بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة الأحرف السبعة
الأحاديث والآثار الواردة في الأحرف السبعة
- ما جاء في لفظ الحديث مقتصرًا: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
- أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأن يقرئ أمته على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل إني بعثت إلى أمة أميّة، فقال جبريل: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ.
- أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: كقولك: هلمّ وتعال، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
- أن الصحابة اختصموا فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمع لقراءة كل واحد منهم، ثم صوّبها وأمر كلا أن يقرأ كما علم.
- النهي عن التنازع والاختلاف والمراء في القرآن، وأن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
- المراد بالأحرف السبعة.
- ما جاء بلفظ : (لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع)
- أن من قرأ بحرف منه فلا يتحول عنه.
- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على ثلاثة أحرف.
- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على سبعة أبواب من أبواب الجنة.
تلخيص الأحاديث والآثار الواردة في الأحرف السبعة
تم تصنيف الأحاديث على الموضوعات؛ وتحت كل موضوع كان ترتيبها بناء على الصحة والضعف إن وجد ذلك.
فقُدّمت الأحاديث المخرجة في الصحيحين، ثم ما خرجه الإمام النسائي لكون سننه من أصح السنن بعد الصحيحين، ثم ما يصححه المحدثون كالترمذي والمقدسي والألباني.
ويستثنى ما رواه صحابي واحد فأحاديثه تكون متتالية.
- ما جاء في لفظ الحديث مقتصرًا: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
(1) عن حميدٍ، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) رواه ابن جرير في تفسيره، وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن سريج الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، والطبراني في المعجم الأوسط وقال: "لم يرو هذا الحديث عن حميدٍ إلّا حمّاد بن سلمة "، وأبو الشيخ الأصبهاني في ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا، وتمام ابن الجنيد البجلي في الفوائد.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أنس عن أبي من دون عبادة بن الصامت بلفظ: (اقرأ القرآن) بدل (أنزل القرآن).
- طريق آخر: رواه يحيى بن الحسين الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية من طريق آخر عن بكير بن الأخنس، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال السيد: (قال لنا أبو القاسم، قال لنا أبو الشّيخ: تفرّد به أبو مسعودٍ الرّازيّ أحمد بن الفرات بن خالدٍ)
(2) عن الزّهريّ، عن عروة، عن المسور، وعبد الرّحمن بن عبدٍ القارئ، عن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أنزل القرآن على سبعةٍ أحرفٍ)) رواه أبوبكر البزار في مسنده وقال: هذا الحديث إسناده حسنٌ، ولا نعلمه يروى عن عمر إلّا من هذا الوجه، وهذا الكلام قد روي عن أبي، وعن حذيفة وعن أبي هريرة، وعن غيرهم، فذكرناه عن عمر لجلالة عمر وحسن إسناده.
(3) عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرّحمن بن عبد القاري، قالا: سمعنا عمر بن الخطّاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ فاقرؤوا ما تيسّر منه) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو سعيد ابن الأعرابي في معجمه ولكن عنده في الإسناد: عبد اللّه بن عبدٍ القارئ بدل عبد الرحمن بن عبد القارئ.
* والصحيح عبد الرحمن لأنه المذكور عند الجميع.
(4) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
(5) عن الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: (نزل القرآن على سبعة أحرفٍ) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
- أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأن يقرئ أمته على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
(6) عن مجاهدٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان عند أضاة بني غفارٍ فأتاه جبريل صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على حرفٍ واحدٍ قال: «أسأل اللّه معافاته ومغفرته فإنّ أمّتي لا تطيق ذلك» ، ثمّ أتاه الثّانية فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على حرفين قال: «أسأل اللّه معافاته ومغفرته وإنّ أمّتي لا تطيق ذلك» ... ثمّ جاء الرّابعة قال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على سبعة أحرفٍ فأيّما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا). رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، ومسلم في صحيحه، وأبو داود السجستاني في سننه، والنسائي في سننه الصغرى والكبرى، وابن جرير في تفسيره، وأبو عوانة الإسفراييني في مستخرجه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، والطبراني في المعجم الصغير والكبير بلفظ مختصر، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار، وأبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم، والبيهقي في الأسماء والصفات، ويحيى الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية.
ورواه محمد بن إسحاق الفاكهي عن الحكم عن ابن أبي ليلى دون مجاهد في أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه.
وأورد الحديث البيهقي في سننه الكبرى برواية مسلم.
معنى الأضاة: الأضاة المستنقع من مسيل ما غيره والأضنين جمع أضاةٍ وأضا وهي الغدير، ذكره أبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه.
- طريق آخر: عن زبيدٍ، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.
(7) عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: أخبرني أبيّ بن كعبٍ: " أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أتاه جبريل فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تقرئ أمّتك القرآن على سبعة أحرفٍ فأيّما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا " رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في موضعين أحدهما بالطريق المذكور هنا، والثاني من طريق: مجاهد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ.
- ما جاء في لفظ الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل إني بعثت إلى أمة أميّة، فقال جبريل: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ.
(8) عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ جبريل، صلّى الله عليه وسلّم أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند أحجار المرى فقال له: ((يا جبريل إنّي بعثت إلى أمّةٍ أمّيّةٍ فيهم العجوز والشّيخ والغلام والجارية والرّجل القاسي الّذي لم يقرأ كتابًا قطّ)) ، قال: فقال جبريل: (إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ). رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، والترمذي في سننه وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ قد روي من غير وجهٍ عن أبيّ بن كعبٍ، وفي الباب عن عمر، وحذيفة بن اليمان، وأمّ أيّوب وهي امرأة أبي أيّوب، وسمرة، وابن عبّاسٍ، وأبي هريرة، وأبي جهيم بن الحارث بن الصّمّة، وعمرو بن العاص، وأبي بكرة، ورواه ابن جرير في تفسيره، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وأبو الفضل البغدادي في حديث الزهري، والسخاوي في جمال القرّاء، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه وقال: (رواه التّرمذيّ عن أحمد بن منيعٍ وقال حديثٌ حسنٌ صحيحٌ قد ذكر في الصّحيح ذكر سبعة أحرف ولم يذكر ما قبله)، وذكره البغوي في شرح السنة.
والحديث رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر هو: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ جبريل لقيه فقال: ((مرهم فليقرؤوه على سبعة أحرفٍ)).
(9) عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية ؛ الرجل, والمرأة , والغلام , والجارية , والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والطبراني في المعجم الكبير بلفظ مختصر.
ورواه البزار في مسنده بزيادة: فقال جبريل: «إنّ اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ» ، فقال ميكائيل: «استزده» ، فقال: «اقرأ على حرفين» ، فقال ميكائيل: «استزده» : حتّى بلغ سبعة أحرفٍ " قال: وهذا الحديث قد رواه أبو عوانة، وشيبان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن أبيّ بن كعبٍ، وقال حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن حذيفة.
- ما جاء في لفظ الحديث: أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف.
(10) عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عن أمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شاف كاف)). رواه ابن جرير في تفسيره
(11) عن أبي عيسى بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، كل كاف شاف)) رواه ابن جرير في تفسيره.
(12) عن عوفٌ قال: بلغني أنّ عثمان قال على المنبر: أذكر اللّه رجلًا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ «القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍّ» إلّا قام , فقاموا حتّى لم يحصوا , فشهدوا بذلك , ثمّ قال عثمان , وأنا أشهد معكم , لأنا سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك. رواه الحارث بن داهر في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث واللفظ له، والهيثمي في المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي عن عوف عن أبي المنهال ثم ذكر حديث عثمان، ورواه أبو يعلى في مسنده ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير .
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
(13) عن يحيي بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: "يا أبيّ، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب" رواه أبو داود السجستاني في سننه، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وذكره البغوي في شرح السنة.
أنها سبعة أحرف كلها شافٍ كاف، بزيادة: كقولك: هلمّ وتعال، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب.
(14) عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن أبيه، أنّ جبريل، قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: اقرإ القرآن على حرفٍ، فقال له ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. ثمّ قال: استزده، حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، كلّها شافٍ كافٍ؛ كقولك: هلمّ وتعال، ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ برحمةٍ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء عن علي بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه "أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال .." الحديث.
- أن الصحابة اختصموا فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمع لقراءة كل واحد منهم، ثم صوّبها وأمر كلا أن يقرأ كما علم.
(15) عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرّحمن بن عبدٍ القاريّ، أنّهما سمعا عمر بن الخطّاب -وذلك في حادثة خلافه مع هشام بن حكيم في سورة الفرقان في حديث طويل تم اختصاره -قال: فانطلقت أقوده إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللّه، إنّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروفٍ لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال: رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام» ، فقرأ عليه القراءة الّتي سمعت، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هكذا أنزلت» ثمّ قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة الّتي أقرأني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: «هكذا أنزلت» ثمّ قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ، فاقرءوا منه ما تيسّر)). رواه معمر الأزدي في الجامع، والشافعي في كتاب الرسالة ومسنده، وأبو داود الطيالسي في مسنده، وأبو عبيد القاسم في فضائل القرآن فذكر طريقين كالمذكور هنا، وفيه طريق لم يذكر فيه المسور بن مخرمة، ورواه الإمام أحمد في مسنده في ثلاثة مواضع ففي موضع لم يذكر المسور، وفي الموضع الآخر لم يذكر عبد الرحمن وفي الثالث ذكرهما جميعا، ورواه البخاري في خمسة مواضع من صحيحه لم يذكر المسور في الإسناد في باب كلام الخصوم بعضهم في بعضٍ، ورواه مسلم في صحيحه بثلاثة أسانيد لم يذكر في إسناد منها المسور، وإسماعيل المزني في السنن المأثورة للشافعي لم يذكر في إسناده المسور، وأبو داود السجستاني في سننه بإسناد لم يذكر فيه المسور، والترمذي في سننه وصححه وذكر رواية مالك لهذا الحديث عن الزّهريّ بإسنادلم يذكر فيه المسور بن مخرمة، والنسائي في فضائل القرآن بإسناد لم يذكر فيه المسوّر وفي السنن الصغرى والكبرى فيهما ثلاثة أسانيد: إسنادلم يذكر فيه عبدالرحمن وآخر لم يذكر فيه المسور وآخر ذكرهما جميعًا وكرر الحديث في سننه الكبرى في ثلاثة مواضع، ورواه ابن جرير في تفسيره، وأبو عوانة الاسفراييني في مستخرجه بإسنادين لم يذكر في أحدهما المسور بن مخرمة، والطحاوي في شرح مشكل الآثار وفيه أسانيد لم يذكر فيها المسور بن مخرمة، وابن حبان في صحيحه بإسناد لم يذكر فيه المسور وصححه الألباني، والآجري في الشريعة بإسناد لم يذكر فيه المسور، والطبراني في مسند الشاميين، وعبد الرحمن الجوهري في مسند الموطأ بإسناد لم يذكر فيه المسور، وأبو نعيم الأصبهاني في مستخرجه على صحيح مسلم بثلاثة أسانيد لم يذكر المسور بن مخرمة في إسناد منها، والبيهقي في شعب الإيمان وفي معرفة السنن والآثار وفي السنن الكبرى وذكر أنه مخرج في الصحيحين، والبغوي في شرح السنة بإسنادين لم يذكر في أحدهما المسوّر وقال:" هذا حديثٌ متّفقٌ على صحّته، وأخرجاه من طرقٍ، عن الزّهريّ"، وابن الجوزي في فنون الأفنان ولم يذكر في إسناده عبد الرحمن وقال: هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.
وذكر المهلب في المختصر النّصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصّحيح الأبواب التي خرّج البخاري فيها هذا الحديث وهي خمسة مواضع من صحيحه كما سبق، وذكر الحديث الألباني في مختصره على صحيح البخاري.
وروى الحديث الشافعي وأورده البيهقي في السنن الكبرى، ورواه الإمام أحمد وأورده ابن كثير في مسند أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب مع ذكر من رواه من المحدثين كالبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه وذكر طرق الحديث وألفاظه، وأنه قال فيه ابن المديني أنه ثبت صحيح.
وذكر الحديث السخاوي في جمال القراء برواية أبو عبيد، وذكره السيوطي في الدر المنثور وذكر أنه أخرجه مالك والشافعي والبخاري ومسلم، وَابن جَرِير، وَابن حبان والبيهقي في "سُنَنِه" عن عمر بن الخطاب ، وذكره في التحبير.
(16) عن عبيد الله -يعني ابن عمر- عن نافع، عن ابن عمر، قال:( سمع عمر بن الخطاب رجلا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف)) رواه ابن جرير في تفسيره.
(17) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: (قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي. قال: فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: ((بلى!)) قال: فوقع في صدر عمر شيء، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره وقال: ((ابعد شيطانا)) -قالها ثلاثا- ثم قال: ((يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة)) رواه ابن جرير في تفسيره
(18) عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن جدّه، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: كنت في المسجد، فدخل رجلٌ يصلّي، فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل آخر فقرأ قراءةً سوى قراءة صاحبه، فلمّا قضينا الصّلاة دخلنا جميعًا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقرآ، فحسّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شأنهما، فسقط في نفسي من التّكذيب، ولا إذ كنت في الجاهليّة، فلمّا رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففضت عرقًا وكأنّما أنظر إلى الله عزّ وجلّ فرقًا، فقال لي: " يا أبيّ أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرفٍ، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّالثة اقرأه على سبعة أحرفٍ، فلك بكلّ ردّةٍ رددتكها مسألةٌ تسألنيها، .." رواه مسلم واللفظ له، وابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر، وابن جرير في تفسيره وفيه من طريق عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومن طريق عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ورواه أبو عوانة يعقوب الإسفراييني في مستخرجه، والهيثم بن سريج بن الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وابن بطّة في الإبانة الكبرى، وأبو نعيم الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح مسلم، ورواه البغوي في شرح السنة وصححه.
وخرّجه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب
وأورد الحديث البيهقي في سننه الكبرى وقال: (رواه مسلم في الصّحيح، عن محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، عن أبيه، عن إسماعيل إلّا أنّه قال: فسقط في نفسي من التّكذيب ولا إذ كنت في الجاهليّة، وقال غيره: سقط في نفسي وكبر عليّ، ولا إذ كنت في الجاهليّة ما كبر عليّ).
- طريق آخر: من طريق سقير عن سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ مختصر، ورواه ابن جرير في تفسيره ولفظ إسناده: (عن فلان العبدي -قال أبو جعفر: ذهب عنى اسمه-، عن سليمان بن صرد)، ورواه الهيثم الشاشي في مسنده، ورواه أبو عبد الله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وروايته عن أبي إسحاق عن سليمان فأسقط سقير العبدي، وقال أبو عبد الله المقدسي: رواه النّسائيّ في عمل يومٍ وليلةٍ عن أبي داود سليمان بن سيفٍ الحرّانيّ عن يزيد بنحوه -وهو الحديث التالي برقم 19-، رواه عبد الله بن أحمد عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سقيرٍ العبديّ عن سليمان بن صرد فزاد في إسناده (سقير)، فيه ألفاظٌ لم ترد في الصّحيح منه دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسّلم له، وقوله شافٍ كافٍ وغير ذلك واللّه أعلم .
وخرّج هذا الطريق كذلك أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن: عن أبي إسحاق عن شقير عن سليمان، وعن أبي إسحاق عن سليمان دون شقير.
*فسيقير العبدي: ذكره أبو عبيد القاسم بالشين، وابن أبي شيبة وغيره بالسين وهو الصحيح لأنه المذكور عند الجميع.
(19) عن أبي اسحق الهمداني عن سليمان بن صرد عن أبي بن كعب أنه أتي النّبي صلى الله عليه وسلم برجلين قد اختلفا في القراءة كلّ واحدٍ منهما يزعم أن النّبي صلى الله عليه وسلم أقرأه قال فاستقرأهما النّبي صلى الله عليه وسلم فاختلفا فقال لهما أحسنتما، قال أبيّ: فدخلني من الشّك أشدّ ممّا كنت عليه في الجاهليّة، فقلت: أحسنتما أحسنتما، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري بيده ثمّ قال: ((اللّهمّ اذهب عنه الشّيطان)) قال: فارفضضت عرقاً وكأنّي أنظر إلى الله فرقاً ثمّ قال: ((إنّي أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)). رواه النسائي في سننه الكبرى وفي عمل اليوم والليلة
(20) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: ما حك في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية , وقرأها آخر غير قراءتي، فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني كذا وكذا،...إلى قوله: فقال صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل وميكائيل أتياني , فقعد جبريل عن يميني، وقعد ميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف شاف كاف» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، وابنُ أبي شيبةَ في مصنفه بلفظ مختصر، وعبد الحميد الكسّي في المنتخب من مسنده، والنسائي في فضائل القرآن وسننه الصغرى والكبرى في موضعين، وابن جرير في تفسيره، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه وقال: (قد ذكر في الصّحيح بنحو هذا الحديث غير أنّ في هذا ذكر وقوله كل شاف كاف لم يذكر فيه).
- طريق آخر: عن عكرمة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ رواه النسائي في سننه الصغرى والكبرى، وقال: معقل بن عبيد الله، ليس بذاك القويّ.
*معقل بن عبيد الله هو الراوي عن عكرمة بن خالد.
(21) عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قرأت آيةً وقرأ ابن مسعودٍ قراءةً خلافها فأتينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: «بلى» قال ابن مسعودٍ: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ قال: «بلى، كلاكما محسنٌ مجملٌ»، فقلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل قال: فضرب صدري وقال: " يا أبيّ، إنّي أقرئت القرآن فقيل لي أعلى حرفٍ أم على حرفين؟ فقال الملك الّذي معي على حرفين، فقلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أم ثلاثةٍ؟، فقال الملك الّذي معي: على ثلاثةٍ، فقلت: ثلاثةٌ حتّى بلغ سبعة أحرفٍ قال: ليس فيها إلّا شافٍ كافٍ قلت: غفورٌ رحيمٌ، عليمٌ حكيمٌ، سميعٌ عليمٌ، عزيزٌ حكيمٌ نحو هذا ما لم يختم آية عذابٍ برحمةٍ أو رحمةٍ بعذابٍ " رواه البيهقي في السنن الصغير، وفي السنن الكبرى واللفظ له، وقال: (ورواه معمرٌ، عن قتادة فأرسله)، وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء بلفظ مختصر.
- طريق آخر: ورواه معمر الأزدي في الجامع من طريق معمرٍ، عن قتادة، عن أبيّ بن كعبٍ
(22) عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: سمعت عبد الله قال سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فأخذت بيده وأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كلاكما محسن). رواه عثمان الداني في البيان
ورواه البغوي في شرح السنة وصححه وزاد فيه: "فلا تختلفوا، فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا».
(23) عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله بن مسعود: (تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية. قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدنا عليا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم)). قال: ثم أسر إلى علي شيئا، فقال لنا علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرأوا كما علمتم).) رواه ابن جرير في تفسيره بإسنادين أحدهما بهذا اللفظ والثاني بلفظ قريب، وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني، والهيثمي في موارد الظمآن، كليهما بلفظ قريب وفيه تعيين السورة بأنها سورة الرحمن.
وجاء الحديث بلفظ مختصر: عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، قال: سمعت رجلًا يقرأ آيةً أقرأنيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خلاف ما قرأ، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يناجي عليًّا، فذكرت له ذلك، فأقبل علينا عليٌّ وقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأمركم أن تقرؤوا كما علّمتم. رواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني، والآجري في الشريعة بتعيين السورة بأنها سورة الأحقاف.
- النهي عن التنازع والاختلاف والمراء في القرآن، وأن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
(24) عن يزيد بن خصيفة، عن مسلم بن سعيدٍ ، وقال غيره: عن بسر بن سعيدٍ، عن أبي جهيمٍ الأنصاريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ هذا القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، فلا تماروا فيه، فإنّ مراءً فيه كفرٌ». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
(25) عن زبيد، عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: (لا تنازعوا في القرآن، فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا يتفه لكثرة الرد. ..) رواه ابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وإسناده: عن زبيد عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، عن رجلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ.
(26) عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه، قال: ((إنّي قد استمعت إلى القراءة فلم أسمعهم إلا متقاربين، فاقرؤا على ما علّمتم، وإيّاكم والتنطّع والاختلاف، فإنّما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلمّ، وتعال)). رواه سعيد بن منصور في التفسير من سننه، وابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الكبرى من طريقين من طريق الأعمش عن شقيق، وعن الأعمش عن أبي وائل، ورواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود.
(27) عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال:( من كفر بحرف من القرآن، أو بآية منه، فقد كفر به كله) رواه ابن جرير في تفسيره
(28) عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية الرياحي: أنه كان إذا قرأ عنده إنسان لم يقل: ليسه هكذا ولكن يقول: أما أنا فأقرأ هكذا قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم [فقال]: أري صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف فقد كفر به كله. رواه أبو عبيد القاسم في غريب الحديث، وابن جرير في تفسيره
- المراد بالأحرف السبعة.
(29) عن يحيي بن يعمر، عن سليمان بن صردٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: "يا أبيّ، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذاب" رواه أبو داود السجستاني في سننه، وأبو عبدالله المقدسي في الأحاديث المختارة وصححه، وذكره البغوي في شرح السنة. [مكرر برقم 13]
(30) عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، عن أبيه، أنّ جبريل، قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: اقرإ القرآن على حرفٍ، فقال له ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. ثمّ قال: استزده، حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، كلّها شافٍ كافٍ؛ كقولك: هلمّ وتعال، ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ برحمةٍ. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، ؟؟ والسَّخَاوِيُّ في جمال القرّاء عن علي بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه "أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال .." الحديث. [مكرر برقم 14]
(31) عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه، قال: ((إنّي قد استمعت إلى القراءة فلم أسمعهم إلا متقاربين، فاقرؤا على ما علّمتم، وإيّاكم والتنطّع والاختلاف، فإنّما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلمّ، وتعال)) ). رواه سعيد بن منصور في التفسير من سننه، وابن جرير في تفسيره، والبيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الكبرى من طريقين من طريق الأعمش عن شقيق، وعن الأعمش عن أبي وائل، ورواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود. [مكرر برقم 26]
(32) عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: نزل القرآن على سبعة أحرفٍ فهو كقول أعجل أسرع توّخ . رواه البيهقي في شعب الإيمان وفي السنن الصغير دون لفظ:توّخ.
(33) وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فقال الرجل: طعام اليتيم فردها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال " أتستطيع أن تقول طعام الفاجر" قال نعم قال "فافعل " ذكره السيوطي في الإتقان.
- أن لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع.
(34) عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لو كنت متّخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتّخذت أبا بكر بن أبي قحافة خليلًا، ولكنّ صاحبكم خليل اللّه وإنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلّ حدٍّ مطلعٌ» رواه أبو يعلى في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير والأوسط، والبغدادي المخلّص في المخلصيات.
(35) عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: " أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلّ حدٍّ مطلعٌ". رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن جرير في تفسيره بإسنادين لم يعيّن في أحدهما الراوي عن أبي الأحوص، والآخر من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص
(36) عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ) رواه البزار في مسنده، وأبو يعلى في مسنده عن سليمان عن أبي الأحوص من دون ابن عجلان وأبي إسحاق، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن حبان في صحيحه وضعفه الألباني، والهيثمي في موارد الظمآن وفي المقصد العلي بإسنادين ليس فيهما أبي إسحاق فأحدهما عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، والآخر عن سليمان عن أبي الأحوص.
(37) عن عمرو بن مرة، عن مرة ، عن عبد الله، أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها» رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، وذكره البغوي في شرح السنة.
(38) عن عبيدة، عن شقيقٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: «إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ، ما منها حرفٌ إلّا له ظهرٌ وبطنٌ، ..) رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
- أن من قرأ بحرف منه فلا يتحول عنه.
(39) عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، فمن قرأ على حرفٍ منها فلا يتحوّل إلى غيره رغبةً عنه» رواه الطبراني في المعجم الكبير، ويحيى الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية.
- وبنصه موقوفا:
عن شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن رجل من أصحاب عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، قال: (من قرأ القرآن على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره) رواه ابن جرير في تفسيره، وفيه من طريق: شعبة عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود فذكر قول ابن مسعود بلفظ قريب.
- ما جاء في لفظ الحديث من نزوله على ثلاثة أحرف.
(40) عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل القرآن على ثلاثة أحرف». رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن وقال: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة. وروى الحديث ابن أبي شيبة في مصنفه.
- نزوله على سبعة أبواب من أبواب الجنة.
(41) عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال ..)) رواه ابن جرير في تفسيره وقال: وروي عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا غير ذلك ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار, ، وابن حبان في صحيحه، والبغدادي المخلّص في المخلصيات، والحاكم في مستدركه وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والهيثمي في موارد الظمآن.
وذكره السيوطي في الإتقان برواية الحاكم والبيهقي، وفي التحبير برواية ابن جرير.
(42) عن عثمان بن حسّان العامريّ، عن فلفلة الجعفيّ قال: " فزعت فيمن فزع إلى عبد الله بن مسعودٍ في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجلٌ من القوم: إنّا لم نأتك زائرين؛ ولكنّا جئنا حين راعنا هذا الخبر، قال: " إنّ القرآن أنزل على نبيّكم من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ، وإنّ الكتاب كان ينزل أو ينزل من بابٍ واحدٍ على حرفٍ واحدٍ". رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والهيثم الشاشي في مسنده، ورواه النسائي بلفظ مختصر في سننه الكبرى وعنده القاسم بن حسان بدل عثمان بن حسان.
*والصحيح أنه عثمان لأنه المذكور عند الجميع
(43) عن الأحوص بن حكيم، عن القاسم، عن عبد الله بن مسعود، قال:«نزل القرآن على خمسة أحرف، حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، ...» رواه محمد الضريس في فضائل القرآن، وابن جرير في تفسيره عن عن الأحوص بن حكيم، عن ضمرة، عن القاسم.
(44) عن عيسى الهمدانيّ، عن المسيّب بن عبد خيرٍ، عن أبيه قال: قال عمر: «...ألّا إنّ القرآن نزل من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ».رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
تلخيص مسائل موضوع الأحرف السبعة
عناصر الموضوع:
- تواتر الأحاديث على نزول القرآن على سبعة أحرف
- مخالفة لفظ حديث سمرة في نزوله على ثلاثة أحرف للأحاديث المتواترة الثابتة في نزوله على سبعة أحرف
- المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم سبعة أحرف.
- القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
- المراد بالمراء في القرآن الذي هو كفر.
شرح بعض ألفاظ الحديث:
معنى (كلها كافٍ شاف)
معنى المطلع في قوله صلى الله عليه وسلم:(لكلّ حد من ذلك مطلعا)
معنى الظهر والبطن في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ)
معنى الحد في قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن: (إن لكل حرف منه حدا)
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة)).
استدلال الشافعي على جواز اختلاف ألفاظ التشهد بما ورد من اختلاف بعض ألفاظ القرآن لنزوله على سبعة أحرف
الإجماع على الحرف الذي كتب به عثمان مصحفه الإمام
ليس المراد بالأحرف السبعة ما يوجد من الاختلاف في القراءات اليوم من رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة
شبهات وأجوبتها
تلخيص مسائل موضوع الأحرف السبعة
تواتر الأحاديث على نزول القرآن على سبعة أحرف
- عن عثمان أنه قال على المنبر: أذكّر اللّه رجلًا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ «القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍّ» إلّا قام , فقاموا حتّى لم يحصوا , فشهدوا بذلك , ثمّ قال عثمان , وأنا أشهد معكم , لأنا سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك. سبق تخريجه برقم 12
- وفي الباب أحاديث عمر، وأبي بن كعب بطرق وألفاظ مختلفة وعمرو بن العاص، وأبي جهيم الأنصاري، وحذيفة، وابن عباس، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وسمرة، وأنس، وعمر بن أبي سلمة، وأبي طلحة الأنصاري، وسليمان بن صرد، والخزاعي.
- خرّج طائفة منها أبو عبيد عبيد القاسم في كتاب فضائل القرآن وقال: قد تواترت هذه الأحاديث كلّها على الأحرف السّبعة إلّا حديثًا واحدًا يروى عن سمرة .
- واستقصى السيوطي في كتابه التحبير والإتقان بعض الألفاظ المختلفة لحديث أبي بن كعب في الأحرف السبعة؛ فذكر لفظه الوارد عند مسلم والنسائي والترمذي وأبي داود وابن جرير في التحبير، وفي الإتقان ذكر لفظي مسلم والنسائي.
مخالفة لفظ حديث سمرة في نزوله على ثلاثة أحرف للأحاديث المتواترة الثابتة في نزوله على سبعة أحرف
- عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل القرآن على ثلاثة أحرف». سبق برقم 40
- قال أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة.
المراد بالحرف في قوله صلى الله عليه وسلم سبعة أحرف.
فيه أقوال:
القول الأول: أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة، باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، وهو اختيار ابن جرير، وهو ظاهر ترجيح الآجري في الشريعة.
فهو كقول القائل: هلم، وتعال، وأقبل، وإلي، وقصدي، ونحوي، وقربي، ونحو ذلك، مما تختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فيه المعاني، وإن اختلفت بالبيان به الألسن، قاله ابن جرير في تفسيره.
أدلة هذا القول:
النوع الأول من أدلتهم: الروايات الثابتة عن عمر وابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، دون ما في ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأ كل رجل منهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها.
النوع الثاني من أدلتهم: الأخبار والآثار الصحيحة عن جماعة من السلف والخلف أن اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ باتفاق المعاني، ومن ذلك:
1: عن ابن مسعود قال: (إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال).سبق تخريجه برقم (26)
2: و عن ابن مسعود، قال: (من قرأ القرآن على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره)وعنى رضي الله عنه بالحرف القراءة، وسبق تخريجه برقم (39)
3: قال ابن سيرين: لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل، قال: وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة} [يس: 29]، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة). رواه ابن جرير، وأبو عبيد في فضائل القرآن دون قوله: (لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي)
4: عن أنس أنه قرأ هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي: {وأقوم} فقال: أقوم وأصوب وأهيأ، واحد. رواه ابن جرير في تفسيره.
5: وعن مجاهد: (أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف). رواه ابن جرير في تفسيره
6: عن سالم:( أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين). رواه ابن جرير في تفسيره
7: وعن مغيرة قال: (كان يزيد بن الوليد يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف). رواه ابن جرير في تفسيره
وأنكر هذا القول أبو عبيد القاسم قال: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شيء غير موجود، قاله في فضائل القرآن، وفي غريب الحديث قال: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه هذا لم يسمع به قطّ.
القول الثاني: هي في الأمر الّذي يكون واحدًا لا يختلف في حلالٍ ولا حرامٍ، وهو قول ابن شهاب ذكره أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن، ورواه أبو داود في سننه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار.
هذا القول قد يكون موافقًا للقول الأول.
القول الثالث: أنها سبع لغات من لغات العرب متفرقة في جميع القرآن، واختاره أبو عبيد القاسم
قال أبو عبيد في فضائل القرآن: عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما ، كذلك إلى السبعة. وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض.
من أدلة هذا القول:
الأول: قول ابن مسعود: إنّي قد سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم فإنّما هو كقول أحدكم هلمّ، وتعال. سبق برقم (26)
قال أبو عبيد في غريب الحديث: وكذلك قال ابن سيرين: إنّما هو كقول أحدكم: هلمّ، وتعال، وأقبل، ثم فسّره ابن سيرين فقال:هو في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلّا زقيةً واحدةً) وفي قراءتنا: {إن كانت إلّا صيحةً واحدةً} [يس: 29]. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وقال في غريب الحديث عند هذا الأثر: والمعنى فيهما واحد وعلى هذا سائر اللّغات.
الثاني: الاحتجاج بما في القرآن من كلام العرب مما هو ليس على لغة قريش، ومن ذلك:
- عن الحسن، قال: كنّا لا ندري ما الأرائك حتّى لقينا رجلًا من أهل اليمن فأخبرنا أنّ الأريكة عندهم الحجلة فيها السّرير. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله {ولو ألقى معاذيره} [القيامة: 15] قال: ستوره، أهل اليمن يسمّون السّتر المعذار. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وأنتم سامدون} [النجم: 61] قال: «الغناء». قال: " وهي يمانيةٌ , اسمدي لنا: تغنّي لنا " رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {فإذا هم بالسّاهرة} [النازعات: 14] قال: «الأرض». قال: قال أميّة بن أبي الصّلت: عندهم لحم بحرٍ ولحم ساهرةٍ. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن ابن عبّاسٍ، قال: كنت لا أدري ما فاطر السّموات حتّى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئرٍ، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
- عن علقمة، في قوله: {ختامه مسكٌ} [المطففين: 26] قال: ليس بخاتمٍ يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطّيب خلطه مسكٌ، خلطه كذا وكذا. رواه أبو عبيدٍ في فضائل القرآن وقال: وأحسب يحيى أسند الحديث إلى عبد اللّه.
- عن الحسن، في قوله تعالى: {قد جعل ربّك تحتك سريًّا} [مريم: 24] قال: كان واللّه سريًّا؛ يعني عيسى. فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيدٍ، إنّ العرب تسمّى الجدول السّريّ. فقال: صدقت. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن
الثالث: أن ابن عباس كان يُسأل عن القرآن فينشد فيه الشّعر يستشهد به على التفسير، ومن ذلك:
- ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {واللّيل وما وسق} [الانشقاق: 17] قال: «ما جمع». وأنشد: فلا تسقن لو تجدن سائقًا.
وأنكر هذا القول ابن جرير في تفسيره واحتج على بطلانه:
بصحة الأخبار عن الصحابة أنهم اختلفوا في قراءة سورة من القرآن، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر كلا أن يقرأ كما علم، فالأحرف السبعة إذا كانت لغات متفرقة في جميع القرآن، فغير موجب حرف من ذلك اختلافا بين تاليه؛ لأن كل تال فإنما يتلو ذلك الحرف تلاوة واحدة على ما هو به في المصحف، وعلى ما أنزل.
الثاني: معنى هذا القول أن الذي نزل به القرآن عنده إحدى القراءتين إما "صيحة"، وإما "زقية" وإما "تعال" أو "أقبل" أو "هلم" - لا جميع ذلك؛ لأن كل لغة من اللغات السبع عنده في كلمة أو حرف من القرآن، غير الكلمة أو الحرف الذي فيه اللغة الأخرى.
وإذ كان ذلك كذلك، بطل الاستدلال بقول من قال: ذلك بمنزله "هلم" و "تعال" و "أقبل"، لأن هذه الكلمات هي ألفاظ مختلفة، يجمعها في التأويل معنى واحد.
القول الرابع: أن السبع لغات هي من لسان قريش، لا ما سواه من الألسن العربيّة أو غيرها، وهو ما رجحه الطحاوي في شرح مشكل الآثار.
واستدلّ لقوله:
1: بقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: 4] . وجه الاستدلال: أنّ الرّسل إنّما تبعث بألسن قومها، فاللّسان الّذي بعث به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم هو لسان قومه وهم قريشٌ.
يدل لذلك قوله تعالى: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} [الزخرف: 44]، وقوله عزّ وجلّ: {وكذّب به قومك وهو الحقّ} [الأنعام: 66]، وقوله جلّ وعزّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] . ففي جميع هذه الآيات المراد بهم قريش لا من سواها, فدلّ ذلك أنّ قومه الّذين بعثه الله عزّ وجلّ بلسانهم هم قريشٌ دون من سواهم.
2: حديث عمر رضي الله عنه لما اختلف مع هشام بن حكيم في سورة الفرقان، حيث خالفت قراءة كل منهما ألفاظ القراءة الأخرى وهما قرشيان لسانهما لسان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي به نزل القرآن عليه، فتحاكما إليه فأقرّ كل منهما على قراءته.
ويرد على هذا بما في القرآن من كلام العرب مما هو ليس على لغة قريش، كما سبق في القول الثالث.
القول الخامس: قالوا: هي سبعة أنحاءٍ، فمنها حرفٌ زاجرٌ، ومنها حرف أمرٍ، ومنها حرف حلالٍ، ومنها حرف حرامٍ، ومنها حرف محكمٍ، ومنها حرف متشابهٍ، ومنها حرف أمثالٍ.
ودليلهم:
1: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)). سبق برقم 31
2: وعنه رضي الله عنه موقوفًا :«نزل القرآن على خمسة أحرف، حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحل حلاله، وحرم حرامه، واعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، واعتبر بالأمثال» سبق برقم 43، وفي هذه الرواية أنها خمسة أحرف.
وأنكر هذا القول كل من أبو عبيد القاسم، وابن جرير، والطحاوي.
قال أبو عبيد القاسم في غريب الحديث: ولو كان الاختلاف في الحلال والحرام لما جاز أن يقال في شيء هو حرام: هكذا نزل ثمّ يقول آخر في ذلك بعينه: إنّه حلال فيقول: هكذا نزل، وكذلك الأمر والنّهي، وكذلك الأخبار، قال: ومن توهم أن في هذا شيئا من الاختلاف فقد زعم أن القرآن يكذب بعضه بعضًا ويتناقض.
وهذا معنى ما قاله ابن جرير والطحاوي
القول السادس: أن يقول: «عليمًا حكيمًا»، «غفورًا رحيمًا»، «سميعًا بصيرًا» أحدهما بدل الآخر ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ بآية رحمة، نسب ابن شهاب هذا القول لسعيد بن المسيب ذكره ابن جرير، وذهب إليه جماعة من المتأخرين منهم أبو بكر بن خزيمة، ذكره البيهقي في السنن الصغير
وحجتهم: أن كل ذلك من من أسامي الرّبّ عزّ وجلّ فلا بأس أن يقول أحدهما بدل الآخر ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ، أو آية عذابٍ بآية رحمة.
- وهذا لا يُقرأ به الآن.
القول السابع: أنها سبع لغات من الألسن العربية وغيرها، ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار فيما حكاه له ابن أبي عمران
وحجتهم: أنّه قد ذكر في القرآن غير شيءٍ بلغاتٍ مختلفةٍ من لغات العرب , ومنه ما ذكر بما ليس من لغاتهم غير أنّه عرّب فدخل في لغتهم، مثل {طور سينين} [التين: 2]
واستدل الطحاوي على بطلان هذا القول بقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: 4] . قال: فالرّسل إنّما تبعث بألسن قومها، لا بألسن سواها.
- وأرجح هذه الأقوال والله أعلم: القول الأول و القول الثالث.
القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
- نزل القرآن ببعض ألسنة العرب دون جميعها، فألسنة العرب ولغاتها أكثر من سبعة، بما يعجز عن إحصائه، قاله ابن جرير
- وقيل إن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة، روى ذلك عن ابن عباس من لا يجوز الاحتجاج بنقله، فالذي روى: "أن خمسة منها من لسان العجز من هوازن"، الكلبي عن أبي صالح، والذي روى: "أن اللسانين الآخرين لسان قريش وخزاعة"، قتادة، وقتادة لم يلقه ولم يسمع منه، ملخصًا من قول ابن جرير
- والمراد بالعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، ذكره ابن جرير في تفسيره
- وعن أبي العالية قال: قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم. ابن جرير
- واختار الطحاوي: أنه لسان قومه وهم قريشٌ، لا ما سواه من الألسن العربيّة وغيرها، وسبق ذكر الأدلة التي ساقها والرد عليها.
الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
- السعة والتيسير في ذلك، لعجز الناس في أول الأمر على أخذ القرآن على غير ما ينطقون، فكان في نزوله على سبعة أحرف سعة وتيسيرًا عليهم، ملخصا من قول أبو جعفر الطحاوي
- تخفيفًا من اللّه تعالى بأمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، إذ كانت كلّ قبيلةٍ من العرب تلقّن القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم، قاله الآجري في الشريعة
المراد بالمراء في القرآن الذي هو كفر.
- هو الاختلاف في اللّفظ بأن يقرأ الرجل القراءة على حرف فيقول له الآخر: ليس هكذا ولكنه كذا على خلافه وقد أنزلهما اللّه جميعًا، قاله أبو عبيد القاسم في غريب الحديث، وهو معنى قول الآجري في الشريعة.
- فإذا جحد هذان الرّجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يؤمن، فيكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى، قاله أبو عبيد القاسم في غريب الحديث.
- ويستدلّ لذلك بالأحاديث برقم: 24 إلى 28
- التوجيه النبوي للصحابة عند اختلافهم في القراءة.
- قيل لهم: ليقرأ كلّ إنسانٍ كما علم، ولا يعب بعضكم قراءة غيره، واتّقوا اللّه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله، وأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، قاله الآجري في الشريعة.
- ويستفاد من الأحاديث النبوية في هذا الباب:
ترك الجدال والمراء في القرآن.
ألا يقول الإنسان في القرآن برأيه، فلا يفسره برأيه، ولا يماري ولا يجادل فيه. قاله الآجري في الشريعة
شرح بعض ألفاظ الأحاديث
- معنى ( أن كلها شاف كاف)
أي جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وساوس الشيطان وخطراته، فيكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته، كما قال تعالى:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}[يونس: 57]، قاله ابن جرير
- معنى المطلع في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ حد من ذلك مطلعا)
فيه أقوال:
الأول: أي يطلع قوم يعملون به، وهو قول الحسن، ولقوله هذا وجه لقول ابن مسعود: ما من حرف أو قال آية إلّا وقد عمل بها قوم أو لها قوم سيعملون بها،سبق برقم 37، وذكره أبو عبيد القاسم في غريب الحديث
الثاني: أن يفسّر بمعنى المطلع في كلام العرب، فيكون بمعنى المأتى الّذي يؤتى منه حتّى يعلم علم القرآن من كل ذلك المأتى والمصعد، فسّره بذلك أبو عبيد القاسم ذكره في غريب الحديث.
الثالث: يعني أن لكل حد من حدود الله التي حدها فيه مقدارا من ثواب الله وعقابه يطلع عليه ويلاقيه يوم القيامة، وهو اختيار ابن جرير واستدل له بقول عمر رضي الله عنه: "لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع"، يعني: ما يطلع عليه ويهجم عليه من أمر الله بعد وفاته.
- معنى الظهر والبطن في قوله صلى الله عليه وسلم: (لكلّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ)
اختلفوا في معناه على ثلاثة أقوال:
الأول: هو من قول العرب: قد قلبت أمري ظهرا لبطن، قاله الحسن
الثاني: قيل: الظّهر لفظ القرآن والبطن تأويله، وهو اختيار ابن جرير.
الثالث: أن الظهر: هو ما أخبر الله تعالى وقصّ علينا من أخبار الأمم الظالمة فهذا هو الظاهر، وأما البطن فهو ما في تلك الأخبار من التنبيه والعظة والتحذير أن تفعل كفعلهم فهذا هو الباطن.
ذكر هذه الأقوال أبو عبيد القاسم في غريب الحديث واختار القول الثالث وقال: هو عندي أشبه الأقاويل بالصّواب.
الرابع: أن الظهر هو ما يظهر من معناها، والبطن منها هو ما يبطن من معناها، وهو اختيار الطحاوي كما جاء في شرح مشكل الآثار.
قال الطحاوي: دلّ ذلك على أنّ على النّاس طلب باطنها، كما عليهم طلب ظاهرها، ليقفوا على ما في كلّ واحدٍ منهما ممّا تعبّدهم الله به، وما فيه من حلالٍ ومن حرامٍ.
- معنى الحد:في قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن: ((إن لكل حرف منه حدا))
- أي حداً حده الله جل ثناؤه، لا يجوز لأحد أن يتجاوزه. قاله ابن جرير في تفسيره
استدلال الشافعي على جواز اختلاف ألفاظ التشهد بما ثبت من اختلاف بعض ألفاظ القرآن لنزوله على سبعة أحرف
- روي التشهد عن النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ وحروف يخالف بعضها بعضًا، مع اتفاقها في المعنى.
- واستدلّ الشافعي لصحّة تلك الألفاظ: بأنه اختلف بعض أصحاب النّبيّ في بعض لفظ القرآن عند رسول اللّه، ولم يختلفوا في معناه فأقرّهم، لنزوله على سبعة أحرف.
- قال الشافعي: فما سوى القرآن من الذّكر أولى أن يتّسع هذا فيه، إذا لم يختلف المعنى.
مجموعا من كلام الشافعي في اختلاف الحديث وكتاب الرسالة
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، من سبعة أبواب من الجنة)).
- هذا الحديث اختلفت النقلة في ألفاظه المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قاله ابن جرير في تفسيره
- ومن ذلك :
1: حديث ابن مسعود مرفوعا: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال ..)) برقم 31
2: وحديث أبي بن كعب مرفوعًا: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: اقرأه على حرفين. فقلت: رب خفف عن أمتي. فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة، كلها شاف كاف)) برقم 10
3: وحديث ابن مسعود موقوفًا: (إن الله أنزل القرآن على خمسة أحرف: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال. فأحل الحلال، وحرم الحرام، واعمل بالمحكم، وآمن بالمتشابه، واعتبر بالأمثال. سبق برقم 43
- وهذه الأخبار كلها متقاربة المعاني،تأويلهما غير مختلف في هذا الوجه.
- فالمعنى: الخبر منه صلى الله عليه وسلم عما خصه الله به وأمته، من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله.
- فالمراد بنزول الكتاب الأول على حرف، ونزول القرآن على سبعة أحرف:
- أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء الله صلى الله عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك له ترجمة وتفسيرا لا تلاوة له على ما أنزله الله.
- وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي، كان له تاليا على ما أنزله الله لا مترجما ولا مفسرا.
- والمراد بنزول الكتاب الأول من باب واحد، ونزول القرآن من سبعة أبواب:
أن مما أُنزل من الكتب السابقة على الأنبياء، كان خاليا من الحدود والأحكام والحلال والحرام، كزبور داود، الذي إنما هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض -دون غيرها من الأحكام والشرائع-، فهذه الكتب نزلت ببعض المعاني السبعة التي يحوي جميعها كتابنا.
وأما القرآن فخص الله جل وعز به نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته، بأن أنزله عليهم من سبعة أوجه، وكل وجه من هذه الأوجه السبعة باب من أبواب الجنة الذي نزل منه القرآن؛ لأن العامل بكل وجه من أوجهه السبعة، عامل على باب من أبواب الجنة، وطالب من قبله الفوز بها.
فالأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل، وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب به الجنة.
فالخلاصة: أن جميع ما في القرآن -من حروفه السبعة، وأبوابه السبعة التي نزل منها- جعله الله لعباده إلى رضوانه هاديا، ولهم إلى الجنة قائدا.
هذا حاصل ما قاله ابن جرير في هذه المسألة في تفسيره.
الإجماع على الحرف الذي كتب به عثمان مصحفه الإمام
- مصحف عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه أجمعت عليه الأمّة والصّحابة، ومن بعدهم من التّابعين، وأئمّة المسلمين في كلّ بلدٍ، وإجماعهم قد قامت به الحجة، فمن كفر بحرفٍ منه كان كافرًا حلال الدّم.
والتعليل: أنه خالف الإجماع الذي عليه الجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بخلاف الأخبار الّتي يرويها الآحاد بما يخالف شيئًا ممّا في المصحف فإن من كفر بشيء من ذلك لا يكون كافرًا.
وهذا حاصل قول الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والآجري في الشريعة.
ليس المراد بالأحرف السبعة ما يوجد من الاختلاف في القراءات اليوم من رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة
- هذا الاختلاف ليس من معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) قاله ابن جرير في تفسيره
وتعليله: لأنه معلوم أن الاختلاف في حرف من القرآن على هذا المعنى لا يوجب المراء به كفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة.
شبهات وأجوبتها
1: هل يوجد حرفا في كتاب الله مقروءا بلغات سبع مختلفات الألفاظ، متفقات المعنى.
الجواب: قال ابن جرير في تفسيره: لا ندّع أن ذلك موجود اليوم، وإنما أخبرنا أن ذلك هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، على نحو ما جاءت به الأخبار.
2: لم لم تحفظ الأمة جميع الأحرف السبعة وهي مأمورة بحفظ كتاب الله تعالى؟
الجواب: قال ابن جرير في تفسيره:لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الأمة وهي مأمورة بحفظها.
ولكن الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت، فرأت لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات والقراءة بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية.
3: ما العلة التي أوجبت عليها الثبات على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟
فالجواب: ما جاء في رواية أنس وزيد وغيرهما من حصول الاختلاف في القراءة في زمن عثمان، حتى أظهر بعضهم إكفار بعض، وتلاعن أهل الشام والعراق، فرأى عثمان رضي الله عنه لما بلغه ذلك أن يجمع الناس على مصحف واحد، فيحملهم على حرف واحد إشفاقا منه عليهم، ورأفة منه بهم، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام، والدخول في الكفر بعد الإيمان، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها، طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها، لدثورها وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منها صحتها وصحة شيء منها ولكن نظرا منها لأنفسها ولسائر أهل دينها.
حاصل قول ابن جرير وغيره
4: فإن قيل: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها؟
فالجواب: قيل:إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة، وفي تركهم نقل ذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين،
وإذ اكان ذلك كذلك،لم يكن القوم بتركهم نقل جميع القراءات السبع، تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما يكون فيه النظر للإسلام وأهله من النصح ودرء الاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى ومن ذلك ما اجتمعوا عليه من الاقتصار على حرف واحد دون بقية الأحرف.
حاصل قول ابن جرير وغيره
5: هل يكون مناظرة الفقهاء في الفقه، فيقول أحدهم: قال اللّه تعالى كذا، وقال النّبيّ كذا وكذا، فهل يكون هذا من مراءٍ في القرآن؟
الجواب: ليس هذا مراءً، مادام الفقيه يقوله على جهة البيان والنّصيحة مبيّنا حجّته فيه بقال اللّه تعالى كذا وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جهة النّصيحة والبيان، لا على جهة المماراة، قال الحسن: المؤمن لا يداري ولا يماري، ينشر حكمة اللّه، فإن قبلت حمد اللّه وإن ردّت حمد اللّه عزّ وجلّ وعلا. قاله الآجري في الشريعة