دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 11 صفر 1430هـ/6-02-2009م, 09:14 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي شرح العقيدة الوسطية للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)

ثم قال: (وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمّى به نفسه بين النفي والإثبات)، الله جل وعلا جمع بين النفي والإثبات في قوله: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } نفى في قوله: {ليس كمثله شيء} وأثبت في قوله: {وهوالسميع البصير}, كذلك قال: { الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم } فأثبت، ثم قال: { لا تأخذه سنة ولا نوم } فنفى.
وقال سبحانه: {قل هو الله أحد * الله الصمد} فيها إثبات في هاتين الآيتين ثم نفى فقال: {لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد }, وهذا فيه بيان لقاعدة أهل السنة والجماعة في ذلك بأعظم دليل وأوضح استدلال في أنهم يجمعون في عقائدهم في الأسماء والصفات بين النفي والإثبات، وعندهم النفي يكون مجملا كما أجمله الله جل وعلا، وعندهم الإثبات يكون مفصلا كما فصله الله جل وعلا، وأما النفي المفصل الذي جاء في القرآن كقوله: {ولا يظلم ربك أحدا }، وكقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}، وكقوله: {وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا}, فإن النفي لا يكون كمالاً، ولا يمدح به المنفي إلا إذا كان النفي يراد به إثبات كمال الضد، فالله جل وعلا نفى عن نفسه الظلم والغرض, من ذلك إثبات كمال ضد صفة الظلم وهو العدل {ولا يظلم ربك أحدا}، { وما ربك بظلاّم للعبيد } في هذا إثبات لكمال اتصافه بضد الظلم وهو العدل، وبعض العلماء يسمِي هذه الصفات: السلبية، يعني الصفات المسلوبة عن الله جل وعلا، وما الفائدة من السلب؟ الفائدة منه أن يثبت كمال ضده {لا تأخذه سنة ولا نوم}, وذلك لكمال حياته سبحانه، وقد يكون النفي لإثبات صفة واحدة، وقد يكون النفي لإثبات صفتين معا، يعني: النفي يكون المراد منه إثبات صفتين جميعا، يدل على ذلك قوله: {وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض} العجز الذي نفاه الله جل وعلا عن نفسه، قال العلماء: إما أن يكون لأجل عدم العلم عجز عن الشيء لأجل أنه ليس بعالم به، وإما أن يكون العجز لأجل عدم القدرة عليه هو غير قادر عليه: (عجزت من الكتابة لأني غير قادر عليها)، ( عجزت عن المسير لأني غير قادر عليه)، لكن (عجزت عن جواب سؤال لأني غير عالم به), فقوله هنا في هذا النفي: { وما كان الله ليعجزه من شيء} يراد به إثبات كمال ضد العجز, وكمال ضد العجز يكون بكمال صفتين وهي صفة العلم وصفة القدرة ولهذا قال جل وعلا في آخر هذه الآية قال: {إنه كان عليما قديرا}, قال: {وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا}، وقد تقرر أن كلمة
{إنه} في القرآن من أساليب التعليل لما قبلها إذا كان خبرا أو أمرا أو نهيا أو حكما أو استفهاما، يكون ما بعد إن تعليل لما قبلها.
{ما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض} ما علة ذلك؟ قال: { إنه كان عليما قديرا}, وهذا فيه ظهور أن النفي هنا أُريد به إثبات كمال ضده وهما صفتان: صفة العلم وصفة القدرة، ولذلك وصف الله جل وعلا نفسه بذلك في قوله: {إنه كان عليما قديرا} مع ما في كان من إثبات الكمال السابق واللاحق، وما في قوله: {عليما قديرا} من إثبات الكمال لدلالة صيغة المبالغة عليه.
قال هنا: (بين النفي والإثبات), المبتدعة عندهم عكس ذلك، عندهم الإثبات مجمل: نثبت لله صفات الكمال، ما هي؟ عندهم إجمال، أما النفي فإنه يكون مفصلا، يقولون: الله جل وعلا ليس بذي دم، وليس بذي جوارح، ليس به روح، ولا به أبعاض، ولا هو فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا بذي جهة وليس بداخل العالم ولا خارجه …. الخ.
عندهم النفي كما ترى في كتاب التمهيد وغيره وكتب أهل الكلام، و( التمهيد ) يعني للباقلاّني، ترى أنه يأتي في وصف الله جل وعلا في النفي في صفحتين أو أكثر كلها نفي مفصل، ليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا …، وإذا أتى الإثبات أجمله فقال وله صفات الكمال، ما هي؟ الصفات التي يثبتونها وهي الصفات السبع العقلية.
قال: (فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون)، وهذه كلمة عظيمة تدل على أن أهل السنة والجماعة، يعني السلف الصالح, أنهم تبعوا المرسلين.
و(لا عدول لهم)، يعني: لا ميل لهم ولا انحراف، ولا يعدلون: لا يوازنون بما جاء به المرسلون بشيء بل هم متبعون للمرسلين، وأما غيرهم فهم متبعون للمشركين أو لليهود أو للنصارى أو للملحدين, فكل بدعة في الأسماء والصفات ظهرت في هذه الأمة فإنها لم تستقا من الأنبياء والمرسلين وحاشاهم من ذلك، وإنما أخذت من المشركين وأهل الكتاب وقد قال النبي –عليه الصلاة والسلام–: ((لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم))، وبين –عليه الصلاة والسلام– في الحديث الآخر الذي رواه البخاري وغيره من حديث ابن عباس قال: ((إن أبغض الرجال إلى الله ثلاثة)), وذكر منهم: ((مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية)), وإذا رأيت فإن المشركين نفوا عن الله جل وعلا اسما من أسمائه الحسنى، فنفوا اسم الرحمن عن الله، قال سبحانه: {وهم يكفرون بالرحمن} فورثه النفاة، نفاة الأسماء في هذه الأمة، واتبعوا سبيل أهل الجاهلية فنفوا عن الله جل وعلا الأسماء الحسنى، أولئك وصفوا الله بما لم يصف به نفسه، ونفوا عن الله جل وعلا ما وصف به نفسه من اليهود والنصارى وجعلوا له مثيلا وشبيها فورثهم المجسمة وورثهم المؤولة فإذا كل بدعة حصلت في هذه الأمة في أبواب الأسماء والصفات فإنها من ابتغاء سنة الجاهلية، فإن أهلها إنما أخذوها من اليهود والنصارى والمشركين، كذلك في باب الإيمان، الذين قالوا بالقدر يعني بالجبر الذين قال بالجبر إنما أخذوها من الجبرية، وهم طائفة كانت قبل النبي -عليه الصلاة والسلام- موجودة، كذلك الذين قالوا بالإرجاء ورثوها ممن قبلهم، وكذلك في أبواب الإمامة، فإن اجتماع الناس على إمام واحد يطيعونه ويرضونه هذا إنما جاءت به الرسل، أما أهل الجاهلية فإنهم يعُدّون التفرق مفخرة ويعُدّون الاتباع والطاعة لوليّ أمر واحد، يعُدّون مسبة وذلا وهكذا، في أبواب الصحابة المشركون يسُبّون أتباع الرسل { أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}, وفي هذه الأمة في باب العقائد خالف من خالف في العقيدة في الصحابة لأتباع الرسل فسبوهم يعني أن أهل السنة والجماعة تبعوا المرسلين وكل من خالف أهل السنة والجماعة فإنما تبع أهل الجاهلية،وهذه جملة يطول تفصيلها.
قال: (فإنه الصراط المستقيم) يعني الطريق الوحيد الموصل لرضى الله جل وعلا، (صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)، وهذه جملة يؤخذ تفسيرها من الآية ونقف عند قوله: (وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه)، أكرر وأقول أن ما ذكر هذا عرض إجمالي لا بد منه، لما ذكر من الكلمات والجمل وأما تفصيل الكلام على الصفات في مواضعها إن شاء الله تعالى، - وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, عز

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir