دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م, 02:13 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تدريب على طريقة التلخيص لفضيلة الشيخ / عبد العزيز الداخل

تلخيص للاستعاذة من تفسير ابن عطية وابن كثير
بسم الله الرحمن الرحيم

تفاسير القرن السادس

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (باب القول في الاستعاذة
قال الله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98].
معناه: إذا أردت أن تقرأ وشرعت، فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته. وأجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله. وأجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير صلاة، واختلفوا في التعوذ في الصلاة،. (ك)

ومعنى الاستعاذة: الاستجارة، والتحيز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه، والكلام على المكتوبة يجيء في «بسم الله» فذلك الموضع أولى به. (ك)
وأما الشيطان؛ فاختلف الناس في اشتقاقه، فقال الحذاق: «هو فيعال من شطن إذا بعد لأنه بعد عن الخير ورحمة الله». ومن اللفظة قولهم: نوى شطون، أي: بعيدة. (ك)

قال الأعشى:
نأت بسعاد عنك نوى شطون ....... فبانت والفؤاد بها رهين
ومنه قيل للحبل شطن، لبعد طرفيه وامتداده،
وقال قوم: إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هاج وأحرق ونحوه، إذ هذه أفعاله، فهو فعلان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل أفاعيل الشياطين، فهذا بين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا تشيط.
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه

وأما الرجيم؛ فهو فعيل بمعنى مفعول، كقتيل وجريح ونحوه، ومعناه أنه رجم باللعنة، والمقت، وعدم الرحمة.


تفاسير القرن الثامن

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (الكلام على تفسير الاستعاذة
قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].
فهذه ثلاث آياتٍ ليس لهنّ رابعةٌ في معناها، وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل؛ كما قال تعالى: {يا بني آدم لا يفتننّكم الشّيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة} [الأعراف: 27] وقال: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير} [فاطرٍ: 6] وقال: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلا} [الكهف: 50]، وقد أقسم للوالد إنّه لمن النّاصحين، وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82، 83]، وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون} [النّحل: 98، 99].
قالت طائفةٌ من القرّاء وغيرهم: نتعوّذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛ وممّن ذهب إلى ذلك حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، حكى ذلك أبو القاسم يوسف بن عليّ بن جبارة الهذليّ المغربيّ في كتاب " الكامل ".
وروي عن أبي هريرة -أيضا-وهو غريب.
[ونقله فخر الدّين محمّد بن عمر الرّازيّ في تفسيره عن ابن سيرين في روايةٍ عنه قال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، وحكى القرطبيّ عن أبي بكر بن العربيّ عن المجموعة عن مالكٍ، رحمه اللّه تعالى، أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، واستغربه ابن العربي. وحكى قول ثالث وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين].
والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
والدّليل على ذلك الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
وقد رواه أهل السّنن الأربعة من رواية جعفر بن سليمان، عن عليّ بن عليٍّ، وهو الرّفاعيّ، وقال التّرمذيّ: هو أشهر حديثٍ في هذا الباب. وقد فسر الهمز بالموتة وهي الخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر. كما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عاصمٍ العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».
وقال ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا شريكٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ حدّثه: أنّه سمع أبا أمامة الباهليّ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».

قال البخاريّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابتٍ، قال: قال سليمان بن صرد: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ.
وقد رواه -أيضًا-مع مسلمٍ، وأبي داود، والنّسائيّ، من طرقٍ متعدّدةٍ، عن الأعمش، به.
وقد جاء في الاستعاذة أحاديث كثيرةٌ يطول ذكرها هاهنا، وموطنها كتاب الأذكار وفضائل الأعمال، واللّه أعلم. وقد روي أنّ جبريل عليه السّلام، أوّل ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة، كما قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمارة، حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: أوّل ما نزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:«يا محمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}»،
قال عبد اللّه: «وهي أوّل سورةٍ أنزلها اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بلسان جبريل». وهذا الأثر غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم.
مسألةٌ: وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها، وحكى فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته، وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.

مسألةٌ: وقال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم. فإذا قال المستعيذ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم كفى ذلك عند الشّافعيّ وأبي حنيفة وزاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم، وقال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ وحكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور، والأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم

ومن لطائف الاستعاذة؛
أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث،
وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه
وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه،

الفرق بين شيطان الإنس وشيطان الجن:
قال ابن كثير -رحمه الله-
ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات القرآن في ثلاثٍ من المثاني، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65]، وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا،

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ معنى الاستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون ": {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98]، وقال تعالى في سورة " حم السّجدة ": {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].

والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب؛ قال أميّة بن أبي الصّلت في ذكر ما أوتي سليمان، عليه السّلام
أيّما شاطنٍ عصاه عكاه ...... ثمّ يلقى في السّجن والأغلال
فقال: أيّما شاطنٍ، ولم يقل: أيّما شائطٍ.

وقال النّابغة الذّبيانيّ -وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرّة بن سعد بن ذبيان-:
نأت بسعادٍ عنك نوًى شطون ...... فبانت والفؤاد بها رهين
يقول: بعدت بها طريقٌ بعيدةٌ.

[وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط]. والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112].
وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم».
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ».
وقال ابن وهبٍ: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، ركب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربه فلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتموني إلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي». إسناده صحيحٌ.
والرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
[وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث والأوّل أشهر]). [تفسير ابن كثير: 1/ 114-116]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م, 02:26 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي

(ك) : إشارة لتفسير ابن كثير في ذات الموضوع

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 رمضان 1435هـ/7-07-2014م, 10:27 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء مشاهدة المشاركة
تلخيص للاستعاذة من تفسير ابن عطية وابن كثير
بسم الله الرحمن الرحيم

تفاسير القرن السادس

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (باب القول في الاستعاذة
قال الله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98].
معناه: إذا أردت أن تقرأ وشرعت، فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته. وأجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله. وأجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير صلاة، واختلفوا في التعوذ في الصلاة،. (ك)

ومعنى الاستعاذة: الاستجارة، والتحيز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه، والكلام على المكتوبة يجيء في «بسم الله» فذلك الموضع أولى به. (ك)
وأما الشيطان؛ فاختلف الناس في اشتقاقه، فقال الحذاق: «هو فيعال من شطن إذا بعد لأنه بعد عن الخير ورحمة الله». ومن اللفظة قولهم: نوى شطون، أي: بعيدة. (ك)

قال الأعشى:
نأت بسعاد عنك نوى شطون ....... فبانت والفؤاد بها رهين
ومنه قيل للحبل شطن، لبعد طرفيه وامتداده،
وقال قوم: إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هاج وأحرق ونحوه، إذ هذه أفعاله، فهو فعلان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل أفاعيل الشياطين، فهذا بين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا تشيط.
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه

وأما الرجيم؛ فهو فعيل بمعنى مفعول، كقتيل وجريح ونحوه، ومعناه أنه رجم باللعنة، والمقت، وعدم الرحمة.


تفاسير القرن الثامن

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (الكلام على تفسير الاستعاذة
قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].
فهذه ثلاث آياتٍ ليس لهنّ رابعةٌ في معناها، وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل؛ كما قال تعالى: {يا بني آدم لا يفتننّكم الشّيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة} [الأعراف: 27] وقال: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير} [فاطرٍ: 6] وقال: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلا} [الكهف: 50]، وقد أقسم للوالد إنّه لمن النّاصحين، وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82، 83]، وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون} [النّحل: 98، 99].
قالت طائفةٌ من القرّاء وغيرهم: نتعوّذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛ وممّن ذهب إلى ذلك حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، حكى ذلك أبو القاسم يوسف بن عليّ بن جبارة الهذليّ المغربيّ في كتاب " الكامل ".
وروي عن أبي هريرة -أيضا-وهو غريب.
[ونقله فخر الدّين محمّد بن عمر الرّازيّ في تفسيره عن ابن سيرين في روايةٍ عنه قال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، وحكى القرطبيّ عن أبي بكر بن العربيّ عن المجموعة عن مالكٍ، رحمه اللّه تعالى، أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، واستغربه ابن العربي. وحكى قول ثالث وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين].
والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
والدّليل على ذلك الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
وقد رواه أهل السّنن الأربعة من رواية جعفر بن سليمان، عن عليّ بن عليٍّ، وهو الرّفاعيّ، وقال التّرمذيّ: هو أشهر حديثٍ في هذا الباب. وقد فسر الهمز بالموتة وهي الخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر. كما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عاصمٍ العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».
وقال ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا شريكٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ حدّثه: أنّه سمع أبا أمامة الباهليّ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».

قال البخاريّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابتٍ، قال: قال سليمان بن صرد: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ.
وقد رواه -أيضًا-مع مسلمٍ، وأبي داود، والنّسائيّ، من طرقٍ متعدّدةٍ، عن الأعمش، به.
وقد جاء في الاستعاذة أحاديث كثيرةٌ يطول ذكرها هاهنا، وموطنها كتاب الأذكار وفضائل الأعمال، واللّه أعلم. وقد روي أنّ جبريل عليه السّلام، أوّل ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة، كما قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمارة، حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: أوّل ما نزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:«يا محمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}»،
قال عبد اللّه: «وهي أوّل سورةٍ أنزلها اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بلسان جبريل». وهذا الأثر غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم.
مسألةٌ: وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها، وحكى فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته، وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.

مسألةٌ: وقال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم. فإذا قال المستعيذ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم كفى ذلك عند الشّافعيّ وأبي حنيفة وزاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم، وقال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ وحكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور، والأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم

ومن لطائف الاستعاذة؛
أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث،
وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه
وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه،

الفرق بين شيطان الإنس وشيطان الجن:
قال ابن كثير -رحمه الله-
ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات القرآن في ثلاثٍ من المثاني، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65]، وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا،

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ معنى الاستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون ": {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98]، وقال تعالى في سورة " حم السّجدة ": {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].

والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب؛ قال أميّة بن أبي الصّلت في ذكر ما أوتي سليمان، عليه السّلام
أيّما شاطنٍ عصاه عكاه ...... ثمّ يلقى في السّجن والأغلال
فقال: أيّما شاطنٍ، ولم يقل: أيّما شائطٍ.

وقال النّابغة الذّبيانيّ -وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرّة بن سعد بن ذبيان-:
نأت بسعادٍ عنك نوًى شطون ...... فبانت والفؤاد بها رهين
يقول: بعدت بها طريقٌ بعيدةٌ.

[وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط]. والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112].
وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم».
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ».
وقال ابن وهبٍ: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، ركب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربه فلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتموني إلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي». إسناده صحيحٌ.
والرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
[وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث والأوّل أشهر]). [تفسير ابن كثير: 1/ 114-116]
اطلعت على تلخيصك بارك الله فيك ونفع بك، وأودّ أن تبرزي أسماء المسائل التفسيرية أولاً، وتميّزيها بلون ظاهر، ثم تذكري تحت اسم كل مسألة خلاصة ما درستيه فيها بما يتلخّص لك فهمه، ولا تنقلي كلام المفسّر كاملاً ؛ فإنّ هذا سيطول عليك ملخصك، ولا يعدّ تلخيصاً في حقيقة الأمر لأنه نقل الكلام بنصه، والمطلوب هو ذكر خلاصة القول في كل مسألة ولا بأس بذكر بعض ألفاظ المفسّر لكن يقتصر على ما يفي بالغرض دون تطويل.

والترتيب هنا يراعى فيه منهجية التعلم وليس الترتيب التاريخي؛ وإلا فإن الزجاج متقدّم عليهما، والأفضل من حيث التعلم والدراسة البدء بتفسير ابن كثير واعتماده أصلاً ثم ذكر الفوائد الإضافية من التفسيرين الآخرين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ذو القعدة 1435هـ/20-09-2014م, 01:08 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي تلخيص الآيات من 23 : 25 من سورة البقرة

تلخيص درس الآية 23 : 25 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
( {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة أعدّت للكافرين (24) }

المسائل :
1- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد تقرير التوحيد فيما سبق من الآيات
لقوله تعالى "مما نزلنا على عبدنا" فهذا تقرير بالنبوة

2- تحدي الله عز وجل للمشركين والمنافقين أن يأتوا بمثل القرآن في الآيات المكية والمدنية
منها هذه الآية وهي مدنية ومنها قوله تعالى "فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" في سورة هود وهي مكية وغيرها من آيات التحدي التي نزلت بمكة والمدينة فهذا إعجاز لإقامة الحجة علي العرب جميعاً وعلى غيرهم من الناس لأن العرب وهم الفصحاء البلغاء عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن

3- معنى شهداءكم في الآية
قيل شركاءكم وقيل آلهتكم وقيل كهنتكم وقيل قوم آخرين يشهدون لكم بذلك وقيل حكماء فصحاء

4- على من تعود هاء الضمير في قوله تعالى "من مثله"
قيل تعود على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أي بأمي مثله أو التقدير من كاهن أو شاعر مثله بزعمكم
وقيل عائدة على القرآن وهو الأرجح والله إعلم

5- أوجه إعجاز القرآن في الآية الكريمة
أوجه الإعجاز في القرآن ظاهرة وخفية من جهة اللفظ والمعنى :
فمثلاً لا يمل سامعه ولا قارئه من كثرة التكرار والمداومة بل يزيده ذلك من الإحساس بحلاوته والتفكر بمعانيه
نفي التأبيد بلن هو أيضاً معجز لأنه لم يستطع أحد إلى يومنا هذا أن يأتي بمثله وأنى له ذلك فكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين
أنه صدقٌ في الأخبار عدلٌ في الأحكام كله حقٌّ وصدقٌ وعدلٌ وهدًى ليس فيه مجازفةٌ ولا كذبٌ ولا افتراء، كما يوجد في أشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات الّتي لا يحسن شعرهم إلّا بها
وغير ذلك من الإعجاز في فنون كثيرة لا تعد ولا تحصى

6- قول أهل السنة وقول المعتزلة في إعجاز القرآن
أهل السنة يقولون بإعجاز القرآن في عدم قدرة العرب الفصحاء البلغاء عن معارضة القرآن أو الإتيان بمثله وهو الحق
أما المعتزلة قيقولون بقدرة العرب الفصحاء على معارضة القرآن ولكنهم صرفوا عنه أي أن الله تعالى صرفهم عن معارضته أو الإتيان بمثله ولولا صرف الله لهم عن معارضته لاستطاعوا أن يعارضوه أو يأتوا بمثله وهذا قول باطل ولا شك


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}

المسائل :
1- إقامة الحجة على المشركين في الآية
قيل لهم هذا بعد أن ثبت عليهم أمر التوحيد وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فوعدوا بالعذاب إن لم يؤمنوا بعد ثبوت الحجة عليهم. (الزجاج)

2- معنى الوقود
الوقود هو: الحطب، وكل ما أوقد به فهو: وقود. (الزجاج)

3- المراد بالحجارة في الآية الكريمة
- روي عن ابن مسعود في الحجارة أنها حجارة الكبريت وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت. (ابن عطية)
- والمراد بالحجارة هاهنا: هي حجارة الكبريت العظيمة السّوداء الصّلبة المنتنة، وهي أشدّ الأحجار حرًّا إذا حميت، أجارنا اللّه منها. (ابن كثير)
- وقيل الحجارة هي الأصنام التي عبدوها
والصحيح ما رجحه ابن كثير وابن عطية وهو أنها حجارة الكبريت

4- معنى أعدت وعلام يعود الضمير فيها
أعدت أي هيئت وأرصدت وحصلت للكافرين جميعاً
و الأظهر أنّ الضّمير في {أعدّت} عائدٌ إلى النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة، ويحتمل عوده على الحجارة، كما قال ابن مسعودٍ، ولا منافاة بين القولين في المعنى؛ لأنّهما متلازمان.

5- استدلال العلماء على وجود النار من الكتاب والسنة
وقد استدلّ كثيرٌ من أئمّة السّنّة بهذه الآية على أنّ النّار موجودةٌ الآن لقوله: {أعدّت} أي: أرصدت وهيّئت وقد وردت أحاديث كثيرةٌ في ذلك منها: «تحاجّت الجنّة والنّار». ومنها: «استأذنت النّار ربّها فقالت: ربّ أكل بعضي بعضًا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشّتاء ونفسٌ في الصّيف»، وحديث ابن مسعودٍ سمعنا وجبةً فقلنا ما هذه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هذا حجرٌ ألقي به من شفير جهنّم منذ سبعين سنةً الآن وصل إلى قعرها». وهو عند مسلمٍ وحديث صلاة الكسوف وليلة الإسراء وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذا

6- القول في القدر المعجز من القرآن
الصحيح أنه يعم قصار السور وطوالها لأنه نكرة في سياق الشرط فقال تعالى بسورة من مثله وهذا يعم أي سورة طويلة كانت أم طويلة ومما يعضد ذلك ما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما ورد على مسيلمة الكذاب وحدثه بسورة العصر فحاول الكذاب أن يأتي بمثلها فعجز وبلغ عجزه حد مهين فقال له عمرو والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب
بخلاف ماحكاه الرازي عن أن الإتيان بمثل سورة الكوثر أو العصر غير ممتنع ولا مستحيل فلم يستطع أحد قديماً وحديثاً الإتيان بمثل القرآن ولو بآية واحدة محكمة اللفظ والمعنى والبيان والله أعلم


( {وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهًا ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وهم فيها خالدون (25) }

المسائل :
1- علاقة الآية بما قبلها
- لمّا ذكر تعالى ما أعدّه لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنّكال، عطف بذكر حال أوليائه من السّعداء المؤمنين به وبرسله، الّذين صدّقوا إيمانهم بأعمالهم الصّالحة، وهذا معنى تسمية القرآن "مثاني" على أصحّ أقوال العلماء. (ك)
- ذكر ذلك للمؤمنين، وما أعد لهم جزاء لتصديقهم، بعد أن ذكر لهم جزاء الكافرين (ج)

2- معنى " تجري من تحتها الأنهار "
أي: من تحت أشجارها وغرفها
وقد جاء في الحديث أن أنهارها تجري من غير أخدود سبحان الله

3- معنى قوله تعالى " قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل "
- قيل معناه إنّهم أتوا بالثّمرة في الجنّة، فلمّا نظروا إليها قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدنيا
- وقيل معناه معناه: مثل الّذي كان بالأمس
- وقيل معناه : «يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ».

4- أقوال المفسرين في قوله تعالى "وأتوا به متشابهًا"
- قيل : يشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطّعم
- وقيل :يشبه ثمر الدّنيا، غير أنّ ثمر الجنّة أطيب
قال ابن عباس لا يوجد في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء

5- معنى قوله تعالى "ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ"
- قيل من الحيض والغائط والبول والنّخام والبزاق والمنيّ والولد
- وقيل مطهّرةٌ من الأذى والمأثم
- وقيل المطهّرة الّتي لا تحيض
- وقيل أنهن لا يحتجن إلى ما يحتاج إليه نساء أهل الدنيا من الأكل والشرب ولا يحضن، ولا يحتجن إلى ما يتطهر منه، وهن على هذا طاهرات طهارة الأخلاق والعفة، فـ"مطهرة" تجمع الطهارة كلها؛ لأن "مطهرة" أبلغ في الكلام من "طاهرة"، ولأن "مطهرة" إنما يكون للكثير. (ج)
والصحيح الجمع بين ذلك كله حيث لا يتنافى مع بعضه البعض والله أعلم

6- معنى قوله تعالى "وهم فيها خالدون"
- هذا هو تمام السّعادة، فإنّهم مع هذا النّعيم في مقامٍ أمينٍ من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء (ك)
- والخلود الدوام في الحياة أو الملك ونحوه وخلد بالمكان إذا استمرت إقامته فيه، ويقال لطول الإقامة مجازاً خلود ولكن المقصود في الآية الخلود الحقيقي الأبدي . (ط)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو القعدة 1435هـ/20-09-2014م, 05:08 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي الفوائد السلوكية للآيات من 40 : 43 من سورة البقرة

الفوائد السلوكية للآيات من 40 : 43 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) }

الفوائد السلوكية :
1- تذكر نعمة الله تعالى على العبد تعينه على أداء شكرها والصبر على الابتلاء فنعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى ويجحدها إلا جاحد كافر بأنعم الله
2- توحيد الله عز وجل هي عماد كل طاعة قلبية أو عملية وهي حق الله على عباده ألا يشركوا به شيئاً وهو عهد الله وميثاقه الغليظ
3- زكاة العلم توجب للعالم البركة والنفع بعلمه في الدنيا قبل الآخرة وعلى العكس كتمانه والبخل به من دواعي الانتكاس والافتتان
4- الرهبة من الله لها وقع عظيم في النفس فهي الداعي الأول لعدم الاقتراب من محارمه وهي الداعي الأول للنشاط في العبادة
5- العالم الرباني لا يتراخى في قول الحق ولا يأخذه في الله لومة لائم لما أعطاه الله من العلم ومن اليقين والبصيرة التي يبصر بها هول الوقوف أمام الله عز وجل في يوم لا تنفع نفس نفساً شيئاً
6- الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فيجب على العباد وخاصةً العلماء منهم التقليل منها والزهد فيها رغبة فيما عند الله وما عند الله خيرٌ وأبقى
7- تعليم العلم عمل جليل لا يساويه شيئ فليس من المقبول التكسب به والاستكثار من الدنيا بالعلم فتلك تجارة مغبونٌ صاحبها
8- أهل الباطل غالباً ما يقدمون باطلهم ملبوساً ومخلوطاً بالحق حتى يلبسوا على الناس دينهم فهو كالسم في العسل وهي من الفتن التي لا ينجو منها إلا ذووا البصيرة والقلب السليم
9- من أشد القبح من يلبس على الناس دينهم وهو يعلم يقيناً بفساد منهجه وعقيدته
10- إقامة الصلاة والخشوع فيها من أهم أسباب الثبات على الحق والنجاة من الفتن والقرب من الله جل وعلا
11- مصاحبة الصالحين والعباد أيضاً من أسباب الثبات في زمان المحن والفتن والاستمساك بالحق والإعانة على الطاعات في أوقات القابض على دينه فيا كالقابض على جمرة من النار
12- الجماعة هي القوة والعزة للمسلمين والفرقة ضعف وتشتت ومن شذ فإنما يشذ في النار أعاذنا الله منها
13- صلاة الجماعة من الأمور التي شدد عليها الشارع ولم يستثني منها إلا بعض الحالات المحددة شرعاً
هذا والله تعالى أعلى وأعلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1436هـ/18-11-2014م, 09:57 PM
لمياء لمياء غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 322
افتراضي إجابة أسئلة محاضرة فضل علم التفسير وحاجة الأمة إليه

إجابة أسئلة محاضرة فضل علم التفسير وحاجة الأمة إليه

1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟
1- علم التفسير يعين على فهم كلام الله عز وجل ومعرفة مراده كما أن فهم القرآن يفتح لطالب العلم أبواباً من العلم يغفل عنها غيره.

2- الاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، وهو كلام الله جل وعلا، ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه وأهله وماله {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}
وقد روي أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.

3- أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} ، وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما}
وقد بين الله تعالى في كتابه كيف يكون الاعتصام به، والمفسر من أحسن الناس علماً بما يكون به الاعتصام بالله.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم خطبة في الإسلام في أشرف جمع على كان وجه الأرض وذلك في خطبته في حجة الوداع قال: « وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون »
فمن اعتصم بكتاب الله وفهم معانيه فلن يضل بإذن الله .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟
1- مجاهدة الكفار بالقرآن ولا يتأتى ذلك إلا بفهم معانيه، وحاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً.
وقد قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}

2- معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم حاجة ماسة، لأنهم يضلون من يستمع لهم ويعجبه كلامهم الذي يظهرونه ويبطنون مقاصد سيئة خبيثة، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدو فاحذرهم} ، وأنزل في شأنهم آيات كثيرة لعظم خطرهم، فمن لم يحذر مما حذر الله منه، ولم يتدبر الآيات التي بين الله بها أحوال المنافقين وأرشدنا إلى ما نعاملهم به فإنه يقع في أخطار وضلالات كثيرة.

3- إذا كثرت الفتن وانتشرت بين الناس كان فهم القرآن منجاة لطالب العلم من تلك الفتن كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى
لابد لكل من اشتغل بالدعوة إلى الله وخاصة في هذا الزمان حيث كثرة الشبهات أن يكون له دراية وعلم بالتفسير لكثرة الشبهات التي قد تعرض عليه من العامة فكيف يجيب عليها ويردها بالدليل من الكتاب والسنة إلا بفهم معاني القرآن ودراسة علم التفسير .
- كذلك قد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.
- وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 10:22 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء مشاهدة المشاركة
الفوائد السلوكية للآيات من 40 : 43 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) }

الفوائد السلوكية :
1- تذكر نعمة الله تعالى على العبد تعينه على أداء شكرها والصبر على الابتلاء فنعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى [ ولا ] ويجحدها إلا جاحد كافر بأنعم الله
2- توحيد الله عز وجل هي [ هو ] عماد كل طاعة قلبية أو عملية وهي حق الله على عباده ألا يشركوا به شيئاً وهو عهد الله وميثاقه الغليظ
3- زكاة العلم توجب للعالم البركة والنفع بعلمه في الدنيا قبل الآخرة وعلى العكس كتمانه والبخل به من دواعي الانتكاس والافتتان
4- الرهبة من الله لها وقع عظيم في النفس فهي الداعي الأول لعدم الاقتراب من محارمه وهي الداعي الأول للنشاط في العبادة
5- العالم الرباني لا يتراخى في قول الحق ولا يأخذه في الله لومة لائم لما أعطاه الله من العلم ومن اليقين والبصيرة التي يبصر بها هول الوقوف أمام الله عز وجل في يوم لا تنفع نفس نفساً شيئاً
6- الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فيجب على العباد وخاصةً العلماء منهم التقليل منها والزهد فيها رغبة فيما عند الله وما عند الله خيرٌ وأبقى
7- تعليم العلم عمل جليل لا يساويه شيئ [ شيء ] فليس من المقبول التكسب به والاستكثار من الدنيا بالعلم فتلك تجارة مغبونٌ صاحبها
[ أخذ الأجر على التعليم مقبول ولكن غير المقبول هو التعليم من أجل الدنيا فقط أو الاستكثار والغلو في ذلك ، فالمطلوب أن يملك المسلم الدنيا ولا تملكه الدنيا ]
وراجعي تفسير قوله تعالى : { ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا } فمعناها غير ما ذهبتِ إليه ، أو لعلي فهمت قصدكِ خطأ فوضحيه لي بارك الله فيكِ.
8- أهل الباطل غالباً ما يقدمون باطلهم ملبوساً ومخلوطاً بالحق حتى يلبسوا على الناس دينهم فهو كالسم في العسل وهي من الفتن التي لا ينجو منها إلا ذووا البصيرة والقلب السليم
[ فما هي الفائدة السلوكية التي نستفيدها من هذه الفائدة العلمية ، مثلا : عدم الاغترام بما يزينه أهل الباطل والسعي لتعلم الحق حتى يتفطن المسلم إلى زيفهم ]
9- من أشد القبح من يلبس على الناس دينهم وهو يعلم يقيناً بفساد منهجه وعقيدته
10- إقامة الصلاة والخشوع فيها من أهم أسباب الثبات على الحق والنجاة من الفتن والقرب من الله جل وعلا
11- مصاحبة الصالحين والعباد أيضاً من أسباب الثبات في زمان المحن والفتن والاستمساك بالحق والإعانة على الطاعات في أوقات القابض على دينه فيا كالقابض على جمرة من النار
12- الجماعة هي القوة والعزة للمسلمين والفرقة ضعف وتشتت ومن شذ فإنما يشذ في النار أعاذنا الله منها
13- صلاة الجماعة من الأمور التي شدد عليها الشارع ولم يستثني منها إلا بعض الحالات المحددة شرعاً
هذا والله تعالى أعلى وأعلم

الدرجة النهائية : 10 / 10
أحسنتِ أختي لمياء ، وقد استفدتُ كثيرًا مما ذكرتِ ، زادكِ الله علمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 10:11 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء مشاهدة المشاركة
تلخيص درس الآية 23 : 25 من سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
( {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة أعدّت للكافرين (24) }

المسائل :
1- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد تقرير التوحيد فيما سبق من الآيات [ يفضل أن تكون صياغة المسألة ، مناسبة الآية لما قبلها ]
لقوله تعالى "مما نزلنا على عبدنا" فهذا تقرير بالنبوة

2- تحدي الله عز وجل للمشركين والمنافقين أن يأتوا بمثل القرآن في الآيات المكية والمدنية
منها هذه الآية وهي مدنية ومنها قوله تعالى "فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" في سورة هود وهي مكية وغيرها من آيات التحدي التي نزلت بمكة والمدينة فهذا إعجاز لإقامة الحجة علي العرب جميعاً وعلى غيرهم من الناس لأن العرب وهم الفصحاء البلغاء عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن

3- معنى شهداءكم في الآية
قيل شركاءكم وقيل آلهتكم وقيل كهنتكم وقيل قوم آخرين يشهدون لكم بذلك وقيل حكماء فصحاء

4- على من تعود هاء الضمير في قوله تعالى "من مثله"
قيل تعود على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أي بأمي مثله أو التقدير من كاهن أو شاعر مثله بزعمكم
وقيل عائدة على القرآن وهو الأرجح والله إعلم

5- أوجه إعجاز القرآن في الآية الكريمة
أوجه الإعجاز في القرآن ظاهرة وخفية من جهة اللفظ والمعنى :
فمثلاً لا يمل سامعه ولا قارئه من كثرة التكرار والمداومة بل يزيده ذلك من الإحساس بحلاوته والتفكر بمعانيه
نفي التأبيد بلن هو أيضاً معجز لأنه لم يستطع أحد إلى يومنا هذا أن يأتي بمثله وأنى له ذلك فكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين
أنه صدقٌ في الأخبار عدلٌ في الأحكام كله حقٌّ وصدقٌ وعدلٌ وهدًى ليس فيه مجازفةٌ ولا كذبٌ ولا افتراء، كما يوجد في أشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات الّتي لا يحسن شعرهم إلّا بها
وغير ذلك من الإعجاز في فنون كثيرة لا تعد ولا تحصى

6- قول أهل السنة وقول المعتزلة في إعجاز القرآن
أهل السنة يقولون بإعجاز القرآن في عدم قدرة العرب الفصحاء البلغاء عن معارضة القرآن أو الإتيان بمثله وهو الحق
أما المعتزلة قيقولون بقدرة العرب الفصحاء على معارضة القرآن ولكنهم صرفوا عنه أي أن الله تعالى صرفهم عن معارضته أو الإتيان بمثله ولولا صرف الله لهم عن معارضته لاستطاعوا أن يعارضوه أو يأتوا بمثله وهذا قول باطل ولا شك


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}

المسائل :
1- إقامة الحجة على المشركين في الآية
قيل لهم هذا بعد أن ثبت عليهم أمر التوحيد وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فوعدوا بالعذاب إن لم يؤمنوا بعد ثبوت الحجة عليهم. (الزجاج)

2- معنى الوقود
الوقود هو: الحطب، وكل ما أوقد به فهو: وقود. (الزجاج)

3- المراد بالحجارة في الآية الكريمة
- روي عن ابن مسعود في الحجارة أنها حجارة الكبريت وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت. (ابن عطية)
- والمراد بالحجارة هاهنا: هي حجارة الكبريت العظيمة السّوداء الصّلبة المنتنة، وهي أشدّ الأحجار حرًّا إذا حميت، أجارنا اللّه منها. (ابن كثير)
- وقيل الحجارة هي الأصنام التي عبدوها
والصحيح ما رجحه ابن كثير وابن عطية وهو أنها حجارة الكبريت

4- معنى أعدت وعلام يعود الضمير فيها
أعدت أي هيئت وأرصدت وحصلت للكافرين جميعاً
و الأظهر أنّ الضّمير في {أعدّت} عائدٌ إلى النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة، ويحتمل عوده على الحجارة، كما قال ابن مسعودٍ، ولا منافاة بين القولين في المعنى؛ لأنّهما متلازمان.
[ هنا مسألتان : مرجع الضمير ، ومعنى أعدت ]
5- استدلال العلماء على وجود النار من الكتاب والسنة
وقد استدلّ كثيرٌ من أئمّة السّنّة بهذه الآية على أنّ النّار موجودةٌ الآن لقوله: {أعدّت} أي: أرصدت وهيّئت وقد وردت أحاديث كثيرةٌ في ذلك منها: «تحاجّت الجنّة والنّار». ومنها: «استأذنت النّار ربّها فقالت: ربّ أكل بعضي بعضًا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشّتاء ونفسٌ في الصّيف»، وحديث ابن مسعودٍ سمعنا وجبةً فقلنا ما هذه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هذا حجرٌ ألقي به من شفير جهنّم منذ سبعين سنةً الآن وصل إلى قعرها». وهو عند مسلمٍ وحديث صلاة الكسوف وليلة الإسراء وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذا

6- القول في القدر المعجز من القرآن
الصحيح أنه يعم قصار السور وطوالها لأنه نكرة في سياق الشرط فقال تعالى بسورة من مثله وهذا يعم أي سورة طويلة كانت أم طويلة ومما يعضد ذلك ما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما ورد على مسيلمة الكذاب وحدثه بسورة العصر فحاول الكذاب أن يأتي بمثلها فعجز وبلغ عجزه حد مهين فقال له عمرو والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب
بخلاف ماحكاه الرازي عن أن الإتيان بمثل سورة الكوثر أو العصر غير ممتنع ولا مستحيل فلم يستطع أحد قديماً وحديثاً الإتيان بمثل القرآن ولو بآية واحدة محكمة اللفظ والمعنى والبيان والله أعلم


( {وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهًا ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وهم فيها خالدون (25) }

المسائل :
1- علاقة الآية بما قبلها
- لمّا ذكر تعالى ما أعدّه لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنّكال، عطف بذكر حال أوليائه من السّعداء المؤمنين به وبرسله، الّذين صدّقوا إيمانهم بأعمالهم الصّالحة، وهذا معنى تسمية القرآن "مثاني" على أصحّ أقوال العلماء. (ك)
- ذكر ذلك للمؤمنين، وما أعد لهم جزاء لتصديقهم، بعد أن ذكر لهم جزاء الكافرين (ج)
[ إذا كانت الأقوال مختلفة في اللفظ ومتفقة في المعنى فيكفي أن نجملها في قول واحد بأسلوبنا ونقول : ذكر نحوه فلان وفلان ] .
2- معنى " تجري من تحتها الأنهار "
أي: من تحت أشجارها وغرفها
وقد جاء في الحديث أن أنهارها تجري من غير أخدود سبحان الله

3- معنى قوله تعالى " قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل " [ الأقوال في معنى { من قبل } ]
- قيل معناه إنّهم أتوا بالثّمرة في الجنّة، فلمّا نظروا إليها قالوا: هذا الّذي رزقنا من قبل في الدنيا
- وقيل معناه معناه: مثل الّذي كان بالأمس
- وقيل معناه : «يؤتى أحدهم بالصّحفة من الشّيء، فيأكل منها ثمّ يؤتى بأخرى فيقول: هذا الّذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كل، فاللّون واحدٌ، والطّعم مختلفٌ».
1: في الدنيا :
.....
2: في الآخرة :

تأملي طريقة تحرير الأقوال.

4- أقوال المفسرين في قوله تعالى "وأتوا به متشابهًا"
- قيل : يشبه بعضه بعضًا، ويختلف في الطّعم
- وقيل :يشبه ثمر الدّنيا، غير أنّ ثمر الجنّة أطيب
قال ابن عباس لا يوجد في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء

5- معنى قوله تعالى "ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ"
- قيل من الحيض والغائط والبول والنّخام والبزاق والمنيّ والولد
- وقيل مطهّرةٌ من الأذى والمأثم
- وقيل المطهّرة الّتي لا تحيض
- وقيل أنهن لا يحتجن إلى ما يحتاج إليه نساء أهل الدنيا من الأكل والشرب ولا يحضن، ولا يحتجن إلى ما يتطهر منه، وهن على هذا طاهرات طهارة الأخلاق والعفة، فـ"مطهرة" تجمع الطهارة كلها؛ لأن "مطهرة" أبلغ في الكلام من "طاهرة"، ولأن "مطهرة" إنما يكون للكثير. (ج)
والصحيح الجمع بين ذلك كله حيث لا يتنافى مع بعضه البعض والله أعلم


6- معنى قوله تعالى "وهم فيها خالدون"
- هذا هو تمام السّعادة، فإنّهم مع هذا النّعيم في مقامٍ أمينٍ من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء (ك)
- والخلود الدوام في الحياة أو الملك ونحوه وخلد بالمكان إذا استمرت إقامته فيه، ويقال لطول الإقامة مجازاً خلود ولكن المقصود في الآية الخلود الحقيقي الأبدي . (ط)

أحسنتِ أختي الفاضلة باستخلاص المسائل وإليكِ بعض الملحوظات اليسيرة :

1: عند تعدد الأقوال في المسألة الواحدة :
نجمع الأقوال كما فعلتِ ثم نتأملها ، فنجمع المتشابه لنخلص إلى الأقوال الفعلية في المسألة ونحررها بهذه الطريقة :
القول الأول :
القول الثاني :
أو إن صلح تصنيفها مثل التصنيف الذي ذكرته أعلاه :
القول الأول : في الدنيا :
القول الثاني : في الآخرة :

2: بعد ذكر الأقوال لا تكفي بالرمز للمفسر الذي ذكرها وإنما نقول : ذكره ابن كثير في تفسيره.

3: ميزي بين المسائل التفسيرية وغيرها.
مثلا : الحديث عن قول أهل السنة والمعتزلة في إعجاز القرآن " و " الاستدلال على وجود النار "
هذه تصنف تحت المسائل العقدية.

وأرجو أن تشاركي في دورة أنواع التلخيص وستفيدكِ كثيرًا بإذن الله.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) :14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
___________________
= 93 %
درجة الملخص = 10 / 10

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir