(1) ترجمةُ الصَّحَابِيَّيْنِ:
1- جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ الغِفَارِيُّ، كَانَ من المُلْهَمِينَ بالخَيرِ في الجاهليَّةِ، والزَّاهِدِينَ في الدُّنْيَا، أَسْلَمَ قَدِيمًا و مَاتَ بالرَّبَذَةِ سَنَةَ إِحْدَى أو اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ وَتَأَخَّرَتْ هِجْرَتُهُ، فلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرةٌ جِدًّا، وَكَانَ مَوْتُهُ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ.
2- مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، أَسْلَمَ قَدِيمًا، شَهِدَ العَقَبَةَ والمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وكانَ إليهِ المُنْتَهَى في العِلمِ بالأحكَامِ والقُرْآنِ، وهُوَ مِنْ فُقَهاءِ الصَّحَابَةِ وَأَجِلاَّئِهِمْ، مَاتَ بِنَاحِيَةِ الأُرْدُنِّ بالطَّاعُونِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، عَنْ بِضْعٍ وثلاثِينَ سنةً، -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-.
الشَّرحُ:
عَنْ أبي ذَرٍّ وأبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ -رَضِيَ اللهُ عنهُمَا- قَالاَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اتَّقِ اللهَ)) الذي لا يَخْفَى عليهِ خَافِيَةٌ.
((حَيْثُمَا كُنْتَ)) في أَيِّ: مَكَانٍ كُنْتَ؛ حَيثُ يَرَاكَ النَّاسُ، وَحَيْثُ لا يَرَوْنَكَ؛ لأَِنَّ اللهَ الذي يَنْبَغِي تَقْوَاهُ، مَعَكَ أَيْنَمَا كُنْتَ، وَأَقْرَبُ إليكَ مِنْ حَبْلِ الوَريدِ، وَرَقِيبٌ عَلَيكَ، عَالِمٌ بِظَاهِرِكَ وَبَاطِنِكَ، لا يَخْفَى علَيْهِ شيءٌ مِنْ أَمْرِكَ،والتقْوَى دَرَجَاتٌ:
الدَّرَجَةُ الأُولَى مِن التَّقْوَى:
اتِّقَاءُ أَنْوَاعِ الكُفْرِ كُلِّهَا وَتَحْصِيلُ الإيمانِ.
والوُسْطَى منهُ:
تَحْصِيلُ المَأْمُورَاتِ وَاجْتِنَابُ المَنْهِيَّاتِ.
والأَعْلَى مِنْهُ:
قَطْعُ العَلائِقِ كُلِّهَا، والكَوْنُ للهِ تَعَالى ظَاهِرًا وبَاطِنًا في عُمُومِ الأَوْقاتِ والأَحْوَالِ.
والتَّقْوَى خيرُ الزَّادِ والمَعَادِ، وَأَهْلُهَا الكُرَمَاءُ عِنْدَ اللهِ تَعَالى.