«سورة المؤمنين»
قد أفلح للكوفي هارون دع بها
ومع مائة للغير تسع إلى عشر
بنين سنين المؤمنون ارجعون والشياطين
صل مع كذبون كما الدر
اللغة: الدر صغار اللؤلؤ.
الإعراب: قد أفلح مبتدأ مقصود لفظه لأنه اسم للسورة. وهارون مفعول مقدم لدع وبها متعلق بدع والباء بمعنى في وضميره يعود على السورة وأنث باعتبار السورة وللكوفي متعلق بدع وجملة دع خبر المبتدأ – وللغير خبر مقدم وتسع مبتدأ مؤخر وإلى عشر صفة لتسع. ومع مائة حال من تسع لوصفها بقوله إلى عشر. بنين مفعول صل مقدم عليه والكلمات سنين – المؤمنون – ارجعون – الشياطين عطف على المفعول مع كذبون حال منه. وقوله. كما الدر ما فيه زائدة والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من هذه الكلمات كأنه قال اعدد هذه الكلمات حال كونها شبيهة بالدر في انتظامها مع الآيات المتفق على عدها. ويحتلم أن نكون صفة مصدر محذوف أي وصلا كوصل الدر.
المعنى: أمر بترك عد قوله تعالى {ثم أرسلنا موسى أخاه هارون} للكوفي فيكون معدودا لغيره. ثم أخبر أنها عند غير الكوفي مائة وتسع عشرة آية فتعين أن تكون للكوفي مائة وثماني عشرة بإسقاط «هارون» وهي الكلمة الوحيدة المختلف فيها بين الأئمة وجه من عدها المشاكلة والإجماع على عد مثلها في بعض الموضع ووجه تركها عدم تمام الكلام كما هو ظاهر. ثم أمر بعد الكلمات الآتية للجميع وهي {من مال وبنين} {عدد سنين} {قد أفلح المؤمنون} {رب ارجعون} {من همزات الشياطين} {رب انصرني بما كذبون} في الموضعين. ونبه عليها لمخالفة بعضها لما قبلها وما بعدها في الزنة. ولعدم تمام الكلام في البعض الآخر وهذا معنى قوله صل أي انظم هذه الكلمات في سلك الآيات المتفق على عددها
[معالم اليسر: 136]
وليس فيها شبهة. وفيها مما يشبه الفاصلة وليس بمعدود {وفار التنور} ولم ينبه عليها اكتفاء بالتنبيه عليها في سورة هود وكذلك {ذا عذاب شديد} ولعل المصنف لم ينبه عليهما لبعدهما عن فواصل السورة إذ ليس فيها راء ولا دال والله تعالى أعلم.
[معالم اليسر: 137]