بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز لأبي شامة المقدسي رحمه الله
المقصد العام للكتاب: التصنيف في علوم القرآن وبخاصة فيما يتعلق بعلم القراءات السبع.
محتويات الكتاب: مقدمة، وستة أبواب
فالبابان الأول والثاني كالتمهيد للمقاصد الرئيسية في الأبواب التي تليها –الثالث والرابع والخامس-، ثم خاتمة وهي الباب السادس.
مقاصد الكتاب:
الأول: بيان كيفية نزول القرآن، وذكر حفظه وكتابته وجمعه.[البابان الأول والثاني]
الثاني: بيان معنى نزول القرآن على سبعة أحرف، وهل في قراءة الناس اليوم شيء من هذه الأحرف السبعة. [الباب الثالث]
الثالث: المراد بالقراءات السبع وضابط القراءة الصحيحة. [البابان الرابع والخامس]
الرابع: التعريف بحق تلاوته وحسن معاملته وأن المقصود بالعلم هو العمل به. [الباب السادس]
المقصد الأول: بيان كيفية نزول القرآن، وذكر حفظه وكتابته وجمعه.[البابان الأول والثاني]
أولا: نزول القرآن
- كان في ليلة القدر من شهر رمضان، السناد: قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
- تفسير الإنزال المضاف إلى ليلة القدر في أقوال السلف
القول الأول: أنه ابتدئ إنزاله فيها –يريد ابتداء إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء- ونُسب هذا القول للشعبي. [قال المصنف وتفسير الآية به بعيد]
القول الثاني: أنه أنزل فيها جملة واحدة، السناد: قال ابن عباس: "نزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ..."
القول الثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة، السناد: قال الواحدي عن مقاتل: أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة في السماء الدنيا، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلّها إلى مثلها من العام القابل، حتى نزل القرآن كلّه في ليلة القدر، ونزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة).
القول الرابع: أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام في السماء الدنيا فنجمته على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، السناد: ذكره أبو الحسن الماوردي في تفسيره جمعا بين القولين الثاني والثالث.
القول الخامس: وجاء في معنى نزوله في ليلة القدر قولا آخر: قيل: هو معارضة جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم، كأنّه نزّل عرضه وإحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه، السناد: عن داود قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمد عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.
القول السادس: وقيل: قد يكون المراد بنزوله في شهر رمضان وليلة القدر التي هي الليلة المباركة هو مجموع ما ذكر من الأقوال.
- بيان السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا:
· فيه تفخيم لأمره، وإظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم وأمته.
· تكريم بني آدم، وتعظيم لشأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عزوجل بهم ورحمته لهم.
- زمان نزوله جملة إلى السماء الدنيا
قيل: قبل النبوة، وفيه إعلام للملائكة بقرب ظهور أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: بعد النبوة، وفيه تفخيم لأمره وأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
- قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} كيف يكون من جملة القرآن وهو بلفظ الماضي؟
له وجهان:
الأول: أن يكون معناه: أنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر وقضينا به.
الثاني: أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن.
- الحكمة من نزوله إلى الأرض منجما
لتقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ولتيسير حفظه، ولأنه كان ينزل جوابا عن أمور سألوا عنها، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ، السناد: {كذلك لنثبت به فؤادك}
- أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل منه
أول ما نزل: سورة (اقرأ) ثم نزل {يا أيها المدثر}
وآخر ما نزل:
قيل: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ..}، السناد: قال ابن عباس: "آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}"
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
وقيل: آيات الربا، وهو موافق للقول الأول، السناد: عن ابن شهاب: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
ثانيا: حفظ االقرآن وجمعه وكتابته
- وكان ذلك على ثلاث مراحل، فجمع القرآن لم يكن مرة واحدة:
الجمع النبوي، ثم جمع أبي بكر، ثم جمع عثمان.
- الجمع النبوي
كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه شيء من القرآن أمر بكتابته، السناد: روى البخاري عن البراء لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ...} قال صلى الله عليه وسلم: (ادع لي زيدا وليجيء باللوح والدواة والكتف، ثم قال: اكتب ...).
ترتيب الآيات توقيفي، السناد: (عن عثمان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)).
واختلف فيمن جمع القرآن في عهده من الصحابة
فعدّهم أنس في أربع كلهم من الأنصار، السناد: قال أنس: أربعة كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ، وزيد، وأبوزيد أحد عمومتي.
وقيل: ستة نفر من الأنصار.
وقيل: لم يجمعه من الخلفاء غير عثمان.
وأقام آخرون أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدّة المذكورة، وأن هذه الآثار ليست للحصر، السناد: يشهد لذلك كثرة القراء المقتولين يوم اليمامة، وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون بالقراء.
بيان أن المنسوخ من القرآن على ثلاثة أضرب:
1: ما نسخت تلاوته وبقي حكمه، السناد: كآية الرجم.
2: ما نسخت تلاوته وحكمه، السناد: كآية الرضاع
3: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته، السناد: آية عدة الوفاة حولا.
ثانيا: جمع أبي بكر رضي الله عنه
كان سببه أن استحر القتل يوم اليمامة بقراء القرآن فخشي الصحابة أن يذهب كثير من القرآن؛ فأمر أبوبكر زيدا بجمعه، فكان زيد يتتبع القرآن يجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، السناد: قول أبي بكر لزيد: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه ... رواه البخاري.
ثالثا: جمع عثمان رضي الله عنه
كان سببه اختلاف الناس في القراءة، فأمر بنسخ المصاحف وأرسل إلى كل أفق بمصحف، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أن يُحرق.
السناد: عن أنس قال: إن حذيفة قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب ...
- قصد كل من أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم في جمع المصحف:
فأبوبكر رضي الله عنه قصد جمعه في مكان واحد، مكتوبا مجتمعا غير مفترق.
أما عثمان رضي الله عنه فقصد حمل الناس على لفظ واحد ومصحف واحد لا يتعدوه إلى غيره من القراءات،كما أن جمع عثمان زاد عن جمع أبي بكر بترتيب السور، السناد: عن ابن عباس قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى براءة والأنفال فقرنتم بينهما ... الحديث.
- وفي موافقة جمع عثمان لجمع أبي بكر قولين:
الأول: أن عين ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبوبكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور.
الثاني: قيل: اقتصر عثمان مما جمعه أبوبكر على حرف واحد.
المقصد الثاني: بيان معنى نزول القرآن على سبعة أحرف، وهل في قراءة الناس اليوم شيء من هذه الأحرف السبعة. [الباب الثالث]
وقسم المصنف الباب إلى فصول:
الأول: أدلة نزول القرآن على سبعة أحرف، السناد: قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)) رواه البخاري.
الثاني: في المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها:
قال: وفيه اختلاف كثير:
القول الأول: أنها سبع لغات من لغات العرب، متفرقة في القرآن، السناد: يبيّن ذلك قول ابن مسعود: إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلمّ وتعال.
القول الثاني: قيل هو مشكل لا يدرى معناه، السناد: قالوا لأن العرب تسمي الكلمة حرفا، والحرف المقطوع من الحروف المعجمة حرفا، ويقع كذلك على الجهة والمعنى.
القول الثالث: قيل المراد به التوسعة وليس حصر العدد، السناد: قالوا: هو كقوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد.
القول الرابع: قالوا هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، السناد: جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ {للذين آمنوا انظرونا}مهلونا، أخرونا، أرجئونا، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي.
القول الخامس: ذهب قوم أنها سبعة أنحاء وأصناف؛ فمنها: زاجر، وآمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، السناد: حديث ابن مسعود: (كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال ...) قال ابن عبد البر: هذا الحديث لم يثبت.
وقيل هذا التأويل للأحرف السبعة فاسد.
- فالخلاصة التي انتهت إليها الأقوال في الأحرف السبعةأحد قولين:
اللغات السبع، أو الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني.
- تحقيق معنى هذا العدد:
وفيه أقوال:
قيل: سبع لغات من قريش فحسب.
وقيل: خمس بلغة هوازن، وحرفان لسائر العرب، السناد: قالوا: النبي صلى الله عليه وسلم ربّي في هوازن.
وقيل: نزل بلغة كل حي من أحياء العرب، السناد: في رواية لابن عباس: أن جبريل قال: يا محمد أقرئ كل قوم بلغتهم.
فصل: فيمن حاول استخراج السبعة الأحرف من هذه القراءات المشهورة.
وفيه أقوال:
قالوا: وجوه الاختلاف في القراءة سبعة، منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته؛ مثل: {هن أطهر لكم}، وغير ذلك.
وقيل: يجمع الاختلاف الواقع في القرآن سبعة أوجه، منها الجمع والتوحيد، والتذكير والتأنيث، والإعراب، والتصريف، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، واللغات.
وقيل: هي سبعة معان في القرآن، منها أن يكون الحرف له معنى واحد تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل تعملون ويعملون، وغير ذلك.
ووردت أقوال أخرى في ذكر أوجه أخرى.
قال المصنف: وهذه الطرق المذكورة في بيان وجوه السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ السناد: قال: لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا، ولم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط.
- هل المجموع في المصحف هو جميع الأحرف السبعة أو حرف واحد منها:
وفيه أقوال:
القول الأول: قال القاضي أبوبكر: أنه جميعها، السناد: قال: جمعهم عثمان على القراءة بسبعة أحرف لتكون جميع القراءات محروسة محفوظة.
القول الثاني: قول أبو جعفر الطبري والأكثرون: حرف واحد، السناد: قالوا: الأمة مخيّرة في قراءته بأي تلك الأحرف السبعة شاءت، وأنه لعلة الاختلاف رأت الاقتصار على حرف واحد.
القول الثالث: قول الشاطبي: مال لقول القاضي فيما جمعه أبوبكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان.
والتحقيق: أن يقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
- فالخلاصة في تضمن القراءات للأحرف السبعة:
أن هذه القراءات التي نقرؤها هي بعض من الحروف السبعة التي نزل بها القرآن، وما يخالف خط المصحف من القراءات فهو في حكم المنسوخ والمرفوع، السناد: أن الأحرف السبعة على ضربين؛ الأول: الزيادة والنقصان، والإبدال، والتقديم والتأخير، وهذا متروك، والثاني: الاختلاف في اللغات من إظهار وإدغام وروم وإشمام ومد وقصر ونحو ذلك، وهذا هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط المصاحف.
المقصد الثالث: المراد بالقراءات السبع وتعريف الأمر في ذلك كيف كان وضابط القراءة الصحيحة [البابان الرابع والخامس]
- بيان خطأ من ظن أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة.
السناد: قال الإمام الطبري: وما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان ... فليس ذلك بداخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف) قال: فالخلاف فيه لا يوجب المراء كفرا، وقالوا: كما أن أهل العلم قالوا في معنى الحديث أنها سبع لغات بدلالة قول ابن مسعود: هو كقولك هلم وتعال.
- القراءات هي جزء من الأحرف السبعة.
السناد: لأن لازم من ظن أن القراءات السبع هي الأحرف السبع: أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا، وأن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه، وأن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة.
- ذكر سبب كثرة الاختلاف عن هؤلاء الأئمة السبعة.
أن كل واحد منهم قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، السناد: قرأ نافع على سبعين من التابعين، وروي أنه كان يقرئ الناس بكل ما قرأ به، فقالون ربيبه وأخص الناس به، وورش أشهر المتحملين إليه اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من همز وقطع ونحو ذلك.
- سبب اشتهار هؤلاء السبعة بالقراءة دون من هو فوقهم:
أنهم اشتهرت أمانتهم في النقل وحسن الدين، وكمال العلم، وطال عمرهم في الإقراء، وارتحال الناس إليهم من البلدان، السناد: قال أبو علي الأهوازي: وهؤلاء السبعة لزموا القيام بمصحفهم، وانتصبوا لقراءته، وتجرّدوا لروايته، ولم يشتهروا بغيره، واتبعوا ولم يبتدعوا.
- أول من اقتصر عليهم: هو أبوبكر بن مجاهد.
- وجعلهم سبعة لعلتين: أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف، وأن عدد الأحرف التي نزل بها القرآن سبعة.
الباب الخامس: الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة.
- ضوابط القراءة الصحيحة المعتبرة:
· موافقة خط المصحف
· وما صح سنده
· وقوة وجهه في العربية
فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها أنها شاذة وضعيفة.
- بيان انتهاء القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها إلى القراء السبعة، السناد: هم لتصديهم لذلك وإجماع الناس عليهم اشتهروا بذلك، فلكل علم أئمة يقتدى بهم ويعول فيها عليهم.
- بيان أن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ، السناد: هؤلاء القراء السبعة قد رويت عنهم قراءات ضعيفة شاذة لخروجها عن الضابط المذكور وأن الاعتماد في صحة الرواية استجماع الأوصاف الثلاثة فيها لا من تنسب إليه.
- ذكر أن الذي عليه الأئمة الكبار القدوة في جميع الأمصار هو توقير القرآن واحتناب الشاذ واتباع القراءة المشهورة، السناد: قال ابن مهدي: لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم.
- حكم القراءة بالشاذ والضعيف
لا تجوز لخروجها عن إجماع المسلمين، وعن الوجه الذي ثبت به القرآن وهو التواتر.
المقصد الرابع: التعريف بحق تلاوته وحسن معاملته وأن مقصود العلم العمل به [الباب السادس]
- حامل القرآن يطلب فهم معاني القرآن والتفكر والتدبر فيه، والعمل بمقتضاه فهو المقصود، السناد: عن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونه حق اتباعه.
- وكذلك كان حال السلف مع القرآن، السناد: في حديث أبي أنه صلى الله عليه وسلم قام ليلة بآية بها يقوم ويركع ويسجد صلى الله عليه وسلم.
- ذم من كان همه في مجرد حفظه وسرعة سرده وتحرير النطق به، مع تضييع حدوده، السناد: قال حذيفة: إن من أقرأ الناس المنافق الذي لا يدع واوا ولا ألفا يلفت كما تلفت البقرة بلسانها، لا يجاوز ترقوته.
- ويستحب تحسين الصوت بالقرآن والبكاء والتباكي، السناد: في الحديث : اقرءوا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن.
- وينبغي إكرام القرآن وتعظيمه وإكرام أهله، السناد: قال معمر بن سليمان وكانت له حاجة عند الملوك: قد أردت إتيانه ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما.
- ويعتدل حامل القرآن في إتيانه بالتجويد دون تمطيط ولا تكلف، السناد: أن ما يذهب إليه البعض من الإفراط في التمطيط والتعسف في التفكيك ونحو ذلك؛ خارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، ووردت الآثار بكراهة ذلك، ذكره أبو عمرو الداني وغيره.