دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الثاني 1436هـ/17-02-2015م, 07:53 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

فهرسة مسائل أحكام المصاحف
ترتيب المصحف

قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ :ترتيب المصحف
1- ترتيب الآيات :
· حكمه
- ترتيب الآيات توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم بنصه .
- كتابة الآيات مرتبة كما وصلنا أمر متعين لا تحل مخالفته و لا يجوز العدول عنه.
· الأدلة على أن ترتيب الآيات في سورها توقيفي
أ- الأحاديث القولية والفعلية
- من الأحاديث القولية
- عن عثمان بن أبى العاص , قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره , ثم صوبه , ثم قال : " أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى). أخرجه الإمام أحمد في المسند
- حديث عمر رضى الله عنه وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وفيه : " تكفيك آية الصيف التي نزلت في آخر سورة النساء " أخرجه الإمام أحمد وغيره.
- وأخرج ابن الأنباري بسنده عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )
فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها في رأس ثمانين ومائتين من البقرة " .
حكى القرطبي في تفسيره عن مكيّ نحوه وزاد ( وروى أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه قال : " اجعلوها بين آية الربا وآية الدين ).
- عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " . أخرجه أحمد والشيخان .
- نقلها جميعا السيوطي في الإتقان
- الأحاديث الفعلية:
قراءته صلى الله عليه وسلم لسورٍ عديدة في الصلاة بمشهد من الصحابة .
و قد جمع هذه الآثار الإمام السيوطي في كتابه الإتقان مُخرّجة .
فقال : ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا :
- ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم لسور عديدة كسورة البقرة و آل عمران والنساء في حديث حذيفة
- والأعراف في صحيح البخاري أنه قرأها في المغرب .
- وقد أفلح , روى النسائي أنه قرأها في الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سلعة فركع.
وعدد السور وسردها إلى أن قال :
- في سور شتى من المفصل تدل على قراءته صلى الله عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة أن ترتيب آياتها توقيفي , وما كان الصحابة ليرتبوا ترتيبا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على خلافه فبلغ ذلك مبلغ التواتر .

2- الآثار عن السلف في كون ترتيب الآيات توقيفي .
- آثار الصحابة رضوان الله عليهم الدالة على اعتبارهم التوقيف في ترتيب آيات القرآن عند كتابته .
- عن زيد بن ثابت رضى الله عنه في قصة جمع القرآن قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) أخرجه الإمام أحمد وغيره.
- عن ابن الزبير قال : ( قلت لعثمان : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " )
قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخي لا أغير شيئا من مكانه ). أخرجه البخاري
- وذكره في موضع آخر بلفظ قريب .
- كلام العلماء المتوافر المتظافر يدل على ذلك أيضا ، ومنه :
- قول الحافظ بن حجر تعليقا على حديث ابن الزبير المتقدم آنفاً : ( وفى جواب عثمان هذا دليل على أن ترتيب الآي توقيفي .
- و قال البيهقي معلقاً على أثر زيد الذي رواه الإمام أحمد المذكور سابقاً : ( وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها , وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم ).
- قال القاضي عياض ونقله عنه الحافظ في الفتح : (لا خلاف أن ترتيب آيات كل سورة على ما هي عليه الآن في المصحف توقيف من الله تعالى , وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم ) .
- و ذكر الزركشي في البرهان نحوه ، وكذلك قال السيوطي ومكي وغيرهما .
- استدلالات بعض العلماء على أن الترتيب للآيات توقيفي :
- تقديم الناسخ على المنسوخ على غير ما جاء في كتاب الله من تقديم المنسوخ . وهو ما يُفهم من كلام ابن حجر
- عدم كتابة البسملة في أول براءة وهو قول مكي .
3ـ الإجــمـــــاع .
- وقد استند هذا الإجماع إلى طائفة من الأحاديث القولية والفعلية , وجملة من الآثار عن الصحابة رضى الله عنهم أجمعين السابقة الذكر .
- وممن نقله السيوطي في الإتقان فقال : ( أما الأجماع فنقله غير واحد , منهم الزركشي في البرهان , وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته , وعبارته ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقفيه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين ).
- و قال الشيخ الزرقاني في المناهل :( انعقد إجماع الأمة على ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذى نراه اليوم بالمصاحف كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى , وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه
- توضيح كيف أن ترتيب الآيات توقيفي
- قال الشيخ الزرقاني في المناهل موضحا ذلك :
- كان جبريل ينزل بالآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها.
- ثم يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه , ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية , وموضع الآية من السورة .
- و يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه به في العام الأخير مرتين , كل ذلك على الترتيب المعروف لنا في المصاحف .
- من حفظ من الصحابة القرآن أو شيئا منه حفظه على هذا النمط .
- وشاع ذلك وذاع وملأ البقاع والأسماع , فليس لواحد من الصحابة والخلفاء الراشدين يد ولا تصرف في ترتيب شيء من آيات القرآن الكريم .
- حتى جمع أبي بكر وجمع عثمان كانا وفق الترتيب المحفوظ المستفيض عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى .
- حكم العدول عن ترتيب آي القرآن التوقيفي إلى غيره و التحذير من الدعاوى التي تنادي بغيره ، و بعض النقاط المتعلقة به .
- لا يجوز العدول عن ترتيب القرآن ، لأن في ذلك إفسادا لنظم القرآن .
- قال أبو بكر ابن الأنباري : ( ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى ) .
- حَرِصَ المستشرقون على قطع كل رابطة تربط المسلمين بقرآنهم لأنه أعظم آصرة تربط بينهم و أن عزهم وتآخيهم رهن ببقاء هذا القرآن .
- فقاموا بالدعوة إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم في سبيل إفساد النظم القرآني.
- ولعلمهم بنظرة المسلمين لهم وحذرهم منهم استعانوا ببعض من ينتسبون إلى الإسلام ليقوم بنقل سمومهم ، من مثل صاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهي بزعمه .
- فقام علماء المسلمين من جهات رسمية او فردية بجهود عظيمة للرد على هذه الدعوة , وإفشال كل مخطط يرمى إلى الإضرار بالإسلام وأهله.
- شبهة وتفنيدها :
- أورد السيوطي في كتابه الإتقان شبهة وردّ عليها وهي :
- قول عمر للحارث بن خزيمة رضي الله عنهما عن آخر آيتين من سورة برآءة
: " لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها في آخرها " أخرجه ابن أبى داود .
- قال بن حجر : ( ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم , وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف )
- ردّ عليها في نقاط :
- أولا : أنّ ما استدلوا به عارض نصاً آخر وهو أثر أبي كعب أنهم جمعوا القرآن , فلما انتهوا إلى الآية التي في سورة براءة : " ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون" ظنوا أن هذا آخر ما أنزل , فقال أبى : " إن رسول صلى الله أقرأني بعد هذا آيتين : " َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة ") رواه ابن أبى داود .
- دلالة النص على أن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا .
- معارضته للإجماع القاطع ، وما عارض القاطع كان ساقطا .
ب‌- ترتيب السور :
أقوال العلماء فيه و بيان حجة كل قول
- حكم ترتيب السور على ما هي عليه اليوم في المصاحف التي بين أيدينا ثلاثة أقوال في الجملة :
- أولها : أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم .
- وهو قول جمهور أهل العلم .
- قال ابن مفلح في فروعه : ( وترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص في قول جمهور العلماء , منهم المالكية والشافعية , قال شيخنا فيجوز قراءة هذه قبل هذه وكذا في الكتابة ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضى الله عنهم في كتابتها , لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون , وقد دل على أن لهم سنة يجب اتباعها ) .
- استدلوا على قولهم بدليلين :
- أحدهما : اختلاف مصاحف الصحابة قبل جمع عثمان ولو كان الترتيب توقيفيا ما خالفوه ، فمصحف أبى بن كعب روى أنه كان مبدوءً بالفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران.. إلخ . و مصحف علي كان مرتبا على النزول .
- الثاني : قول أبى محمد القرشي : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) .أخرجه ابن أشته في المصاحف

- وثانيها : أن ترتيب السور كلها توقيفي بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم , كترتيب الآيات , وأنه لم توضع سورة في مكان إلا بأمر منه صلى الله عليه وسلم .
- وهو قول بعض أهل العلم .
- تسمية بعض القائلين به وذكر شيء من أقوالهم
- عن سليمان بن بلال قال : سمعت ربيعة يُسأل : لما قدمت البقرة وآل عمران , وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة , وإنما نزلتا بالمدينة ؟ فقال ربيعة : ( قد قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه , وقد أجمعوا على العلم بذلك , فهذا مما تنتهى إليه ولا نسأل عنه ")ذكره ابن وهب في جامعه .
- ( اتساق السور كاتساق الآيات والحروف , فكله عن محمد خاتم النبين عن رب العالمين ) . أبو بكر الأنباري .
- ( المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أبو جعفر النحاس.
- ( ترتيبه هكذا هو عند الله وفى اللوح المحفوظ , وهو على هذا الترتيب كان يعرض عليه السلام على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه ) برهان الدين الكرماني
- و قال ابن الحصار: ( ترتيب السور ووضع الآيات موضعها إنما كان بالوحي ) حكاه السيوطي
- وهو اختيار جماعة من المفسرين وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر وتابعه الشيخ صبحي الصالح .
- واحتجوا بجملة حجج :
أولا : جملة من الأحاديث المرفوعة القولية والفعلية .
- حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الإنجيل المثاني , وفضلت بالمفصل )
قالوا : فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من هذا الوقت هكذا .
- حديث حذيفة الثقفي في تحزيب القرآن قال: ( كنت في وفد ثقيف , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " طرأ علي حزبي من القرآن , فأردت ألا أخرج حتى أقضيه ").
- وفيه ( فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : تحزبه ثلاث سور , وخمس سور وبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
- قال الحافظ بن حجر في الفتح إثر هذا الحديث : ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم )
- الأحاديث الفعلية
- حديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال في ركعة وأنه كان يجمع المفصل في ركعة)
- حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا أوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ) رواه البخاري.
- ثانياً : كلام ربيعة في سبب تقديم البقرة و آل عمران في المصحف مع تأخرهما في النزول وقد تقدم .
- ثالثاَ : كراهية بعض الصحابة لقراءة القرآن منكوسا ، فقد روي عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب "
- رابعاً : عدم الالتزام عند ترتيب سور القرآن بتوالي السور المتشابهة في المطلع .
- كالفصل بين المسبحات ، وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " في المطلع والطول ونحوها ، فلولا أنه توقيفي لحكمة لتوالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص .
- خامساً : أنه مقتضى نَظم القرآن ، ومخالفته تُفضي إلى إفساد ذلك النظم .
- وقد ذكر أبو بكر بن الأنباري في كتابه الرد على من خالف مصحف عثمان رضى الله عنه بأن جبريل كان يوقف رسول الله على موضع السورة والآية .
- وقد تقدم كلامه في حكم من أفسد نظام القرآن .
- سادساً : عدم وجود الدليل المسلم له عند أصحاب القولين الآخرين ، و لا دليل على عدم التوقيف - سابعاً : كون احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع .
- قال الحافظ بن حجر : ( ولا شك أن تأليف المصحف العثماني أكثر مناسبه من غيره ) .
- حصول الإجماع أو شِبهه على هذا الترتيب فيكون مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب عليها اتباعها .
- وهذه بعض الآثار التي تدل على ذلك
- قوله عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ)
- وعن ابن مسعود : ( من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا ) إلى أن قال (فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم )

- وثالث هذه الأقوال : أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم , وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة .
- وهو قول جماعة من أهل العلم ، على اختلاف بينهم في قدر ما هو اجتهادي على ثلاثة أقوال :
- فمنهم من قصر الاجتهادي على سورتي الأنفال وبراءة كالبيهقي , و من تابعه كالسيوطي .
- ومنهم من خصه بما عدا السبع الطوال و الحواميم والمفصل كعبد الحق بن عطية .
- ومنهم من ذهب إلى أن الاجتهادي منحصر في الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء , وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير .
- و حجتهم حديث عثمان في القران بين الأنفال وبراءة و جعلهما من السبع الطوال .
- فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثاني وإلى براءة وهى من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها في السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة في الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها شبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول ) أخرجه أبو عبيد والإمام أحمد وأصحاب السنن وغيرهم .
مناقشة الأدلة :
- قد نوقشت بعض الأدلة التي استدل بها كل فريق بمناقشات قد لا تكون مقنعة بالضرورة لأن أكثرها يمكن المخالف رده والجواب عنه .
- الرد على أدلة أصحاب القول الأول المحتجين بأن اختلاف مصاحف الصحابة دالٌ على عدم التوقيف :
- أرجعوا اختلافهم في المصاحف إلى أمور :
- أن الاختلاف محمول على ما كان مكتوباً في المصاحف قبل أن يستقر الترتيب في العرضة الأخيرة .
- قال السيوطي ما خلاصته : أنهم لم يبلغهم ما استقر عليه الترتيب ، فقد رتبوا مصاحفهم على ما كان عندهم .
- وأنهم كتبوا القراءات المنسوخة المثبتة في مصاحفهم بتوقيف , ولم يبلغهم النسخ الذي وقع في العرضة الأخيرة .
- قال الزرقاني : اختلاف مصاحفهم بسبب أنهم كانوا يكتبونها لأنفسهم فربما أثبتوا فيها ما نُسخ أو تركوا بعض السور لشهرتها عندهم .
- مناقشة أدلة القائلين بالتفصيل :
- استدلالهم لا يصح لأنه لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابي عن يزيد الفارسي , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثاني مشتبه اشتباها يصيره في عداد المجاهيل .
- ولو صح فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأي , و إنما قاله توفيقا .
مآل الخلاف في رأي الزركشي وسبب ذلك :
- الخلاف يرجع إلى اللفظ .
- لأن القائلين بالتوقيف يقولون الترتيب متروك لاجتهاد الصحابة لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته .
- قال الإمام مالك : إنما ألفوا – أي الصحابة - القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم .
- محل اجتهادهم في المسألة : أن النبي صلى الله عليه وسلم ربما يغير الترتيب في قراءته أحيانا للتوسعة على أمته فاستقرار نظر الصحابة على ما كان من فعله الأكثر هو محل اجتهادهم .
التنكيس وحكمه :
- الآثار في كراهية السلف للتنكيس :
- روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب .
- عن الحسن :أنه كان يكره أن يقرأ القرآن إلا على تأليفه في المصحف، رواه ابن أبى داود.
- و روى أيضا أن إبراهيم النخعي , والإمام مالك بن أنس كرها ذلك , وأن مالكا كان يعيبه , ويقول هذا عظيم .
- وقد سأل حرب الإمام أحمد رحمه الله عمن يقرأ أو يكتب من آخر السورة إلى أولها فكرهه كرهاً شديدا .
وقال القرطبي وهو بصدد الكلام عن حرمة القرآن ووجوب صيانته : من حرمته أن لا يتلى منكوسا كفعل معلم الصبيان يلتمس بذلك أحدهم أن يرى الحذق من نفسه والمهارة , وذلك محرم ومجانة من فاعله , فإن فيه إخراج القرآن عن موضعه ونظمه وإبطالا لإعجازه .
- المقصود بالتنكيس في الآثار الواردة عن السلف :
- حمل ابن بطال المروي عن السلف من النهي عن تنكيس القرآن على تنكيس الآيات خاصة ، ذكره القرطبي .
- و قال : ( وأما ما روى عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب , فإنما عينا بذلك من يقرأ السورة منكوسة , ويبتدئ من آخرها إلى أولها لأن ذلك حرام محظور ).
- وفسره أبو عبيد بأن يقرأ فى الركعة الأولى سورة , ثم يقرأ فى الثانية سورة قبلها فى ترتيب المصحف ، ولم يقبل التأويل الأول لكونه غير معروف في زمن من نقل عنهم النهي .
- الحكمة من منعه :
- قال النووي في التبيان : أنه يذهب بعض ضروب الإعجاز , ويزيل حكمة ترتيب الآيات.
- وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية في الفروع عن تنكيس الكلمات فيه مخالفة النص وتغير المعنى .
(أ) حكم تنكيس الآيات :
- لا خلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات في الكتابة والقراءة كما مر بيانه في أول المسألة .
- و تنكسيها أمر محرم .
- قال القاضي في التعليق : ( مواضع الآي كالآي أنفسها , ألا ترى أن من رام إزالة ترتيبها كمن رام إسقاطها ).
- و قال النووي في التبيان : وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولهما فممنوع منعا متأكدا .
(ب) تنكيس الكلمات :
- قال تقي الدين في الفروع وغيره : وتنكيس الكلمات محرم مبطل .
(ج) تنكيس الحروف :
- ذكر الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن كتابة الآيات أو السور مقلوبة الحروف إنما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين .
(د) تنكيس السور في القراءة والصلاة :
- صرح غير واحد من أهل العلم كابن بطال والقاضي عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بينها محل وفاق العلماء .
- إلا أن الأثور عن السلف من النهي عن تنكيس القرآن والإنكار على من نكسه يجعل ما قالوه محل نظر .
- أبو عبيد في غريبه لم يقبل بقول من قال أن التنكيس خاص بالآيات ، بل حمله على تقديم قراءة سورة متأخرة على سورة قبلها في المصحف أثناء الصلاة .
- وقد حكى عن الحسن وابن سيرين التشديد في أمر التنكيس .
- وهو مكروه في مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وإليه ميل متأخري الشافعية .
- قال الإمام الشافعي : القراءة على غير تأليف المصحف خلاف الأولى . نقله البيهقي في مناقبه
- وتعددت الروايات عن الإمام أحمد ففي رواية جواز ذلك
- وسئل مرة عن التنكيس وقراءة المصحف من آخره إلى أوله فقال : ( لا بأس به , أليس يعلم الصبي على هذا ؟) .
وقال في رواية مهنا : ( أعجب إلي أن يقرأ من البقرة إلى أسفل ) .
التنكيس المرخص فيه : حال تعليم الصبيان للحاجة .
أدلة القائلين بجواز القراءة على غير ترتيب المصحف :
- حديث حذيفة في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في تنفله ذات ليلة البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
- فعل بعض السلف كعمر و ابن عوف و إبراهيم النخعي .
- فقد قرأ عمر رضي الله عنه في صلاة الصبح بالكهف في الأولى وفي الثانية بيوسف أو هود .
- وقرأ عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه : {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }. في أول ركعتي الفجر , وقرأ في الثانية بالكوثر .
- وحكي أيضا عن إبراهيم النخعي أنه قرأ بالزلزلة والقدر .
- واحتج بعضهم بقول أبي عبد الله الصنابحي أن أبا بكر قرأ قوله {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا...} بعد سورة من المفصل فإنه لا حجة فيه لأن الصحيح أنه قرأها في الركعة الثالثة من صلاة المغرب وهي محمولة على الدعاء .
الخلاصة :
- اتفاق العلماء على أولوية مراعاة ترتيب المصحف ، لكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم و مواظبته على ذلك , وهكذا كانت قراءة أصحابه رضوان الله عليهم في الغالب الأعم من أحوالهم .
- أما ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه خلاف ذلك فإنه نادر ، و يحمل على أمور :
- بيان جواز التنكيس
- قد يستدل به على نفي كراهة التنكيس بين السور .
- ومنه مال فريق من أهل العلم إلى القول بسنية أو استحباب القراءة على ترتيب المصحف .
- وما هذا سبيله لا ينبغي العدول عنه، والله أعلم بالصواب .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ذو الحجة 1437هـ/22-09-2016م, 12:21 AM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني مخاشن مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل أحكام المصاحف
ترتيب المصحف
[يحسن بكِ أولا ذكر عناصر الدرس مجمعة، ثم بعد ذلك تضعين ملخص كل عنصر تحته]
قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ :ترتيب المصحف
1- ترتيب الآيات :
· حكمه
- ترتيب الآيات توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم بنصه .
- كتابة الآيات مرتبة كما وصلنا أمر متعين لا تحل مخالفته و لا يجوز العدول عنه.
· الأدلة على أن ترتيب الآيات في سورها توقيفي
أ- الأحاديث القولية والفعلية
- من الأحاديث القولية
- عن عثمان بن أبى العاص , قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره , ثم صوبه , ثم قال : " أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى). أخرجه الإمام أحمد في المسند
- حديث عمر رضى الله عنه وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وفيه : " تكفيك آية الصيف التي نزلت في آخر سورة النساء " أخرجه الإمام أحمد وغيره.
- وأخرج ابن الأنباري بسنده عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )
فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها في رأس ثمانين ومائتين من البقرة " .
حكى القرطبي في تفسيره عن مكيّ نحوه وزاد ( وروى أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه قال : " اجعلوها بين آية الربا وآية الدين ).
- عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " . أخرجه أحمد والشيخان .
- نقلها جميعا السيوطي في الإتقان
- الأحاديث الفعلية:
قراءته صلى الله عليه وسلم لسورٍ عديدة في الصلاة بمشهد من الصحابة .
و قد جمع هذه الآثار الإمام السيوطي في كتابه الإتقان مُخرّجة .
فقال : ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا :
- ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم لسور عديدة كسورة البقرة و آل عمران والنساء في حديث حذيفة
- والأعراف في صحيح البخاري أنه قرأها في المغرب .
- وقد أفلح , روى النسائي أنه قرأها في الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سلعة فركع.
وعدد السور وسردها إلى أن قال :
- في سور شتى من المفصل تدل على قراءته صلى الله عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة أن ترتيب آياتها توقيفي , وما كان الصحابة ليرتبوا ترتيبا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على خلافه فبلغ ذلك مبلغ التواتر .

2- الآثار عن السلف في كون ترتيب الآيات توقيفي .
- آثار الصحابة رضوان الله عليهم الدالة على اعتبارهم التوقيف في ترتيب آيات القرآن عند كتابته .
- عن زيد بن ثابت رضى الله عنه في قصة جمع القرآن قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) أخرجه الإمام أحمد وغيره.
- عن ابن الزبير قال : ( قلت لعثمان : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " )
قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخي لا أغير شيئا من مكانه ). أخرجه البخاري
- وذكره في موضع آخر بلفظ قريب .
- كلام العلماء المتوافر المتظافر يدل على ذلك أيضا ، ومنه :
- قول الحافظ بن حجر تعليقا على حديث ابن الزبير المتقدم آنفاً : ( وفى جواب عثمان هذا دليل على أن ترتيب الآي توقيفي .
- و قال البيهقي معلقاً على أثر زيد الذي رواه الإمام أحمد المذكور سابقاً : ( وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها , وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم ).
- قال القاضي عياض ونقله عنه الحافظ في الفتح : (لا خلاف أن ترتيب آيات كل سورة على ما هي عليه الآن في المصحف توقيف من الله تعالى , وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم ) .
- و ذكر الزركشي في البرهان نحوه ، وكذلك قال السيوطي ومكي وغيرهما .
- استدلالات بعض العلماء على أن الترتيب للآيات توقيفي :
- تقديم الناسخ على المنسوخ على غير ما جاء في كتاب الله من تقديم المنسوخ . وهو ما يُفهم من كلام ابن حجر
- عدم كتابة البسملة في أول براءة وهو قول مكي .
3ـ الإجــمـــــاع .
- وقد استند هذا الإجماع إلى طائفة من الأحاديث القولية والفعلية , وجملة من الآثار عن الصحابة رضى الله عنهم أجمعين السابقة الذكر .
- وممن نقله السيوطي في الإتقان فقال : ( أما الأجماع فنقله غير واحد , منهم الزركشي في البرهان , وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته , وعبارته ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقفيه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين ).
- و قال الشيخ الزرقاني في المناهل :( انعقد إجماع الأمة على ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذى نراه اليوم بالمصاحف كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى , وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه
- توضيح كيف أن ترتيب الآيات توقيفي
- قال الشيخ الزرقاني في المناهل موضحا ذلك :
- كان جبريل ينزل بالآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها.
- ثم يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه , ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية , وموضع الآية من السورة .
- و يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه به في العام الأخير مرتين , كل ذلك على الترتيب المعروف لنا في المصاحف .
- من حفظ من الصحابة القرآن أو شيئا منه حفظه على هذا النمط .
- وشاع ذلك وذاع وملأ البقاع والأسماع , فليس لواحد من الصحابة والخلفاء الراشدين يد ولا تصرف في ترتيب شيء من آيات القرآن الكريم .
- حتى جمع أبي بكر وجمع عثمان كانا وفق الترتيب المحفوظ المستفيض عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى .
- حكم العدول عن ترتيب آي القرآن التوقيفي إلى غيره و التحذير من الدعاوى التي تنادي بغيره ، و بعض النقاط المتعلقة به .
- لا يجوز العدول عن ترتيب القرآن ، لأن في ذلك إفسادا لنظم القرآن .
- قال أبو بكر ابن الأنباري : ( ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى ) .
- حَرِصَ المستشرقون على قطع كل رابطة تربط المسلمين بقرآنهم لأنه أعظم آصرة تربط بينهم و أن عزهم وتآخيهم رهن ببقاء هذا القرآن .
- فقاموا بالدعوة إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم في سبيل إفساد النظم القرآني.
- ولعلمهم بنظرة المسلمين لهم وحذرهم منهم استعانوا ببعض من ينتسبون إلى الإسلام ليقوم بنقل سمومهم ، من مثل صاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهي بزعمه .
- فقام علماء المسلمين من جهات رسمية او فردية بجهود عظيمة للرد على هذه الدعوة , وإفشال كل مخطط يرمى إلى الإضرار بالإسلام وأهله.
- شبهة وتفنيدها :
- أورد السيوطي في كتابه الإتقان شبهة وردّ عليها وهي :
- قول عمر للحارث بن خزيمة رضي الله عنهما عن آخر آيتين من سورة برآءة
: " لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها في آخرها " أخرجه ابن أبى داود .
- قال بن حجر : ( ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم , وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف )
- ردّ عليها في نقاط :
- أولا : أنّ ما استدلوا به عارض نصاً آخر وهو أثر أبي كعب أنهم جمعوا القرآن , فلما انتهوا إلى الآية التي في سورة براءة : " ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون" ظنوا أن هذا آخر ما أنزل , فقال أبى : " إن رسول صلى الله أقرأني بعد هذا آيتين : " َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة ") رواه ابن أبى داود .
- دلالة النص على أن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا .
- معارضته للإجماع القاطع ، وما عارض القاطع كان ساقطا .
ب‌- ترتيب السور :
أقوال العلماء فيه و بيان حجة كل قول
- حكم ترتيب السور على ما هي عليه اليوم في المصاحف التي بين أيدينا ثلاثة أقوال في الجملة :
- أولها : أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم .
- وهو قول جمهور أهل العلم .
- قال ابن مفلح في فروعه : ( وترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص في قول جمهور العلماء , منهم المالكية والشافعية , قال شيخنا فيجوز قراءة هذه قبل هذه وكذا في الكتابة ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضى الله عنهم في كتابتها , لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون , وقد دل على أن لهم سنة يجب اتباعها ) .
- استدلوا على قولهم بدليلين :
- أحدهما : اختلاف مصاحف الصحابة قبل جمع عثمان ولو كان الترتيب توقيفيا ما خالفوه ، فمصحف أبى بن كعب روى أنه كان مبدوءً بالفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران.. إلخ . و مصحف علي كان مرتبا على النزول .
- الثاني : قول أبى محمد القرشي : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) .أخرجه ابن أشته في المصاحف

- وثانيها : أن ترتيب السور كلها توقيفي بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم , كترتيب الآيات , وأنه لم توضع سورة في مكان إلا بأمر منه صلى الله عليه وسلم .
- وهو قول بعض أهل العلم .
- تسمية بعض القائلين به وذكر شيء من أقوالهم [الأولى في عرض الأقوال في أي مسألة: أن يذكر أولا الأحاديث النبوية، ثم أقوال الصحابة والتابعين، ثم أقوال غيرهم من أهل العلم.]
- عن سليمان بن بلال قال : سمعت ربيعة يُسأل : لما قدمت البقرة وآل عمران , وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة , وإنما نزلتا بالمدينة ؟ فقال ربيعة : ( قد قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه , وقد أجمعوا على العلم بذلك , فهذا مما تنتهى إليه ولا نسأل عنه ")ذكره ابن وهب في جامعه .
- ( اتساق السور كاتساق الآيات والحروف , فكله عن محمد خاتم النبين عن رب العالمين ) . أبو بكر الأنباري .
- ( المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أبو جعفر النحاس.
- ( ترتيبه هكذا هو عند الله وفى اللوح المحفوظ , وهو على هذا الترتيب كان يعرض عليه السلام على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه ) برهان الدين الكرماني
- و قال ابن الحصار: ( ترتيب السور ووضع الآيات موضعها إنما كان بالوحي ) حكاه السيوطي
- وهو اختيار جماعة من المفسرين وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر وتابعه الشيخ صبحي الصالح .
- واحتجوا بجملة حجج :
أولا : جملة من الأحاديث المرفوعة القولية والفعلية .
- حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الإنجيل المثاني , وفضلت بالمفصل )
قالوا : فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من هذا الوقت هكذا .
- حديث حذيفة الثقفي في تحزيب القرآن قال: ( كنت في وفد ثقيف , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " طرأ علي حزبي من القرآن , فأردت ألا أخرج حتى أقضيه ").
- وفيه ( فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : تحزبه ثلاث سور , وخمس سور وبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
- قال الحافظ بن حجر في الفتح إثر هذا الحديث : ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم )
- الأحاديث الفعلية
- حديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال في ركعة وأنه كان يجمع المفصل في ركعة)
- حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا أوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ) رواه البخاري.
- ثانياً : كلام ربيعة في سبب تقديم البقرة و آل عمران في المصحف مع تأخرهما في النزول وقد تقدم .
- ثالثاَ : كراهية بعض الصحابة لقراءة القرآن منكوسا ، فقد روي عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب "
- رابعاً : عدم الالتزام عند ترتيب سور القرآن بتوالي السور المتشابهة في المطلع .
- كالفصل بين المسبحات ، وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " في المطلع والطول ونحوها ، فلولا أنه توقيفي لحكمة لتوالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص .
- خامساً : أنه مقتضى نَظم القرآن ، ومخالفته تُفضي إلى إفساد ذلك النظم .
- وقد ذكر أبو بكر بن الأنباري في كتابه الرد على من خالف مصحف عثمان رضى الله عنه بأن جبريل كان يوقف رسول الله على موضع السورة والآية .
- وقد تقدم كلامه في حكم من أفسد نظام القرآن .
- سادساً : عدم وجود الدليل المسلم له عند أصحاب القولين الآخرين ، و لا دليل على عدم التوقيف - سابعاً : كون احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع .
- قال الحافظ بن حجر : ( ولا شك أن تأليف المصحف العثماني أكثر مناسبه من غيره ) .
- حصول الإجماع أو شِبهه على هذا الترتيب فيكون مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب عليها اتباعها .
- وهذه بعض الآثار التي تدل على ذلك
- قوله عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ)
- وعن ابن مسعود : ( من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا ) إلى أن قال (فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم )

- وثالث هذه الأقوال : أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم , وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة .
- وهو قول جماعة من أهل العلم ، على اختلاف بينهم في قدر ما هو اجتهادي على ثلاثة أقوال :
- فمنهم من قصر الاجتهادي على سورتي الأنفال وبراءة كالبيهقي , و من تابعه كالسيوطي .
- ومنهم من خصه بما عدا السبع الطوال و الحواميم والمفصل كعبد الحق بن عطية .
- ومنهم من ذهب إلى أن الاجتهادي منحصر في الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء , وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير .
- و حجتهم حديث عثمان في القران بين الأنفال وبراءة و جعلهما من السبع الطوال .
- فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثاني وإلى براءة وهى من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها في السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة في الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها شبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول ) أخرجه أبو عبيد والإمام أحمد وأصحاب السنن وغيرهم .
مناقشة الأدلة :[بارك الله فيك، بالنسبة لمناقشة الأدلة كان يحسن بك ذكر الرد على كل قول تحته؛ فمثلا عند ذكرك للقول بأن ترتيب القرآن اجتهادي من الصحابة تكتبين تحته؛ وقد تعقب هذا القول بكذا وكذا.....، وهكذا في الأقوال الأخرى]
- قد نوقشت بعض الأدلة التي استدل بها كل فريق بمناقشات قد لا تكون مقنعة بالضرورة لأن أكثرها يمكن المخالف رده والجواب عنه .
- الرد على أدلة أصحاب القول الأول المحتجين بأن اختلاف مصاحف الصحابة دالٌ على عدم التوقيف :
- أرجعوا اختلافهم في المصاحف إلى أمور :
- أن الاختلاف محمول على ما كان مكتوباً في المصاحف قبل أن يستقر الترتيب في العرضة الأخيرة .
- قال السيوطي ما خلاصته : أنهم لم يبلغهم ما استقر عليه الترتيب ، فقد رتبوا مصاحفهم على ما كان عندهم .
- وأنهم كتبوا القراءات المنسوخة المثبتة في مصاحفهم بتوقيف , ولم يبلغهم النسخ الذي وقع في العرضة الأخيرة .
- قال الزرقاني : اختلاف مصاحفهم بسبب أنهم كانوا يكتبونها لأنفسهم فربما أثبتوا فيها ما نُسخ أو تركوا بعض السور لشهرتها عندهم .
- مناقشة أدلة القائلين بالتفصيل :[كما أشرت من قبل يحسن بكِ ذكر التعقيب على هذا القول تحت عنصره.]
- استدلالهم لا يصح لأنه لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابي عن يزيد الفارسي , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثاني مشتبه اشتباها يصيره في عداد المجاهيل .
- ولو صح فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأي , و إنما قاله توفيقا .
مآل الخلاف في رأي الزركشي وسبب ذلك :[الإمام الزركشي تحدث هنا عن مآل الخلاف بين القولين الأول والثاني؛ فيحسن بك ذكره بعد القولين الأوليين.]
- الخلاف يرجع إلى اللفظ .
- لأن القائلين بالتوقيف يقولون الترتيب متروك لاجتهاد الصحابة لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته .
- قال الإمام مالك : إنما ألفوا – أي الصحابة - القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم .
- محل اجتهادهم في المسألة : أن النبي صلى الله عليه وسلم ربما يغير الترتيب في قراءته أحيانا للتوسعة على أمته فاستقرار نظر الصحابة على ما كان من فعله الأكثر هو محل اجتهادهم .
التنكيس وحكمه :
- الآثار في كراهية السلف للتنكيس :
- روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب .
- عن الحسن :أنه كان يكره أن يقرأ القرآن إلا على تأليفه في المصحف، رواه ابن أبى داود.
- و روى أيضا أن إبراهيم النخعي , والإمام مالك بن أنس كرها ذلك , وأن مالكا كان يعيبه , ويقول هذا عظيم .
- وقد سأل حرب الإمام أحمد رحمه الله عمن يقرأ أو يكتب من آخر السورة إلى أولها فكرهه كرهاً شديدا .
وقال القرطبي وهو بصدد الكلام عن حرمة القرآن ووجوب صيانته : من حرمته أن لا يتلى منكوسا كفعل معلم الصبيان يلتمس بذلك أحدهم أن يرى الحذق من نفسه والمهارة , وذلك محرم ومجانة من فاعله , فإن فيه إخراج القرآن عن موضعه ونظمه وإبطالا لإعجازه .
- المقصود بالتنكيس في الآثار الواردة عن السلف :[يحسن بكِ جعل هذه الفقرة في مقدمة هذا العنصر - أي عنصر التنكيس ـ لأن التعريف دائما يكون في المقدمة.]
- حمل ابن بطال المروي عن السلف من النهي عن تنكيس القرآن على تنكيس الآيات خاصة ، ذكره القرطبي .
- و قال : ( وأما ما روى عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب , فإنما عينا بذلك من يقرأ السورة منكوسة , ويبتدئ من آخرها إلى أولها لأن ذلك حرام محظور ).
- وفسره أبو عبيد بأن يقرأ فى الركعة الأولى سورة , ثم يقرأ فى الثانية سورة قبلها فى ترتيب المصحف ، ولم يقبل التأويل الأول لكونه غير معروف في زمن من نقل عنهم النهي .
- الحكمة من منعه :
- قال النووي في التبيان : أنه يذهب بعض ضروب الإعجاز , ويزيل حكمة ترتيب الآيات.
- وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية في الفروع عن تنكيس الكلمات فيه مخالفة النص وتغير المعنى .
(أ) حكم تنكيس الآيات :
- لا خلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات في الكتابة والقراءة كما مر بيانه في أول المسألة .
- و تنكسيها أمر محرم .
- قال القاضي في التعليق : ( مواضع الآي كالآي أنفسها , ألا ترى أن من رام إزالة ترتيبها كمن رام إسقاطها ).
- و قال النووي في التبيان : وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولهما فممنوع منعا متأكدا .
(ب) تنكيس الكلمات :
- قال تقي الدين في الفروع وغيره : وتنكيس الكلمات محرم مبطل .
(ج) تنكيس الحروف :
- ذكر الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن كتابة الآيات أو السور مقلوبة الحروف إنما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين .
(د) تنكيس السور في القراءة والصلاة :
- صرح غير واحد من أهل العلم كابن بطال والقاضي عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بينها محل وفاق العلماء .
- إلا أن الأثور عن السلف من النهي عن تنكيس القرآن والإنكار على من نكسه يجعل ما قالوه محل نظر .
- أبو عبيد في غريبه لم يقبل بقول من قال أن التنكيس خاص بالآيات ، بل حمله على تقديم قراءة سورة متأخرة على سورة قبلها في المصحف أثناء الصلاة .
- وقد حكى عن الحسن وابن سيرين التشديد في أمر التنكيس .
- وهو مكروه في مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وإليه ميل متأخري الشافعية .
- قال الإمام الشافعي : القراءة على غير تأليف المصحف خلاف الأولى . نقله البيهقي في مناقبه
- وتعددت الروايات عن الإمام أحمد ففي رواية جواز ذلك
- وسئل مرة عن التنكيس وقراءة المصحف من آخره إلى أوله فقال : ( لا بأس به , أليس يعلم الصبي على هذا ؟) .
وقال في رواية مهنا : ( أعجب إلي أن يقرأ من البقرة إلى أسفل ) .
التنكيس المرخص فيه : حال تعليم الصبيان للحاجة .
أدلة القائلين بجواز القراءة على غير ترتيب المصحف :
- حديث حذيفة في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في تنفله ذات ليلة البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
- فعل بعض السلف كعمر و ابن عوف و إبراهيم النخعي .
- فقد قرأ عمر رضي الله عنه في صلاة الصبح بالكهف في الأولى وفي الثانية بيوسف أو هود .
- وقرأ عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه : {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }. في أول ركعتي الفجر , وقرأ في الثانية بالكوثر .
- وحكي أيضا عن إبراهيم النخعي أنه قرأ بالزلزلة والقدر .
- واحتج بعضهم بقول أبي عبد الله الصنابحي أن أبا بكر قرأ قوله {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا...} بعد سورة من المفصل فإنه لا حجة فيه لأن الصحيح أنه قرأها في الركعة الثالثة من صلاة المغرب وهي محمولة على الدعاء .
الخلاصة :
- اتفاق العلماء على أولوية مراعاة ترتيب المصحف ، لكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم و مواظبته على ذلك , وهكذا كانت قراءة أصحابه رضوان الله عليهم في الغالب الأعم من أحوالهم .
- أما ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه خلاف ذلك فإنه نادر ، و يحمل على أمور :
- بيان جواز التنكيس
- قد يستدل به على نفي كراهة التنكيس بين السور .
- ومنه مال فريق من أهل العلم إلى القول بسنية أو استحباب القراءة على ترتيب المصحف .
- وما هذا سبيله لا ينبغي العدول عنه، والله أعلم بالصواب .
[بارك الله فيك أختي، بالنسبة لمسألة التنكيس؛ فكان يحسن بكِ الحديث عن حكم تنكيس الآيات تحت العنصر الرئيسي(ترتيب الآيات).
والحديث عن حكم تنكيس السور تحت العنصر الرئيسي(ترتيب السور)]
أحسن الله إليكِ وبارك فيكِ


التقويم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 11 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 19 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) :10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 65/70
وفقكِ الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir