اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة
في بعض الفتاوى لبعض العلماء يكون لنفس العالم قولان معاكسان في المسألة الواحدة، هل المتأخر زمنا هو الأصوب ولذلك عدل عن الأسبق، وكيف نعرف المتأخر زمنا ؟
|
القول المتأخر للعالم هو المعتمد في النقل عنه؛ لأنّ عدوله عن قوله الأوّل إلى قول آخر لا بدّ أن يكون له مستند؛ إما باطّلاعه على دليل لم يكن على علم به؛ أو بتغيّر اجتهاد في تصحيح حديث أو تضعيفه، أو اطّلاعه على علّة أخرى من العلل الموجبة لتغيّر القول.
ومعرفة القول المتقدّم من المتأخّر له طرق:
- منها: تصريحه بذلك في بعض كتبه.
- ومنها: معرفة تواريخ تأليفه للكتب، ولذلك طرق متعددة.
- ومنها: نصّ أصحابه على ذلك.
- ومنها: معرفة رواة كلّ قول.
وقد لا يكون مردّ الاختلاف بين قولين منسوبين لعالم من العلماء إلى اختلاف قوله في حقيقة الأمر، بل ربّما نسب إليه قول من نصّ كلامه، وقول آخر مستخرج من فهم الناقل عنه في مسألة أخرى فقاس عليها، ولذلك يفرّق في نقل المذاهب بين الروايات المنصوصة والروايات المستخرجة، وعند التعارض تقدّم الروايات المنصوصة.
والعلل في نقل أقوال العلماء متنوّعة، ويكتشفها طالب العلم بطول ممارسة البحث العلمي، وسؤال أهل العلم في مسائل اختلاف الأقوال، وتعرّف أسبابها، وتفهّم نظائرها.