دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م, 08:02 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي صفحة الطالبة: لطيفة المنصوري لدراسة أصول التفسير وعلوم القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م, 08:12 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

منظومة الزمزمي
(بيان السفري من آي القرآن)

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 جمادى الآخرة 1435هـ/21-04-2014م, 10:35 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي ملخص درس: التفسير، والمشتهرون بالتفسير من الصحابة.

أصول في التفسير لابن عثيمين
التفسير
معنى التفسير لغة واصطلاحا:
لغة: من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى. واصطلاحا: بيان معاني القرآن الكريم.

حكم تعلمه وتعليمه:
- تعلمه واجب، لقوله تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب} بين الله أن الحكمة من إنزال هذا القرآن أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها، والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، كما لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
-
يجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه}

الغرض من تعلم التفسير:

التصديق بأخبار القرآن والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.

الواجب على المسلم في تفسير القرآن:
أن يشعر نفسه بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، قال الله تعالى: {ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين}
.

المرجع في تفسير القرآن:
1- كلام الله تعالى (يفسر القرآن بالقرآن).
مثاله:
قوله تعالى: {وما أدراك ما الطّارق} فسر الطارق بقوله: {النّجم الثّاقب}

2 - كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، (يفسر القرآن بالسنة)
مثاله: قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ} فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي.

3- كلام الصحابة رضي الله عنهم (لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير)
مثاله
: {وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء} صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع.

4- كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: إذا أجمعوا - يعني التابعين - على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة...

5- ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق
- فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي،
إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثاله: قوله تعالى: {ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً} فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود.
- ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى {خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم} فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل ما رواه مسلم عن عبد الله بن أبي أوفي، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بصدقة قوم، صلى عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: " اللهم صل على آل أبي أوفي ".

الاختلاف الوارد في التفسير المأثور:
1: اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية.
مثاله: قوله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلّا إيّاه} قال ابن عباس: قضى: أمر، وقال مجاهد: وصى، وقال الربيع بن انس: أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد.

2
: اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، ويكون القولان على وجه التمثيل، أو التنويع.
مثاله
: قوله تعالى: {وكأساً دهاقاً} قال ابن عباس: دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. لا منافاة بين هذه الأقوال، فتحمل عليها جميعاً.

3
: اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلاله السياق أو غيره.
مثاله: قوله تعالى: {وإن طلّقتموهنّ من قبل أن تمسّوهنّ وقد فرضتم لهنّ فريضةً فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح}
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.


ترجمه القرآن
معنى الترجمة لغة واصطلاحا:
لغة: البيان والإيضاح. واصطلاحا: التعبير عن الكلام بلغة أخرى. وترجمة القران: التعبير عن معناه بلغة أخرى.

أنواع الترجمة :

1- ترجمة حرفية: وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
وهي مستحيلة عند كثير من أهل العلم، لأنه يشترط لها شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ- وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب- وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج- تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات
وهي محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية.

2: ترجمة معنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.
وهي جائزة
في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
1: أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه.
2: أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
3: أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه
.

المشتهرون بالتفسير من الصحابة: الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

ترجمة
على بن أبي طالب:
- ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، كنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
-
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم.
- شهد المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي ".
- اشتهر بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.
- روي عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وقال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
- كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة.
- بويع بالخلافة بعد عثمان حتى قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.

ترجمة عبد الله بن مسعود:
- هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد.
- من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد.
-
تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن.
- قال له
النبي صلى الله عليه وسلم: " إنك لغلام معلم "، وقال: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
- قال ابن مسعود رضي الله عنه: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
- كان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى ظُن أنه من أهل بيته.
- قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.

بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما.
- أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.

ترجمة
عبد الله بن عباس:
- ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم.
- ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللهم علمه الحكمة، وفي رواية: الكتاب ، وقال له حين وضع له وضوءه: اللهم فقه في الدين.
- حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث حرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله، فنال بذلك مكانا عاليا حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه.
-
قال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له.
- وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.

- ولاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه على على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.

المشتهرون بالتفسير من التابعين: كثيرون منهم:
أ- أهل مكة (أتباع ابن عباس) : مجاهد - عكرمة- عطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة (أتباع أبي بن كعب): زيد بن أسلم - أبو العالية- محمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة (أتباع ابن مسعود): قتادة- علقمة- الشعبي.

ترجمة
مجاهد:
- مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي ولد سنة 21 هـ.
- أخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما.
- روي أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها.
- قال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
- اعتمد تفسيره الشافعي والبخاري.
- قال الذهبي: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به.
- توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

ترجمة
قتادة:
- قتادة بن دعامة السدوسي البصري ولد أكمه أي أعمي سنة إحدى وستين.
- جد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي.
- ذكره الإمام أحمد وجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا
حفظه.
- توفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 رجب 1435هـ/5-05-2014م, 12:37 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

منظومة الزمزمي
(الصيفي والشتائي)

الصيفي: ما نزل في الصيف (ويشمل الربيع)
الشتائي: ما نزل في الشتاء
(ويشمل الخريف)

الصيفي:
آية الكلالة: وهي قوله تعالى: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ...} إلى آخر سورة النساء.
في صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه: ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بأصبعه على صدري، وقال: ((يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء)).


تنويه: آية الكلالة الأولى نزلت في الشتاء (كما قال أهل العلم)


الشتائي:
الآيات
العشر من سورة النور التي نزلت في عائشة: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عصبة منكم... }
في صحيح البخاري عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات، من ثقل القول الذي ينزل عليه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 شعبان 1435هـ/27-06-2014م, 05:28 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

مقدمة التفسير
(
النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن)

- يجب أن يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، فقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} يتناول هذا وهذا.

البيان النبوي للقرآن على نوعين:
1: بيان ما يحتاج الصحابة إلى بيانه من مجمل القرآن أو مشكله (بيان مباشر، وهو قليل). مثاله: سؤالهم عن آية الظلم:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
2: أن تكون السنة بعمومها شارحة للقرآن (بيان عام، وهو كثير جدا). دل عليه عدة أحاديث منها
: ((تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحَجَّةِ البَيضاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عنها إلا هالِكٌ، كتابِ اللَّهِ وسُنَّتِي))

- لم يقع البيان الخاص لكل لفظ من ألفاظ القرآن، وإلا لما وقع الاختلاف بين السلف في التفسير أصلا.
-
كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين معنى لفظ معين للصحابة، فإنه لا يعني أنه يجوز لكل أحد أن يفسر القرآن على رأيه دون أن يكون له مستند صحيح.

عناية السلف بتعلم معاني القرآن مع عنايتهم بتعلم ألفاظه:
- كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل.
- أنس رضي الله عنه: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل في أعيننا".
يعني صار جليلاً معظماً؛ لأنهم لا يحفظونه إلا إذا عرفوا معناه، فإذا صار عنده علم كبير.
- أقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين، قيل ثمان سني.

وذلك لأن الله تعالى قال:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُواْ ءَايَاتِهِ}،{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}، والتدبر على قسمين:
1: تدبر لفهم المعنى:
(كما إذا كنت تقرأ سورة من القرآن فمرت عليك لفظة لا تعرف معناها، فبحثك عن المعنى نوع من التدبر)
2: تدبر الاستنباط بعد فهم المعنى المراد: بتقليب الفكر في دلالاته وإشاراته وما يفهم منه.

- قاعدة علمية مطردة: كلما كان العصر أشرف، كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان أكثر.

- النزاع بين الصحابة في التفسير قليل لسببين:
السبب الأول: أن القرآن نزل بلغتهم التي لم تتغير، فكانوا أفهم الناس لمعانيه ، وأفضل له، ثم تغيرت الألسن بعدهم.
السبب الثاني: قلة الأهواء فيهم وسلامة قصدهم ، فما تجد الرجل ينتصر لهواه ورأيه.

(التابعون تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة)

ومن أشهرهم مجاهد:
-
وهو أشهر المفسرين من التابعين - أخذ التفسير عن ابن عباس رضي الله عنه، وهو أشهر المفسرين من الصحابة- وكان يقول: "عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها".
- قال الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
- يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم، وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنف في التفسير، يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره.


(وإن كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال).
كونهم يزيدون على الصحابة في الاستدلال والاستنباط أمر لابد منه وضروري؛ لأنه حدثت أمور لم تكن معهودة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فلا بد من أن يكون هناك استنباط واستدلال.

الاستنباط والاستدلال في التفسير لا يجوز إلا بشروط:
1: أن يكون عالماً بالقرآن؛ لأنه إن فسر عن غير علم بالقرآن ربما جهل أن هذه الآية قد بينت في موضع آخر، وقد فسرتها آية أخـرى.
2: أن يعلم السنة حتى لا يفسر القرآن بما يعارض السنة.
3: أن يكون عالماً بلغة العرب.
4: أن يكون عالماً بأدوات الاجتهاد، وآلات العلوم وهي: أصـول الفقه، وأصول اللغة، وأصول الحديث.
أصول الفقه: لأن فيها تقرير قواعد أصول التفسير.
أصول اللغة: لأن بها معرفة كيف يفسر على مقتضى اللغة وقد يكون اللفظ له دلالة في اللغة، لكنه نقل إلى دلالة شرعية، أو إلى دلالة عرفية.
أصول الحديث: حتى يميز الغلط من الصواب في المنقول عن الصحابة.

تنبيه مهم: ليست قواعد مصطلح الحديث منطبقة دائماً على أسانيد المفسرين، فهي تنطبق على أسانيد المفسرين إلى حدٍ ما لكن ليست على إطلاقها، أحياناً تكون بعض الأسانيد ضعيفة على طريقة المحدثين لكن مروية من جهة الشرع.

5: أن يكون عالماً بتوحيد الله، بربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
6: أضاف بعضهم إلى الشروط وهو محل تأمل: العلم بأحوال العرب.
7: وأضاف بعضهم: العلم بأسباب النـزول
8: وأضاف آخرون: العلم بسيرة النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لكن هي داخلة فيما مضى بنحوٍ أو بآخر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 11:48 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

ذكر من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

عناصر الموضوع:
·
ذكر من جمع القرآن حفظا من الصحابة
-
من الخلفاء الراشدين
-
من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
-
من المهاجرين
-
من الأنصار
-
من أجمع العلماء على جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-
من اختلف العلماء في جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-
من ذكر أنه بقي له من القرآن شيء لم يحفظه
-
حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لكل قطعة من القرآن
·
الأدلة على عدم حصر الحفاظ على من جاء ذكرهم في الآثار
·
تأويل حصر العدد
· حصر عدد الحفاظ في بعض الآثار لا ينفي تواتر القرآن
·
ما جاء في فضل بعض حفاظ الصحابة
·
ما قيل في تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة حفظ الصحابة على ذلك


تلخيص مسائل: من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

· ذكر من جمع القرآن حفظا من الصحابة
- من الخلفاء الراشدين
- قال الشعبي: لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان؛ [ ذكره النحاس، وأبو شامة، والزركشي]
- قال الزركشي: رد على الشعبي قوله بأن عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وأبي بن كعب وهو أقرأ من أبي بكر، وقد قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وهو مشكل
- وقد ذكر أبو عبيدٍ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أول "كتاب القراءات" فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، ونقله أبو شامة وابن حجر
- قال ابن حجر: يظهر من كثيرٍ من الأحاديث أن أبا بكرٍ كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستدل بما يلي:
· أنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهو محمولٌ على ما كان نزل منه إذ ذاك
· شدة حرص أبي بكرٍ على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة ملازمته له.
· أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤم في مكانه، وصح عنه أنه قال: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، فدل على أنه كان أقرأهم.
- ذكرالذهبي الذين عرضوا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن وهم سبعة؛ فذكر منهم عثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب.
- وروي عن علي رضي الله عنه أنه جمعه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
عن علي أنه قال: " .. كان القرآن يزاد فيه، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس .."رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
عائشة وحفصة وأم سلمة، كما ذكر أبو عبيد في أول "كتاب القراءات"، ونقله عنه أبو شامة وابن حجر.

- من المهاجرين
- ذكر أبو عبيدٍ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعدًا وبن مسعودٍ وحذيفة وسالمًا وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة. ذكره الزركشي، وابن حجر.
- قال ابن حجر: ولكن بعض هؤلاء إنما أكمله بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعد بن أبي داود في كتاب الشريعة من المهاجرين أيضًا تميم بن أوسٍ الداري وعقبة بن عامرٍ
- وممن جمعه أيضًا أبو موسى الأشعري ذكره أبو عمرٍو الداني.
- وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص.
- وأخرج النسائي بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عمر قال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلةٍ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأه في شهرٍ الحديث وأصله في الصحيح
- عن ابن عبّاسٍ، قال: «جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- من الأنصار

- عن قتادة، قال: «سألت أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: " أربعةٌ، كلهم من الأنصار: أبي بن كعبٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ » رواه البخاري ورواه ابن أبي شيبة بلفظ مقارب. عن أنسٍ أن أبا زيدٍ اسمه قيس بن السكن أحد عمومته.
- وعن الشعبي جمعه ستة؛ أبي وزيد ومعاذ وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد،
- وعد بن أبي داود في كتاب الشريعة من الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذًا الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة وفضالة بن عبيدٍ ومسلمة بن مخلدٍ وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعد بعض المتأخرين من القراء سعد بن عبادٍ وأم ورقة.
- وقد روى بن أبي داود من طريق محمد بن كعبٍ القرظي قال: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري» وإسناده حسنٌ مع إرساله

- من أجمع العلماء على جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قال البيهقي: أسند عن ابن سيرين أنه قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد ..[ذكره أبو شامة، والزركشي]

- من اختلف العلماء في جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن سيرين: واختلفوا في رجلين من ثلاثة؛ أبو الدرداء، وعثمان، وقيل عثمان وتميم الداري.

-
من ذكر أنه بقي له من القرآن شيء لم يحفظه

- قال الشّعبيّ: ".. وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ»
- ذكره النحاس وقال: فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
- وعن الشعبي أن مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة. [ذكره الزركشي]

- حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لكل قطعة من القرآن

- قال المازري: حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون.
- قال النووي: كان طوائف من الصحابة يحفظون أبعاضا منه.
- الزركشي: وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلهم بالغون حد التواتر، وجاء في ذلك أخبار ثابتة في الترمذي والمستدرك وغيرهما من حديث ابن عباس قال:" كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا".وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

· الأدلة على عدم حصر الحفاظ على من جاء ذكرهم في الآثار
- كثرة القراء المقتولين يوم اليمامة.
- قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
- عدم ذكر عبد الله بن عمرو في الاثار، وقد قال: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
- صعوبة حصر الحفاظ مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد.
- مع ما جاء من الاضطراب في العدد، وإن خرجت في الصحيحين، فليس منه شيء مرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[حاصل ما استدل به القاضي أبو بكر الطيب، والقرطبي والماوردي، ونقله عنهم أبو شامة والزركشي وابن حجر]

· تأويل حصر العدد
- ذكر القاضي وغيره أنه قد يكون سبب ذلك تفرد المذكورين بما يلي:
- جمع القرآن على جميع الوجوه والأحرف والقراآت التي نزل بها.
- أو جمع ما نسخ منه وما لم ينسخ.
- أو تلقي جميعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أو إظهار جمعه والانتصاب لتلقينه.
- أو جمعه حفظا وكتابة.
- أو ذكر إكماله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أو جمعه بالسمع والطاعة له والعمل بموجبه.
[قال ابن حجر: في غالب هذه الاحتمالات تكلفٌ ولا سيما الأخير]
- أو أن هذا العدد هم الذين عرضوه على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتصلت بنا أسانيدهم، وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا فكثير.
- أو أنهم ذكروا العدد المذكور لسبب خاص، كما يحتمل في أثر أنس رضي الله عنه أن يكون على وجه المفاخرة، أو لشدة تعلقه بهم دون غيرهم، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم. رجح هذا ابن حجر.

· حصر عدد الحفاظ في بعض الآثار لا ينفي تواتر القرآن
قال المازري: قد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا. [ذكره أبو شامة]

· ما جاء في فضل بعض حفاظ الصحابة
- عن مسروقٍ، ذكر عبد الله بن عمرٍو عبد الله بن مسعودٍ فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ» رواه البخاري وابن أبي داوود.
- قال ابن حجر: قوله خذوا القرآن من أربعةٍ أي تعلموه منهم
- وقال الكرماني: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك.
- قال ابن حجر: وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين ...فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحدٌ في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن
- عن شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعودٍ فقال: «والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم»، قال شقيقٌ: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك). رواه البخاري
- قال ابن حجر: وقع في رواية عبدة وأبي شهابٍ جميعًا عن الأعمش أني أعلمهم بكتاب الله بحذف من وزاد ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه وهذا لا ينفي إثبات من فإنه نفى الأغلبية ولم ينف المساواة
وقال: الأعلمية بكتاب الله لا تستلزم الأعلمية المطلقة بل يحتمل أن يكون غيره أعلم منه بعلومٍ أخرى فلهذا قال وما أنا بخيرهم.
- عن مسروقٍ، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» ). رواه البخاري
- عن عبد الله، قال: جاء معاذٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله أقرئه، فأقرأته ما كان معي، ثمّ اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
- قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين، وولاه أبو بكر رضي الله عنه جمع المصحف. [ذكره علي الخَازِنُ]

· ما قيل في تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة حفظ الصحابة على ذلك
- عن ابن سيرين، قال: قلتُ لعكرمة: ألَّفوه كما أنزل؛ الأوَّلَ فالأوَّلَ؟ فقال: (لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا) رواه محمد البجلي في فضائل القرآن
- قال عثمان بن عفان: (كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا ..) رواه أبو جعفر النحاس.
- قال: فيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه.
- قال: ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور، وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران..
- واستدل على ذلك أيضا بما رواه عن أبي رافع عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
- قال النحاس: وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.
- قال النووي: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال)


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 صفر 1436هـ/23-11-2014م, 07:23 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة الأسئلة المتعلقة بأحكام المصاحف

1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
المصحف: هو الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصحف. ذكره الفراهيدي، والأزهري، وجمال الدين الإفريقي وغيرهم.
الرَّصِيعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف؛ قاله أبو منصور الأزهري، وجمال الدين الإفريقي
والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، قاله الفيروزآبادي

2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟
حكمه: كافر مباح الدم.
ذكر النووي وابن تيمية إجماع المسلمين على ذلك.

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
- لا يجوز وضعها في شق أو غيره؛ لأنه قد يسقط ويوطأ.
- ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب. (قاله الحليمي ونقله الزركشي والسيوطي.)

للعلماء فيه أقوال:
القول الأول: تدفن في الأرض.
القول الثاني: تغسل بالماء.
القول الثالث: تحرق بالنار.

- ذكر القول الأول إبراهيم النخعي ورواه عنه أبو عبيد، وجاء في بعض كتب الحنفية، ونقل عن الإمام أحمد أيضا، قال الزركشي: وقد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام.
- القول الثاني للحليمي وذكر غيره أن الإحراق أولى من الغسل لأن الغسالة قد تقع على الأرض. ( ذكره الزركشي، والسيوطي)
- القول الثالث أجازه الحليمي لما ورد من حرق عثمان للمصاحف، ورأى غيره أنه أولى من الغسل كما سبق، وكرهه النووي، وجزم القاضي الحسين بامتناعه وأنه خلاف الاحترام. ( ذكره الزركشي، والسيوطي)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 صفر 1436هـ/23-11-2014م, 07:24 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

النظر في المصاحف

عناصر الموضوع:
• الأدلة على فضل النظر في المصحف

هدي السلف الصالح في النظر في المصحف

وصية السلف الصالح بالإكثار من النظر في المصحف
المفاضلة بين قراءة القرآن من المصحف وقراءته عن ظهر قلب خارج الصلاة

مذاهب العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة


تلخيص مسائل النظر في المصاحف
الأدلة على فضل النظر في المصحف
- قال ابن عباس‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ (( ‏من أدام النظر في المصحف، متعه الله ببصره ما بقي في الدنيا))
رواه أبو الفضل الرازي.
- عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ (( من سره أن يحبه الله، فليقرأ في المصحف))
رواه أبو الفضل الرازي.

هدي السلف الصالح في النظر في المصحف
النظر في المصحف والقراءة منه في البيت
- عن عمر رضي الله عنه: " أنه كان إذا دخل بيته ، نشر المصحف فقرأ فيه" رواه أبو عبيد

النظر في المصحف في كل يوم وليلة
- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (ما أحب أن يمضي علي يوم ولا ليلة لا أنظر في كلام الله عز وجل يعني القرآن في المصحف.)
رواه عبد الله بن حنبل
- ذكر الغزالي في الإحياء أن كثيرين من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف.

النظر في المصحف عند تفسير آياته

- عن عبد الله بن مسعود: "أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم" رواه أبو عبيد.

النظر فيه حال الاضطجاع على الفراش
- عن عائشة قالت: "إنّي لأقرأ جزئي، أو عامّة جزئي، وأنا مضطجعةٌ على فراشي"
رواه ابن أبي شيبة

النظر فيه بعد الفجر في رمضان

- عن عائشة، رضي الله عنها: " أنها كانت تقرأ في رمضان في المصحف بعد الفجر، فإذا طلعت الشمس نامت" رواه أبو بكر الفريابي.

النظر فيه لقراءة ورد قيام الليل
- قال خيثمة: دخلت على عبد الله بن عمر، وهو يقرأ في المصحف فقال: "هذا جزئي الذي أقرؤه الليلة" رواه أبوعبيد.

وضعه في الحجر حال النظر فيه
- قال الحسن: (دخلوا على عثمان والمصحف في حجره)
رواه ابن أبي شيبة

الإكثار من النظر في المصحف والحرص على الإخلاص في ذلك
- قال الأعمش: (كان إبراهيم يقرأ في المصحف فإذا دخل عليه إنسانٌ غطّاه، وقال: لا يرى هذا أنّي أقرأ فيه كلّ ساعةٍ)
رواه ابن أبي شيبة، وذُكر نحوه عن الربيع بن خثيم، والأحنف بن قيس.

النظر فيه عند عرض القرآن
- عن موسى بن عليٍّ، قال: سمعت أبي، قال: (أمسكت على فضالة بن عبيدٍ القرآن حتّى فرغ منه)
رواه ابن أبي شيبة

الإكثار من قراءة القرآن من المصحف حتى يُغشى على أحدهم
- قال أبو صالحٍ العقيليّ: (كان أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشّخّير يقرأ في المصحف حتّى يغشى عليه)
رواه ابن أبي شيبة

ختم القرآن نظرا من المصحف
- قال الحكم بن عتيبة: (كان مجاهد، وعبدة بن أبي لبابة، وناس يعرضون المصاحف، فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي وإلى سلمة ..) رواه أبو عبيد

وصية السلف الصالح بالإكثار من النظر في المصحف
قال عبدالله بن مسعود: "أديموا النظر في المصحف"رواه أبوعبيد
عن
ابن عمر، أنه قال: "إذا رجع أحدكم من سوقه، فلينشر المصحف فليقرأ" رواه أبوعبيد


المفاضلة بين قراءة القرآن من المصحف وقراءته عن ظهر قلب خارج الصلاة
قال النَّوَوِيُّ: (قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنظر، هكذا قاله القاضي حسين من أصحابنا وأبو حامد الغزالي وجماعات من السلف.)

مذاهب العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة
أولا: المجوزون:
الجواز مطلقا دون كراهة
- عند الشافعية والحنابلة.


الجواز في حال الاضطرار
- عند مالك، ورواية عن الإمام أحمد والحسن البصرى، وذُكر عن إسحاق بن راهويه.
- سئل مالك عمّن يؤمّ النّاس في رمضان في المصحف؟ فقال: (لا بأس بذلك إذا اضطرّوا إلى ذلك قال: وكان العلماء يقومون لبعض النّاس في رمضان في البيوت)
رواه ابن أبي داوود

الجواز في حال الانفراد دون إمامة الجماعة
- قال إسحاق بن راهويه: (( وأما المصلى وحده وهو ينظر فى المصحف أو يقلب الورق له , وكل ماكان من ذلك حين إرادة أن يختم القرآن أو يؤم قوما ليسوا ممن يقرؤن فهو سنة , كان أهل العلم عليه, وقد فعلته عائشة رضى الله عنها , ومن بعدها من التابعين اقتدوا بفعالها , ولم يجئ ضده عن أهل العلم وإن قلب له الورق كان أفضل , وإن لم يكن له قلب هو لنفسه)). ذكره الشيخ صالح الرشيد وقال: والظاهر من كلام إسحاق المتقدم أن من أهل العلم من يفرق بين مسألة جواز القراءة من المصحف فى الصلاة بين حال الانفراد وبين حال إمامة الجماعة فيجوزها فى الأول ويمنعها فى الثانى.
- قال ابن حزم: ( ولا يحل لأحد أن يؤم وهو ينظر ما يقرأ به فى المصحف لا فى فريضة ولا نافلة , فإن فعل عالما بأن ذلك لا يجوز بطلت صلاته وصلاة من ائتم به عالما بحاله عالما بأن ذلك لا يجوز)

الجواز في النفل دون الفرض
- أشهر الروايتين عن الإمام مالك ورواية ثانية عن الإمام أحمد .
- وقال أحمد: لابأس أن يصلى بالناس القيام وهو يقرأ فى المصحف . قيل : الفريضة ؟ قال : لم أسمع فيها بشئ .
- قيد الإمام مالك وأصحابه فى النفل بما كان فى أول الصلاة لا فى أثنائها لكثرة الشغل فى ذلك؛ ولأنه يغتفر فى النفل ما لايغتفر فى الفرض .

