دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1431هـ/5-05-2010م, 04:26 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الصلاة: القسم الأول: الباب الثاني: صلاة الجماعه (3)


[النوع] الثاني: في مسابقة الإمام
3889 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أما يخشى أحدكم - أو ألا يخشى أحدكم - إذا رفع رأسه من ركوع أو سجود قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار؟» أخرجه الجماعة إلا الموطأ.

3890 - (ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «الذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام فإنما ناصيته بيد شيطان» أخرجه الموطأ.
3891 - (م س) أنس بن مالك: قال: «صلّى بنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال: أيّها النّاس، إني إمامكم، فلا تسبقوني بالرّكوع، ولا بالقيام، ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومن خلفي، ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: الجنة والنّار» أخرجه مسلم والنسائى.
3892 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال: «كنّا نصلّي خلف النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فإذا قال: سمع الله لمن حمده، لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- جبهته على الأرض». أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال: «كنا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لا يحنى أحد منّا ظهره حتى نراه قد سجد». زاد في رواية «ثم نخرّ من وراءه سجّدا». وفي رواية أبي داود: «أنهم كانوا إذا رفعوا رؤوسهم من الركوع مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاموا قياما، فإذا رأوه قد سجد سجدوا» وفي أخرى له «أنّهم كانوا يصلّون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذ ركع ركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، لم نزل قياما حتى نراه قد وضع جبهته بالأرض، ثم يتبعونه» وفي أخرى له «كنا نصلّي مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلا يحنو أحد منا ظهره حتى نرى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصنع».
وأخرج النسائي رواية أبي داود الأولى، وأخرج الترمذي: «كنا إذا صلينا خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع رأسه من الركوع، لم يحن رجل منا ظهره حتى يسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنسجد».

[شرح الغريب]
لم يحن: حنيت ظهري، وحنيت العود: إذا عطفته، وحنوت، لغة فيه، وقد جاءا معا في الحديث حنى يحني ويحنو وحنوت عليه: أي عطفت عليه، من الحنو والشفقة، وكأن المعنى: يرجع إليه.
نخر: خر: إذا وقع من عال، والمراد به: الهوي للسجود، وكذلك أراد بقوله: يضع.

3893 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تبادروني بركوع ولا بسجود، فإني مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت إني قد بدّنت» أخرجه..
[شرح الغريب]
بدنت: بدن الرجل بالتشديد: إذا كبر وبدن بالتخفيف: إذا سمن.

3894 - (م) عمرو بن حربت - رضي الله عنه -: قال: «صلّتت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفجر، فسمعته يقرأ: {فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس} وكان لا يجني رجل منا ظهره حتى يستتمّ ساجدا» أخرجه مسلم.
[النوع] الثالث: في المسبوق
3895 - (خ م د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة كلّها». أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية أبي داود قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدّوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة» وفي رواية الموطأ قال: كان أبو هريرة يقول: «من أدرك الركعة فقد أدرك السجدة، ومن فاتته قراءة أمّ القرآن فقد فاته خير كثير».

