باب كيف نزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم
956 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا يونس بن حبيب الأصبهاني قال: حدثنا أبو داود يعني الطيالسي قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رحمها الله قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوحي الرؤيا الصادقة قالت: وحبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلاء، فكان يمكث الأيام في غار حراء يتعبد، حتى جاءه الوحي، صلى الله عليه وسلم»
957 - حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا محمد بن سهيل بن عسكر، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والحسن بن أبي الربيع، وأحمد بن منصور، واللفظ لابن عسكر قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن الزهري قال: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء، فيتحنث فيه: وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها، فتزوده لمثلها حتى فجأه الوحي، وهو في غار حراء، وجاء الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: «إنى لست بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثالثة، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ علم الإنسان ما لم يعلم فرجع ترجف بوادره حتى دخل على خديجة، فقال: «زملوني زملوني» فزملوه ، حتى ذهب عنه الروع ، فقال: «يا خديجة مالي؟» وأخبرها الخبر وقال: «قد خشيت علي قالت: كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»
958 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، وخشيش بن أصرم قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: «فبينا أنا أمشي، فسمعت صوتا، من السماء، فرفعت رأسي، فإذا أنا بالملك الذي، جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه رعبا، فرجعت فقلت: زملوني ، زملوني، دثروني دثروني» فأنزل الله عز وجل: يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر وهى الأوثان قبل أن تفرض الصلاة «
959 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا محمد بن عباد قال: حدثنا بكر بن سليمان، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني وهب بن كيسان مولى الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير، يقول لعبيد بن عمير: حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام فذكر بدء ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فخرجت، حتى إذا كنت في وسط الجبل فسمعت صوتا من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله، وأنا جبريل، فرفعت رأسي إلى السماء لأنظر، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمد أنت رسول الله، وأنا جبريل، فوقفت أنظر إليه، فما أتقدم ولا أتأخر، وجعلت أصرف وجهي في آفاق السماء، ولا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت كذلك واقفا حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك، ثم انصرفوا عني، وانصرفت راجعا إلى أهلي، حتى أتيت خديجة، فقالت لي: أين كنت؟ فقلت: «إن الأبعد لشاعر أو مجنون «، فقالت: أعيذك بالله من ذلك، وماذا يا ابن عم؟ لعلك رأيت شيئا؟ قلت: «نعم «: ثم حدثتها بالحديث، فقالت: أبشر يا ابن عم، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة»
960 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا أبو أمية عبد الله بن محمد بن خلاد قال: حدثنا يعقوب بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال ورقة لما ذكرت له خديجة رحمها الله أنه ذكر لها جبريل عليه السلام، فقال: سبوحا سبوحا، وما لجبريل يذكر في هذه الأرض التي تعبد فيها الأوثان؟ جبريل أمين الله عز وجل بينه وبين رسله؟ اذهبي به إلى المكان الذي رأى فيه ما رأى، فإذا رآه فتحسري فإن يك من عند الله، لا يراه، ففعلت قال: فلما تحسرت تغيب جبريل عليه السلام فلم يره فرجعت فأخبرت ورقة، فقال: إنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي لا يعلمه بنو إسرائيل أبنائهم إلا بثمن ثم أقام ورقة ينتظر إظهار الدعوة، وقال في ذلك: لججت وكنت في النكرى لجوجا لهم طال ما بعث النشيجا ووصف من خديجة بعد وصف لقد طال انتظاري يا خديجا ببطن المكتين على رجائي حديثك، لو أرى منه خروجا بأن محمدا سيسود يوما ويخصم من يكون له حجيجا ويظهر في البلاد ضياء نور تقام به البرية أن تعوجا فياليتي إذا ما كان ذاكم شهدت، فكنت أولهم ولوجا ولوجا للذي كرهت قريش ولو عجت بمكتها عجيجا
961 - وحدثنا أبو علي الحسين بن زكريا السكري قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، عن أبيه، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة رضي الله عنها: «إنى إذا خلوت سمعت نداء، وقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا»، فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك ذلك فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر رضي الله عنه وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرت خديجة حديثه له، وقالت: يا عتيق، اذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده، فقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال: «ومن أخبرك»؟ قال: خديجة، فانطلقا إليه، فقصا عليه، فقال: «إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد، وأنطلق هاربا في الأرض»، فقال له: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت، حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه يا محمد، قل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين حتى بلغ ولا الضالين قل: لا إله إلا الله، فأتى ورقة، فذكر ذلك له، فقال له ورقة: أبشر، ثم أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك لنبي مرسل وأنك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك، فلما توفي ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لقد رأيت القس في الجنة عليه الثياب الحرير، لأنه آمن بي وصدقني يعني ورقة
962 - وحدثنا أبو علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: وقد قال ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي فيما كانت ذكرت له خديجة رضي الله عنها من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون: فإن يك حقا، يا خديجة، فاعلمي حديثك إيانا فأحمد مرسل وجبريل يأتيه، وميكال، معهما من الله وحي يشرح الصدر منزل يفوز به من كان فيها بتوبة ويشقى به العات الغوي المضلل فريقان: منهم فرقة في جنانه وأخرى بألوان الجحيم تغلل إذا ما دعوا بالويل فيها تتابعت مقامع في هاماتهم ثم من عل فسبحان من تهوى الرياح بأمره ومن هو في الأيام ماشاء يفعل ومن عرشه فوق السماوات كلها وأقضاؤه في خلقه لا تبدل وقال ورقة بن نوفل في ذلك أيضا: يا للرجال لصرف الدهر والقدر وما لشيء قضاه الله من غير حتى خديجة تدعوني لأخبرها وما لها بخفي الغيب من خبر جاءت لتسألني عنه لأخبرها أمرا، أراه سيأتي الناس من أخر فخبرتني بأمر قد سمعت به فيما مضى من قديم الدهر والعصر بأن أحمد يأتيه فيخبره جبريل: أنك مبعوث إلى البشر فقلت: عل الذي ترجين منجزه لك الإله، فرجي الخير وانتظر وأرسليه إلينا، كي نسائله عن أمره، ما يرى في النوم والسهر؟ فقال حين أتانا: منطقا عجبا يقف منه أعالي الجلد والشعر إنى رأيت أمين الله واجهني في صورة أكملت في أهيب الصور ثم استمر فكاد الخوف يذعرني مما يسلم ما حولي من الشجر فقلت: ظني، وما أدري أيصدقني أن سوف يبعث يتلو منزل السور وسوف أبليك إن أعلنت دعوتهم مني الجهاد بلا من ولا كدر