ترك الاحتجاج بمن عرف بالتساهل في رواية الحديث
قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيبُ البغدادي (ت: 463هـ): (أخبرنا أبو حازم -عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي -قال: أنا أبو أحمد -محمد بن أحمد بن الغطريف بن القاسم العبدي بجرجان -قال: ثنا أبو الحسن القافلائي, قال: ثنا الرمادي, قال: ثنا نعيم -يعني- ابن حماد قال: سمعت يحيى بن حسان يقول:-
جاء قوم, ومعهم جزء. فقالوا: سمعناه من ابن لهيعة.
فنظرت, فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة.
فجئت إلى ابن لهيعة, فقلت: هذا الذي حدثت به ليس فيه حديث من حديثك, ولا سمعتها أنت قط. فقال: ما أصنع؟, يجيئونى بكتاب ويقولون هذا من حديثك, فأحدثهم به.
قلت: وكان عبد الله بن لهيعة سيء الحفظ, واحترقت كتبه, وكان يتساهل في الاخذ, وأي كتاب جاؤوا به حدث منه, فمن هناك كثرت المناكير في حديثه.
- أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: ثنا محمد بن أحمد الصواف, قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة, قال: ثنا علي بن المديني قال: قال يحيى بن سعيد: قال لي بشر بن سري: (لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفاً).
- حدثني محمد بن عبيد الله المالكي أنه قرأ على القاضي أبي بكر -محمد بن الطيب- قال: (ومن عرف بوضع حديث واحد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رد خبره, وبطلت شهادته, ومن عرف بكثرة السهو, والغفلة, وقلة الضبط رد خبره, ويرد خبر من عرف بالتساهل في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ولا يرد خبر من تساهل في الحديث عن نفسه وأمثاله, وفيما ليس بحكم في الدين).
- حدثنا محمد بن يوسف القطان قال: أنا محمد بن عبد الله الحافظ, قال: أخبرني أبو النصر -محمد بن عمر الخفاف- قال: ثنا محمد بن المنذر الهروي قال: سمعت أحمد بن واضح المصري يقول: كان محمد بن خلاد الاسكندراني رجلا ثقة, ولم يكن فيه اختلاف حتى ذهبت كتبه. فقدم علينا رجل يقال له أبو موسى في حياة بن بكير: فذهب إليه -يعنى- إلى محمد بن خلاد بنسخة ضمام بن إسماعيل, ونسخة يعقوب بن عبد الرحمن, فقال: أليس قد سمعت النسختين؟. قال: نعم. قال: فحدثني بهما. فقال: قد ذهبت كتبي, ولا أحدث بهما, فما زال به هذا الرجل حتى خدعه وقال له: النسخة واحدة. فحدث بهما.
فكل من سمع منه قديما قبل ذهاب كتبه فحديثه صحيح, ومن سمع منه بعد ذلك فليس حديثه بذاك). [الكفاية في علوم الرواية: ؟؟]