دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 رجب 1434هـ/20-05-2013م, 09:54 AM
أم صفية أم صفية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 212
افتراضي باب زيادة الإيمان ونقصانه، وما دلّ على الفاضل فيه والمفضول

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب زيادة الإيمان ونقصانه، وما دلّ على الفاضل فيه والمفضول)
[الإبانة الكبرى: 2/828]
اعلموا رحمكم اللّه أنّ اللّه عزّ وجلّ تفضّل بالإيمان على من سبقت له الرّحمة في كتابه، ومن أحبّ أن يسعده، ثمّ جعل المؤمنين في الإيمان متفاضلين، ورفع بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ، ثمّ جعله فيهم يزيد ويقوى بالمعرفة والطّاعة، وينقص ويضعف بالغفلة والمعصية. وبهذا نزل الكتاب، وبه مضت السّنّة، وعليه أجمع العقلاء من أئمّة الأمّة، ولا ينكر ذلك ولا يخالفه إلّا مرجئٌ خبيثٌ، قد مرض قلبه، وزاغ بصره، وتلاعبت به إخوانه من الشّياطين، فهو من الّذين قال اللّه عزّ وجلّ فيهم: {وإخوانهم يمدّونهم في الغيّ ثمّ لا يقصرون} [الأعراف: 202] . وأمّا ذكر الحجّة في ذلك ممّا دلّ عليه القرآن، وجاءت به السّنّة من الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وقاله علماء المسلمين، وما إذا سمعه المؤمن العاقل الّذي قد أحبّ اللّه خيره انشرح صدره لقبوله. واللّه وليّ التّوفيق. وأمّا ما دلّ عليه القرآن من زيادة الإيمان، قال اللّه عزّ وجلّ:
[الإبانة الكبرى: 2/832]
{الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل} [آل عمران: 173] . وقال عزّ وجلّ: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون} [الأنفال: 2] . وقال: {والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم} [محمد: 17]، وقال: {إنّهم فتيةٌ آمنوا بربّهم وزدناهم هدًى} [الكهف: 13]، وقال: {وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا} [التوبة: 124] . وقال عزّ وجلّ: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي} [البقرة: 260] . يريد: لأزداد إيمانًا إلى إيماني، بذلك جاء التّفسير
[الإبانة الكبرى: 2/833]
أخبرنا الشّيخ الإمام أبو الحسن عليّ بن عبيد اللّه بن نصر بن الزّاغونيّ رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا الشّيخ أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمّد بن البسريّ، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطّة إجازةً قال:
1120 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن
[الإبانة الكبرى: 2/833]
إسماعيل الواسطيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبيرٍ: {ولكن ليطمئنّ قلبي} [البقرة: 260] قال: ليزداد، يعني إيمانًا وقال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا باللّه ورسوله والكتاب} [النساء: 136] . فلو لم يكونوا مؤمنين لما قال لهم: {يا أيّها الّذين آمنوا} [النساء: 136] . وإنّما أراد بقوله: دوموا على إيمانكم، وازدادوا إيمانًا باللّه وطاعةً، واستكثروا من الأعمال الصّالحة الّتي تزيد في إيمانكم، وازدادوا يقينًا وبصيرةً ومعرفةً باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وقد يقول النّاس بعضهم لبعضٍ مثل ذلك في كلّ فعلٍ يمتدّ، ويحتمل الازدياد فيه، كقولك للرّجل يأكل: كل تريد زد أكلك، ولرجلٍ يمشي امش، تريد أسرع في مشيتك، ولرجلٍ يصلّي أو يقرأ: صلّ، واقرأ، تريد زد في صلاتك. ولمّا كان الإيمان له بدايةٌ بغير نهايةٍ، والأعمال الصّالحة والأقوال الخالصة تزيد المؤمن إيمانًا جاز أن يقال: يا أيّها المؤمن آمن، أي ازدد في إيمانك. ولا يجوز أن يقال ذلك في الأفعال المتناهية الّتي لا زيادة على نهايتها، كما لا تقول للقائم: قم، ولا لرجلٍ رأيته جالسًا: اجلس، لأنّ ذلك فعلٌ قد تناهى، فلا مستزاد فيه، فهذا يدلّ على زيادة الإيمان، لأنّه كلّما ازداد باللّه علمًا وله طاعةً، ومنه خوفًا كان ذلك زائدًا في إيمانه، وبالمعرفة والعقول
[الإبانة الكبرى: 2/834]
والفضائل في الأعمال والأخلاق والاستباق إلى اللّه تعالى بالأعمال الزّاكية تفاضل النّاس عند خالقهم، وعلا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ. قال اللّه عزّ وجلّ: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ} [البقرة: 253] . وقال عزّ وجلّ: {ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعضٍ} [الإسراء: 55] . وقال: {ولكلٍّ درجاتٌ ممّا عملوا} [الأنعام: 132] . وقال: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلًّا وعد اللّه الحسنى} [الحديد: 10] . وقال: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضّرر والمجاهدون في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم فضّل اللّه المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجةً وكلًّا وعد اللّه الحسنى وفضّل اللّه المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا درجاتٍ منه ومغفرةً ورحمةً وكان اللّه غفورًا رحيمًا} [النساء: 96] . وقال: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ} [التوبة: 100] .
[الإبانة الكبرى: 2/835]
وقال عزّ وجلّ: {والسّابقون السّابقون أولئك المقرّبون} [الواقعة: 10] . فقد علم أهل العلم والعقل أنّ السّابق أفضل من المسبوق، والتّابع دون المتبوع، وأنّ اللّه عزّ وجلّ لم يفضّل النّاس بعضهم على بعضٍ بوثاقة الأجسام، ولا بصباحة الوجه، ولا بحسن الزّيّ، وكثرة الأموال، ولو كانوا بذلك متفاضلين لما كانوا به عنده ممدوحين، لأنّ ذلك ليس هو بهم، ولا من فعلهم، فعلمنا أنّ العلوّ في الدّرجات والتّفاضل في المنازل إنّما هو بفضل الإيمان، وقوّة اليقين، والمسابقة إليه بالأعمال الزّاكية، والنّيّات الصّادقة من القلوب الطّاهرة، قال اللّه تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21] . وقال عزّ وجلّ: {أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار} [ص: 28] . فهذا وأشباهه في كتاب اللّه يدلّ العقلاء على زيادة الإيمان ونقصانه، وتفاضل المؤمنين بعضهم على بعضٍ، وعلوّهم في الدّرجات. وبمثل ذلك جاءت السّنّة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وعن الصّحابة والتّابعين وفقهاء المسلمين، ولو كان الإيمان كلّه واحدًا لا نقصان له ولا زيادةً، لم يكن لأحدٍ على أحدٍ فضلٌ، ولاستوت النّعمة فيه، ولا يستوي، وبطل العقل الّذي فضّل اللّه به
[الإبانة الكبرى: 2/836]
العقلاء، وشرّف به العلماء والحكماء، وبإتمام الإيمان دخل النّاس الجنّة، وبالزّيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون في الدّرجات في الجنّان عند اللّه، وبالنّقصان منه دخل المقصّرون النّار، فنعوذ باللّه من النّار. وإنّ الإيمان درجاتٌ ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند اللّه، ومتى تأمّل متأمّلٌ وصف اللّه للمؤمنين وتفضيله بعضهم على بعضٍ وكيف حزّبهم إليه بالسّباق علم أنّ اللّه قد سبّق بين المؤمنين في الإيمان كما سبّق بين الخيل في الرّهان، ثمّ قبلهم على درجاتهم إلى السّبق إليه، فجعل كلّ امرئٍ منهم على درجة سبقه لا ينقصهم فيها من حقّه، لا يتقدّم مسبوقٌ سابقًا، ولا مفضولٌ فاضلًا. وبذلك فضّل اللّه أوائل هذه الأمّة على أواخرها، ولو لم يكن للسّابقين بالإيمان فضلٌ على المسبوقين للحق آخر هذه الأمّة أوّلها في الفضل، ولتقدّمهم إذا لم يكن لمن سبق إلى اللّه فضلٌ على من أبطأ عنه، ولكن بدرجات الإيمان قدّم السّابقون، وبالإبطاء عن الإيمان أخّر المقصّرون، ولا تك قد تجد في الآخرين من المؤمنين من هو أكثر عملًا، وأشدّ اجتهادًا، وكذا من الأوّلين المهاجرين أكثر منهم صلاةً، وأكثر منهم صيامًا، وأكثر منهم حجًّا وجهادًا، وأنفق مالًا، ولولا سوابق الإيمان وفضله لما فضل المؤمنون بعضهم بعضًا، ولكان الآخرون لكثرة العمل مقدّمين على الأوّلين، ولكنّ اللّه تعالى أبى أن يدرك أحدٌ بآخر درجات الإيمان أوّلها، ويؤخّر من قدّم اللّه بسبقه، أو يقدّم من أخّر اللّه بإبطائه، ألا ترى يا أخي رحمك اللّه كيف ندب اللّه المؤمنين إلى الاستباق إليه، فقال تعالى: {سابقوا إلى مغفرةٍ من ربّكم} [الحديد: 21] الآية. وقال: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار} [التوبة: 100] الآية.
[الإبانة الكبرى: 2/837]
فبدأ بالمهاجرين الأوّلين على درجاتهم في السّبق، ثمّ ثنّى بالأنصار على سبقهم ثمّ ثلّث بالتّابعين لهم بإحسانٍ، فوضع كلّ قومٍ على درجاتهم، ومنازلهم عنده، ثمّ ذكر ما فضّل به أولياءه بعضهم على بعضٍ، فبدأ بالرّسل والأنبياء، فقال: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ} [البقرة: 253]، وقال: {ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعضٍ} [الإسراء: 55] . وأمر نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتأمّل ذلك، فقال تعالى: {كلًّا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاء ربّك محظورًا انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلًا} [الإسراء: 20] . وقال تعالى: {هم درجاتٌ عند اللّه} [آل عمران: 163] . وقال تعالى: {ويؤت كلّ ذي فضلٍ فضله} [هود: 3] . وقال: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا} [الحديد: 10] .
[الإبانة الكبرى: 2/838]
وقال: {يرفع اللّه الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجاتٍ} [المجادلة: 11] . وقال: {وفضّل اللّه المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا} [النساء: 95] . وقال: {الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم أعظم درجةً عند اللّه وأولئك هم الفائزون} [التوبة: 20] . فهذه درجات الإيمان ومنازله، تفاضل النّاس بها عند اللّه، واستبقوا إليه بالطّاعة بها، فالإيمان هو الطّاعة، وبذلك فضّل اللّه المهاجرين والأنصار، لأنّهم أطاعوا اللّه ورسوله، ولأنّهم أسلموا من خوف اللّه، وأسلم سائر النّاس من خوف سيوفهم، وفضّل المهاجرين والأنصار بطواعيّتهم للّه ولرسوله، وكذلك قال تعالى: {من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه} [النساء: 80] . وقال: {وأطيعوا اللّه والرّسول} [آل عمران: 132] . وقال: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7]، وقال: {ولا يعصينك في معروفٍ} [الممتحنة: 12]، يعني في سنن الرّسول.
[الإبانة الكبرى: 2/839]
وخلق اللّه الخلق لطاعته، إلّا من سبق عليه القول في كتابه بشقوته. فقال: {وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} [الذاريات: 56] . وقال: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّموات ومن في الأرض} . وقال: {وللّه يسجد ما في السّموات وما في الأرض من دابّةٍ والملائكة} . وقال: {ائتيا طوعًا أو كرهًا} [فصلت: 11] . . . الآية فالإيمان يا أخي رحمك اللّه هو القول، والعمل هو الطّاعة، والقول تبعٌ للطّاعة والعمل، والنّاس يتفاضلون فيه على حسب مقادير عقولهم ومعرفتهم بربّهم، وشدّة اجتهادهم في السّبق بالأعمال الصّالحة إليه. وقد شرحت السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه رضي اللّه عنهم والتّابعين لهم بإحسانٍ زيادة الإيمان ونقصانه وتفاضل أهله بعضهم على بعضٍ
[الإبانة الكبرى: 2/833]
1121 - من ذلك: ما حدّثناه أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 2/840]
أبو موسى محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نكتةً سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل منها قلبه، فإن زاد زادت، حتّى يعلو قلبه، فذلك الرّان الّذي قال اللّه عزّ وجلّ: {كلّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [المطففين: 14]
[الإبانة الكبرى: 2/840]
1122 - حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا عوفٌ، عن عبد اللّه بن عمرو بن هند الجمليّ،
[الإبانة الكبرى: 2/841]
قال: كان عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه يقول: إنّ الإيمان يبدو لمظةً بيضاء في القلب، كلّما زاد الإيمان زاد البياض، فإذا استكمل الإيمان ابيضّ القلب، وإنّ النّفاق يبدو لمظةً سوداء في القلب، كلّما زاد النّفاق زاد ذلك السّواد، فإذا استكمل النّفاق اسودّ القلب كلّه. وايم اللّه لو شققتم عن قلب مؤمنٍ لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافقٍ لوجدتموه أسود "
[الإبانة الكبرى: 2/842]
1123 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهابٍ، عن عبد اللّه، قال: «إذا أذنب الرّجل الذّنب نكت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإذا أذنب الذّنب نكت في قلبه أخرى، حتّى يكون لون قلبه لون الشّاة الرّبذاء»
[الإبانة الكبرى: 2/842]
1124 - حدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: " القلب مثل الكفّ، إذا أذنب الرّجل الذّنب انقبض بعضه، ثمّ قبض أصبعًا، وإذا أذنب الذّنب انقبض بعضه، ثمّ قبض أصبعًا، حتّى قبض أصابعه كلّها، ثمّ يطبع عليه، فكانوا يرون ذلك الرّان، ثمّ قرأ:
[الإبانة الكبرى: 2/842]
{كلّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [المطففين: 14]
[الإبانة الكبرى: 2/843]
1125 - حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذيّ قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن حذيفة، قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر. حدّثنا أنّ " الأمانة نزلت في جذر قلوب الرّجال، ونزل القرآن، فتعلّموا من القرآن، وتعلّموا من السّنّة. ثمّ حدّثنا عن رفعها فقال: ينام الرّجل النّومة فتنتزع الأمانة من قلبه، فيظلّ أثرها كأثر المجل كجمرٍ دحرجته على رجلك فتراه منتبرًا ليس فيه شيءٌ، ثمّ أخذ حذيفة حصًا فدحرجه على ساقه قال: فيصبح النّاس يتبايعون لا يكاد أحدٌ يؤدّي الأمانة، يقال: إنّ في بني فلانٍ رجلًا أمينًا، وحتّى يقال للرّجل: ما أجلده، وأظرفه، وما في قلبه مثقال خردلةٍ من إيمانٍ، ولقد أتى عليّ حينٌ وما أبالي أيّكم بايعت، لئن كان مسلمًا ليردّنّ عليّ إسلامه، ولئن كان يهوديًّا أو نصرانيًّا ليردّنّ عليّ ساعيه، فأمّا اليوم فما كنت لأبايع منكم إلّا فلانًا وفلانًا "
[الإبانة الكبرى: 2/843]
1126 - حدّثنا أبو الحسين بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن
[الإبانة الكبرى: 2/843]
أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا هيثم بن خارجة، قال: أخبرنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن حريز بن عثمان، عن الحارث بن محمّدٍ، عن أبي الدّرداء أنّه كان يقول: «الإيمان يزداد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/844]
1127 - حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا هيثم بن خارجة، قال: أخبرنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن صفوان بن عمرٍو، عن عبد اللّه بن ربيعة الحضرميّ، عن أبي هريرة، أنّه كان يقول: «الإيمان يزيد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/844]
1128 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص القاضي، وحدّثنا أبو الحسين أحمد بن مطرّفٍ القاضي قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ، قالا: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، قال: حدّثني صفوان بن عمرٍو، عن عبد اللّه بن ربيعة الحضرميّ، عن أبي هريرة، قال: «الإيمان يزداد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/844]
1129 - حدّثنا حمزة بن محمّدٍ الدّهقان، قال: حدّثنا عبّاسٌ الدّوريّ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، وأبي هريرة قالا: «الإيمان يزيد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/845]
1130 - حدّثنا ابن مطرّفٍ القاضي، وأخبرني محمّد بن الحسين، قالا: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، وأبي هريرة قالا: «الإيمان يزيد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/845]
1131 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو نصرٍ التّمّار، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي جعفرٍ الخطميّ، عن أبيه، عن جدّه عمير بن حبيبٍ قال: «الإيمان يزيد وينقص» قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: «إذا ذكرنا اللّه فحمدناه وسبّحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه»
[الإبانة الكبرى: 2/845]
1132 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن شريكٍ، عن هلال بن حميدٍ، عن عبد اللّه بن عكيمٍ، قال: سمعت ابن مسعودٍ، يقول في دعائه: «اللّهمّ زدنا إيمانًا ويقينًا وفقهًا»
[الإبانة الكبرى: 2/846]
1133 - حدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: {بلى ولكن ليطمئنّ قلبي} [البقرة: 260] قال: ليزداد يعني إيمانًا "
[الإبانة الكبرى: 2/846]
1134 - حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن
[الإبانة الكبرى: 2/846]
أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال محمّد بن طلحة: أخبرنا عن زبيدٍ، عن ذرٍّ، أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه كان يأخذ بيد الرّجل والرّجلين في الحقّ فيقول: «تعالوا نزدد إيمانًا»
[الإبانة الكبرى: 2/847]
1135 - حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني أبي، وحدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قالا: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، ومسعرٌ، عن جامع بن شدّادٍ، عن الأسود بن هلالٍ، قال: قال معاذٌ: «اجلس بنا نؤمن ساعةً»
[الإبانة الكبرى: 2/847]
1136 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد قال: حدّثنا أبو عليٍّ الأسديّ، قال: حدّثنا الحميديّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا أحمد بن سليمان، وإسحاق بن أحمد الكاذيّ، قالا: حدّثنا عبد اللّه، قال:
[الإبانة الكبرى: 2/847]
حدّثني أبي قال: حدّثنا حمّاد بن يحيى، عن أبي عمران الجونيّ، عن جندبٍ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم غلمانًا حزاورةً، «فنتعلّم الإيمان قبل أن نتعلّم القرآن، فازددنا إيمانًا»
[الإبانة الكبرى: 2/848]
1137 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عمر، وقال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا عليّ بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد اللّه يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، عن بلال بن سعدٍ، أنّ أبا الدّرداء قال: كان ابن رواحة يأخذ بيدي فيقول: «تعالى نؤمن ساعةً، إنّ القلب أسرع تقلّبًا من القدر إذا استجمعت غليًا» . قال يعقوب بن إبراهيم: سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ يقول: أنا أقول: إنّ الإيمان يتفاضل، وكان الأوزاعيّ يقول: ليس هذا زمان تعلّمٍ هذا زمان تمسّكٍ
[الإبانة الكبرى: 2/848]
1138 - حدّثنا حمزة بن محمّدٍ الدّهقان، قال: حدّثنا عبّاسٌ الدّوريّ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن حريز بن عثمان، عن حبيب بن الحارث بن محمّدٍ، عن أبي الدّرداء، قال: «الإيمان يزيد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/848]
1139 - حدّثنا أبو العبّاس عبد اللّه بن عبد الرّحمن العسكريّ قال: حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، قال: حدّثنا روح بن عبادة،
[الإبانة الكبرى: 2/848]
قال: حدّثنا هشامٌ، عن الحسن، قال: لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلّا قليلٌ منهم} [النساء: 66] قال ناسٌ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لو فعل ربّنا لفعلنا، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «الإيمان أثبت في قلوب أهله من الجبال الرّواسي» قال الشّيخ: وفي هذا الحديث ما يدلّ العقلاء على تفاضل الإيمان وزيادته ودرجاته في قلوب قومٍ دون آخرين، وذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ لمّا علم تمكّن الإيمان من قلوب قومٍ اختصّهم بزيادته على آخرين قال: {ما فعلوه} [النساء: 66]، ثمّ استثنى المفضّلين بالإيمان، فقال: {إلّا قليلٌ منهم} [النساء: 66] كما استثنى القليل من أصحاب طالوت قال: {فشربوا منه إلّا قليلًا منهم} [البقرة: 249]، فعند ذلك قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الإيمان أثبت في صدور الرّجال من الجبال الرّواسي» عنى بذلك القليل الّذين استثناهم اللّه عزّ وجلّ بزيادة الإيمان ودرجاته على غيرهم
[الإبانة الكبرى: 2/849]
1140 - حدّثنا الصّفّار، قال: حدّثنا كردوسٌ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حريز بن عثمان، قال: حدّثنا أشياخنا أو قال: بعضهم أشياخنا أنّ أبا الدّرداء قال: «من فقه العبد أن يعلم أمزدادٌ هو أو منتقصٌ؟ وإنّ من فقه العبد أن يعلم نزعات الشّيطان أنّى تأتيه»
[الإبانة الكبرى: 2/849]
1141 - حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ، قال: حدّثنا عبّاسٌ الدّوريّ،
[الإبانة الكبرى: 2/849]
قال: حدّثنا محاضر بن المورّع، قال: حدّثنا الأعمش، عن زرٍّ، عن مهانة، قال: قال عبد اللّه: «ما رأيت ناقص الدّين والرّأي أغلب للرّجال ذوي الأمر على أمورهم من النّساء» قالوا: يا أبا عبد الرّحمن وما نقصان دينها؟ قال: «تدع الصّلاة في أيّام حيضها» قالوا: فما نقصان رأيها؟ قال: «لا تجوز شهادة امرأتين إلّا بشهادة رجلٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/850]
1142 - حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبو نصرٍ فتح بن المغيرة قال: قيل لسفيان بن عيينة: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: " أليس تقرءون: {فزادهم إيمانًا} [آل عمران: 173]، {وزدناهم هدًى} [الكهف: 13] في غير موضعٍ " قيل: فينقص؟ قال: «ليس شيءٌ يزيد إلّا وهو ينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/850]
1143 - حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عمرٍو، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الأسديّ، قال: سمعت سفيان الثّوريّ، يقول: " إنّ الإيمان يزيد وينقص، وأقول: إنّ الإيمان ما وقر في الصّدر وصدّقه العمل "
[الإبانة الكبرى: 2/850]
1144 - حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن
[الإبانة الكبرى: 2/850]
أحمد، قال: حدّثني أبي قال: سمعت وكيعًا، يقول: «الإيمان يزيد وينقص» وكذا كان سفيان يقول
[الإبانة الكبرى: 2/851]
1145 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان قال: وقال المرّوذيّ: سمعت أبا عبد اللّه، سئل عن الإيمان فقال: «قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص» قال اللّه عزّ وجلّ: {أقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} [البقرة: 43] وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فإخوانكم في الدّين} [التوبة: 11] ثمّ قال: هذا من الإيمان، وسمعته يقول: الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص، وقال: الزّيادة من العمل، وذكر النّقصان إذا زنا وسرق "
[الإبانة الكبرى: 2/851]
1146 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول غير مرّةٍ: «الإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص» قال الفضل: وسمعت أبا عبد اللّه يقول: " إنّما الزّيادة والنّقصان في العمل، كيف تكون حاله إذا قتل النّفس، أليس قد أوجب له النّار، كيف حاله إذا ارتكب الموبقات؟ قال الفضل: وسمعت أبا عبد اللّه يقول: سمعت وكيعًا يقول: «الإيمان يزيد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/851]
1147 - حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي، وحدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قالا: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: «ما نقصت أمانة عبدٍ قطّ إلّا نقص إيمانه»
[الإبانة الكبرى: 2/852]
1148 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، وسئل عن نقصان الإيمان، فقال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: «ما انتقصت أمانة رجلٍ إلّا نقص إيمانه»
[الإبانة الكبرى: 2/852]
1149 - قال: وقال أبو عبد اللّه: قال أبو نعيمٍ: سمعت سفيان، يقول: «الإيمان يزيد وينقص»
[الإبانة الكبرى: 2/852]
1150 - حدّثنا أبو بكرٍ عبد اللّه بن محمّد بن زيادٍ النّيسابوريّ، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال: حدّثني الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمنٌ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ، ولا ينتهب نهبةً ذات شرفٍ يرفع المؤمنون إليه فيها أبصارهم وهو حين ينتهبها مؤمنٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/852]
1151 - حدّثنا أبو الفضل شعيب بن محمّدٍ الكفّيّ قال: حدّثنا عليّ بن حربٍ، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمنٌ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ، ولا يزني حين يزني وهو مؤمنٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/853]
1152 - حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء الدّيناريّ قال: حدّثنا أحمد بن بديلٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمنٌ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ، والتّوبة بعد معروضةٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/853]
1153 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن يوسف قال: حدّثنا أبو محمّدٍ عبد الرّحمن بن خلفٍ، قال: حدّثنا حجّاج بن منهالٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن
[الإبانة الكبرى: 2/853]
سلمة، قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمنٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/854]
1154 - حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سليمان بن حربٍ، قال: حدّثنا جرير بن حازمٍ، عن الفضيل بن سيّارٍ، قال: قال محمّد بن عليٍّ: هذا الإسلام، ودوّر دارةً في وسطها أخرى، وهذا الإيمان، للّتي في وسطها، مقصورٌ في الإسلام، يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمنٌ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ» قال: يخرج من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرج من الإسلام، فإذا تاب تاب اللّه عليه ويرجع إلى الإيمان قال الشّيخ: وهذا القول من أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ رضي اللّه عنه من أوضح الدّلائل، وأفصحها على زيادة الإيمان ونقصانه، وذلك أنّ الإيمان يزيد بالطّاعات فيحصنه الإيمان، وينقص بالمعاصي فيحرق الإيمان، ويكون غير خارجٍ من الإسلام، وذلك أنّ الإسلام لا يجوز أن يقال فيه: يزيد وينقص
[الإبانة الكبرى: 2/854]
1155 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: أخبرنا خلف بن عمرٍو
[الإبانة الكبرى: 2/854]
العكبريّ، قال: حدّثنا الحميديّ، قال: سمعت ابن عيينة، يقول: «الإيمان يزيد وينقص» فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة: يا أبا محمّدٍ لا تقولنّ: يزيد وينقص، فغضب، وقال: «اسكت يا صبيّ، بل ينقص حتّى لا يبقى منه شيءٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/855]
1156 - وحدّثنا ابن مخلدٍ، قال: حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصّفّار قال: حدّثني محمّد بن عبد الملك المصّيصيّ أبو عبد اللّه، قال: كنّا عند سفيان بن عيينة في سنة تسعين ومائةٍ، فسأله رجلٌ عن الإيمان، فقال: «قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص» قال: يزيد ما شاء اللّه وينقص حتّى ما يبقى منه، يعني مثل هذه " وأشار سفيان بيده
[الإبانة الكبرى: 2/855]
1157 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا عمر بن أيّوب السّقطيّ، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان لوينٌ، سمعت ابن عيينة، غير مرّةٍ يقول: «الإيمان قولٌ وعملٌ» قال ابن عيينة: وأخذناه ممّن قبلنا، وأنّه لا يكون قولٌ إلّا بعملٍ، قيل لابن عيينة: يزيد وينقص؟ قال: فأيّ شيءٍ إذًا؟
[الإبانة الكبرى: 2/855]
1158 - حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبو السّائب سالم بن جنادة السّوائيّ قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الفضل بن دلهمٍ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ، ينزع منه نور الإيمان كما يخلع أحدكم قميصه، فإن تاب تاب اللّه عليه»
[الإبانة الكبرى: 2/856]
1159 - حدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «إذا زنى العبد نزع منه نور الإيمان»
[الإبانة الكبرى: 2/856]
1160 - حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، قال: قال سليمان لحجرٍ: «يا ابن أمّ حجرٍ، لو تقطّعت أعضاؤك ما بلغت الإيمان»
[الإبانة الكبرى: 2/856]
1161 - حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا هارون بن معروفٍ، قال: حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذبٍ، عن محمّد بن جحادة، عن
[الإبانة الكبرى: 2/856]
سلمة بن كهيلٍ، عن الهذيل بن شرحبيل، قال: قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: «لو وزن إيمان أبي بكرٍ بإيمان أهل الأرض لرجح بهم»
[الإبانة الكبرى: 2/857]
1162 - قال أبو عبد الرّحمن وسمعته أنا من هارون بن معروفٍ غير مرّةٍ، حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، قال: قال حذيفة: " لئن أعلم أنّ فيكم مائة مؤمنٍ أحبّ إليّ من حمر النّعم وسودها، فقال: ما بهاجرتنا ولا بشامنا ولا بعراقنا مائةٌ، فقال: أفيكم رجلٌ لا يخاف في اللّه لومة لائمٍ، وما أعلمه إلّا عمر بن الخطّاب، فكيف أنتم لو قد فارقكم، ثمّ بكى حتّى سالت دموعه على لحيته، أو على سابلته "
[الإبانة الكبرى: 2/857]
1163 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود السّجستانيّ، وحدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي، وقال أبو داود: حدّثنا أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثنا حسن بن موسى، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حبيب بن الشّهيد، أنّ الحسن قال: «ما يرى هؤلاء النّاس أنّ أعمالًا لا تحبط أعمالًا واللّه عزّ وجلّ يقول» :
[الإبانة الكبرى: 2/857]
{يا أيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} [الحجرات: 2]
[الإبانة الكبرى: 2/858]
1164 - وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا أحمد، وحدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: رأى عبد اللّه بن عتبة رجلًا صنع شيئًا من زيّ الأعاجم، فقال: «ليتّق رجلٌ أن يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا، وهو لا يشعر»
[الإبانة الكبرى: 2/858]
1165 - حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا سعيدٌ يعني ابن عبد الرّحمن، عن محمّدٍ، قال: قال عبد اللّه بن عتبة: «ليتّقينّ أحدكم أن يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا، وهو لا يشعر» قال محمّدٌ: فظننته أخذ ذلك من هذه الآية: {ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم} [المائدة: 51]
[الإبانة الكبرى: 2/858]
1166 - حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا جرير بن حازمٍ، عن عيسى بن عاصمٍ الأسديّ، أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى عديٍّ: «أمّا
[الإبانة الكبرى: 2/858]
بعد فإنّ للإسلام شرائع وحدودًا من استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش أبيّنها لكم، وإن أمت فواللّه ما أنا على صحبتكم بحريصٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/859]
1167 - حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان، قال: أخبرنا سفيان الثّوريّ، عن يزيد يعني ابن أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ، قال: «الإيمان يزيد وينقص، والإيمان قولٌ وعملٌ» وهو حديثٌ غريبٌ، قال عبد اللّه: وأكثر علمي أنّني سمعته من أبي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن سفيان قال: قال مجاهدٌ: الإيمان يزيد وينقص
[الإبانة الكبرى: 2/859]
1168 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن عبد الأعلى الثّعلبيّ، عن ابن الحنفيّة، قال: «لا إيمان لمن لا تقيّة له»
[الإبانة الكبرى: 2/859]
1169 - حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي عمّارٍ، عن حذيفة، قال: «ليأتينّ عليكم زمانٌ يصبح الرّجل فيه بصيرًا ويمسي وما ينظر بشفرٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/859]
1170 - حدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم،
[الإبانة الكبرى: 2/859]
عن أبي معمرٍ، عن حذيفة، قال: «إنّ الرّجل ليصبح ويمسي وما ينظر بشفرٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/860]
1171 - حدّثنا الصّفّار، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، قال: حدّثنا الأعمش، عن عمارة، قال: قال أبو عمّارٍ: قال حذيفة: «إنّ الرّجل ليصبح بصيرًا ثمّ يمسي وما ينظر بشفرٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/860]
1172 - حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا منصورٌ، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ، أنّه رأى في يد رجلٍ حلقةً من صفرٍ، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة قال: «أما إنّها لا تزيدك إلّا وهنًا، ولو متّ وأنت ترى أنّها نافعتك لمتّ على غير الفطرة»
[الإبانة الكبرى: 2/860]
1173 - حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سفيان، عن أيّوب الطّائيّ، عن قيس بن مسلمٍ، عن طارق بن شهابٍ، عن عبد اللّه، قال: " يأتي الرّجل رجلًا لا يملك له ولا لنفسه ضرًّا ولا نفعًا، فيحلف له إنّك لذيت وذيت، ولعلّه أن لا يحلى منه بشيءٍ فيرجع وما معه من دينه شيءٌ، ثمّ قرأ عبد اللّه:
[الإبانة الكبرى: 2/860]
{ألم تر إلى الّذين يزكّون أنفسهم بل اللّه يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلًا انظر كيف يفترون على اللّه الكذب وكفى به إثمًا مبينًا} [النساء: 50]
[الإبانة الكبرى: 2/861]
1174 - حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سليمان بن داود، قال: حدّثنا شعبة، قال: أخبرني قيس بن مسلمٍ، قال: سمعت طارق بن شهابٍ، يحدّث عن عبد اللّه، قال: " إنّ الرّجل ليخرج من بيته ومعه دينه، فيلقى الرّجل له إليه الحاجة، فيقول: إنّك لذيت وذيت يثني عليه، وعسى أن لا يحلى بحاجته بشيءٍ، فيرجع وقد أسخط اللّه، وما معه من دينه شيءٌ " قال شعبة: لمّا حدّثني قيسٌ بهذا الحديث فرحت به، وكان قيسٌ يرى رأي المرجئة قال الشّيخ: ففي بعض هذه الأخبار والسّنن والآثار، وما قد ذكرته في هذا الباب ما أقنع العقلاء وشفاهم، وأعلمهم أنّ الإيمان يزيد وينقص، وأنّ الأعمال الزّاكية والأخلاق الفاضلة تزيد فيه وتنمّيه وتعليه، وأنّ الأفعال الخبيثة والأخلاق الدّنيّة والفواحش تمحقه وتفنيه وتسلب الإيمان من فاعلها وتعرّيه، وهب اللّه لنا ولكم صوابًا بتوفيقه وتسديدًا لمرضاته وعصمةً من الضّلال إنّه رحيمٌ ودودٌ
[الإبانة الكبرى: 2/861]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, زيادة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir