كتاب الواو
قال إسماعيل بن أحمد الضرير النيسابوري الحيري (ت: 431هـ): (كتاب الواو
وهو على ثلاثة عشر بابا
الود. الوجه. الواو المفردة. الولد. وسع. وصى. الولي. الوكيل. الولاية. الوادي. ورا. الوحي. الوتر.
باب الود على خمسة أوجه
أحدها: التمني، كقوله: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} (البقرة 96).
والثاني: المعرفة، كقوله: {[و لئن] أصابكم فضل من اللّه ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة} (النساء 73).
والثالث: المحبة، كقوله: {إن ربي رحيم ودود} (هود 90)، وفي البروج (الآية 14): {وهو الغفور الودود}، وفي مريم (الآية 96): {سيجعل لهم الرحمن ودا}.
والرابع: الصلة، كقوله: {إلا المودة في القربى} (الشورى 23).
والخامس: النصيحة، كقوله: {تلقون إليهم بالمودة} (الممتحنة 1)، وقوله: {تسرون إليهم بالمودة} (الممتحنة 1)، وقوله: {منهم مودة} (الممتحنة 7).
باب الوجه على سبعة أوجه
أحدها: الرضاء، كقوله في البقرة (الآية 115): {فأينما تولوا فثم وجه اللّه}، {وما تنفقون إلا ابتغاء وجه اللّه} (البقرة 272)، وقوله: {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه اللّه} في الروم (الآية 39).
والثاني: الدين، كقوله: {بلى من أسلم وجهه للّه وهو محسن} (البقرة 112).
والثالث: العين، كقوله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} (البقرة 144).
والرابع: الوجه بعينه، كقوله: {فولوا وجوهكم شطره} (البقرة 144 و150)، وقوله: {فاغسلوا وجوهكم}، وقوله: {فامسحوا بوجوهكم} (النساء 43)، و(المائدة 6).
والخامس: الملة، كقوله: {ولكل وجهة هو موليها} (البقرة 148).
والسادس: صلة، كقوله: {كل شيء هالك إلا وجهه} (القصص 88)، وقوله: {ويبقى وجه ربك} (الرحمن 27).
[والسابع: الأول، كقوله: {وجه النهار} في آل عمران (الآية 72).
باب الواو المفردة على سبعة وعشرين وجها
أحدها: الاستئناف والابتداء، كقوله في براءة (الآية 15): {ويتوب اللّه على من يشاء}.
والثاني: واو العطف والنسق، كقوله: {والذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة}، إلى قوله: {وبالآخرة هم يوقنون} (البقرة 3).
والثالث: واو القسم، كقوله: {والنجم إذا هوى} (والنجم 1)، وقوله: {والسماء ذات البروج} (البروج 1)، وقوله: {والسماء والطارق} (الطارق 1)، {والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين} (التين 1-3).
والرابع: واو الصرف، كقوله في البقرة (الآية 42): {وتكتموا الحق}، وفي آل عمران (الآية 142): {ويعلم الصابرين}، وفي الأعراف (الآية 127): {ويذرك وآلهتك}.
والخامس: واو الحال، كقوله في البقرة (الآية 161): {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار}.
والسادس: الواو المقحمة والزيادة والصلة، كقوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} (الأنعام 75)،]([1])
وقوله: {وأوحينا إليه لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون} (يوسف 15)، وقوله: {وناديناه أن يا إبراهيم} (الصافات 104).
والسابع: واو السر عن بعض العارفين، وهو قوله: {وناديناه أن يا إبراهيم} (الصافات 104). فقالوا: أسر نبي اللّه وخليله، فأراد أن لا يطلع عليه أحد من المخلوقين، فأشار إليه بالواو، فقال: {وناديناه أن يا إبراهيم} (الصافات 104).
والثامن: واو النعت، وهو الذي يدخل في النعوت، سقوطه وثبوته سواء، كقوله: {مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع} (هود 24) معناه.
والتاسع: واو المضمر، كقوله: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير} (آل عمران146)، أي ومعه جمع كثير.
والعاشر: الواو المنقلبة من الهمزة، كقوله: [{وإذا الرسل أقتت} (المرسلات 11)، بالهمزة وبغير الهمزة.
والحادي عشر: واو الغمور، كقوله: {التائبون العابدون الحامدون}، إلى قوله: {والناهون عن المنكر} (التوبة 112).
والثاني عشر: واو التحقيق، كقوله: {وثامنهم كلبهم} (الكهف 22)، أي حقق اللّه هذا العدد من غيره.
والثالث عشر: واو التمييز، كقوله: {ثيبات وأبكارا} (التحريم 5).
والرابع عشر: واو الثمانية، كقوله: {وفتحت أبوابها} (الزمر 73). وقيل هذه الواو واو الحال، كقوله: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} (ص 50).
والخامس عشر: واو الأصل، كقوله: {فاغسلوا وجوهكم} (المائدة 6)، وقوله: {وجهت وجهي} (الأنعام 79).
والسادس عشر: واو الجمع، كقوله: {يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة} (البقرة 3).
والسابع عشر: واو يوجب التفريق، كقوله: {وسبعة إذا رجعتم} (البقرة 196).
والثامن عشر: واو يوجب الترتيب، كقوله: {فاغسلوا وجوهكم}، إلى قوله: {وأرجلكم إلى الكعبين} (المائدة 6).
والتاسع عشر: واو يوجب الجمع، كقوله: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} (الآية التوبة60)
والعشرون: واو المفعول، كقوله: {والظالمين أعد لهم عذابا أليما} (الإنسان 31). تدخل هذه الواو علامة لرجوعها إلى ما بعدها دون ما قبلها، وسمي واو المفعول.
والحادي والعشرون: الواو بمعنى أو كقوله: {جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} (فاطر 1)، ومعناه أو ثلاث أو رباع.
والثاني والعشرون: واو بمعنى حتى، كقوله في الأنعام (الآية 27): {ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين}، بمعنى حتى، يكون على قراءة النصب، وكقوله في الفتح (الآية 16): {تقاتلونهم أو يسلمون}، ومعناه حتى يسلموا.
والثالث والعشرون: الواو بمعنى الفاء، كقوله: {سمعنا وأطعنا} (المائدة 7)، وكقوله: {ولا تعتدوا إن اللّه لا يحب المعتدين} (المائدة 87)، وكقوله: {فاضرب به ولا تحنث} (ص 44).
والرابع والعشرون: الواو بمعنى مع، كقوله: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} (الأنبياء 83)، معناها مع ما أنت أرحم الراحمين.
والخامس والعشرون: بمعنى اللام، كقوله: {ونري فرعون وهامان وجنودهما} (القصص 6)، معناه لنري فرعون وهامان وجنودهما.
والسادس والعشرون: واو البناء، كقوله: {إنا أعطيناك الكوثر} (الكوثر 1)، فلحق بناء الثلاثي ببناء الرباعي، فهذه الواو (واو البناء).
والسابع والعشرون: الواو المقلوبة من الياء، كقوله: {وما كانت أمك بغيا} (مريم 28)، وكان أصله بغويا.
باب الولد على وجهين
أحدهما: الولد بعينه، كقوله: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا} (مريم 88)، و(الأنبياء 26)، وقوله: {تخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا} (مريم 91)، وقوله: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا} (مريم 92).
والثاني: الصغير، كقوله: {ألم نربك فينا وليدا} (الشعراء 18).
باب الوسع على وجهين
أحدهما: الغنى، كقوله: {واللّه واسع عليم}، حيث كان (البقرة 247 وغيرها من سور أخرى).
والثاني: الملء، كقوله: {وسع كرسيه السموات والأرض} (البقرة 255)، وقوله: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} (غافر 7)، وقوله: {وسع ربي كل شيء علما} (الأنعام80)، نظيرها في الأعراف (الآية 89).
باب وصى على وجهين
أحدهما: الوصية بعينها، كقوله: {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب} (البقرة 133)، وفي النساء (الآية 11 و12): {من بعد وصية يوصى بها أو دين} في مواضع أربعة.
والثاني: الأمر، كقوله: {يوصيكم اللّه في أولادكم} في النساء (الآية 11)، والأنعام (الآية 151 -153): {وصيكم به} في مواضع ثلاثة، وفي عسق (الآية 13): {ما وصى به نوحا وما وصينا به إبراهيم وموسى}.
باب الولي على ثمانية أوجه
أحدها: الحافظ والناصر، كقوله: {اللّه ولي الذين آمنوا} (البقرة 257)، وقوله: {إنما وليكم اللّه ورسوله} (المائدة 55)، وقوله: {أنت وليي في الدنيا والآخرة} (يوسف 101).
والثاني: الرب تبارك وتعالى، كقوله: {قل أغير اللّه أتخذ وليا} (الأنعام 14)، وقوله: {قل أغير اللّه أبغي ربا}، (الأنعام 164)، وقوله في الأعراف (الآية 3): {ولا تتبعوا من دونه أولياء}، وقوله: {إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون اللّه} (الأعراف 30).
والثالث: الصاحب، كقوله في بني إسرائيل (الآية 111): {ولم يكن له ولي من الذل}، وقوله: {فلن تجد له وليا مرشدا} (الكهف 17)، وقوله: {ومن يضلل اللّه فما له من ولي من بعده (الشورى 44).
والرابع: الولد، كقوله: {فهب لي من لدنك وليا} (مريم 5).
والخامس: الآلهة، كقوله: {مثل الذين اتخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت} (العنكبوت 41)، وقوله: {أم اتخذوا من دونه أولياء فاللّه هو الولي} (الشورى 9).
والسادس: الولي في الدين، كقوله في آل عمران (الآية 28): {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين}، نظيرها في النساء (الآية 139)، وفي المائدة (الآية 51): {لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض}.
والسابع: الولي في النصيحة، كقوله في الممتحنة (الآية 1): {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}.
والثامن: الولي القريب، كقوله في البقرة (الآية 107)، والنساء (الآية 173)، والعنكبوت (الآية 122)، وعسق (الآية 46): {وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون اللّه}.
باب الوكيل على أربعة أوجه
أحدها: حرزا، كقوله: {أم من يكون عليهم وكيلا} (النساء 109).
والثاني: المصيطر، كقوله: {وما أنت عليهم بوكيل}، حيث جاء (الأنعام 107 وغيرها).
والثالث: الشهيد، كقوله: {واللّه على كل شيء وكيل}، حيث كان (هود 12 وغيرها من سور أخرى).
والرابع: الرب سبحانه وتعالى، كقوله: {وكفى باللّه وكيلا}، حيث كان (النساء 81 وغيرها من سور أخرى)، وقوله: {أن لا تتخذوا من دوني وكيلا} (الإسراء 2)، وقوله: {لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا} (المزمل 9).
باب الولاية على وجهين
أحدهما: الميراث: {ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا} (الأنفال 72).
والثاني: النصر والولاية، كقوله: {هنالك الولاية للّه الحق} (الكهف 44).
باب الوادي على وجهين
أحدهما: القلوب، كقوله: {فسالت أودية بقدرها} (الرعد 17).
والثاني: الذي لا نبات فيه ولا زرع، كقوله: {بواد غير ذي زرع} (إبراهيم 37).
باب الوراء على ثلاثة أوجه
أحدها: بمعنى سواء، كقوله في البقرة (الآية 91): {ويكفرون بما وراءه وهو الحق}.
والثاني: بمعنى بعد، كقوله: {ومن وراء إسحاق يعقوب} (هود 71)، اي بعد إسحاق ويعقوب، وقوله في المؤمنين (الآية 7)، والمعارج (الآية 31): {فمن ابتغى وراء ذلك}.
والثالث: القدام، كقوله في إبراهيم (الآية 16): {من ورائه جهنم}، وقوله: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} (الكهف 79)، وقوله: {من ورائهم جهنم} في الجاثية (الآية 10)، وقوله: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} (المؤمنون 100).
باب الوحي على خمسة أوجه
أحدها: وحي السماء بعينه، كقوله: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل} الآية (النساء 163)، وقوله: {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك اللّه} (الشورى 2)، وفي النجم (الآية 4): {إن هو إلا وحي يوحى}، {فأوحى إلى عبده ما أوحى} (النجم 10).
والثاني: الالهام، كقوله في المائدة (الآية 111): {وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي} وقوله: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} (القصص 7)، وقوله: {وأوحى ربك إلى النحل} (النحل 68).
والثالث: الكتابة، كقوله: {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} (مريم 11).
والرابع: الأمر، كقوله: {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} (الأنعام 112)، وقوله: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم} (الأنعام 121)، وقوله: {وأوحي في كل سماء أمرها} (فصلت 12).
والخامس: القول، كقوله: {بأن ربك أوحى لها} (الزلزلة 5)، أي قالها.
باب الوتر على وجهين
أحدهما: النقصان، كقوله في سورة محمد صلى اللّه عليه وسلم (الآية 35): {ولن يتركم أعمالكم}.
والثاني: هو اللّه عز وجل، كقوله: {والشفع والوتر} (الفجر 3)، الشفع: الخلق، والوتر: (اللّه عز وجل)([2]) ). [وجوه القرآن: 546-؟؟؟]
([1]) هذه الصفحة سقطت من الأصل المعتمد، وتم إدراجها من نسخة أخرى بتحقيق: د. نجف عرشي، مجمع البحوث الإسلامية بإيران.
([2])هذا الجزء سقط من الأصل المعتمد، وتم إدراجه من نسخة أخرى بتحقيق: د. نجف عرشي، مجمع البحوث الإسلامية بإيران.