المجموعة الثانية:
س1: كيف ترد على المعتزلة في استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة...) على أن الله عز وجل
في كل مكان بذاته؟
ج1: هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن جماعة من الصحابة كأنس وأبي هريرة وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق قبل وجهه، ولا عن يمينه، فإن الله قبل وجهه، ولكن عن يساره، أو تحت قدمه"، يدل الحديث على قرب الله سبحانه وتعالى وإحاطته بكل شيء علما وقدرة كما يليق بجلاله سبحانه مع انه بائن من خلقه مستوى على عرشه. وقد استدل بعض المعتزلة بهذا الحديث على أن الله في كل مكان بذاته ولكن الأدلة المتواترة ترد ذلك وتبين علو الله واستوائه على عرشه كقوله تعالى:" الرحمان على العرش استوى" وكحديث الجارية التي قالت حين سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين الله ؟" قالت:"في السماء" فأكد عليه الصلاة والسلام صحة قولها وشهد لها بالإيمان وحث على عتقها، كما أن آخر هذا الحديث الذي استدلوا به ينقض قولهم "أو تحت قدمه" وهل يقول بذلك مسلم عرف الله عز وجل بأسمائه وصفاته؟
س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الأفعال.
ج2: أهل السنة والجماعة وسط في باب الأفعال بين القدرية والجبرية فالجبرية نفوا أفعال العباد وزعموا أنهم لا يفعلون شيئا البتة، فهم مجبورون على هاته الأفعال وأن الفاعل حقيقة لها هو الله عز وجل فهو نفس فعله لا أفعالهم فلا قدرة للعبيد ولا إرادة لهم. فأفعالهم هي نفس أفعاله ولكن أفعال العباد هي مجبول عليها كحركة المرتعش وكحفيف الأشجار. أما القدرية النفاة فينفون علم الله السابق فيزعمون أن الأمر أنف وهم مجوس هذه المة كما ورد في الحديث لأنهم يثبتون ندا لله في خلق أفعال العباد كما تثبت المجوس إلاهين خالق النور وخالق الظلمة. ولا شك في بطلان هاذين المذهبين وأنهما على طرفي نقيض، وأهل السنة والجماعة وسط بينهما فيثبتون القدر بمراتبه الأربعة وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق، فالعباد فاعلون حقيقة ولذلك ترتب على أفعالهم الثواب والعقاب، وهذه الأفعال هي تحت المشيئة فما يكون إلا ما شاء الله وبعلم الله السابق قال الله تعالى:"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
س3: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).
ج3: قوله عليه الصلاة والسلام: "وأنت الباطن فليس دونك شيء" فيه دليل على قربه سبحانه وانه أقرب إلى كل شيء من نفسه وقربه لا ينافي علوه وفوقيته لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
س4: كيف نثبت وقوع عذاب القبر؟
ج4: نثبت وقوع عذاب القبر بما دلت عليه النصوص المتواترة ففي الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" نزلت في عذاب القبر وزاد مسلم "فيقال له من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبي محمد فذلك "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" الآية وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال:"نعم عذاب القبر حق".
س5:هل يكون الميزان في حق كل أحد؟
ج5: لا يكون الميزان في حق كل أحد فيستثنى الأنبياء والشهداء ومن يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب لورود الأدلة بذلك.