- قيده قوم بما إذا شك فى صلاته.
- عن هشامٍ قال: (كان محمّدٌ [بن سيرين] ينشر المصحف فيضعه إلى جانبه، فإذا شكّ نظر فيه، وهو في صلاة التّطوّع) رواه ابن أبي داوود

الجواز للحافظ دون غير الحافظ أو العكس
- جوّز للحافظ أبو حنيفة وأحمد.
- لأن غير الحافظ يكون كالمعتمد على غيره فى صلاته، وكمن يلقن القرآن تلقينا.
- وجوّز لغير الحافظ وكره للحافظ جمع من السلف، منهم سعيد بن المسيب، والحسن البصري، وهو قول عند أصحاب أبى حنيفة، واختيار القاضى أبي يعلى من الحنابلة.
- قالوا: يردد ما معه من القرآن ولا ينظر فى المصحف.
- قال علي: من لا يحفظ القرآن فلم يكلفه الله تعالى قراءة ما لايحفظ، لأنه ليس ذلك فى وسعه، قال تعالى :{لاَتُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا}

الجواز في حال نشر المصحف دون حمله أو العكس
- جوز أبو حنيفة لمن نشر المصحف بين يديه أو أقرأ بما هو مكتوب على المحراب ولم يجوز لمن حمله.
- قال: حمل المصحف وتقليب الأوراق والنظر فيه والتفكير فيه ليفهم عمل كثير، وهو مفسد للصلاة كالرمى بالقوس فى صلاته
- قال السرخسي: “ الأصح أن يقول، إنه يلقن من المصحف فكأنه تعلم من معلم، وذلك مفسد لصلاته..وعلى هذا الطريق لافرق بين أن يكون موضوعا بين يديه أو فى يديه.

قال الشيخ صالح الرشيد:
- ذهب
جمهور الفقهاء إلى القول بجواز القراءة من المصحف فى الصلاة على اختلاف بينهم.
- والجمهور أيضا على القول بوجوب القراءة فى المصحف إذا عجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب وكان يحسنها.

حجة المجوزين:
- القراءة عبادة والنظر فى المصحف عبادة أخرى، وليس في الشرع ما يمنع انضمام العبادتين.
- القراءة فى المصحف وحمله وتقليب أوراقه أحيانا عمل يسير لمصلحة الصلاة ولا يشعر الإعراض.
- أخذه ما فى المصحف بقلبه كنطقه بلسانه، ولو نطق بالقرآن لم يفسد كذلك أخذه بقلبه
[ذهب أبوجعفرالطحاوي إلى أنه لو كان كذلك لوجب أن يجزئ النظر من تلاوته، فوجب أن يكون أخذه القرآن بقلبه من المصحف بنظره كعمله بيده يكتبه إياه فيفسد صلاته]

- عن القاسم (أنّ عائشة كانت تقرأ في المصحف فتصلّي في رمضان أو غيره)) رواه ابن أبي داوود
- عن ابن أبي مليكة، (أنّ عائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يؤمّها غلامها ذكوان في المصحف)). رواه ابن أبي داوود
- عن الزهري: عن رجلٍ يصلّي لنفسه أو يؤمّ قومًا، هل يقرأ في المصحف؟ فقال: (نعم، لم يزل النّاس يفعلون ذلك منذ كان الإسلام)). رواه ابن أبي داوود
- عن عطاءٍ، (أنّه كان لا يرى بأسًا أن يقرأ في المصحف في الصّلاة)) رواه ابن أبي داوود، وروي نحوه عن الحسن، ويحي بن سعيد الأنصاري.

ثانيا: المانعون:

المنع مطلقا والقول ببطلان الصلاة
- مروي عن أبى حنيفة، واختلف عنه فى القدر المبطل، فالمشهور عنه أنها تبطل بالقليل والكثير، وقيل بقدر الفاتحة.
- حمله أبو بكر الرزاي من أصحابه على غير الحافظ.
- مذهب أهل الظاهر، وقول عند الحنابلة، وحكاه بعضهم رواية عن الإمام أحمد وعزاه ابن حزم إلى الشافعي وغلطه بعض المحققين.

الكراهة
- قاله جمع من علماء السلف والخلف، منهم عمر بن الخطاب وابن عباس وسويد بن حنظلة البكرى، ومجاهد، والحسن البصرى فى رواية عنه ، والنخعي، وابن المسيب، وأبي عبد الرحمن السلمى، والشعبي وسفيان والليث والربيع والحكم وحماد .
- محكي عن الأئمة أبى حنيفة ومالك وأحمد فى روايات عنهم وعزاه ابن حزم إلى الشافعي كما مر، و محكي عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيبانى .

- قال الشيخ صالح الرشيد: محكي عن فريق كبير من أهل العلم.

حجة المانعين:
- عموم قوله عليه الصلاة والسلام فى الحديث المتفق عليه : (إن فى الصلاة لشغلا) .
- عن ابن عباس أنه قال : (نهانا أمير المؤمنين عمر أن يؤم الناس بالمصاحف ) رواه ابن أبي داوود
- عن سويد بن حنظلة البكريّ، (أنّه مرّ على رجلٍ يؤمّ قومًا في مصحفٍ فضربه برجله) رواه
ابن أبي داوود، وفي لفظ: (فكره ذلك فى رمضان ونحا المصحف)
- عن إبراهيم قال: (كانوا يكرهون أن يؤمّ، الرّجل في المصحف كراهيةً شديدةً أن يتشبّهوا بأهل الكتاب)
رواه ابن أبي داوود
- عن الحسن، (أنّه كره أن يؤمّ الرّجل في المصحف قال: كما تفعل النّصارى )
رواه ابن أبي داوود
- كما رويت الكراهة عن مجاهد وسعيد بن المسيب وأبى عبد الرحمن السلمى وقتادة وحماد وغيرهم.
- يخل بالخشوع في الصلاة.
- يتنافى مع وجوب التفرغ لها.
- يشغل عن بعض سننها وهيآتها، فيفوت سنة النظر إلى موضع السجود، ووضع اليمنى على الشمال.
- يفضي إلى التشبه بأهل الكتاب.
- إحداثا في الدين لم يرد الشرع بإباحته - ذكره من قال ببطلان الصلاة -
[محمد بن نصر: قراءة القرآن هى من عمل الصلاة ونظره فى المصحف كنظره إلى سائر الأشياء التى ينظر إليها فى صلاته ثم لا يفسد صلاته بذلك]
- قالوا: ونظير القراءة فى المصحف أن ينظر إلى كتاب فيه حساب أو كلام غير القرآن فيأخذ بقلبه، فهذا مما لا خلاف فيه أنه يفسد الصلاة
[محمد بن نصر: قراءة القرآن بعيدة الشبه من قراءة كتب الحساب والكتب الواردة، لأن قراءة القرآن من عمل الصلاة، وليست قراءة كتب الحساب من عمل الصلاة فى شئ]

رد بعض العلماء على الاستدلال على الجواز بحديث ذكوان

- السرخسي: ليس المراد بحديث ذكوان أنه كان يقرأ من المصحف في الصلاة، إنما كان المراد بيان حاله أنه كان لا يقرأ جميع القرآن عن ظهر القلب، والمقصود بيان أن قراءة جميع القرآن في قيام رمضان ليس بفرض.
- العيني: أثر ذكوان إن صح فهو محمول على أنه كان يقرأ من المصحف قبل شروعه فى الصلاة، أى ينظر فيه ويتلقن منه ثم يقوم فيصلي, ... فظن الراوي أنه كان يقرأ من المصحف... )
- الكاساني: وأما حديث ذكوان فيحتمل أن عائشة ومن كان من أهل الفتوى من الصحابة لم يعلموا بذلك،... ولو علموا بذلك لما مكنوه من عمل المكروه فى جميع شهر رمضان من غير حاجة.
ويحتمل أن يكون قول الراوى: ( كان يؤم الناس فى رمضان وكان يقرأ فيه من المصحف) إخبارا عن حالتين مختلفتين أي كان يؤم الناس فى رمضان، وكان يقرأ من المصحف فى غير حالة الصلاة...

سبب الاختلاف
قال صَالِحٌ
بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ: سبب اختلافهم والله أعلم تعارض الآثار في هذا الباب.


حكم النظر في المصحف عند الشيخ صالح الرشيد
- ذهب الرَّشيدِ إلى الميل إلى جانب المنع ولو على سبيل الكراهة، للأسباب التالية:
- العبادات مبناها على التوقيف، والأصل فيها الحظر، ما لم يرد دليل صحيح صريح على مشروعيتها.
- إعمالا لقوله عليه الصلاة والسلام: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)
- ولما يترتب على الترخيص في القراءة من المصحف في الصلاة من العزوف عن حفظ القرآن، وتضييع لسنة حفظه في الصدور، وهذا التضييع بعينه مفسدة كبيرة و" درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ".

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1436هـ/6-12-2014م, 01:26 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة الأسئلة المتعلقة بآداب التلاوة

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
تظهر أهمية الإخلاص في تلاوة القرآن مما يلي:
1: ورود بعض الأحاديث الدالة على وجوبه، وبيان الوعيد الشديد لتاركه، ومن ذلك:

- عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) رواه مسلم

ومما قاله بعض الصحابة والعلماء:
- قال عمر بن الخطاب: (.. فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم) رواه سعيد بن منصور
- عن إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: (إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآنعلى ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.)رواه الآجري.
- قالَ السيوطيُّ: (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال).

2: ورود ما يدل على ذم من يتعجّل أجر تلاوته، ومن ذلك:

- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)) رواه أبو داود وله معناه من حديث سهل بن سعد

3: ورود ما يدل على ذم التأكل بالقرآن والمباهاة به.

- عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به))قد شك أبو عبيد

4: ورود ما يدل على ذم سؤال الناس بالقرآن والنهي عن ذلك

- عن عمران بن حصينٍ: أنّه مرّ على قاصٍّ يقرأ ثمّ سأل ، فاسترجع , ثمّ قال: (سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : ((من قرأ القرآن فليسأل اللّه به , فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس))رواه الترمذي.
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من تعلّم علماً ممّا يبتغى به وجه الله تعالى، لا يتعلّمه إلا ليصيب به عرضاً من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة»رواه الآجري.
- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل) رواه أبو عبيد.
- عن عبادة بن الصامت، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر، دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((جمرة بين كتفيك تقلدتها)) رواه أبو عبيد.
- قال الفضيل بن عياضٍ: (ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له حاجةً إلى أحدٍ من الخلق، إلى الخليفةفمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه.)
- قال زاذان: من قرأ القرآن يتأكّل به النّاس، جاء يوم القيامة، ووجهه عظمٌ ليس عليه لحمٌ

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟

اختلفت أقوال العلماء:
منهم من استحب ذلك في الصلاة عموما كالنووي.
منهم من استحب ذلك في الصلاة وخارجها كمحمد الجاوي، ومحمد المباركفوري
منهم من أجازه في الفرض والنفل لما ثبت فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى: { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، أما الخبر في قوله {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}قال فِيهَ نَظَرٌ كالبهوتي
منهم من ذكر منع ذلك في الصلاة وأن المصلي يمضي كما هو، كما نقله محمد الضريس عن محمد وذكر أنه قال: جردوا القرآن.
منهم من ذكر المنع دون تعيين، كابن العربي، قال: يقل بقلبه لا بلسانه لئلا تكون زيادة في القرآن.
منهم من قال هو سنة في النفل ولا سيما في صلاة الليل وهو في الفرض جائز وليس بسنة، وهو قول ابن عثيمين رحمه الله، وذكر أن ما ورد فيه النص، فيقال في الصلاة وخارجها وفي فرض أو نفل.

وللمأموم:
- أجاز الرعيني للمأموم الصلاة على النبي وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار المرة بعد المرة.

- قال المباركفوري: لَمْ أَقِفْ على حديثٍ يَدُلُّ عليه – أي للمأموم-
- وذكر ابن عثمين أنه صحيح للمأموم إن لم يشغله عن الاستماع إلى إمامه، كأن يقف الإمام على هذه الآيات
.
ذكر كثير من المفسرين وغيرهم أخبارا واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الجواب على بعض الآيات، ومن العلماء من ضعف بعضها.

ملحوظة: قد تكون بعض هذه الأقوال تختص ببعض الآيات مما جاء فيها الخبر وقد تكون عامة، وقد يكون مراد بعض العلماء العموم، في الصلاة وخارجها، والله أعلم.

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
- قال الإمام أبو الحسن الواحدي: إن سلم عليه – أي القارئ - إنسان كفاه الرد بالإشارة، فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة.
- قال النووي: "وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم".

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 صفر 1436هـ/6-12-2014م, 01:27 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

آداب حامل القرآن

عناصر الموضوع:
فضل حامل القرآن
وصية القراء باتباع السلف

آداب حامل القرآن

... إكرام القرآن وتعظيمه
...
ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن وقول: قرأت القرآن كله
... التأدب بالقرآن
... آداب حامل القرآن في نفسه
... أدبه مع والديه

... أدبه مع أرحامه
... آداب الصحبة والمجالسة

فيمن لا تنفعه قراءة القرآن


تلخيص مسائل آداب حامل القرآن
فضل حامل القرآن
(من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحى إليه.. ) قاله عبد الله بن عمرو بن العاص، و ذكره الآجري والسخاوي
(وهو حامل راية الإسلام)، قاله الفضيل و ذكره الآجري والنووي.

وصية القراء باتباع السلف
قال حذيفة بن اليمان : (اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا أو قال: مبينا.)

آداب حامل القرآن
إكرام القرآن وتعظيمه

قالت عائشة رضي الله عنها: (ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما منذ أنزل عليه القرآن).رواه أبو عبيد
قال يزيد بن أبي مالك: (إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم) قال: (فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن)
وقال قتادة: (ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن) رواهما أبو عبيد.
قال إبراهيم النخعي: (كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا) رواه أبو عبيد.
قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى}وهذا من الاستخفاف بالقرآن
قال ابن شهاب: "لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". أي: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل كما ذكر أبو عبيد.
قال الآجري: فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه
قال النووي: ينبغي أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن.
وأن لا يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن
قال الزركشي: عليه أن يعظم القرآن فيعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره.
وقال: وأن لا يقرأ في المواضع القذرة وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه.

ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن وقول: قرأت القرآن كله
عن الحسن أنه كره أن يقول أحدهم لصاحبه: تعال أقارئك أو يقول قرأت القرآن كله.
قال : " إن هذ القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله عز وجل : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}وما يتدبر آياته إلا اتباعه بعلمه ، والله يعلمه ، أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده، حتى أن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفا ، وقد أسقطه والله كله , ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل ، حتى أن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة ، والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا العلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا ؟!, ألا لا أكثر الله في الناس مثل هذا ". رواه أبو بكر الفريابي، ورواه بألفظ أخرى أبو عبيد وسعيد بن منصور
وعنه أيضا أنه قال: إن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه رواه أبو عبيد

التأدب بالقرآن
سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالتكان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه » رواه أبو عبيد
عن مجاهد، في قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}قال: «الدين». وفي لفظ: قال: «أدب القرآن»رواه أبو عبيد

آداب حامل القرآن في نفسه
- يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل، فيعرف القرآن في سمته وخلقه
- قد جعل القرآن والسّنّة والفقه دليله إلى كلّ خلقٍ حسنٍ جميلٍ
- ذو سكينة ووقار
- يرفع نفسه ويحفظ جميع جوارحه عن كل ما نهى القرآن عنه
- لا يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث، ولا يتبطل مع من يتبطل، ولا يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل
- يتق الله عزّ وجلّ في السّر والعلانية
- ورع في مطعمه، ومشربه، وملبسه، ومكسبه
- يحذر المفسدين على دينه
- مقبلاً على شأنه، مهموماً بإصلاح ما فسد من أمره، قليل الخوض فيما لا يعنيه
- حافظاً للسانه يخاف منه أشدّ ممّا يخاف من عدوه، ويحبس لسانه كحبسه لعدوه
- مميّزاً لكلامه، إن تكلّم؛ تكلّم بعلمٍ إذا رأى الكلام صواباً، وإذا سكت؛ سكت بعلمٍ إذا كان السّكوت صواباً
- قليل الضّحك فيما يضحك فيه النّاس، إن سرّ بشيءٍ ممّا يوافق الحقّ تبسّم
- يكره المزاح خوفاً من اللّعب، فإن مزح قال حقّاً
- باسط الوجه، طيّب الكلام.
- لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه؟
- يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى ممّا يسخط مولاه
- لا يغتاب أحداً، ولا يحقر أحداً، ولا يسبّ أحداً، ولا يشمت بمصيبةٍ، ولا يبغي على أحدٍ، ولا يحسده، ولا يسيء الظّنّ بأحدٍ إلا بمن يستحق، يحسد بعلمٍ، ويظن بعلمٍ، ويتكلّم بما في الإنسان من عيبٍ بعلمٍ، ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلمٍ.
- إن مشى؛ مشى بعلمٍ، وإن قعد؛ قعد بعلمٍ
- يتّبع واجبات القرآن والسّنّة، يأكل الطّعام بعلمٍ، ويشرب بعلمٍ، ويلبس بعلمٍ وينام بعلمٍ، ويجامع أهله بعلمٍ
- يجتهد ليسلم النّاس من لسانه ويده.
- لا يجهل، فإن جُهِل عليه حلم، ولا يظلم، فإن ظُلِم عفى، ولا يبغي، وإن بُغِي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربّه، ويغيظ عدوه
- متواضعٌ في نفسه، إذا قيل له الحقّ قبله، من صغيرٍ أو كبيرٍ.
- مصونا عن دني الاكتساب شريف النفس، ولا يكون عالة على الناس، مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين

أدبه مع والديه:

يلزم نفسه برّ والديه، فيخفض لهما جناحه، ويخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله، وينظر إليهما بعين الوقار والرّحمة، يدعو لهما بالبقاء، ويشكر لهما عند الكبر، لا يضجر بهما، ولا يحقرهما، إن استعانا به على طاعةٍ أعانهما، وإن استعانا به على معصيةٍ لم يعنهما عليها، ورفق بهما في معصيته إيّاهما، يحسن الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا ممّا لا يحسن بهما فعله،

أدبه مع أرحامه:

يصل الرّحم، ويكره القطيعة، من قطعه لم يقطعه، من عصى الله فيه، أطاع الله فيه.

آداب الصحبة والمجالسة:

- يصحب الإخوان بعلمٍ، يزورهم بعلمٍ، ويستأذن عليهم بعلمٍ، ويسلم عليهم بعلم، ويجاور جاره بعلم
- من صحبه نفعه.
- حسن المجالسة لمن جالس
- إن علّم غيره رفق به، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله
- رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعليم الخير
- يأنس به المتعلّم، ويفرح به الجّالس، مجالسته تفيد خيراً
- مؤدّبٌ لمن جالسه بأدب القرآن والسّنّة.

- عن معاوية بن الحكم السلمي، قال:صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم , فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم قال: قلت: واثكل أمياه، ما لكم تنظرون إلي في الصلاة، فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني , فبأبي هو , وأمي , ما رأيت معلما أحسن تعليما منه، وما سبني، ولا كهرني، ولا ضربني قال:((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التكبير والتسبيح، وقراءة القرآن، والتحميد )) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد

- عن عائشة، قالت: «ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر، ولا انتقم من شيء يؤتى إليه، إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل فيكون هو لله عز وجل ينتقم، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما سئل شيئا فمنعه إلا أن يسأل مأثما، فكان أبعد الناس من ذلك، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة" رواه أحمد
- الآداب المتقدمة هي حاصل ما ذكره الآجري والنووي والزركشي.

فيمن لاتنفعه قراءة القرآن
عن يسير بن عمرٍو، قال: سألت سهل بن حنيفٍ: ما سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء الخوارج ؟، قال: سمعته وأشار بيده نحو المشرق:يخرج منه قومٌ يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة)رواه ابن أبي شيبة، ورواه بألفاظ أخرى عن ابن عباس وابن مسعود وجابر وأبي برزة.
وروى أيضا عن أبي سعيدٍ، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه).
وروى عن زياد بن لبيدٍ، أنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: وذاك عند أوان ذهاب العلم، قال: قلت: يا رسول الله، كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة، قال: (ثكلتك أمّك زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجلٍ بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنّصارى يقرؤون التّوراة والإنجيل، لا يعملون بشيءٍ ممّا فيهما)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 01:31 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة دورة تاريخ علم التفسير


السؤال الأول: أكمل ما يلي:

(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن.
ومنه: صريح ظاهر الدلالة– وهو الذي يجزم به - مثل: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}
وغير صريح وهو ما يدخل فيه اجتهاد بعض المفسرين، وهو اجتهاد غير معصوم، مثل في قوله تعالى: {وأنفقوا من ما رزقناكم} قال أهل العلم: من هنا تبعيضية، والتبعيض غير مقدر، وهو مبين في قوله تعالى: {ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو}
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: ما ينزل من الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر به القرآن ويتضح المراد، ولما كان لفظه مؤدا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم جرى عمل العلماء على اعتباره من التفسير النبوي وهو في حقيقته من البيان الإلهي.

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية تتضمن بيان معنى الآية إما بتفسير لفظة فيها أو بيان معنى فيها أو إزالة إشكال أو نحو ذلك
ومثاله: تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير المراد بالساق في حديث: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد، نادى مناد، ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ..) إلى أن قال: (.. فيكشف لهم عن ساقه فيقعون له سجودا، فذلك قول الله تعالى :{يوم يكشف عن ساق})الحديث.

النوع الثاني: أحاديث يستدل بها بعض العلماء على معنى من المعاني المتصلة بتفسير الآية وإن لم يكن فيها نص على تفسيرها وإنما ينتزعون الدلالة منها انتزاعا بنوع من الاجتهاد
ومثاله: استدلال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير اللمم في قوله تعالى: {والذين يجتنبون الكبائر والفواحش إلا اللمم} بحديث أبي هريرة (العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، .. ) الحديث. قال ابن عباس : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، وذكر الحديث السابق.

(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1- مجاهد
2- سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب بن ماتع الحميري (كعب الأحبار)
2- نَوف بن فضالة البكالي (ابن امرأة كعب الأحبار)
3- محمد بن كعب القرظي
4- محمد بن إسحاق

(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: الإنصاف في الحكم بين الكشاف والانتصاف لعبد الكريم العراقي (ت: 704 هـ)
2: حاشية محمود بن مسعود الشيرازي على الكشاف (ت: 710 هـ)
3: مدارك التنزيل وحقائق التأويل لعبد الله النسفي (ت: 710 هـ)
4: لباب التأويل لعلي بن محمد الخازن (ت: 741 هـ)

السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
- أن لا يتضمن معنىً باطلا في نفسه.
- أن لا يخالف دليلا صحيحا من الكتاب أو السنة أو الإجماع.

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
من القرآن ما يعلم بيانه بتلاوته - وهو أكثر بيانه صلى الله عليه وسلم -
منه ما يعلم بيانه بدعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته
ومنه ما يعلم بيانه بالعمل به وتفصيل شأنه في السنة النبوية، كتفصيل الأوامر والنواهي، والحدود ونحو ذلك من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصيام، والحج.
ومنه ما لا يعلم إلا بدلالة الوحي مثل تفاصيل المغيبات، مثل بدء الخلق وأخبار اليوم الآخر، والقبر ومنه آيات ربما تلا النبي بعضها ففسرها وبين المراد منها
ومنه ما كان النبي يسأل عنه فيجيب من يسأله ببيان معناه وما يزيل إشكاله، سواء كان السائل من المؤمنين أو الكافرين.

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
حمل الخطيب البغدادي على أن مراد الإمام أحمد انتقاد ما شاع في عصره من الكتب المؤلفة في هذه العلوم الثلاثة - التفسير والمغازي والملاحم - كتفسير الكلبي، ومقاتل بن سليمان، وسيف بن عمر، وغيرهم؛ لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، ولزيادات القصاص فيها
وأنه أراد أن كثير من هذه الثلاثة تتضمن الأقوال المرسلة التي لا أصل لها – أي لا إسناد لها ولاحجة تبين صحتها - وفيها كثير من الأخبار الباطلة التي تروى بأسانيد واهية، وهذا لا يعني أنه لا يصح في التفسير والمغازي والملاحم آثار.

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
- من باب استيعاب والإلمام بما قيل في تفسير الآية.
- أحيانا المفسر قد تغيب عنه بعض الأوجه في التفسير وقد يعرض له إشكال فيستدل بالأقوال المختلفة ويستعين بها على معرفة الصحيح.

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
تفسير الصحابة هو أحسن التفاسير بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لأسباب عدة منها:
- صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة شؤونه العامة والخاصة، وشهودهم وقائع التنزيل.
- بيان النبي صلى الله عليه وسلم لهم عما أشكل عليهم من معاني القرآن.
- فصاحتهم وصحة لسانهم العربي، وسلامته من اللحن والعجمة، مما له أثر كبير في معرفة معاني ألفاظ القرآن، ومعرفة معاني أساليبه، فإن القرآن قد نزل بلسانهم.
- ما لهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح فإنهم أهل استجابة لدعوة الله عز وجل، ولدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا أهل خشية وإنابة، وقد وعد الله عز وجل أهل الخشية والإنابة أن يتذكروا وينتفعوا بالذكر وأن يفهمهم من القرآن ما لا يفهمه غيرهم من غير أهل الخشية والإنابة، قال تعالى: { .. فإن الذكرى تنفع المؤمنين}
- تأديب النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتزكيتهم وتعليمهم حتى فقهوا من العلم شيئا كثيرا مباركا وفهموا من كتاب الله عز وجل ما ظهر أثره عليهم، قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}
- علمهم بالقراءات والأحرف السبعة وما نسخت تلاوته، وقد حوى ذلك علما غزيرا كثيرا، وقد يكون في بعضه تفسير لبعض القرآن.

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
لهم طرق في تدارس معاني القرآن، من ذلك:
طريقة السؤال والجواب.
يطرح العالم على جلسائه سؤالا في التفسير، ثم يسمع جوابهم ويصحح لمن أخطأ.
ومن ذلك ما رواه ابن جرير رحمه الله بإسناده عن الأسود بن هلال المحاربي، قال: قال أبو بكر: ما تقولون في هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُو} قال: فقالوا: ربنا الله ثم استقاموا من ذنب، قال: فقال أبو بكر: لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره.
وقد تقرأ الآية عنده فيفسرها كما يظهر من الرواية الأخرى للحديث السابق.

اجتماعهم وتفكرهم في بعض الآيات.
فقد روي عن أبي مدين الدارمي رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا اجتمعوا يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر يتفكرون فيها

تصحيح الخطأ.
قد يجد العالم بالتفسير خطأ في فهم آية ويلحظه، فينصح ويبين المعنى الصحيح.
ومن ذلك ما رواه قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب فقال:" يا أيها الناسإنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونهاعلى غير ما وضعها الله {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الناس إذا رؤوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه) رواه الإمام أحمد

وقد يجتهد بعض الصحابة في التفسير فيخطؤون فإذا عرف ذلك بعض الصحابة أنكروا على المخطئ.
من ذلك: ما رواه النسائي في السنن الكبرى عن ثور بن يزيد الديري عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن قدامة بن مظعون ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ، ثم سئل فأقر أنه شربه ، فقال له عمر بن الخطاب : ما حملك على ذلك ، فقال : لأن اللّه يقول : {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالِحات جناح فيما طعموا إذا ما إتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} ، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين ، ومن أهل بدر ، وأهل أحد ، فقال : للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال : لابن عباس : أجبه ، فقال : إنما أنزلها عذراً لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} حجة على الباقين ..)الحديث

وكان من يشكل عليه شيء من الصحابة يسأل عنه فيجد من يجيبه

كان بعض الصحابة قد حصلوا علما غزيرا مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يعلمون الناس العلم، وكانت لهم مجالس في التفسير، كابن عباس وابن عمر وغيرهم .

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
علقمة والأسود وعَبيدة السلماني ومسروق بن الأجدع والحارث بن قيس وعمرو بن شراحبيل.

السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
كان التفسير يتلقى في مجالس العلم ولم يكن يدون في كتب ولا صحائف، وإنما يفسر المفسر في مجلسه أو يجيب من يسأله فيحفظ أصحابه ما يحفظون، كابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر وغيرهم.

أول ما دون كان على صحائف مختصرة صغيرة متفرقة، يعزى فيها التفسير إلى صاحبه بالرواية:
- كتب مجاهد (ت: 102هـ) التفسير عن ابن عباس وكذلك سعيد بن جبير وأربدة التميمي
- كتب الضحاك بن مزاحم (ت: 105هـ) عن ابن عباس مع أنه لم يدركه، ولم يكن ممحصا للروايات ولكن اشتهر تفسيره.
- عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ) كان من أول من كتب في التفسير
- علي بن أبي طلحة الوالبي (ت: 143 هـ) له صحيفة في التفسير يرويها عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وعن بعض أصحاب ابن عباس عن ابن عباس
- كتب مقاتل بن سليمان (ت: 150 هـ) تفسيرا كبيرا من أكبر التفاسير في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس، فكان أول تفسير تام، وهو من أول من جمع المرويات في التفسير، وقال أنه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلا منهم اثنا عشر رجلا من التابعين.
- دون عبد الملك بن عبد العزيز بن جريرج (ت: 151 هـ) التفسير عن عطاءوكتب عن عطاء أيضا يونس بن يزيد الأيلي.
- وكتب محمد بن إسحاق بن يسار - صاحب السيرة - (ت: 151 هـ) صحيفة في التفسير، وقد أخذ عليه أنه يكتب عن كل أحد ولا يجود الرواية.
- أبو النضر سعيد بن أبي عروبة بن مهران العدوي البصري (ت: 156 هـ) له تفسير مفقود.
- سفيان بن سعيد الثوري (ت: 161 هـ) له تفسير ناقص إلى سورة الطور.
- وكتب نافع بن أبي نعيم (ت: 169 هـ) تفسيره عن شيوخه عن ابن عباس، وهو تفسير مختصر جدا.
- ثم الإمام مالك بن أنس الأصبحي (ت: 178 هـ) أفرد في الموطأ كتابا مختصرا فيه شيء من التفسير.
- أتى بعد الإمام مالك السدي الصغير محمد بن مروان له تفسير، لكنه ضعيف، قال ابن معين ليس بثقة.
- مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179 هـ) كتب التفسير عن ابن أبي نجيح، وهو ضعيف في الحديث.
- يحيى بن اليمان (ت: 188 هـ) له تفسير مختصر، وكله مروي عن سعيد بن جبير.
- عبد الله بن وهب المصري (ت: 197 هـ) له كتاب مختصر: الجامع في تفسير القرآن، وهو مبني على المرويات.
- سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198 هـ) له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان تفسيره متداولا.

إلى نهايات القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية، إلا ما كان من تفسير مقاتل بن سليمان، ولكنه تفسير منتقد.

- في نهايات القرن الثاني الهجري وفي بدايات القرن الثالث أثر محمد بن إدريس الشافعي في تعاطي العلماء مع مسائل التفسير - وإن لم يصنف فيه - فأحيى علم الاحتجاج للقرآن والسنة، وألف كتابه الرسالة، ويعتبر واضع علم أصول الفقه.
- أفرد عبد الرزاق الصنعاني (ت: 211هـ) كتابا في التفسير، وهو معتمد على الروايات.
- بعد ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام (ت: 224 هـ) له كتاب فضائل القرآن فيه شيء من التفسير.
- بعده أو قريب منه اشتهر سنيد المصيصي، واسمه حسين بن داوود، (ت: 226 هـ) صاحب التفسير الكبير، وقد أكثر ابن جرير من الرواية عنه، ولم يكن موثقا عند أهل الحديث.
- بعد ذلك أتى سعيد بن منصور الخراساني (ت: 227 هـ) له تفسير بالروايات.
- أبو بكر بن أبي شيبة (ت: 235 هـ) جعل في مصنفه كتابا للتفسير.
- الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ) ذكر أن له تفسير والخلاف في وجوده قديم، ونقل عن الزجاح أنه نقل منه، وكان ابن حنبل يعتمد أقرب المرويات لديه.

إلى عصر الإمام أحمد لم تظهر كتب تفسير محررة تحريرا علميا جامعا للروايات وإنما هي صحف متفرقة وكانت كثيرة.

- عبد بن حميد بن نصر الكشي (ت: 249 هـ) كان في عصر الإمام أحمد، له تفسير ينقل عنه ابن كثير وينقل عنه السيوطي وجماعة.
- عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي التميمي صاحب المسند (ت: 255 هـ) له في سننه كتاب فضائل القرآن، وله كتاب تفسير مفقود.
- في عصره: محمد بن إسماعيل البخاري(ت: 256 هـ) له في الصحيح كتاب تفسير القرآن، وربما يفسر في غير كتاب التفسير بعض الآيات، يعتمد غالبا تفسير مجاهد.
- الإمام مسلم (ت: 261 هـ) في كتابه الصحيح أبواب في فضل القرآن وأحكام القرآن.
- ابن ماجة (ت: 261 هـ) له كتاب تفسير مفقود.
- ابن قتيبة (ت: 276 هـ) من اللغويين والمحدثين له كتاب غريب القرآن وهو نوع من أنواع تفسير القرآن، وله تأويل مشكل القران٫
- بقي بن مخلد الأندلسي (ت: 276 هـ) له تفسير كبير مفقود، أثنى ابن حزم عليه ثناء جليلا عطرا.
- محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي (أبو حاتم) (ت: 277 هـ) -والد ابن أبي حاتم - له تفسير مفقود.
- محمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ) له في سننه كتاب تفسير القرآن.
- في عصر الترمذي وقبل أن يؤلف ابن جرير ظهر الحسين بن فضل البجلي (ت: 282 هـ)، وله تفسير كبير مفقود، ولم يقتصر فيه على المرويات بل كان يذكر فيه من فهمه لمعاني الآيات، وقد كان موجودا في عصر الثعلبي وقد أكثر من النقل عنه.

ظهر في أواخر القرن الثالث الهجري لون جديد وهو تفسير أحكام القرآن والاقتصار عليها.
- فألف أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق الجهضمي المالكي (ت: 282 هـ) كتاب أحكام القرآن، وهو كتاب مختصر.
- سهل بن عبد الله التستري من المتصوفة - وهو من أهل السنة في أصله لكن عليه بعض الشطحات في الصوفية - له كتاب تفسير.

ما مضى من التفاسير كان على ثلاثة أنواع:
1: تفاسير المحدثين والأئمة وهي بالمرويات.
2: وتفاسير القصاص، وهم يدخلون بعض المرويات في الإسرائيليات في الأقوال الباطلة والأقوال المرسلة.
3: وظهر تفسير أحكام القرآن للجهضمي.

أما التفاسير المحررة التي تعتمد على جمع المرويات ونقدها وتمييزها فإلى نهاية القرن الثالث لم يصلنا شيء منها

تفاسير اللغويين هي نوع آخر من أنواع التفسير التي سبقت عصر ابن جرير:
- كان للأئمة اللغويين عناية بالقرآن وإن كانوا لم يعتمدوا كثيرا من المرويات في التفسير، فإنهم كانوا يفسرون القرآن بالعربية وبأشعار العرب، وبالقراءات يفسر بعضها بعضا، وكانوا يعرضون لمعاني القرآن عرضا.
- ممن اشتهر بالتفسير اللغوي أبو عمرو بن العلاء بن عمار التميمي (ت: 154 هـ)، وهو أحد القراء السبعة، ربما فسر القرآن لأصحابه، وربما سئل عن شيء فأجاب لما يقتضيه حاجة الطلاب للعربية.
- بعده الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 170 هـ)، وألف كتاب العين أصله معجم لغوي لكنه عرض فيه لكثير من المفردات الواردة في القرآن، فكان يفسرها ويبين معناها بما يعرف من لغة العرب، وربما استدل بذلك بأبيات من الشعر.
- ألف سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر(ت: 180 هـ) ألف الكتاب في النحو وفيه مسائل تتعلق بمعاني القرآن من جهة الصرف والإعراب والمعاني.
- بعده يونس بن حبيب الضبي (ت: 183 هـ) وهو تلميذ أبي عمرو بن العلاء، كان يتحاشى الكلام عن التفسير ولكن إذا سئل بين المعنى اللغوي بما يعرفه من لغة العرب، له مصنفات لكنها مفقودة.
- أتى بعده علي بن حمزة الكسائي النحوي المعروف وأحد القراء السبعة، له كتاب مفقود في معاني القرآن.

- أتى بعده يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة (ت: 200 هـ) له تفسير أكثره يعتني به باللغة، وهو من التفاسير الكاملة.

بعد ذلك أتى كتاب مهم في تفسير القرآن عند اللغويين وهو كتاب معاني القرآن ليحيى بن زياد الفراء(ت: 207 هـ)، وهو أهم مراجع العلماء في تفسير القران، ومن أهم المراجع التي رجع إليها ابن جرير في التفسير اللغوي.

- بعد ذلك أتى معمر بن المثنى اللغوي المعروف فألف كتاب مجاز القرآن.
- قبل الفراء - ولكنه توفي بعده بزمن - الأخفش الأوسط، سعيد بن مسعدة البلخي، وهو تلميذ سيبويه لكنه معتزلي، له كتاب معاني القرآن.
- أبوعبيد القاسم بن سلام لغوي محدث، له كتاب غريب المصنف، وفضائل القرآن، وربما عرض لتفسير الآيات في ذلك.
- عبد الله بن مسلم بن قتيبة لغوي محدث أيضا له كتابان مهمان في القرآن؛ غريب القرآن، وتأويل مشكل القرآن.
- أبو بكر جعفر بن محمد بن بن الحسن بن المستفاض الفريابي (ت: 301 هـ) له كتاب في فضائل القرآن وهو على المرويات.
- أبو عبد الرحمن النسائي - صاحب السنن - له كتاب في فضائل القران، وله كتاب السنن الكبرى، فيه كتاب تفسير القرآن.
- بعده إبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي (ت: 303 هـ)، ذكر الذهبي أن له تفسيرا كبيرا، وهو تفسير مفقود.

ثم أتى تفسير ابن جرير الطبري (ت: 310 هـ)، وهو أهم الكتب المؤلفة في ذلك العصر. وقد رأى الحاجة إلى تأليف كتاب جامع للتفسير، يجمع بين المدارس المختلفة، ويحوي ما تفرق في صحف المتقدمين وكتبهم، وكان يشيع من ذلك شيء كثير لا يصح، وكان لديه معرفة بالحديث، والأصول والفقه والتاريخ والعربية والقراءات وغيرها.

- في عصر ابن جرير كان إبراهيم بن السري الزجاج، وهو تلميذ المبرد ألف كتاب معاني القرآن وتوسع فيه كثيرا، وهو أوسع من كتب في معاني القرآن من علماء اللغة في ذلك العصر.
- بعدهم وفي عصرهم أبو بكر بن المنذر صاحب كتاب الإجماع، اختلف في سنة وفاته قال الذهبي توفي سنة 318 هـ، له كتاب تفسير لم يطبع كاملا، طبع بعضه.
- بعدهم جاء أبو بكر عبد الله بن سليمان بن أبي داوود السجستاني صاحب كتاب المصاحف له تفسير مفقود.

السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
اسم تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن بالقرآن اختصره لطلابه في ثلاثة آلاف ورقة وهو مطبوع في نحو 24 مجلد.
هو أهم الكتب المؤلفة في عصره فهو كتاب جامع في التفسير بعد أن كان في صحف متفرقة
لمؤلفه معرفة بالحديث ومعرفة بالأصول وبالفقه وبالتاريخ وبالعربية وبالقراءات وكان جامعا لأنواع من العلوم
يذكر ابن جرير الأحاديث والآثار بأسانيدها
يعرض الآيات ثم يذكر المسائل ثم يفسر الآية بخلاصة ما ذكر
كان له منهج حسن في الموازنة بن الأقوال وترجيح بعضها على بعض وتمييز الأقوال
إذا كان في المسألة خلاف ذكر أدلة أصحاب القول الأول، وذكر أدلة أصحاب القول الثاني.

مما أخذ على ابن جرير في تفسيره رده لبعض القراءات، ولكن سبب ذلك أن القراءات السبع لم تكن قد ظهرت؛ لأن أول من جمع القراءات السبع هو ابن مجاهد وهو من تلاميذه.

2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
انقطع له ابن عطية واعتنى به عناية كبيرة جدا.
مؤلفه بارع في أصول التفسير، وفي نقد الأقوال والترجيح بينها.
وفيه أشعرية ولكنه ليس كبعض الأشاعرة الذين يظهر منهم سلاطة اللسان على أهل السنة والجماعة، يظهر منه أنه يريد الحق.
ولكنه أخطأ في بعض المسائل ووافق الأشاعرة في بعض أقوالهم، وقد نقل عن بعض أئمة الأشاعرة كأبي الحسن الأشعري، وابن فورك وغيرهم.

(3) معاني القرآن للزجاج.
مؤلفه - إبراهيم بن السري الزجاج - من كبار اللغويين، وهو تلميذ المبرد أحد كبار اللغويين.
والزجاج من أهل السنة.
وهذا الكتاب من أوسع الكتب التي ألفها علماء اللغة في معاني القرآن في ذلك العصر، وهو أكبر من تفسير الفراء.
إلا أنه لم يكمل تفسيره وصل إلى سورة الفلق، ولكن أتمه محقق الكتاب محاولا محاكاة مؤلفه.

(4) تفسير الثعلبي.
هو من أجل الكتب وقيمته ليس في تحريره العلمي فهو منتقد في تحريره للمسائل لكن قيمته في كثرة مصادره فهو جامع لتفاسير كثيرة، وكثير منها مفقود.
لديه تلخيص حسن
يروي الأحاديث والآثار بإسناد وهو ليس بمتين في الرواية وإن كان هو موثق في نفسه.
هو من المراجع المهمة في التفسير لكثرة مصادره التي رجع إليها، ولذلك اعتنى به كثير من المفسرين.
هو أصل لعدد من التفاسير حيث أن البغوي هذب تفسير الثعلبي - وهو أحسن من هذبه- واعتمد عليه الواحدي في تفاسيره، وكذلك أبو مظفر السمعاني، مع توقيه لما أخطأ فيه، فقد كان من أئمة أهل السنة والجماعة

(5) أضواء البيان للشنقيطي
هو من أجل التفاسير ومن الكتب التي تعتمد تفسير القرآن بالقرآن أو بالمأثور.
وصل فيه إلى نهاية تفسير سورة المجادلة وقف عند قوله تعالى {أولئك هم حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
مؤلفه معتزلي جلد معلن الاعتزال مفتخر به، وهو سليط اللسان على أهل السنة.
في تفسيره اعتزالات ظاهرة خفية حتى قيل أنها تستخرج بالمناقيش.

(2) التفسير الكبير للرازي.
مؤلفه من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين وقد ندم في آخر حياته على الاشتغال بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة، ومن أشهرها تفسير الزمخشري وتفسير أبي حاتم الأصم وغيرها، ووافقهم في بعض أقوالهم، ورد بعضها، ونقل بعض أقوال السلف.
يكثر من إيراد الشبه والاعتراضات ويجيب عليها.
يكثر من الاستطرادات جدا وقد توسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط.
وينتقد عليه أمور منها:
- انتهاجه طريقة المتكلمين
- ضعف معرفته بالحديث
- ضعف معرفته بالقراءات

ثم إن مؤلفه لم يتمه فالكتاب ليس كله من تأليف الرازي فبعضه من تأليفه وبعضه من إكمال تلميذه أحمد بن خليل الخوبي.

(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطأ الماوردي من وجهين:
الأول: أن الماوردي يذكر الأقوال بدون أسانيدها (يقول: قال ابن عباس، قال قتادة)، وهذا فيه جزم نسبة القول إلى قائله مع أن هذه الأقوال قد تكون أسانيدها ضعيفة، فشاعت أخطاء كثيرة في التفاسير التي نقلت من تفسير الماوردي كابن عطية وابن الجوزي والرازي في نسبة الأقوال إلى قائليها.
الوجه الآخر: أنه يزيد في التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال وكثير منها يكون فيه تكلف والأولى أن لا يذكر.
ويظهر في تناوله بعض المسائل تأثره بطريقة المعتزلة.

(4) تفسير الثعلبي.
الإكثار من الإسرائيليات وذكرها بلا تمييز ولا تنبيه.
الجمع بين حديث صحيح وحديث ضعيف فيسوقها مساقا واحدا بلفظ واحد يجمع بينهما
كما فعل في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع بين حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما وساقهما مساقا واحدا

(5) تنوير المقباس
اعتمد مؤلف هذا الكتاب - مجد الدين الفيروزآبادي -على نقل ما روي عن ابن عباس بأسانيد واهية، كما يروي الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وهي رواية كذب؛ لأن الكلبي قال في آخر حياته كل ما حدثتكم عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، والكلبي متهم بالكذب، وروى هذه الرواية أيضا رجل ضعيف جدا متهم بالكذب وهو السدي الصغير، محمد بن مروان الكوفي.
وكان ربما يظهر للمؤلف وجه في التفسير فيسنده إلى ابن عباس.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 01:35 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة دورة أنواع المؤلفات في علوم القرآن الكريم

السؤال الأول : أكمل ما يلي :
1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي: كل علم له تعلق بالقرآن الكريم سواء كان خادما له أو مستنبطا منه.
المعنى الخاص: أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواح شتى، يصلح كل مبحث منها أن يكون علما مستقلا.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات في علوم متنوعة تضمنت بعض مسائل علوم القرآن، وأهمها: كتب الحديث، وكتب اللغة، وكتب أصول الفقه، وكتب التفسير، وكتب العقيدة.
ب: كتب مؤلفة في علوم القرآن خاصة كعلم (المؤلفات الجامعة في علوم القرآن).
ج: كتب مفردة في نوع واحد من أنواع علوم القرآن.

3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب (فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن) لـلإمام ابن الجوزي (ت: 597هـ).

4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي عبيد القاسم بن سلام.
ب: الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل لأبي جعفر النحاس.
ج: الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب.

السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
طالب العلم في حاجة ماسة ليتعرف على الكتب المؤلفة في كل علم يريد أن يتقنه؛ ليحسن اختيار الأمثل منها والأنسب لمستواه وحاجته، حيث أن الكتب كثيرة، والأعمار قليلة.
ومعرفته للكتب تفيده من جهتين:
- القراءة والتحصيل. وهذه لابد أن تختار بعناية بحيث تجمع بين مناسبتها لمستوى الطالب، وبين المادة العلمية الصحيحة المحررة.
- البحث العلمي.

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1: حقيقة القرآن
2: مصدره
3: نزوله
4: حفظه
5: نقله
6: بيانه (تفسيره)
7: لغته وأساليبه
8: أحكامه

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
سبب ذلك هو أن علوم القرآن صارت مقررة في الجامعات ابتداء بجامعة الأزهر ثم الجامعات الأخرى التي بها كليات شرعية تعنى بالدراسات الإسلامية والقرآنية، فكثرت المؤلفات نتيجة لذلك.

السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.
- حسن التحرير والترتيب وتحقيق المسائل التي فيها إشكالات.
- الحرص على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن، وهذه ميزة يندر أن تكون في كتب علوم القرآن، ولا يكاد يذكر إلا الآثار الصحيحة.


2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.

- تميز بحسن التحرير، واستعراض ما ذكره العلماء في كل موضوع، مع التنبيه على الجيد، والرد على الضعيف.

- يذكر الكتب التي ألفت في كل نوع، ويتكلم عنها، ويستعرض المؤلفات مع الحكم عليها.
- ويظهر فيه علم المؤلف، وتمكنه من علوم القرآن وليس مجرد نقل.

السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
- جمع المؤلف مادة الكتاب من مصادر كثيرة دون تحرير أو تحقيق، وكثير ما فيه يحتاج إلى تمحيص.
- اعتمد كثيرا على كتاب السيوطي، ونقل أنواعا بنصها، دون أن يضيف شيئا.
- يذكر روايات ضعيفة وباطلة ولا يحكم عليها.
- لا يبين رأيه في أي مسألة.
- نقل من بعض كتب غلاة الصوفة بدع وخرافات لا تجوز، دون أن يبين بطلانها.

2: أسباب النزول للواحدي.
فيه كثير من الأسانيد المنقطعة والضعيفة، وهو كتاب رواية فقط.

السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟
انفرد كتاب البرهان للزركشي بتناول الموضوعات الآتية:
معرفة على كم لغة نزل.
معرفة التصريف.
بلاغة القرآن.
معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب إليه كل قارئ.
-في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن.
معرفة أحكامه
في حكم الآيات المتشابهة والصفات
في بيان معاضدة السنة للقرآن.

انفرد كتاب الإتقان للسيوطي بالآتي:
إفراد الموضوعات الآتية كنوع مستقل من أنواع علوم القرآن،- وإن كانت مذكورة في كتاب البرهان -:
معرفة الحضري والسفري، النهاري والليلي، ما تكرر نزوله، ما تأخر حكمه عن نزوله، وما تأخر نزوله عن حكمه، ما نزل مشيعا وما نزل مفردا، في بيان المفصول لفظا الموصول معنى، في الإمالة والفتح وما بينهما، في المد والقصر، في تخفيف الهمز، في كيفية تحمله، في عامه وخاصه، في مجمله ومبينه، فيمطلقه ومقيده، في منطوقه ومفهومه، في العلوم المستنبطة من القرآن، في أسماءمن نزل فيهم القرآن، في مفردات القران، في طبقات المفسرين.

إضافة أنواع لم ترد في البرهان- مع كون السيوطي مسبوقا بها - وهي:
الصيفي والشتائي، والفراشي والنومي، ما نزل مفرقا وما نزل جمعا، معرفة العالي والنازل من أسانيده، معرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج، الإظهار والإدغام والإخفاء والإقلاب، ما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب.

ابتكار أنواع لم ترد قبل في مؤلفات علوم القرآن، وهي:
الأرضي والسمائي، ما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة، ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.

جل ما ذكر في الإتقان أصله في البرهان، وما انفرد به صاحب الإتقان لا يعدو أن تكون قضايا فرعية، يمكن ضمها إلى بعضها البعض، أو يمكن الاستغناء عنها كالتي تتعلق بعلم التجويد، وكثير منها ذكرها بناء على أحاديث لا تصح.
كتاب البرهان للزركشي أوسع كثيرا في القضايا اللغوية من الإتقان، فنصفه أو أكثر يتعلق بالنواحي اللغوية.

أهم الرسائل في المقارنة بينهما: (علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة) للدكتور حازم سعيد حيدر.

2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه؟
مميزاته:
- جودة تحريره، وكتابته بأسلوب شيق، وعرضه عرضا ممتعا.
- سعته وشموله، حتى صار مرجعا لطلاب العلم.
- اقتصاره على الموضوعات الرئيسية في علوم القرآن.
- الرد على الشبهات.
أخذ عليه: ظهور شطحات وأخطاء في مسائل عقدية وفي بعض المسائل العلمية.
أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه: كتاب (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم)، للدكتور خالد السبت.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 ربيع الأول 1436هـ/7-01-2015م, 04:22 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

الأحاديث والآثار الواردة في الأحرف السبعة


الأحاديث والآثار الدالة على نزول القرآن على سبعة أحرف
- حديث عبد الله بن عباس مرفوعا: (أقرأني جبريل على حرف فراجعته -فاستزدته- قال: حتى انتهى إلى سبعة أحرف)
عن الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، قال: «أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته، فلم أزل أستزيده حتّى انتهى إلى سبعة أحرفٍ»)
رواه معمر الأزدي في جامعه، وأحمد في مسنده، والبخاري، وأبو نعيم الأصبهاني في مسنده المستخرج على صحيح الإمام مسلم، والمهلّب بن أحمد المرّيّ في كتابه المختصر النّصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصّحيح، والبيهقي في شعب الإيمان والسنن الصغرى والكبرى، والبغوي في شرح السنة.
ورواه مسلم، وابن جرير في تفسيره، وأبو عوانة الإسفراييني في مستخرجه، وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن الأعرابي في معجمه، والطبراني في المعجم الصغير والمعجم الأوسط، وأبو الفضل البغدادي في كتاب (حديث الزهري)، بألفاظ متقاربة.
قال مسلم:قال ابن شهابٍ: «بلغني أنّ تلك السّبعة الأحرف إنّما هي في الأمر الّذي يكون واحدًا، لا يختلف في حلالٍ ولا حرامٍ». وذكر قول ابن شهاب معمر الأزدي وأحمد والطبري، وأبو عوانة والطبراني وأبو الفضل البغدادي وأبو نعيم الأصفهاني والبيهقي بنفس اللفظ أو ما يقاربه

- حديث عبد الله بن عباس مرفوعا: ( أسأل الله معافاته ومغفرته، يا جبريل سل ربك التخفيف عن أمتي)
عن الحكم، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ قال: (أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أضاة بني غفارٍ فقال له: اقرأ القرآن على حرفٍ، قال:«أسأل الله معافاته ومغفرته، يا جبريل سل ربّك التّخفيف عن أمتي» ، قال: فانطلق جبريل ثم رجع إليه فقال: اقرأ على حرفين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسأل الله معافاته ومغفرته» ، فلم يزل يقول ذلك ويرجع جبريل حتى انتهى إلى سبعة أحرفٍ). رواه محمد بن عبد الرحمن المخلّص في كتابه المخلصيات

- مرسل أبي سلمة بن عبد الرحمن: (نزل القرآن على سبع: حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وضرب الأمثال)
عن ابن شهاب، عن سلمة بن أبي سلمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزل القرآن على سبع».رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، قال: ثم ذكر مثل ذلك وزاد فيه: «وخبر ما كان قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم»)

- مرسل محمد بن سيرين : (أن جبريل وميكائيل نزلا على رسول الله.. إلى أن قال: اقرأ على سبعة أحرف)
(عن حماد بن زيد، عن أيوب وهشام ، عن محمد بن سيرين : أن جبريل عليه السلام وميكائيل نزلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ميكائيل : اقرأ على حرف.
وقال له جبريل: استزده , فاستزاده .
فقال له : اقرأ على حرفين .
فقال له : استزده .
فقال له : اقرأ على ثلاثة أحرف.
فاستزاده حتى بلغ سبعة أحرف .
فقال: اقرأ على سبعة أحرف , فسكت النبي صلى الله عليه وسلم وسكت.) رواه سعيد بن منصور في سننه

عن ابن علية، عن أيوب، عن محمد، قال: ( نبئت أن جبرائيل وميكائيل أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبرائيل: اقرأ القرآن على حرفين. فقال له ميكائيل: استزده. فقال: اقرأ القرآن على ثلاثة أحرف. فقال له ميكائيل: استزده. قال: حتى بلغ سبعة أحرف، قال محمد: لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل، قال: وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة}، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة).) رواه ابن جرير في تفسيره.

.
- مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى: (إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة)

عن عبيد الله بن عمر، عن سيار أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (ذكر أن رجلين اختصما في آية من القرآن، وكل يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه، فتقارآ إلى أبي، فخالفهما أبي، فتقارؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، اختلفنا في آية من القرآن، وكلنا يزعم أنك أقرأته. فقال لأحدهما: ((اقرأ)). قال: فقرأ، فقال: ((أصبت)). وقال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ خلاف ما قرأ صاحبه، فقال: ((أصبت)). وقال لأبي: اقرأ. فقرأ فخالفهما، فقال: ((أصبت)). قال أبي: فدخلني من الشك في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دخل في من أمر الجاهلية، قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في وجهي، فرفع يده فضرب صدري، وقال: ((استعذ بالله من الشيطان الرجيم))، قال: ففضت عرقا، وكأني أنظر إلى الله فرقا. وقال: ((إنه أتاني آت من ربي فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال:ثم جاء الثانية فقال:إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال:ثم جاء الثالثة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاءني الرابعةفقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف،ولك بكل ردة مسألة. قال: قلت: رب اغفر لأمتي، رب اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي، حتى إن إبراهيم خليل الرحمن ليرغب فيها)).) رواه ابن جرير في تفسيره.

- مرسل أبي قلابة الجرمي قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرف، أمر وزجر ترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل)
عن عباد بن زكريا، عن عوف، عن أبي قلابة، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل)).) رواه ابن جرير في تفسيره

- مرسل عمرو بن دينار : ( نزل القرآن على سبعة أحرف، كلٌ شافٍ كافٍ)
عن سفيان عن عمرو بن دينار يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف» ). رواه سعيد بن منصور في سننه، وابن جرير في تفسيره ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ: (نزل القرآن)

الآثار في النهي عن الاختلاف في الأحرف السبعة أو كفر شيء منها.
- أثر أبي العالية الرياحي: (أن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله)
عن يعقوب عن ابن علية ،عن شعيب - يعني ابن الحبحاب - قال: كان أبو العالية إذا قرأ عنده رجل لم يقل: (ليس كما تقرأ، وإنما يقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فقال: أرى صاحبك قد سمع: أن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله).) رواه ابن جرير في تفسيره.

الأحاديث والآثار المستدل بها على معنى نزول القرآن على سبعة أحرف
- حديث عبد الله بن عباس موقوفا: (نزل القرآن بلسان قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدار واحدة)
عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن عباس، قال: (نزل القرآن بلسان قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدار واحدة). رواه ابن جرير في تفسيره.

.
- حديث عبد الله بن عباس موقوفا: (نزل القرآن بلغة الكعبيين، كعب قريش وكعب خزاعة)

قال السيوطي في الإتقان:أخرج أبو عبيد من وجه آخر عن ابن عباس قال "نزل القرآن بلغة الكعبيين كعب قريش وكعب خزاعة" قيل وكيف ذاك قال " لأن الدار واحدة " يعني أن خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم.)

- حديث عبد الله بن عباس موقوفا:(نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من هوازن)
قال السيوطي في الإتقان:جاء عن أبي صالح عن ابن عباس قال " نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من هوازن" قال والعجز سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثقيف وهؤلاء كلهم من هوازن ويقال لهم عليا هوازن ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم)

- مرسل أبي سلمة بن عبد الرحمن: (نزل القرآن على سبع: حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وضرب الأمثال)
عن ابن شهاب، عن سلمة بن أبي سلمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزل القرآن على سبع».رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، قال: ثم ذكر مثل ذلك وزاد فيه: «وخبر ما كان قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم»)(م)

أثر سعيد بن المسيب رحمه الله
عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب:( أن الذي ذكر الله تعالىذكره{إنما يعلمه بشر} [النحل: 103] إنما افتتن أنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم:سميع عليم، أو عزيز حكيم، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الوحي، فيستفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: أعزيز حكيم، أو سميع عليم أو عزيز عليم؟ فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي ذلك كتبت فهو كذلك)). ففتنه ذلك، فقال: إن محمدا وكل ذلك إلي، فأكتب ما شئت. وهو الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة). رواه ابن جرير في تفسيره.

- مرسل أبي العالية الرياحي: (قرأ على رسول الله من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلهم)
أحمد بن حازم الغفاري، عن أبي نعيم، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، فرضي قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم رواه ابن جرير في تفسيره.

عن ابن علية، عن أيوب، عن محمد، قال: ( نبئت أن جبرائيل وميكائيل أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبرائيل: اقرأ القرآن على حرفين. فقال له ميكائيل: استزده. فقال: اقرأ القرآن على ثلاثة أحرف. فقال له ميكائيل: استزده. قال: حتى بلغ سبعة أحرف، قال محمد: لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل، قال: وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة}، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة).) رواه ابن جرير في تفسيره.

- مرسل أبي قلابة الجرمي قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرف، أمر وزجر ترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل)
عن عباد بن زكريا، عن عوف، عن أبي قلابة، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل)).) رواه ابن جرير في تفسيره

الآثار في جمع المصحف
جمع أبي بكر:
- أثر صعصعة بن صوحان قال: (أن أبا بكر أول من ورث الكلالة وجمع المصحف)
عن سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن صعصعة (أن أبا بكر أول من ورث الكلالة وجمع المصحف) رواه ابن جرير في تفسيره

جمع عثمان:
- أثر أبي قلابة الجرمي في كتابة المصاحف زمن عثمان رضي الله عنه
عن ابن علية، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: لما كان في خلافة عثمان، (جعل المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين - قال أيوب: فلا أعلمه إلا قال-: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض. فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبا فقال: أنتم عندي تختلفون فيه وتلحنون، فمن نأى عني من أهل الأمصار أشد فيه اختلافا وأشدلحنا. اجتمعوا يا أصحاب محمد، فاكتبوا للناس إماما).
قال أبو قلابة، فحدثني مالك أبو أنس قال: (كنت فيمن يملى عليهم، قال: فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعله أن يكون غائبا أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها، حتى يجيء أو يرسل إليه. فلما فرغ من المصحف، كتب عثمان إلى أهل الأمصار: إني قد صنعت كذا وكذا، ومحوت ما عندي، فامحوا ما عندكم) رواه ابن جرير في تفسيره.

عن حمّاد بن زيدٍ عن أيّوب، عن أبي قلابة قال: حدّثني رجلٌ من بني عامرٍ يقال له أنس بن مالكٍ قال: " اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتّى اقتتل الغلمان والمعلّمون، فبلغ عثمان فقال: " عندي تكذبون به وتختلفون فيه فمن نأى عنّي كان أشدّ تكذيبًا , وأكثر لحنًا "، وقال لأصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: " اجتمعوا فاكتبوا للنّاس "، قال: فكتبوا، قال: فحدّثني أنّهم إذا تدارءوا في آيةٍ قالوا: " هذه أقرأها رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فلانًا، فيرسل إليه وهو على رأس ثلاثٍ من المدينة، فيقال: " كيف أقرأك رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم كذا وكذا؟، فيقول " كذا وكذا "، فيكتبونها، وقد تركوا لها مكانًا ". ) رواه أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار.




شروح بعض أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف

شرح حديث عمر في حادثة خلافه مع هشام بن حكيم في سورة الفرقان
عن المسور بن مخرمة، وعبد الرّحمن بن عبدٍ القاريّ، أن عمر بن الخطّاب، قال:سمعت هشام بن حكيم بن حزامٍ، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروفٍ كثيرةٍ، لم يقرئنيها رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فكدت أساوره في الصّلاة، فتصبّرت حتّى سلّم، فلبّبته بردائه،... فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أرسله، اقرأ يا هشام» فقرأ عليه القراءة الّتي سمعته يقرأ، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «كذلك أنزلت»، ثمّ قال: «اقرأ يا عمر» فقرأت القراءة الّتي أقرأني، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «كذلك أنزلت إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ، فاقرءوا ما تيسّر منه»).رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.

الشرح:
أما عبد الرّحمن بن عبد القاري، فالياء مشدّدة، وهو من القارة، وربما نسبه بعض قرأة الحديث إلى القراءة فلم يشدد الياء، وذلك غلط.
قوله: فكدت أساوره في الصّلاة: معناه فأردت ذلك ولم أفعل،
أساوره: أواثبه [وأقاتله]، من سورة الغضب.
وقوله: فتربصت. التّربّص: الانتظار.
وقوله: لببته [- بتشديد الباء الأولى -] بردائه: جررته. اللبب: موضع النّحر. وأراد: جررته بالرداء المتعلّق بنحره.
قال النووي: وفي هذا بيان ما كانوا عليه من الاعتناء بالقرآن والذّبّ عنه والمحافظة على لفظه كما سمعوه من غير عدولٍ إلى ما يجوزه العربيّة.
وأمّا أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عمر بإرساله:
فلأنّه لم يثبت عنده ما يقتضي تعزيره، إنّما نسبه عمر إلى مخالفته في القراءة، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعلم من جواز القراءة ووجوهها ما لا يعلمه عمر،[وحتى يتمكن من تحقيق القراءة]
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف"
قال السيوطي في كتابه الديباج: المختار أن هذا من متشابه الحديث الّذي لا يدرى تأويله والقدر المعلوم منه تعدد وجوه القراءات.
[حاصل أقوال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين، والنووي في المنهاج والسيوطي في تنوير الحوالك وفي حاشيته على سنن النسائي وفي الديباج]

شرح حديث أبيّ بن كعب مرفوعا: (...اقرأ على سبعة أحرف، ولك بكل ردة رددتها مسألة)
عن أبيّ بن كعبٍ، قال: كنت في المسجد، فدخل رجلٌ يصلّي، فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل آخر فقرأ قراءةً سوى قراءة صاحبه، فلمّا قضينا الصّلاة دخلنا جميعًا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقرآ، فحسّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شأنهما، فسقط في نفسي من التّكذيب، ولا إذ كنت في الجاهليّة، فلمّا رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففضت عرقًا وكأنّما أنظر إلى الله عزّ وجلّ فرقًا، فقال لي: " يا أبيّ أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرفٍ، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ الثّالثة اقرأه على سبعة أحرفٍ، فلك بكلّ ردّةٍ رددتكها مسألةٌ تسألنيها، فقلت: اللهمّ اغفر لأمّتي، اللهمّ اغفر لأمّتي، وأخّرت الثّالثة ليومٍ يرغب إليّ الخلق كلّهم، حتّى إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم". رواه مسلم.

الشرح:
«فسقط في نفسي من التّكذيب ولا إذ كنت في الجاهليّة»
معناه أنّ الشّيطان نزغ في نفسه تكذيبًا - لم يعتقده - أشدّ ممّا كان عليه في الجاهليّة، وقد زال في الحال حين ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بيده في صدره.
قال القاضي ضربه في صدره تثبّتًا له حين رآه قد غشيه ذلك الخاطر المذموم.
ففضت عرقا: في أكثر الأصول بالضاد المعجمة وفي بعضها بالصّاد المهملة وهما لغتان.
الرّواية الأولى في معظم الأصول: "أرسل إليّ أن اقرأ على حرفٍ فرددت إليه أن هوّن على أمّتي فردّ إليّ الثّانية .."ووقع في بعضها زيادةٌ قال: "أرسل إلى أن اقرأ القرآن على حرفٍ "
وفي رواية بن أبي شيبة:اقرأه على حرفٍوفي المرّة الثّانية على حرفين وفي الثّالثة على ثلاثةٍ وفي الرّابعة على سبعةٍ
أقرب ما يقال في الجمع بين الروايتين: أنّ قوله في الرّواية الأولى فردّ إليّ الثّالثة المراد بالثّالثة الأخيرة وهي الرّابعة فسمّاها ثالثةً مجازًا.
قوله تعالى: «ولك بكلّ ردّةٍ رددتها» وفي بعض النّسخ «رددتكها»
هذا يدلّ على أنّه سقط في الرّواية الأولى ذكر بعض الرّدّات الثّلاث وقد جاءت مبيّنةً في الرّواية الثّانية.
قوله سبحانه وتعالى: «ولك بكلّ ردّةٍ رددتكها مسألةٌ تسألنيها» معناه مسألةٌ مجابةٌ قطعًا وأمّا باقي الدّعوات فمرجوّةٌ ليست قطعيّة الإجابة [ملخص ما ذكره النووي في المنهاج والسيوطي في الديباج]

حديث أبي بن كعب مرفوعا: (...إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف)
عن مجاهدٍ، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان عند أضاة بني غفارٍ، قال: فأتاه جبريل عليه السّلام، فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرأ أمّتك القرآن على حرفٍ، فقال: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنّ أمّتي لا تطيق ذلك»، ثمّ أتاه الثّانية،… ثمّ جاءه الرّابعة، فقال:إنّ الله يأمرك أن تقرأ أمّتك القرآن على سبعة أحرفٍ، فأيّما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا." رواه مسلم.

الشرح: قال النووي في كتابه المنهاج:
قوله: «عند أضاة بني غفارٍ» هي بفتح الهمزة وبضادٍ معجمةٍ مقصورةٍ وهي الماء المستنقع كالغدير
قوله «إنّ اللّه يأمرك أن تقرأ أمتك على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤا عليه فقد أصابوا»
معناه لا يتجاوز أمّتك سبعة أحرفٍ ولهم الخيار في السّبعة ويجب عليهم نقل السّبعة إلى من بعدهم بالتّخيّر فيها وإنّها لا تتجاوز واللّه أعلم.

حديث نزول القرآن على سبعة أحرف (زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال)
نقل السيوطي في كتابه الإتقان قول الحراني في معنى هذا الحديث، ملخصه:
نزل القرآن عند انتهاء الخلق وكمال كل الأمر، فكان مستوفيا ما فيه صلاح الدنيا والدين والمعاد.
صلاح الدنيا له حرفان حرف الحرام وحرف الحلال، فبهما تصلح النفس والبدن، وأصل هذين الحرفين في التوراة وتمامهما في القرآن.
حرفا صلاح المعاد أحدهما حرف الزجر والنهى، والثاني حرف الأمر، وأصل هذين الحرفين في الإنجيل وتمامهما في القرآن.
حرفا صلاح الدين أحدهما حرف المحكم الذي بان للعبد فيه خطاب ربه والثاني حرف المتشابه، وأصل هذين الحرفين في الكتب المتقدمة كلها وتمامهما في القرآن.
يختص القرآن بالحرف السابع الجامع وهو حرف المثل المبين للمثل الأعلى.
ثم ذكر ما اشتملت عليه الفاتحة وأول البقرة من هذه الأحرف وتعقبه السيوطي.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 17 ربيع الأول 1436هـ/7-01-2015م, 04:25 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

الأحرف السبعة


عناصر الموضوع:
· معنى الحرف
· حديث نزول القرآن على سبعة أحرف حديث متواتر
· الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف؟
· النهي عن الاختلاف في القرآن وحكم من جحد بحرف منه
· هل المقصود حصر العدد في سبعة؟
· القول بأن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر ثم ارتفع حكمها
· أقوال العلماء في المراد بالأحرف السبعة
· ما قيل في أن من أسباب تكرر نزول بعض الآيات هو نزولها بالأحرف السبعة
· القول بأن اختلاف العلماء في إثبات أو نفي البسملة في أول كل سورة عائد إلى الاختلاف بين الأحرف السبعة
· علاقة الجمع العثماني بالأحرف السبعة
· هل اشتمل مصحف عثمان على جميع الأحرف السبعة؟
· هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
· ما هي القراءات السبع؟
· حكم القراء ة بغير ما أثبت في مصحف عثمان؟
· هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بجميع الأحرف المنزلة عليه؟ وما صحة القول أن أكثر قراءته كانت بقراء ة نافع؟


تلخيص مسائل الأحرف السبعة

معنى الحرف
فيه أقوال:
قيل: المقطوع من الحروف المعجمة وتسمي العرب الكلمة المنظومة حرفا [قاله أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي]
قيل: الطرف والوجه، منه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} أي على وجه واحد وهو أن يعبده في السراء دون الضراء [ذكره الزركشي عن بعض المتأخرين]
قيل: المعنى والجهة والطريقة [قاله أبو جعفر النحوي، واختاره القاضي أبو بكر بن الطيب وغيره]
قيل: القراءة [اختاره الخليل بن أحمد]
قيل: اللغة [اختاره ابن الجوزي وغيره]

حديث نزول القرآن على سبعة أحرف حديث متواتر
- نص أبو عبيد على هذا.
- وذكر السيوطي أنه مروي عن جمع من الصحابة بلغ عددهم واحدًا وعشرين صحابيا، ذكرهم في كتابه الإتقان؛ منهم عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وأبو هريرة وأنس بن مالك وغيرهم رضي الله عنهم.

الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف؟
- للتسهيل والتخفيف وتوسعة من الله ورحمة على الأمة؛ لما كان يشق على قبائل العرب ترك لغاتهم وما نشئوا عليه من الإمالة والهمز والتليين والمد وغيره.
- قال الطحاوي: كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة على لغة قريش، لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر، وكذا قال ابن عبد البر، والقاضي الباقلاني.
- واستدل العلماء بما يلي:
· قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} ذكره ابن حبان
· عن أبي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "..هون على أمتي ..." رواه مسلم
· وعنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط فقال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف" رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
[حاصل ما ذكره النووي والزركشي والسيوطي وابن عثيمين]

النهي عن الاختلاف في القرآن وحكم من جحد بحرف منه
- عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: ".. المراء في القرآن كفر" رواه أحمد والنسائي وغيرهما.
- ذهب أبو عبيد إلى أن المنهي عنه في الحديث هو الاختلاف في الألفاظ وليس في التأويل،
- وأنه إذا جحد أحد حرفا ثابتا أنزله الله فقال لمن قرأ به ليس هكذا ولكنه على خلافه، فإن ذلك شك يخرج به إلى الكفر، ويكون المراء من الامتراء. [ذكره ابن الجوزي في كتابه غريب الحديث - بتصرف -]

هل المقصود حصر العدد في سبعة؟
للعلماء قولان:
الأول: لم يقصد به الحصر، بل المراد التوسعة والتيسير، والعرب يطلقون لفظ السبعة والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بل التكثير.
الثاني: حقيقة العدد وانحصاره مراد، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فنظرت إلى ميكائيل فسكتّ – فعلمت أنه قد انتهت العدة))، وهو قول ابن الجزري والأكثرين.
[حاصل ما نقله النووي في المنهاج عن القاضي عياض، وذكره السيوطي في التحبير واستدل للقول الثاني بعدد من أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف]

القول بأن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر ثم ارتفع حكمها
- ذكر الطّحاويّ أنّ القراءة بالأحرف السّبعة كانت في أوّل الأمر خاصّةً للضّرورة لاختلاف لغة العرب ومشقّة أخذ جميع الطّوائف بلغةٍ، فلمّا تيسرت الكتابة والحفظ وارتفعت الضّرورة كانت قراءةً واحدةً. وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون .[ذكره النووي والزركشي والسيوطي]

أقوال العلماء في المراد بالأحرف السبعة
- اختلف العلماء في المراد بها على خمسة وثلاثين قولا، حكاها ابن حبان وقال: هي أقاويل يشبه بعضها بعضا وكلها محتملة وتحتمل غيرها .
- وقال المرسي: هذه الوجوه أكثرها متداخلة ولا أدري مستندها ولا عمن نقلت، ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر مع أن كلها موجودة في القرآن ... وأكثرها يعارضه حديث عمر مع هشام بن حكيم الذي في الصحيح ..
- قال ابن الجوزي: جمهور العلماء لا يختار.
[ينظر في كتاب الإتقان للسيوطي لمعرفة الأقوال الخمسة والثلاثين التي ذكرها ابن حبان]

أبرز هذه الأقوال:
القول الأول: أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه
القائل به: أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي
حجته: الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء وعلى الكلمة وعلى المعنى وعلى الجهة. [ذكره الزركشي والسيوطي]

القول الثاني: وهو أضعفها: أن المراد سبع قراءات
القائل به: الخليل بن أحمد
[ذكره الزركشي]

[يأتي بيان الرد على هذا القول في مسألة لاحقة]

القول الثالث: سبعةٌ في المعاني كالوعد والوعيد والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والقصص والأمثال والأمر والنّهي
- ذكر النووي أن القائلين بهذا القول اختلفوا في تعيين السبعة.
- ذكر ابن الجوزي في كتابه فنون الأفنان عددا من الأقوال هي من الاختلاف في تعيين هذه المعاني.

حجة القائلين به:
- ما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال ...)) الحديث .

رد هذا القول: ابن عبد البر وقال: هو حديث عند أهل العلم لا يثبت وهو مجمع على ضعفه.
وقال البيهقي : .. فإن صح هذا فمعنى قوله سبعة أحرف أي سبعة أوجه وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف.

نقل ابن عبد البر عن العلماء القول بفساد هذا التفسير:
- قال القاضي أبو بكر بن الطيب: هذا التفسير منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها..
- قال أحمد بن أبي عمران: من أوله بهذا فهو فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه أو يكون حلالا لا ما سواه..
- قال ابن عطية: هذا القول ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا، يضا فالإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
- قال الماوردي: "هذا القول خطأ"، لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام.
- قال أبو علي الأهوازي وأبو العلاء الهمذاني قوله: زاجر وآمر إلى آخره استئناف كلام آخر أي هو زاجر أي القرآن ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة [ذكره الزركشي - ماعدا قول أبي علي -، وذكره السيوطي]

القول الرابع: أنها من طريق التلاوة وكيفية النطق بها من إظهار وإدغام وتفخيم وترقيق وإمالة ومد وقصر .[ذكره ابن الجوزي والنووي والزركشي والسيوطي]
القائلون به: القراء، حكاه عنهم أبو المعالي كما ذكر الزركشي.
حجتهم: أنّ العرب كانت مختلفة اللّغات في هذه الوجوه فيسّر اللّه تعالى عليهم ليقرأ كلّ إنسانٍ بما يوافق لغته ويسهل على لسانه [ذكره النووي]

القول الخامس: الألفاظ المختلفة بمعنى واحد، مثل قولهم: هلم، تعال، أقبل، ههنا، إلي، عندي، اعطف علي.
القائلون به: أكثر أهل العلم، وجمهور أهل الفقه والحديث، منهم سفيان بن عيينة وابن وهب والطبري والطحاوي كما قال ابن عبد البر، ونقله عنه الزركشي والسيوطي
قال الزّهريّ: بلغني أن تلك الأحرف إنّما هي في الأمر الّذي يكون واحدًا لا يختلف في حلال ولا حرام.
[عد بعضهم - منهم أبو عبيد - هذا القول مثالا لاختلاف لغات العرب، وبعضهم جعله قولا مستقلا]
[ويدخل بعضهم ضمن هذا القول: قول من قال المراد خواتيم الآي، فيجعل مكان غفورٌ رحيمٌ سميعٌ بصيرٌ، مالم يتناقض المعنى - كما فعل السيوطي، ونقل قولا لابن عبد البر في هذا-، وبعضهم يجعله قولا مستقلا]
حجتهم:
- أسند عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} مروا فيه سعوا فيه، وكان ابن مسعود يقرأ {للذين آمنوا انظرونا} أمهلونا أخرونا .
- ما أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي بكرة " أن جبريل قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف قال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف قال: كل شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب نحو قولك: تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل" وروي عن ابن مسعود نحوه
- وعند أبي داود عن أبي "قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تخلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ".
- وعند أحمد من حديث أبي هريرة " أنزل القرآن على سبعة أحرف{عليما حكيما} {غفورا رحيما}". [ونحوها من الأدلة].
- قال ابن عبد البر: إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها لا يكون في شيء منها معنى وضده ..
[ذكرها الزركشي والسيوطي، وقال: أسانيدها جياد] .

رد هذا القول: المازريّ، وقال: فاسدٌ للإجماع على منع تغيير القرآن للناس [نقله القاضي عياضٌ وذكره النووي]

القول السادس: سبعة أوجه من وجوه التغاير التي يقع فيها الاختلاف في أصناف الكلام
- ذكر ابن الجوزي والزركشي والسيوطي أقوالا متقاربة، اختلفت في بعض تفصيلاتها واتفقت في بعضها الآخر، تعود في أصلها إلى هذا القول. فمما ذكره السيوطي في كتابه الإتقان:
عن ابن قتيبة أن الأحرف السبعة:
1: ما يتغير حركته ولا يزول معناه وصورته مثل: {ولا يضار كاتب} بالرفع والفتح.
2: ما يتغير بالفعل مثل باعد و{باعد} بلفظ الماضي والطلب .
3: ما يتغير بالنقط مثل ننشرها و{ننشزها} .
4: ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل: {طلح منضود} وطلع .
5: ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} وسكرة الحق بالموت .
6: ما يتغير بزيادة أو نقصان مثل {وما خلق الذكر والأنثى} والذكر والأنثى .
7: ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى مثل {كالعهن المنفوش} وكالصوف المنفوش

وتعقب هذا قاسم بن ثابت بأن الرخصة وقعت وأكثرهم يومئذ لا يكتب ولا يعرف الرسم وإنما كانوا يعرفون الحروف ومخارجها، كما ذكر السيوطي وقال: لا يلزم من ذلك توهين ما قاله ابن قتيبة ..

عن أبى الفضل الرازي أنها:
1: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث.
2: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر.
3: وجوه الإعراب.
4: النقص والزيادة.
5: التقديم والتأخير.
6: الإبدال.
7: اختلاف اللغات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار ونحو ذلك.
[قال الداني: فالإمالة لا شك من الأحرف السبع.
قال ابن الجزري: هذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ أوالمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تُخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً. ذكره السيوطي في التحبير]

وعن ابن الجزري أنها:
1: إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو: {بالبخل} بأربعة و{يحسب} بوجهين
2: أو متغير في المعنى فقط نحو: {فتلقى آدم من ربه كلمات}
3: وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو: {تبلو} و(تتلو)
4: أو عكس ذلك نحو: {الصراط} و(السراط)
5: أو بتغيرهما نحو: فامضوا {فاسعوا}
6: وإما في التقديم والتأخير نحو: {فيقتلون ويقتلون}
7: أو في الزيادة والنقصان نحو: أوصى {ووصى}.
[قال ابن عبد البر: وجه حسن من وجوه معنى الحديث ، وقال بعض المتأخرين هذا هو المختار. ذكره الزركشي]

القول السابع: سبعة لغات من لغات العرب
القائلون به: ثعلب وأبو عبيد، وابن جرير، والأزهري، وابن الجوزي، وابن عطية، وحكاه ابن دريد عن أبي حاتم السجستاني وحكاه بعضهم عن القاضي أبي بكر، وصححه البيهقي في الشعب.
قال ابن حبان: قيل أقرب الأقوال إلى الصحة.
قال النووي: فالمراد به -[الحديث]- على سبع لغات في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولهذا قال الشعبي: الحروف واحدة لكن المختلف لغات القوم.

حجتهم:
1: لما تمارى القرأة عند النبي صلى الله عليه وسلم صوب الجميع، ولو كانت تلاوتهم تختلف في تحليل وتحريم لما صوب ذلك. فدل على أن الاختلاف في اللغات كان.
2: قول ابن مسعود: «إني قد سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، وإياكم والتنطع» [ذكره أبو جعفر الطبري ونقله ابن الجوزي]
3: قول عثمان حين أمرهم بكتب المصاحف: «وما اختلفتم أنتم وزيد فاكتبوه بلغة قريش فإنه أكثر ما نزل بلسانهم» [ ذكره الزركشي]

أنكر هذا القول: ابن قتيبة وغيره، وقالوا لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش لقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ}
قال ابن قتيبة: ولا نعرف في القرآن حرفا واحدا يقرأ على سبعة أوجه وغلطه ابن الأنباري بحروف منها: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} وقوله: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} وغير ذلك.
قال ابن عبد البر: قد أنكر أهل العلم أن يكون معنى سبعة أحرف سبع لغات:
- لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر لأن ذلك من لغته التي طبع عليها
وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته
قال: ولأن العرب لا تركب لغة بعضها بعضا، ومحال أن يقرئ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا بغير لغته. [ذكره الزركشي]
قال السيوطي في الإتقان: وتُعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة وأجيب بأن المراد أفصحها.

اختلف القائلون بهذا القول في تحديد اللغات السبع:
قيل: هي سبع لغات متفرقة لجميع العرب في القرآن، وكل حرف منها لقبيلة مشهورة.
وقيل: أربع لغات لهوازن وثلاثة لقريش.
وقيل: لغة لقريش؛ ولغة لليمن؛ ولغة لتميم، ولغة لجرهم؛ ولغة لهوازن؛ ولغة لقضاعة؛ ولغة لطي.
وقيل: إنما هي لغة الكعبين، كعب بن عمرو وكعب بن لؤي. ولهما سبع لغات.
[ذكر هذا التفصيل أبو حاتم بن حبان الحافظ وغيره، ونقله ابن الجوزي في كتابه فنون الأفنان، وذكر الزركشي والسيوطي أقوالا أخرى مقاربة]

قال النووي: وقيل بل السّبعة كلّها لمضر، [قال الزركشي: واحتجوا بقول عثمان نزل القرآن بلسان مضر] وبين ابن عبد البر أن قول عثمان معارض بما جاء عنه - وهو أثبت عنه -أنه نزل بلغة قريش.
قال ابن عبد البر: وأنكر آخرون كون كل لغات مضر في القرآن؛ لأن فيها شواذ لا يقرأ بها مثل كشكشة قيس وعنعنة تميم.
قال ابن الجوزي: والذي نراه أن التعيين من اللغات على شيء بعينه لا يصح لنا سنده، ...
بل نقول: نزل القرآن على سبع لغات فصيحة من لغات العرب...فهي مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن ونحو هذا.
وقد كان بعض مشايخنا يقول: كله بلغة قريش، وهي تشتمل على أصول من القبائل هم أرباب الفصاحة،..

هل هذه اللغات متفرقة في القرآن أم مجتمعة في كلمة واحدة؟
فيه قولان:
الأول:متفرّقةٌ في القرآن غير مجتمعةٍ في كلمةٍ واحدةٍ.
اختاره أبو عبيد وابن الجوزي والنووي ، قال أبوعبيد: فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وغيرهم.
الثاني: هي مجتمعةٌ في بعض الكلمات كقوله تعالى {وعبد الطّاغوت} و{نرتع ونلعب} و{باعد بين أسفارنا} و{بعذابٍ بئيسٍ} وغير ذلك. [حكاه النووي عن بعض العلماء]

إشكال والرد عليه
قال ابن الجوزي: قد يقال: هل كان جبريل يلفظ باللّفظ الواحد سبع مرّات؟
قال: إنّما يلزم هذا إذا قلنا إن السّبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد،
ونحن قلنا: إن السّبعة الأحرف تفرّقت في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة غيرهم.
ولو قلنا: إنّها اجتمعت في الحرف الواحد قلنا: كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمت سبعة أحرف.

القول الثامن: أن ذلك راجع إلى بعض الآيات التي تقرأ بسبعة أوجه، مثل قوله تعالى: {أُفٍّ لَكُمْ}
أنكر هذا القول: ابن عبد البر، للإجماع على أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف. قال: بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل مثل {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} و{تَشَابَهَ عَلَيْنَا} و{بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} ونحوه وذلك ليس هذا. [ذكره الزركشي ]
قال السيوطي في الإتقان: المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أو وجهين أو ثلاثة أو أكثر إلى سبعة، ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر ..

القول التاسع: أن المراد علم القرآن يشتمل على سبعة أشياء:
علم الإثبات والإيجاد كقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
وعلم التوحيد، كقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
وعلم التنزيه كقوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
وعلم صفات الذات كقوله: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ}
وعلم صفات الفعل كقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ}{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}
وعلم العفو والعذاب كقوله: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}
وعلم الحشر والحساب كقوله: {إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ
وعلم النبوات كقوله: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
والإمامات كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ

القول العاشر:المراد به سبعة أشياء المطلق والمقيد والعام والخاص والنص والمؤول والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفسر والاستثناء وأقسامه
القائلون به: أئمة الفقهاء.

القول الحادي عشر: المراد الحذف والصلة والتقديم والتأخير والقلب والاستعارة والتكرار والكناية والحقيقة والمجاز والمجمل والمفسر والظاهر والغريب
القائلون به: أهل اللغة.

القول الثاني عشر: أنها التذكير والتأنيث والشرط والجزاء والتصريف والإعراب والأقسام وجوابها والجمع والتفريق والتصغير والتعظيم واختلاف الأدوات مما يختلف فيها بمعنى وما لا يختلف في الأداء واللفظ جميعا
القائلون به: النحاة

القول الثالث عشر: أنه يشتمل على سبعة أنواع من المبادلات والمعاملات وهي الزهد والقناعة مع اليقين والحزم والخدمة مع الحياء والكرم والفتوة مع الفقر والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة والشوق مع المشاهدة
القائلون به: الصوفية
[ذكر هذه الخمسة الأخيرة الزركشي والسيوطي، وحكاها عن قائليها أبو المعالي (شيذلة)]

ما قيل في أن من أسباب تكرر نزول بعض الآيات هو نزولها بالأحرف السبعة
صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله:
- تذكيرا وموعظة؛ من ذلك خواتيم سورة النحل وأول سورة الروم.
- تعظيما لشأنه وتذكيرا عند حدوث سببه خوف نسيانه؛ ومنه آية الروح.
- وقد يجعل من ذلك الأحرف التي تقرأ على وجهين فأكثر.
قال السخاوي - في جمال القراء- في فائدة نزول الفاتحة مرتين: يجوز أن يكون نزلت أول مرة على حرف واحد ونزلت في الثانية ببقية وجوهها نحو: (ملك) و{مالك} و(السراط) و{الصراط} ونحو ذلك. [ذكره السيوطي في الإتقان]

القول بأن اختلاف العلماء في إثبات أو نفي البسملة في أول كل سورة عائد إلى الاختلاف بين الأحرف السبعة
- كما أن القرآن نزل على سبعة أحرف ونزل مرّات متكررة فنزل في بعضها بزيادة وبعضها بحذف كقراءة ملك ومالك، فكذلك يقال في البسملة أنها نزلت في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها فإثباتها قطعيّ وحذفها قطعيّ وكل متواتر، فإن نصف القرّاء السّبعة قرؤوا بإثباتها وبعضهم قرؤوا بحذفها.
- قال ابن الجزري في شأن إثبات البسملة ونفيها: " والّذي نعتقده أن كليهما صحيح وإن كل ذلك حق فيكون الاختلاف فيها كاختلاف القراءة" وقرره أيضا الحافظ بن حجر. [ذكره السيوطي في كتابه تنوير الحوالك - بتصرف -]

علاقة الجمع العثماني بالأحرف السبعة
كان النّاس يقرأون بهذه الأحرف؛ فحدث خلافٌ بين الأجناد؛ الذين يقاتلون في أطراف المملكة الإسلامية فخشي عثمان رضي الله عنه أن يختلف الناس في كلام الله وأن تؤدي هذه الأحرف السبعة إلى شقاق ونزاع، فأمر أن يوحد القرآن على حرف واحد ألا وهو حرف قريش أي لغة قريش. [حاصل ماذكره ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين والشرح الممتع]

هل اشتمل مصحف عثمان على جميع الأحرف السبعة؟
فيه قولان:
الأول: جميع الأحرف السبعة مثبتة في مصحف عثمان، وحذف ما لم يثبت متواترا. قاله القاضي أبو بكر بن الباقلّانيّ
الثاني: اشتمل على حرف واحد هو حرف قريش؛ قاله مالك، والطبري، وابن عبد البر، والأكثرون. قال ابن عثيمين: اختار لغة قريش لأنها أشرف اللغات، حيث إنّها لغة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي أعرب اللّغات.
مال الشيخ الشاطبي إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان.
[حاصل ما ذكره النووي في المنهاج، والزركشي في البرهان]

ذهب الطيبي إلى أن الجمع بين قوله: "ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابتٍ فاكتبوه بلسان قريشٍ فإنّما نزل بلسانهم". وبين قوله: " أنزل القرآن على سبعة أحرف" أي لغات، هو أن الكتابة والإثبات في المصحف بلغة قريش لا يقدح في القراءة بتلك اللغات.
ذكره السيوطي في كتابه قوت المغتذي وقال: قوله: إنما أنزل بلسانهم، يريد به أنّ أول ما أنزل بلغة قريش.

هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
- بين العلماء أن القول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبعة قول خاطئ ينسب إلى العوام لم يقل به أحد من أهل العلم.
- قال أبو شامة: وأمّا من يهوّل في عبارته قائلًا: بأنّ القراءات السّبعة متواترةٌ، لأنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ فخطؤه ظاهرٌ، لأنّ الأحرف المراد بها غير القراءات السّبعة.
- قال المرسي: وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح.
- وقال مكي: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما. [مجموع ماذكره الزركشي، والسيوطي في الإتقان]

ذهب بعضهم إلى أن الأحرف السبعة مفرقة في القراءات السبع
- قال الدّاوديّ: وهذه القراءات السّبع الّتي يقرأ النّاس اليوم بها ليس كلّ حرفٍ منها هو أحد تلك السّبعة بل تكون مفرّقةً فيه. [ذكره النووي في المنهاج]
- قال ابن حبان: وهذه السبعة التي نتداولها اليوم غير تلك بل هذه حروف من تلك الأحرف السبعة ...ولم يثبت من وجه صحيح تعين كل حرف من هذه الأحرف ولم يكلفنا الله ذلك غير أن هذه القراءة الآن غير خارجة عن الأحرف السبعة. ذكره الزركشي

وذهب آخرون إلى أن القراءات السبع إنّما شرعت من حرفٍ واحدٍ من السّبعة وهو الّذي جمع عثمان عليه المصحف
- قاله أبو عبيد الله بن أبي صفرة وذكره النّحّاس والطبري وغيرهم. ونقله النووي

- قال مالك: السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها إلا حرف زيد بن ثابت. ذكره الزركشي
- قال ابن عثيمين: نُسيت الأحرف الأخرى.

وجه خطأ القول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبعة:
- هذا القول يؤدّي إلى أن يكون خبر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بنزول القرآن على سبعة أحرفٍ متعرّيًا عن فائدةٍ إلى عصر القراء السبعة، وقد ولدوا بعد عصر الصحابة بسنين كثيرة.
- ويؤدّي إلى أنّه لا يجوز لأحدٍ من الصّحابة أن يقرءوا إلّا بما علموا أنّ السّبعة من القرّاء يختارونه.
- ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة وغيرهم ووافق خط المصحف ألا يكون قرآنا وهذا غلط عظيم. [حاصل قول الزركشي والسيوطي]

ما هي القراءات السبع؟
- هي ما روي عن الأئمّة السّبعة القرّاء المشهورين، فإن كل واحد اختار من القراءة ما هو الأحسن عنده والأولى ولزم طريقة منها ورواها وقرأ بها واشتهرت عنه ونسبت إليه.
- القراء ات السبع متواترة، وكل واحد من هؤلاء السبعة روي عنه اختياران وأكثر، وكل ثبت عن الأئمة ووافق لغة العرب وخط المصحف.
- اشتهر هؤلاء القراء بالثقة والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة والاتفاق على الأخذ عنهم.
- لم يمنع واحد منهم حرف الآخر ولا أنكره بل سوغه وحسنه. [حاصل ما ذكره الزركشي والسيوطي]
- كر ابن عثيمين أن هناك قراءات خارجة عن مصحف عثمان، وهي صحيحة ثابتة عمن قرأ بها عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها تعد عند القراء شاذة.

حكم القراء ة بغير ما أثبت في مصحف عثمان؟
في الصلاة:
قال مالك رحمه الله فيمن قرأ في صلاة بقراءة ابن مسعود وغيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه، قال: وعلماء مكيون مجمعون على ذلك إلا شذوذا لا يعرج عليه.

خارج الصلاة:
قال ابن وهب: أخبرني مالك قال: أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ} ، فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فقال طعام الفاجر، فقلت لمالك أترى أن يقرأ بذلك قال نعم أرى أن ذلك واسعا.
قال أبو عمر : معناه عندي أن يقرأ به في غير الصلاة وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه وإنما يجري مجرى خبر الآحاد لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده.
قال ابن سيرين: إنما تجوز قراءته على الحروف التي هي مثبتة في المصحف الذي هو الإمام بإجماع الصحابة وحملوها عنهم دون غيرها من الحروف وإن كانت جائزة في اللغة [الزركشي]

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بجميع الأحرف المنزلة عليه؟ وما صحة القول أن أكثر قراءته كانت بقراء ة نافع؟
- قال السيوطي في كتابه الحاوي: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بجميع الأحرف المنزّلة عليه
- وبين أن القول بأن أكثر قراءة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الصّلاة كانت بقراءة نافع، غير صحيح من وجوه:
· لم يروه عنه أحدٌ من الصّحابة ولا خرّجه أحدٌ من أئمّة الحديث.
· الّذي روي عنهم أنّهم قالوا قرأ بسورة كذا، ولم يقولوا في روايتهم قرأ السّورة الفلانيّة بلفظ كذا ولفظ كذا حتّى تطابق تلك الألفاظ فتوجد موافقةً لقراءة نافع.
· ولو ثبت هذا الكلام عند الإمام مالكٍ رضي اللّه عنه لكان أوّل قائلٍ بقراءة البسملة في الصّلاة؛ لأنّ البسملة ثابتةٌ في قراءة قالون عن نافع.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م, 04:27 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة دورة تاريخ علم التفسير
(16 / 16) السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن.
ومنه: صريح ظاهر الدلالة– وهو الذي يجزم به - مثل: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}
وغير صريح وهو ما يدخل فيه اجتهاد بعض المفسرين، وهو اجتهاد غير معصوم، مثل في قوله تعالى: {وأنفقوا من ما رزقناكم} قال أهل العلم: من هنا تبعيضية، والتبعيض غير مقدر، وهو مبين في قوله تعالى: {ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو} [والصريح فقط هو الذي يدخل في التفسير الإلهي] .
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: ما ينزل من الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر به القرآن ويتضح المراد، ولما كان لفظه مؤدا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم جرى عمل العلماء على اعتباره من التفسير النبوي وهو في حقيقته من البيان الإلهي.

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية تتضمن بيان معنى الآية إما بتفسير لفظة فيها أو بيان معنى فيها أو إزالة إشكال أو نحو ذلك
ومثاله: تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير المراد بالساق في حديث: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد، نادى مناد، ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ..) إلى أن قال: (.. فيكشف لهم عن ساقه فيقعون له سجودا، فذلك قول الله تعالى :{يوم يكشف عن ساق})الحديث.

النوع الثاني: أحاديث يستدل بها بعض العلماء على معنى من المعاني المتصلة بتفسير الآية وإن لم يكن فيها نص على تفسيرها وإنما ينتزعون الدلالة منها انتزاعا بنوع من الاجتهاد
ومثاله: استدلال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير اللمم في قوله تعالى: {والذين يجتنبون الكبائر والفواحش إلا اللمم} بحديث أبي هريرة (العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، .. ) الحديث. قال ابن عباس : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، وذكر الحديث السابق.

(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1- مجاهد
2- سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب بن ماتع الحميري (كعب الأحبار)
2- نَوف بن فضالة البكالي (ابن امرأة كعب الأحبار)
3- محمد بن كعب القرظي
4- محمد بن إسحاق

(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: الإنصاف في الحكم بين الكشاف والانتصاف لعبد الكريم العراقي (ت: 704 هـ)
2: حاشية محمود بن مسعود الشيرازي على الكشاف (ت: 710 هـ)
3: مدارك التنزيل وحقائق التأويل لعبد الله النسفي (ت: 710 هـ)
4: لباب التأويل لعلي بن محمد الخازن (ت: 741 هـ)

(16 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
- أن لا يتضمن معنىً باطلا في نفسه.
- أن لا يخالف دليلا صحيحا من الكتاب أو السنة أو الإجماع.

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
من القرآن ما يعلم بيانه بتلاوته - وهو أكثر بيانه صلى الله عليه وسلم -
منه ما يعلم بيانه بدعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته
ومنه ما يعلم بيانه بالعمل به وتفصيل شأنه في السنة النبوية، كتفصيل الأوامر والنواهي، والحدود ونحو ذلك من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصيام، والحج.
ومنه ما لا يعلم إلا بدلالة الوحي مثل تفاصيل المغيبات، مثل بدء الخلق وأخبار اليوم الآخر، والقبر ومنه آيات ربما تلا النبي بعضها ففسرها وبين المراد منها
ومنه ما كان النبي يسأل عنه فيجيب من يسأله ببيان معناه وما يزيل إشكاله، سواء كان السائل من المؤمنين أو الكافرين.

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
حمل الخطيب البغدادي على أن مراد الإمام أحمد انتقاد ما شاع في عصره من الكتب المؤلفة في هذه العلوم الثلاثة - التفسير والمغازي والملاحم - كتفسير الكلبي، ومقاتل بن سليمان، وسيف بن عمر، وغيرهم؛ لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، ولزيادات القصاص فيها
وأنه أراد أن كثير من هذه الثلاثة تتضمن الأقوال المرسلة التي لا أصل لها – أي لا إسناد لها ولاحجة تبين صحتها - وفيها كثير من الأخبار الباطلة التي تروى بأسانيد واهية، وهذا لا يعني أنه لا يصح في التفسير والمغازي والملاحم آثار.

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
- من باب استيعاب والإلمام بما قيل في تفسير الآية.
- أحيانا المفسر قد تغيب عنه بعض الأوجه في التفسير وقد يعرض له إشكال فيستدل بالأقوال المختلفة ويستعين بها على معرفة الصحيح.

(9 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
تفسير الصحابة هو أحسن التفاسير بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لأسباب عدة منها:
- صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة شؤونه العامة والخاصة، وشهودهم وقائع التنزيل.
- بيان النبي صلى الله عليه وسلم لهم عما أشكل عليهم من معاني القرآن.
- فصاحتهم وصحة لسانهم العربي، وسلامته من اللحن والعجمة، مما له أثر كبير في معرفة معاني ألفاظ القرآن، ومعرفة معاني أساليبه، فإن القرآن قد نزل بلسانهم.
- ما لهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح فإنهم أهل استجابة لدعوة الله عز وجل، ولدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا أهل خشية وإنابة، وقد وعد الله عز وجل أهل الخشية والإنابة أن يتذكروا وينتفعوا بالذكر وأن يفهمهم من القرآن ما لا يفهمه غيرهم من غير أهل الخشية والإنابة، قال تعالى: { .. فإن الذكرى تنفع المؤمنين}
- تأديب النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتزكيتهم وتعليمهم حتى فقهوا من العلم شيئا كثيرا مباركا وفهموا من كتاب الله عز وجل ما ظهر أثره عليهم، قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}
- علمهم بالقراءات والأحرف السبعة وما نسخت تلاوته، وقد حوى ذلك علما غزيرا كثيرا، وقد يكون في بعضه تفسير لبعض القرآن.

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
لهم طرق في تدارس معاني القرآن، من ذلك:
طريقة السؤال والجواب.
يطرح العالم على جلسائه سؤالا في التفسير، ثم يسمع جوابهم ويصحح لمن أخطأ.
ومن ذلك ما رواه ابن جرير رحمه الله بإسناده عن الأسود بن هلال المحاربي، قال: قال أبو بكر: ما تقولون في هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُو} قال: فقالوا: ربنا الله ثم استقاموا من ذنب، قال: فقال أبو بكر: لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره.
وقد تقرأ الآية عنده فيفسرها كما يظهر من الرواية الأخرى للحديث السابق.

اجتماعهم وتفكرهم في بعض الآيات.
فقد روي عن أبي مدين الدارمي رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا اجتمعوا يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر يتفكرون فيها

تصحيح الخطأ.
قد يجد العالم بالتفسير خطأ في فهم آية ويلحظه، فينصح ويبين المعنى الصحيح.
ومن ذلك ما رواه قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب فقال:" يا أيها الناسإنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونهاعلى غير ما وضعها الله {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الناس إذا رؤوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه) رواه الإمام أحمد

وقد يجتهد بعض الصحابة في التفسير فيخطؤون فإذا عرف ذلك بعض الصحابة أنكروا على المخطئ.
من ذلك: ما رواه النسائي في السنن الكبرى عن ثور بن يزيد الديري عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن قدامة بن مظعون ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ، ثم سئل فأقر أنه شربه ، فقال له عمر بن الخطاب : ما حملك على ذلك ، فقال : لأن اللّه يقول : {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالِحات جناح فيما طعموا إذا ما إتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} ، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين ، ومن أهل بدر ، وأهل أحد ، فقال : للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال : لابن عباس : أجبه ، فقال : إنما أنزلها عذراً لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} حجة على الباقين ..)الحديث

وكان من يشكل عليه شيء من الصحابة يسأل عنه فيجد من يجيبه

كان بعض الصحابة قد حصلوا علما غزيرا مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يعلمون الناس العلم، وكانت لهم مجالس في التفسير، كابن عباس وابن عمر وغيرهم .

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
علقمة والأسود وعَبيدة السلماني ومسروق بن الأجدع والحارث بن قيس وعمرو بن شراحبيل.

(9 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
كان التفسير يتلقى في مجالس العلم ولم يكن يدون في كتب ولا صحائف، وإنما يفسر المفسر في مجلسه أو يجيب من يسأله فيحفظ أصحابه ما يحفظون، كابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر وغيرهم.

أول ما دون كان على صحائف مختصرة صغيرة متفرقة، يعزى فيها التفسير إلى صاحبه بالرواية:
- كتب مجاهد (ت: 102هـ) التفسير عن ابن عباس وكذلك سعيد بن جبير وأربدة التميمي
- كتب الضحاك بن مزاحم (ت: 105هـ) عن ابن عباس مع أنه لم يدركه، ولم يكن ممحصا للروايات ولكن اشتهر تفسيره.
- عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ) كان من أول من كتب في التفسير
- علي بن أبي طلحة الوالبي (ت: 143 هـ) له صحيفة في التفسير يرويها عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وعن بعض أصحاب ابن عباس عن ابن عباس
- كتب مقاتل بن سليمان (ت: 150 هـ) تفسيرا كبيرا من أكبر التفاسير في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس، فكان أول تفسير تام، وهو من أول من جمع المرويات في التفسير، وقال أنه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلا منهم اثنا عشر رجلا من التابعين.
- دون عبد الملك بن عبد العزيز بن جريرج (ت: 151 هـ) التفسير عن عطاءوكتب عن عطاء أيضا يونس بن يزيد الأيلي.
- وكتب محمد بن إسحاق بن يسار - صاحب السيرة - (ت: 151 هـ) صحيفة في التفسير، وقد أخذ عليه أنه يكتب عن كل أحد ولا يجود الرواية.
- أبو النضر سعيد بن أبي عروبة بن مهران العدوي البصري (ت: 156 هـ) له تفسير مفقود.
- سفيان بن سعيد الثوري (ت: 161 هـ) له تفسير ناقص إلى سورة الطور.
- وكتب نافع بن أبي نعيم (ت: 169 هـ) تفسيره عن شيوخه عن ابن عباس، وهو تفسير مختصر جدا.
- ثم الإمام مالك بن أنس الأصبحي (ت: 178 هـ) أفرد في الموطأ كتابا مختصرا فيه شيء من التفسير.
- أتى بعد الإمام مالك السدي الصغير محمد بن مروان له تفسير، لكنه ضعيف، قال ابن معين ليس بثقة.
- مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179 هـ) كتب التفسير عن ابن أبي نجيح، وهو ضعيف في الحديث.
- يحيى بن اليمان (ت: 188 هـ) له تفسير مختصر، وكله مروي عن سعيد بن جبير.
- عبد الله بن وهب المصري (ت: 197 هـ) له كتاب مختصر: الجامع في تفسير القرآن، وهو مبني على المرويات.
- سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198 هـ) له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان تفسيره متداولا.

إلى نهايات القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية، إلا ما كان من تفسير مقاتل بن سليمان، ولكنه تفسير منتقد.

- في نهايات القرن الثاني الهجري وفي بدايات القرن الثالث أثر محمد بن إدريس الشافعي في تعاطي العلماء مع مسائل التفسير - وإن لم يصنف فيه - فأحيى علم الاحتجاج للقرآن والسنة، وألف كتابه الرسالة، ويعتبر واضع علم أصول الفقه.
- أفرد عبد الرزاق الصنعاني (ت: 211هـ) كتابا في التفسير، وهو معتمد على الروايات.
- بعد ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام (ت: 224 هـ) له كتاب فضائل القرآن فيه شيء من التفسير.
- بعده أو قريب منه اشتهر سنيد المصيصي، واسمه حسين بن داوود، (ت: 226 هـ) صاحب التفسير الكبير، وقد أكثر ابن جرير من الرواية عنه، ولم يكن موثقا عند أهل الحديث.
- بعد ذلك أتى سعيد بن منصور الخراساني (ت: 227 هـ) له تفسير بالروايات.
- أبو بكر بن أبي شيبة (ت: 235 هـ) جعل في مصنفه كتابا للتفسير.
- الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ) ذكر أن له تفسير والخلاف في وجوده قديم، ونقل عن الزجاح أنه نقل منه، وكان ابن حنبل يعتمد أقرب المرويات لديه.

إلى عصر الإمام أحمد لم تظهر كتب تفسير محررة تحريرا علميا جامعا للروايات وإنما هي صحف متفرقة وكانت كثيرة.

- عبد بن حميد بن نصر الكشي (ت: 249 هـ) كان في عصر الإمام أحمد، له تفسير ينقل عنه ابن كثير وينقل عنه السيوطي وجماعة.
- عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي التميمي صاحب المسند (ت: 255 هـ) له في سننه كتاب فضائل القرآن، وله كتاب تفسير مفقود.
- في عصره: محمد بن إسماعيل البخاري(ت: 256 هـ) له في الصحيح كتاب تفسير القرآن، وربما يفسر في غير كتاب التفسير بعض الآيات، يعتمد غالبا تفسير مجاهد.
- الإمام مسلم (ت: 261 هـ) في كتابه الصحيح أبواب في فضل القرآن وأحكام القرآن.
- ابن ماجة (ت: 261 هـ) له كتاب تفسير مفقود.
- ابن قتيبة (ت: 276 هـ) من اللغويين والمحدثين له كتاب غريب القرآن وهو نوع من أنواع تفسير القرآن، وله تأويل مشكل القران٫
- بقي بن مخلد الأندلسي (ت: 276 هـ) له تفسير كبير مفقود، أثنى ابن حزم عليه ثناء جليلا عطرا.
- محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي (أبو حاتم) (ت: 277 هـ) -والد ابن أبي حاتم - له تفسير مفقود.
- محمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ) له في سننه كتاب تفسير القرآن.
- في عصر الترمذي وقبل أن يؤلف ابن جرير ظهر الحسين بن فضل البجلي (ت: 282 هـ)، وله تفسير كبير مفقود، ولم يقتصر فيه على المرويات بل كان يذكر فيه من فهمه لمعاني الآيات، وقد كان موجودا في عصر الثعلبي وقد أكثر من النقل عنه.

ظهر في أواخر القرن الثالث الهجري لون جديد وهو تفسير أحكام القرآن والاقتصار عليها.
- فألف أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق الجهضمي المالكي (ت: 282 هـ) كتاب أحكام القرآن، وهو كتاب مختصر.
- سهل بن عبد الله التستري من المتصوفة - وهو من أهل السنة في أصله لكن عليه بعض الشطحات في الصوفية - له كتاب تفسير.

ما مضى من التفاسير كان على ثلاثة أنواع:
1: تفاسير المحدثين والأئمة وهي بالمرويات.
2: وتفاسير القصاص، وهم يدخلون بعض المرويات في الإسرائيليات في الأقوال الباطلة والأقوال المرسلة.
3: وظهر تفسير أحكام القرآن للجهضمي.

أما التفاسير المحررة التي تعتمد على جمع المرويات ونقدها وتمييزها فإلى نهاية القرن الثالث لم يصلنا شيء منها

تفاسير اللغويين هي نوع آخر من أنواع التفسير التي سبقت عصر ابن جرير:
- كان للأئمة اللغويين عناية بالقرآن وإن كانوا لم يعتمدوا كثيرا من المرويات في التفسير، فإنهم كانوا يفسرون القرآن بالعربية وبأشعار العرب، وبالقراءات يفسر بعضها بعضا، وكانوا يعرضون لمعاني القرآن عرضا.
- ممن اشتهر بالتفسير اللغوي أبو عمرو بن العلاء بن عمار التميمي (ت: 154 هـ)، وهو أحد القراء السبعة، ربما فسر القرآن لأصحابه، وربما سئل عن شيء فأجاب لما يقتضيه حاجة الطلاب للعربية.
- بعده الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 170 هـ)، وألف كتاب العين أصله معجم لغوي لكنه عرض فيه لكثير من المفردات الواردة في القرآن، فكان يفسرها ويبين معناها بما يعرف من لغة العرب، وربما استدل بذلك بأبيات من الشعر.
- ألف سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر(ت: 180 هـ) ألف الكتاب في النحو وفيه مسائل تتعلق بمعاني القرآن من جهة الصرف والإعراب والمعاني.
- بعده يونس بن حبيب الضبي (ت: 183 هـ) وهو تلميذ أبي عمرو بن العلاء، كان يتحاشى الكلام عن التفسير ولكن إذا سئل بين المعنى اللغوي بما يعرفه من لغة العرب، له مصنفات لكنها مفقودة.
- أتى بعده علي بن حمزة الكسائي النحوي المعروف وأحد القراء السبعة، له كتاب مفقود في معاني القرآن.

- أتى بعده يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة (ت: 200 هـ) له تفسير أكثره يعتني به باللغة، وهو من التفاسير الكاملة.

بعد ذلك أتى كتاب مهم في تفسير القرآن عند اللغويين وهو كتاب معاني القرآن ليحيى بن زياد الفراء(ت: 207 هـ)، وهو أهم مراجع العلماء في تفسير القران، ومن أهم المراجع التي رجع إليها ابن جرير في التفسير اللغوي.

- بعد ذلك أتى معمر بن المثنى اللغوي المعروف فألف كتاب مجاز القرآن.
- قبل الفراء - ولكنه توفي بعده بزمن - الأخفش الأوسط، سعيد بن مسعدة البلخي، وهو تلميذ سيبويه لكنه معتزلي، له كتاب معاني القرآن.
- أبوعبيد القاسم بن سلام لغوي محدث، له كتاب غريب المصنف، وفضائل القرآن، وربما عرض لتفسير الآيات في ذلك.
- عبد الله بن مسلم بن قتيبة لغوي محدث أيضا له كتابان مهمان في القرآن؛ غريب القرآن، وتأويل مشكل القرآن.
- أبو بكر جعفر بن محمد بن بن الحسن بن المستفاض الفريابي (ت: 301 هـ) له كتاب في فضائل القرآن وهو على المرويات.
- أبو عبد الرحمن النسائي - صاحب السنن - له كتاب في فضائل القران، وله كتاب السنن الكبرى، فيه كتاب تفسير القرآن.
- بعده إبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي (ت: 303 هـ)، ذكر الذهبي أن له تفسيرا كبيرا، وهو تفسير مفقود.

ثم أتى تفسير ابن جرير الطبري (ت: 310 هـ)، وهو أهم الكتب المؤلفة في ذلك العصر. وقد رأى الحاجة إلى تأليف كتاب جامع للتفسير، يجمع بين المدارس المختلفة، ويحوي ما تفرق في صحف المتقدمين وكتبهم، وكان يشيع من ذلك شيء كثير لا يصح، وكان لديه معرفة بالحديث، والأصول والفقه والتاريخ والعربية والقراءات وغيرها.

- في عصر ابن جرير كان إبراهيم بن السري الزجاج، وهو تلميذ المبرد ألف كتاب معاني القرآن وتوسع فيه كثيرا، وهو أوسع من كتب في معاني القرآن من علماء اللغة في ذلك العصر.
- بعدهم وفي عصرهم أبو بكر بن المنذر صاحب كتاب الإجماع، اختلف في سنة وفاته قال الذهبي توفي سنة 318 هـ، له كتاب تفسير لم يطبع كاملا، طبع بعضه.
- بعدهم جاء أبو بكر عبد الله بن سليمان بن أبي داوود السجستاني صاحب كتاب المصاحف له تفسير مفقود.

(25 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
اسم تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن بالقرآن اختصره لطلابه في ثلاثة آلاف ورقة وهو مطبوع في نحو 24 مجلد.
هو أهم الكتب المؤلفة في عصره فهو كتاب جامع في التفسير بعد أن كان في صحف متفرقة
لمؤلفه معرفة بالحديث ومعرفة بالأصول وبالفقه وبالتاريخ وبالعربية وبالقراءات وكان جامعا لأنواع من العلوم
يذكر ابن جرير الأحاديث والآثار بأسانيدها
يعرض الآيات ثم يذكر المسائل ثم يفسر الآية بخلاصة ما ذكر
كان له منهج حسن في الموازنة بن الأقوال وترجيح بعضها على بعض وتمييز الأقوال
إذا كان في المسألة خلاف ذكر أدلة أصحاب القول الأول، وذكر أدلة أصحاب القول الثاني.

مما أخذ على ابن جرير في تفسيره رده لبعض القراءات، ولكن سبب ذلك أن القراءات السبع لم تكن قد ظهرت؛ لأن أول من جمع القراءات السبع هو ابن مجاهد وهو من تلاميذه.

2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
انقطع له ابن عطية واعتنى به عناية كبيرة جدا.
مؤلفه بارع في أصول التفسير، وفي نقد الأقوال والترجيح بينها.
وفيه أشعرية ولكنه ليس كبعض الأشاعرة الذين يظهر منهم سلاطة اللسان على أهل السنة والجماعة، يظهر منه أنه يريد الحق.
ولكنه أخطأ في بعض المسائل ووافق الأشاعرة في بعض أقوالهم، وقد نقل عن بعض أئمة الأشاعرة كأبي الحسن الأشعري، وابن فورك وغيرهم.

(3) معاني القرآن للزجاج.
مؤلفه - إبراهيم بن السري الزجاج - من كبار اللغويين، وهو تلميذ المبرد أحد كبار اللغويين.
والزجاج من أهل السنة.
وهذا الكتاب من أوسع الكتب التي ألفها علماء اللغة في معاني القرآن في ذلك العصر، وهو أكبر من تفسير الفراء.
إلا أنه لم يكمل تفسيره وصل إلى سورة الفلق، ولكن أتمه محقق الكتاب محاولا محاكاة مؤلفه.

(4) تفسير الثعلبي.
هو من أجل الكتب وقيمته ليس في تحريره العلمي فهو منتقد في تحريره للمسائل لكن قيمته في كثرة مصادره فهو جامع لتفاسير كثيرة، وكثير منها مفقود.
لديه تلخيص حسن
يروي الأحاديث والآثار بإسناد وهو ليس بمتين في الرواية وإن كان هو موثق في نفسه.
هو من المراجع المهمة في التفسير لكثرة مصادره التي رجع إليها، ولذلك اعتنى به كثير من المفسرين.
هو أصل لعدد من التفاسير حيث أن البغوي هذب تفسير الثعلبي - وهو أحسن من هذبه- واعتمد عليه الواحدي في تفاسيره، وكذلك أبو مظفر السمعاني، مع توقيه لما أخطأ فيه، فقد كان من أئمة أهل السنة والجماعة

(5) أضواء البيان للشنقيطي
هو من أجل التفاسير ومن الكتب التي تعتمد تفسير القرآن بالقرآن أو بالمأثور.
وصل فيه إلى نهاية تفسير سورة المجادلة وقف عند قوله تعالى {أولئك هم حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}

(25 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
مؤلفه معتزلي جلد معلن الاعتزال مفتخر به، وهو سليط اللسان على أهل السنة.
في تفسيره اعتزالات ظاهرة خفية حتى قيل أنها تستخرج بالمناقيش.

(2) التفسير الكبير للرازي.
مؤلفه من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين وقد ندم في آخر حياته على الاشتغال بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة، ومن أشهرها تفسير الزمخشري وتفسير أبي حاتم الأصم وغيرها، ووافقهم في بعض أقوالهم، ورد بعضها، ونقل بعض أقوال السلف.
يكثر من إيراد الشبه والاعتراضات ويجيب عليها.
يكثر من الاستطرادات جدا وقد توسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط.
وينتقد عليه أمور منها:
- انتهاجه طريقة المتكلمين
- ضعف معرفته بالحديث
- ضعف معرفته بالقراءات

ثم إن مؤلفه لم يتمه فالكتاب ليس كله من تأليف الرازي فبعضه من تأليفه وبعضه من إكمال تلميذه أحمد بن خليل الخوبي.

(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطأ الماوردي من وجهين:
الأول: أن الماوردي يذكر الأقوال بدون أسانيدها (يقول: قال ابن عباس، قال قتادة)، وهذا فيه جزم نسبة القول إلى قائله مع أن هذه الأقوال قد تكون أسانيدها ضعيفة، فشاعت أخطاء كثيرة في التفاسير التي نقلت من تفسير الماوردي كابن عطية وابن الجوزي والرازي في نسبة الأقوال إلى قائليها.
الوجه الآخر: أنه يزيد في التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال وكثير منها يكون فيه تكلف والأولى أن لا يذكر.
ويظهر في تناوله بعض المسائل تأثره بطريقة المعتزلة.

(4) تفسير الثعلبي.
الإكثار من الإسرائيليات وذكرها بلا تمييز ولا تنبيه.
الجمع بين حديث صحيح وحديث ضعيف فيسوقها مساقا واحدا بلفظ واحد يجمع بينهما
كما فعل في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع بين حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما وساقهما مساقا واحدا

(5) تنوير المقباس
اعتمد مؤلف هذا الكتاب - مجد الدين الفيروزآبادي -على نقل ما روي عن ابن عباس بأسانيد واهية، كما يروي الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وهي رواية كذب؛ لأن الكلبي قال في آخر حياته كل ما حدثتكم عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، والكلبي متهم بالكذب، وروى هذه الرواية أيضا رجل ضعيف جدا متهم بالكذب وهو السدي الصغير، محمد بن مروان الكوفي.
وكان ربما يظهر للمؤلف وجه في التفسير فيسنده إلى ابن عباس.
إجمالي الدرجات = 100 / 100
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م, 05:56 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة دورة أنواع المؤلفات في علوم القرآن الكريم

إجمالي الدرجات = 98 / 100
(24 / 24 )
السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي: كل علم له تعلق بالقرآن الكريم سواء كان خادما له أو مستنبطا منه.
المعنى الخاص: أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواح شتى، يصلح كل مبحث منها أن يكون علما مستقلا.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات في علوم متنوعة تضمنت بعض مسائل علوم القرآن، وأهمها: كتب الحديث، وكتب اللغة، وكتب أصول الفقه، وكتب التفسير، وكتب العقيدة.
ب: كتب مؤلفة في علوم القرآن خاصة كعلم (المؤلفات الجامعة في علوم القرآن).
ج: كتب مفردة في نوع واحد من أنواع علوم القرآن.

3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب (فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن) لـلإمام ابن الجوزي (ت: 597هـ).

4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي عبيد القاسم بن سلام.
ب: الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل لأبي جعفر النحاس.
ج: الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب.

(22 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
طالب العلم في حاجة ماسة ليتعرف على الكتب المؤلفة في كل علم يريد أن يتقنه؛ ليحسن اختيار الأمثل منها والأنسب لمستواه وحاجته، حيث أن الكتب كثيرة، والأعمار قليلة.
ومعرفته للكتب تفيده من جهتين:
- القراءة والتحصيل. وهذه لابد أن تختار بعناية بحيث تجمع بين مناسبتها لمستوى الطالب، وبين المادة العلمية الصحيحة المحررة.
- البحث العلمي. [.....]

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1: حقيقة القرآن
2: مصدره
3: نزوله
4: حفظه
5: نقله
6: بيانه (تفسيره)
7: لغته وأساليبه
8: أحكامه

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
سبب ذلك هو أن علوم القرآن صارت مقررة في الجامعات ابتداء بجامعة الأزهر ثم الجامعات الأخرى التي بها كليات شرعية تعنى بالدراسات الإسلامية والقرآنية، فكثرت المؤلفات نتيجة لذلك.

(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.
- حسن التحرير والترتيب وتحقيق المسائل التي فيها إشكالات.
- الحرص على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التي وردت في علوم القرآن، وهذه ميزة يندر أن تكون في كتب علوم القرآن، ولا يكاد يذكر إلا الآثار الصحيحة.


2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.

- تميز بحسن التحرير، واستعراض ما ذكره العلماء في كل موضوع، مع التنبيه على الجيد، والرد على الضعيف.

- يذكر الكتب التي ألفت في كل نوع، ويتكلم عنها، ويستعرض المؤلفات مع الحكم عليها.
- ويظهر فيه علم المؤلف، وتمكنه من علوم القرآن وليس مجرد نقل.

(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
- جمع المؤلف مادة الكتاب من مصادر كثيرة دون تحرير أو تحقيق، وكثير ما فيه يحتاج إلى تمحيص.
- اعتمد كثيرا على كتاب السيوطي، ونقل أنواعا بنصها، دون أن يضيف شيئا.
- يذكر روايات ضعيفة وباطلة ولا يحكم عليها.
- لا يبين رأيه في أي مسألة.
- نقل من بعض كتب غلاة الصوفة بدع وخرافات لا تجوز، دون أن يبين بطلانها.

2: أسباب النزول للواحدي.
فيه كثير من الأسانيد المنقطعة والضعيفة، وهو كتاب رواية فقط.

( 20 / 20 ) السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟
انفرد كتاب البرهان للزركشي بتناول الموضوعات الآتية:
معرفة على كم لغة نزل.
معرفة التصريف.
بلاغة القرآن.
معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب إليه كل قارئ.
-في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن.
معرفة أحكامه
في حكم الآيات المتشابهة والصفات
في بيان معاضدة السنة للقرآن.

انفرد كتاب الإتقان للسيوطي بالآتي:
إفراد الموضوعات الآتية كنوع مستقل من أنواع علوم القرآن،- وإن كانت مذكورة في كتاب البرهان -:
معرفة الحضري والسفري، النهاري والليلي، ما تكرر نزوله، ما تأخر حكمه عن نزوله، وما تأخر نزوله عن حكمه، ما نزل مشيعا وما نزل مفردا، في بيان المفصول لفظا الموصول معنى، في الإمالة والفتح وما بينهما، في المد والقصر، في تخفيف الهمز، في كيفية تحمله، في عامه وخاصه، في مجمله ومبينه، فيمطلقه ومقيده، في منطوقه ومفهومه، في العلوم المستنبطة من القرآن، في أسماءمن نزل فيهم القرآن، في مفردات القران، في طبقات المفسرين.

إضافة أنواع لم ترد في البرهان- مع كون السيوطي مسبوقا بها - وهي:
الصيفي والشتائي، والفراشي والنومي، ما نزل مفرقا وما نزل جمعا، معرفة العالي والنازل من أسانيده، معرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج، الإظهار والإدغام والإخفاء والإقلاب، ما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب.

ابتكار أنواع لم ترد قبل في مؤلفات علوم القرآن، وهي:
الأرضي والسمائي، ما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة، ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.

جل ما ذكر في الإتقان أصله في البرهان، وما انفرد به صاحب الإتقان لا يعدو أن تكون قضايا فرعية، يمكن ضمها إلى بعضها البعض، أو يمكن الاستغناء عنها كالتي تتعلق بعلم التجويد، وكثير منها ذكرها بناء على أحاديث لا تصح.
كتاب البرهان للزركشي أوسع كثيرا في القضايا اللغوية من الإتقان، فنصفه أو أكثر يتعلق بالنواحي اللغوية.

أهم الرسائل في المقارنة بينهما: (علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة) للدكتور حازم سعيد حيدر.

2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه؟
مميزاته:
- جودة تحريره، وكتابته بأسلوب شيق، وعرضه عرضا ممتعا.
- سعته وشموله، حتى صار مرجعا لطلاب العلم.
- اقتصاره على الموضوعات الرئيسية في علوم القرآن.
- الرد على الشبهات.
أخذ عليه: ظهور شطحات وأخطاء في مسائل عقدية وفي بعض المسائل العلمية.
أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه: كتاب (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم)، للدكتور خالد السبت.


إجمالي الدرجات = 98 / 100
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 23 ذو القعدة 1436هـ/6-09-2015م, 01:51 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة محاضرة: آداب تلاوة القرآن وأحكامها
لفضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن صالح الحميضي


س1: تنقسم آداب تلاوة القرآن الكريم إلى آداب واجبة وآداب مستحبّة ؛ مثّل لكلّ نوع بثلاثة أمثلة.
من الآداب الواجبة:
- الطهارة عند مس المصحف.
- تعظيم المصحف.
- الاستعاذة (في قول بعض العلماء)، والراجح أنها مستحبة.

من الآداب المستحبة:
السواك وتطييب الفم.
استقبال القبلة.
سجود التلاوة.

س2: بيّن فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن، وما شروط حصول أثرها؟
من فوائد الاستعاذة عند تلاوة القرآن:
- طرد الشيطان حتى لا يوسوس للمسلم، فيمنعه أو يصرفه عن القراءة، أو عن تدبّرها، والعمل بها،
- كما أنها علامة على أنّ المتلوّ هو كلام الله عزوجل
- وتعين العبد بعد القراءة على العمل بالقرآن الكريم والتخلص من وساوس الشيطان وتثبيطه عن طاعة الله عز وجل .

ومن شروط حصول أثر الاستعاذة: قراءة الاستعاذة بقلب حاضر مع استشعار معناها واليقين بأثرها.

س3: ما حكم دعاء ختم القرآن؟
هو مستحب خارج الصلاة.
وقد ورد أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ودعا لهم، وورد أيضا عن جماعة من السلف، وهو من آكد مواطن الدعاء كما ذكر ابن القيم رحمه الله.

أما في الصلاة:
فالأظهر - والله أعلم - أن الختمة في الصلاة غير مشروعة لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة.

لكن لو الإنسان صلّى مع الإمام يختم، أو كان إمامًا ورغب المأمومون في ذلك، ورأى أنهم سيغضبون لو أنه ترك الختمة، وقرأ دعاء الختم في موضع الوتر؛ يعني في آخر ركعة من صلوات التراويح مكان القنوت، فالأمر في ذلك واسع لثبوت دعاء القنوت في صلاة الوتر.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 2 ذو الحجة 1436هـ/15-09-2015م, 04:07 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة محاضرة: مسائل الاعتقاد في التفسير
لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الرحمن بن صالح الذيب


س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها.
- تفسير ابن جرير الطبري
- تفسير البغوي
- تفسير ابن كثير
- تفسير ابن المنذر النيسابوري
- تفسير عبدالرزاق الصنعاني
- أضواء البيان للشنقيطي
- تفسير عبد الرحمن السعدي

س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسرين في أبواب الاعتقاد؟
- توحيد الأسماء والصفات
- الإيمان بالقدر
- تفسير توحيد الألوهية (أو توحيد العبودية).
- توحيد الربوبية (عند بعض الرافضة)


س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر
أ: عقيدة المعتزلة الكشاف للزمخشري
ب: عقيدة الأشاعرة تفسير القرطبي
ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات. الشوكاني

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2 ذو الحجة 1436هـ/15-09-2015م, 04:19 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة محاضرة: البناء العلمي

س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
- البناء العلمي هو لب مراحل طلب العلم والتحصيل العلمي وأهم مراحله بعد مرحلة التأسيس.
- إذا كان للطالب أصل علمي يكثر من النظر فيه فإنه يرسخ علمه بإذن الله تعالى.
- كلما كان الأصل فيه مسائل كثيرة، ومحررة تحريرا جيدا، كلما ازاداد الطالب علما.
- المراجعة المستمرة والتصنيف والفهرسة لمسائل الأصل العلمي الذي بناه الطالب لنفسه، يسهّل عليه كثيرا الوصول إلى المسائل العلمية التي يريد عند الحاجة إليها.

كان لعلماء السلف عناية بالغة بالبناء العلمي، ومن مظاهر هذه العناية: حرص كثير من العلماء على أن تكون لهم أصولهم العلمية الخاصة، يجمعون مسائل العلم كل بحسب العلم الذي يتقنه، ويصنفونها على حسب عنايتهم العلمية:
* فكان لغالب أهل الحديث أصول خاصة بهم:
الإمام أحمد رحمه الله، يقول: "انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث"، وهذا يعني أنه كان له أصل علمي يكتب فيه هذه الأحاديث، استفاد منه في كتابة المسند.
إسحاق بن راهويه رحمه الله كان يقول: "كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها" يدل قوله هذا على أنه كان لديه أصل يرجع إليه، وأنه كان يكثر من مراجعته والنظر فيه.
الإمام مسلم: "صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث صحيح"
أبو بكر الخلال، لم يدرك الإمام أحمد، ولكنه أقبل على جمع مسائله من تلاميذه، ومن الصحف المتفرقة، وعمل على تصنيفها وترتيبها والتحقق من صحتها فكان هذا أصل علمي بالنسبة له.
الإمام الدارقطني رحمه الله، كان إذا سئل عن حديث قال: رواه فلان وفلان، واختلف عليه ..إلخ، كأنه يحصر الأسانيد التي روي بها هذا الطريق، ويبين علتها والخطأ الذي وقع لبعض الرواة فيها، مما يدل على وجود أصل علمي قو .لديه.

* وقف ابن تيمية على 25 تفسيرا مسندا، ولخص أقوال السلف فيها - مجردة عن الاستدلال - على جميع القرآن، وجعلها أصلا لديه.

* اللغويون أيضا لهم طرقهم في البناء العلمي: فقد أقبل أبو العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب على كتب الفراء فحدقها، فكان هذا أصل علمي بالنسبة له.

* الفقيه الحنبلي (ابن مفلح) كانت له براعة في جمع المسائل العلمية، وتصنيفها، ومعرفة مصادرها، وكانت له ملكة حسنة في تمييز المرويات عن الإمام أحمد، والسبب الرئيس لذلك أنه له أصل علمي مهم في مسائل الإمام أحمد.

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
النوع الأول: أن يتخذ طالب العلم كتابا من كتب العلم المعتمدة أصلا، أو يتخذ أصلا من كتب عالم من العلماء، يدمن قراءته ويستظهر مسائله.
مثال ذلك: ما فعله ابن فرحون المالكي حيث لازم تفسير ابن عطية حتى كاد يحفظه كما قال.

النوع الثاني: أن ينشئ الطالب لنفسه أصلا، وهذا الأصل له أنواع:
1: أن يبني طالب العلم أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة وحسن الاطلاع والفهم، فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها عناية كبيرة، ويستفيد من طريقته في المسائل التي درسها ويعملها في نظائرها في المسائل الأخرى.
مثال ذلك: ما فعله أبو العباس - ثعلب- مع كتب الفراء، فأقبل على كتبه فحدقها، فكان هذا أصل علمي بالنسبة له، وكما فعل أبو عمر الزاهد مع كتب الإمام ثعلب، وكما فعل محمد بن عبد الوهاب وعبد الرحمن السعدي رحمهما الله مع كتب ابن تيمية، وابن القيم، فإنهم أقبلوا عليها إقبالا حسنا، حتى فهموا مقاصدها، ودرسوها دراسة حسنة.
2: أو يتخذ أصلا يستفيده من كتب متعددة فيلخص مسائلها ويجمعها ويصنفها
مثاله:ما فعله السبكي في (جمع الجوامع)، فإنه لخصه من نحو مائة كتاب في أصول الفقه، وكما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير.

ومن طرق بناء الأصل العلمي أيضا: طريقة التأليف.
مثاله: ما فعله السيوطي حين ألف كتاب التحبير في علوم التفسير، حيث جمع في هذا الكتاب في علوم القرآن مسائل كثيرة من كتب كثيرة ومتفرقة، وكان له أصل له، استفاد منه في مؤلفاته اللاحقة.

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
دراسة مختصر في العلم الذي يريد أن يبني له أصلا. وذلك لغرضين:
- ليعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
- وليكون على إلمام عام بمسائله.

الزيادة على هذا المختصر بدراسة كتاب أوسع؛ ليستفيد فائدتين:
- مراجعة المسائل العلمية التي درسها في المختصر من وجه آخر.
- ولزيادة التفصيل عليها.

تكميل جوانب التأسيس.
بعد دراسة المختصر والزيادة عليه، قد يلحظ الطالب حاجته لتكميل بعض جوانب التأسيس لديه في بعض العلوم (كالبلاغة، أو حروف المعاني، أو الاشتقاق ... إلخ) فيدرس ولو مختصرا واحدا ليخرج من مرحلة المبتدئين فيها إلى مرحلة المتوسطين.

قراءة كتاب جامع في ذلك العلم أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه. [مثل الإتقان للسيوطي، والبرهان للزركشي، في علوم القرآن]

القراءة المبوبة.
سيجد الطالب أن العلم الذي يدرسه فيه أبواب (مثل: الناسخ والمنسوخ، نزول القرآن،...) قد يجد في باب من الأبواب كتابا قيما يعتبر عمدة فيقرأه قراءة حسنة ويلخص مسائله، ويضيفها إلى أصله، ثم يقرأ كتابا قيما في باب آخر، فيقرأه ويلخص مسائله، ويضيفها إلى أصله العلمي، أو يجد بعض الكتب فيها جوانب جيدة في أكثر من باب، وهكذا يجد أنه بعد سنوات قد قرأ كتبا قيمة.

المراجعة المستمرة والتصنيف والفهرسة لمسائل الأصل العلمي حتى يسهّل على نفسه الوصول إلى المسائل التي يريد.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:27 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة محاضرة: مسائل الاعتقاد في التفسير
لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الرحمن بن صالح الذيب


س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها.
- تفسير ابن جرير الطبري
- تفسير البغوي
- تفسير ابن كثير
- تفسير ابن المنذر النيسابوري
- تفسير عبدالرزاق الصنعاني
- أضواء البيان للشنقيطي
- تفسير عبد الرحمن السعدي

س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسرين في أبواب الاعتقاد؟
- توحيد الأسماء والصفات
- الإيمان بالقدر
- تفسير توحيد الألوهية (أو توحيد العبودية).
- توحيد الربوبية (عند بعض الرافضة)


س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر
أ: عقيدة المعتزلة الكشاف للزمخشري
ب: عقيدة الأشاعرة تفسير القرطبي
ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات. الشوكاني
أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك

أ+

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:31 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة محاضرة: البناء العلمي

س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
- البناء العلمي هو لب مراحل طلب العلم والتحصيل العلمي وأهم مراحله بعد مرحلة التأسيس.
- إذا كان للطالب أصل علمي يكثر من النظر فيه فإنه يرسخ علمه بإذن الله تعالى.
- كلما كان الأصل فيه مسائل كثيرة، ومحررة تحريرا جيدا، كلما ازاداد الطالب علما.
- المراجعة المستمرة والتصنيف والفهرسة لمسائل الأصل العلمي الذي بناه الطالب لنفسه، يسهّل عليه كثيرا الوصول إلى المسائل العلمية التي يريد عند الحاجة إليها.

كان لعلماء السلف عناية بالغة بالبناء العلمي، ومن مظاهر هذه العناية: حرص كثير من العلماء على أن تكون لهم أصولهم العلمية الخاصة، يجمعون مسائل العلم كل بحسب العلم الذي يتقنه، ويصنفونها على حسب عنايتهم العلمية:
* فكان لغالب أهل الحديث أصول خاصة بهم:
الإمام أحمد رحمه الله، يقول: "انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث"، وهذا يعني أنه كان له أصل علمي يكتب فيه هذه الأحاديث، استفاد منه في كتابة المسند.
إسحاق بن راهويه رحمه الله كان يقول: "كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها" يدل قوله هذا على أنه كان لديه أصل يرجع إليه، وأنه كان يكثر من مراجعته والنظر فيه.
الإمام مسلم: "صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث صحيح"
أبو بكر الخلال، لم يدرك الإمام أحمد، ولكنه أقبل على جمع مسائله من تلاميذه، ومن الصحف المتفرقة، وعمل على تصنيفها وترتيبها والتحقق من صحتها فكان هذا أصل علمي بالنسبة له.
الإمام الدارقطني رحمه الله، كان إذا سئل عن حديث قال: رواه فلان وفلان، واختلف عليه ..إلخ، كأنه يحصر الأسانيد التي روي بها هذا الطريق، ويبين علتها والخطأ الذي وقع لبعض الرواة فيها، مما يدل على وجود أصل علمي قو .لديه.

* وقف ابن تيمية على 25 تفسيرا مسندا، ولخص أقوال السلف فيها - مجردة عن الاستدلال - على جميع القرآن، وجعلها أصلا لديه.

* اللغويون أيضا لهم طرقهم في البناء العلمي: فقد أقبل أبو العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب على كتب الفراء فحدقها، فكان هذا أصل علمي بالنسبة له.

* الفقيه الحنبلي (ابن مفلح) كانت له براعة في جمع المسائل العلمية، وتصنيفها، ومعرفة مصادرها، وكانت له ملكة حسنة في تمييز المرويات عن الإمام أحمد، والسبب الرئيس لذلك أنه له أصل علمي مهم في مسائل الإمام أحمد.

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
النوع الأول: أن يتخذ طالب العلم كتابا من كتب العلم المعتمدة أصلا، أو يتخذ أصلا من كتب عالم من العلماء، يدمن قراءته ويستظهر مسائله.
مثال ذلك: ما فعله ابن فرحون المالكي حيث لازم تفسير ابن عطية حتى كاد يحفظه كما قال.

النوع الثاني: أن ينشئ الطالب لنفسه أصلا، وهذا الأصل له أنواع:
1: أن يبني طالب العلم أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة وحسن الاطلاع والفهم، فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها عناية كبيرة، ويستفيد من طريقته في المسائل التي درسها ويعملها في نظائرها في المسائل الأخرى.
مثال ذلك: ما فعله أبو العباس - ثعلب- مع كتب الفراء، فأقبل على كتبه فحدقها، فكان هذا أصل علمي بالنسبة له، وكما فعل أبو عمر الزاهد مع كتب الإمام ثعلب، وكما فعل محمد بن عبد الوهاب وعبد الرحمن السعدي رحمهما الله مع كتب ابن تيمية، وابن القيم، فإنهم أقبلوا عليها إقبالا حسنا، حتى فهموا مقاصدها، ودرسوها دراسة حسنة.
2: أو يتخذ أصلا يستفيده من كتب متعددة فيلخص مسائلها ويجمعها ويصنفها
مثاله:ما فعله السبكي في (جمع الجوامع)، فإنه لخصه من نحو مائة كتاب في أصول الفقه، وكما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير.

ومن طرق بناء الأصل العلمي أيضا: طريقة التأليف.
مثاله: ما فعله السيوطي حين ألف كتاب التحبير في علوم التفسير، حيث جمع في هذا الكتاب في علوم القرآن مسائل كثيرة من كتب كثيرة ومتفرقة، وكان له أصل له، استفاد منه في مؤلفاته اللاحقة.

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
دراسة مختصر في العلم الذي يريد أن يبني له أصلا. وذلك لغرضين:
- ليعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
- وليكون على إلمام عام بمسائله.

الزيادة على هذا المختصر بدراسة كتاب أوسع؛ ليستفيد فائدتين:
- مراجعة المسائل العلمية التي درسها في المختصر من وجه آخر.
- ولزيادة التفصيل عليها.

تكميل جوانب التأسيس.
بعد دراسة المختصر والزيادة عليه، قد يلحظ الطالب حاجته لتكميل بعض جوانب التأسيس لديه في بعض العلوم (كالبلاغة، أو حروف المعاني، أو الاشتقاق ... إلخ) فيدرس ولو مختصرا واحدا ليخرج من مرحلة المبتدئين فيها إلى مرحلة المتوسطين.

قراءة كتاب جامع في ذلك العلم أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه. [مثل الإتقان للسيوطي، والبرهان للزركشي، في علوم القرآن]

القراءة المبوبة.
سيجد الطالب أن العلم الذي يدرسه فيه أبواب (مثل: الناسخ والمنسوخ، نزول القرآن،...) قد يجد في باب من الأبواب كتابا قيما يعتبر عمدة فيقرأه قراءة حسنة ويلخص مسائله، ويضيفها إلى أصله، ثم يقرأ كتابا قيما في باب آخر، فيقرأه ويلخص مسائله، ويضيفها إلى أصله العلمي، أو يجد بعض الكتب فيها جوانب جيدة في أكثر من باب، وهكذا يجد أنه بعد سنوات قد قرأ كتبا قيمة.

المراجعة المستمرة والتصنيف والفهرسة لمسائل الأصل العلمي حتى يسهّل على نفسه الوصول إلى المسائل التي يريد.
أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك

أ+

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م, 02:48 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة محاضرة: آداب تلاوة القرآن وأحكامها
لفضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن صالح الحميضي


س1: تنقسم آداب تلاوة القرآن الكريم إلى آداب واجبة وآداب مستحبّة ؛ مثّل لكلّ نوع بثلاثة أمثلة.
من الآداب الواجبة:
- الطهارة عند مس المصحف.
- تعظيم المصحف.
- الاستعاذة (في قول بعض العلماء)، والراجح أنها مستحبة.

من الآداب المستحبة:
السواك وتطييب الفم.
استقبال القبلة.
سجود التلاوة.

س2: بيّن فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن، وما شروط حصول أثرها؟
من فوائد الاستعاذة عند تلاوة القرآن:
- طرد الشيطان حتى لا يوسوس للمسلم، فيمنعه أو يصرفه عن القراءة، أو عن تدبّرها، والعمل بها،
- كما أنها علامة على أنّ المتلوّ هو كلام الله عزوجل
- وتعين العبد بعد القراءة على العمل بالقرآن الكريم والتخلص من وساوس الشيطان وتثبيطه عن طاعة الله عز وجل .

ومن شروط حصول أثر الاستعاذة: قراءة الاستعاذة بقلب حاضر مع استشعار معناها واليقين بأثرها.

س3: ما حكم دعاء ختم القرآن؟
هو مستحب خارج الصلاة.
وقد ورد أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ودعا لهم، وورد أيضا عن جماعة من السلف، وهو من آكد مواطن الدعاء كما ذكر ابن القيم رحمه الله.

أما في الصلاة:
فالأظهر - والله أعلم - أن الختمة في الصلاة غير مشروعة لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة.

لكن لو الإنسان صلّى مع الإمام يختم، أو كان إمامًا ورغب المأمومون في ذلك، ورأى أنهم سيغضبون لو أنه ترك الختمة، وقرأ دعاء الختم في موضع الوتر؛ يعني في آخر ركعة من صلوات التراويح مكان القنوت، فالأمر في ذلك واسع لثبوت دعاء القنوت في صلاة الوتر.

بارك الله فيك .
أ+

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 04:59 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
ذكر من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

عناصر الموضوع:
·
ذكر من جمع القرآن حفظا من الصحابة
-
من الخلفاء الراشدين
-
من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
-
من المهاجرين
-
من الأنصار
-
من أجمع العلماء على جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-
من اختلف العلماء في جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
-
من ذكر أنه بقي له من القرآن شيء لم يحفظه
-
حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لكل قطعة من القرآن
·
الأدلة على عدم حصر الحفاظ على من جاء ذكرهم في الآثار
·
تأويل حصر العدد
· حصر عدد الحفاظ في بعض الآثار لا ينفي تواتر القرآن
·
ما جاء في فضل بعض حفاظ الصحابة
·
ما قيل في تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة حفظ الصحابة على ذلك


تلخيص مسائل: من جمع القرآن حفظاً من الصحابة رضي الله عنهم

· ذكر من جمع القرآن حفظا من الصحابة
- من الخلفاء الراشدين
- قال الشعبي: لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان؛ [ ذكره النحاس، وأبو شامة، والزركشي]
- قال الزركشي: رد على الشعبي قوله بأن عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وأبي بن كعب وهو أقرأ من أبي بكر، وقد قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وهو مشكل
- وقد ذكر أبو عبيدٍ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أول "كتاب القراءات" فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، ونقله أبو شامة وابن حجر
- قال ابن حجر: يظهر من كثيرٍ من الأحاديث أن أبا بكرٍ كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستدل بما يلي:
· أنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهو محمولٌ على ما كان نزل منه إذ ذاك
· شدة حرص أبي بكرٍ على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة ملازمته له.
· أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤم في مكانه، وصح عنه أنه قال: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، فدل على أنه كان أقرأهم.
- ذكرالذهبي الذين عرضوا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن وهم سبعة؛ فذكر منهم عثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب.
- وروي عن علي رضي الله عنه أنه جمعه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
عن علي أنه قال: " .. كان القرآن يزاد فيه، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت عليّ أن لا أرتدي إلاّ لصلاةٍ حتّى أجمعه للنّاس .."رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
عائشة وحفصة وأم سلمة، كما ذكر أبو عبيد في أول "كتاب القراءات"، ونقله عنه أبو شامة وابن حجر.

- من المهاجرين
- ذكر أبو عبيدٍ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعدًا وبن مسعودٍ وحذيفة وسالمًا وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة. ذكره الزركشي، وابن حجر.
- قال ابن حجر: ولكن بعض هؤلاء إنما أكمله بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعد بن أبي داود في كتاب الشريعة من المهاجرين أيضًا تميم بن أوسٍ الداري وعقبة بن عامرٍ
- وممن جمعه أيضًا أبو موسى الأشعري ذكره أبو عمرٍو الداني.
- وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص.
- وأخرج النسائي بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عمر قال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلةٍ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأه في شهرٍ الحديث وأصله في الصحيح
- عن ابن عبّاسٍ، قال: «جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

- من الأنصار

- عن قتادة، قال: «سألت أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: " أربعةٌ، كلهم من الأنصار: أبي بن كعبٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ » رواه البخاري ورواه ابن أبي شيبة بلفظ مقارب. عن أنسٍ أن أبا زيدٍ اسمه قيس بن السكن أحد عمومته.
- وعن الشعبي جمعه ستة؛ أبي وزيد ومعاذ وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد،
- وعد بن أبي داود في كتاب الشريعة من الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذًا الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة وفضالة بن عبيدٍ ومسلمة بن مخلدٍ وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعد بعض المتأخرين من القراء سعد بن عبادٍ وأم ورقة.
- وقد روى بن أبي داود من طريق محمد بن كعبٍ القرظي قال: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري» وإسناده حسنٌ مع إرساله

- من أجمع العلماء على جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قال البيهقي: أسند عن ابن سيرين أنه قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد ..[ذكره أبو شامة، والزركشي]

- من اختلف العلماء في جمعه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن سيرين: واختلفوا في رجلين من ثلاثة؛ أبو الدرداء، وعثمان، وقيل عثمان وتميم الداري.

-
من ذكر أنه بقي له من القرآن شيء لم يحفظه

- قال الشّعبيّ: ".. وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ»
- ذكره النحاس وقال: فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
- وعن الشعبي أن مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة. [ذكره الزركشي]

- حفظ طوائف كثيرة من الصحابة لكل قطعة من القرآن

- قال المازري: حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون.
- قال النووي: كان طوائف من الصحابة يحفظون أبعاضا منه.
- الزركشي: وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلهم بالغون حد التواتر، وجاء في ذلك أخبار ثابتة في الترمذي والمستدرك وغيرهما من حديث ابن عباس قال:" كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا".وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

· الأدلة على عدم حصر الحفاظ على من جاء ذكرهم في الآثار
- كثرة القراء المقتولين يوم اليمامة.
- قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
- عدم ذكر عبد الله بن عمرو في الاثار [ الآثار ] ، وقد قال: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
- صعوبة حصر الحفاظ مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد.
- مع ما جاء من الاضطراب في العدد، وإن خرجت في الصحيحين، فليس منه شيء مرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[حاصل ما استدل به القاضي أبو بكر الطيب، والقرطبي والماوردي، ونقله عنهم أبو شامة والزركشي وابن حجر]

· تأويل حصر العدد
- ذكر القاضي [ ينبغي تحديد من تقصدين ؟ ] وغيره أنه قد يكون سبب ذلك تفرد المذكورين بما يلي:
- جمع القرآن على جميع الوجوه والأحرف والقراآت التي نزل بها.
- أو جمع ما نسخ منه وما لم ينسخ.
- أو تلقي جميعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أو إظهار جمعه والانتصاب لتلقينه.
- أو جمعه حفظا وكتابة.
- أو ذكر إكماله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أو جمعه بالسمع والطاعة له والعمل بموجبه.
[قال ابن حجر: في غالب هذه الاحتمالات تكلفٌ ولا سيما الأخير]
- أو أن هذا العدد هم الذين عرضوه على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتصلت بنا أسانيدهم، وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا فكثير.
- أو أنهم ذكروا العدد المذكور لسبب خاص، كما يحتمل في أثر أنس رضي الله عنه أن يكون على وجه المفاخرة، أو لشدة تعلقه بهم دون غيرهم، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم. رجح هذا ابن حجر.

· حصر عدد الحفاظ في بعض الآثار لا ينفي تواتر القرآن
قال المازري: قد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا. [ذكره أبو شامة]

· ما جاء في فضل بعض حفاظ الصحابة
- عن مسروقٍ، ذكر عبد الله بن عمرٍو عبد الله بن مسعودٍ فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعةٍ من عبد الله بن مسعودٍ، وسالمٍ، ومعاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ» رواه البخاري وابن أبي داوود.
- قال ابن حجر: قوله خذوا القرآن من أربعةٍ أي تعلموه منهم
- وقال الكرماني: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك.
- قال ابن حجر: وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين ...فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحدٌ في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن
- عن شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعودٍ فقال: «والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم»، قال شقيقٌ: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك). رواه البخاري
- قال ابن حجر: وقع في رواية عبدة وأبي شهابٍ جميعًا عن الأعمش أني أعلمهم بكتاب الله بحذف من وزاد ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه وهذا لا ينفي إثبات من فإنه نفى الأغلبية ولم ينف المساواة
وقال: الأعلمية بكتاب الله لا تستلزم الأعلمية المطلقة بل يحتمل أن يكون غيره أعلم منه بعلومٍ أخرى فلهذا قال وما أنا بخيرهم.
- عن مسروقٍ، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» ). رواه البخاري
- عن عبد الله، قال: جاء معاذٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله أقرئه، فأقرأته ما كان معي، ثمّ اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
- قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين، وولاه أبو بكر رضي الله عنه جمع المصحف. [ذكره علي الخَازِنُ]

· ما قيل في تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة حفظ الصحابة على ذلك
- عن ابن سيرين، قال: قلتُ لعكرمة: ألَّفوه كما أنزل؛ الأوَّلَ فالأوَّلَ؟ فقال: (لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا) رواه محمد البجلي في فضائل القرآن
- قال عثمان بن عفان: (كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا ..) رواه أبو جعفر النحاس.
- قال: فيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه.
- قال: ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور، وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران..
- واستدل على ذلك أيضا بما رواه عن أبي رافع عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
- قال النحاس: وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.
- قال النووي: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال)

التقويم :
أ+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بك.ِ

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 24 محرم 1438هـ/25-10-2016م, 11:01 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
الأحرف السبعة


عناصر الموضوع:
· معنى الحرف
· حديث نزول القرآن على سبعة أحرف حديث متواتر
· الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف؟
· النهي عن الاختلاف في القرآن وحكم من جحد بحرف منه
· هل المقصود حصر العدد في سبعة؟
· القول بأن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر ثم ارتفع حكمها
· أقوال العلماء في المراد بالأحرف السبعة
· ما قيل في أن من أسباب تكرر نزول بعض الآيات هو نزولها بالأحرف السبعة
· القول بأن اختلاف العلماء في إثبات أو نفي البسملة في أول كل سورة عائد إلى الاختلاف بين الأحرف السبعة
· علاقة الجمع العثماني بالأحرف السبعة
· هل اشتمل مصحف عثمان على جميع الأحرف السبعة؟
· هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
· ما هي القراءات السبع؟
· حكم القراء ة بغير ما أثبت في مصحف عثمان؟
· هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بجميع الأحرف المنزلة عليه؟ وما صحة القول أن أكثر قراءته كانت بقراء ة نافع؟


تلخيص مسائل الأحرف السبعة

معنى الحرف
فيه أقوال:
قيل: المقطوع من الحروف المعجمة وتسمي العرب الكلمة المنظومة حرفا [قاله أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي]
قيل: الطرف والوجه، منه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} أي على وجه واحد وهو أن يعبده في السراء دون الضراء [ذكره الزركشي عن بعض المتأخرين]
قيل: المعنى والجهة والطريقة [قاله أبو جعفر النحوي، واختاره القاضي أبو بكر بن الطيب وغيره]
قيل: القراءة [اختاره الخليل بن أحمد]
قيل: اللغة [اختاره ابن الجوزي وغيره]

حديث نزول القرآن على سبعة أحرف حديث متواتر
- نص أبو عبيد على هذا.
- وذكر السيوطي أنه مروي عن جمع من الصحابة بلغ عددهم واحدًا وعشرين صحابيا، ذكرهم في كتابه الإتقان؛ منهم عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وأبو هريرة وأنس بن مالك وغيرهم رضي الله عنهم.

الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف؟
- للتسهيل والتخفيف وتوسعة من الله ورحمة على الأمة؛ لما كان يشق على قبائل العرب ترك لغاتهم وما نشئوا عليه من الإمالة والهمز والتليين والمد وغيره.
- قال الطحاوي: كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة على لغة قريش، لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر، وكذا قال ابن عبد البر، والقاضي الباقلاني.
- واستدل العلماء بما يلي:
· قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} ذكره ابن حبان
· عن أبي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "..هون على أمتي ..." رواه مسلم
· وعنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط فقال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف" رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
[حاصل ما ذكره النووي والزركشي والسيوطي وابن عثيمين]

النهي عن الاختلاف في القرآن وحكم من جحد بحرف منه
- عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: ".. المراء في القرآن كفر" رواه أحمد والنسائي وغيرهما.
- ذهب أبو عبيد إلى أن المنهي عنه في الحديث هو الاختلاف في الألفاظ وليس في التأويل،
- وأنه إذا جحد أحد حرفا ثابتا أنزله الله فقال لمن قرأ به ليس هكذا ولكنه على خلافه، فإن ذلك شك يخرج به إلى الكفر، ويكون المراء من الامتراء. [ذكره ابن الجوزي في كتابه غريب الحديث - بتصرف -]

هل المقصود حصر العدد في سبعة؟
للعلماء قولان:
الأول: لم يقصد به الحصر، بل المراد التوسعة والتيسير، والعرب يطلقون لفظ السبعة والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بل التكثير.
الثاني: حقيقة العدد وانحصاره مراد، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فنظرت إلى ميكائيل فسكتّ – فعلمت أنه قد انتهت العدة))، وهو قول ابن الجزري والأكثرين.
[حاصل ما نقله النووي في المنهاج عن القاضي عياض، وذكره السيوطي في التحبير واستدل للقول الثاني بعدد من أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف]

القول بأن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر ثم ارتفع حكمها
- ذكر الطّحاويّ أنّ القراءة بالأحرف السّبعة كانت في أوّل الأمر خاصّةً للضّرورة لاختلاف لغة العرب ومشقّة أخذ جميع الطّوائف بلغةٍ، فلمّا تيسرت الكتابة والحفظ وارتفعت الضّرورة كانت قراءةً واحدةً. وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون .[ذكره النووي والزركشي والسيوطي]

أقوال العلماء في المراد بالأحرف السبعة
- اختلف العلماء في المراد بها على خمسة وثلاثين قولا، حكاها ابن حبان وقال: هي أقاويل يشبه بعضها بعضا وكلها محتملة وتحتمل غيرها .
- وقال المرسي: هذه الوجوه أكثرها متداخلة ولا أدري مستندها ولا عمن نقلت، ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر مع أن كلها موجودة في القرآن ... وأكثرها يعارضه حديث عمر مع هشام بن حكيم الذي في الصحيح ..
- قال ابن الجوزي: جمهور العلماء لا يختار.
[ينظر في كتاب الإتقان للسيوطي لمعرفة الأقوال الخمسة والثلاثين التي ذكرها ابن حبان]

أبرز هذه الأقوال:
القول الأول: أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه
القائل به: أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي
حجته: الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء وعلى الكلمة وعلى المعنى وعلى الجهة. [ذكره الزركشي والسيوطي]

القول الثاني: وهو أضعفها: أن المراد سبع قراءات
القائل به: الخليل بن أحمد
[ذكره الزركشي]

[يأتي بيان الرد على هذا القول في مسألة لاحقة]

القول الثالث: سبعةٌ في المعاني كالوعد والوعيد والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والقصص والأمثال والأمر والنّهي
- ذكر النووي أن القائلين بهذا القول اختلفوا في تعيين السبعة.
- ذكر ابن الجوزي في كتابه فنون الأفنان عددا من الأقوال هي من الاختلاف في تعيين هذه المعاني.

حجة القائلين به:
- ما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال ...)) الحديث .

رد هذا القول: ابن عبد البر وقال: هو حديث عند أهل العلم لا يثبت وهو مجمع على ضعفه.
وقال البيهقي : .. فإن صح هذا فمعنى قوله سبعة أحرف أي سبعة أوجه وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف.

نقل ابن عبد البر عن العلماء القول بفساد هذا التفسير:
- قال القاضي أبو بكر بن الطيب: هذا التفسير منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها..
- قال أحمد بن أبي عمران: من أوله بهذا فهو فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه أو يكون حلالا لا ما سواه..
- قال ابن عطية: هذا القول ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا، يضا فالإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
- قال الماوردي: "هذا القول خطأ"، لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام.
- قال أبو علي الأهوازي وأبو العلاء الهمذاني قوله: زاجر وآمر إلى آخره استئناف كلام آخر أي هو زاجر أي القرآن ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة [ذكره الزركشي - ماعدا قول أبي علي -، وذكره السيوطي]

القول الرابع: أنها من طريق التلاوة وكيفية النطق بها من إظهار وإدغام وتفخيم وترقيق وإمالة ومد وقصر .[ذكره ابن الجوزي والنووي والزركشي والسيوطي]
القائلون به: القراء، حكاه عنهم أبو المعالي كما ذكر الزركشي.
حجتهم: أنّ العرب كانت مختلفة اللّغات في هذه الوجوه فيسّر اللّه تعالى عليهم ليقرأ كلّ إنسانٍ بما يوافق لغته ويسهل على لسانه [ذكره النووي]

القول الخامس: الألفاظ المختلفة بمعنى واحد، مثل قولهم: هلم، تعال، أقبل، ههنا، إلي، عندي، اعطف علي.
القائلون به: أكثر أهل العلم، وجمهور أهل الفقه والحديث، منهم سفيان بن عيينة وابن وهب والطبري والطحاوي كما قال ابن عبد البر، ونقله عنه الزركشي والسيوطي
قال الزّهريّ: بلغني أن تلك الأحرف إنّما هي في الأمر الّذي يكون واحدًا لا يختلف في حلال ولا حرام.
[عد بعضهم - منهم أبو عبيد - هذا القول مثالا لاختلاف لغات العرب، وبعضهم جعله قولا مستقلا]
[ويدخل بعضهم ضمن هذا القول: قول من قال المراد خواتيم الآي، فيجعل مكان غفورٌ رحيمٌ سميعٌ بصيرٌ، مالم يتناقض المعنى - كما فعل السيوطي، ونقل قولا لابن عبد البر في هذا-، وبعضهم يجعله قولا مستقلا]
حجتهم:
- أسند عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} مروا فيه سعوا فيه، وكان ابن مسعود يقرأ {للذين آمنوا انظرونا} أمهلونا أخرونا .
- ما أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي بكرة " أن جبريل قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف قال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف قال: كل شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب نحو قولك: تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل" وروي عن ابن مسعود نحوه
- وعند أبي داود عن أبي "قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تخلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ".
- وعند أحمد من حديث أبي هريرة " أنزل القرآن على سبعة أحرف{عليما حكيما} {غفورا رحيما}". [ونحوها من الأدلة].
- قال ابن عبد البر: إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها لا يكون في شيء منها معنى وضده ..
[ذكرها الزركشي والسيوطي، وقال: أسانيدها جياد] .

رد هذا القول: المازريّ، وقال: فاسدٌ للإجماع على منع تغيير القرآن للناس [نقله القاضي عياضٌ وذكره النووي]

القول السادس: سبعة أوجه من وجوه التغاير التي يقع فيها الاختلاف في أصناف الكلام
- ذكر ابن الجوزي والزركشي والسيوطي أقوالا متقاربة، اختلفت في بعض تفصيلاتها واتفقت في بعضها الآخر، تعود في أصلها إلى هذا القول. فمما ذكره السيوطي في كتابه الإتقان:
عن ابن قتيبة أن الأحرف السبعة:
1: ما يتغير حركته ولا يزول معناه وصورته مثل: {ولا يضار كاتب} بالرفع والفتح.
2: ما يتغير بالفعل مثل باعد و{باعد} بلفظ الماضي والطلب .
3: ما يتغير بالنقط مثل ننشرها و{ننشزها} .
4: ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل: {طلح منضود} وطلع .
5: ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} وسكرة الحق بالموت .
6: ما يتغير بزيادة أو نقصان مثل {وما خلق الذكر والأنثى} والذكر والأنثى .
7: ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى مثل {كالعهن المنفوش} وكالصوف المنفوش

وتعقب هذا قاسم بن ثابت بأن الرخصة وقعت وأكثرهم يومئذ لا يكتب ولا يعرف الرسم وإنما كانوا يعرفون الحروف ومخارجها، كما ذكر السيوطي وقال: لا يلزم من ذلك توهين ما قاله ابن قتيبة ..

عن أبى الفضل الرازي أنها:
1: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث.
2: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر.
3: وجوه الإعراب.
4: النقص والزيادة.
5: التقديم والتأخير.
6: الإبدال.
7: اختلاف اللغات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار ونحو ذلك.
[قال الداني: فالإمالة لا شك من الأحرف السبع.
قال ابن الجزري: هذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ أوالمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تُخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً. ذكره السيوطي في التحبير]

وعن ابن الجزري أنها:
1: إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو: {بالبخل} بأربعة و{يحسب} بوجهين
2: أو متغير في المعنى فقط نحو: {فتلقى آدم من ربه كلمات}
3: وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو: {تبلو} و(تتلو)
4: أو عكس ذلك نحو: {الصراط} و(السراط)
5: أو بتغيرهما نحو: فامضوا {فاسعوا}
6: وإما في التقديم والتأخير نحو: {فيقتلون ويقتلون}
7: أو في الزيادة والنقصان نحو: أوصى {ووصى}.
[قال ابن عبد البر: وجه حسن من وجوه معنى الحديث ، وقال بعض المتأخرين هذا هو المختار. ذكره الزركشي]

القول السابع: سبعة لغات من لغات العرب
القائلون به: ثعلب وأبو عبيد، وابن جرير، والأزهري، وابن الجوزي، وابن عطية، وحكاه ابن دريد عن أبي حاتم السجستاني وحكاه بعضهم عن القاضي أبي بكر، وصححه البيهقي في الشعب.
قال ابن حبان: قيل أقرب الأقوال إلى الصحة.
قال النووي: فالمراد به -[الحديث]- على سبع لغات في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولهذا قال الشعبي: الحروف واحدة لكن المختلف لغات القوم.

حجتهم:
1: لما تمارى القرأة عند النبي صلى الله عليه وسلم صوب الجميع، ولو كانت تلاوتهم تختلف في تحليل وتحريم لما صوب ذلك. فدل على أن الاختلاف في اللغات كان.
2: قول ابن مسعود: «إني قد سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، وإياكم والتنطع» [ذكره أبو جعفر الطبري ونقله ابن الجوزي]
3: قول عثمان حين أمرهم بكتب المصاحف: «وما اختلفتم أنتم وزيد فاكتبوه بلغة قريش فإنه أكثر ما نزل بلسانهم» [ ذكره الزركشي]

أنكر هذا القول: ابن قتيبة وغيره، وقالوا لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش لقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ}
قال ابن قتيبة: ولا نعرف في القرآن حرفا واحدا يقرأ على سبعة أوجه وغلطه ابن الأنباري بحروف منها: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} وقوله: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} وغير ذلك.
قال ابن عبد البر: قد أنكر أهل العلم أن يكون معنى سبعة أحرف سبع لغات:
- لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر لأن ذلك من لغته التي طبع عليها
وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته
قال: ولأن العرب لا تركب لغة بعضها بعضا، ومحال أن يقرئ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا بغير لغته. [ذكره الزركشي]
قال السيوطي في الإتقان: وتُعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة وأجيب بأن المراد أفصحها.

اختلف القائلون بهذا القول في تحديد اللغات السبع:
قيل: هي سبع لغات متفرقة لجميع العرب في القرآن، وكل حرف منها لقبيلة مشهورة.
وقيل: أربع لغات لهوازن وثلاثة لقريش.
وقيل: لغة لقريش؛ ولغة لليمن؛ ولغة لتميم، ولغة لجرهم؛ ولغة لهوازن؛ ولغة لقضاعة؛ ولغة لطي.
وقيل: إنما هي لغة الكعبين، كعب بن عمرو وكعب بن لؤي. ولهما سبع لغات.
[ذكر هذا التفصيل أبو حاتم بن حبان الحافظ وغيره، ونقله ابن الجوزي في كتابه فنون الأفنان، وذكر الزركشي والسيوطي أقوالا أخرى مقاربة]

قال النووي: وقيل بل السّبعة كلّها لمضر، [قال الزركشي: واحتجوا بقول عثمان نزل القرآن بلسان مضر] وبين ابن عبد البر أن قول عثمان معارض بما جاء عنه - وهو أثبت عنه -أنه نزل بلغة قريش.
قال ابن عبد البر: وأنكر آخرون كون كل لغات مضر في القرآن؛ لأن فيها شواذ لا يقرأ بها مثل كشكشة قيس وعنعنة تميم.
قال ابن الجوزي: والذي نراه أن التعيين من اللغات على شيء بعينه لا يصح لنا سنده، ...
بل نقول: نزل القرآن على سبع لغات فصيحة من لغات العرب...فهي مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن ونحو هذا.
وقد كان بعض مشايخنا يقول: كله بلغة قريش، وهي تشتمل على أصول من القبائل هم أرباب الفصاحة،..

هل هذه اللغات متفرقة في القرآن أم مجتمعة في كلمة واحدة؟
فيه قولان:
الأول:متفرّقةٌ في القرآن غير مجتمعةٍ في كلمةٍ واحدةٍ.
اختاره أبو عبيد وابن الجوزي والنووي ، قال أبوعبيد: فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وغيرهم.
الثاني: هي مجتمعةٌ في بعض الكلمات كقوله تعالى {وعبد الطّاغوت} و{نرتع ونلعب} و{باعد بين أسفارنا} و{بعذابٍ بئيسٍ} وغير ذلك. [حكاه النووي عن بعض العلماء]

إشكال والرد عليه
قال ابن الجوزي: قد يقال: هل كان جبريل يلفظ باللّفظ الواحد سبع مرّات؟
قال: إنّما يلزم هذا إذا قلنا إن السّبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد،
ونحن قلنا: إن السّبعة الأحرف تفرّقت في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة غيرهم.
ولو قلنا: إنّها اجتمعت في الحرف الواحد قلنا: كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمت سبعة أحرف.

القول الثامن: أن ذلك راجع إلى بعض الآيات التي تقرأ بسبعة أوجه، مثل قوله تعالى: {أُفٍّ لَكُمْ}
أنكر هذا القول: ابن عبد البر، للإجماع على أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف. قال: بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل مثل {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} و{تَشَابَهَ عَلَيْنَا} و{بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} ونحوه وذلك ليس هذا. [ذكره الزركشي ]
قال السيوطي في الإتقان: المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أو وجهين أو ثلاثة أو أكثر إلى سبعة، ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر ..

القول التاسع: أن المراد علم القرآن يشتمل على سبعة أشياء:
علم الإثبات والإيجاد كقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
وعلم التوحيد، كقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
وعلم التنزيه كقوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
وعلم صفات الذات كقوله: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ}
وعلم صفات الفعل كقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ}{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}
وعلم العفو والعذاب كقوله: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}
وعلم الحشر والحساب كقوله: {إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ
وعلم النبوات كقوله: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
والإمامات كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ

القول العاشر:المراد به سبعة أشياء المطلق والمقيد والعام والخاص والنص والمؤول والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفسر والاستثناء وأقسامه
القائلون به: أئمة الفقهاء.

القول الحادي عشر: المراد الحذف والصلة والتقديم والتأخير والقلب والاستعارة والتكرار والكناية والحقيقة والمجاز والمجمل والمفسر والظاهر والغريب
القائلون به: أهل اللغة.

القول الثاني عشر: أنها التذكير والتأنيث والشرط والجزاء والتصريف والإعراب والأقسام وجوابها والجمع والتفريق والتصغير والتعظيم واختلاف الأدوات مما يختلف فيها بمعنى وما لا يختلف في الأداء واللفظ جميعا
القائلون به: النحاة

القول الثالث عشر: أنه يشتمل على سبعة أنواع من المبادلات والمعاملات وهي الزهد والقناعة مع اليقين والحزم والخدمة مع الحياء والكرم والفتوة مع الفقر والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة والشوق مع المشاهدة
القائلون به: الصوفية
[ذكر هذه الخمسة الأخيرة الزركشي والسيوطي، وحكاها عن قائليها أبو المعالي (شيذلة)]

ما قيل في أن من أسباب تكرر نزول بعض الآيات هو نزولها بالأحرف السبعة
صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله:
- تذكيرا وموعظة؛ من ذلك خواتيم سورة النحل وأول سورة الروم.
- تعظيما لشأنه وتذكيرا عند حدوث سببه خوف نسيانه؛ ومنه آية الروح.
- وقد يجعل من ذلك الأحرف التي تقرأ على وجهين فأكثر.
قال السخاوي - في جمال القراء- في فائدة نزول الفاتحة مرتين: يجوز أن يكون نزلت أول مرة على حرف واحد ونزلت في الثانية ببقية وجوهها نحو: (ملك) و{مالك} و(السراط) و{الصراط} ونحو ذلك. [ذكره السيوطي في الإتقان]

القول بأن اختلاف العلماء في إثبات أو نفي البسملة في أول كل سورة عائد إلى الاختلاف بين الأحرف السبعة
- كما أن القرآن نزل على سبعة أحرف ونزل مرّات متكررة فنزل في بعضها بزيادة وبعضها بحذف كقراءة ملك ومالك، فكذلك يقال في البسملة أنها نزلت في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها فإثباتها قطعيّ وحذفها قطعيّ وكل متواتر، فإن نصف القرّاء السّبعة قرؤوا بإثباتها وبعضهم قرؤوا بحذفها.
- قال ابن الجزري في شأن إثبات البسملة ونفيها: " والّذي نعتقده أن كليهما صحيح وإن كل ذلك حق فيكون الاختلاف فيها كاختلاف القراءة" وقرره أيضا الحافظ بن حجر. [ذكره السيوطي في كتابه تنوير الحوالك - بتصرف -]

علاقة الجمع العثماني بالأحرف السبعة
كان النّاس يقرأون بهذه الأحرف؛ فحدث خلافٌ بين الأجناد؛ الذين يقاتلون في أطراف المملكة الإسلامية فخشي عثمان رضي الله عنه أن يختلف الناس في كلام الله وأن تؤدي هذه الأحرف السبعة إلى شقاق ونزاع، فأمر أن يوحد القرآن على حرف واحد ألا وهو حرف قريش أي لغة قريش. [حاصل ماذكره ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين والشرح الممتع]

هل اشتمل مصحف عثمان على جميع الأحرف السبعة؟
فيه قولان:
الأول: جميع الأحرف السبعة مثبتة في مصحف عثمان، وحذف ما لم يثبت متواترا. قاله القاضي أبو بكر بن الباقلّانيّ
الثاني: اشتمل على حرف واحد هو حرف قريش؛ قاله مالك، والطبري، وابن عبد البر، والأكثرون. قال ابن عثيمين: اختار لغة قريش لأنها أشرف اللغات، حيث إنّها لغة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي أعرب اللّغات.
مال الشيخ الشاطبي إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان.
[حاصل ما ذكره النووي في المنهاج، والزركشي في البرهان]

ذهب الطيبي إلى أن الجمع بين قوله: "ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابتٍ فاكتبوه بلسان قريشٍ فإنّما نزل بلسانهم". وبين قوله: " أنزل القرآن على سبعة أحرف" أي لغات، هو أن الكتابة والإثبات في المصحف بلغة قريش لا يقدح في القراءة بتلك اللغات.
ذكره السيوطي في كتابه قوت المغتذي وقال: قوله: إنما أنزل بلسانهم، يريد به أنّ أول ما أنزل بلغة قريش.

هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
- بين العلماء أن القول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبعة قول خاطئ ينسب إلى العوام لم يقل به أحد من أهل العلم.
- قال أبو شامة: وأمّا من يهوّل في عبارته قائلًا: بأنّ القراءات السّبعة متواترةٌ، لأنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ فخطؤه ظاهرٌ، لأنّ الأحرف المراد بها غير القراءات السّبعة.
- قال المرسي: وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح.
- وقال مكي: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما. [مجموع ماذكره الزركشي، والسيوطي في الإتقان]

ذهب بعضهم إلى أن الأحرف السبعة مفرقة في القراءات السبع
- قال الدّاوديّ: وهذه القراءات السّبع الّتي يقرأ النّاس اليوم بها ليس كلّ حرفٍ منها هو أحد تلك السّبعة بل تكون مفرّقةً فيه. [ذكره النووي في المنهاج]
- قال ابن حبان: وهذه السبعة التي نتداولها اليوم غير تلك بل هذه حروف من تلك الأحرف السبعة ...ولم يثبت من وجه صحيح تعين كل حرف من هذه الأحرف ولم يكلفنا الله ذلك غير أن هذه القراءة الآن غير خارجة عن الأحرف السبعة. ذكره الزركشي

وذهب آخرون إلى أن القراءات السبع إنّما شرعت من حرفٍ واحدٍ من السّبعة وهو الّذي جمع عثمان عليه المصحف
- قاله أبو عبيد الله بن أبي صفرة وذكره النّحّاس والطبري وغيرهم. ونقله النووي

- قال مالك: السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها إلا حرف زيد بن ثابت. ذكره الزركشي
- قال ابن عثيمين: نُسيت الأحرف الأخرى.

وجه خطأ القول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبعة:
- هذا القول يؤدّي إلى أن يكون خبر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بنزول القرآن على سبعة أحرفٍ متعرّيًا عن فائدةٍ إلى عصر القراء السبعة، وقد ولدوا بعد عصر الصحابة بسنين كثيرة.
- ويؤدّي إلى أنّه لا يجوز لأحدٍ من الصّحابة أن يقرءوا إلّا بما علموا أنّ السّبعة من القرّاء يختارونه.
- ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة وغيرهم ووافق خط المصحف ألا يكون قرآنا وهذا غلط عظيم. [حاصل قول الزركشي والسيوطي]

ما هي القراءات السبع؟
- هي ما روي عن الأئمّة السّبعة القرّاء المشهورين، فإن كل واحد اختار من القراءة ما هو الأحسن عنده والأولى ولزم طريقة منها ورواها وقرأ بها واشتهرت عنه ونسبت إليه.
- القراء ات السبع متواترة، وكل واحد من هؤلاء السبعة روي عنه اختياران وأكثر، وكل ثبت عن الأئمة ووافق لغة العرب وخط المصحف.
- اشتهر هؤلاء القراء بالثقة والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة والاتفاق على الأخذ عنهم.
- لم يمنع واحد منهم حرف الآخر ولا أنكره بل سوغه وحسنه. [حاصل ما ذكره الزركشي والسيوطي]
- كر ابن عثيمين أن هناك قراءات خارجة عن مصحف عثمان، وهي صحيحة ثابتة عمن قرأ بها عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها تعد عند القراء شاذة.

حكم القراء ة بغير ما أثبت في مصحف عثمان؟
في الصلاة:
قال مالك رحمه الله فيمن قرأ في صلاة بقراءة ابن مسعود وغيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه، قال: وعلماء مكيون مجمعون على ذلك إلا شذوذا لا يعرج عليه.

خارج الصلاة:
قال ابن وهب: أخبرني مالك قال: أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ} ، فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فقال طعام الفاجر، فقلت لمالك أترى أن يقرأ بذلك قال نعم أرى أن ذلك واسعا.
قال أبو عمر : معناه عندي أن يقرأ به في غير الصلاة وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه وإنما يجري مجرى خبر الآحاد لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده.
قال ابن سيرين: إنما تجوز قراءته على الحروف التي هي مثبتة في المصحف الذي هو الإمام بإجماع الصحابة وحملوها عنهم دون غيرها من الحروف وإن كانت جائزة في اللغة [الزركشي]

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بجميع الأحرف المنزلة عليه؟ وما صحة القول أن أكثر قراءته كانت بقراء ة نافع؟
- قال السيوطي في كتابه الحاوي: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بجميع الأحرف المنزّلة عليه
- وبين أن القول بأن أكثر قراءة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الصّلاة كانت بقراءة نافع، غير صحيح من وجوه:
· لم يروه عنه أحدٌ من الصّحابة ولا خرّجه أحدٌ من أئمّة الحديث.
· الّذي روي عنهم أنّهم قالوا قرأ بسورة كذا، ولم يقولوا في روايتهم قرأ السّورة الفلانيّة بلفظ كذا ولفظ كذا حتّى تطابق تلك الألفاظ فتوجد موافقةً لقراءة نافع.
· ولو ثبت هذا الكلام عند الإمام مالكٍ رضي اللّه عنه لكان أوّل قائلٍ بقراءة البسملة في الصّلاة؛ لأنّ البسملة ثابتةٌ في قراءة قالون عن نافع.

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ وزادكِ إحسانًا وتميزًا.
بالنسبة لتلخيص الأحاديث فإما أن نذكر الحديث من مخرجه - أي الراوي الذي التقت عليه طرق الأحاديث - ، أو إن تعذر معرفة المخرج ، نذكره من رواية الصحابي ،
اقتباس:
عن ابن عباسٍ قال: (أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أضاة بني غفارٍ فقال له: اقرأ القرآن على حرفٍ، قال:«أسأل الله معافاته ومغفرته، يا جبريل سل ربّك التّخفيف عن أمتي» ، قال: فانطلق جبريل ثم رجع إليه فقال: اقرأ على حرفين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسأل الله معافاته ومغفرته» ، فلم يزل يقول ذلك ويرجع جبريل حتى انتهى إلى سبعة أحرفٍ). رواه محمد بن عبد الرحمن المخلّص في كتابه المخلصيات.
التقويم : 100 %

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 08:42 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة الأسئلة المتعلقة بأحكام المصاحف

1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
المصحف: هو الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصحف. ذكره الفراهيدي، والأزهري، وجمال الدين الإفريقي وغيرهم.
الرَّصِيعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف؛ قاله أبو منصور الأزهري، وجمال الدين الإفريقي
والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، قاله الفيروزآبادي

2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟
حكمه: كافر مباح الدم.
ذكر النووي وابن تيمية إجماع المسلمين على ذلك.
[ فصل الشيخ صالح بن محمد الرشيد في حكم من تعمد إلقاء المصحف في القاذورات ، فذكر أن الحكم عليه بالردة مرتبط بمن ألقاه استخفافًا لا لعلةٍ أخرى قد يُعذر به كمن قصد إخفاءه ، قال :
" على أن بعض الفقهاء قد قيد الحكم بحصول الردة الفعلية بالإلقاء المذكور مصحوبا بقصد الامتهان , لا أن يكون الحامل عليه خوفا من تلف جزئى أو كلى هدده به قادر على مثله , أو حمله على مثل هذا الصنيع ضرورة ملجئة , فلا كفر إذا .
ثم اختلفوا فى تأثيمه والحالة هذه ... " ]

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
- لا يجوز وضعها في شق أو غيره؛ لأنه قد يسقط ويوطأ.
- ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب. (قاله الحليمي ونقله الزركشي والسيوطي.)

للعلماء فيه أقوال:
القول الأول: تدفن في الأرض.
القول الثاني: تغسل بالماء.
القول الثالث: تحرق بالنار.

- ذكر القول الأول إبراهيم النخعي ورواه عنه أبو عبيد، وجاء في بعض كتب الحنفية، ونقل عن الإمام أحمد أيضا، قال الزركشي: وقد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام.
- القول الثاني للحليمي وذكر غيره أن الإحراق أولى من الغسل لأن الغسالة قد تقع على الأرض. ( ذكره الزركشي، والسيوطي)
- القول الثالث أجازه الحليمي لما ورد من حرق عثمان للمصاحف، ورأى غيره أنه أولى من الغسل كما سبق، وكرهه النووي، وجزم القاضي الحسين بامتناعه وأنه خلاف الاحترام. ( ذكره الزركشي، والسيوطي)

التقويم :
أ+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir