بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت أهمية دراسة هذهِ الأصول حتى يعرف طالب العلم مباني دين الأسلام ومايكون العبد بهِ مُسلماً
فيعرف فضل الإسلام وحسنه وماينقص إسلامه حتى يحذر منه .
الدرس الأول - معنى الشهادتان-
الشهادنان هما :- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وهما أصل الدين وركنه الأول وبه يدخل العبد في الأسلام ومن لم يشهد بهما فليس بمسلم ، فيعرف معنى الشهادتان وأحكامهما .
قال النبي عليه الصلاة والسلام بني الأسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان .
وهما أول مايجب تعلمهما من قبل العبد وبيان ذلك من حديث جبرل الطويل عندما سأل فيه النبي صلى الله عليه وسلم مرات الدين ( الإسلام والإيمان والإحسان ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )
معنى شهادة أن لا إله إلا الله
لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله ، والإله هو المألوه أي المعبود
فكل مايعبد من دون الله سبحانه وتعالى فعبادته باطل وهو مشرك وكافر . والدليل على ذلك قول الله تعالى ( ومن يدع مع الله إلهاً أخر لا برهان له
به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون )
والغاية التي خلقنا من أجلها هي عبادة الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى ( وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون )
فلا يجوز لنا أن نعبد لله مع أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وغيرها لان العبادة حق لله سبحانه وتعالى .
وبهذا يتبين لنا معنى التوحيد وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة فلا نعبد إلا الله وحده لا شريك له ، وبهذا المعنى ( لا إله إلا الله ) بعث الله سبحانه
الرسل يدعون الناس إلى التوحيد ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أن لا إله إلا أنا فأعبدون )
وبين الله سبحانه وتعالى عقبى المؤمنين الذين استجابوا للرسل وعاقبة الذين كذبوا الرسل وأشركوا بالله ، والأدلة على ذلك كثيرة
وأذكر منها قول الله سبحانه وتعالى ( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم أعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم )
والدعوة إلى التوحيد هي كلمة الحق التي دعا بها الرسل قبل النبي عليه الصلاة والسلام وهي دعوة رسولنا عليه الصلاة والسلام فلا يتحقق التوحيد إلا بإجتناب الشرك .
وبعث النبي عليه الصلاة والسلام برسائله إلى الملوك يدعوهم إلى التوحيد ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام أرسل إلى هرقل ملك الروم ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الأسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون )
وأرسل عليه الصلاة والسلام كذلك إلى كسرى ملك الفرس وإلى المنذر بن ساوى وغيرهم من الملوك في زمانه صلى الله عليه وسلم .
فتوحيد الله سبحانه وتعالى هو الدخول في ملة الإسلام وإذا أرتكب العبد ماينقص هذا التوحيد فهو مشرك كافر . فإذا شهد العبد أن لا إله إلا الله
فقد شهد ببطلان مايعبد من دونه سبحانه وشهد على نفسه أن لا يعبد إلا الله تعالى مخلصاً له الدين وهذا الذي أمرنا به سبحانه وتعالى ( فأدعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون )