العناصر
1. حديث ابن عبّاس في عرض جبريل عليه السلام القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
· معنى المعارضة .
· النكت في شرح حديث ابن عباس رضي الله عنه . [ ليس المطلوب التركيز على حديث ابن عباس بذاته وإنما الاستفادة منه فيما يخص موضوع المعارضة وحسب ]
· فوائد من حديث ابن عباس رضي الله عنه .
2. سبب كثرة جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان .
3. الغاية من معارضة جبريل للنبي بالقرآن في رمضان .
4. دلالة معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم - في عامه الأخير- على دنو أجله.
5. عناية الرسول صلى الله عليه وسلم و صحبه من بعده بالعرضة الأخيرة للقرآن الكريم.
6. أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة.
· الخلاف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها.
· هل العرضة الأخيرة هي الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره ؟
التلخيص:
..
.
1. حديث ابن عبّاس في عرض جبريل عليه السلام القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
- أخرجه البخاري في "كتاب بدء الخلق" من صحيحه ، في بابٌ كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي اللهعنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".
.
· معنى المعارضة :
المعارضة : مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلامنهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع . قاله ابن حجر في فتح الباري.
.
· النكت في شرح حديث ابن عباس رضي الله عنه :
- قوله : "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس " فيه احتراسٌ بليغٌ ؛ لئلا يتخيل من قوله: "وأجود ما يكون في رمضان" أن الأجودية خاصةٌ منه برمضان فيه فأثبت له الأجودية المطلقة أولًا ثم عطف عليها زيادة ذلك في رمضان.
- قوله : " يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن" : هذا عكس ما وقع في الترجمة ؛ لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي بلفظ وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
.
· فوائد من حديث ابن عباس رضي الله عنه :
- مداومة التلاوة توجب زيادة الخير .
- مذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك ؛ لزيادة التذكرة و الاتعاظ.
- المقصود من التلاوة الحضور والفهم ؛ و الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل و العوارض الدنيوية والدينية .
قاله ابن حجر في فتح الباري.
.
2. سبب كثرة جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان .
- سبب ذلك معارضة جبريل عليه السلام له بالقرآن .
أخرج أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأنجبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول اللهصلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريحالمرسلة" . ذكره أبي شامة في المرشد الوجيز .
.
3. الغاية من معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان .
- مدراسة القرآن ، ويشمل ذلك : بيان إحكامه و ما يطرأ عليه من نسخ و غيره .
عن عامر الشعبي، قال:«كان الله تعالى ينزل القرآن السنةكلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ». رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن .
.
- إعلامه للنبي صلى الله عليه وسلم بما ينزل عليه في سائر السنة .
عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله{شهررمضان الذي أنزل فيه القرآن}أما نزل عليه القرآن عهفيسائر السنة، إلا في شهر رمضان؟
قال":بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلىالله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان". رواه الضريس في فضائل القرآن .
.
4. دلالة معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم - في عامه الأخير- على دنو أجله.
- كان جبريل عليه السلام يعارض النبي صلى الله عليه وسلم مرة في رمضان من كل عام ، أما في العام الذي توفي فيه فقد عرضه مرتين ، ففهم النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أن أجله قد دنا .
عن فاطمة رضوان الله عليها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنةمرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا". رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته .
.
5. عناية الرسول صلى الله عليه وسلم و صحبه من بعده بالعرضة الأخيرة للقرآن الكريم.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن علىالترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك و إعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا. قاله الخازن في لباب العقول .
- التزم الصحابة رضي الله عنهم قراءة القرآن و تعليمه وفق العرضة الأخيرة .
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمانوزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف. أورده الزركشي معلقاً في البرهان في علوم القرآن و ذكر نحوه الخازن في لباب التأويل .
.
6. أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة.
· الخلاف العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها ؟
- الصحيح أنها كانت بحرف واحد و هو الذي جمع عليه عثمان الناس .
روىأحمد و ابن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرٍو السلماني: "أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة" .
.
· هل هي الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره ؟
منهم من قال أن أحدث القراءات بالعرضة الأخيرة قراءة زيد بن ثابت و منهم من رجح قراءة ابن مسعود رضي الله عنهم. ويمكن الجمعبين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.
- روى أحمد و ابن أبي داود والطبري من طريق مجاهد:
عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بنثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرضالقرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانتقراءة بن مسعودٍ آخرهما).
.
- و أخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال ليبن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة ابن أم عبدٍ يعني عبدالله بن مسعودٍ .
قال(بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى اللهعليه وسلم كان يعرض على جبريل
) الحديث وفي آخره(فحضرذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ذكره ابن حجر في فتح الباري .
.