دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 ربيع الثاني 1437هـ/14-01-2016م, 02:22 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي الإمام علي بن محمد بن حبيب الماوردي

اسمه ونسبه
الإمام العلامة ، أقضى القضاة علي بن محمد بن حبيب الماوردي، وكنيته في أغلب المصادر: أبو الحسن وفي بعضها: أبو الحسين[1]، ويلقب بـ"الماوردي". نسبة إلى صناعة ماء الورد وبيعه والذي اشتهرت به أسرته.

● مولده ونشأته
ولد بالبصرة سنة 364هـ / 974م من أسرة لم يثبت لدينا اشتغال أصولها بالعلم أو النبوغ فيه [2] .


● شيوخه و طلبه للعلم
تفقه على يد عالمها أبي القاسم الصيمري[7]، المتوفى 386 هـ، ثم ارتحل بعد وفاته إلى بغداد - مركز العلم والمعرفة في عصره- ودرس على إمامها الكبير أبي حامد الأسفرايني[8] المتوفى 406 هـ، وصار من أخص تلاميذه.

درس اللغة والأدب على الإمام أبي محمد اليافي، المتوفى 398 هـ، وكان من ألعم أهل زمانه بالنحو والأدب، فصيح اللسان، بليغ الكلام، حسن المحاضرة، وقد تأثر به الماوردي واستفاد منه كثيرًا.

الماوردي فقيه شافعي مجتهد، لم يثبت تحوله إلى مذهب آخر في أي مرحلة من مراحل حياته واشتغل بالتدريس والتصنيف في المذهب الشافعي، وتولى القضاء وتدرج فيه حتى وصل إلى منصب أقضى القضاة في سنة 429 هـ، وانتهت إليه زعامة الشافعية في عصره.

أسلوبه في التأليف يتميز بالوضوح، ينتقي ألفاظه ومعانيه ويؤلف بينهما في تطابق تام.

اشتهر بخلقه الرفيع وحسن المعاملة.


● تلاميذه
تلاميذ الإمام الماوردي: أبو بكر الخطيب البغدادي، وعبد الملك بن إبراهيم المقدسي، ومحمد بن أحمد بن عبد الباقي الربعي الموصلي، وأبو الحسن العبدري، ومهدي بن علي الإسفراييني، وابن خيرون، وأبو منصور القشيري، وعبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن الملقب بركن الإسلام، وعبد الغني بن نازل بن يحيى الألواحي، وأبو بكر الحلواني، وأُبيُّ النَّرْسِيُّ، وأبو العز بن كادش.


● أقوال العلماء فيه
اتصف الماوردي-كما يقول بحق الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله بصفات جعلته في الذروة بين رجال العلم عبر التاريخ الإسلامي هي:
1 ذاكرة واعية، وبديهة حاضرة، وعقل مستقيم.
2 اتزان في القول والعمل.
3 الحلم وضبط النفس.
4 التواضع وإبعاد النفس عن الغرور، وكان حييًا شديد الحياء، وفيه وقار وهيبة.
5 الإخلاص [15].

وكان الماوردي محل تقدير جل العلماء لهذه الصفات، فيقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي: "كان-الماوردي- إمامًا في الفقه والأصول والتفسير بصيرًا بالعربية" [16]. ويقول عنه الشيرازي: "له مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه والآداب، وكان حافظًا للمذهب" [17]. ووصفه الخطيب البغدادي (تلميذه)، فقال: "كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعيين" [18].

وقال السبكي عن الماوردي: "كان إمامًا جليلًا رفيع الشأن له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم" [19]. وقال ابن الأثير: "كان الماوردي حليما وقورًا أديبًا" [20]. وذكره ابن تغري بردي فقال: "الإمام الفاضل .. صاحب التصانيف الحسان .. وكان محترمًا عند الخلفاء والملوك" [21].

ومن الدراسات الحديثة عن الماوردي، قال الدكتور عمر فروخ فيه: "كان-الماوردي- مصنفًا قديرًا بارعًا تدل كتبه على مقدرة في التفكير وبراعة في التعبير" [22]. وقال محمد كرد علي: "الماوردي من أعظم الكتاب، معتدل في تأليفه، هادئ في أفكاره، أوحد في فنه وفهمه، محمود الطريقة، مطمئن النفس، حريص على الاستفادة، بعيد عن الدعوى والهوى ..، ولم يقتصر الماوردي على الأخذ عن الشيوخ، وتصفح ما خلفه من تقدموه بل قرن إلى علمه تجارب تنبئ عن نفسها، ومعارف منوعة لقفها من الحياة وما عاناه من مشاكل العالم .." [23].

● نبذة من أخباره
ومكانته العلمية لا يجهلها أحد ممن اطلع على سيرته، فهو إمام في الفقه والعلم والعمل والزهد. قال الخطيب البغدادي تلميذه: «الماوردي في وجوه فقهاء الشافعية، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه، وكان ثقة». وقال اليافعي: «أبو الحسن الماوردي: أقضى القضاة، مصنف الحاوي الكبير النفيس الشهير، كان إماماً في الفقه والأصول والتفسير، حافظاً للمذهب، بصيراً بالعربية». وقال ابن خلِّكان: «هو من وجوه الشافعية وكبارهم، وكان حافظاً للمذهب (الشافعي) وله فيه كتاب الحاوي الذي لم يطالعه أحد إلا وشهد له بالتبحر والمعرفة التامة بالمذهب».
وقال الذهبي: «هو الإمام العلامة، أقضى القضاة، صاحب التصانيف الكثيرة».
لكنه اتهم بالاعتزال من خلال تفسيره المسمى «بالنكت والعيون»، احتج ببعض أقوال المعتزلة حيث يوافقهم في القدَر (أي إن الإنسان يخلق أفعال نفسه، في رأيهم)، ولكن لا يوافقهم في جميع أصولهم مثل خلق القرآن.

● آثاره :
اشتهر الماوردي بكثرة التأليف وغزارة الإنتاج، ولكن لم يصل إلينا من مؤلفاته إلا القليل. ويمكن تصنيف مؤلفاته في مجموعات دينية ولغوية وأدبية وسياسية واجتماعية. ومن أبرزها: أدب الدنيا والدين؛ أعلام النبوة؛ الحاوي الكبير؛ الإقناع وهو مختصر لكتاب الحاوي الكبير.
ومن أشهر كتبه في مجال السياسة قوانين الوزارة وسياسة الملك؛ نصيحة الملوك؛ تسهيل النظر وتعجيل الظفر؛ الأحكام السلطانية الذي يُعد من أشهر كتب الماوردي وأعظمها أثرًا.
أما في التفسير:
- كتاب النكت والعيون. مطبوع.
- كتاب أمثال القرآن. ذكره صاحب كشف الظنون وصاحب مفتاح السعادة.
- مختصر علوم القرآن.


● نماذج من تفسيره
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

وروى سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس عن رسول الله : " وَمَن يَقْتُلْ مَؤْمِناً مُّتَعمِدّاً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ… " الآية، فقيل له: وإن تاب وآمن وعمل صالحاً. قال وأنَّى له التوبة. قال زيد بن ثابت. فنزلت الشديدة بعد الهدنة بستة أشهر، يعني قوله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا بعد قوله:
وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَ إِلاَّ بِالْحَقِّ
[الفرقان: 68].))
والمعتزلة لا يتركون آية النساء تمر دون تعليق منهم يظهر عقيدتهم بتخليد صاحب الكبيرة ولم ينهج فيها نهجهم

وجاء فيه أيضا في تفسير آية الفرقان 68 ( وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَ إِلاَّ بِالْحَقِّ )
( يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن المضاعفة عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، قاله قتادة.

الثاني: أنها الجمع بين عقوبات الكبائر المجتمعة.

الثالث: أنها استدامة العذاب بالخلود.

وَيَخْلُدْ فِيهِ أي يخلد في العذاب بالشرك.

مُهَاناً بالعقوبة.

إِلاَّ مَن تَابَ يعني من الزنى.

وَءَامَنَ يعني من الشرك

. وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً يعني بعد السيئات.

)--وهو ليس يشبه توجيه المعتزلة للآية في شيء--بل أن كلامه هذا فيه ما يخالفهم إذ قال"( وَيَخْلُدْ فِيهِ أي يخلد في العذاب بالشرك."
ورد في بداية كتابه " الأحكام السلطانية " ما يلي

((الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع وإن شذ عنهم الأصم. واختلف في وجوبها هل وجبت بالعقل أو بالشرع؟ فقالت طائفة وجبت بالعقل لما في طباع العقلاء من التسليم لزعيم يمنعهم من التظالم ويفصل بينهم في التنازع والتخاصم، ولولا الولاة لكانوا فوضى مهملين وهمجاً مضاعين، وقد قال الأفوه الأودي وهو شاعر جاهلي من البسيط: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهـالـهـم سـادوا
وقالت طائفة أخرى: بل وجبت بالشرع دون العقل، لأن الإمام يقوم بأمور شرعية قد كان مجوناً في العقل أن لا يرد التعبد بها، فلم يكن العقل موجباً لها، وإنما أوجب العقل أن يمنع كل واحد نفسه من العقلاء عن التظالم والتقاطع. ويأخذ بمقتضى العدل التناصف والتواصل، فيتدبر بعقل لا بعقل غيره، ولكن جاء الشرع بتفويض الأمور إلى وليه في الدين، قال الله : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ".
ففرض علينا طاعة أولي الأمر فينا وهم الأئمة المتأمرون علينا. وروى هشام بن عروة عن أبي طالع عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "سيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم".
فإذا ثبت وجوب الإمامة ففرضها على الكفاية كالجهاد وطلب العلم، فإذا قام بها من هو أهلها سقط فرضها على الكفاية. وإن لم يقم بها أحد خرج من الناس فريقان: أحدهما أهل الاختيار حتى يختاروا إماماً للأمة، والثاني أهل الإمامة حتى ينتصب أحدهم للإمامة، وليس على من عدا هذين الفريقين من الأمة في تأخير الإمامة حرج ولا مأثم،))

وهو نص يدل دلالة واضحة على أنه ليس من المعتزلة لأن من أساسيات الإعتزال تحكيم العقل في أحكام الشرع فالحسن والقبح لديهم بالعقل--وهو هنا أثبت وجوب الإمامة بالشرع
● وفاته
توفِّي الإمام الماوردي في يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول من سنة 450هـ، ودُفِنَ من الغدِ في مقبرة باب حرب ببغداد، وكان قد بلغ 86 سنة، وصلَّى عليه الإمام الخطيب البغدادي رحمهما الله تعالى [24].

1] تاريخ ابن الوردي: 549، كما أن مخطوطة ليدن للأمثال والحكم الكنية فيها: أبو الحسين.
[2] الأنساب للسمعاني 5: 181، 182 (تقديم وتعليق عبد الله البارودي).
[3] الصيمري (بصاد مهملة مفتوحة ثم ياء ساكنة بعدها ميم مفتوحة) نسبة إلى صيمر من أنهار البصرة، كما قال ابن الجوزي ورجحه النووي. تهذيب الأسماء واللغات الجزء الثاني من القسم الأول 265.
[4] طبقات الشافعية الكبرى 4: 64.
[5] أبو المعالي الجويني: غياث الأمم ص 116 يقول في الماوردي: "استجرأ على تأليف الكتب تعويلات على ذرابة (فصاحة) في عذبة لسانه واستمكانه من طرف من البسط في بيانه".
[6] نوادر المخطوطات في مكتبات في تركيا 2: 40. السيوطي: الإتقان في علوم القرآن 2: 131.
[7] في أربعة مجلدات، تحقيق الشيخ خضر محمد خضر، الطبعة الأولى 1402هـ.
[8] نشرته دار الفكر، بيروت 1414 هـ-1994 م، وهناك طبعة أخرى تحقيق الشيخ علي معوض، وعادل عبد الموجود، نشره دار الكتب العلمية، بيروت، 1414 هـ- 1994 م، وهي طبعة غير دقيقة.
[9] وقال له: "حفظ الله عليك دينك كما حفظت علينا ديننا". معجم الأدباء (تحقيق أحمد رفاعي) 15: 55.
[10] حقق الكتاب على نسختين، أحداهما مختصرة، ونضيف بوجود نسخة كاملة بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن برقم (3: 458).
[11] مع دراسة قيمة، نشره المركز الإسلامي للبحوث، ودار العلوم العربية، الطبعة الأولى إبريل 1987م.
[12] بروكلمان 1: 336، والملحق 1: 663، وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 2: 335، والزركلي 5: 147، وتاريخ الأدب العربي لفروخ 3: 141.
[13] معجم الأدباء 5: 408.
[14] مفتاح السعادة 1: 322.
[15] أبو الحسن البصري الماوردي، مقال بمجلة العربي الكويتية، يوليو 1965م، ص 52، 53.
[16] العبر: 3: 223:
[17] طبقات الفقهاء 110، وطبقات الشافعية للأسنوي 2: 388.
[18] تاريخ بغداد 12: 152.
[19] طباقات الشافعية 5: 263، ومعجم الأدباء 5: 457 يقول ياقوت عنه: "كان عالمًا بارعًا متفننا".
[20] البداية والنهاية 12: 80.
[21] النجوم الزاهرة 5: 64، وفي نفس المعنى، شذرات الذهب 3: 236.
[22] تاريخ الأدب العربي 3: 145.
[23] كنوز الأجداد 241، 242.
[24] ابن خلكان: وفيات الأعبان 3: 284.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمام, على


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir