قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي من كرامات الصّبيح والمليح وهما من أهل الشّام
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 9/219]
155 - أخبرنا عبد الوهّاب بن نصرٍ، أنا يوسف بن عمر، قال: قرأت على محمّد بن مخلدٍ، حدّثكم أحمد بن محمّد بن مسروقٍ، قال: ثنا داود بن رشيدٍ، قال: حدّثني صبيحٌ، ومليحٌ، قالا: جعنا أيّامًا، فقلت لصاحبي: أو قال لي: اخرج بنا إلى الصّحراء لعلّنا نرى رجلًا نعلّمه بعض دينه لعلّ اللّه تعالى أن ينفعنا به، فلمّا أصحرنا استقبلنا أسود على رأسه حزمة حطبٍ، فدنونا إليه فقلنا له: من ربّك؟ فرمى الحزمة عن رأسه، وجلس عليها، وقال: لا تقولا لي من ربّك، ولكن قولا لي أين محلّ الإيمان من قلبك؟ فنظرت إلى صاحبي ونظر إليّ صاحبي ثمّ قال: إنّ المريد لا تنقطع مسائله، قالها ثلاثًا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 9/219]
فلمّا رآنا لا نحير جوابًا، قال: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ لك عبادًا كلّما سألوك أعطيتهم فحوّل حزمتي من ذهبٍ، قال: فرأيتها واللّه قضبان الذّهب تلمع، ثمّ قال: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ الإخمال أحبّ إلى عبادك من الشّهرة فردّها حطبًا، قال: فرجعت واللّه حطبًا تزدهي على رأسه ولم نجترئ أن نتّبعه
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 9/220]