دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > الأصمعيات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 09:26 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي 26: قصيدة غريقة بن مُسافع العبسي: تقول سُليمَى ما لجسمِكَ شاحِباً = كأنك يَحميكَ الشرابَ طبيبُ

وَقَالَ غُرَيْقَةُ بْنُ مُسَافِعٍ الْعَبْسِيُّ:

تَقُولُ سُلَيْمَى مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبًا = كَأَنَّكَ يَحْمِيكَ الشَّرَابُ طَبِيبُ
فَقُلْتُ وَلَمْ أَعْيَ الْجَوَابَ وَلَمْ أُلِحْ = ولِلدَّهْرِ فِي صُمِّ السِّلاَمِ نَصِيبُ
تَتَابُعُ أَحْدَاثٍ تَخَرَّمْنَ إِخْوَتِي = وَشَيَّبْنَ رَأْسِي وَالْخُطُوبُ تُشِيبُ
أَتَى دُونَ حُلْوِ الْعَيْشِ حَتَّى أَمَرَّهُ = نُكُوبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ نُكُوبُ
لَعَمْرِي لَئِنْ كَانَتْ أَصَابَتْ مُصِيبَةٌ = أَخِي وَالْمَنَايَا لِلرِّجَالِ شَعُوبُ
أَخِي كَانَ يَكْفِينِي وَكَانَ يُعِينُنِي = عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ حِينَ تَنُوبُ
هَوَتْ أُمُّهُ مَاذَا تَضَمَّنَ قَبْرُهُ = مِنَ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ حِينَ يَنُوبُ
جَمُوعُ خِلاَلِ الْخَيْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ = إِذَا جَاءَ جَيَّاءٌ بِهِنَّ ذَهُوبُ
مُفِيدٌ مُلَقَّى الْقَائِدَاتِ مُعَوَّدٌ = لِفِعْلِ النَّدَى لِلْمُعْدَمَاتِ كَسُوبُ
فَتًى لاَ يُبَالِي أَنْ يَكُونَ بِجِسْمِهِ = إِذَا نَالَ خَلَّاتِ الْكِرَامِ شُحُوبُ
غَنِينَا بِخَيْرٍ حِقْبَةً ثُمَّ جَلَّحَتْ = عَلَيْنَا الَّتِي كُلَّ الرِّجَالِ تُصِيبُ
فَأَبْقَتْ قَلِيلاً ذَاهِبًا وَتَجَهَّزَتْ = لآخَرَ وَالرَّاجِي الْحَيَاةَ كَذُوبُ
وَأَعْلَمُ أَنَّ الْبَاقِيَ الْحَيَّ مِنْهُمَا = إِلَى أَجَلٍ أَقْصَى مَدَاهُ قَرِيبُ
فَلَوْ كَانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى لَفَدَيْتُهُ = بِمَا لَمْ تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ
بِعَيْنَيَّ أَوْ يُمْنَى يَدَيَّ وَقيِلَ لِي = هُوَ الْغَانِمُ الْجَذْلاَنُ حِينَ يَؤُوبُ
فَإِنْ تَكُنِ الأَيَّامُ أَحْسَنَّ مَرَّةً = إِلَيَّ فَقَدْ عَادَتْ لَهُنَّ ذُنُوبُ
كَثِيرُ رَمَادِ القِدْرِ رَحْبٌ فِنَاؤُهُ = إِلَى سَنَدٍ لَمْ تَحْتَجِنْهُ غُيُوبُ
قَرِيبٌ ثَرَاهُ لاَ يَنَالُ عَدُوُّهُ = لَهُ نَبَطًا عِنْدَ الْهَوَانِ قَطُوبُ
لَقَدْ أَفْسَدَ الْمَوْتُ الْحَيَاةَ وَقَدْ أَتَى = عَلَى يَوْمِهِ عِلْقٌٌ إِلَيَّ حَبِيبُ
حَلِيمٌ إِذَا مَا الْحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ = مَعَ الْحِلْمِ فِي عَيْنِ الْعَدُوِّ مَهِيبُ
إِذَا مَا تَرَاءَاهُ الرِّجَالُ تَحَفَّظُوا = فَلَمْ تُنْطَقِ الْعَوْرَاءُ وَهْوَ قَرِيبُ


  #2  
قديم 20 رجب 1432هـ/21-06-2011م, 10:46 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

26


وقال غريقة بن مسافع العبسي *


1: تقول سليمى ما لجسمك شاحبًا = كأنك يحميك الشراب طبيب
2: فقلت ولم أعي الجواب ولم ألح = وللدهر في صم السلام نصيب
3: تتابع أحداث تخرمن إخوتي = وشيبن رأسي والخطوب تشيب
4: أتى دون حلو العيش حتى أمره = نكوب على آثارهن نكوب
5: لعمري لئن كانت أصابت مصيبة = أخي. والمنايا للرجال شعوب
6: أخي كان يكفيني وكان يعينني = على نائبات الدهر حين تنوب
7: هوت أمه ماذا تضمن قبره = من الجود والمعروف حين ينوب
8: جموع خلال الخير من كل جانب = إذا جاء جياء بهن ذهوب
9: مفيد ملقى القائدات، معود = لفعل الندى، للمعدمات كسوب
10: فتى لا يبالي أن يكون بجسمه = إذا نال خلات الكرام، شحوب
11: غنينا بخير حقبة ثم جلحت = علينا التي كل الرجال تصيب
12: فأبقت قليلا ذاهبًا وتجهزت = لآخر، والراجي الحياة كذوب
13: وأعلم أن الباقي الحي منهما = إلى أجل أقصى مداه قريب
14: فلو كان ميت يفتدي لفديته = بما لم تكن عنه النفوس تطيب
15: بعيني أو يمنى يدي، وقيل لي = هو الغانم الجذلان حين يؤوب
16: فإن تكن الأيام أحسن مرة = إلي فقد عادت لهن ذنوب
17: كثير رماد القدر رحب فناؤه = إلى سند لم تحتجنه غيوب
18: قريب ثراه لا ينال عدوه = له نبطا، عند الهوان قطوب
19: لقد أفسد الموت الحياة وقد أتى = على يومه علق إلى حبيب
20: حليم إذا ما الحلم زين أهله = مع الحلم في عين العدو مهيب
21: [إذا ما تراءاه الرجال تحفظوا = فلم تنطق العوراء وهو قريب]


(*) ترجمته: هكذا ضبط اسمه في الشنقيطية، بضم الغين المعجمة وبالقاف. وفي الأوربية بالعين المهملة بغير ضبط. وهو اسم مجهول، لم نجد له ترجمة ولا ذكرًا، غلا أننا وجدنا في الاشتقاق لابن دريد 170: «ومن بني عبس عريفة، كان شاعرًا في الإسلام، وكان هجاء للناس، فرأى في النوم كأنه يأكل نارًا، وله حديث» ورسم فيه بضم العين المهملة وبالفاء، فلا ندري هل هو هذا أو غيره؟ والقصيدة قصيدة كعب بن سعد الغنوي يقينًا، كما بينا في الكلام على القصيدة السابقة 25. فلعل الأصمعي أخطأ أو وهم.
وقد اكتفينا في جوها وتخريجها بما سبق.
(1) شاحبًا: متغيرًا، لعارض من مرض أو سفر أو نحوها.
(2) أعي: يقال عييت بالأمر، وعييته، يتعدى بالحرف وبنفسه. وهذا البيت شاهده. وجاء شاهد آخر في المفضلية 91: 23. لم ألح: لم أحاذر. السلام، بكسر السين: الحجارة الصلبة، والصم: الصلاب الشداد.
(3) تخرمن: اقتطعن واستأصلن.
(4) النكوب: جمع نكب، بفتح فسكون، والنكب والنكبة بمعنى.
(5) شعوب: وصف مبالغة من «الشعب» بفتح الشين، بمعنى التفريق.
(7) ينوب: أي حين ينزل ما ينزل من المهمات والحوادث.
(9) مفيد: أي مستفيد مال. الملقى: الذي لا يزال يلقاه مكروه. القائدات: هي من الإبل التي تتقدمها. يريد أن إبله لا تزال تلقى منه المكروه بنحرها للأضياف. المعدم: الفقير ذو العدم. كسوب: مبالغة من الثلاثي، يقال: كسبت فلانًا خيرًا وأكسبته إياه. والأولى أعلى.
(10) خلات: جمع خلة، بفتح الخاء، وهي الخصلة.
(11) جلحت علينا: أتت علينا، أو حملت علينا، يريد المنايا.
(12) الحياة: رواية الأمالي «والراجي الخلود» ثم قال أبو علي: «وأكثرهم ينشدون» والراجي الخلود – يعني بالإضافة – لأنه أغرب وأطرف. والخلود – يعني على المفعولية – أجود في العربية.
(17) السند: ما ارتفع من الأرض في قبل الجبل أو الوادي. تحتجنه: تحتوي عليه؛ وهو بالنون في كل الروايات، وفي الشنقيطية «تحتجبه عيوب» بالباء وبالعين المهملة، وليس لها توجيه. قال البكري: «إنما مدحت العرب برحب الفناء لأنهم يريدون أنه سيد يكثر وراده وزواره، وتطيف به عشيرته. والغيوب: جمع غيب، وهو ما انخفض من الأرض، يمدحه بحلول الروابي والبروز للأضياف».
(18) قريب ثراه: قريب خيره. النبط: الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر. يقال فلان لا ينال نبطه لمن يوصف بالعز. عن الهوان: هكذا رواية الأصمعيات، وهي توافق رواية دريد في الجمهرة في الموضعين، ورواية الصحاح واللسان، ورواية الأمالي 1: 115. ولكن رواية الأمالي في القصيدة ورواية الأساس «آبي الهوان». وقد أنكر البكري الرواية الأولى في التنبيه، قال: روايته في هذا محالة مردودة، والصحيح آبي الهوان قطوب، لأنه إذا قال عند الهوان قطوب قد أثبت مهان مذال، وأنه يقطب عند نزول ذلك به. وقال نحو ذلك أيضًا في اللآلي. ورواية «عند الهوان» رواية ثابتة صحيحة، وليست خطأ في المعنى، ولا هي تفيد معنى الهوان، إذ هي على معنى أنه يغضب إذا به الهوان.
(19) العلق: واحد الأعلاق. وهو النفيس من كل شيء.
(21) العوراء: الكلمة القبيحة الزائغة عن الرشد.
[شرح الأصمعيات: 98-100]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
26, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir