القارئ: . . .
ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب , ولهذا كان أصح قولي الفقهاء أنه إذا لم يُعرف ما نواه الحالف رُجِع إلى سبب يمينه وما هيجها وآثارها , وقوله ".
الشيخ: وكذلك إذا لم يعرف ما نواه المطلق رُجع إلى سبب اليمين فمثلاً لو أن رجلاً رأى مع امرأته شخصا فظنه أجنبياً فقال لها: أنتِ طالق بناء على أن الرجل الذي معها أجنبي , ثم تبين أنه أخوها فإنها (إيش)؟ لا تطلق , كأنه قال: أنتِ طالق لأنكِ صاحبت رجلاً أجنبياً أو صحبتيه.
وكذلك أيضاً الحالف لو قال: والله لا أزور فلاناً؛ لأنه قيل له إن الرجل فاسق ثم تبين له أنه ليس بفاسق نعم فإنه؟لا بأس يزوره (ولا لأ)؟ واحد قال والله لا أزور فلانا ً(بس) ما قال لأنه فاسق لكن هو السبب في حلفه هذا أنه رجل فاسق ثم تبين له بعد ذلك أنه ليس بفاسق فزاره هل يحنث ولا ما يحنث؟ لا يحنث؛ لأن السبب كالمشروط كأنه قال: والله لا أزوره لأنه فاسق , فيكون هذا السبب كأنه مشروط.
وهذه قاعدة تنفعك في باب الأيمان وفي باب الطلاق أن ما بُنيَ على سبب فتبين زوال ذلك السبب فلا حكم له , لكن لو قال الحالف: أنا نويت والله لا أزور فلاناً نويت مطلقاً لا أزوره لشخصه سواء كان فاسقاً أم عدلاً فزاره؟ يحنث؟ نعم؛ لأننا علمنا مراده علمنا مراده نعم.
أحد السائلين: صيغة القاعدة؟
الشيخ: صيغة القاعدة أن كل لفظ بُنيَ على سبب فتبين انتفاء ذلك السبب فإنه لا حكم له. سائل: وهل يكفر يا شيخ يكفر إذا حلف(غير مسموع)؟
الشيخ: ما يكفر زال حكم اليمين لو قال: والله لا أزوره بناء على أنه فاسق فتبين أنه ليس بفاسق فليزره ولا شيء عليه؛ لأن اليمين انحلت تبين أنها غير مرادة....سقط.....
لكن إذا عرفنا السبب وأنهم كانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة عرفنا معنى الآية.
ردا على سؤال غير مسموع: إن مسبب الآية النازلة أو الحديث الوارد.
_..............................
الشيخ: مثلا , سبب نزول آية اللعان قتل هلال بن أمية زوجته (غير مسموع) نعم من قال السبب..من هو المسبب الذي من أجله..من أجل السبب حصل؟ نزول الآية فورد الحديث ونزول الآية هذا هو المسبب..الآية والحديث قد يكون سببها خفياً إلا إذا عرفت , قد يكون معناها خفياً إلا إذا عرفت سبب النزول.
قائل: ومنهم من قال: يجب أن نقول: إنه ليس بحي ولا حي ألا نقول: إنه حي ليس بحي.
الشيخ:صححناها في آخر الكلام نبدأ (ناخد) أول مناقشة فيما سبق. ذكرنا أن اختلاف التنوع صنفان فما هما يا زيد؟
زيد: أولاً (غير مسموع) أحد السلف يعني (غير مسموع) المعنى بتعبير آخر لكن يؤديان إلى نفس المعنى المراد.
الشيخ: يعني أن المسمى فيهما واحد لكن لكل واحد زاد على الآخر (غير مسموع) السلام بأنه الله ما هو السلام؟ فقال هو: الله , والثاني قال: هو السالم من كل نقص , والثالث قال السلام هو الحكيم الذي لا يفعل فعلاً عبثاً , نعم هذا أيضاً من اختلاف التنوع ولكني ذكرت لكم فيما سبق أنه يختلف السؤال في هذه المسألة , فإذا قال: من السلام تقول الله , وإذا قال: ما السلام؟ تقول:السالم من كل نقص؛ لأن (من) يستفهم فيها عن الذات و(ما) يستفهم فيها عن الصفات نعم.
القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال رحمه الله تعالى: "وقولهم نزلت هذه الآية في كذا يراد به تارة أنه سبب النزول ويراد به تارة "
الشيخ: طيب المؤلف رحمه الله يستطرد دائماً في مؤلفاته فهنا استطرد للتعبير عن سبب النزول وهو ثلاثة أنواع،التعبير عن سبب النزول: تارة يقول: حصل كذا وكذا فأنزل الله كذا , وتارة يقول: سبب نزول الآية (الفلانية )كذا وكذا , وتارة يقول: نزلت هذه الآية في كذا وكذا. هذه ثلاث صيغ.
أما قوله سبب نزول الآية كذا فهي صريحة في أن هذا سبب النزول وأما قوله:كان كذا وكذا فأنزل الله نعم فهي ظاهرة أيضاً وليست بصريحة , ظاهرة في أن هذا سبب النزول؛ لأن حمل الفاء في مثل هذا للتعبيرعلى السببية أولى من حمله على العطف المجرد والترتيب , فيكون ظاهرها أن هذه الحادثة سبب النزول. الثالث: أن يقول نزلت هذه الآية في كذا فهذه فيها احتمال يعني متساوي الطرفين بين أن يكون المراد أن هذه الآية معناها كذا وكذا فيكون تفسيراً للمعنى وبين أن يكون ذلك ذكر لسبب النزول , فعلى الاحتمال الأول تكون (في) للظرفية والظرف هنا معنوي وعلى الاحتمال الثاني تكون (في) للسببية أي بسبب كذا وكذا و(في) معروف أنها تكون للسببية ونريد مثالاً من أحمد.....سقط.........
((دخلت النار امرأة في هرة حبستها)) في بمعنى سبب ما معناها دخلت في جوفها أي نعم.الحاصل أن العبارات التي يُعبَّر بها عن أسباب النزول تنقسم لثلاثة أقسام صريحة وظاهرة ومحتملة (كده ولا لأ )؟ طيب. وصيغة الصريحة أن يقول: سبب نزول الآية كذا وكذا، والظاهرة كان كذا فنزلت , والمحتملة نزلت في كذا إي نعم , ولهذا المؤلف رحمه الله يقول:"وقولهم نزلت هذه الآيات في كذا يراد به تارة أن هذا داخل في الآية وإن لم يكن السبب" نعم.
القارئ: "ويراد به تارة أن هذا داخل في الآية وإن لم يكن السبب كما نقول: عني بهذه الآية كذا وقد تنازع العلماء في قول الصحابي نزلت هذه الآية في كذا هل يجري مجرى المسند كما..."
[خلاف حول النسخ]
القارئ: "كما لو ذكر السبب الذي أنزلت لأجله أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند فالبخاري يدخله في المسند وغيره لا يدخله في المسند , وأكثر المساند على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره بخلاف ما إذا ذكر سبباً نزلت عقبه فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند وإذا عرف هذا فقول...."
الشيخ: لأن قول الصاحب نزلت في كذا إذا أجريناه مجرى المسند صار معناه أن الأمر حدث في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فنزلت الآية تفسيراً له أو بياناً لحكمه , وأما إذا جعلناه ليس جارياً مجرى المسند صار ذلك تفسيراً منه للآية , وقد يكون صواباً وقد يخالفه غيره. إي نعم
القارئ: "وإذا عرف هذا فقول أحدهم: نزلت في كذا لا ينافي قول الآخر نزلت في كذا إذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال , وإذا ذكر أحدهم لها سبباً نزلت لأجله وذكر الآخر سبباً فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب أو تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب وهذا ".
الشيخ: ولكن الأول أقرب , إذا ذكر كل واحد منهما سبباً لنزول الآية بلفظ صريح أو بلفظ ظاهر على حسب ما شرحناه فهل نقول: إن السبب متعدد والمسبب واحد , أو نقول: إن السبب متعدد والمسبب متعدد وأن الآية صار لنزولها سببان أيهما أقرب؟ الأقرب الأول؛ لأن تكرر نزول الآية خلاف الأصل، الأصل أن الآية هي نزلت مرة واحدة فتكون الأسباب سابقة على نزول الآية يعني معناه وُجد سبب وسبب وسبب ثم أنزل الله الآية مبينة لحكم هذه الأمور نعم , مع أنه نادر أن تنزل الآية مرتين , هذا إن صح , وقد ذكر أن سورة الفاتحة نزلت مرة في مكة ومرة في المدينة والله أعلم.
لكن الكلام على أنه إذا تعدد ذكر الأسباب الصريحة في نزول الآية فإنها تحمل على أحد أمرين ما هما؟ إما أن الأسباب متعددة والنزول واحد , وإما أن الأسباب متعددة والنزول متعدد , هذا إذا كان كل من الصيغتين صريحاً في النزول , أما لو قال أحدهم نزلت في كذا , وقال الآخر:كان كذا فنزلت الآية فمعلوم أن نقدم الثاني؛ لأنه ظاهر , وكذلك لو قال الثاني: سبب نزولها كذا والأول قال نزلت في كذا فأيهما نقدم؟ نقدم الثاني يا إخواني، الآن قال واحد منهم قال:سبب نزول الآية كذا , والثاني قال: نزلت الآية في كذا لسبب يخالف الأول أيهم نقدم؟ الذي قال: سبب النزول لأنه صريح نعم.
القارئ: "وهذان الصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير تارة لتنوع الأسماء والصفات وتارة لذكر بعض أنواع المسمى وأقسامه كالتمثيلات هما الغالب في تفسير سلف الأمة الذي يظن أنه مختلف , ومن التنازع.."
الشيخ: (غير مسموع) المؤلف رحمه الله تارة تنوع الأسماء والصفات مثل: صارم ومهند ومسلول وسيف وما أشبه ذلك , وتارة لذكر بعض أنواع المسمى مثل تفسير: {منهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} حيث فسر بعضهم هذا بالمصلين وهذا فسره بالمتصدقين نعم.
سائل:إذا ذكر أحدهم (غير مسموع) المحتملة هل هذا اختلاف تنوع؟
الشيخ: نقول أن الأول (اللي كان) صريح فهو قطعاً سبب النزول , وأما الثاني فنقول: هذا ذكر للمعنى يعني أن هذا الشيء داخل في معناه إي نعـم مثل لو قال:{فَوَيلٌ لِلمُصَلَّينَ الَّذِينَ هُم عَن صَلاَتِهِم سَاهُون} قال: نزلت هذه الآية في الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها نعم , هل معناها أن كان تأخير الصلاة عن أوقاتها سبب لنزولها؟ ليس معناها بل معناها الظاهر والمتبادر أن هذا هو المراد في الآية فيكون مثل هذا القول تفسيراً وليس ذكراً لسبب النزول. نعم