سؤال أبي رواحة : قد دكر الشيخ عبد الله الفوزان أن الرزق قسمان خاص وعام وقال: إن الخاص هو الرزق الحلال للمؤمنين , هل هدا يعني أن أن الرزق الدي يسوقه الله للكفرة حرام ولو كان بطريقة شرعية أي ليس فيه ربا أو نحوه من الكسب الحرام ؟
جواب الشيخ عبد العزيز الداخل : الرزق الذي يسوقه الله للكفرة هو فتنة لهم كما قال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ, نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} ، وقال تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
وقال تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا}
فالكفار يُفتنون بما سخره الله لهم من الرزق فإن شكروا نعمة الله بأن أسلموا وعبدوا الله وحده لا شريك له واجتنبوا عبادة الطاغوت كانوا من المؤمنين الشاكرين ، وأثابهم الله على شكرهم نعمته ثواباً عظيماً.
وإن تمادوا في الكفر كانوا غير شاكري نعمة الله؛ فيستحقون العقاب على كفرهم ومقابلتهم نعمة الله بما يغضبه.
ومن جنى منهم المال برباً أو غصب أو سرقة أو غير ذلك من الوجوه المحرمة استحقَّ العقاب على ما اقترف من ذلك مع استحقاه العقاب على كفره.
والكفار يتفاوتون في العقوبة والعذاب بحسب مبلغ كفرهم وإجرامهم كما قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ}
وقال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}
وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}