*؛* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *؛*
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن ركن من أركان الإيمان الستة ولا يصح إيمان مؤمن إلا به ومن كفر به فهو كافر متوعد بالنار بل ومن شك فيه فهو أيضا كافر، وذلك للأدلة التالية:
1- قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل}.
2- قال تعالى: { فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا}. (التغابن)
قال ابن جرير الطبري: (يقول: {وآمنوا بالنور الذي أنزلنا}وهو هذا القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم).
3- قال تعالى: { وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين} (الحديد).
4- قال تعالى: { بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب}.
5- في حديث جبريل الطويل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره".
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: مسائل اعتقاديه، تبحث في كتب الاعتقاد وتشمل أمورا منها:
* أن القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود تكلم الله به بحرف وصوت.
* أن القرآن تكلم الله به فسمعه منه جبريل فبلغه للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسمعه منه الصحابة فسمعه منهم التابعون وهكذا حتى وصل إلينا بالتواتر.
* من كفر به فهو كافر وكذا من قال أنه تغير أو تبدل أو كُتِم بعضه لأنه مكذب بما جاء فيه من وعد الله بحفظه ومتهم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بالكذب أو الكتمان.
* الإيمان بوعده ووعيده وكافة أخباره تصديقا جازما لا ريب فيه.
* تحليل حلاله وتحريم حرامه والعمل بأوامره وأحكامه قدر الطاقة.
* عدم ضرب بعضه ببعض.
* رد مشتبهة على محكمه.
* أن يكل ما لا يعلمه إلى عالمه.
* الإيمان بأنه لا تناقض ولا تعارض في القرآن.
والمسائل الاعتقادية تشمل:
# أحكام: كمعرفة ما يجب اعتقاده في القرآن وما يُعَد يدعه ودرجة البدعة بمعنى هل هي مُكفِّرَة أو مُفسِّقَة .
# آداب: كأن يدرس المسائل الاعتقادية في القرآن وفق منهاج أهل السنة في التلقي والاستدلال وأن يحذر أساليب أهل البدع في بحث تلك المسائل ويعرف أصول بدعهم حتى لا يغتر بمقالاتهم ولا يلتبس عليهم زخرفتهم للقول، وعليه تجنب المراء في القرآن وألا يتكلم إلا بعلم و ألا يضرب بعض القرآن ببعض بل يرد متشابهه لمحكمه.
النوع الثاني: مسائل سلوكية: وتشمل أصلين مهمين هما:
#الأصل الأول: البصائر والبينات:
أو كما سماها بعض من كتب في علم السلوك (المعارف والحقائق) وهو اسم أخص مما جاء في النصوص فقد قال سبحانه:
{هذا بصائرُ للناس وهدىً ورحمةٌ لقوم يوقنون} (الجاثية)وقال تعالى: {أفمن كان على بينةٍ من ربه كمن زُيِّن له سوء عمله واتبعوا أهواءهم} (محمد).
وهذا الأصل يعني بالجانب المعرفي فهو قائم على العلم ومثمر لليقين.
# الأصل الثاني: إتباع الهدى أي امتثال الأمر واجتناب النهي والطاعة حسب الاستطاعة.
وهذا الأصل يعني بالجانب العملي فهو قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى.
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلَا للاهتداء بالقرآن.
تنقسم الأمثال لقسمين:
النوع الأول: أمثال صريحة: وهي التي يذكر فيها لفظ (المثل) صراحة ، كقوله تعالى: {مثل الذين حملوا التوراةَ ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين} (الجمعة).
النوع الثاني: أمثال كامنة: وهي لا يصرح فيها بلفظ المثل ولكنها تفيد معنى المثل ، كقوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}. فقد سماه الله (مثلا) رغم أنه لم يصدره بلفظ (المثل).
يكون عقل الأمثال أصلا للاهتداء بأمرين:
1- بفهمها والتفكر فيها وفقه مقاصدها وهذا يورث الإنسان التصديق الحسن والرهبة والرغبة واليقين.
2- بالاعتبار بها والعمل بما أرشدت إليه؛ وهذا يورث المرء زكاة النفس وطهارتها وصلاح الباطن والخارج.
فلابد بين الجمع بين التبصر بها لأنها من البينات وبين العمل بهداها ليكونالمرء عاقلا لها ، قال تعالى {وتلك الأمثال نضربها للناس ولا يعقلها إلاالعالمون} وقال تعالى: {واضرب لهم مثل الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه.}. فقد آتاه الله البينات أي العلم لكنه لم يتبع هداها بل اتبع هواه فأخلد للأرض.
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
فوائد الإيمان بالقرآن جليلة ولا حصر لها ، ومنها:
1- أنه هادٍ للإنسان لربه فهو يعرفه عليه بأسمائه وصفاته وأثارها في مخلوقاته وأوامره، وكذا يعرفه بربه من أفعاله وسننه الجارية في الكون، ويعرفه بما يسخط الرب سبحانه وتعالى وبما يرضيه، وكذا يعرفه ببعض حكم الله وأسراره في الكون أو في خلقه.
2- أنه هادٍ للمسلم للتي هي أقوم في كل شؤونه، فما من أمر من حياته إلا ولله هدى يحب أن يتبعه عباده فيه علمه من علمه وجهله من جهله ، وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى فكلما كان المسلم أكثر إتباعا لهدايات القرآن كلما زاد نصيبه من تلك البشارات ومن رحمة الله. قال تعالى: {هدى ورحمة للمحسنين} (لقمان) وقال تعالى: {هدى وبشرى للمؤمنين} (النمل).
3- يحمل المسلم على تلاوة كتاب ربه فيكون في عبادة وذكر لربه ، ويكون الإيمان بالقرآن بابا للحسنات وسببا لزيادة إيمان المرء وتثبيته، وكلما زاد من القراءة كلما كان أكثر سكينة واطمئنانا .
4- يحمل المسلم على تدبر كتاب ربه فيزيد بذلك تبصرا وعلما فيزداد يقينا مما يدفعه هذا للعمل بهدى ربه فيزداد زكاة في نفسه وطهارة لقلبه وصلاحا في عمله.
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أن الكلام صفة ذاتية للرب سبحانه وتعالى باعتبار نوعها وفعلية باعتبار آحاد كلامه سبحانه؛ بمعنى أن الله سبحانه وتعالى متكلما منذ الأزل وهو يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء، وهو سبحانه يتكلم بحرف وصوت يسمعه من شاء من عباده، وكلامه لا يشبه كلام المخلوقين بل يتكلم كما يليق بجلاله وعظمة سلطانه ، وكلماته لا تنفذ سبحانه ، قال تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}.
ملاحظة: أعتذر عن التأخر لانقطاع الشبكة عندي الفترة الماضية.