3896 - (ت) علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما -: قالا: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال، فليصنع كما يصنع الإمام» أخرجه الترمذي.
3897 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: «إذا فاتتك الركعة فقد فاتتك السجدة». أخرجه الموطأ.
3898 - (م ط د س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: «أنه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبوك، قال: فتبرّز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الغائط، فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه - ثم ذكر ضيق كمّي الجبّة، وأنه غسل ذراعيه إلى المرفقين - ثم توضأ على خفيه، قال: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف فصلّى لهم، فأدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إحدى الركعتين، فصلّى مع الناس الركعة الأخيرة، فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاته أقبل عليهم، ثم قال: أحسنتم - أو قد أصبتم - يغبّطهم: أن صلوا الصلاة لوقتها». وفي أخرى قال: «تخلّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتخلّفت معه، فلما قضى حاجته قال: أمعك ماء؟ فأتيته بمطهرة، فغسل كفّيه ووجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه، فضاق كمّ الجبّة، فأخرج يديه من تحت الجبّة، وألقى الجبة على منكبيه، وغسل ذراعيه، ومسح بناصيته، وعلى العمامة، وعلى خفّيه، ثم ركع وركبت معه، فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف، وقد ركع بهم ركعة، فلما أحسّ بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذهب يتأخّر، فأومأ إليه، فصلّى بهم، فلما سلّم قام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقمت، فركعنا الركعة التي سبقتنا»، ولهذا الحديث روايات مختصرة تتضمن ذكر الوضوء والمسح على الخفين، تجيء في «كتاب الطهارة» من حرف الطاء. وهذا المذكور هاهنا أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية الموطأ «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذهب لحاجته في غزوة تبوك، قال المغيرة: فذهبت معه بماء فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسكبت عليه الماء، فغسل وجهه، ثم ذهب يخرج يديه من كمّي جبّته، فلم يستطع من ضيق كمّ الجبّة، فأخرجهما من تحت الجبة فغسل يديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفّين، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الرحمن بن عوف يؤمّهم، وقد صلّى لهم ركعة، فصلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الركعة التي بقيت عليهم، ففزع الناس، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته، قال: أحسنتم» وأخرج النسائى الرواية الثانية، وأخرج البخاري تلك الروايات التي تذكر في «كتاب الطهارة» فلهذا لم نثبت له هاهنا علامة.
[شرح الغريب]
فتبرز قبل الغائط: الغائط: موضع قضاء الحاجة، والتبرز إليه: الخروج نحوه، وأصل التبرز: من البراز، وهو الموضع الذي تقضي فيه الحاجة، وأصله: الفضاء الواسع من الأرض..
إداوة: الإدواة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء، كالسطيحة ونحوها.
أهريق: أراق الماء وهراقه وأهراقه: إذا بدده وأجراه من إنائه، والهاء فيه بدل من الهمزة، ثم جمع بينهما.
يغبطهم: العبطة: حسن الحال، وغبطت الرجل بالتشديد أي حسنت له ما فعل، ومدحته عليه.
بمطهرة: المطهرة كالإداوة يتوضأ منها، وهي مفعلة من الطهارة.
يحسر: حسر الثوب عن بدنه والعمامة عن رأسه: إذا كشفه.

[النوع] الرابع: في ارتفاع مكان الإمام
3899 - (د) عمار بن ياسر - رضي الله عنه -: «أمّ الناس بالمدائن وهو على دكّان، والنّاس أسفل منه، فتقدّم حذيفة إليه، فأخذ على يديه، فاتّبعه عمار حتى أنزله حذيفة من الدكان، فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة: ألم تسمع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أمّ أحدكم القوم فلا يقم في مكان أرفع من مكانهم؟ فقال له عمار: لذلك اتّبعتك حين أخذت علي يديّ» أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
دكان: الدكان: الدكة: وهو الموضع المرتفع يجلس عليه.

3900 - (د) همام بن الحارث النخعي الكوفي: قال: «إن حذيفة أمّ الناس بالمدائن على دكّان، فأخذ أبو مسعود بقيمصه فجبذه، فلما فرغ من صلاته قال: ألم تعلم أنّهم كانوا ينّهوّن عن ذلك؟ قال: بلى، تذكرّت حين مددتني» أخرجه أبو داود.
3901 - (م د س خ) أبو حازم بن دينار: «أن نفرا جاؤوا إلى سهل بن سعد - رضي الله عنه- قد تماروا في المنبر: من أي عود هو؟ فقال: أما والله إني لأعرف من أيّ عود هو ومن عمله، ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أول يوم جلس عليه قال: فقلت له يا أبا عباس، فحدّثنا، فقال: أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى امرأة - قال أبو حازم: إنه ليسمّيها يومئذ - انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلّم الناس عليها، فعمل هذه الثلاث درجات، ثم أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوضعت هذه الموضع، فهي من طرفاء الغابة ولقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام عليه فكبّر، وكبّر الناس وراءه وهو على المنبر، ثم رفع فنزل القهقري حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس، إنما صنعت هذا لتأتمّوا بي، ولتعلّموا صلاتي». أخرجه مسلم وأبو داود والنسائى.
وفي رواية: «ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...» وذكر نحوه في أعواد المنبر، ثم قال: «رأيت رسول الله صلّى عليها وكبّر وهو عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى وسجد في أصل المنبر، ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس فقال...» الحديث.
وفي رواية البخاري «أنه سئل: من أي شيء المنبر؟ فقال: من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة لرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقام عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين عمل ووضع، فاستقبل القبلة وكبّر، وقام الناس خلفه، فقرأ، وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقري فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ففعل مثل ذلك، فهذا شأنه» قال البخاري: قال علي بن عبد الله: سألني أحمد بن حنبل عن هذا الحديث؟ وقال: إنما أردت أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث، قال: فقلت له: إن سفيان بن عيينة كان يسأل عن هذا كثيرا فلم تسمعه منه؟ قال: لا. قال الحميدي، ففي هذا استفادة أحمد من ابن المديني، ورواية البخاري عن رجل عن أحمد.

[شرح الغريب]
تماروا: الامتراء والتماري: الشك في الأمر.
اثل: الأثل: شجر من شجر الطرفاء.

3902 - (خ د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي من الليل في حجرته، وجدار الحجرة قصير، فرأى الناس شخص النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقام ناس يصلّون بصلاته، فأصبحوا فتحدّثوا، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الثانية يصلّي، فقام ناس يصلّون بصلاته، فصنعوا ذلك جلس النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ولم يخرج، فلما أصبح ذكر ذلك ليلتين أو ثلاثا، حتى إذا كان بعد ذلك له الناس، فقال: إني خفت أن تكتب عليكم صلاة الليل». أخرجه البخاري، وأخرجه أبو داود مختصرا قال: قالت: «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة».
الفرع الثالث: في آداب المأموم
3903 - (خ م ط د س ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السّكينة والوقار، ولا تسرعوا فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتمّوا» وفي رواية قال: «إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وائتوها تمشون، وعليكم السّكينة، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتمّوا» أخرجه البخاري ومسلم، ولمسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ثوّب بالصلاة، فلا يسع إليها أحدكم، ولكن ليمش وعليه السكينة والوقار، فصلّ ما أدركت، واقض ما سبقك» زاد في رواية: «فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة» وأخرج الموطأ رواية مسلم المفردة، وفي رواية أبي داود والنسائي والترمذي الرواية الثانية من المتفق عليه، ولأبي داود أيضا «ائتوا الصلاة وعليكم السّكينة، فصلوا ما أدركتم، واقضوا ما سبقكم».

[شرح الغريب]
السكينة: فعيلة من السكون.

3904 - (خ م) أبو قتادة - رضي الله عنه -: قال: «بينما نحن نصلّي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى قال: ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال: فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة، فعليكم السكينة، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتموا» أخرجه البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
جلبة: الجلبة: الأصوات المرتفعة، والضجة المختلطة.

3905 - (خ د س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: «أنه انتهى إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصفّ، فذكر ذلك للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: زادك الله حرصا، ولا تعد» أخرجه البخاري.
وفي رواية أبي داود «أنه دخل المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- راكع، قال: فركعت دون الصفّ، ومشيت إلى الصف، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: أيّكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصفّ؟ قلت: أنا، قال: زادك الله حرصا، ولا تعد». وفي أخرى له قال: «إنه دخل المسجد». وذكر نحو رواية البخاري، وأخرج النسائي نحو رواية البخاري أيضا.

