76- وَمَنْهُ مَنْقُولٌ: كَفَضْلٍ وأَسَــدْ = وذُو ارْتِجَالٍ: كسُــــعَادٍ، وَأدَدْ
77- وَجُمْلَةٌ، وَمَا بِمَزْجٍ رُكِّبَــــا = ذَا إِنْ بغيرِ "وَيْهِ" ثُمَّ أُعْرِبَــــا
78- وَشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإِضَافَـهْ = كعبدِ شمسٍ وأَبِي قُحَافَـــــهْ
(ومنه) أي: بعضُ العَلَمِ (منقولٌ) عن شيءٍ سبَقَ استعمَالُه فيه قبلَ العَلَمَيَّةِ، وذلك المنقولُ عنه مصدرٌ (كفضلٍ) واسمِ عينٍ مثلَ (أسدٍ) واسمِ فاعلٍ كحارثٍ، واسمِ مفعولٍ كمسعودٌ، وصفةٍ مشبَّهَةٍ كسعيدٍ، وفِعْلٍ ماضٍ كشَمَّرَ- عَلَمُ فَرَسٍ- قال الشاعرُ [من الطويل]:
70- أَبُوك حُبَابٌ سَارِقُ الضَّيْفِ بُرْدَهُ = وَجَدِّيَ يَا حَجَّاجُ فَارِسُ شَمَّـــرَا
وفِعلٍ مضارِعٍ كيَشْكُرُ، قال الشاعرُ مِنْ [مجزوء البسيط]:
71- وَيَشْكُرُ اللَّهِ لا يَشْكُرُهُ
وجملةٌ وستأتي، (و) بعضُه الآخرُ (ذو ارْتِجَالٍ)؛ إِذْ لا واسِطَةَ على المشهورِ، وذهبَ بعضُهُمْ إلى أنَّ الذي علمِيَّتُه بالغَلَبَةِ لا منقولٌ ولا مُرْتَجَلٌ، وعنِ سيبويهِ أنَّ الأعلامَ كلَّها منقولةٌ، وعن الزجاَّجِ كلُّها مرتجلَةٌ، والمرتجَلُ هو: ما اسْتُعْمِلَ مِنْ أَوَّلِ الأمرِ عَلمًا (كسُعَاد) عَلَمُ امرأةٍ (وأُدَدْ) علمُ رجُلٍ (و) مِنَ المنقولِ ما أصلُه الذي نُقِلَ عنه (جملةٌ) فعليَّةٌ والفاعلُ ظاهرٌ: كبَرَقَ نَحْرُهُ، وَشَابَ قَرْنَاهَا؛ أو ضميرٌ بارزٌ: كأَطْرِقَا – عَلَمُ مفازةٍ-
قال الشاعرُ [من المتقارب]:
72- عَلَى أَطْرِقَا بَالِيَاتُ الخِيــَــامُ = إِلَّا الثُّمَامَ وَإِلا العَصِـــيَّ
أو مستتِرٌ: كيزيدَ، في قولِه [من الرجز]:
73- نُبِّئْتُ أخوالِي بَنِي يزيــــدَ = ظُلْمًا عَلَيْنَا لَهُمْ فَدِيــــــدُ
ومنه إِصْمِتْ- علمُ مفازةٍ- قال الشاعرُ [من البسيط]:
74- أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وبَاتَ بِهَـا = بِوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلاَبِهَــا أَوَدُ
تنبيهٌ : حُكْمُ العَلَمِ المركَّبِ تركيبَ إسنادٍ- وهو المنقولُ مِنْ جملةٍ- أن يُحْكى أصلُه، ولم يَرِدْ عن العربِ عَلَمٌ منقولٌ مِنْ مبتدأٍ وخبرٍ، لكنَّهُ بمقتضَى القياسِ جائزٌ، اهـ
(و) مِنَ العَلَمِ (مَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا) وهو: كلُّ اسمينِ جُعِلا اسمًا واحدًا، مُنَزَّلاً ثانيهما مِنَ الأَوَّلِ منزلةِ تاءِ التأنيثِ ممَّا قبلَها، نحوُ: بعلبَكَّ، وحضرَموتَ، ومعدِي كَرِبَ، وسيبويهِ، و(ذا) المركبُ تركيبَ مزجٍ (إِنْ بغيرِ "ويهِ" تَمَّ) أي: خُتِمَ (أُعْرِبَا) إعرابَ ما لا ينصرِفُ على الجزءِ الثاني، وقد يُبْنَى ما تمَّ بغيرِ "ويهِ" على الفتحِ تشبيهًا بخمسةَ عشرَ، وقد يُضَافُ صدرُه إلى عَجُزِه. والأَوَّلُ هو الأشهرُ؛ أما المركَّبُ المزجيُّ المختومُ بويهِ كسيبويهِ وعمرويهِ، فإنَّهُ مبنيٌّ على الكسرِ؛ لما سَلَفَ، وقد يُعْرَبُ غيرَ منصرفٍ كالمختومِ بغير "ويهٍ".
(وَشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإِضَافَهْ) وهو: كلُّ اسمينِ جُعِلاَ اسمًا واحدًا، مُنَزَّلاً ثانيهما مِنَ الأَوَّلِ مَنْزِلَةَ التنوينِ، وهو على ضربينِ: غيرِ كنيةٍ (كعبدِ شمسٍ)، وكنيةٍ، مثلَ (أبي قُحَافَهْ) وإعرابُه إعرابُ غيرِه مِنَ المتضايفينِ.