بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس:
· والإسلام معناه: إخلاص الدين لله عزوجل والانقياد لأوامره وأحكامه.
· الإسلام عقيدة وشريعة، فالعقيدة مبناهاعلى العلم الصحيح، والشريعة أحكام يجب على العبد امتثالها.
· فلا يكون العبد مسلما حتى يجمع أمرين وهما إخلاص الدين لله عز وجل؛فيوحد الله ويجتنب الشرك، والانقياد لله تعالى، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
· والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامهم بتفاضلهم في الإخلاص، وحسنالانقياد، فهم علىمراتب الدين الثلاثةالتيبينها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل الطويل،وهي: مرتبة الإسلام، مرتبةالإيمان، مرتبة الإحسان.
· والمؤمنون يتفاضلون في إيمانهم فبعضهمأكثر إيمانا من بعض؛ لأن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد وينقص. وكلما كان العبد أعظم تصديقاوأحسن قولا وعملا كان إيمانه أعظم. وإذا فعل العبد المعصية نقص منإيمانه؛ فإذا تاب وأصلح تاب الله عليه.
أصول الإيمان ستة،بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"الإيمان أن تؤمن بالله وملائكتهوكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيرهوشره".
· الإيمان لهشعب تتفرع عن هذه الأصول كما تتفرع الأغصان من الشجرة، وكلماكان العبد أكثر أخذا بخصال الإيمان وأعماله كان أكثر إيمانا.
· الإحسان أنتعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنهيراك.
· الإحسان على درجتين: الإحسانالواجب: وهو أداء العبادات الواجبة بإخلاص ومتابعة بلاغلو ولا تفريط. والإحسان المستحب: وهو التقربإلى الله تعالى بالنوافل، وتكميل مستحبات العبادات وآدابها،والتورع عن المشتبهات والمكروهات؛ فيعبد الله كأنه يراه؛فيجتهد في أداء العبادات على أحسن وجوهها بما يتيسر له؛ فلايكلف نفسه ما لا يطيق، ولا يفرط بترك ما يتيسر له منالعبادات التي تقربه إلى الله تعالى.
الدرس السادس:
· العبادة فياللغة هي: التذلل والخضوع والانقياد. وكل عمل يتقرب به إلى المعبودفهو عبادة.
· العبادة الشرعية هي اسم جامع لكل ما يحبه اللهويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
· العبادة تكون بالقلب واللسانوالجوارح، وقد أمر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له.
· ما يقدح في عبودية العبد لربه عز وجل على ثلاثدرجات: الأولى: الشرك الأكبر، وهو عبادة غير الله عز وجل؛ فمنصرف عبادة من العبادات لغير الله عز وجل؛ فهو مشرك كافر، لا يقبلالله منه صرفا ولا عدلا، الدرجة الثانية: الشركالأصغر، ومنه الرياء والسمعة، فيزين العبد عبادته منصلاة وصدقة وغيرها لأجل أن يمدحه الناس بذلك، فمن فعل ذلك فهو غيرمخلص لله تعالى الإخلاص الذي ينجو به من العذاب، الدرجة الثالثة: فعل المعاصي، وذلك بارتكاب بعض المحرمات أوالتفريط في بعض الواجبات، وكلما عصى العبد ربه كان ذلك نقصا فيتحقيقه العبودية لله تعالى.
· مدار عبودية القلب على ثلاثة أمورعظيمة هي: المحبة، والخوف، والرجاء.
الدرس السابع:
· الطاغوت هو كل ما يعبد من دونالله تعالى، سواء أكانت عبادته بدعائه، والاستعانة به، والتوكل عليه،والذبح له، والنذر له، أم باتباعه في تحليل الحرام وتحريم الحلال،أم بالتحاكم إليه والرضا بحكمه.
· الطاغوتهو: الذي بلغ في الطغيان مبلغا عظيما فصد عن سبيل اللهكثيرا وأضل إضلالا كبيرا.
· والطواغيت التي تعبد من دون اللهتعالى كثيرة، وأشهر أصناف الطواغيتوأكثرهاطغيانا وصدا عن سبيل الله ثلاثة: الشيطان الرجيم،والأوثان التي تعبد من دون الله، ومن يحكم بغير ما أنزل الله.
· تولي الشيطان يكون باتباعخطواته وتصديق وعوده واستشراف أمانيه وفعل ما يزينه منالمعاصي، والإعراض عن هدى الله تعالى؛ فمن فعل ذلك فقد تولىالشيطان.
· تحقيق الاستعاذة من الشيطان يكون بصدق الالتجاء إلى اللهتعالى، واتباع هدى الله العاصم من شر الشيطانوشركه.
· الأوثان: الأصنام والتماثيل التي تنحت على شكل صور؛إما صور رجال أو حيوانات أو غير ذلك؛ بعض الأشجار والأحجار المعظمة التي يعتقد فيهابعض المشركين اعتقادات كفرية، فيعتقدون فيها النفع والضروأنها تشفع عند الله عز وجل لمن يدعوها ويتقرب إليها؛ القبور والمشاهد والأضرحة والمقامات التيتعبد من دون الله عز وجل؛ ما يرمز للشرك وعبادة غير الله عز وجل منالشعارات والتعاليق.
· كل من اتبع الطاغوتفإنما يزيده اتباعه له ضلالا وخسارا وظلمة، وأما من كفر بالطاغوتوآمن بالله واتبع هداه فإن الله تعالى يخرجه من الظلمات إلىالنور، ويهديه سبل السلام، ويدخله في رحمته وفضله.
الدرس الثامن:
· والشرك هو: عبادة غير الله تعالى، فمن دعا مع اللهأحدا – دعاء مسألة أو دعاء عبادة– فهو مشرككافر؛ قد جعل لله شريكا وندا في عبادته؛ والله تعالى لا يرضى أنيشرك معه أحد في عبادته، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ولاغيرهما.
· الشرك هو أعظم ذنب عصي اللهبه، وهو أعظم ما نهى الله عنه، وهو أكبر الكبائر، وأعظم الظلم، وهونقض لعهد الله وميثاقه، وخيانة لأعظم الأمانات وأكبر الحقوق، وهو حقالله عز وجل فيما خلق الخلق لأجله، وهو عبادته وحده لا شريكله.
· الشرك علىقسمين: أحدهما: الشرك الأكبر: ويكون فيالربوبية والألوهية، والقسمالآخر: الشرك الأصغر، وهو ما كان وسيلة للشرك الأكبروسمي في النصوص شركا من غير أن يتضمن صرفا للعبادة لغيرالله عز وجل.
· الشرك منه جلي وخفي،فالشرك الجليهو الشرك البين الظاهر كدعاءغير الله تعالى، والذبح للأوثان، وسائر أفعال الشرك وأقوالهالظاهرة. والشرك الخفيمنه أكبر وأصغر ؛فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفية ؛ كتعلق القلب بغير الله تعلقاأكبر.
· تحقيقالتوحيد يكون بإسلام القلب والوجه لله تعالى فتكون طاعته لله،ومحبته لله، وبغضه لله، وعطاؤه لله، ومنعه لله، وبذلك يكونالمرء مؤمنا مستكمل الإيمان، نسأل الله منفضله.