3906 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - قال: «كان ابن مسعود إذا أعجل يدبّ إلى الصف راكعا، وزيد بن ثابت مثله» أخرجه الموطأ.
3907 - (ط) نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم: «أن ابن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع، فأسرع المشي إلى المسجد» أخرجه الموطأ.
3908 - (خ م د ت س) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت وعليكم بالسكينة». أخرجه الجماعة إلا الموطأ، ولم يذكر النسائي «وعليكم بالسكينة».
3909 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الظهر، وأبو بكر خلفه، فإذا كبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبّر أبو بكر يسمعنا» أخرجه النسائي.
3910 - (د) مطرف بن طريف بن الحارثي: عن عامر قال: «لا يقول القوم خلف الإمام: سمع الله لمن حمده، ولكن يقولون: ربنا لك الحمد» أخرجه أبو داود.
3911 - (خ م ط د س) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلح في أناس معه، فحبس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحانت الصلاة، فجاء بلال إلى أبي بكر، فقال: يا أبا بكر، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد حبس وحانت الصلاة، فهل لك أن تؤمّ الناس؟ قال: نعم، إن شئت، فأقام بلال، وتقدّم أبو بكر فكبّر وكبّر الناس، وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي في الصفوف حتى قام في الصف، فأخذ الناس في التصفيق، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذهب يتأخّر، فأشار إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يده، فحمد الله، ورجع القهقرى وراءه، حتى قام في الصف، فتقدّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلّى للناس، فلما فرغ أقبل على الناس، فقال: يا أيّها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم في التصفيق، إنما التصفيق للنساء من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان الله، فإنه لا يسمعه أحد حين يقول: سبحان الله إلا التفت، يا أبا بكر، ما منعك أن تصلّي بالناس حين أشرت إليك؟ فقال أبو بكر: ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلّي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» وفي رواية «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر، ثم أتاهم يصلح بينهم، وأن الصلاة التي احتبس عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقدّم فيها أبو بكر: هي صلاة العصر» وفيه أنه قال للقوم: «إذا نابكم أمر فليسبّح الرجال، وليصفّح النساء».
وفي أخرى مختصرا: «أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموّا بالحجارة، فأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: اذهبوا بنا حتى نصلح بينهم» أخرجه البخاري ومسلم، وليس عند مسلم في هذه الرواية الآخرة قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأخرج الموطأ والنسائي وأبو داود الرواية الأولى، إلا أن رواية أبي داود انتهت عند قوله: «وإنما التصفيق للنساء» وأخرجه أبو داود في رواية أخرى قال: «كان قتال بين بني عمرو بن عوف، فبلغ ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأتاهم ليصل بينهم بعد الظهر، فقال لبلال: إنّ حضرت صلاة العصر ولم آتك فمر أبا بكر فليصلّ بالناس، فلما حضرت العصر أذّن بلال، ثم أقام، ثم أمر أبا بكر فتقدّم». وقال في أخره: «إذا نابكم شيء في الصلاة فليسبح الرجال، وليصفّح النساء». قال أبو داود: قال: عيسى بن أيوب: التصفيح للنساء، تضرب بأصبعين من يمينها على كفّها اليسرى، وأخرج النسائي أيضا رواية أبي داود هذه.

[شرح الغريب]
نابكم: ناب فلان كذا وكذا: أي عرض له مرة بعد أخرى.

3912 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله قال: «هل ترون قبلتي هاهنا؟ والله ما يخفى عليّ ركوعكم ولا خشوعكم وإني لأراكم من وراء ظهري» أخرجه البخاري ومسلم والموطأ.
3913 - (د) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول للنساء: «من كانت منكنّ تؤمن بالله واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رؤوسهم: كراهية أن يرين عورات الرجال» أخرجه أبو داود.
3914 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حضّهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة» أخرجه أبو داود.
الفرع الرابع: في القراءة مع الإمام، وفتحها عليه
القراءة
3915 - (د ت س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري: أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نعيم المؤذّن الصلاة، فصلّى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة بن الصامت وأنا معه، حتى صففنا خلف أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادة يقرأ بـ{أم القرآن}، فلما انصرف قلت لعبادة: سمعتك تقرأ: بـ{أم القرآن} وأبو نعيم يجهر؟ قال: أجل، صلى بنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعض الصلوات التي يجّهر فيها بالقراءة. قال: «فالتبست عليه القراءة، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه، وقال: هل تقرؤون إذا جهرت بالقراءة؟ فقال بعضنا: إنا لنصنع ذلك، قال فلا تفعلوا، وأنا أقول: مالي أنازع القرآن؟ فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرت إلا بـ {أم القرآن}» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي وأبي داود قال: «صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح، فثقلت عليه القراءة، فلما انصرف قال: إني أراكم تقرؤون وراء إمامكم، قال: قلنا: يا رسول الله، إي والله، قال: فلا تفعلوا، إلا بـ{أم القرآن} فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها». وفي رواية النسائى قال: «صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، فقال: لا يقرأنّ أحد منكم إذا جهرت بالقراءة إلا بـ{أم القرآن}».

3916 - (م د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر، فجعل رجل يقرأ خلفه، بـ{سبّح اسم ربّك الأعلى} فلما انصرف قال: أيّكم قرأ، أو أيّكم القارئ قال رجل: أنا، فقال: قد ظننت أن بعضكم خالجنيها» وفي رواية: «صلاة الظهر - أو العصر - بالشك» أخرجه مسلم، وفي رواية أبي داود والنسائي قال: «قد عرفت أن بعضكم خالجنيها».
3917 - (ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفا؟ فقال رجل: نعم. فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنا أقول: مالي أنازع القرآن!؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يجهر فيه حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الموطأ وأبو داود والترمذي والنسائى، وفي أخرى لأبي داود قال: «صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة - نظنّ أنها الصبح - بمعناه، إلى قوله: مالي أنازع القرآن؟» قال أبو داود: قال معمر: «فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» وفي أخرى قال أبو هريرة: «فانتهى الناس». وفي أخرى «أن قوله: فانتهى الناس» من كلام الزهري.
3918 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان إذا سئل: هل يقرأ أحد خلف الإمام؟ قال: إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام، وإذا صلى وحده فليقرأ، قال: وكان ابن عمر لا يقرأ خلف الإمام» أخرجه الموطأ.
3919 - (س) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم».
قال رجل من الأنصار: «وجبت هذه، فالتفت إليّ، وكنت أقرب القوم منه، فقال: ما أرى الإمام إذا أمّ القوم إلا قد كفاهم». قال النسائي: هذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يقرأ هذا مع الكتاب.

3920 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان إذا فاته شيء من الصلاة مع الإمام فيما يجهر فيه الإمام بالقراءة: أنه إذا سلم الإمام قام عبد الله، فقرأ لنفسه فيما يقضي، وجهر» أخرجه الموطأ.
3921 - (س) شبيب أبو روح: عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «أنه صلى صلاة الصبح، فقرأ (الروم) فالتبس عليه، فلما صلى قال: ما بال أقوام يصلّون معنا، لا يحسنون الطّهور؟ وإنما يليّس علينا القرآن أولئك». أخرجه النسائى.
الفتح على الإمام
3922 - (د) المسور بن يزيد المالكي - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-- وربما قال: شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - يقرأ في الصلاة، فيترك شيئا لم يقرأه، فقال له رجل: يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا، فهلا أذكرتنيها؟» زاد في رواية قال: «كنت أرى أنها نسخت» أخرجه أبو داود.

3923 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أن النبيّ-صلى الله عليه وسلم- صلّى صلاة، فقرأ فيها، فلبّس عليه، فلما انصرف قال لأبي: أصليت معنا؟ قال: نعم، قال: فما منعك» أخرجه أبو داود.
3924 - (مالك بن أنس قال: «بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى بالناس صلاة يجهر فيها، فأسقط آية، فقال: يا فلان، هل أسقطت في هذه السورة من شيء؟ قال: لا أدري، ثم سأل آخر، حتى سأل اثنين أو ثلاثا، كلّهم يقول: لا أدري، فقال هل فيكم أبي؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فهو لها إذا، ثم قال: يا أبيّ، هل أسقطت في هذه السورة من شيء؟ قال: نعم، آية كذا، قال: ما منعك أن تفتحها عليّ؟ قال: ظننت أنها نسخت أو رفعت، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله فما يدرون ما يتلى منه مما ترك، هكذا خرجت عظمة الله من قلوب بني إسرائيل، فشهدت أبدانهم، وغابت قلوبهم، ولا يقبل الله من عبد عملا، حتى يشهد بقلبه مع بدنه». أخرجه.....
3925 - (د) أبو إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن عليّ قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يفتح على الإمام في الصلاة». أخرجه أبو داود، وقال: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا الحديث منها.
الفرع الخامس: في المنفرد بالصلاة إذا أدرك جماعة
الأمر بالإعادة
3926 - (ط س) بسر بن محجن: عن أبيه محجن «أنه كان في مجلس مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأذّن بالصلاة، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلّى ورجع ومحجن في مجلسه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما منعك أن تصلّي مع الناس، ألست برجل مسلم؟ قال: بلى يا رسول الله، ولكني كنت قد صلّيت في أهلي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا جئت المسجد وكنت قد صلّيت في فأقيمت الصلاة، فصلّ مع النّاس وإن كنت قد صلّيت». أخرجه الموطأ والنسائى.

3927 - (د ت س) يزيد بن الأسود - رضي الله عنه -: قال: «شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجّته، فصلّيت معه صلاة الصّبح في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته انحرف، فإذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصلّيا معه، فجيء بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصلّيا معنا؟ فقالا: يا رسول الله إنا كنّا قد صلّينا في رحالنا، قال: فلا تفعلا، إذا صلّيتما في رحالكما، ثم أتيتما مسجد جماعة فصلّيا معهم، فإنّها لكم نافلة». أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
وفي أخرى لأبي داود: «أنه صلّى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو غلام شاب، فلما صلى إذا رجلان لم يصلّيا في ناحية المسجد...» وذكر الحديث.
وقال في الأولى: «في مسجدنا».

[شرح الغريب]
ترغد فرائصهما: الفرائص: جمع فريصة، وهي اللحمة من الجنب والكتف التي لا تزال ترعد - أي: تتحرك - من الدابة، فاستعير للإنسان، لأن له فريصة، وهي ترجف عند الخوف.

3928 - (ط د) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: «سأله رجل فقال: أصلّي في بيتي، ثم آتي المسجد فأجد الإمام يصلّي، أفأصلّي معه؟ فقال أبو أيوب: نعم، صلّ معه، فإن من صنع ذلك فإن له سهم جمع، أو مثل سهم جمع». أخرجه الموطأ. وفي رواية أبي داود قال: «سأله رجل من بني أسد بن خزيمة قال: يصلّي أحدنا في منزله الصلاة، ثم يأتي المسجد وتقام الصلاة، فأصلّي معهم، فأجد في نفسي من ذلك شيئا؟ فقال أبو أيوب: سألنا عن ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: فذلك له سهم جمع».
[شرح الغريب]
سهم جمع: قال الخطابي: يريد بقوله: سهم جمع: أنه سهم من الخبر جمع له فيه حظان، قال: وقال الأخفش: يريد به: سهم الجيش قال: والجمع الجيش هاهنا، واستدل بقوله تعالى: {فلما تراءى الجمعان} [الشعراء: 61] وبقوله تعالى سيهزم الجمع [القمر: 54].

3929 - (ط) ابن عمر - رضي الله عنهما -: «أن رجلا سأله فقال: إني أصلّي في بيتي، ثم أدرك الصلاة في المسجد مع الإمام، أفأصلّي معه؟ قال له: نعم، قال الرجل: أيّتهما أجعل صلاتي؟ قال ابن عمر: أو ذلك إليك؟ إنما ذلك إلى الله عزّ وجلّ، يجعل أيّتهما شاء». أخرجه الموطأ.
3930 - (د) يزيد بن عامر - رضي الله عنه -: قال: «جئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في الصلاة، فجلست، ولم أدخل معهم في الصلاة، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رآني جالسا، فقال: ألم تسلم يا يزيد؟ قلت: بلى يا رسول الله، قد أسلمت، قال: فما منعك أن تدخل مع الناس في صلاتهم؟ قال: إني كنت قد صلّيت في منزلي وأنا أحسب أن قد صلّيتم، فقال: إذا جئت الصلاة فوجدت النّاس فصلّ معهم، وإن كنت قد صلّيت، تكن لك نافلة، وهذه مكتوبة» أخرجه أبو داود.
3931 - (م ت س د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسول الله: «كيف أنت إذا كانت عليك امراء يميتون الصلاة» أو قال: «يؤخّرون الصلاة عن وقتها» قلت: ما تأمرني؟ قال: «صلّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلّ، فإنها لك نافلة».
وفي رواية «فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصلّ». وفي أخرى: «فإن أدركتك - يعني: الصلاة - معهم فصلّ، ولا تقل: إني قد صلّيت فلا أصلّي». وفي أخرى متصلا به: أن أبا ذرّ قال: «إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا مجدّع الأطراف، وأن أصلّي الصلاة لوقتها...» وذكر الحديث بمعناه، وفصل مسلم السمع والطاعة منه.
وأخرجه في المغازي أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وفي أخرى للنسائى عن أبي العالية البرّاء قال: «أخر زياد الصلاة، فأتاني عبد الله بن الصامت، فألقيت له كرسيا فجلس عليه، فذكرت له صنع زياد فعضّ على شفتيه، وضرب على فخذي، وقال: إني سألت أبا ذر كما سألتني؟ فضرب فخذي كما ضربت فخذك، وقال: إني سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما سألتني؟ فضرب فخذي كما ضربت فخذك فقال: -صلى الله عليه وسلم-: صلّ الصلاة لوقتها، فإن أدركت معهم فصلّ،، ولا تقل: إني قد صلّيت، فلا أصلّي».

[شرح الغريب]
مجدع الأطراف: الجدع: قطع الأطراف، وعبد مجدع الأطراف: مقطوع الأنف أو اليد أو الرجل ونحو ذلك.

3932 - (م د س) عمرو بن ميمون الأودي قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن، رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلينا، قال: فسمعت تكبيرة مع الفجر - رجل أجشّ الصوت - قال: فألقيت عليه محبّتي، فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتا، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده، فأتيت ابن مسعود، فلزمته حتى مات، قال: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلّون الصلاة لغير ميقاتها؟ قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله؟ قال: صلّ الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سبحة». أخرجه أبو داود.
وفي رواية مسلم: قال الأسود وعلقمة: أتينا ابن مسعود في داره، وكانت بجنب المسجد، فقال: «أصلّى هؤلاء خلفكم؟ قلنا: لا، فقال: قوموا فصلّوا، فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة، قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذ بأيدينا، فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا، وطبّق بين كفّيه، ثم أدخلهما بين فخذيه، قال: فلما صلى قال: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخّرون الصلاة عن ميقاتها، ويختنقونها إلى شرق الموتى، فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك فصلّوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سبحة، وإذا كنتم ثلاثة فصلّوا جميعا، وإذا كنتم أكثر من ذلك، فليؤمّكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم، فليفرش ذراعيه على فخذيه، وليجنأ وليطبّق بين كفّيه، فلكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأراهم».
وفي رواية النسائي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لعلكم ستدركون أقواما يصلّون الصلاة لغير وقتها، وفإن أدركتموهم فصلّوا الصلاة لوقتها، وصلّوا معهم، واجعلوها سبحة».
وفي أخرى قالا: «دخلنا على عبد الله نصف النهار، فقال: إنه سيكون أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة، فصلّوا لوقتها، ثم قام فصلّى بيني وبينه، وقال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي».

[شرح الغريب]
أجش الصوت: رجل أجش الصوت، أي: غليظ الصوت بغنة.
سبحة: السبحة هاهنا: النافلة من الصلوات، وقد ذكرت.
ميقاتها: الميقات: مفعال من الوقت.
يخنفونها: أي يؤخرونها، يقال: خنقت الوقت: أي: أخرته وضيقته.
شرق الموتى: هو حين تدنو الشمس للغروب، يقال: شرقت الشمس شرقا: إذا ضعف لونها، لأن لونها في آخر النهار عند الغروب. يحمر ويضعف، ولما كان ضوؤها عند ذلك الوقت ساقطا على المقابر أضافه إلى الموتى، وقيل، هو أن يشرق المحتضر بريقه، فأراد أنهم يصلونها، ولم يبق من النهار إلا قدر ما يبقى من نفس المحتضر.
وليجنأ: قد جاء في الحديث هذه اللفظة «وليجنأ» فإن كانت بالحاء فهو من حنا ظهره: إذا عطفه، وقد تقدم ذكره، وإن كان بالجيم فهو من جنأ الرجل على الشيء. وجانأ عليه: إذا أكب عليه. وكلا المعنيين متقارب، والذي قرأناه في كتاب الحميدي: بالحاء، والذي قرأناه في كتاب مسلم: بالجيم، والله أعلم.

3933 - (د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّها ستكون عليكم بعدي أمراء تشغلهم أشياء عن الصلاة لوقتها، حتى يذهب وقتها، فصلّوا الصلاة لوقتها، فقال رجل: يا رسول الله،أصلّي معهم؟ قال: نعم». وفي رواية: «إن أدركتها أصلّيها معهم؟ قال: نعم إن شئت» أخرجه أبو داود.
3934 - (د) قبيصة بن وقاص - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يكون عليكم أمراء من بعدي يؤخّرون الصلاة، فهي لكم، وهي عليهم، فصلّوا معهم ما صلّوا القبلة» أخرجه أبو داود.
المنع من الإعادة
3935 - (د س) سليمان - مولى ميمونة - رضي الله عنها -: قال: «أتيت ابن عمر على البلاط، وهم يصلّون، فقلت: ألا تصلّي معهم؟ قال: قد صلّيت، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تصلّوا صلاة في يوم مرتين» أخرجه أبو داود والنسائى.

3936 - (ط) نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول: «من صلّى المغرب أو الصبح، ثم أدركهما مع الإمام فلا يعد لهما» أخرجه الموطأ.
الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة
3937 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة». قال حماد: ثم لقيت عمرو بن دينار فحدّثني به، ولم يرفعه، أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

3938 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن: «أنّ ابن عمر كان إذا جاء المسجد وقد صلّى الناس، بدأ بالصلاة المكتوبة، ولم يصلّ قبلها شيئا». أخرجه الموطأ.
3939 - (د) ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قضى الإمام الصلاة وتشهّد فأحدث قبل أن يتكلّم فقد تمت صلاته وصلاة من خلفه ممن أتمّ الصلاة» أخرجه أبو داود.
3940 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يصلّون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم». أخرجه البخاري.
3941 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أمّ النّاس فأصاب الوقت، فله ولهم، ومن انتقص من ذلك شيئا، فعليه ولا عليهم». أخرجه أبو داود.
3942 - (م د س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن ندعو ونرفع أيدينا، فقال: مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة، قال: ثم خرج علينا فرآنا حلقا، فقال: مالي أراكم عزين؟ ثم خرج علينا فقال: ألا تصفّون كما تصفّ المائكة عند ربّها؟ قلنا: يا رسول الله، وكيف تصفّ الملائكة عند ربها؟ قال: يتمّون الصفوف الأول، ويتراصّون في الصفّ». أخرجه مسلم وأخرجه أبو داود متفرّقا في ثلاثة مواضع، وأخرج النسائي المعنى الأول، وقد تقدّم ذكر ذلك في ذكر السلام والخروج من الصلاة.
[شرح الغريب]
حلقا: الحلقة بسكون اللام: حلقة الباب، وحلقة القوم، وجمعها حلق - بفتح الحاء واللام على غير قياس قاله الجوهري، قال: وقال الأصمعي: الجمع: حلق، مثل: بدرة وبدر، وقصعة وقصع، قال: وحكى يونس عن أبي عمرو: حلقة في الواحد، بالتحريك، والجمع: حلق، وقال ثعلب: كلهم يجيزه على ضعفه، وقال الشيباني: ليس في الكلام: حلقة بالتحريك إلا في جمع حالق، وهو الذي يحلق الشعر، والذي رويناه في كتاب مسلم حلقا مضبوطا بكسر الحاء، والله أعلم.
عزين: جمع عزة، وهي الحلقة من الناس، والأصل: عزوة، وهذا من الجموع النادرة الخارجة عن بابها.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصلاة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir