله، فاعملوا بطاعته،
واجتنبوا معاصيه، وانصحوا أهلكم بذلك وأدبوهم بالأدب النبوي، وعلموهم دين الله، فتنجوا جميعا من نارٍ حطبها (النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) قد أوقدت بهما، ثم زاد وصفا آخر ليزداد الخوف في القلوب،
ويُرتدع عن الذنوب، فقال تعالى أن هذه النار (عَلَيْهَا) خزنة يقومون عليها وهم ( مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ) خِلقتهم فيها غلظة وشدة، تفزع القلوب من رؤيتهم، ومن شدة طباعهم قد نُزعت منهم الرحمة،
وهم في طاعة دائمة و(لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) دونما تأخير.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 12:34 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع الله .

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

ج/ تقوى الله سبحانه المأمور به فى أكثر آي الذكر الحكيم ، فيأتى أحيانا بتخصيص المؤمنين : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ... } ، وأحيانا يعم جميع الناس : { يا أيها الناس اتقوا ربكم ... } ، وأحيانا يأتى بتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم : { يا أيها النبي اتقى الله ... } ، ومعلوم أن الله تعالى لا يأمر بشيء إلا لما له من الفضل والمكانة السامية عنده سبحانه . فتقوى الله خير زاد المؤمنين : { ... وتزودوا فإن خير الزاد اتقوى واتقون يا أولى الألباب } ، فيا له من الفضل والشرف . والكلام عن آثار التقوى على الفرد والمجتمع كالكلام عن آثار الإيمان على الفرد المؤمن أو المجتمع المؤمنة . وإليكم بعض من آثار فضل التقوى على الفرد والمجتمع :
• تقوى الله مخرج من كل كرب وضيق : { ومن يتق الله يجعله مخرجا ... } ؛ وذلك على الفرد والمجتمع .
• تقوى الله تعالى سبب للسعة وتوفير الرزق : { ويرزقه من حيث لا يحتسب ... } . فيشمل الرزق جميع انعام الله سبحانه وتعالى كالمال والذرية الصالحة والصحة فى البدن ، والأمن والطمأنينة وغير ذلك .
• تقوى الله سبب للتيسير فى الأمور جميعا : { ... ومن يتق الله يجعله من أمره يسرا } .
• تقوى الله تعالى سبب لتكفير الذنوب والآثام : { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ... }
• تقوى الله سبحانه سبب للحظوظ بالأجر العظيم عنده سبحانه : { ... ويعظم له أجرا } .
• تقوى الله سبحانه سبب للهداية والتوفيق لكل خير فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا .


المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالطلاق السني والطلاق البدعي، وحكم كل نوع.
ج١/ الطلاق البدعي : هو أن تطلق المرأة فى الحيض أو اخراجها من حجرها قبل انقضاء عدتها .
وحكمه التحريم ، ويستثنى من ذلك المرأة الجائرة بالفحش ؛ فإنها تخرج من حجرها إذا أتت الفاحشة المبينة .
ج٢/ الطلاق السني : هو طلاق المرأة وهي طاهرة .
وحكمه جائر ، بل هو المأمور به شرعا .


ب: المراد بالفاحشة المبيّنة.
ج/ أشهر ما قيل فى المراد بـ ( الفاحشة المبينة ) :
• أي: أمر قبيح كالزّنا، وما نشزت المرأة أو بذت باللسان والاستطالة على أهل الرجل بالضرر ، وآذتهم فى الكلام والفعل ، كما أثر عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وأبي بن كعب وعكرمة ، وغير واحد من السلف ، وأورده ابن كثير فى تفسيره وأفاده السعدي والأشقر فى تفسيريهما.


2. حرر القول في:
معنى "صغت قلوبكما" في قوله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}.
ج/ أشهر ما قيل فى معنى ( صغت قلوبكما ) :
• أيْ: مالت وانحرفت قلوبكما عما ينبغى لهنّ من الورع والأدب والاحترام لرسول الله ، قاله السعدي .
• أي : مالت قلوبكما إلى التوبة من التظاهر على النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله الأشقر .


3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} التحريم.

ج/ بعد أن بين الله تعالى لما اختصه به رسول من الكماليات من كل شيء ؛ فهو لا يرضى لرسوله إلا الكامل ، فلو طلق عليه الصلاة والسلام من نسائه لاستبدلن بغيرهن من الأصناف المذكورة والأكمل من النساء . يردف الله تعالى بأمره المؤمنين بالتوقى من النار التى تسعر بجلود البشر والأحجار المتخذة إلها من دون الله سبحانه وتعالى ، فقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ... } أي : صدقوا الله ورسوله ، وأيقنوا بالبعث والنشور ، ولم يرتابوا فى الحساب والجزاء ، { ... قوا أنفسكم ... } خافوا على أنفيكم ، { ... وأهليكم ... } ويشمل كل من يعيله الرجل ، من الوقوع فى غضب الله فتصلوا { نارا ... } التى تسعر وتوقد : { وقودها الناس والحجارة ... } ومن ثم : { عليها ملائكة غلاظ شداد ... } حتى لا يظن ظان أنه يفلت منهم كما زعمت قريس أن عشرة من رجالها تكفى واحدة من الملائكة ، يا لها من سفه وجهل ، فهؤلاء الملائكة الغلاظ الشداد فى الخلقة { لا يعصون الله ما أمرهم ... } بالبطش بالعصاة واغلالهم بالسلاسل والقائهم فى السعير ، فلا يعصون الله بالقصد ولا بالخطأ ، بل { ويفعلون ما يؤمرون } طواعية منهم لله سبحانه وتعالى .

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 12:41 AM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
فضل التقوى و آثارها على الفرد و المجتمع عظيمة
1- تقوى الله تنجي العبد من كل كرب و ضيق في الدنيا و الآخرة و عند الموت
2- تقوى الله سبيل الى الرزق و الفتح من عند الله رب العالمين
3- تقوى الله عز وجل سبب لتيسير الأمور و تسهيلها و التفريج العاجل
4- تقوى الله عز وجل تجعل العبد يتبع السنة في حياته كلها فيطلق للسنة و يجعل له من أمره يسرا في الرجعة
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.
1-لعل الله ييسر لهما الرجعة في مدة العدة بعد ان افترقا بالطلاق
2- حتى يتحقق من خلو رحم المرأة من الولد
3- حق مشروع للزوج
ب: المراد بالتوبة النصوح؟
التوبة النصوح هي التوبة التي لا يرجع العبد فيها للذنب الذي تاب منه وهي توبة الصادقين قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى {يَأيّها الّذين آمنوا توبوا إلى اللَّه توبةً نصوًحا}
قال العلماء: التّوبة النّصوح هو أن يقلع عن الّذنب في الحاضر، ويندم على ما سلف منه في الماضي، ويعزم على أّليفعل في المستقبل
و إن كان الحّق لْدمٍّي رّده إليه بطريقه.
2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
ورد في المقصود بمن ينفق عليهن في الآية قولان
القول الاول : هي المرأة المطلقة طلاق باين و هي حامل فينفق عليها حتى تضع حملها قاله ابن عباس و كثير من العلماء و طائفة من السلف ذكره ابن كثير في تفسيره والسعدي و زاد لها النفقة كانت بائنا
القول الثاني : هي المرأة المطلقة طلاقا رجعيا و ذلك لان سياق الآيات كلها في الرجعيات و خَص الحامل بالذكر لان الحامل تطور مدة عدتها فاحتيج الى التاكيد على الإنفاق عليها الى ان تضع حملها و لئلا يتوهم احد بانه يجب النفقة عليها بمقدار العدة ثلاث ذكره ابن كثير في تفسيره و السعدي في تفسيره و زاد السعدي لها و لحملها ان كانت رجعية
و القولان متقاربان فالمقصود بمن ينفق عليهن في الآية هي الحامل المطلقة سواء كان طلاقا رجعيا فيكون النفقة لها و لحملها او بائنا فتكون النفقة للحمل الى ألن تضع حملها
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق
يوجه الله عز وجل عباده في كيفية انفاق الزوج لاهل بيته بأن تكون نفقة يسر لا قتر فيها و لا تبذير مما على قدر استطاعته فالآية كقوله تعالى( و لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك و لا تبسطها كل البسط) فالغني ينفق على قدر غناءه و ان لا يعمل الزوجة المطلقة على حالها خاصة ان كانت فقيرة فالاولى عليه ان ينفق على قد استطاعته هو و ليس هي ( ومن قدر عليه رزقه) اي من ضيق او كان رزقه قليلا فلينفق هو كذلك حسب ما أتاه الله له من الرزق ( لا يكلف الله نفسا الا ما أتاها ) و قال في موضع اخر ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) فمن رحمة الله عز وجل بعباده ان لا يؤخذهم و لا يحاسبهم الا بقدر ما رزقهم من الخيرات و العلم و الرزق ، فالله يحاسب الغني على نفقته بقدر غناه و يحاسب الفقير على نفقته بقدر فقره ثم واسى و بشر الله الفقراء بقوله ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) سيجعل الله بعد إنفاقك و انت فقير معسور بعد عسرك يسرا و تفريجا لك ( فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 12:48 AM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.

1. (
عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق
.
1- تقوى الله تعالى تعين العبد على العدل وعدم الظلم خاصة عند الإختلاف.
2- تقوى الله تعالى خاصة فى أحوال الطلاق تجنب الأولاد كثير من الأمراض النفسية.
3- تقوى الله تعالى تفتح أبواب الرزق من حيث لا يحتسب العبد.
4- تقوى الله تعالى تجعل من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا.
5- تقوى الله تعالى تيسر العسير من الأمور مما لا يقدر عليه العبد ويظنه من المستحيلات.
6- تقوى الله تعالى تُخلف على العبد كل الخيرات، وتكفيه همومه.
7- تقوى الله تعالى تحقق الأمن المعيشى والإستقرار النفسى.
8- تقوى الله تعالى تجعل العبد يؤدى ما عليه من حقوق بنفس راضية حتى لو لم يأخذ ما له حقوق.

المجموعة الثانية:
1.
بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات
.
أقوال أهل العلم:
القول الأول: ذكره السعدى
ليس لأحد أن يحرم ما أحل الله، فإن فعل فلا ينعقد ولا يلزم صاحبه، فالتحليل والتحريم هو لله تعالى.
القول الثانى: مذهب الإمام أحمد وطائفة:
من حرم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات فهو بمنزلة اليمين، فإن حنث وعاد إلى ما حرمه على نفسه فعليه كفارة اليمين المذكورة فى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُواطَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ...}،إلى أنْ قالَ: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَاتُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْيَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَاحَلَفْتُمْ} المائدة 87-89.
عن سعيد بن جبيرٍ: أنّ ابن عبّاسٍ كان يقول في الحرام: يمينٌ تكفّرها، وقال ابن عبّاسٍ: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ} [الأحزاب: 21] يعني: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حرّم جاريته فقال اللّه: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّهلك}؟ إلى قوله: {قد فرضاللّه لكم تحلّة أيمانكم} فكفّر يمينه، فصيّر الحراميمينًا. رواه البخارى وابن جرير.
القول الثالث: مذهب الشافعى:
1- لا تجب الكفارة فيما عدا الزوجة والجارية، إذا حرم عينيهما أو أطلق التحريم فيهما فى قوله.
2- إذا نوى بالتحريم طلاق الزوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما.

ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين
.
قال السعدى: يكون ذلك على مرتبتين:
المرتبة الأولى:باللسان: دعوتهم بالتى هى أحسن وذلك بإقاامة الحجة عليهم ودعوتهم بالموعظة الحسنة، وإبطال ما هم عليه من أنواع الضلال.
المرتبة الثانية: بالسنان: جهادهم بالسلاح والقتال لمن أبى أن يجيب دعوة الله وينقاد لحكمه.
وقال ابن كثير والأشقر: جهاد الكفّار: بالسلاح والقتال، جهاد المنافقين، بإقامة الحدود عليهم، مع استعمال الخشونة مع الطرفين لإقامة الهيبة.


2.
حرّر القول في:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}
.
القول الأول: القرآن، كقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر:9. ذكره ابن كثير والأشقر.
القول الثانى: الرسول –صلى الله عليه وسلم- لذا قال تعالى بعدها: {رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات} ذكره الأشقر.
وللجمع بين القولين : أن الله تعالى أنزل إليكم قرآنا وأرسل إليكم رسولا يتلوه.
وجمع الشيخ السعدى بين القولين فقال: ذكر الله تعالى عباده المؤمنين بما أنزل عليهم من كتابه الذى أنزله على رسوله –صلى الله عليه وسلم-.

3.
فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق
.
لما كان أمر الطلاق من الأمور التى تشق على الأنفس لما فيه من مخالفة ما جُبلت عليه الأنفس من الشح أو حب الإنتقام، يخبر لله تعالى عن عظيم سلطانه، ليكون باعثًا على اتباع وتعظيم ما شرع فقال سبحانه:{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ} كما أخبر تعالى عن السموات أنها سبع فى أكثر من موضع {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} أى: سبع أراضين أيضا، ويدل على ذلك مارواه البخارى من حديث النبى –صلى الله عليه وسلم- "من ظلم قيد شبر من الأرض خسف به إلى سبع أرضين"، { يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ} من إنزال الكتب وإرسال الرسل بالشرائع الدينية والأحكام الكونية والقدرية التى تقوم وتصلح بها حياة الأبدان والقلوب، {بَيْنَهُنَّ} أى: بين السماوات السبع والأراضين السبع، ثم بين تعالى العلة والحكمة والغاية من الخلق والأمر فقال: { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لأن التفكر فى الصنعة يدل على الصانع وعلى كمال صفاته، وهذه العلة الأولى، أما الثانية فقوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} أى: فأحكامه سبحانه مبنية على علم بما فيه مصالح عباده، فالغاية المقصودة من الخلق والأمر معرفة الله تعالى واتباع شرعه، ومن ضمن ما شرعه سبحانه الطلاق، فيلزم من ذلك ويجب على العباد مراقبة الله تعالى فى أعمالهم، فإذا وقع الطلاق فاتبعوا أمره وشرعه فيه، فهو رقيب عليكم وسيجازيكم بأعمالكم يوم القيامة.
والله تعالى أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 03:04 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
التقوى معناها فعل الأمر واجتناب النهي على نور وهدى وبصيرة.
وقد أمر سبحانه وتعالى عباده بالتقوى في هذه السورة في موضعين، ورغبهم فيها بما ذكر من ثمراتها في ثلاث مواضع.
فأمر سبحانه الرجال بتقوى الله عند إرادة الطلاق" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ "، وذلك بعدم إخراجهن من البيوت وقت عدتهن إلا في حال عصيانهن وأذاهن بفعل الفاحشة، وفي ذلك الأثر العظيم على الرجل والمرأة ، من إمكانية الرجعة وعودة الألفة للأسرة.
وأمر سبحانه بالتقوى "فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا" وذلك باتباع الرسول والحذر من فعل الأمم السالفة التي كذبت الرسل، فذاقت وبال أمرها؛ فيسعد العبد بطاعة الله تعالى، ويتحقق الأمن والإيمان في المجتمع الإسلامي، قال تعالى:" الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"
ورغب سبحانه وتعالى عباده في التقوى وذلك بالوقوف عند حدود الله تعالى، والحذر من تجاوزها؛ فبيّن لهم ثمراتها عليهم وعلى من حولهم.
قال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" : تقوى الله تعالى تُخرج العبد من المضائق والأمور المشتبه والكُرب في الدنيا والآخرة، وتفتح له أبواب الفرج ، ويرزقه الله بأسباب لم تخطر له ببال ويوسع عليه في رزقه ويبارك له فيه، فما أعظمه من جزاء من رب كريم منان؟!
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا: يُيَسَّر الله تعالى له أمور دينه ودنياه وآخرته، ويُسَهَّل عليه كُلَّ عَسير، فمهما واجه من الصعوبات والمشاق ييسرها الله تعالى عليه ويعينه في تجاوزها.
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا: يُذهب الله تعالى عنه كل المحذور ويستر عليه ويتجاوز عن خطيئته ، وما أصاب العباد من البلايا إلا يما كسبت أنفسهم من المعاصي والمحظورات، كما أنه تعالى يجزل له الثواب على العمل اليسير، فيوفقه للعمل الصالح ويجازيه عليه أعظم الأجر والثواب لما قام في قلبه من تعظيم الله تعالى وتوقير أمره ونهيه.




1. بيّن ما يلي:
أ: حكم من حرّم زوجته أو جاريته أو طعاما أو شيئا من المباحات.
كل من حرم حلالا من أكل أو شرب أو جارية له أو حلف يمينا ثم نكث فيها ؛ فعليهِ كفَّارةُ حلف اليمين، وهي قوله تعالى:﴿ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ}.
ب: كيف تكون مجاهدة الكافرين والمنافقين.
جهادهم باللسان وذلك بدعوتهم وإقامة الحجة عليهم وإبطال ما هم عليه من الكفر والنفاق.
وجِهاد الكفار بالسلاحِ والقتالِ لمن أعرض عن الدين ورفض الاستجابة، والمنافقين بإقامة الحدود عليهم.



2. حرّر القول في:
المراد بالذكر في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا}.
ذكر المفسرون في المراد بالذكر قولين:
أولا : القرآن الكريم. وهو قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
ثانيا: الرسول ، ودليل هذا أنه جاء بعده قوله تعالى: {رَسُولاً}، منصوب على أنه بدل من قوله ذكرا، ذكر هذا القول ابن كثير والأشقر.
واختار ابن جرير القول الأول لأن الرسول ترجمة عن الذكر، ذكر هذا ابن كثير.
والراجح أن المراد به القرآن، فالرسول جاء بالقرآن الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وهذا الذي يظهر من أقوال المفسرين.



3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ :يخبر الله تعالى عباده عن كمال خلقه وعلمه وقدرته وإحاطته بكل شيء، ومن ذلك خلق السموات السبع العظيمة وما فيها والأرضين السبع وما فيها، يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ : يتنزل بينهن أمر الله تعالى الشرعي بما أنزله من الشرائع والأحكام الدينية التي أنزلها على رسله لإقامة الحجة على العباد وتعريفهم بخالقهم وما يجب عليهم تجاهه سبحانه وتعالى، وما أنزله من الأحكام القدرية الكونية التي قامت بها السموات والأرض ، يدبر الله تعالى بها شؤون الخلق.
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا : وهذه الغاية من الخلق والأمر، وهو معرفة الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وكمال خلقه وعلمه وقدرته و أمره في خلقه ؛ فيقوموا بوظائف العبودية التي خلقهم الله تعالى من أجلها قال تعالى:﴿ وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون.
فإخبار الله عباده بعظمة ملكه وخلقه وسلطانه، باعث لهم على تعظيمه وتعظيم ماشرعه من الدين الحنيف.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 05:14 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

- حفظ حقوق الأفراد في مجتمعهم : إن من يتق الله في نفسه وفي من طلقها بحفظ ومعرفة ابتداء العدة وانتهائها ,يكون قد حفظ حقوق المرأة المطلقة سواء الرجعية بالبقاء في منزل الزوجية ,أو التي انتهت عدتها, بأن لها الزواج من زوج آخر بعد انقضاء العدة , فلا تفوت عليها فرصة الأزواج.
وجه الدلالة قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}.
* ويقتضي من هذه النقطة : انتشار العدل وتحقيقه و قمع الظلم ودحضه : وذلك بإعطاء كل ذي حق حقه , وعدم بخسها.
- يجعل الله لهم مخرجا وفرجا قريبا : فيسهل الله تعالى جميع أمور المتقين , وييسر عليهم بفضله كل ما هو معسر في طريقهم .
وجه الدلالة قوله تعالى : {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجا }.
* وقد قال ابن كثير كلاما جامعا مانعا :( والآية وإن كانت في سياق الطلاق والرجعة, فإن العبرة بعموم اللفظ، فكل من اتقى اللَّهَ تعالى ولازم مرضاته في جميع أحواله، فإن الله ثيبه في الدنيا والآخِرةِ) .
- سعة الرزق : فيكرمهم تعالى بنعمة الرزق بأشكالها المتعددة من حيث لا يحتسبوا, ويوسع عليهم , فعطاء الله جزيل .
وجه الدلالة قوله تعالى : {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
- حصول الأجر في الدارين : ففي الدنيا يدفع تعالى عنه المحذور , ويحصل له مراده , وفي الآخرة يكون خير الثواب وخير الفوز وهو الجنة التي عرضها السموات والأرض , ذلك جزاء من رب العباد لأنهم امتثلوا لأوامره , وطبقوا شرعه الذي علمهم إياه محمد صلى الله عليه وسلم .
وجه الدلالة قوله تعالى : {ومن يتّق اللّه يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجرا }.
- النجاة من الهلاك و العذاب : فمن يتقي الله حق تقاته ينجيه تعالى من الهلاك في الحياة الدنيا ومن الشقاء , وينجيه تعالى في الآخرة من العذاب الشديد الذي أعده لكل من لم يصدق بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , كما حصل للأمم السابقة .
وجه الدلالة قوله تعالى : {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا}.


المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة قوله تعالى في سورة الطلاق: {وائتمروا بينكم بمعروف}.

وجّه تعالى الخطاب للزوجين يحثهم على أن تكون كل الأمور المتعلقة بينهما في شأن أحكام الطلاق ؛ بالمعروف من غير إضرار ولا مضار , والمعاشرة الحسنة , وما تقتضيه المصلحة في الدارين , فيكون بينهما نظر وتشاور جميل في مصلحة الأولاد حتى لا يلحقهم إضرار , و ذلك بعيدا عن القصد في حظ النفس أو الغلبة من قبل أحد أو كلا الزوجين , حيث يغلب في حالات الطلاق الكثيرة التنازع والشقاق بين الزوجين من أجل النفقة على الزوجة والأولاد , فتتولد البغضاء والشحناء بينهما , فيؤدي ذلك إلى عدم أداء حقوق الطرف الآخر على أكمل وجه وفق الاستطاعة ,و تنجم الشرور التي لا يعلم بها إلا الله.

ب: متعلّق الشهادة في قوله تعالى: {وأشهدوا ذوي عدل منكم}.
متعلق الشهادة : هو طلاق الزوجة إن طلاقها زوجها , ورجعة الزوجة إن راجعها زوجها.
فإذا بلغت المعتدة أجلها , فإما أن يعزم الرجل على مراجعتها قبل انقضاء فترة العدة , وإما أن يعزم على مفارقتها بالمعروف .فكان إشهاد الرجلين المسلمين العدلين سدا لذريعة التنازع وحسما للخصومة .
فعن عمران بن حصين: أنه سئل عن الرجل يطلّق امرأته ثم يقع بها ولم يشهد على طلاقها ولا على رجعتها فقال: طلقت لغير سنّة، ورجعت لغير سنّة، وأشهد على طلاقها وعلى رجعتها، ولا تعد .
حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة التحريم.

ذكر المفسرون ثلاثة أقوال :
- القول الأول : نزلت السورة في شأن ( ماريا القبطية) سرية رسول الله عليه الصلاة والسلام حين أصابها في بيت بعض نسائه , فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها، فأنزل الله، عز وجل: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}. ذكره ابن كثير والسعدي.
وقد استدل ابن كثير بحديث النبي عليه الصلاة والسلام :
قال ابن جرير: عن زيد بن أسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب أم إبراهيم في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول الله، في بيتي وعلى فراشي؟! فجعلها عليه حراما فقالت: أي رسول اللّه، كيف يحرم عليك الحلال؟ فحلف لها باللّه لا يصيبها. فأنزل الله: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ قال زيد: بن أسلم فقوله: أنت علي حرام لغو.
- القول الثاني : نزلت السورة في المرأة التي وهبت فسها للنبي عليه الصلاة والسلام . ذكره ابن كثير .
فعن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} في المرأة الّتي وهبت نفسها للنّبي صلى الله عليه وسلم. وذكر ابن كثير قائلا : وهو قول غريب .
- القول الثالث : حين حرم الرسول عليه الصلاة والسلام على نفسه شرب العسل .ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدل ابن كثير :
زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عميرٍ يقول: سمعت عائشة تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلّى الله عليه وسلم فلتقل: إنّي أجد منك ريح مغافير؛ أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ذلك له، فقال: "لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له". فنزلت: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ إلى: {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} لعائشة وحفصة.
وقد رجح ابن كثير هذا القول .

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَات وَأَبْكَارًا (5)}.

جاء في الآيات الكريمة السابقة لهذه الآية , أن الله تعالى قد عاتب النبي عليه الصلاة والسلام حين حرم على نفسه ما أحل الله له, ابتغاء مرضاة زوجاته , فأمره بكفارة حنث اليمين , وكان عليه الصلاة والسلام قد أسرا قولا إلى حفصة وأن لا تخبر أحدا , فأخبرت به عائشة , وأظهره تعالى للنبي , فعرف بعضه وأعرض عن بعض , وقد وجه تعالى خطابا لعائشة وحفصة رضي الله عنهما أن تتوبا له , أن قد مال قلوبكما إلى محبة ما كره النبي عليه الصلاة والسلام من اجتناب ما أحله الله له , وإن تظاهرتا وتعاونتا على النبي عليه الصلاة والسلام فإن الله هو وليه وناصره، وجبريل وصالح المؤمنين.
فجاء التحذير منه تعالى , وتخويفا لنساء النبي عليه الصلاة والسلام لما اجتمعن عليه في الغيرة , وقد اعتزلهن النبي عليه الصلاة والسلام , فقال تعالى :
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ }: حين اعتزل النبي عليه الصلاة والسلام نساءه , أخبر تعالى نساء النبي اللاتي اصطفاهن ليكن زوجات النبي عليه الصلاة والسلام , إن حمّلنه ما لا يطيق , وترفعن عليه , فبوسعه عليه الصلاة والسلام أن يُقدِم على فعل يشق عليهن أيما مشقة وهو الطلاق , وأن هذا الأمر لن يضق عليه , فإن الله تعالى الذي لا يعجزه شيئا , قادرعلى أن يزوجه ويبدله نساء خيرا منهن دينا وحسنا , ولكن الله عز وجل علقه بشرط وهو التطليق ولم يطلقهن .
وقد قال عمر: اجتمع نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: {عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ} فنزلت هذه الآية حيث وافق قول عمر .

ثم ذكر تعالى صفات المرأة المؤمنة الربانية , وكانت هذه الصفات منطبقة على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن , وهن أفضل نساء المؤمنين , فقد بادرن بالمسارعة لإرضاء النبي عليه الصلاة والسلام , وقد اختارهن للبقاء معهن :
{ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ } : مستسلمات وخاضعات لأوامر الله , قائمات بفرائضه وهي الشرائع الظاهرة , مصدقات بالله وملائكته وكتبه ورسله, وهي الشرائع الباطنة من العقيدة وأعمال القلوب .
{قَانِتَاتٍ } : دائمات الطاعة لله , منقطعات له وحده.
{تَائِبَاتٍ } : من الذنوب التي يكرهها الله, فهن قائمات حق القيام بما يحبه الله ويرضاه .
{عابِدَاتٍ } : متذللات لله بطاعته.
{سَائِحَاتٍ } : صائمات .
{ثَيِّبَات وَأَبْكَارًا }: فالثيب هي المرآة التي تزوجت ثم طلقها زوجها أو مات عنها , والبكر هي العذراء , وكان هذا التنوع أدعى لإسعاد القلب , وإدخال السرور على النفس.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 07:18 AM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

. عامّ لجميعالطلاب
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلالدراستك لسورةالطلاق.
لعل من أعظم ما ذُكر عن فضل التقوى ما ذكره ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله {من يتق الله يجعل له مخرجا} يقول : ينجيه من كرب في الدنيا والآخرة ، فلا يضيق عليه ما ضاق على الناس ، وينزل عليه الزرق من جهه لا تخطر بباله ، كما أن الله يهديه إلى سواء السبيل ، فينجو من شبهات الأمور والكرب عند الموت ، فكل من اتقى الله تعالى ولازم مرضات الله في جميع أحواله، فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة.
والمتقي لله الذي الذي يقف عند حدود الله التي حدها لعبادة لا يقع في الآصار والأغلال التي يقع فيها غير المتقي ، فهو في سعة من أمر دينه فلا يسلك سبل الضلال ، ويُيسر له طريق الحلال ، وهو في سعة من أمر دنياه ، منشرح الصدر موسع الرزق مكفي المئونة. قال رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم: "من انقطع إلى اللّه كفاه اللّه كلّ مئونة، ورزقه من حيث لايحتسب، ومن انقطع إلى الدّنيا وكله إليها".
والتقوى لا تزيد المجتمع إلا صلاحا وفلاحا ، فهو يأتمر بما أمر به الله ، وينتهي عمّا نهاه عنه ، فيسعى في إصلاح نفسه ، كم أنه يقينا يؤثر في إصلاح مجتمعه.


2.
أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعةالأولى:
1. بيّن مايلي:
أ: الحكمة من مشروعيةالعدّة.
مما ذكر من الحكمة من مشروعية العدة:
· التأكد من خلو رحم المرأة من الحمل.
· في فترة العدة قد يخلق الله في قلب الزوج رجعة طليقته فيرجعها (إذا لم يكن الطلاق بائنا) وذلك أزكى لهم وأطهر.
· وقد يزول في فترة العدة السبب الذي طلقها لأجله ، فيراجعها لإنتفاء سبب الطلاق.


ب: المراد بالتوبةالنصوح؟
هي التوبة الصادقة الخالصة والتي يكون معها الندم على ما مضى من الذنب، مع بغض يقع في القلب من ذلك الذنب ، فيلهج اللسان بالإستغفار ، ويعزم بإخلاص على عدم الرجوع إليه أبدا.
2. حرّر القولفي:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولاتحملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعنحملهنّ}.
الأقوال التي وردت بالمقصود بمن يُنفق عليهن:
القول الأول: هي المطلقة البائن ، وهو قول لابن عباس وجمع من علماء السلف والخلف ، و استدلوا له بأن الرجعية تجب نفقتها سواء كانت حاملا أو حائلا، ذكر هذا القول ابن كثير.
القول الثاني: إن سياق الآيات كله في الرجعيات من المطلقات ، وهو قول علماء آخرون ، واحتجوا بأنه نص على الإنفاق على الحامل وإن كانت رجعية؛ لأنّ الحمل تطول مدته غالبه ، فاحتيج إلى النص على وجوب الإنفاق إلى الوضع؛ لئلاّ يتوهم أنه إنما تجب النفقة بمقدار العدة ، ذكر هذا القول ابن كثير وذكر الاشقر مثله معللا أنه لا نفقة للبائن ولا سكنى.
القول الثالث: إن النفقة تكون لأجل الحمل الذي في بطنها إن كانت بائنا ، ولها ولحملها إن كانت رجعية ، ذكر هذا القول السعدي.


3. فسّر تفسيرا وافيا قولهتعالى:
{
لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَعَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُنَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.
بعد أن أورد الله سبحانه أحكام الإنفاق على المعتدات والمرضعات ، قدّر تعالى النفقة بحسب حال الزوج :
لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ أي: لينفق على المولود والده أو وليه ، أو على المعتدات من أزواجه بحسب سعته ، فينفق الغني من غناه ولا ينفق نفقة الفقراء وَمَنْ قُدِرَعَلَيْهِ أي ضيق عليه رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ من الرزق لَا يُكَلِّفُ اللَّهُنَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا ومن حكمته ورحمته سبحانه أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، فينفق بحسب ما أعطاه الله من الرزق، ثم بشرهم سبحانه ببشارة تنشرح بها صدروهم للإنفاق ، بأنه سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًاأي بعد ضيق وشدة سعة وغنى.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 10:28 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير جزء قد سمع.
تفسير سورتي: الطلاق والتحريم.


أحسنتم في إجاباتكم وفقكم الله لما يحب ويرضى .
ونسأل الله أن ينفعكم بدراستكم لجزء قد سمع ويتقبل منكم، ونوصيكم بالحرص على أسلوبكم المميّز في إجاباتكم كما اعتدناها منكم ، ودعمها بالأدلة .



المجموعة الأولى:
1: مؤمن عجلان.أ
أحسنت بارك الله فيك.
السؤال العام : الاستشهاد بالآيات والأحاديث خير ما يدعّم إجابتك ، فاحرص على ذلك وفقك الله، نوصيك بمراجعة إجابة الطالب عبد الكريم .

2: عبدالكريم الشملان. أ+
أحسنت بارك الله فيك.
السؤال العام : أحسنت في إجابتك.
ج3 تفسيرك فيه شيء من الاختصار ، ولو استشهدت بآيات أو أحاديث وآثار لكان وافيا .

3: ميمونة التيجاني.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
السؤال العام: الاستشهاد بالآيات والأحاديث خير ما يدعّم إجابتك ، فاحرصي على ذلك وفقكِ الله، نوصيكِ بمراجعة إجابة الطالب عبد الكريم.


4: صالحة الفلاسي:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ج2: القول الثالث الذي ذكرتِ يرجع لعلة الإنفاق على الحامل سواء كانت بائنا أو رجعية ، ولا يُعتبر قولا ثالثا في المسألة .
* نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

المجموعة الثانية:
1: هويدا فؤاد.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
السؤال العام: أحسنتِ في إجابتك والأفضل الاستشهاد بما ورد من الآيات على ما ذكرتِ.


2: حليمة السلمي.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ج1: ذكرتِ أحد الأقوال وهو مذهب الإمام أحمد وطائفة، والقول الثاني هوعدم وجوب الكفّارة عدا الزوجة والأمة، وأنه إن نوى بالتحريم الطلاق أو العتق وقع، وهو مذهب الشافعي.
ج3: اجعلي الآيات القرآنية بين علامات تنصيص لتمييزها عن سائر الكلام .

المجموعة الثالثة:
1: إنشاد راجح.أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ وزادكِ علما

2: عنتر علي.أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
1: ناديا عبده.أ+
أحسنتِ جدا نفع الله بكِ وزادكِ علما .



- تمّ بفضل الله -

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:10 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

السؤال العام

- بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق .

• من فضل التقوى: أنّه مَن يتّقِ اللّه في اختيار زوجته، يجعل له مخرجاً من الشقاء الزوجي، قال تعالى: { مَن يتّقِ اللّه يجعل له مخرجاً } .
• من فضله : أنّه مَن يتّقِ بره في تربية أولاده يجعل له مخرجاً من عقوقهم له .
• من فضله : أنّه مَن يتّقِ اللّه في تطبيق الشرع الحنيف في صحته يجعل اللّه له مخرجاً من الأمراض العضال .
• من فضله : تيسير الأمور إذ تبدو في بدايتها مغلقة ومحكمة، والطرق كلها غير سالكة الأسباب معدومة، وبتقوى اللّه تُفرَج وكان يُظَنُّ أنّها لاتُفرج، قال تعالى:{ ومَن يتّقِ اللّه يجعل له من أمره يُسراً } .
• ومن فضله أيضاً أنّ تقوى اللّه يُخضع العبد لقانون العناية الإلهية حينما يضع العبدُ مصلحته تحت قدمه من أجل إرضائه سبحانه وتعالى .

المجموعة الثالثة :
1- بيّن مايلي :

أ- المراد بالطلاق السنّي والطلاق البدعي، وحكم كل نوع .

• الطلاق السنّي : وهو أن تُطلّق المرأة في طهر من غير جماع، أو في حال كونها حاملاً، .
- حكمه: جائز، وهو الطلاق المشروع .

• الطلاق البدعي : أن تُطلّق المرأة في حال الحيض والنفاس، أو في طهر قد جامعها فيه، ولم يتبيّن حملها .
- حكمه: لايجوز شرعاً، وهو بدعة منكرة .

ب- المراد بالفاحشة المبيّنة .

- الفاحشة المبيّنة : هي الأمر القبيح الواضح ويشمل الزنا، قاله ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، والضّحاك، وغيرهم رضي اللّه عنهم، ذكره ابن كثير في تفسيره، وأشار إلى ذلك الأشقر في تفسيره .
- وكذلك يشمل بذاءة المرأة في لسانها على مَن هو ساكن معها وأهل الرجل وإيذاءَها لهم في الأقوال والأفعال الفاحشة، قاله أُبَي بن كعب، وابن عباس وعكرمة، وغيرهم، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

2- حرّر القول في :

- معنى « صغت قلوبكما » في قوله تعالى: { إن تتوبا فقد صَغَت قلوبكما } .

- القول الأول : مالت وانحرفت عما ينبغي لهنّ من الورع والأدب مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ذكره السعدي في تفسيره .
- القول الثاني: مالت قلوبكما إلى التوبة من التظاهر على النبةةي صلى اللّه عليه وسلم، ذكره الأشقر في تفسيره .

- والذي يظهر أنّ القول الأول هو الأبين والراجح، ذكره السعدي في تفسيره، إلّا أنّه لو أمكننا الجمع بين القولين نجد أنّ المراد ب« صغت قلوبكما » أي مالت وانحرفت عما ينبغي لهنّ من الورع، ولعلّ قلوبهما تميل إلى التوبة من التظاهر؛ فلّا يتعاونا ولايتعاضدا على مايشقّ على النبي صلى اللّه عليه وسلم، واللّه أعلم .

3- فسّر تفسيراً وافياً قوله تعالى: { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وَقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون اللّه ماأمَرَهم ويفعلون مايُؤمرون } .

- لقد بيّن اللّه سبحانه وتعالى في أول السورة منهج التربية القرآنية للأسرة المسلمة، وتربية البيت النبوي ليكون أسوة وقدوة للمسلمين، فحياة النبي صلى الله عليه وسلم كتاب مفتوح للناس ليس فيها مايخجل من إظهاره ولايحجبه عنهم، ثم وُجِّه خطاب للناس بالقيام على الأهل ورعايتهم رعاية تكون سبباً ليتجنّبوا مساخط اللّه عزّ وجلّ، والانغماس في الحياة الدنيا ولذّاتها وشهواتها، قال تعالى: { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم ... } أي ياأيها الذين صدّقوا اللّهَ ورسولَه احفظوا أنفسكم وقوموا بإلزامها أمر اللّه وطاعته امتثالاً، ونهيه اجتناباً؛ وذلك لوقايتها وحمايتها عمّا يُسخط اللّه ويوجبُ عذابه، { وأهليكم ناراً وَقودها الناس والحجارة.. }، أي وكذلك احفظوا أهليكم - أقرباءكم وإماءكم وعبيدكم - ومُروهم بالذكر وتقوى اللّه، وأدّبوهم وعلّموهم مافُرض عليهم، ومانُهوا عنهم؛ كي لايُختَم عليهم بالنار المُسعّرة والموقدة بجثث بني آدم والحجارة، { عليها ملائكة غلاظ شداد .. }، أي على هذه النّار العظيمة خزنة من الملائكة قساة في معاملتهم، أخلاقهم وطباعهم غليظة، وهم قد نُزعت من قلوبهم الرحمة، لايرحمون أهلَ النار الكافرين باللّه، { لايعصون اللّه ماأمَرَهم ويفعلون مايُؤمرون }، ثم يمدح اللّه سبحانه وتعالى هذه الملائكة الكرام؛ وذلك لطاعتهم له وانقيادهم لأمره، ولايخالفونه، بل ينفذون مايُؤمرون به في وقته من غير تراخٍ .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 ذو القعدة 1439هـ/4-08-2018م, 03:26 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
من آثار التقوى على الفرد و المجتمع:
- حفظ البيوت و صيانتها من التفكك حتى في حالات الخلاف التي ينتج عنها الطلاق.[ و اتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن]
- أن التقوى سبب في الخروج من الأزمات [ و من يتق الله يجعل له مخرجا]
- أن التقوى سبب من أسباب استجلاب الرزق[ و يرزقه من حيث لا يحتسب]
- حين تضيق الأمور و يشعر الفرد بشدة العسر تأتي التقوى لتبشره باليسر و الفرج [ و من يتق الله يجعل له من أمره يسرا]
- التقوى سبب لتكفير السيئات و تعظيم الأجور [ و من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا ]
- التقوى سبب لرد البلاء عن الأمة و سد دون العذاب [ أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا]

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.
للعدة حكم منها:
- لعل الله يحدث في قلب المطلق رحمة قيراجع زوجته
- و ربما كان الطلاق لسبب منها فيزول ذلك السبب الموجب للطلاق في فترة العدة فيراجعها
- ليعلم براءة رحمها من زوجها.

ب: المراد بالتوبة النصوح؟

التوبة النصوح: هي التوبة العامة الشاملة لجميع الذنوب، الخالصة لله التي لا يراد بها إلا وجهه سبحانه مع الإقلاع عن الذنب و العزم على عدم العودة ، و اشترط بعض أهل العلم عدم العودة و لا يكفي عندهم العزم فقط.

2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.

قيل المقصود:
- الحامل المطلقة طلاقا بائنا ذكره ابن كثير و قال : قال به أكثر العلماء
- الحامل المطلقة طلاقا رجعيا ذكره ابن كثير
- لها و لحملها إن كانت رجعية و لحملها إن كانت بائن السعدي

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.

ثم يقدر الحمن الرحيم النفقة بحسب حال الزوج و هذا من تمام رحمته جل في علاه [لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ] فمن كان غنيا مقتدرا فلينفق نفقة الأغنياء و ليوسع عليها في النفقة ، و من كان دون ذلك ممن ضيق عليه في الرزق فهو لا يطالب بما يفوق طاقته بل ينفق بحسب حاله و استطاعته، لأن الله [لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا] فهو الرحيم بعباده اللطيف بهم سبحانه ، و حين ذكر سبحانه من ضيق عليهم و يعيشون في شيء من الفقر و الحاجة و هو في معرض الانفاق على المرضع و مع ذلك أراد أن يبشرهم بما يؤول إليهم حالهم بعد الشدة من الفجر و اليسر فما أرحمه بعباده و ما أوسع أبواب كرمه لا إله إلا هو سبحانه إنا كنا من الظالمين.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 05:18 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
السؤال العام

- بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق .

• من فضل التقوى: أنّه مَن يتّقِ اللّه في اختيار زوجته، يجعل له مخرجاً من الشقاء الزوجي، قال تعالى: { مَن يتّقِ اللّه يجعل له مخرجاً } .
• من فضله : أنّه مَن يتّقِ بره في تربية أولاده يجعل له مخرجاً من عقوقهم له .
• من فضله : أنّه مَن يتّقِ اللّه في تطبيق الشرع الحنيف في صحته يجعل اللّه له مخرجاً من الأمراض العضال .
• من فضله : تيسير الأمور إذ تبدو في بدايتها مغلقة ومحكمة، والطرق كلها غير سالكة الأسباب معدومة، وبتقوى اللّه تُفرَج وكان يُظَنُّ أنّها لاتُفرج، قال تعالى:{ ومَن يتّقِ اللّه يجعل له من أمره يُسراً } .
• ومن فضله أيضاً أنّ تقوى اللّه يُخضع العبد لقانون العناية الإلهية حينما يضع العبدُ مصلحته تحت قدمه من أجل إرضائه سبحانه وتعالى .
ذكرت فضل التقوى وأثره على الفرد وفاتك بيان أثره على المجتمع.
المجموعة الثالثة :
1- بيّن مايلي :

أ- المراد بالطلاق السنّي والطلاق البدعي، وحكم كل نوع .

• الطلاق السنّي : وهو أن تُطلّق المرأة في طهر من غير جماع، أو في حال كونها حاملاً، .
- حكمه: جائز، وهو الطلاق المشروع .

• الطلاق البدعي : أن تُطلّق المرأة في حال الحيض والنفاس، أو في طهر قد جامعها فيه، ولم يتبيّن حملها .
- حكمه: لايجوز شرعاً، وهو بدعة منكرة .

ب- المراد بالفاحشة المبيّنة .

- الفاحشة المبيّنة : هي الأمر القبيح الواضح ويشمل الزنا، قاله ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، والضّحاك، وغيرهم رضي اللّه عنهم، ذكره ابن كثير في تفسيره، وأشار إلى ذلك الأشقر في تفسيره .
- وكذلك يشمل بذاءة المرأة في لسانها على مَن هو ساكن معها وأهل الرجل وإيذاءَها لهم في الأقوال والأفعال الفاحشة، قاله أُبَي بن كعب، وابن عباس وعكرمة، وغيرهم، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

2- حرّر القول في :

- معنى « صغت قلوبكما » في قوله تعالى: { إن تتوبا فقد صَغَت قلوبكما } .

- القول الأول : مالت وانحرفت عما ينبغي لهنّ من الورع والأدب مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ذكره السعدي في تفسيره .
- القول الثاني: مالت قلوبكما إلى التوبة من التظاهر على النبةةي صلى اللّه عليه وسلم، ذكره الأشقر في تفسيره .

- والذي يظهر أنّ القول الأول هو الأبين والراجح، ذكره السعدي في تفسيره، إلّا أنّه لو أمكننا الجمع بين القولين نجد أنّ المراد ب« صغت قلوبكما » أي مالت وانحرفت عما ينبغي لهنّ من الورع، ولعلّ قلوبهما تميل إلى التوبة من التظاهر؛ فلّا يتعاونا ولايتعاضدا على مايشقّ على النبي صلى اللّه عليه وسلم، واللّه أعلم .

3- فسّر تفسيراً وافياً قوله تعالى: { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وَقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون اللّه ماأمَرَهم ويفعلون مايُؤمرون } .

- لقد بيّن اللّه سبحانه وتعالى في أول السورة منهج التربية القرآنية للأسرة المسلمة، وتربية البيت النبوي ليكون أسوة وقدوة للمسلمين، فحياة النبي صلى الله عليه وسلم كتاب مفتوح للناس ليس فيها مايخجل من إظهاره ولايحجبه عنهم، ثم وُجِّه خطاب للناس بالقيام على الأهل ورعايتهم رعاية تكون سبباً ليتجنّبوا مساخط اللّه عزّ وجلّ، والانغماس في الحياة الدنيا ولذّاتها وشهواتها، قال تعالى: { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم ... } أي ياأيها الذين صدّقوا اللّهَ ورسولَه احفظوا أنفسكم وقوموا بإلزامها أمر اللّه وطاعته امتثالاً، ونهيه اجتناباً؛ وذلك لوقايتها وحمايتها عمّا يُسخط اللّه ويوجبُ عذابه، { وأهليكم ناراً وَقودها الناس والحجارة.. }، أي وكذلك احفظوا أهليكم - أقرباءكم وإماءكم وعبيدكم - ومُروهم بالذكر وتقوى اللّه، وأدّبوهم وعلّموهم مافُرض عليهم، ومانُهوا عنهم؛ كي لايُختَم عليهم بالنار المُسعّرة والموقدة بجثث بني آدم والحجارة، { عليها ملائكة غلاظ شداد .. }، أي على هذه النّار العظيمة خزنة من الملائكة قساة في معاملتهم، أخلاقهم وطباعهم غليظة، وهم قد نُزعت من قلوبهم الرحمة، لايرحمون أهلَ النار الكافرين باللّه، { لايعصون اللّه ماأمَرَهم ويفعلون مايُؤمرون }، ثم يمدح اللّه سبحانه وتعالى هذه الملائكة الكرام؛ وذلك لطاعتهم له وانقيادهم لأمره، ولايخالفونه، بل ينفذون مايُؤمرون به في وقته من غير تراخٍ .
أحسنت بارك الله فيك.
الدرجة: ب+

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 05:33 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم محمد مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.
من آثار التقوى على الفرد و المجتمع:
- حفظ البيوت و صيانتها من التفكك حتى في حالات الخلاف التي ينتج عنها الطلاق.[ و اتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن]
- أن التقوى سبب في الخروج من الأزمات [ و من يتق الله يجعل له مخرجا]
- أن التقوى سبب من أسباب استجلاب الرزق[ و يرزقه من حيث لا يحتسب]
- حين تضيق الأمور و يشعر الفرد بشدة العسر تأتي التقوى لتبشره باليسر و الفرج [ و من يتق الله يجعل له من أمره يسرا]
- التقوى سبب لتكفير السيئات و تعظيم الأجور [ و من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا ]
- التقوى سبب لرد البلاء عن الأمة و سد دون العذاب [ أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا]

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.
للعدة حكم منها:
- لعل الله يحدث في قلب المطلق رحمة قيراجع زوجته
- و ربما كان الطلاق لسبب منها فيزول ذلك السبب الموجب للطلاق في فترة العدة فيراجعها
- ليعلم براءة رحمها من زوجها.

ب: المراد بالتوبة النصوح؟

التوبة النصوح: هي التوبة العامة الشاملة لجميع الذنوب، الخالصة لله التي لا يراد بها إلا وجهه سبحانه مع الإقلاع عن الذنب و العزم على عدم العودة ، و اشترط بعض أهل العلم عدم العودة و لا يكفي عندهم العزم فقط.
[لا يُشترط جميع الذنوب فقد يتوب توبة صادقة من ذنب معيّن قد تحققت في توبته الشروط.]
2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.
قيل المقصود:
- الحامل المطلقة طلاقا بائنا ذكره ابن كثير و قال : قال به أكثر العلماء
- الحامل المطلقة طلاقا رجعيا ذكره ابن كثير
- لها و لحملها إن كانت رجعية و لحملها إن كانت بائن السعدي
القول الثالث الذي ذكرت لا يُعتبر قولا ثالثا في المسألة .


3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.

ثم يقدر الرحمن الرحيم النفقة بحسب حال الزوج و هذا من تمام رحمته جل في علاه [لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ] فمن كان غنيا مقتدرا فلينفق نفقة الأغنياء و ليوسع عليها في النفقة ، و من كان دون ذلك ممن ضيق عليه في الرزق فهو لا يطالب بما يفوق طاقته بل ينفق بحسب حاله و استطاعته، لأن الله [لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا] فهو الرحيم بعباده اللطيف بهم سبحانه ، و حين ذكر سبحانه من ضيق عليهم و يعيشون في شيء من الفقر و الحاجة و هو في معرض الانفاق على المرضع و مع ذلك أراد أن يبشرهم بما يؤول إليهم حالهم بعد الشدة من الفجر و اليسر فما أرحمه بعباده و ما أوسع أبواب كرمه لا إله إلا هو سبحانه إنا كنا من الظالمين.
أحسنت بارك الله فيك .

الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 محرم 1440هـ/11-09-2018م, 10:33 PM
وحدة المقطري وحدة المقطري متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 228
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



سؤال عام:
بين فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق؟
من يتقِ الله فيأتي ما أمره الله به حسب الطاقة والاستطاعة وينتهي عما نهى وزجر فإن الله يجعل له من كل كرب مخرجا ومن كل ضيق فرجا بل ويرزقه من حيث لا يشعر ولا يظن، فيسوق الله له من الأسباب ما يكون فيه انفراج لهمه وكشف لكربه وزيادة رزقه وبركته بألطف المقادير {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب}، فما شدة إلا ولها الله وما بعد عسر إلا يسرا ، فليتقِ الله كل مبتلى ومهموم ومحزون ومكروب {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} ولكن من حكمة الله أن الله قد جعل لكل شيء وقتا، فيأتي العطاء بعد المنع ليدهش العبد، وتأتي الصحة بعد فشل الأطباء ويقينهم بموت المريض حتى يقول الله أنه بالغ أمره ولكن حكمته اقتضت تأخير الفرج حتى ترتفع أجور المبتليين الصادقين في اعتمادهم على ربهم، المتقين له بسرهم وجهرهم فلا يأتوا من الأسباب لكشف الكرب ما لا يرتضيها فلا ينال رزق الله بسخطه {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} هذا عموما، وخصوصا: إن اتقَ الله في طلاقه لم يطلق إلا وفق السنة {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ} وإن اتقَ الله لم يخرج زوجته حتى انتهاء عدتها {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يضيق عليها في السكنى والنفقة {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يراجعها إضرارا بها لكي تفتدي منه {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يراجعها ولم يطلقها دون إشهاد فيكون هذا باب فتح للمنازعات والمخاصمات فتقول الزوجة: قد بُنت منه، ويقول هو: بل طلقتها مرتين! {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } وإن اتقَ الله لم يطلقها هربا من توريثها إن شعر بدنو أجله ومعه زوجة غيرها أو بينه وبينها خصومة {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ} وإن اتقَ الله لم يتعمد النقص في عدد أيام عدتها حتى تعود له دون عقد جديد أو بدون رضاها وأهلها { وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ } وإن اتقَ الله أمسكها قبل خروج عدتها بمعروف بنية أن يصلح الله بينهما أو فارقها بمعروف دون تشهير ومخاصمة وظلم {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} وإن اتقَ الله اتقى الله فيها وفي جنينها إن كانت حاملا فيبقيها في بيته مهما طالت مدة حملها حتى تضع ويتكفل بنفقتها من طعام وشراب وكسوة وعلاج وما أشبه حتى إذا وضعت اتقى الله في إرضاع المولود فيترفق في مطلقته وبأتيها أجرتها لترضع ابنه{وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} ،وفي كل حال سواء كانت حاملا أو لا إن اتقَ الله أنفق عليها من وسعه ولم يقتر عليها فيقترَ الله عليه {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} ومما يلاحظ بأن التقوى تقطع أسباب الخصومات عموما بين أفراد المجتمع فلو اتقى الناس الله ما ظلموا غيرهم ولا اعتدوا على حقوقهم في عامة الأمور وفي الطلاق خصوصا؛ فتنتهي مشاكل السكنى والنفقة والرضاع وإحصاء العدد وإبقاء الرجل لزوجته ومعاشرتها التي في حكم الزنا لكذبه في إحصاء العدة بعد خروجها أو في عدد مرات طلاقها التي قد جاوزت الثلاث أو في قوله أن نيته في الألفاظ المحملة للطلاق الحلف والتهديد لا الطلاق والكثير الكثير من المشاكل والله المستعان في امة أخر الزمان الذي نعيشه والذي صارت التقوى فيه أعز من الكبريت الأحمر!.

المجموعة الخامسة:
1-بين ما يلي:
أ‌- هل تحب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع زوجته لولدهما؟
نعم تجب إن كانت زوجته قد بانت منه بوضعها لطفلهما بعد طلاقها سواء كان الطلاق رجعي أو مبثوث لأنها حينئذ لها أن ترضع الطفل أو تمتنع عن ذلك، لأنه بعد وضعها الطفل يكون الأب غير ملزم بنفقتها فيتعين عليه أجرة الإرضاع إن أرضعت له ، بدليل قوله تعالى:{فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن}.

ب‌- الحكمة في اعتداد المطلقة الرجعية في بيت زوجها:
· لأنه من صيانة حق الزوج أن تظل في بيته لأن مازالت في حكم زوجته حتى تنتهي العدة.
· لأنه من حقها فلها السكنى والنفقة تبع لها.
· ذلك أحرى أن يستعيدا لحظات الصفا وتعود المياه لمجاريها فيعيدها لعصمته.
· البعد جفا ، فبابتعادهما عن بعض يقسو قلب كل منهما، كما أن البعد يفتح الباب لتدخل الأهل والتأثير المباشر وإشعال فتيل الخصومة والعناد.
· في بقائها جبرا لخاطرها.
· لعل الزوج يطلقها لسبب فيزول ذلك السبب في فترة العدة ؛ كأن تكون تمر باضطرابات نفسية بسبب حملها أو موت أحد أقاربها.
· للتأكد من براءة الرحم .

2-حرر القول في :
عدة الحامل المتوفى عنها زوجها:
فيها أقوال:
* بوضع حملها ، وهذا قول عامة السلف والخلف قاله ابن كثير ورجحه،
دليله :
# نص الآية الكريمة: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}. (الطلاق).
# الحديث: "أنّ سبيعة الأسلميّة توفي عنها زوجها وهي حاملٌ، فلم تمكث إلّا ليالي حتّى وضعت، فلمّا تعلّت من نفاسها خطبت، فاستأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في النّكاح، فأذن لها أن تنكح فنكحت". رواه الشيخان وغيرهما، ذكره ابن كثير.
# عن أبيّ بن كعبٍ قال: "قلت للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} المطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها ؟ فقال: "هي المطلّقة ثلاثًا والمتوفّى عنها"" .
قال ابن كثير: "هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، بل منكرٌ؛ لأنّ في إسناده المثنّى بن الصّبّاح، وهو متروك الحديث بمرّةـ"، وأورد نفس الحديث بسند آخر فيه ضعف مع انقطاع!.

* تعتدّ بأبعد الأجلين من الوضع أو الأشهر، قاله علي وابن عباس، ذكره ابن كثير ورجحه، وقاله السعدي والأشقر.
دليله:
# بالجمع بين آية البقرة وآية الطلاق ، حيث قال تعالى في البقرة: {والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجًا يتربّصن بأنفسهنّ أربعة أشهرٍ وعشرًا }.
الراجح:
هو قول جمهور السلف والخلف لموافقتها للسنة ، وقد رد الجمهور على آية البقرة بأنها نزلت قبل آية الطلاق؛ فتكون آية الطلاق مخصصة لأية البقرة.

3-فسر تفسيرا وافيا:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}.
بعد أن ذكر الله تعالى مثالين لامرأتين كافرتين كتنبيه لأمهات المؤمنين على ما أعده سبحانه لمن لم تتبع ما جاءت به الرسل ثنى على سبيل المقابلة بذكر مثالين لامرأتين صالحتين اتبعتا ما جاءت به الرسل وأمنتا بربهما فقال سبحانه:{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} هي آسيا بنت مزاحم الذي لم يضرها قربها وشدة علاقتها مع أعدى أعداء الله وهو فرعون؛ فكانت مثال المرأة المؤمنة التي آثرت الباقي على الفاني وزهدت في الدنيا بكل زينتها التي لامستها وعايشتها ولم يرهبها فرعون وجبروته وجنوده ولا أوقفوها عن الصدح بالحق والتمسك به مهما كلفها ذلك، ولقد قايضت حياة القصور والخدم والجاه والسلطان في الدنيا ببيت في الجنة {إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَبَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} فهي لم تهتم للدار صغيرة أو كبيرة ولم تطلب قصرا بل بيتا، ولم تطلبه ابتداء بل قالت {عندك} فتقديم الظرف يدل على أن أول اهتماماتها أن تكون في معية ربها وقربه، وحتى لا يُظن أنها لكونها زوجة فرعون فهي راضية عن تصرفاته؛ قالت:{ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} فهي تخوفت من تبعة أعمال فرعون في الآخرة فتبرأت منه ومن عمله كما تبرأ إبراهيم -عليه السلام- من أبيه وقومه وعملهم، ولقد تضمن دعائها اللجوء لربها أن ينجيها منه في دنياها لأنه الطاغية الذي لا يخاف في الجهر بالباطل وإجبار مواطنيه على اعتناقه ولو كانوا أحب الخلق إليه، وضمنت دعائها الطلب من الرب الرحيم أن ينجيها من القوم الظالمين وهم قوم فرعون من جنود وأعوان وأتباع من القبط وغيرهم ، فقالت {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وبعد أن ذكر الله المثال الأول للمرأة الصالحة ذكر المثال الثاني لامرأة عاشت بين قوم كافرين فلم يؤثر عليها كفرُهم فقال سبحانه: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} كانت مثال المرأة العفيفة الطاهرة التي عفت نفسها عن الحرام فكان أن جازها الله في الدنيا بأن خلد ذكرها ووهب لها ابنا آية من آيات الرب في الكون ، ولد بلا أب أحد الرسل ذوي العزم؛ وذلك بأن أرسل الله لها رسوله جبريل فينفخ في جيب ذرعها لتكون النفخة سببا في تكوين وخلقة الولد في رحمها بإرادة الله وقدرته وكلمته (كن) وكان من وصوفات هذه المرأة الصالحة أنها صدقت بكلمات ربها الدينية والقدرية وكتبه المنزلة على أنبيائه فقال تعالى:{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} أي من العابدين المداومين على الطاعة ، فاللهم اجعلهما قدوة حسنة لنا ويسر لنا الاهتداء بهديهن وخلقنا بأخلاقهن.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 10:15 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحدة المقطري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم



سؤال عام:
بين فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق؟
من يتقِ الله فيأتي ما أمره الله به حسب الطاقة والاستطاعة وينتهي عما نهى وزجر فإن الله يجعل له من كل كرب مخرجا ومن كل ضيق فرجا بل ويرزقه من حيث لا يشعر ولا يظن، فيسوق الله له من الأسباب ما يكون فيه انفراج لهمه وكشف لكربه وزيادة رزقه وبركته بألطف المقادير {ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجًا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب}، فما شدة إلا ولها؟؟ الله وما بعد عسر إلا يسرا ، فليتقِ الله كل مبتلى ومهموم ومحزون ومكروب {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} ولكن من حكمة الله أن الله قد جعل لكل شيء وقتا، فيأتي العطاء بعد المنع ليدهش العبد، وتأتي الصحة بعد فشل الأطباء ويقينهم بموت المريض حتى يقول الله أنه بالغ أمره ولكن حكمته اقتضت تأخير الفرج حتى ترتفع أجور المبتليين الصادقين في اعتمادهم على ربهم، المتقين له بسرهم وجهرهم فلا يأتوا من الأسباب لكشف الكرب ما لا يرتضيها فلا ينال رزق الله بسخطه {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} هذا عموما، وخصوصا: إن اتقَ الله في طلاقه لم يطلق إلا وفق السنة {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ} وإن اتقَ الله لم يخرج زوجته حتى انتهاء عدتها {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يضيق عليها في السكنى والنفقة {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يراجعها إضرارا بها لكي تفتدي منه {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} وإن اتقَ الله لم يراجعها ولم يطلقها دون إشهاد فيكون هذا باب فتح للمنازعات والمخاصمات فتقول الزوجة: قد بُنت منه، ويقول هو: بل طلقتها مرتين! {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } وإن اتقَ الله لم يطلقها هربا من توريثها إن شعر بدنو أجله ومعه زوجة غيرها أو بينه وبينها خصومة {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ} وإن اتقَ الله لم يتعمد النقص في عدد أيام عدتها حتى تعود له دون عقد جديد أو بدون رضاها وأهلها { وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ } وإن اتقَ الله أمسكها قبل خروج عدتها بمعروف بنية أن يصلح الله بينهما أو فارقها بمعروف دون تشهير ومخاصمة وظلم {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} وإن اتقَ الله اتقى الله فيها وفي جنينها إن كانت حاملا فيبقيها في بيته مهما طالت مدة حملها حتى تضع ويتكفل بنفقتها من طعام وشراب وكسوة وعلاج وما أشبه حتى إذا وضعت اتقى الله في إرضاع المولود فيترفق في مطلقته وبأتيها أجرتها لترضع ابنه{وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} ،وفي كل حال سواء كانت حاملا أو لا إن اتقَ الله أنفق عليها من وسعه ولم يقتر عليها فيقترَ الله عليه {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} ومما يلاحظ بأن التقوى تقطع أسباب الخصومات عموما بين أفراد المجتمع فلو اتقى الناس الله ما ظلموا غيرهم ولا اعتدوا على حقوقهم في عامة الأمور وفي الطلاق خصوصا؛ فتنتهي مشاكل السكنى والنفقة والرضاع وإحصاء العدد وإبقاء الرجل لزوجته ومعاشرتها التي في حكم الزنا لكذبه في إحصاء العدة بعد خروجها أو في عدد مرات طلاقها التي قد جاوزت الثلاث أو في قوله أن نيته في الألفاظ المحملة للطلاق الحلف والتهديد لا الطلاق والكثير الكثير من المشاكل والله المستعان في امة أخر الزمان الذي نعيشه والذي صارت التقوى فيه أعز من الكبريت الأحمر!.وفقكِ الله.

المجموعة الخامسة:
1-بين ما يلي:
أ‌- هل تحب الأجرة على الزوج مقابل إرضاع زوجته لولدهما؟
نعم تجب إن كانت زوجته قد بانت منه بوضعها لطفلهما بعد طلاقها سواء كان الطلاق رجعي أو مبثوث لأنها حينئذ لها أن ترضع الطفل أو تمتنع عن ذلك، لأنه بعد وضعها الطفل يكون الأب غير ملزم بنفقتها فيتعين عليه أجرة الإرضاع إن أرضعت له ، بدليل قوله تعالى:{فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن}.

ب‌- الحكمة في اعتداد المطلقة الرجعية في بيت زوجها:
· لأنه من صيانة حق الزوج أن تظل في بيته لأن مازالت في حكم زوجته حتى تنتهي العدة.
· لأنه من حقها فلها السكنى والنفقة تبع لها.
· ذلك أحرى أن يستعيدا لحظات الصفا وتعود المياه لمجاريها فيعيدها لعصمته.
· البعد جفا ، فبابتعادهما عن بعض يقسو قلب كل منهما، كما أن البعد يفتح الباب لتدخل الأهل والتأثير المباشر وإشعال فتيل الخصومة والعناد.
· في بقائها جبرا لخاطرها.
· لعل الزوج يطلقها لسبب فيزول ذلك السبب في فترة العدة ؛ كأن تكون تمر باضطرابات نفسية بسبب حملها أو موت أحد أقاربها.
· للتأكد من براءة الرحم .

2-حرر القول في :
عدة الحامل المتوفى عنها زوجها:
فيها أقوال:
* بوضع حملها ، وهذا قول عامة السلف والخلف قاله ابن كثير ورجحه،
دليله :
# نص الآية الكريمة: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}. (الطلاق).
# الحديث: "أنّ سبيعة الأسلميّة توفي عنها زوجها وهي حاملٌ، فلم تمكث إلّا ليالي حتّى وضعت، فلمّا تعلّت من نفاسها خطبت، فاستأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في النّكاح، فأذن لها أن تنكح فنكحت". رواه الشيخان وغيرهما، ذكره ابن كثير.
# عن أبيّ بن كعبٍ قال: "قلت للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} المطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها ؟ فقال: "هي المطلّقة ثلاثًا والمتوفّى عنها"" .
قال ابن كثير: "هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، بل منكرٌ؛ لأنّ في إسناده المثنّى بن الصّبّاح، وهو متروك الحديث بمرّةـ"، وأورد نفس الحديث بسند آخر فيه ضعف مع انقطاع!.

* تعتدّ بأبعد الأجلين من الوضع أو الأشهر، قاله علي وابن عباس، ذكره ابن كثير ورجحه، وقاله السعدي والأشقر.
دليله:
# بالجمع بين آية البقرة وآية الطلاق ، حيث قال تعالى في البقرة: {والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجًا يتربّصن بأنفسهنّ أربعة أشهرٍ وعشرًا }.
الراجح:
هو قول جمهور السلف والخلف لموافقتها للسنة ، وقد رد الجمهور على آية البقرة بأنها نزلت قبل آية الطلاق؛ فتكون آية الطلاق مخصصة لأية البقرة.

3-فسر تفسيرا وافيا:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}.
بعد أن ذكر الله تعالى مثالين لامرأتين كافرتين كتنبيه لأمهات المؤمنين على ما أعده سبحانه لمن لم تتبع ما جاءت به الرسل ثنى على سبيل المقابلة بذكر مثالين لامرأتين صالحتين اتبعتا ما جاءت به الرسل وآمنتا بربهما فقال سبحانه:{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} هي آسيا بنت مزاحم الذي لم يضرها قربها وشدة علاقتها مع أعدى أعداء الله وهو فرعون؛ فكانت مثال المرأة المؤمنة التي آثرت الباقي على الفاني وزهدت في الدنيا بكل زينتها التي لامستها وعايشتها ولم يرهبها فرعون وجبروته وجنوده ولا أوقفوها عن الصدح بالحق والتمسك به مهما كلفها ذلك، ولقد قايضت حياة القصور والخدم والجاه والسلطان في الدنيا ببيت في الجنة {إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَبَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} فهي لم تهتم للدار صغيرة أو كبيرة ولم تطلب قصرا بل بيتا، ولم تطلبه ابتداء بل قالت {عندك} فتقديم الظرف يدل على أن أول اهتماماتها أن تكون في معية ربها وقربه، وحتى لا يُظن أنها لكونها زوجة فرعون فهي راضية عن تصرفاته؛ قالت:{ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} فهي تخوفت من تبعة أعمال فرعون في الآخرة فتبرأت منه ومن عمله كما تبرأ إبراهيم -عليه السلام- من أبيه وقومه وعملهم، ولقد تضمن دعائها اللجوء لربها أن ينجيها منه في دنياها لأنه الطاغية الذي لا يخاف في الجهر بالباطل وإجبار مواطنيه على اعتناقه ولو كانوا أحب الخلق إليه، وضمنت دعائها الطلب من الرب الرحيم أن ينجيها من القوم الظالمين وهم قوم فرعون من جنود وأعوان وأتباع من القبط وغيرهم ، فقالت {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وبعد أن ذكر الله المثال الأول للمرأة الصالحة ذكر المثال الثاني لامرأة عاشت بين قوم كافرين فلم يؤثر عليها كفرُهم فقال سبحانه: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} كانت مثال المرأة العفيفة الطاهرة التي عفت نفسها عن الحرام فكان أن جازها الله في الدنيا بأن خلد ذكرها ووهب لها ابنا آية من آيات الرب في الكون ، ولد بلا أب أحد الرسل ذوي العزم؛ وذلك بأن أرسل الله لها رسوله جبريل فينفخ في جيب ذرعها لتكون النفخة سببا في تكوين وخلقة الولد في رحمها بإرادة الله وقدرته وكلمته (كن) وكان من وصوفات هذه المرأة الصالحة أنها صدقت بكلمات ربها الدينية والقدرية وكتبه المنزلة على أنبيائه فقال تعالى:{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} أي من العابدين المداومين على الطاعة ، فاللهم اجعلهما قدوة حسنة لنا ويسر لنا الاهتداء بهديهن وخلقنا بأخلاقهن.
زادكِ الله علما ونفع بكِ.
الدرجة : أ

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18 ربيع الأول 1440هـ/26-11-2018م, 01:04 AM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

قال تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب)
وعد الله تعالى في هذه الآيات وعودا عظيمة لمن اتقاه سبحانه، حق لمن تدبرها أن يحرص على التقوى وأن تطمئن قلبه بها.
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا) فمن اتقى الله بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، في كل أمر من أمور دينه ودنياه، جعل الله له مخرجا مما هو فيه، وفرج الله عليه كا ما أهمه ، وساق له ما يحبه.
وفي سياق آيات الطلاق جاءت هذه الآية، وكأنها تشير إلى أن المتقي لله، إن طلق طلاقا سنيا، ولم يضار فيه، وطلق بالمعروف، ولم يتعدى حدود الله، وأدى ما أوجبه الله عليه، جعل الله له من طلاقه هذا مخرجا، ويسر الله له أمره، وساق له من أحب وطلب.
(ويرزقه من حيث لا يحتسب) ويسوق الله الرزق لهذا المتقي من حيث لا يظن و يحتسب، فييسر الله له أسباب الرزق فتكون في متناول يده، وكأنها هي التي تأتي إليه كرامة من عند الله.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.

ليكون هنالك مدة زمنية معلومة ومقدرة يتمكن فيها الزوج من مراجعة زوجته إن كانت رجعية، قال تعالى: (لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، ولذلك حرم الشارع إخراجهن من بيوتهن، وحرم أن يخرجن بأنفسهن، لتكون فرصة رجوع الزوجين لبعضهما أقرب، قال تعالى: (لاتخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة)، وأوجب النفقة والسكنى على الزوج للرجعية، فعلى هذه العدة تترتب أحكام عظيمة ذكرتها هذه السورة، وقدرها بفترة زمنية ليتحقق للزوجين العلم ببراءة الرحم، لكي لا ينسب الولد لغير أبيه.
ب: المراد بالتوبة النصوح؟
الإقلاع عن الذنب وعدم العودة إليه، والندم على فعله له، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وإن ترتب عليه حق لآدمي رده عليه.
2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.

ورد في المقصود بمن ينفق عليهن في قوله تعالى: ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) أقوال لأهل العلم:
الأول: البائن، وهو قول ابن عباس وقول كثير من العلماء والسلف كما أورد ذلك ابن كثير، ووجه الاستدلال عندهم أن الرجعية تجب نفقتها سواء كانت حاملا أو حائلا.
الثاني: الرجعيات، وأورد هذا القول ابن كثير، ومن قال بهذا القول قال أن النص جاء على الإنفاق على الحامل لطول مدة عدتها غالبا، فاحتيج إلى النص على وجوب الإنفاق إلى الوضع، دفعا لئلا يعتقد أن النفقة تسقط بانتهاء مدة العدة لغير الحامل.
وجمع السعدي بين القولين وهو الراجح، فقال أن الآية في البائن والرجعية، فالرجعية لها النفقة لها ولأجل الحمل، وأما البائن فالنفقة للحمل، وهذا كله حتى تضع حملها فتنتهي بذلك عدتها، ثم بعد الوضع تكون النفقة مترتبة على الرضاع إن أرضعن أولادهن.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.

بعد أن ذكر سبحانه وتعالى النفقة الواجبة على الزوج للرجعية وحملها، والنفقة على حمل البائن، والنفقة على الإرضاع إن أرضعن بعد ذلك أولادهن، ذكر هنا النفقة بم تكون، فقال: (لينفق ذو سعة من سعته) فأمر أن ينفق كل على قدر سعته، فالغني ينفق من غناه، والفقير ينفق من فقره، وكل بحسبه فلم يجعلها نفقة مقدرة محددة، بل قيدها بحسب حال المنفق، ثم قال تعالى: (ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) أي: ومن ضيق عليه من رزقه، فينفق على قدر استطاعته مما آتاه الله، ولا يكلف نفسه ما لا تطيقه، وهذا من رحمته سبحانه وتعالى وحكمة شرعه ولذلك قال: ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) فلا يجري التكليف على ما لايستطيعه العبد، بل على قدر ما أوتي من رزق، وهذه القاعدة عامة في جميع أمور الدين، فلا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها، فلا يكلف الفقير الذي لا يملك النصاب الزكاة، ولا يكلف الله العاجز بما عجز عن فعله، بل يسر الله على هذه الأمة وجعل دينه موافقا لجميع أقسام البشر، فقيرهم وغنيهم كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم.
ثم قال تعالى: (سيجعل الله بعد عسر يسرا)، فسيسر الله على من تعسرت حاله، إن اتقى وصبر وقام بحق الله، ولا يخلف الله وعده، فالمؤمن لا ييأس من روح الله، ولا يقنط إذا ضيق عليه في الدنيا وقدر عليه رزقه، بل إن المؤمن كل همه في الآخرة، فمن كانت هذه حاله كفاه الله هذه الدنيا ورزقه من حيث لا يحتسب.
وفي الآية إشارة إلى أن من حقق ما أمر الله به، فطلق طلاقا متبعا فيه الكتاب والسنة كما دلت عليه الأدلة، وأدى الحقوق التي كلف بها من نفقة وسكنى، فإن الله يجعل له من بعد عسره في هذه الأحوال يسرا فييسر الله عليه أموره، ويبدله خيرا مما ذهب عنه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 27 ربيع الأول 1440هـ/5-12-2018م, 06:39 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود الجهوري مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.

قال تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب)
وعد الله تعالى في هذه الآيات وعودا عظيمة لمن اتقاه سبحانه، حق لمن تدبرها أن يحرص على التقوى وأن تطمئن قلبه بها.
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا) فمن اتقى الله بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، في كل أمر من أمور دينه ودنياه، جعل الله له مخرجا مما هو فيه، وفرج الله عليه كا ما أهمه ، وساق له ما يحبه.
وفي سياق آيات الطلاق جاءت هذه الآية، وكأنها تشير إلى أن المتقي لله، إن طلق طلاقا سنيا، ولم يضار فيه، وطلق بالمعروف، ولم يتعدى حدود الله، وأدى ما أوجبه الله عليه، جعل الله له من طلاقه هذا مخرجا، ويسر الله له أمره، وساق له من أحب وطلب.
(ويرزقه من حيث لا يحتسب) ويسوق الله الرزق لهذا المتقي من حيث لا يظن و يحتسب، فييسر الله له أسباب الرزق فتكون في متناول يده، وكأنها هي التي تأتي إليه كرامة من عند الله.فاتك بيان أثر التقوى على المجتمع.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.

ليكون هنالك مدة زمنية معلومة ومقدرة يتمكن فيها الزوج من مراجعة زوجته إن كانت رجعية، قال تعالى: (لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، ولذلك حرم الشارع إخراجهن من بيوتهن، وحرم أن يخرجن بأنفسهن، لتكون فرصة رجوع الزوجين لبعضهما أقرب، قال تعالى: (لاتخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة)، وأوجب النفقة والسكنى على الزوج للرجعية، فعلى هذه العدة تترتب أحكام عظيمة ذكرتها هذه السورة، وقدرها بفترة زمنية ليتحقق للزوجين العلم ببراءة الرحم، لكي لا ينسب الولد لغير أبيه.
ب: المراد بالتوبة النصوح؟
الإقلاع عن الذنب وعدم العودة إليه، والندم على فعله له، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وإن ترتب عليه حق لآدمي رده عليه.
2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.

ورد في المقصود بمن ينفق عليهن في قوله تعالى: ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) أقوال لأهل العلم:
الأول: البائن، وهو قول ابن عباس وقول كثير من العلماء والسلف كما أورد ذلك ابن كثير، ووجه الاستدلال عندهم أن الرجعية تجب نفقتها سواء كانت حاملا أو حائلا.
الثاني: الرجعيات، وأورد هذا القول ابن كثير، ومن قال بهذا القول قال أن النص جاء على الإنفاق على الحامل لطول مدة عدتها غالبا، فاحتيج إلى النص على وجوب الإنفاق إلى الوضع، دفعا لئلا يعتقد أن النفقة تسقط بانتهاء مدة العدة لغير الحامل.
وجمع السعدي بين القولين وهو الراجح، فقال أن الآية في البائن والرجعية، فالرجعية لها النفقة لها ولأجل الحمل، وأما البائن فالنفقة للحمل، وهذا كله حتى تضع حملها فتنتهي بذلك عدتها، ثم بعد الوضع تكون النفقة مترتبة على الرضاع إن أرضعن أولادهن.
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.

بعد أن ذكر سبحانه وتعالى النفقة الواجبة على الزوج للرجعية وحملها، والنفقة على حمل البائن، والنفقة على الإرضاع إن أرضعن بعد ذلك أولادهن، ذكر هنا النفقة بم تكون، فقال: (لينفق ذو سعة من سعته) فأمر أن ينفق كل على قدر سعته، فالغني ينفق من غناه، والفقير ينفق من فقره، وكل بحسبه فلم يجعلها نفقة مقدرة محددة، بل قيدها بحسب حال المنفق، ثم قال تعالى: (ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) أي: ومن ضيق عليه من رزقه، فينفق على قدر استطاعته مما آتاه الله، ولا يكلف نفسه ما لا تطيقه، وهذا من رحمته سبحانه وتعالى وحكمة شرعه ولذلك قال: ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) فلا يجري التكليف على ما لايستطيعه العبد، بل على قدر ما أوتي من رزق، وهذه القاعدة عامة في جميع أمور الدين، فلا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها، فلا يكلف الفقير الذي لا يملك النصاب الزكاة، ولا يكلف الله العاجز بما عجز عن فعله، بل يسر الله على هذه الأمة وجعل دينه موافقا لجميع أقسام البشر، فقيرهم وغنيهم كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم.
ثم قال تعالى: (سيجعل الله بعد عسر يسرا)، فسيسر الله على من تعسرت حاله، إن اتقى وصبر وقام بحق الله، ولا يخلف الله وعده، فالمؤمن لا ييأس من روح الله، ولا يقنط إذا ضيق عليه في الدنيا وقدر عليه رزقه، بل إن المؤمن كل همه في الآخرة، فمن كانت هذه حاله كفاه الله هذه الدنيا ورزقه من حيث لا يحتسب.
وفي الآية إشارة إلى أن من حقق ما أمر الله به، فطلق طلاقا متبعا فيه الكتاب والسنة كما دلت عليه الأدلة، وأدى الحقوق التي كلف بها من نفقة وسكنى، فإن الله يجعل له من بعد عسره في هذه الأحوال يسرا فييسر الله عليه أموره، ويبدله خيرا مما ذهب عنه.
نفع الله بك وأحسن إليك.
الدرجة: ب+

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12 جمادى الأولى 1440هـ/18-01-2019م, 04:52 PM
نور اليافعي نور اليافعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 229
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب)
بيّن فضل التقوى وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال دراستك لسورة الطلاق.


أثر التقوى على الفرد والمجتمع من خلال سورة الطلاق :
1- ربط الأحكام وتطبيقها بالتقوى على طريقة ربط القانون بالوجدان والضمير ليحفزهم على الإلتزام والتطبيق
2- استشعار مراقبة الله للعبد فليتقي ربه وليحذر غضبه إن هو أساء للزوجة والمرأة الضعيفة والطفل الضهيف أيضا فعليه أداء الحقوق
3- التقوى لله والتزام أحكامه سبب لتفريج الهم والحزون والمشاكل والرزق من حيث لا يحتسب ولا يدري ولا يعلم وهذا فضل من الله لمن اتقاه فأدى ما عليه من أحكام وفرائض وواجبات
4- التقوى لله دليل تعظيم لله حتى في أصعب الأوقات وهو الطلاق التي يريد كل طرف إن ينتقم أو يقتص من الآخر فكان أجره في هذا الموضع بالذات دليل على حب الله وتقواه وخشيته
5- التقوى تؤلف بين قلوب أبناء المجتمع فليس فيها تجاوز وتعالي على أداء الحقوق لأصحابها مما يجمع النفوس ويخفف من التوتر
6- بالتقوى يجد الانسان المخرج من ازماته
7- بالتقوى يرزق الله العبد من حيث لا يحتسب تعويضا وجبرا للخواطر والنفوس
8- بالتقوى يصلح حال المجتمع
9- بالتقوى تؤدى الحقوق والواجبات
10 بالتقوى تيسير الأمور وحصول المطلوب وانتفاء المحذور مع الثواب العظيم في الآخرة


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من مشروعية العدّة.
ب: المراد بالتوبة النصوح؟

1- أ- الحكمة من مشروعية العدة إستبراء للرحم من النطف حتى لا تختلط الأنساب
وضمان حق الزوج إذا أراد مراجعة نفسه ليعيد زوجته إليه بإعطاءه مهله للتفكير حتى لا يندم

ب- المراد بالتوبة النصوح : التوبة التي لا يعود فيها التائب إلى الذنب مرة أخرى


2. حرّر القول في:
المقصود بمن يُنفق عليهن في قوله تعالى: {وإن كنّ أولات حملٍ فأنفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ}.



من ينفق عليهن هن :
المطلقه رجعيا
والحامل حتى تضع حملها حتى لو كانت بائن
أما المطلقة طلاق بائن وغير الحامل فلا ينفق عليها

وقيل أنه فقط في الرجعيات وخص الحامل لأن مدتها قد تطول فنبه على وجوب الاستمرار في الانفاق ولو طالت المدة

3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} الطلاق.



مع وجوب الإنفاق على المطلقة الرجعية والحامل لإنقضاء عدتها نبهت الآيات على أن الإنفاق يكون حسب الوسع والقدرة دون مبالغة أو زيادة تثقل الكاهل ودون شح وبخل بل على حسب الوسع والقدرة والطاقة وربما يحدد ذلك القاضي بعد أن يدرس حالة الزوج فيقدر كم عليه في الإنفاق
مع مراعاة قاعدة عدم التكليف بما لا يطاق ومن اتقى الله في ذلك فإن الله ييسر أمره

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir