درس أحكام المصحف
1- ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
* المصحف : الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصحف :
وفي المصحف ثلاث لغات ضم الميم وهي لغة نجد , وكسر الميم وهي لغة تميم , وفتح الميم .
الربعة : جونة العطار , وصندوق أجزاء المصحف .
الرصيع : زر عروة المصحف .
[ أحسنتِ ، لكن حبذا لو ذكرتِ من قال بهذه المعاني من الأئمة ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟
حكمه الكفر والردة والعياذ بالله . جاء ذلك عن النووي وابن تيميمة وغيرهم من العلماء .
[ أما من استخف به فحكمه الكفر كما ذكرتِ ، وأما من تعمد إلقاءه في القاذورات فقد فصل فيه بعض العلماء ، بين من ألقاه استخفافا فيكفر بذلك ومن ألقاه لعذر كمن أراد أن يخفيه من عدو ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
يصنع بها واحد من ثلاثة أمور :
1- الدفن , جاء ذلك عن إبراهيم النخعي وكتب الحنفية وفتوى للشيخ تقي الدين بن تيمية , وقال الإمام أحمد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام .
2- غسلها بالماء , ذكره القرطبي والزركشي .
3- حرقها بالنار , جاء أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أحرق مصاحف فيها آيات وقراءات منسوخة ولم ينكر عليه . ذكره الرزكشي.
والحرق فيه ثلاثة أقوال :
1- أنه أولى من الغسل , لأن الغسالة قد تقع على الأرض .
2- أن الإحراق خلاف الإحترام فيمنع , جاء عن القاضي الحسين .
3- مكروه , وذكر ذلك عن النووي .
• والأقرب والله أعلم حرقها لأنه ورد عن عثمان رضي الله عنه ولم ينكر عليه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درجة الأسئلة :
19 / 20
أحسنتِ وتميزتِ ، بارك الله فيكِ.
فهرسة ترتيب المصحف :
• ترتيب الآيات :
- ترتيب الآيات في السور في المصاحف التي بأيدينا اليوم بالإجماع توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل.
- فلا مجال للرأي والإجتهاد فيه .
- والعدول عن هذا الترتيب كفر .لأنه إفساد لنظم القرآن .
- وأن جمع القرآن في عهد الصحابة لم يغير في ترتيب الآيات , ففي عهد أبي بكر جمع من العسب واللخاف وغيرها في صحف فقط ,وفي عهد عثمان نسخ الصحف إلى مصاحف فقط . فليس لواحد من الصحابة والخلفاء الراشدين يد ولا تصرف في ترتيب شيء من آيات القرآن الكريم .
• الأدلة على أن ترتيب الآيات توقيفي :
• أحاديث قولية :
- عن عثمان بن أبى العاص رضي الله عنه , قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره , ثم صوبه , ثم قال : " أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى). أخرجه الإمام أحمد في المسند .
- وأخرج أيضا هو وغيره من حديث عمر رضي الله عنه وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وفيه : " تكفيك آية الصيف التي نزلت في آخر سورة النساء "
- وأخرج ابن الأنبارى بسنده عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )
فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها في رأس ثمانين ومائتين من البقرة "
قال القرطبي : ( وروى أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه قال : " اجعلوها بين آية الربا وآية الدين " ).
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " . أخرجه أحمد والشيخان .
• أحاديث فعلية :
- أما الأدلة من السنة الفعلية فهي ما ثبت من أحاديث صحيحة تثبت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لبعض السور في الصلوات بمشهد من الصحابة يدل على أنه توقيفي .
• آثار عن الصحابة رضوان الله عليهم :
- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في قصة جمع القرآن قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) . قال البيهقي : ( وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها , وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم ). أخرجه الإمام أحمد وغيره .
- وأخرج البخاري عن ابن الزبير رضي الله عنه قال : ( قلت لعثمان : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " )
قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخي لا أغير شيئا من مكانه ).
وكأن عبد الله بن الزبير ظن أن الذي يُنسخ حكمه لا يكتب , فأجابه عثمان بأن ليس بلازم والمتبع فيه التوقيف
• شبهة والرد عليها :
# الشبهة :
- عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : " أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما . فقال عمر : وأنا أشهد , لقد سمعتها . ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها " رواه أبو داود .
قال ابن حجر : ( ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم , وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف )
# الرد عليها :
- قال السيوطى : ( قلت يعارضه ما أخرجه ابن أبي داود أيضا من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب أنهم جمعوا القرآن , فلما انتهوا إلى الآية التي في سورة براءة : " ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون" ظنوا أن هذا آخر ما أنزل , فقال أبي : " إن رسول صلى الله أقرأني بعد هذا آيتين : " َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة ") فأثر بن كعب هذا نص على كون الآيتين المذكورتين قد وضعتا في مكانهما من سورة " براءة " وأن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا , وعلى مثله انعقد الإجماع , فيندفع الإشكال الناجم عما عارض الإجماع لكونه مضطربا , ولأن ما عارض الإجماع معارض للقاطع , وما عارض القاطع كان ساقطا .
************************************************************************************************************
• ترتيب السور :
لأهل العلم في ترتيب السور على ما هي عليه اليوم في المصاحف التي بين أيدينا ثلاثة أقوال في الجملة :
1- أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم . وهو قول جمهور أهل العلم .
وحجتهم :
أ- الدليل الأول : أن مصاحف الصحابة كانت مختلفة في ترتيب السور قبل أن يجمع القرآن في عهد عثمان , فلو كان هذا الترتيب توقيفا منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ساغ لهم أن يهملوه ويتجازوه ويختلفوا فيه ذلك الاختلاف الذي تصوره لنا الروايات . فهذا مصحف أبى بن كعب روى أنه كان مبدوءا بالفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران.. إلخ , على اختلاف شديد . وهذا مصحف علي كان مرتبا على النزول فأوله { اقرأ} ثم المدثر ثم (ق) ثم ( المزمل ) ثم ( تبت ) ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي والمدني.
ب- الدليل الثاني : عن أبي محمد القرشي قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) .
2- أن ترتيب السور كلها توقيفي بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم , كترتيب الآيات , وأنه لم توضع سورة في مكانها إلا بأمر منه صلى الله عليه وسلم . والقول بالتوقيف هو اختيار الحسن ومحمد وأبى عبيد , وهو اختيار أبى بكر الأنباري والسيوطي وغيرهما أيضا اختيار جماعة من المفسرين كالقرطبي .
وحجتهم :
أ- حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الأنجيل المثاني , وفضلت بالمفصل )
قالوا : فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- حديث أوس بن أبي أوس حذيفة الثقفي في تحزيب القرآن قال: ( كنت في وفد ثقيف , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " طرأ علي حزبي من القرآن , فأردت ألا أخرج حتى أقضيه "). وفيه ( فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : نحزبه ثلاث سور , وخمس سور وسبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
قال الحافظ بن حجر في الفتح إثر هذا الحديث : ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم )
ج- واحتجوا بحديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال في ركعة وأنه كان يجمع المفصل في ركعه)
د- واحتجوا بحديث عائشة عند البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا اوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين )
ه- واحتجوا بما أخرجه ابن أشته في كتاب المصاحف عن سليمان بن بلال قال : سمعت ربيعه : يسأل لما قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة , وإنما أنزلتا في المدينة ؟ فقال : قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه ومن كان معه فيه اجتماعهم على علمهم بذلك فهذا مما ينتهي إليه ولا يسأل عنه .
و- واحتجوا بما روي عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب "
ز- واحتجوا بتوالي الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " في المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان في المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فلولا أنه توفيقي لحكمة توالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص , وأخرت " المطففين " أو قدمت ولم يفصل بين " الر " و " الر "
ح- واحتجوا على التوقيف في ترتيب المصحف بكون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضي إلى إفساد ذلك النظم وقد ذكر أبو بكر بن الأنبارى في كتابه الرد على من خالف مصحف عثمان رضي الله عنه بأن جبريل كان يوقف رسول الله على موضع السورة والآية . قال الأنبارى : ( فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف , فكله عن محمد خاتم النبيين عليه السلام , عن رب العالمين , فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والكلمات , ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به , ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى)
ك- واحتجوا بعدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا , قالوا : ولسنا نملك دليلا على عدم التوقيف , فلا مسوغ للرأي القائل إنما ترتيب السور اجتهادي من الصحابة , ولا للرأي الآخر الذي يفصل : فمن السور ما كان ترتيبه اجتهاديا ومنه ما كان توقيفيا لكون مستند كل واحد من هذين المذهبين غير مسلم , إذ منه ما هو غير محفوظ ولا وجود له في كتب السنن والآثار المعتمدة ومنه ما في سنده مجهول لا يجوز التعويل على مرويه في ما هو أدنى من محل النزاع .
ي- واحتجوا بكون احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع . قال الحافظ ابن حجر : ( ولا شك أن تأليف المصحف العثماني أكثر مناسبه من غيره ) . ثم هو أمر حصل عليه من الصحابة إجماع أو شبه إجماع فصار مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب عليها اتباعها , كقوله عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ)
وعن قتادة قال: قال ابن مسعود : ( من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما , وأقلها تكلفا , وأقوامها هديا ,وأحسنها حالا , أختارهم الله لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم , وإقامة دينه , فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم
[ هذه النقطة ليست دليلا على أن الترتيب توقيفي وإنما تدخل في حكم التزام ترتيب سور المصحف ، حتى عند من يرى أنه اجتهادي ، يرى باستحباب اتباع الترتيب لأن للخلفاء الراشدين سنة تتبع ]
3-أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم , وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة .وهؤلاء انقسموا إلى ثلاثة أقسام :
1- منهم من قصر الإجتهادي على سورتي الأنفال وبراءة كالبيهقي , من تابعه كالسيوطي .
2- ومنهم من خصه بما عدا السبع الطوال والحواميم والمفصل , كعبد الحق بن عطية .
3- ومنهم من ذهب إلى الاجتهادي منحصر في الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء , وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير . .
وحجتهم :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثاني وإلى براءة وهى من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها في السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها شبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول ) أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن وغيرهم .
- قال البيهقي في المدخل : ( كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق )
• الرد على أدلة الفريق الأول والثالث :
- الرد على اختلاف مصحف أبي وابن مسعود في ترتيب السور دليلاً على أن الترتيب اجتهادي وليس توقيفي , أن الترتيب العثماني هو الذي استقر في العرضة الأخيرة , ولم يبلغ ذلك أبياً وابن مسعود , كما لم يبلغهما نسخ ما وضعاه في مصاحفهما من القراءات التي تخالف المصحف العثماني , ولذلك كتب أبي في مصحفه سورتي الحفد والخلع وهما منسوختان ." ذكره السيوطي في كتابه أسرار القرآن "
- الرد على القائلين بالتفصيل وحجتهم في قصة سؤال ابن عباس لعثمان رضي الله عنهما عن سبب قرنه سورة براءة بسورة الأنفال من غير أن يفصل بينهما بسطر بسم الله الرحمن الرحيم . وهو أثر لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابي عن يزيد الفارسي , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثاني مشتبه اشتباها يصيره في عداد المجاهيل , ثم على تقدير صحة هذا الأثر فإن عثمان رضي الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأي , وأنه إنما قاله توفيقا , لأن مثله لا يؤخذ إلا بتوقيف
. [ من قائل هذا الكلام ردًا على أصحاب القول الثالث ؟ ]
**************************************************************************************
• حكم تنكيس الآيات تلاوة وكتابة :
- لا خلاف بين علماء السلف في وجوب مراعاة ترتيب الآيات في الكتابة والقراءة وأن تنكسيها أمر محرم . لأنه يذهب بعض ضروب الإعجاز , ويزيل حكمة ترتيب الآيات .
- قال أبو بكر بن الأنبارى : ( ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى )
- قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية : أن كتابة الآيات أو السور مقلوبة الحروف إنما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين .
وقال في الفروع وغيره : ( وتنكيس الكلمات محرم مبطل ) . قالوا : لما فيه من مخالفة النص وتغير المعنى .
****************************************************************************************
• حكم ترتيب السور في الصلاة والقراءة وحكم تنكسيها :
الحكم على ثلاثة أقوال :
1- صرح غير واحد من أهل العلم كابن بطال والقاضي عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بين السور في الصلاة والتلاوة محل وفاق العلماء .لكن هذا القول محل نظر.
2- وذهب فريق من أهل العلم إلى القول بجواز القراءة على غير ترتيب المصحف وهو رواية عن الإمام أحمد لما ثبت في الصحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه
أنه صلى الله عليه وسلم في تنفله ذات ليله فقرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران . وقرأ عمر رضي الله عنه في صلاة الصبح بالكهف في الأولى وفى الثانية بيوسف أو هود وقرأ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }. في أول ركعتي الفجر , وقرأ في الثانية بالكوثر .
3- والقول بكراهة التنكيس في القراءة والصلاة هو مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وإليه مال متأخري الشافعية .
- وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه حين سئل عن رجل يقرأ القرآن منكوسا فقال : ( ذلك منكوس القلب )
- ورخص في تغيير ترتيب السور لتعليم الصبيان .
- فمراعاة ترتيب السور في التلاوة والصلاة مما ينبغي الحرص عليه لكونه يتفق مع غالب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