بسم الله الرحمان الرحيم
ما جاء في اللو
الآيات التي جاءت في الباب
قال سبحانه وتعالى في [آل عمران :154] {يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا}
وقال أيضا: [آل عمران :16] {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا}
نص الحديث:
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)
*والحديث مقتطع من الحديث الذي مطلعه (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المومن الضعيف وفي كل خير. )
المسائل العلمية
1/ ما جاء عن لو في آيات آل عمران.
2/ النهي الصريح عن قول "لو" مع تعليل النهي.
3/ الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله جل في علاه.
4/ النهي عن العجز.
1/ ما جاء عن لو في آيات آل عمران.
{يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا} هذا قول مُعتب بن قُشير حكاه القرآن الذي سمعه عبد الله بن الزبير بعد أن اشتد الخوف على الصحابة فأرسل الله النوم عليهم راحة وتسلية وجنديا من جنود الله. فهذا قدر مقدر وما يعقبه من الكلام المشوب بلو فيه نوع معاندة للقدر وجلب للتحسر والندم وفتح باب للشيطان عريض.
لا ينجي حذر من قدر وهذا رد على المثبطين وأمثالهم مثل عبد الله بن أبي الذي ثبطهم عن الخروج ووسوس إلى ثلث الجيش ورده بعد الخروج. يستوي في ذلك من هو بين الصفوف في ساحة الوغى ومن هو ظاهريا آمن في سربه وسط البروج المشيدة: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم.}
2/ النهي الصريح عن قول "لو" مع تعليل النهي.
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول لو (وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا) والتعليل جاء بعده واضحا جليا (فإن لو تفتح عمل الشيطان) وكل ما يعطي للشيطان فرصة لمد حباله والكيد لبني آدم فقد نهينا عنه سدا للطريق عليه. وجاء النهي في حديث لا غنى للمومن عنه فبه سعادته وبعده عن السخط والغضب والحسرة والآفات.
3/ الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله جل في علاه.
احرص على ما ينفعك من خير كما أومأ إلى ذلك خير البشر واستعن بالله فإنه لا شيء يحصل مباركا فيه دون أن يُستعان فيه بالله. قال الله: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله الغني} فنحن مفتقرون إليه وقال: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة 4 ] في سورة نقرأ بها آناء الليل وأطراف النهار.
4/ النهي عن العجز
نهى نبينا الكريم عن العجز الذي يكبل الإنسان ويجعله فريسة سهلة للشيطان يفعل به ما يشاء. وأكد النهي فلم يقل ولا تعجز وإنما قال ولا تعجزن باستعمال نون التوكيد الشديدة.
توضيح بخصوص لو
ليست لو دائما مذمومة تأتي بمعنى معاندة القدر وجلب التحسر فيخرج منها أمثال هذه:
((لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لأََتْمَمْتُ الْبَيْتَ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ)).
و ((لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ)).
و ((لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأََمَرْتُهُمْ باِلسِّوَاكِ)) وشِبْهِ ذلكَ.
تم بحمد الله ومنه.