دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 12:34 PM
عبد الله أحمد عبد الله أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 71
افتراضي


س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
1.الايمان بالقرآن اعتقاديا :
وذلك يكون بالاعتقاد والتصديق الجازم أن القرآن كلام الله أنزله على نبيه هداية للناس وأنه حق لا ياتيه الباطل قول فصل لا ريب فيه قيم لاعوج فيه محفوظ بحفظ الله حتى يأتي وعد الله .
2
. الايمان بالقرآن قوليا:
وذلك بالدعوة إلى الإيمان به قوليا وتلاوة آياته تعبدا وتصديقا بما فيه .
3
. الايمان بالقرآن عمليا:
وذلك باتباع هديه والتزام حدوده وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
مسائل القرآن تنقسم لقسمين يجب على طالب العلم أن يكون ملما بهما :
1. المسائل الاعتقادية
2. المسائل السلوكية
أما المسائل الاعتقادية فهي تتعلق بنزول القرآن وكونه غير مخلوق وأنه كلام الله وأنه ناسخ الكتب السماوية وأن يهتدي بهيده فيحل حلاله ويحرم حرامه يعمل بمحكمه ويترك متشابهه لعالمه .
وينبغي على طالب علم التفسير أن يكون ملما بهذه المسائل من ثلاث جهات :
1. تصحيح اعتقاد النفس وتنقيتها من الشوائب بدليل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة .
2. تصحيح اعتقاد الناس وذلك بتقرير تلك المسائل وتبيينها بطرقها عند أهل السنة والجماعة .
3. معرفة اعتقادات أهل البدع والأهواء في القرآن وشبهاتهم وتفنيدها ومعرفة أصل بدعتهم ونشأتها ودرجتها ومنهج علماء السلف في ردها
وأما المسائل السلوكية فهي تتعلق بالانتفاع بهدي القرآن ومواعظه تدبر أمثاله التفكر في قصصه
ومسائل الايمان بالقرآن سلوكيا لها أصلين :
1.البصائر والبينات ويعنى بالجانب النظري وهو قائم على العلم ومثمر لليقين
قال تعالى : " هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون "
3.اتباع الهدى يعني بالجانب العملي قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للتقوى والاستقامة
فلابد لطالب العلم من الجمع بين هذين الأصلين فبين تفقه في بصائر القرآن وبيناته وأمثاله وقصصه وآياته وبين إلزام ومجاهدة للنفس لاتباع الهدي القرآني ومرد فلاح السالكين صحة العلم مع صلاح العمل .

س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره وعَقْلِ أمثاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
فالأصل الأول: هو تصديق أخباره
وتصديق الأخبار يورث اليقين الذي يعين على العمل ويثمر في قلب الرغبة والرهبة فيزداد به علماً وهدى ويقينا فيصلح القلب وإذا صلح القلب صلح سائر الجسد وصلح العمل والحال وطابت الحياة قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
وأصحاب التصديق التام يكفيهم الملك جل جلاله قال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}ومن حصلت له الكفاية من الله فقد هُدِيَ ووُقِي
والأصل الثاني: عَقْلُ الأمثالِ
فإنّ الله تعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عَقَل تلك الأمثال، واهتدى بها، فصلح عمله وحسنت عاقبته.
الأصلان الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي
وبهما يتحقق معنى التقوى وتحصل الاستقامة فإنّ الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح ، ونهى عمّا فيه الشرّ والفساد؛ فمن أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
1. أنه يرشد المؤمن إلى سبيل ربه ويعرفه بأسمائه وصفاته وبوعده ووعيد وحكمته في خلقه وتشريعه وكيفية التقرب إليه والفوز بمحبتع وثوابه والنجاة من سخطه وعقابه .
2. أنه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه فما من حالة يكون فيها المؤمن إلا ولله تعالى هدى يحبُّ أن يتّبع فيه، وهذا الهدى قد جاء القرآن ببيانه، علمه من علمه وجهله من جهله، وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته.
3. أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه ولا ينتفع تالي القرآن بقراءته إلا إذا كان مؤمناً بالقرآنوعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائلهكما قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
من الكتاب :
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}
وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
من السنة :
1. حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه
2. قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
3.حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} »
4. حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 02:46 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله أحمد مشاهدة المشاركة

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
1.الايمان بالقرآن اعتقاديا :
وذلك يكون بالاعتقاد والتصديق الجازم أن القرآن كلام الله أنزله على نبيه هداية للناس وأنه حق لا ياتيه الباطل قول فصل لا ريب فيه قيم لاعوج فيه محفوظ بحفظ الله حتى يأتي وعد الله .
2
. الايمان بالقرآن قوليا:
وذلك بالدعوة إلى الإيمان به قوليا وتلاوة آياته تعبدا وتصديقا بما فيه .
3
. الايمان بالقرآن عمليا:
وذلك باتباع هديه والتزام حدوده وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
مسائل القرآن تنقسم لقسمين يجب على طالب العلم أن يكون ملما بهما :
1. المسائل الاعتقادية
2. المسائل السلوكية
أما المسائل الاعتقادية فهي تتعلق بنزول القرآن وكونه غير مخلوق وأنه كلام الله وأنه ناسخ الكتب السماوية وأن يهتدي بهيده فيحل حلاله ويحرم حرامه يعمل بمحكمه ويترك متشابهه لعالمه .
وينبغي على طالب علم التفسير أن يكون ملما بهذه المسائل من ثلاث جهات :
1. تصحيح اعتقاد النفس وتنقيتها من الشوائب بدليل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة .
2. تصحيح اعتقاد الناس وذلك بتقرير تلك المسائل وتبيينها بطرقها عند أهل السنة والجماعة .
3. معرفة اعتقادات أهل البدع والأهواء في القرآن وشبهاتهم وتفنيدها ومعرفة أصل بدعتهم ونشأتها ودرجتها ومنهج علماء السلف في ردها
وأما المسائل السلوكية فهي تتعلق بالانتفاع بهدي القرآن ومواعظه تدبر أمثاله التفكر في قصصه
ومسائل الايمان بالقرآن سلوكيا لها أصلين :
1.البصائر والبينات ويعنى بالجانب النظري وهو قائم على العلم ومثمر لليقين
قال تعالى : " هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون "
3.اتباع الهدى يعني بالجانب العملي قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للتقوى والاستقامة
فلابد لطالب العلم من الجمع بين هذين الأصلين فبين تفقه في بصائر القرآن وبيناته وأمثاله وقصصه وآياته وبين إلزام ومجاهدة للنفس لاتباع الهدي القرآني ومرد فلاح السالكين صحة العلم مع صلاح العمل .

س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره وعَقْلِ أمثاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
فالأصل الأول: هو تصديق أخباره
وتصديق الأخبار يورث اليقين الذي يعين على العمل ويثمر في قلب الرغبة والرهبة فيزداد به علماً وهدى ويقينا فيصلح القلب وإذا صلح القلب صلح سائر الجسد وصلح العمل والحال وطابت الحياة قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
وأصحاب التصديق التام يكفيهم الملك جل جلاله قال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}ومن حصلت له الكفاية من الله فقد هُدِيَ ووُقِي
والأصل الثاني: عَقْلُ الأمثالِ
فإنّ الله تعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عَقَل تلك الأمثال، واهتدى بها، فصلح عمله وحسنت عاقبته.
الأصلان الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي
وبهما يتحقق معنى التقوى وتحصل الاستقامة فإنّ الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح ، ونهى عمّا فيه الشرّ والفساد؛ فمن أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
1. أنه يرشد المؤمن إلى سبيل ربه ويعرفه بأسمائه وصفاته وبوعده ووعيد وحكمته في خلقه وتشريعه وكيفية التقرب إليه والفوز بمحبتع وثوابه والنجاة من سخطه وعقابه .
2. أنه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه فما من حالة يكون فيها المؤمن إلا ولله تعالى هدى يحبُّ أن يتّبع فيه، وهذا الهدى قد جاء القرآن ببيانه، علمه من علمه وجهله من جهله، وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته.
3. أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه ولا ينتفع تالي القرآن بقراءته إلا إذا كان مؤمناً بالقرآنوعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائلهكما قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
من الكتاب :
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}
وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
من السنة :
1. حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه
2. قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
3.حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} »
4. حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir