سؤال عن متعلق الجار والمجرور في بسم اللّه هل هو اسم أم فعل؟

[إسراء خليفة]

أُشكل عليّ فهم :

ومن هاهنا ينكشف لك أنّ القولين عند النّحاة في تقدير المتعلّق بالباء في قولك: باسم اللّه، هل هو اسمٌ أو فعلٌ متقاربان وكلٌّ قد ورد به القرآن؛

أمّا من قدّره باسمٍ، تقديره: باسم اللّه ابتدائي، فلقوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} [هود: 41]،

ومن قدّره بالفعل [أمرًا وخبرًا نحو: أبدأ ببسم اللّه أو ابتدأت ببسم اللّه]، فلقوله: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} [العلق: 1]، وكلاهما صحيحٌ

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة

أُشكل عليّ فهم:

الجار والمجرور لا بد لهما من متعلّق يتعلّقان به يكون هو العامل فيهما، وهذا العامل قد يكون ظاهراً وقد يكون مقدّراً، فالظاهر مثل قولك: كتبت باسم الله.

وقولك: زيد قائم بعمله.
لأنك إذا قلت: "باسم الله" وسكتّ لم يتضّح متعلّق هذه التسمية هل هي للكتابة أو لغيرها.
كما لو قلت "بعمله" لم يفهم متعلّق الجار والمجرور.
فإذا قلت : باسم الله أكتب، أو كتبت باسم الله عرف متعلّق الجار والمجرور.
والجار والمجرور قد يكون متعلّقه ظاهراً مذكوراً في الجملة، وقد يُحذف ويقدّر تقديراً، وحذفه أبلغ في الكلام إذا لم يكن لبس.
والمتعلّق قد يكون اسماً وقد يكون فعلاً؛ ففي المثال الأول تعلّق الجار والمجرور بفعل، وفي المثال الثاني تعلّق باسم.
والنحاة قد اختلفوا في تقدير العامل على قولين:
فذهب أهل البصرة إلى تقديره اسماً.
وذهب أهل الكوفة إلى تقديره فعلاً.
وابن كثير رحمه الله بيّن أن متعلّق الجار والمجرور قد يكون اسماً وقد يكون فعلاً وكلّ قد ورد في القرآن.
فمثال الاسم: قول الله تعالى: {بسم الله مجراها ومرساها} أي فالجار والمجرور "بسم الله" متعلّق بـ "مجراها" وهو اسم، أي أن جريها باسم الله.
ومثال الفعل: قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك}
وقد اجتمعا في قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}.
هذا تقرير كلام ابن كثير رحمه الله.

وينظر هنا: أحكام متعلّق الجار والمجرور