السؤال الأول: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمته: (وَالْعِلْمُ إمَّا نَقْلٌ مُصَدَّقٌ عَنْ مَعْصُومٍ، وَإِمَّا قَوْلٌ عَلَيْهِ دَلِيلٌ مَعْلُومٌ، وَمَا سِوَى هَذَا فَإِمَّا مُزَيَّفٌ مَرْدُودٌ وَإِمَّا مَوْقُوفٌ لَا يُعْلَمُ أَنَّهُ بَهْرَجٌ وَلَا مَنْقُودٌ) هل قوله "ولا منقود" يعني: ما لم ينتقده أحد؟
الجواب: ليس هذا معناه؛ وإنما (المنقود) عكس (البهرج) والبهرج هو المزيف والمنقود هو الصحيح الجيد؛ فقوله (لا يعلم أنه بهرج ولا منقود) هو تفسير لقوله (موقوف) أي لا يعلم أسليم هو أم مزيف.
والله أعلم.
السائل: بحثت في القواميس فوجدت الآتي في "مُعجم مقاييس اللغة" لابن فارس (ت. 395 هـ) رحمه الله:
(نقد) النون والقاف والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على إبراز شيءٍ وبُروزه. من ذلك: النَّقَد في الحافر، وهو تقشُّرُهُ. حافرٌ نَقِدٌ: متقشِّر. والنَّقَد في الضِّرس: تكسُّره، وذلك يكون بتكشُّف لِيطِه عنه.
ومن الباب: نَقْد الدِّرهم، وذلك أن يُكشَف عن حالِهِ في جَودته أو غير ذلك...
وأحاول أن أربط معنى "منقود" بجذره في اللغة: نقد
فهل يصح أن أقول بأن "منقود" معناه: الصحيح أو السليم؛ لانكشاف أو بروز سلامته وصحته؟
الشيخ: (منقود) اسم مفعول من (نقد) بمعنى ميز وأخرج الصحيح من الزائف.
ولا حاجة للربط بين المعنى والجذر؛ لأن الاشتقاق هنا واضح لا يحتاج لتعمّل.
والمعنى أنه قد نقد أي مُيز وعرفت جودته.
ويقال أيضا: درهم نَقْد؛ فـ(منقود) و(نقد) بمعنى واحد، كما يقال: درهم ضرب الأمير أي مضروب، وماء سكب أي مسكوب، وهكذا.
والله أعلم.