المقصد الرئيسي للرسالة:
- بيان الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية.
- بيان اصل الدين.
مقاصد فرعية:
- كيفية معرفة أن الأمر عبادة.
- بيان أثر العبادات البدعية.
- بيان تلبيس إبليس على المتصوفة والفلاسفة.
- بيان تلبيس الفلاسفة والمتصوفة على العامة.
المقدمة:
- خطبة الحاجة.
سبب كتابة الرسالة:
- كثر اضطراب الناس في هذا الباب, كما كثر في باب الحلال والحرام.
أصل الدين:
- الحلال ما أحله اللّه ورسوله, والحرام ما حرمه اللّه ورسوله والدين ما شرعه اللّه ورسوله.
- محمد -صلى اللّه عليه وسلم- خاتم النبيين, نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره.
- لم يبق طريق إلى اللّه إلّا باتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم.
- ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله.
- نقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه.
- قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.
- ذم الله المشركين حيث حرموا ما لم يحرمه كالبحيرة, واستحلوا ما حرمه كقتل أولادهم, وشرعوا دينا لم يأذن به اللّه, والدليل:
قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.
حكم الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم:
- لا يجوز أن يقال إن هذا مستحب أو مشروع إلّا بدليل شرعي.
- لا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيف.
- إذا ثبت أن العمل مستحب بدليل شرعي وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ جاز أن تروى إذا لم يعلم أنها كذب.
- إذا روي في مقدار الثّواب حديث لا يعرف أنه كذب لم يجز أن يكذب به.
- قال عليه الصلاة والسلام:(من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
حقيقة العبادة:
- هي التي يتقرب بها إلى اللّه, وهي ما كان محبوبا للّه ورسوله, مرضيا لهما.
- جعل الله لكل عبادة مفروضة نافلة من جنسها: كالصلوات الخمس, منها نافلة كقيام الليل.
- المخلصون هم الّذين يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئًا.
- يعبد اللّه بما أمر به على ألسنة رسله فمن لم يكن كذلك تولّته الشّياطين.
أصول العبادات الدينية:
- الصّلاة والصّيام والقراءة, قال عليه الصلاة والسلام, لعبد اللّه بن عمرو (ألم أحدّث أنّك قلت لأصومن النهار ولأقومنّ الليل ولأقرأن القرآن في ثلاث؟...)الحدث.
- جاءت في حديث غلو الخوارج:(يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ...)
- قال أبي بن كعب وغيره: اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ
مسألة: هل سرد الصوم وصيام الدهر سوى يومي العيدين وأيام التشريق وقيام جميع الليل هل هو مستحب؟
- ذهب إلى ذلك طائفة من الفقهاء والصّوفية والعباد.
- دلت السنة كراهية ذلك وإن كان جائزًا.
- صوم يوم وفطر يوم أفضل, وقيام ثلث الليل أفضل.
الفرق بين ما هو مشروع وبين ما هو غير مشروع:
- المشروع: هو الذي يتقرب به إلى اللّه تعالى.
- هو سبيل اللّه, هو طريق السالكين, ومنهاج القاصدين والعابدين.
- هو البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف.
- هو الّذي يسلكه كل من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزهد والعبادة ونحو ذلك.
أقسام الناس في الحلال والحرام:
- من استحل بعض ما حرّمه اللّه.
- من حرم بعض ما أحل اللّه.
- من أحدث عبادات لم يشرعها اللّه بل نهى عنها.
التفريغ والتخلية الشرعية:
- أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
- يفرّغه عن محبّة غير اللّه ويملؤه بمحبّة اللّه.
- يخرج عنه خوف غير اللّه ويدخل فيه خوف اللّه تعالى.
- ينفي عنه التوكل على غير اللّه ويثبت فيه التوكل على اللّه.
- قال جندب وابن عمر: " تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيمانًا ".
.
الخلوات الشرعية:
- إما مأمور به إيجابا كاعتزال الأمور الحرمة ومجانبتها كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}
- إما مأمور به استحبابا, كاعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزهد فيه.
- إذا تخلى الإنسان في بعض الأماكن لتحقيق عمل, مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حق, دليله: (أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل؟... فذكر منهم:"ورجلٌ معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلّا من خير)
التأسي بفعل النبي عليه الصلاة والسلام:
- ما فعله النبي صلى اللّه عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيه.
- إذا خصص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
- التأسي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل؛ لأنه فعل.
- أن يقصد العبد مثلما قصد النبي عليه الصلاة والسلام.
متابعته في المباحات التي فعله على غير قصد:
- ما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحا كما فعله مباحا وإن فعله قربة فعلناه قربة.
- من جعله عبادة رأى أن ذلك من تمام التأسي به والتشبه به ورأى أن في ذلك بركة لكونه مختصا به نوع اختصاص.
- كان ابن عمر يحب أن يفعل مثل ذلك ويقول: نفس فعله حسن على أي وجه كان فأحب أن أفعل مثله.
- الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لم يستحبوه؛ لأنه ليس بمتابعة له إذ المتابعة لا بد فيها من القصد.
- كرهه مالك وغيره من العلماء, وهي رواية مشهورة عن أحمد.
- قال عمر رضي الله عنه:أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا.
- أما الأمكنة نفسها, فالصحابة متفقون على أنه لا يعظم منها إلّا ما عظمه الشارع.
أصناف من العبادات الغير مشروعة:
- الخلوات وشبهوها بالاعتكاف الشرعي, واحتجوا بتحنث النبي عليه الصلاة والسلام, بغار حراء قبل الوحي.
- طائفة منهم تجعل الخلوة أربعين يوما ويعظمون أمر الأربعينية, محتجين بأن موسى -عليه السلام-صامها, وكذلك المسيح وخوطب بعدها.
- يدعون حصول الخطاب والتنزل كما حصل في غار حراء.
الرد عليهم:
- العبادة الشرعية هي: الاعتكاف في المساجد كفعل النبي صلى اللّه عليه وسلم, وفعل أصحابه.
- ما فعله صلى اللّه عليه وسلم قبل النبوة إن شرعه بعد النبوة فهو عبادة شرعية.
- بعد بعثته لم يصعد إلى غار حراء ولا خلفاؤه الرّاشدون.
- ليست من شريعة النبي صلى اللّه عليه وسلم, بل من شريعة موسى عليه السلام.
- هذا تمسك بشرع منسوخ وذاك تمسك بما كان قبل النبوة.
- قال تعالى: {ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون}.
- قال تعالى: {إنّهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئًا وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعضٍ واللّه وليّ المتّقين}.
- يحصل لهم تنزل الشياطين؛ لأنّهم خرجوا عن شريعة النبي صلى اللّه عليه وسلم التي أمروا بها.
أقسام أصحاب الخلوات:
- منهم من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة.
- كثير منهم لا يحد للخلوة مكانا ولا زمان, بل يأمر الإنسان أن يخلو في الجملة.
- أكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعة, حيث يأمرون صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض شيء من العبادات.
- يأمرونه بالذكر, وهو أنواع:
ذكر العامة: " لا إله إلّا اللّه ".
وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " .
وذكر خاصّة الخاصّة: " هو " " هو".
- قال بعضهم: ليس مقصودنا إلّا جمع النّفس بأيّ شيءٍ كان, فلا فرق بين قولك: يا حيّ وقولك يا جحش!!
حكم الذكر باللفظ المفرد:
- الذكر بالاسم المفرد مظهرا ومضمرا بدعة في الشرع.
- خطأ في القول واللغة فإن الاسم المجرد ليس هو كلاما لا إيمانا ولا كفرا.
- قال عليه الصلاة والسلام:"أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك..".
- ليس قصدهم ذكر اللّه تعالى , ولكن جمع القلب على شيءٍ معين حتّى يتنزل عليها الشيطان.
- أفضل العبادات البدنية الصلاة ثمّ القراءة ثم الذكر ثم الدعاء.
البدع يريد الكفر:
- القول بوحدة الوجود: وهذا في قولهم إذا كان قصد وقاصد ومقصودا; فاجعل الجميع واحدا!!
قول الفلاسفة:
- زعموا أن كل ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم, فإنّما هو من العقل الفعال.
- النبوة مكتسبة, فإذا تفرغ صفا قلبه وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء.
- موسى عليه السلام, كلم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارج.
- يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم.
- ادعى أبو حامد: إنه سمع الخطاب كما سمعه موسى عليه السلام.
- حرفوا كلام الله وكلام رسوله عن موضعه.
- أخذوا أسماء شرعية ووضعوا لها مسميات مخالفة لمسميات صاحب الشرع ثم إذا تكلموا بها ظن الجاهل أنّهم يقصدون بها الألفاظ الشرعية.
كلفظ: " اللّوح المحفوظ" فليس هو النفس الفلكية.
الرد عليهم:
- أن ما يسمونه " العقل الفعّال " باطل لا حقيقة له.
- سببه: نقص إيمانهم بالرّسل, فآمنوا ببعض ما جاءت به كفروا ببعض
- أن ما يجعله اللّه في القلوب يكون بواسطة الملائكة إن كان حقا, ويكون بواسطة الشياطين إذا كان باطلًا, وهم يزعمون أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.
- لم يكن ما حصل للأنبياء مجرد فيض,با جاءتهم الملائكة بالوحي.
- إذا فُرّغ القلب من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حق؟
- إذا فرّغ القلب حلت فيه الشّياطين ثم تنزّلت عليه؛ ذكر الله يمنعهم من الدخول إلى قلب ابن آدم, قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} .
- الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلب آخر يحصل له به التّحلية.
- هذه الطّريقة لو كانت حقا فإنّما تكون في حق من لم يأته رسول فأما من أتاه رسول وخالفه فقد ضل.
الأحوال الشيطانية:
- مخالف لما بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم
- يقصد أصحابها الأماكن التي ليس فيها أذان ولا إقامة, إما مساجد مهجورة وإما كهوف أومقابر.
- تقصد المواضع الّتي يقال إن بها أثر نبي أو رجل صالح.
- يحصل لهم في هذه المواضع أحوال شيطانية يظنون أنّها كرامات رحمانيّة.
- منهم من يرى أن صاحب القبر قد جاء إليه وكلمه.
- الشّياطين كثيرا ما يتصوّرون بصورة الإنس في اليقظة والمنام.
- منهم من يصدق بأن الأنبياء يأتون في اليقظة في.
- منهم من يظن أنه أن النبي يخرج من قبره في صورته فيكلمه.
- منهم من يظن أن النبي -صلى اللّه عليه وسلم- خرج من الحجرة وكلمه.
أسباب التنزل الشيطاني:
- عبادة غير شرعية مثل أن يقال له: اسجد لهذا الصنم حتى يحصل لك المراد أو استشفع بصاحب.
- إذا دعاه كما يدعو الخالق, صار مشركا به, فما حصل له بهذا السبب حصل بالشرك.
- قال اللّه تعالى: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر ...}.
- سماع المعازف, الغناء رقية الزنا .
- صرف النذر لغير اللّه: مثل أن ينذر لصنم أو كنيسة أو قبر.
أولياء الشيطان:
- يزيّن لهم الشيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السبل الشرعية.
- يبغضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبون سماع القرآن والحديث.
- لا يحبون كتابا ولا من معه كتاب -ولو كان مصحفا أو حديثا- لأنهم استشعروا أن فيه ما يخالف طريقهم.
- يظنون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم مما يحصل في الكتب.
- قال تعالى عن المشركين: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون}.
- هم من أرغب الناس في السماع البدعي سماع المعازف. ومن أزهدهم في السماع الشرعي; سماع آيات اللّه تعالى
- يقول أصحابها عن أهل الحديث: أخذوا علمهم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت.
- منهم من يظن أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ.
- قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} {وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون} {حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}.
الفرقان بين أولياء الرّحمن وأولياء الشّيطان:
- هو الفرقان الّذي بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم فهو: {الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا}
- هو الذي فرق اللّه به بين الحق والباطل, وبين الهدى والضلال, وبين الرشاد والغي, وبين طريق الجنة وطريق النار, وبين سبيل أولياء الرحمن وسبيل أولياء الشيطان.
حكم اتخاذ القبور مساجد:
- قال اللّه تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
- قال عليه الصلاة والسلام:{فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك}.
- تحريم اتّخاذ قبور الأنبياء مساجد مع أنّهم مدفونون فيها وهم أحياء في قبورهم.
- ذريعةٌ إلى الشّرك.
- إذا بني المسجد لأجل ميت كان حراما فكذلك إذا كان لأثر آخر, فإن الشرك في الموضعين حاصل.
- يستحب إتيان قبورهم للسلام عليهم ومع هذا يحرم إتيانها للصلاة عندها واتخاذها مساجد.
- المساجد خالصة للّه تعالى تبنى لأجل عبادته فقط
كانت النّصارى يبنون الكنائس على قبر النّبيّ والرّجل الصّالح وعلى أثره وباسمه.
وقال تعالى: {قل أمر ربّي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدّين}
- لم يفعل السلف شيئا من ذلك, ولو كان هذا مستحبا لكان يستحبّ لهم أن يصلوا في كلّ مكان نزل فيه وأن يبنوا هناك مساجد.
- لم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلّا المسجد, ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر.