سؤال: لماذا حض الشيخ بكر أبو زيد طالب العلم على أن يتصف بـ: (ملازمة خشية الله والمراقبة والرفق، ...)؟

[ابوعدي]

في حلية طالب العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على ما تقومون به وجعله في ميزان حسناتكم

لدي سؤال يتعلق بآداب طالب العلم في نفسه وهي: العلم عبادة وملازمة خشية الله سبحانه والمراقبة والرفق وووووو......الخ
لماذا خص المؤلف رحمه الله هذه الخصال بطالب العلم مع أنها صفات يجب على كل مسلم أن يتحلى بها؟

[عبد العزيز الداخل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعدي

حلية طالب العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على ما تقومون به وجعله في ميزان حسناتكم
لدي سؤال يتعلق بآداب طالب العلم في نفسه وهي: العلم عبادة وملازمة خشية الله سبحانه والمراقبة والرفق وووووو......الخ
لماذا خص المؤلف رحمه الله هذه الخصال بطالب العلم مع أنها صفات يجب على كل مسلم أن يتحلى بها؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خصّه بهذه الوصيّة لأن طالب العلم إذا أغفلها واشتغل بمسائل العلم الظاهرة فإنّه يعرّض نفسه لفتن كثيرة ويغفل عن إصلاح قلبه؛ لأن العلم له لذة ونشوة ومن دخل فيه في أوّل أمره ربما يحسّ من نفسه عجب واغترارا بما درس، وربما استحسن أن يشار إليه بالبنان وأن يعرف مكانه فيحبّ الثناء والعلوّ في الأرض بهذا العلم، وهذا مفسد لقصده مهلك لسعيه محبط لعمله؛ ومن أوّل من تسعّر بهم النار يوم القيامة عالم لم يعمل بعلمه؛ وسبب عدم عمله بعلمه انشغاله بالمسائل الظاهرة عن إصلاح قلبه وتحقيق العبودية لله تعالى بهذا العلم؛ فربما قرأ كثيراً وكتب كثيراً لكنّه في كلّ ذلك يطلب أن يُمدح بأنه عالم، والعياذ بالله من هذا القصد.
فكان تحذير طالب العلم من هذه الخصلة من أعظم ما يُنصح به.
ثمّ هو إرشاد لطالب العلم أن يعتني بالعلم الخاص وهو علم الخشية؛ وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (كفى بخشية الله علماً)؛ فمن أفاده علمه خشية الله تعالى والإنابة إليه فهو السعيد الموفّق المنتفع بعلمه، وأمّا من زاده طلبه للعلم قسوة في قلبه ومحبة لثناء الناس ومدحهم فهو سالك سبيل الهلكة، وهو على خطر إن لم يتدراكه الله برحمته فيوفّقه للتوبة والإنابة إليه وتصحيح قصده وعمله.
والله المستعان.