اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وضاح عبد العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} الذين لا يعلمون فيها وجهان للعلماء:
الوجه الأول: نفي حقيقة.
الوجة الثاني: نفي فائدة.
ممكن توضيح الفرق بين الوجهان؟
احترامي
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المراد بالعلم في هذه الآية هو علم الخشية والخوف من الله تعالى، لدلالة أوّل الآية على ذلك؛ بقوله تعالى: {أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}
فتبيّن من هذه الآية أن الذي يقنت لله تعالى خوفاً وطمعاً إنما قام بذلك ليقين في قلبه ، وهذا اليقين هو العلم الصحيح النافع؛ لأنّه أثمر في قلب صاحبه ما أثمر من الخوف والرجاء والرغب والرهب والإقبال على العمل؛ فمن اتّصف بهذه الصفات فهو من {الذين يعلمون}، ومن لم يتّصف بها {الذين لا يعلمون}، ولمّا كان من الذين لا يتّصفون بها قوم لديهم معرفة وقراءة وقد يصفهم بعض الناس بالعلماء لكثرة قراءتهم واتّساع معرفتهم النظرية اختلف في معنى نفي العلم عنهم في هذه الآية على قولين:
القول الأول: أن المراد بنفي العلم هنا نفي حقيقة العلم النافع، وأنّ ما علموه علما نظرياً مجرّداً عن العمل لا يعدّ علما في ميزان الشريعة.
والقول الثاني: أن المراد بنفي العلم هنا نفي ثمرته؛ فإنّ النفي في اللغة يطلق ويراد به نفي الوجود تارة، ويطلق ويراد به نفي ثمرته وفائدته؛ فكأنه لم يحصل؛ كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: ((ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ)).
وهو قد صلّى صلاة أساء فيها؛ فلم تُعتبر في الشريعة صلاة صحيحة؛ فنفي عنه وصف الصلاة لانتفاء صحّته وثمرتها.